ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - ...الأحواز...المأساة المنسية
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-12-2009, 22:29
الصورة الرمزية تغريـد
تغريـد
غير متواجد
فيزيائي عبقري
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 873
افتراضي ...الأحواز...المأساة المنسية


الأحواز
المأساة المنسية
(1)


برقية عـزاء


ثقيل على النفس أن لا يجد المرء أحداً يشاركه مشاعر فرحه. فكيف به حين يجد نفسه وحيداً يجتر آلام حزنه بلا شريك؟!

الحزن - يا سادتي! - مع الوحدة مصيبة مضاعفة!

ومن هنا كانت التعزية في شريعة ديننا، وتقاليد عروبتنا.

فحين يصاب أحدنا بمصيبة نذهب اليه معزين. نصبره، وندعو له، ونذكره بالحقيقة التي لا بد من مواجهتها. ولربما أعناه على بلواه - إن كان محتاجاً - بما تجود به القلوب قبل الجيوب؛

فتخف مصيبته، ويتضاءل حزنه. ويشعر أنه ليس وحده في هذه الحياة. بل إن له إخواناً و.. أعوانا.


هذا إذا كان المصاب فرداً، أو عائلة. فكيف إذا كان المصاب أمة أو شعباً بحاله؟!


بهذا الشعور ،، وهذا التصور ،، وهذا السياق المؤلم يأتي حديثي عن الأحواز.. أو قل: عن مأساة الأحواز.

ألا إن الأحواز كلها مصيبة!

أليس إذن من الواجب علينا أن نرسل إليها - ولو - برقية تعزية؟

نشارك بها إخواننا مشاعرهم، ونواسيهم في مصابهم، ونتبادل العواطف، ونمزج القلوب بالقلوب. ونقول لهم: لستم وحدكم؛ فصبراً بني عمنا!

إن موعدهم الصبح.. أليس الصبح بقريب؟



أما أنا..؟ فأرى في الأحواز عراقاً آخر يذبح.. ما رأيت صورة الكارون إلا وتذكرت شواطئ دجلة، وبساتين الفرات.
وما رأيت أحداً من أهلها، بسحنته العربية، ولهجته العراقية إلا وتذكرت أهلي، وأخذني الحنين إلى.. إلى هناك.
وما رأيت صور حياتهم وأنا أتابعها على مواقع الشبكة إلا وكأني أرى صور بلادي وأحبابي.. هذه أمي بعصبتها وفوطتها وعباءتها، وتلك خالتي،
وهؤلاء أبناء وبنات حارتي، وذلك خالي (يذري) بـ(مرواحه) دريس البيدر. وهذه النخلات نخلات قريتي، وهذه الساقية ساقيتنا التي كانت تمر من أمام دارنا.. وذاك.. ذاك..؟ أنا، نعم! أنا.

ويستبد بي الحزن.. وتنسج المأساة في خاطري خيوطها، وأنا أستعرض صور الأسرى، ورسوم الشهداء.. وفي أذني نشيد أحوازي..

هوسات يعربية، ونبرات حماسية، تلتهب مشاعري بلحنها، وتثور لوقعها. يا إلهي!.. وأغلق الصفحة؛.. كفى! لا أستطيع الاستمرار. وأتلفت حولي.. هل يراني من أحد، ثم أخرج المنديل...
و أتذكر - وعلى الدوام - قول شوقي منفياً في بلاد القوط:

يا نائحَ الطلحِ أشباهٌ عوادينا
نأسى لواديكَ أمْ تشجى لوادينا

ماذا أقُصُّ عليكَ غيرَ أنّ يداً
قصّتْ جناحَكَ جالتْ في حواشينا


يتبـــــــــع
رد مع اقتباس