ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - مدخل في الفيزياء الكونية
عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 02-12-2007, 03:31
الصورة الرمزية منير قنيش
منير قنيش
غير متواجد
فيزيائي نشيط جداً
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 87
افتراضي رد: مدخل في الفيزياء الكونية

بالطبع أعرفها أخي الإدريسي، ولولا معرفتي بها وإحاطتي بكل جوانبها لما بحثت عن شيء آخر بغية الإقتناع به.
وفيما يخص معارضتك لأفكاري فأنا أحييك على حرصك لعدم تعرض عقلك لتدفق أفكار غيرك لأنه من الخطر أن نقرأ عن موضوع قبل أن نكون قد فكرنا فيه بأنفسنا...فنحن عندما نقرأ لغيرنا يكون غيرنا هو من يفكر لنا، وهذا ما يحصر أفكارنا ويكبح انطلاقها كما يشل قوة التفكير. لكن أريد أن أعرف أين تكمن معارضتك فيما قلته؟
في كل الأحوال موضوعي هذا هو موضوع شمولي طويل لم يكتمل طرحه ويجب قراءته قراءة متأنية حينئذ يمكنك التعليق والمعارضة وكل شيء تريده.
بطبيعة الحال أنك تعلم يا أخي أن كل شيء في هذا الكون يخضع لنظام ملموس نشعر به.
هذا النظام هو نظام شمولي يضم أنظمة جزئية عديدة ومختلفة لكنها رغم اختلاف وظائفها تبقى دائما محتفظة بنفس الخصائص. وتعد النظمة الثلاثية أصغر جزء في هذا النظام فهي الجزء الذي لا يتجزأ فيه.

في الفكر

النظمة الثلاثية الفكرية هي وحدة تهدف في نشاطها إلى تنظيم الفكر وتحقيق التوافق بين الدين والفلسفة والعلم، وهي لا تعد مركبة بهذا الاعتبار من أجزاء تختلف طبيعة بعضها عن بعض. وكما سبق أن قلت فقصة ظهور الفلسفة إلى جانب الدين الذي نشأت منه تشبه إلى حد كبير قصة ظهور أمنا حواء إلى جانب أبونا آدم الذي خلقت منه، وإذا كان تعايش و تكامل آدم وحواء نتج عنه ظهور كل المجتمعات فإن تكامل الفلسفة والدين تولدت عنه كل العلوم.

في الاجتماع

النظمة الثلاثية الاجتماعية وهي وحدة نظام البشرية تهدف إلى تطور الجنس البشري واستمراريته. وهذه الوحدة هي الأسرة المتألفة من الرجل والمرأة والأولاد والتي تعد أصغر جزء في نظام البشرية. سأعود لطرحها مفصلة في وقت لاحق.

في المادة

النظمة الثلاثية المادية هي وحدة نظام المادة تهدف إلى حفظ الطاقة التي تمتلكها هذه الأخيرة. والوحدة هذه التي هي الذرة تتألف من البروتون والنيوترون ثم الإليكترونات تماما كما وجدنا في الفكر والاجتماع هناك أشياء ثلاثة مرتبطة فيما بينها. الأول ينتج عنه الثاني وبفضلهما معا ينتج الثالث والغاية واحدة هي الاستقرار والتوازن.
هذا من جهة، أما من جهة أخرى فالأفكار القصوى التي جاء بها العلماء كفكرة الانفجار العظيم سئمت منها وتركتها جانبا منذ سنين. ولا بأس أن أعرض البعض منها لكي تتحقق من ذلك


الكون في نظر علماء العصر الحديث

يعتبر عـلم الفلك أقـدم العـلوم التي عـرفها التاريخ، همه مـسألة بـداية الـكون و تـطوره وهو الأمر الذي كثيرا ما شغل بال عـلماء الطبيعة و الفلاسفة على مر العصور وعبر كل الثقافات. ولعل ما يميز المرحلة الراهنة عن سابقاتها أنه قد طرحت خلال العقود الأخيرة نماذج تحاول التأريخ للكون معتمدة في ذلك على نظريات يقال عنها فيزيائية، ولعل ابرز هذه النماذج في الوقت الراهن وأكثرها شعبية بين العلماء نموذج الانفجار العظيم الذي كان سببا لولود الكون.

فخلال حقبة بلانك التي تعتبر المدة الفاصلة، اختلطت جميع المقادير الفيزيائية الحالية المستعملة في الفضاء إلى حد فقدانها معناها الحالي. ثم توحدت هذه القوى وانقسمت إلى نماذج من التجاذبات فتكونت القوى الحالية كما أن الدقائق الصغيرة الأولية انقسمت وولدت معها الكوارك والبروتون والنيوترون فتجمعت هذه الأخيرة لتنتج الهيدروجين والدوتوريوم والهليوم والليثيوم، والإلكترونات التي كانت حرة تجمعت مع النواة لتشكل بنية كهربائية محايدة وهي الذرة. هكذا بدأت نشأة الكون عند العلماء انطلاقا من الانفجار الذي انتشر في كل نقط الفضاء فحصل تضخم هائل وتمت مضاعفات أبعاد الكون. وفجأة أصبحت المادة شفافة، فانتشر الضوء بعد مرور 300 آلف سنة في كل مكان بدون حاجز ثم ظهرت المجرات والنجوم.
إن المادة والإشعاع اللتان تشكلان الكون حاليا كانتا في الماضي السحيق مجتمعتين في مادة كونية أولية في جزء صغير جدا من الفضاء، ثم بواسطة تفجير ما تمددت المادة في الفضاء ودخلت في عملية فيزيو- كيميائية معقدة أدت مع الزمن إلى ميلاد الكون على الهيأة التي يوجد عليها اليوم.
ويرجع ظهور المجرات حسب العلماء إلى كون المادة التي كانت في البداية متجانسة تعرضت لتغيرات يعود سببها إلى كون الذرات كانت في وقت سابق تملأ مكانا على حساب مكان آخر، مما جعل هذه المادة تصبح غير متجانسة كما لم تعد لها نفس الحرارة فتكونت الجلطات وفي هذه الأماكن حيث تزداد الكثافة قليلا عن المعتاد بدأت هذه المواد تجذب إليها المادة المحيطة بها محدثة ما يشبه كرة الثلج وداخل هذه الكرة أي المجرة، بدأت نفس الظاهرة تحيل نفسها حيث تكاثفت المادة بصفة غير منتظمة تحت تأثير الجاذبية وكونت النجوم والكواكب وبفضلها ارتفعت الحرارة ملايين الدرجات وتحررت القوى النووية التي لم يكن لها دور في بداية تشكل الكون وبعدما تم دمج الذرات تكونت أخرى أكثر كثافة كالكربون والأوكسجين. وفي آخر الأمر قامت الجاذبية بخلط وتجميع هذه الجلطة مكونة مختلف بنيات الكون، إلا أن الاختلاف الحاصل بين العلماء يدور فقط حول التسلسل الزمني لهذه العمليات.
وفيما يخص ظهور الشمس، فيقول العلماء أنها نتجت عن تكاثف غازات وجزيئات دقيقة في وسط سديم وتستحوذ على أكبر قدر من الحرارة لدرجة انطلقت عندها التفاعلات النووية الحرارية التي تبقي على هذه الحرارة. أما الأرض فقد ظهرت منذ ما يزيد عن أربعة ملايير وستة مائة مليون سنة. ويرجع العلماء أن نشأتها مع كل كواكب النظام الشمسي كانت نتيجة لتكاثف المادة. وهكذا يلاحظ بعدما كانت درجة حرارتها مرتفعة أنها تبرد تدريجيا بفقدانها الحرارة المتجمعة أثناء فترة التكوين التي تغذي نشاطها الداخلي (براكين، زلازل، حركة الصفائح على سطح الأرض.....).
وتفيد بعض الدراسات أن الأرض مكونة من عدة طبقات متركزة، تشكل الطبقة الخارجية منها القشرة الأرضية وتحت هذه القشرة مباشرة توجد طبقة ثانية تسمى الطبقة الوسطى (الرداء)، وفي المركز توجد النواة. أما الغلاف الصخري فتكونه القشرة الأرضية والجزء العلوي من الطبقة الوسطى. فحسب العلماء، تشكلت الأرض بتكون النواة بهجرة العناصر الثقيلة( حديد, نيكل..) نحو مركزها. أما الرداء فقد تكون من عناصر طافية غنية بالسيليكات، ثم تكونت بعد ذلك قشرة رقيقة من البازلت وصخور شبيهة به فوق الرداء بعد أن برد سطحيا.

ومما لا شك فيه عند العلماء أن الغلاف الجوي نشأ عن خروج الغاز من الرداء كما يحدث للصهارات أثناء الاندفاعات البركانية على مستوى أكبر. ولم يكن الغلاف الجوي يحتوي على أوكسجين بل كان يحتوي على ثاني أو كسيد الكربون والميتان والهيدروجين والأمونياك وبخار الماء. وقد تكاثف هذا الأخير أثناء تبريد الأرض وهو أصل المحيطات الأولى. أما القمر فيعد شقيق الأرض لكنه فقد كل حرارته.
هذه هي حصيلة العلماء من المعلومات المسلم بها المتعلقة بشرح مسألة البدايات والتي تعد الأساس الذي تنبني عليه تفسيرات مظاهر وظواهر الكون.
إن الاستدلال الذي استخدمه العلماء لا يشرح كيف ظهرت القوى لأول مرة في الكون كما تبقى مسألة الجوهر فيه غامضة لا نعرف حسبه ماهية الدقائق الأولية ولا نعرف أيضا كيف تولدت البروتونات ولا أين كانت الإليكترونات تعيش حرة قبل أن تتجمع مع الأجسام التي تولدت وما هو سبب التفجير الذي تحدثوا عنه.
بربك أخي، ماذا تكون هذه الجاذبية التي تكاثفت المادة بصفة غير منتظمة تحت تأثيرها والتي بفضلها ارتفعت الحرارة ملايين الدرجات وتحررت القوى النووية وتجمعت الجلطات مكونة مختلف بنيات الكون؟
إن الجاذبية بالمفهوم الذي اتخذه العلماء في شرح مسألة البدايات تعتبر إما شماعة يعلقون عليها جهلهم لحقيقة الأمور وإما إلها قادرا على كل شيء.
إنه تصور خاطئ وضعه العلماء يصعب على العقل بالمنطق أن يستوعب مفاهيمه، ولا غرابة في ذلك ما دامت الحواس هي الوسيلة المستخدمة. فالإنسان منذ القدم بدأ بحواسه لإدراك ما حوله، لكن سرعان ما ثبت له أن الحواس لا تستطيع أن تعطيه أي صورة حقيقية عن العالم خصوصا لما أدرك أن المعلومات التي جمعها عنه بواسطتها، وظن لفترة من الزمن أنها حقيقية، لم تكن سوى أوهام ورغم ذلك استمر البحث وركز العقل على التجريد لاستخدامه كإمكانية أو وسيلة في بناء المعرفة الإنسانية تحت شعار: من الخطأ نتعلم الصواب.
أرجو أن تستطعم ذوق ما قلته وشكرا
رد مع اقتباس