ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - بعض الآفات الحالية للأمة الإسلامية
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-02-2009, 23:17
الصورة الرمزية mysterious_man
mysterious_man
غير متواجد
مشرف منتدى الفيزياء النسبية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
الدولة: مصر
المشاركات: 3,213
افتراضي بعض الآفات الحالية للأمة الإسلامية


بعض الآفات الحالية للأمة الإسلامية
السلام عليكم

لقد قرأت كثيرا وسمعت كثيراً من كافة الفرق الإسلامية ولقد وجدت فيهم من الآفات ما يستحيل أن تقوم معها لهذه الأمة قائمة قبل أن تُمحى وتُزال: من فضلك ضع بعد كل من هذه الآفات عبارة (إلا من رحم ربي).

الآفة الأولى: عدم فهم النصوص الجزئية للقرءان والسنة في ظل المقاصد الكلية للشريعة والتي أتت من الفهم المتكامل للقرءان والسنة كوحدة واحدة.

الآفة الثانية: عدم استطاعة دارسي الشريعة فهم مقصود مخالفيهم ولذلك لعدم الابتداء بحسن الظن ولضيق أفقهم واحتكار الحقيقة.

الآفة الثالثة: إيهام الناس بأن دراسة العلوم الشرعية هي أساس بل وبناء النصر أما العلوم الطبيعية فهي تأتي على هامش الوعي والاهتمام الإسلامي.

الآفة الرابعة: توجيه الفكر الإسلامي وإنهاكه نحو تناحر المسلمين على "أيهم أقرب للحق" وعدم التركيز على العدو المشترك.

الآفة الخامسة: تقديس الأشخاص بقصد أو بدون قصد فإذا قال العالم الفلاني شيئاً فهو صحيح وإن كان مخالفاً للقرءان والسنة.

الآفة السادسة: نسيان الأصل وعدم الاهتمام به كالاهتمام بتفسير الأصل من قبل علماء كانوا يعيشون في زمان يصلح تفسيرهم له ولكنه لا يصلح لزماننا. فالأصل صالح لكل زمان ومكان وليست بالضرورة تفسيرات العلماء.

الآفة السادسة: النقد اللاذع (الذي يصل كثيراً للسب بل والتفسيق) العلماء بعضهم بعضاً أمام عامة الناس مما يخلق تجرأً من العامة على العلماء ويخلق أيضاً بلبلة عند العامة في قضية "أيهم نتبع"!! فضلاً عن القدوة السيئة.!

الآفة السابعة: عدم قبول الخلاف والظن الواهم لبعض الدعاة أنهم سيصلون إلى الحل الواحد للمعادلة الإسلامية وذلك بحجة أن الحق واحد. وهم لا يدركون أنهم مهما بذلوا من جهد فكل ما سيفعلونه في النهاية هو إضافة مذهب جديد لا غير.

الآفة الثامنة: الاستغناء عن القرءان الكريم "بتفاسير" القرءان الكريم وهو نوع من الهجر الذي نهانا رسولنا صلى الله عليه وسلم منه وأيضاً إلغاء باب التدبر الشخصي في القرءان الكريم. ولو كان للقرآن الكريم تفسيراً وحيداً لفسره لنا الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته ولكنه ترك جله دون تفسير ليشمل المكان والزمان إلى يوم القيامة. (هذه ليست دعوى للتفسير بالرأي والهوى ولكنها دعوى لترك باب الاجتهاد مفتوحاً للعلماء وتشجيع الأفراد على التدبر الشخصي في كتاب الله تعالى)

الآفة التاسعة: ثقافة الأنا واحتكار الحقيقة والكبر في عدم الرجوع للحق.

الآفة العاشرة: فهم القرءان والسنة على نحو يختلف مع مراد الله ورسوله فترانا نتصارع مئات السنين في قضية "هل سيخلو العرش من الله عز وجل أم لا عند نزوله للسماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل" وكأن الحديث القدسي هذا مراده!!. مع أن مراد الله واضحُ للإنسان العادي البسيط وهو ببساطة أن نستغل الليل في التوبة والأوبة واللجوء إلى الله!!! وليس مطلوباً منا أكثر من ذلك.

الآفة الحادية عشر: تحويل العقيدة البسيطة التي تتناغم مع فطرة الإنسان البسيط إلى فلسفات معقدة لا قِبلَ للعامة بها وهو ما يؤدي الى سوء فهم العقيدة السليمة بل وإثارة شبهات في نفس الدارس كان من الممكن ألا تخطر بباله أصلاً.

الآفة الثانية عشر: هو طرح شبهات الأقدمين التي برزت بل وماتت أيام معاصرة الفلسفات اليونانية للثقافة الإسلامية على دارسي العقيدة الآن وكأننا مُجمدون في الزمن. وترك الشبهات الأكثر قوة التي يتشبث بها الملحدون في أيامنا هذه للتدليل على صحة منهجهم.

الآفة الثالثة عشر: عدم الثقة بالدين والاستدلال المتعسف بالاكتشافات العلمية الحديثة لإثبات صحة القرءان والسنة. وإنما ينبغي ألا يُدرج في باب الإثبات العلمي إلا الحقائق وليست النظريات مثلاً كذكر القرءان بدقة بالغة لمراحل تطور الجنين في بطن أمه.

الآفة الرابعة عشر: محاولة تفسير الغيبيات كطلوع الشمس من مغربها مثلاً تفسيرات فيزيائية وهذا ان دل فإنما يدل على الإحساس الكامن عند بعض المسلمين بالدونية وعدم احساسهم بقيمة دينهم.

الآفة الخامسة عشر: هو المسارعة في التحريم بدون نص قطعي الدلالة قطعي الثبوت.

الآفة السادسة عشر: هو عدم إدراك المسلمين أن تحصيل العلوم التطبيقية واستخدامها في تقوية شوكة المسلمين داخلياً وخارجياً هو فرض على الأمة وهو في الحقيقة جهاد زمننا الحالي لأنه لا جهاد بدون قوة ولا قوة بدون علم.

الآفة السابعة عشر: هو الاحجام عن تعلم الحكمة من غير المسلمين وإن كانت في المجالات الاجتماعية والنفسية بحجة أن الإسلام كافٍ لهذا الغرض. ولكن مالا يدركه الكثيرون أنه مع صحة حجتهم فما لم نستطع أن نصل إليه من الكتاب والسنة لعجزنا أو لقلة فهمنا لا حرج علينا أن نتعلمه من غيرنا طالما لم يصطدم بتعاليم شريعتنا.

الآفة الثامنة عشر: هو ترك علم عالم بالكلية لمجرد أنه اختلف معنا في الرأي في مسألة (بل حتى لو كان خطأً بيناً وليس مجرد اختلاف في الرأي) وكأننا ننتظر من العالم أن يكون إما معصوماً وإما مارقاً ولا وسط بينهما!!

الآفة التاسعة عشر: هو التخلي عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كفريضة إسلامية حتى صار المعروف منكراً والمنكر معروفاً وتخلى العلماء عن دورهم في قول كلمة الحق في وجه الحكام المخطئين دون أن يخشوا في الله لومة لائم.

الآفة العشرون: أننا إما أن نستورد النماذج الغربية للإصلاح بما فيها من مميزات وعيوب وإما أن نتركها بالكلية. والصحيح أن يكون ديننا هو حبل الله المتين الذي نعتصم به ونضم إلي حضارتنا كل علم نافع علمه الله لبشرأيا ماكانت ملته وننبذ ما عداه من فساد وعلم غير نافع.

الآفة الحادية والعشرون: هو جهل كثير من علمائنا بأحوال الدنيا من حولهم وبأساسيات العلوم المادية.

الآفة الثانية والعشرون: هو عدم فتح الفرصة أمام العلماء في العلوم المادية لإبداء رأيهم في آيات القرءان التي لها علاقة بالعلوم المادية. فعلماء الشريعة الحاليون ليسوا بقادرين على التأمل في مثل هذه الآيات. (يُشترط أن يكون هناك تعاونا بين عالم الطبيعة وعالم الشريعة واللغة حتى لا يزل أحدهم في تأويل متعسف أو مجانب للصواب)

الآفة الثالثة والعشرون: هو عدم وجود ثقافة ترتيب الأولويات بين علمائنا في وعظ الناس وبين عامتهم بالتبعية.

الآفة الرابعة والعشرون: الاجتهاد فيما ينبغي التوقف عن الاجتهاد فيه لأننا لن نصل لرأي جديد عما سبقنا فيه آلاف العلماء (مثل فقه الطهارة والصلاة ) وعدم الاجتهاد فيما ينبغي الاجتهاد فيه (مثل الاقتصاد الاسلامي والسياسة الدولية الاسلامية والقضايا الطبية الحديثة وموقف الشرع منها).

الآفة الخامسة والعشرون: عدم احترام التخصص الدقيق في علوم الشريعة وظهر ذلك جلياً عندما فتحت الفضائيات أبوباها للأسئلة الشرعية, فتجد عالم الحديث يفتي فتاوى فقهية يلزمها دراسة عميقة في اصول الفقه و تجد الفقيه يصصح ويضعف الأحاديث وكأنه خبير بعلم الرجال والجرح والتعديل.

الآفة السادسة والعشرون: غياب العمل الجماعي والفتاوى الصادرة من هيئات كبار العلماء وشيوع الفتاوى الفردية بين الناس ومما هو معلوم أنه مهما بلغ العالم من علم فإن فرصة أن يفتي برأي خاطئ أكثر بكثير من مجموعة من العلماء الذين يصوب بعضهم بعضاً.

الآفة السابعة والعشرون: الاستخدام الغير مسئول لألفاظ شرعية مثل "إجماع" و "جمهور العلماء" فتجد من يقول أن هذا هو رأي الجمهور وتجد مخالفاً له في الرأي يقول أن رأيه هو هو رأي الجمهور دون حتى أن يوضحوا للعامة معنى كلمة "جمهور" أو إجماع وضوابط استخدامها.

الآفة الثامنة والعشرون: عدم توعية الناس بأنه يوجد ما يُسمى الخلاف بين العلماء وأن هذا طبيعي وأنه لو أراد الله أن يُفهم النص بطريقة واحدة لفعل ولكنها حكمة الله في دينه ليكون الدين دينا عالمياً صالحاً لكل البيئات وكل الأزمنة مادام النص يُفهم في حدود اللغة العربية السليمة وفي ضوء غيره من النصوص المرتبطة بنفس القضية.
ويرتبط بهذه الآفة إيهام العامة أنه لا يُوجد إلا رأي واحد.
وإنما ينبغي تنبيه العامة على وجود الخلاف وأن المفتي هو أميل لرأي معين من الآراء المختلفة. وأن اختلاف العلماء لا يلغي وجود الاتجاه الاسلامي العام الذي "بعكس ظن الكثيرين" هو في اتجاه الحق ولكن عن طريق حبل غليظ تختلف اتجاهات خيوطه داخله ولكن اتجاه الحبل ككل هو نحو الحق بإذن الله تعالى.
ملحوظة: اختلاف اتجاه الخيوط تكون تقوية للحبل الغليظ وليس اضعافاً له إذا كانت الخيوط تساعد بعضها بعضا ولا تتناحر ويقطع بعضها بعضا.

الآفة التاسعة والعشرون: هو انزلاق الكثير في وضع الفتوى أولاً تأثراً بالبيئة المحيطة ثم انتقاء النصوص التي تؤيد هذه الفتوى والصحيح هو العكس وهو أن يتم جمع جميع النصوص المرتبطة بقضية ما وتطبيق عليها علم اصول الفقه لاستخراج الفتوى بغض النظر إن كانت موافقة لبيئة المفتى أو ميله الشخصي أم لا.

الآفة الثلاثون: هو عدم مراعاة الأقليات وأحكامهم الخاصة وعدم مراعاة الإسلام كدين عالمي فتجد الفتوى التي تُفتى لمستفتي مصري مثل االفتوى التى تُفتى لمستفتي ألماني مع اختلاف البيئة المحيطة بالمستفتي بل ونفسية المستفتي تماماً. ولا أقول بتغيير الفتوى حسب المكان بلا قيود ولكن أقول أن قواعد شريعتنا من المرونة بأن تسع العالم كله بكل ظروفه.

الآفة الحادية والثلاثون: هي فتح باب الفضائيات للأفتاء اللحظي على الهواء وهذا مزلق خطير فقد تكون الفتوى تحتاج للتفكير العميق بل قد تكون محتاجة لأخذ رأي متخصصين في مجالات أخرى داخل الشريعة الإسلامية وخارجها.

الآفة الثانية والثلاثون: هو استدراج بعض برامج الفضائيات الخبيثة لبعض العلماء حسني الظن قليلي الوعي بحيث يكونون من مدارس فكرية مختلفة وافتعال المعارك الكلامية بين العالمين واستفزازهم حتى يخرجوا عن هدوئهم وقد يقعون في الخطأ في حق بعضهم البعض. فيتحقق بذلك الغرض الشيطاني للبرنامج وهو فقدان الناس احترامهم لكلا العالمين والاحساس بالضياع بين آرائهم وفقدانهم الثقة بوجود رأي إسلامي سديد حول الشئون الإسلامية المعاصرة.

ملحوظة هامة: ترتيب الآفات لا يدل على ترتيب أهميتهم

والله أعلم

تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم
رد مع اقتباس