ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - نظرات حول مصطلح الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، وتعليقات د.الطيار على نقاش الأعضاء
عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 21-02-2007, 14:58
الصورة الرمزية ناصر اللحياني
ناصر اللحياني
غير متواجد
المُشـــرف العـــام
أبو صــالح وجُمــانة وراشــد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 14,476
افتراضي تعليقات فضيلة الشيخ د.مساعد الطيار حول نقاش الأعضاء في بحث الإعجاز العلمي ...

تشرف ملتقى الفيزيائيين العرب بزيارة فضيلة الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار ،

الأستاذ المساعد بكلية المعلمين في مدينة الرياض ،

ومشرف ملتقى أهل التفسير



وقد تكرم بالتعقيب على ردود الأساتذة الكرام ، في موضوع :

" نظرات حول مصطلح الإعجاز العلمي في القرآن الكريم "

ولأهمية الرد أفردته في موضوع منفصل ،،،



هذه تعليقات فضيلته ،،،



أشكر القائمين على هذا المنتدى ، كما أشكركم على حرصكم بنقل أحد مقالاتي في ( تقويم الإعجاز العلمي )
في هذا الملتقى النافع ، وأسأل الله لي وله ولكم التوفيق والسداد ، وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه ،
ولقد أرسل إليِّ الأخ ناصر للاطلاع على بعض تعقيباتكم النافعة ، فاطلعت عليها وكتبت هذين التعليقين ،
فإن يكن صوبًا فمن الله وحده ، وإن يكن خطأً فمني ومن الشيطان ، وأسأل الله منه الغفران .

أولاً : ما ذكره الأخ الكريم : مستلهم الفيزياء ( مشاركة 29 ) والأخ الكريم المتفيزق ( مشاركة 35 ) :
لا يختلف أحد فيما تقول من كون الإعجاز العلمي ـ إذا ثبت ـ فيه تثبيت للمسلم ، وهو من أساليب الدعوة ،
لكن ما ميزانه في هذين الامرين ؟
هل قمنا ببحث علمي في هذا المجال ، ووضعنا الأسئلة اللازمة لذلك ؟ ومنها :
ما مدى حاجتنا للإعجاز العلمي في الدعوة إلى الله ،
وما منزلته بين أساليب الدعوة الاخرى ؟
هل كان أثر للعلماء الذين آمنوا بسبب الإعجاز العلمي ؛ أثر على أقوامهم ؟
هل إيمانهم هو مجرد الاقتناع بصدق الرسالة ،
أو إنه إيمانٌ عملي ؛ يقومون فيه بكل واجبات الإسلام ؟
هل نحن بحاجة إلى الإقناع العلمي فقط ، أم نحن بحاجة إلى القوة التي تحمي هذا العلم ، وترد عنه هجمات الأعداء ؟
فلماذا نغفل عن تكوين القوة إلى الدفاع أو الدعوة بالإعجاز العلمي فقط ؟
هل الذين يؤمنون بالإسلام يحتاجون
إلى هذا الأسلوب المنطقي القائم على العلم التجريبي في إقناعهم بالإسلام ؟
أو أن الاقتناع المتناسب مع الفطرة هو المؤثر الأول في إيمان هؤلاء ؟
والذي أريد لفت النظر إليه هو أن أغلب المؤمنين من ذوي التفكير العادي ، ولا يحتاجون إلى كبير إقناع في ذلك ،
كالذي يحدث بالإقناع بواسطة الإعجاز العلمي .
ثم إن النظر في المؤثرات التي تجعل الكفار يؤمنون ويدينون بالإسلام مما يجب أن يكون في إطار البحث ،
فعلى سبيل المثال ؛ انظر ما وقع من أحداث 11 سبتمبر ، مع ما فيها من الألم والمصائب التي حلت بالمسلمين ؛
انظر كم الذين أسلموا بسببها ، ثم وازن ذلك بمن أسلم بسبب الإعجاز العلمي ، وإنك لتعجب إذا علمت أن الناجي الوحيد
في أحداث 11 سبتمبر قد أعلن إسلامه !

ينظر ـ على سبيل المثال ـ هذا الرابط :
http://www.kl28.com/books/showbook.php?bID=74&pNo=20

وهذا الرابط :
http://www.soutalhaq.net/forum/viewtopic.php?p=52560&sid=607e564751e94177484ca6b799ee3596

والملاحظ أن بعضنا تأخذه العاطفة حين حديثه عن الإعجاز العلمي فيتحدث عنه كأنه هو السبيل الوحيد
الذي سيجعل الكفار يؤمنون بالإسلام . كما أن بعض الناس تراه يجرِّم من يعترض على مسألة الإعجاز العلمي ،
وكأنه يراه يعترض على أمر مقدس لا يجوز المساس به ، والأمر ـ إذا كان الرد علميًا ـ أهون من ذلك .
وبما أنكم تنتمون إلى علم تجريبي ، وأنتم تعلمون أن لكل علمٍ أصولاً ولا يصلح أن يتكلم المحلل الاقتصادي
عن الفيزياء ولا الفيزيائي عن الاقتصاد ، فكل له تخصصه ، فكذلك بيان كلام الله ( التفسير ) له أصوله وضوابطه ،
ومن لم يقم بها فإنه يقع في الخطأ من حيث لا يدري ، والأخطاء ـ اليوم ـ في ربط آيات القرآن ببعض المكتشفات المعاصرة كثيرة ،
ولابد من التقويم والتسديد لمثل هذه الأعمال .
وما دام أن الأمر كذلك ، فإن الرجوع إلى ذوي العلم في تقرير هذه الأمور من الواجبات على من يخوض غمار
الإعجاز العلمي ، وأرى أنه لا يكفي تقرير كون هذه القضية العلمية يدل عليها القرآن أو لا يدل ، أن يكتفى برأي واحد ،
بل لابد من هيئة علمية معتبرة تقرر ذلك ، لتكون النفس أسكن إلى ما تتوصل إليه عدد من العقول العالمة المتخصصة .
ولا أراكم تخالفون في أن حق كتاب الله أولى من حق فلان أو علان ، ورد التأويلات الباطلة عنه أولى من حماية
جناب فلان أو علان ، لكن يكون ذلك بأسلوب علمي ، وأدب إسلامي ، دون التراشق بعبارات جارحة أو محتقرة لغيرك .
كما أنبهكم لأمر مهم ، وهو أن القول بالإعجاز العلمي قول على الله ، والقول على الله إما أن يكون بعلم ،
وهذا هو الرأي المحمود ، وإما أن يكون بجهل ( نقص العلم ) ، وهذا هو الرأي المذموم ، فليحذر المسلم أن يقول
على الله بغير علم ، فيدخل في النهي الشديد الذي ورد في الآثار لمن قال على الله بغير علم ،
ويدخل فيما حرمه الله بقوله تعالى :
(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) .

وإني لازلت أدعو إلى التريث في قضية الإعجاز العلمي ، وإلى أن نقف ـ نحن المسلمين ـ لندرس تلك التجربة
التي مر عليها ما يربو على ثلاثين سنة ؛ للنظر نظرًا علميًا بلا عاطفية ولا حيادية ، وننظر إلى نتائج هذه الدراسة
لنقرر بعدها كيف يكون المسير في هذا الحادث الجديد .
وأحب أن ينتبه إخواني إلى أمر مهم ، وهو أن توسيع أمر الإعجاز العلمي ، وتركيب هذا المصطلح على
( موافقة القرآن لما ثبت في العلوم الكونية والعلوم التجريبية المعاصرة ) = أنه أمر حادث معاصر ،
أما ربط العلوم بالقرآن من باب التفسير ، فهو قديم .
وهذان أمران متقاربان ، لكن قد يخفى على من ليس بمتخصص في هذا الشأن هذا الأمر ، فأحببت التنويه بذلك ؛
لأني لم أجد من المتقدمين من نص على هذا النوع بذاته ، ومثل له كتمثيل المعاصرين ، والله أعلم .

ثانيًا : ماذكره الأخ الفاضل المتفيزق ( مشاركة 37 ) من أن السلف قد يفهمون فهمًا مغلوطًا ... )
المثل الذي ضربه ليس في باب التفسير ، ولا في باب الإعجاز ، ولا يخفى على أحد أن بعض السلف قد يخطئ ،
لكن لا يمكن أن يكون كلهم على الخطأ ، فالأمة لا تجتمع على الخطأ ، والأمر فيه تفصيل لا يحتمله هذا الجواب ،
وقد كتبت في هذا مقالاً علميًّا محكمًا ، ولعلي أرسله لكم لكم لاحقًا لينشر في هذا الموقع ، فهو منصب على كيفية التعامل
مع أقوال السلف حال بيان الإعجاز العلمي ، وسيكون فيه بيان لما ذكره أخي الكريم هنا .
أما ما يتعلق بكروية الأرض وانبساطها ، فأرجو أن يعذرني أخي الحبيب ( المتفيزق ) أن أقول : إننا نُؤتَى في بعض
الأمورمن جهلنا ، وواقع الامر ليس كذلك ، فعلماء الإسلام ليسوا على قول واحد في كون الارض منبسطة
غير كروية ، وقد نقل الإجماع عن السلف ( الصحابة والتابعين وأتباعهم ) لى أن الأرض كروية ،
والقول بأنها منبسطة غير كروية قول بعض المتأخرين من علماء الكلام ، وليته يراجع ـ تكرمًا لا أمرًا ـ بعض
كتب ابن تيمية فقد ذكر فيها كون الأرض كرويةـ بل كل الأفلاك ـ بلا خلاف عند السلف ( الفتاوى 5 : 150 ) ،
( 6 : 565 ـ 585 ) ، الرد على المنطقيين ( 137 ، 260 ) ،
بيان تلبيس الجهمية ( 2 : 212 ) .
رد مع اقتباس