تتعلق هذه المشاركة بموضوع الطاقة أيضا...وبالتحديد مبدأ بقاء الطاقة وعدم استحداثها من غير شيء...
سأبدأ ببعض التساؤلات التي سمعتها أكثر من مرة ...
أولها أن بعض الزملاء قد تحدث إلي مرة عن تبريد الجو في الأيام الحارة بفتح باب الثلاجة كي تخرج البرودة إلى جو الغرفة وبالتالي يتمتع بانتعاش ولا المكيفات !!!
والثانية أننا عندما كنا نمر على شاطئ البحر كنا نمر على قوم يعكفون على عمل أنابيب لنقل ماء البحر إلى مسافة عدة كيلومترات لتبريد محطة الكهرباء التي أنشئت في المنطقة (في غزة تحديدا)، وحيث إن اليابسة أعلى من البحر لذلك يتطلب الأمر عمل دفاعات (محركات ضخ) لنقل هذه المياه إلى اليابسة... وكان البعض يعلق على العمل ويتحدث عن طريقة عمل هذه المحطة وكيف أنهم سوف يبردون المحركات وفي نفس الوقت سوف يستغلون هذه المياه المضغوطة في تحريك توربينات لتوليد الكهرباء...
والثالثة أننا فكرنا يوما في ربط مولد كهرباء بمحرك مضخة الري الصغيرة (7حصان) التي تروي قطعة أرض لنا في منطقة المواصي المعروفة بخان يونس ... وبالتالي فإننا نأخذ كهرباء ونسقي الزرع ...
إن هذه التساؤلات يمكن الرد عليها من خلال معرفة جيدة بمبدأ ثبات الطاقة وأنها لا تخلق من غير شيء... أو من العدم كما يقولون...
إن الثلاجة التي نفتح بابها تبرد من خلال عملية معروفة في الديناميكا الحرارية ...ولكن ما يهمنا هنا أن امتصاص الحرارة في باطن الثلاجة هو على حساب ضخ الحرارة في الجو الخارجي وبالتالي وعند أحين الظروف التي يكون فيها المبرد مثاليا فإن الحرارة المنبعثة من شبكة الثلاجة الخارجية (المكثف) تساوي الفقد في الحرارة من داخل الثلاجة ...وعلى ذلك فإن فتح باب الثلاجة يعني أن الحرارتن تتعادلان ولا تستفيد من الثلاجة شيئا ...بل بالعكس ...إن الكفاءة ليست مائة بالمائة وربما لا تزيد كثيرا عن 60 بالمائة الامر الذي يعني ان الفقد أكبر من الفائدة وبالتالي سيكون العادم والحرارة المنبعثة أكبر من التبريد الحاصل بمعنى ان درجة الحرارة لن تلبث أن تزداد ...هههههه... ولكنك ستحس أنك منعنش ... تخدع نفسك بهذا الوهم... ولكننا نذكر هنا أنك عند بداية فتح الثلاجة وملامسة جو الثلاجة فإنك تحس بالانتعاش لأن الهواء البارد وصلك قبل ان يتم انتشاره في جو الغرفة ويحدث التعادل...
بقي أن نقول إن الثلاجة يمكن أن تساهم في تلطيف الجو لكن كيف ؟؟؟ بطريقة واحدة وهي أن تحفر لها في الحائط كما المكيف تماما وتجعل المكثف (الشبك الخلفي ) في خارج الغرفة بينما الفريزر المبرد في داخل الغرفة وفي هذه الحالة فكأنك تمتص الحرارة من داخل الغرفة وتضخها إلى الخارج... لكنك ستكون أنانيا لأنك سترضي حاجتك على حساب زيادة درجة الحرارة في الجو الخارجي ... ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم!!!
النكتة الثانية وهي نقطة الماء الذي نضخه ويشغل التربينات ... هذا هراء ... لأن الماء المضغوط بفعل المحرك لن يكتسب طاقة تزيد عن طاقة (أو قدرة المحرك إذا اعتبرنا الزمن) وبالتالي فإن الطاقة التي تحرقها المضخة تحولت في أحسن الظروف للماء الذي صار يجري ...هذا الماء سوف يدير التربينات ولن يزيد عن طاقته بأي حال من الأحوال وحيث إن هناك مفاقيد في الانابيب من الاحتكاك ونحو ذلك فإن طاقة الماء المندفع ستكون أقل من طاقة المحرك والمولد المشبوك في التربين له مقاومات ومفاقيد وبالتالي سنحصل على كهرباء طاقتها (قدرتها) أقل من قدرة المضخة التي ضخت الماء ابتداء ... وعلى ذلك فلماذا كل هذا العناء ؟ فلتكن المضخة هي المولد وخلاص!!! والحقيقة التي لم يعلمها هؤلاء أن المحطة هي محطة حرارية أو بخارية بمعنى انه يتم تبخير الماء واستخدامه في تحريك زعانف المولدات وما الماء إلا للتبريد وللغليان ليس إلا ... ولكن الناس لا يعلمون!!!
والثالثة شبيهة بالثانية ... إن التفكير في ربط مولد بالمضخة التي تعمل على البترول أمر ممكن ولكن على حساب قوة ضخ الماء يا صديقي ... لماذا لأن القدرة ثابتة يعني الطاقة في وحدة الزمن ثابتة ...وهذه لا تستحدث من لا شيء ... وعلى ذلك إذا أنرت المصباح مثلا فإن الطاقة التي يستهلكها تتطلب طاقة من دوران المحرك (المضخة) والباقي يذهب لضخ الماء بل إنك لو اخذت كمية ضخمة من الطاقة لتوقف احدهما إما توقف ضخ الماء أو توقفت الكهرباء التي تغذي منزلك ... وربما انفجر المحرك شاكيا بثه وحزنه لله رب العالمين على هذا الاستغلال الكبير...
كل التحية...