[انتبهوا لوجودي]

الفضاء الخارجي يحول جزيئات الأتربة الكونية إلى صور حية


هامبورج: د ب أ

اكتشف العلماء أن جزيئات الأتربة الكونية غير العضوية يمكن في الواقع أن تتحول إلى "صور حية" تحت ظروف خاصة.
وكشف البحث الجديد الذي نشر في "نيو جورنال أوف فيزيكس" أن الأتربة غير العضوية إذا تواجدت في صورة غاز مؤين (الذي يحتوي على أعداد متساوية تقريبا من الأيونات والإلكترونات) في ظل انعدام للجاذبية الأرضية فإنها تتحول إلى تراكيب حلزونية مثل تلك التي توجد في الحامض النووي "دي إن إيه".
ويتم تحقيق التماسك بين جزيئات الأتربة بقوى كهرومغناطيسية يقول العلماء إنها يمكن أن تحتوي على شيفرة قريبة من المعلومات الجينية الموجودة في المادة العضوية. ويبدو أن هذه الشيفرة يمكن أن تنتقل للجيل التالي. وتشتمل هذه الظاهرة على تداعيات بعيدة الأثر بالنسبة لصور الحياة على الكواكب الأخرى.
وقال جريجور مورفيل من معهد ماكس بلانك للفيزياء الكونية ومقره جارشينج بألمانيا إن "هذه النتيجة كانت بمثابة مفاجأة لنا". وقام مورفيل وزملاؤه ببناء جهاز محاكاة يعمل بالكمبيوتر لعرض ما يحدث للأتربة المغموسة في غاز مؤين أو البلازما.
وتلتقط حبيبات التراب شحنة سالبة عن طريق امتصاص الإلكترونات الموجودة في الغاز المؤين وحينئذ تجتذب هذه "النواة" المشحونة إيونات موجبة التي تشكل ما يشبه القشرة حولها.
ومن المعروف بالفعل أن هذا النظام يمكن أن يثمر عن مجموعات متناسقة من الأتربة، فيما يعرف ببلورات المؤين "كريستالات البلازما"، كما أوضحت بعض التجارب أنها قد تترتب في أشكال حلزونية.
ومثلها مثل الحامض النووي فإن هذه الأشكال الحلزونية من الأتربة يمكن أن تخزن المعلومات. وبالفعل حدث ذلك عندما لوحظ أنها تتكون من شكلين ثابتين أحدهما بقطر كبير والآخر بقطر صغير، ومن ثم فإن الشكل الحلزوني يمكن أن يحمل سلسلة من النطاقات العريضة وأخرى من النطاقات الضيقة.
وأجريت هذه التجربة في ألمانيا في ظل جو من انعدام الجاذبية، كما أجريت على متن محطة الفضاء الدولية على بعد 200 ميل من سطح الأرض