[ياسمين]

كان شعبُ الاسكيمو يبني الأكواخ على شكل القبابِ مستخدماً كتل
الثلج بدل كتل الحجارة 0 أما اليوم فقد انتشر في بلاد الاسكيمو بناءً
البيوتِ من الأخشاب أو من الحجارة ن وما زال الاسكيمو اليــــوم
يلجأون إلى بناءِ الأكواخ الثلجية في مناسبات خاصةٍ ، أو أثناء رحلة
يقومون بها 0 هذه الأكواخ تُبنى بسرعة ً تتحدى رداءة الطقس مهما بلغت 0

يُحفر في البداية خندق طولُه خمسةً أقدام ( أو متر ونصف المتر ) ،
وعرضه عشرون بوصة ( أو نصف متر ) ، ويجري الحفر عميقاً
في حقل ثلجي كدّستِ الرياح الثلوج فوقه 0 ثم يبدأ اقتطاع كتل الثلج
بالسكين ، من حافة الخندق الداخلية 0 وينبغي أن يكون شكلً الكتل
ضيقاً من الداخل ، وأن يكون الوجه الخارجي عريضاً نسبياً 0
وهكذا حين تُرصف الكتلُ فوق بعضها البعض تكون مائلة نحو الداخلِ 0


و ترصف الكتلُ تبعاً لخط دائري ، وبما أنّ الكتل تميلً نحو الداخل
فإن الدائرة سوف تضيقُ باستمرار وهي تلتف بشكل حلزوني 0
مادة البناء تقتطع باستمرار من الداخل حيث يقفُ الشخص الذي يبني 0
وهكذا تعلو قبة الكوخ وتتجوف أرضه في وقتٍ واحدٍ 0 و أخيرا تقفل القبة
بحجر العقد الذي يؤخذ من الحجارة 0 وينبغي أن تكون مساحة السطح العلوي
لهذا الحجر أوسع من مساحة السطح السفلي ، أي أن تكون الحواف العليا
أكبر من الحواف السفلى 0 وتُملا الفراغات الكائنة بين الكتل بالثلج الطري 0
وهكذا فإن بناء كوخ صغيرٍ بهذه الطريقة يتم خلال ساعتين أو ثلاث 0

عندما يكتمل البناء يأتي دور المرأة في العمل 0 توقدُ سراجاً يُغذي بدهن الحوت
و تزيد اشتعاله قدر المستطاع 0 تُغلق الباب بكتلة جليد وتعمل على سد جميع
الفراغات والمنافذ 0 حين ترتفع الحرارة يبدأ الثلج بالذوبان 0 لكن بما أن
السقف مقبب أو منحنٍ فلا تتساقط القطرات 0 بدل ذلك تنزلق القطرات فوق الكتل
بحيث تبتل جميعها 0

عندما تبتل الكتل بشكل كافٍ تطفئ المرأة سراجها وتفتح الباب 0
فيندفع الهواء الشديد البرودة إلى الداخل الحار الرطب خلال دقائق 0
وهكذا يتحول الكوخ من بناءٍ ثلجي هشٍ إلى قبةٍ من الجليد ! ويصبح قوياً جداً
بحيث يمكنُ أن يتدحرج على سطحه دب قطبي دون أن يحطمه 0
وبما أنه صلب قاسٍ فهو لا يذوب نتيجة الدفءِ ويشكل مأوى مريحاً 0

لكن ، بالطبع ، عندما يمضي الشتاءُ وترتفع حرارة الجو يبدأ الكوخُ بالذوبان ، وأول
ما يذوبُ فيه هو السقف 0