ملتقى الفيزيائيين العرب > منتديات أقسام الفيزياء > منتدى فيزياء الـكـــــم. | ||
من يرمي النرد؟ في عالم الكم |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
من يرمي النرد؟ في عالم الكم
من يرمي النرد؟
سأحاول أن أبين في هذه المقاربة (المثال) كيف تجري لعبة العالم حسب مفاهيم الفيزياء الحديثة. فنحن أمام نظرية فيزيائية (فيزياء الكم) ناجحة بشكل باهر ولكنها تجعل العالم عالم غير حتمي وتجعل من السببية سببية ضعيفة، سببية لا حتمية. كلنا يعرف لعبة طاولة الزهر (النرد) ومعظمنا مارس هذه اللعبة. يقوم اللاعبان بترتيب أحجار اللعب عند البداية حيث يختار كل لاعب لون محدد الأسود أو الأبيض يطلق العلماء على هذه الحالة، الحالة الواقعية. يقوم كل لاعب بإلقاء حجر النرد حسب دوره، ويقوم بتحريك أحجار اللعب وفقاً لنتيجة كل رمية نرد، وحسب نوع اللعبة التي يلعبانها. إذا دققنا النظر في اللعبة نجد أن اللاعب الوحيد هنا حجري النرد، رغم أن كل لاعب يبدو عليه أنه يتحكم بمصيره وأنه قادر على تحقيق الفوز. ونلاحظ أن اللاعب يبذل كل جهده وتفكيره في ذلك. إن كل ما يفعلانه اللاعبان هو رصد حجري النرد بإيقافهما عن الحركة على أرضية طاولة الزهر. ومن الممكن أن يأتي شخص آخر ثالث يقوم بوظيفة رمي حجري النرد دون أن يغير ذلك من حقيقة الأمر أو يؤثر على مجرى اللعب. ولنسأل هل ؟ يمتلك اللاعبان في هذه اللعبة نوعاً من الإرادة الحرة، أو بتعبير آخر هل ؟ تظهر إرادة حرة عند كل لاعب - بالمناسبة إذا أحصينا عدد أدوار اللعب على مدى طويل نجد أن اللاعبان متساويان بالفوز والخسارة. نستطيع بثقة أن نقول : إن كل لاعب يمتلك نوعاً من الإرادة الحرة في هذه اللعبة، لأن كل لاعب له حق الاختيار. فهو يختار أي حجر لعب يريد تحريكه حسب رصده لحجري النرد. ونلاحظ في بعض الأحيان يتكلم اللاعبان عن الحظ – الحظ كان بجانب احد اللاعبين- وهو ما يعرف بالقضاء والقدر في عالمنا والذي يمثل عجز أحد اللاعبين أمام نتائج رصد حجري نرد خصمه. وإذا أردنا تعزيز الإرادة الحرة عند كل من اللاعبين فلا بد من زيادة عدد أحجار النرد، وزيادة عدد أحجار اللعب وزيادة مساحة طاولة الزهر. عندها تزداد خيارات اللاعبين وتزداد الإرادة الحرة لكل من اللاعبين، في مثل هذه اللعبة سوف يبدو أن كل من اللاعبين يرصدان تقريباً نفس أرقام أحجار النرد، وبالتالي ستبدو اللعبة بالنسبة لهما، فيها شيء من الحتمية، بالإضافة إلى الإرادة الحرة كما ذكرنا. وسيقل الحظ ولكن عندما يقع كأن يأتي رقم 6 على 10 أحجار نرد عندما نرصدها، سيكون أمراً عظيماً خارقاً، حدثاً نادراً ولكنه ممكنا، قد يلعب اللاعبان أدواراً كثيرة دون أن يقع مثل هذا الحدث. هكذا أرى عالمنا عالم مليء بالإرادة الحرة التي تتمثل باختيارنا الذي هو بالأصل أحد خيارات النرد. إذاً من يرمي النرد في عالمنا؟ لنحاول الآن أن نجعل اللعبة حتمية حسب ما تخبرنا به الفيزياء التقليدية. لنجعل أحجار النرد ملونة وكل حجر نرد يحوي رقماً واحداً وأحجار اللعب ملونة كل حجر لعب له نفس لون أحجار النرد، بحيث يتم تحريك حجر اللعب الملون حسب لون حجر النرد الذي يحمل نفس اللون. عندما تلقى أحجار النرد فنحن نعرف النتيجة مسبقاً، وبالتالي ليس من الضروري إلقاء أحجار النرد. فقط يكفي وضعها على ارض الطاولة وقراءة الأرقام وتحريك الأحجار الموافقة لها حسب لونها. لا أظن أن أحداً سوف يرغب أن يلعب مثل هذه اللعبة، حيث لا يملك أي لاعب حق الاختيار فالأحجار تتحرك بشكل حتمي والنتيجة حتمية بالطبع. إذاً في عالم حتمي، لا وجود للإرادة الحرة، فنحن في مثل هذا العالم مسيرون لا نملك حق الاختيار بين الصواب والخطأ، بين الخير والشر. في هذا العالم الحتمي، ليس من الضروري وجود من يرمي حجر النرد؟ على درو الكلمة الصادقة نلتقي :s_thumbup: المخلص دوماً خلدون محمد خالد |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|