[أرض الشمس]

في خطوة جديدة تضاف إلى الرصيد العلمي في مجال الطب، ابتكر العلماء مشرطا جراحيا ذكيا قادرا على تحليل خلايا الأنسجة أثناء قطعها وتحديد إذا كانت خلاياها سرطانية أم لا.. والمشرط الجديد الذي تم ابتكاره في معامل سانديا القومية التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية، يعتبر ثورة في الطب الجراحي.
وتعتمد فكرة المشرط الجديد على تغير لون شعاع الليزر بمجرد مروره خلال الخلايا السرطانية، بسبب اختلاف طبيعتها الكيميائية الداخلية عن كيمياء الخلايا الطبيعية، وتنقل هذه التغيرات مباشرة إلى كمبيوتر يقوم بتحليلها ومن ثم إعطاء نتائج التحليل النهائي على الفور.
غرفة العمليات هي المختبر الحقيقي
حتى الآن، لم يتم اختبار المشرط الجديد اختبارا حقيقيا في غرفة العمليات، حيث تم اختباره فقط في المعمل على أنسجة نظيفة غير مختلطة بدماء أو بقايا أنسجة أخرى كما هو الحال أثناء العمليات الجراحية. كما أن الخلايا السرطانية التي تنمو في المختبر تختلف عن تلك التي تنمو في الجسد الحي.
وعند سؤال جارث كريكشانك، أستاذ جراحة الأعصاب في مستشفى الملكة اليزابيث في برمنجهام بالمملكة المتحدة عن مدى فاعلية المشرط الجديد قال إن الفكرة في حد ذاتها شيقة . لكنه أضاف انه لا يستطيع أن يتوقع مدى فاعليته من الناحية العملية في إطالة أعمار المرضى بالسرطان .
موضحا انه لكي يفعل الطبيب ذلك يجب عليه أن يزيل جميع الخلايا السرطانية تماما بلا استثناء حيث إن بقاء أي عدد من الخلايا السرطانية كفيل بعودة المرض، وهو شيء مستحيل عمليا .
وبناء عليه، من وجهة نظر أستاذ جراحة الأعصاب، فإن الاهتمام بالعلاج الكيماوي وتطويره أهم من الناحية العملية، لكن مبتكري المشرط يعتقدون أنه سيكون ذا فائدة كبيرة لجراحي الأعصاب، خصوصا في إزالة الأورام المتوارية خلف الدماء أو الأنسجة العضلية، وذلك بمساعدة تكنولوجيا الليزر الدقيقة .
وترجع أهمية هذه التقنية بالنسبة لجراحة المخ بوجه خاص بسبب الخوف الذي يلازم جراحي المخ والأعصاب من إزالة أنسجة مخ سليمة، حيث يؤدي ذلك إلى خلل دماغي خطير.

منقول من هذا الموقع