[محمود الجنابي]

سأروي لكم هذه الموقف الذي حصل معي عسى ان ينال هذا الموضوع رضاكم..قبل احتلال العراق ببضع سنين التحقت بالخدمة العسكرية الالزامية ولانني مهندس كهرباء فقد تم الحاقي بقسم الكهرباء الخاص بالدبابة الروسية( تي 72) .الذي حصل ان احد العاملين في هذا القسم ويدعى (جواد) قد استقبلني بحفاوة بالغة غير متوقعة وليس لها مبرر فانا جندي لا اكثر ولاحظت انه يحاول ان يخدمني بكل ما يستطيع .قلت في نفسي ربما ان هذا الرجل قد هداه الله وجعله ينظر لي وكأنني قد أتيت من المريخ ففكرت بكسر هذا الحاجز الذي صنعه...فقلت في نفسي سوف امزح معه...فقلت له كلاما غريبا ليس له اي معنى..من ضمن ما اذكرمن كلام هو..ان الانسان تذهب روحه الى القمر في منتصف الليل ثم ثم ترجع الى باطن الارض قبل طلوع الشمس ثم يحصل انكماش للروح في الصباح ثم وبطرق ميتافيزقية تنقلب الروح بشكل لولبي الى اعماق البحار ولكن هذا لايعني تحول الروح من الحالة السائلة الى الحالة االكاربونية بل تبقى في حالة تشبع مغناطيسي .الخ الخ من هذا الكلام الذي ليس له معنى ولكن الذي فاجأني ان هذا الرجل لا يضحك بل يشير برأسه على انه موافق على كل كلامي ودائما كان يقول كلامك صحيح كلامك صحيح.واخيرا قلت يارجل انا مزح معك .واذا بهذا الرجل ينفجر ضاحكا وقال لي هل تعرف ماذا فعلت بي .قلت له وماذا فعلت فقال لي طوال الفترة التي انت تتكلم بها وانا الوم بنفسي واقول كم انا انسان جاهل ولا افهم شيئا .لماذا انا لا افهم هذا الكلام الذي هو بالتاكيد (حسب اعتقاده ) كلام علم ولكن لشدة غبائي لا أحلل طلاسمه .بعد هذا الموقف اكتشفت ان هذا الرجل هو رجل بسيط من منطقة ريفية يغلب عليها الطابع العشائري وهو رجل مسالم جدا..وبعد ان اصبحت علاقتي معه علاقة اخوية قال لي يا اخي محمود هناك مشكلة كبيرة تأرقني ليل نهار واريد نصيحتك وبدأ بشرح هذه المشكلة وهي باختصار تتعلق بالثار العشائري حيث حدثت معركة مع احد ابناء المنطقة واخوه الاكبر وقد قتل نتيجة هذه المعركة وتم حبس القاتل عدة سنين وحسب العرف العشائري عندهم يجب عليه (جواد) ان يقوم بقتل قاتل اخيه بعد خروجه من السجن والا سوف يقولون عليه جبانا وهذه بالنسبه للعشيره سبة كبيرة .فقال لي ماذا افعل فانا رجل مسالم ولم اقتل في حياتي ولدي اطفال اريد تربيتهم وانا لازلت شابا واريد ان اعيش وقال حتى ابي قبل فترة قد عيرني وقال لو كنت شجاعا لقتلت قاتل اخيك قبل ان تلقي الشرطة عليه.فقال لي انصحني ماذا افعل ماذا افعل وقاتل اخي سوف يخرج من ا السجن قريبا..هنا اصبحت انا في حيره فماذا انصحه .قلت له اترك لي التفكير بالموضوع الى يوم غد...وفي اليوم التالي جائني وكنت قد فكرت بالموضوع..فنصحته بما يلي .قلت له اسمع يا صديقي انت ساكن في منطقة يحكمها العرف العشائري وهذا لا يناسبك لانك رجل مسالم جدا..لديك الوقت الكافي لترك قريتك والذهاب الى مدينة بعيده جدا عن قريتك وابدأ حياتك من جديد .حياتك ومستقبلك هي ملك لك فقط وليس لاي انسان الحق بتقرير مصيرك وبالتحديد الى الحي الصناعي في مدينة الرمادي هناك سوف تضيع تماما خصوصا وانه ميكانيكي جيد .وفعلا اتبع النصيحة وقد اتصل بي اخر مرة قبل اقل من سنة وهو مرتاح لوضعه الجديد والحمد لله انا اشعر باني قد تمكنت من انقاذ مستقبلة.....

[الوفي]

ما شاء الله عليك ........ عطيته اخير النصايح وافضلها,,
جزاك الله خيرا

[ربانة]

السلام عليكم اخي الاستاذ محمود الجنابي

أولا نقول فرج الله كربتكم في العراق وعجل الله الفرج ولجميع بقاع العالم المسلم الذي يعانون من جور الاحتلال

ثانياً والله استغرب وجود مثل هذه التقاليد البالية

واراهن ان السبب في وجودها هو عدم تطبيق الشرع

الحمد لله ان الله اعطى عباده شرعاً ينهجونه وبه تصلح الامم

فلن تجلو مثل هذه العادات الا به

اتعلم ان النفس الانسانية تختلف في عفوها

هناك من يعفو عن قاتل احد افراد اهله والانسان بطبيعة الحال فرد ضعيف ولكن حينما تعلم النفس ان الشرع سيأخذالحق لها وقتها سترتاح وقد تعفو

لانهتعلم ان لن تضيع النفس

ووالله كانت هناك قصة من القديم في بلدنا لا زلنا نتداولها وهي ان احد الاشخاص قتل

احد جيرانه نتيجة شجار تافه وكان القتيل وحيد والدته كل الناس طلبوا من الام ان تعفو عن القاتل لأنه في حكم الشرع القتل العمد يقتل حدا بالسيف

ولم تستطيع اعلفو وحين القصاص ذهبت الى مكان القصاص وطبعا هذه القصة قديمة جدا في عهد الاشراف في جدة حيث سفت الثرى المليء بدم القاتل وهي فرحة بأخذ الحق لإبنها


انا هنا استشهدت بهذه القصة لأقول ان النفوس بعضها لاتستطيع العفو وهناك ايضا في المقابل نفوس تستطيع العفو ولكن في وجود الشرع تحفظ الحقوق ويستتب الامن لان هذا منهاج رباني يعني الله هو ادرى بنفوس عبيده وهو الاعلم بلأصلح لها


وما فعلته اخي هو عين الصواب

وعسى ربنا يجنبه ان يقع في الخطأ
وبطبيعة الحال الامن غير مستتب في العراق فالشرطة لا اعلم انتم ادرى بذلك لماذا لا يخطرهم بذلك

وليست العراق وحيدة ففي مصر حالات الثأر لا زالت قائمة

وهذا بسبب القوانين الوضعية

القانون الفرنسي وغيرة

ولن ولن يصلح الحال الا بتطبيق الشرع في كل امرنا


وجزاك المولى كل الخير على نصحك له

[محمود الجنابي]

شكرا الى الاخ (الوفي ) والاخت ربانة على المرور

[محمود الجنابي]

فقط توضيح الاخت ربانة بخصوص الشرطة ولماذا لا يذهب الى الشرطة .يبدو ان هناك التباس بالموضوع .ان قلق وخوف (جواد) ليس من القاتل الذي نال جزاءه وانما مرد خوفه يرجع الى مايلي...ان قاتل اخيه سيخرج من السجن وبالنسبة الى جواد يعتقد ان قاتل اخيه قد اخذ عقابه بالسجن وهو بالنسبة اليه عقاب كاف ..لكن بالعرف العشائري هذا العقاب لا يكفي لذا عليه ان يقتل قاتل اخيه عند خروجه من السجن .وطبعا اذا قام بهذا معناه ان الشرطة ستلقي القبض عليه وستلقي ب(جواد) بالسجن وهذا ما لا يريده اخونا جواد فهو كما قلت رجل مسامح ومسالم ولكن ماذا يفعل لعشيرته وتقاليدها المتعجرفة والبالية..من هنا كانت نصيحتي له بترك قريته وبدء حياة جديدة..

[الفجر]

الله يعطيك العافية ويجزاك خير...

[عادل الثبيتي]

يعطيك العافيه وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً ،،،

[kingstars18]

[GRADE="00008B FF6347 008000 4B0082"]

شكرا لك وبارك الله فيك،،

[/GRADE]

[البالود]

ينال رضاي ليش مايناله

يناله وهو موضوع من اخا لنا من العراق العريق


أشكرك جزيل الشكر


تقبل خالص الود والتقدير

وأدام الله امنكم , واعانكم على عدوكم

[ربانة]

بصراحة يا اخي محمود الجنابي بالنسبة للقانون الذي فرضته الشرطة ليس هو الحل لتجنب هكذا مصائب لو قلت مثال لو ان انسان في حاله ومسالم واتى عليه رجل وهكذا لو نقول بطراً يعني بدون اي سبب وقتله هل من العدالة اسجن هذا الرجل وبعد ذلك يطلق سراحة واهل القتيل مكلومين على فقد نفس وضياع حقه فالنفس بالنفس وهذا ما يدل عليه شرعنا

انا هنا لست ضد العفو ولكن حينما يعفو اهل القتيل عن القاتل الامور تتبدد وينتهي كل غي وكل غل في الصدور

صحيح انني خرجت عن موضوعك الذي طرحته واعلم مليا ان ما فعلته هو الاصوب

ولكني اتكلم عن اصل وجود مثل هذه التقاليد


شكرا اخي وانهى مثل هذه الامور في كل بقاع المسلمين