[فتاة العين]

لكي نكون ناجحين في حياتنا يجب أن لا نرضى بأي نتيجة نصل إليها بل نطمع بالمزيد ويجب أن نَكون ذوي إرادة قوية, إن فقدان الإرادة الذي نبتلى به الآن هو مرحلة خطيرة علينا تجاوزها بحزم وصلابة وشجاعة.
ولا نسير بأوامر النفس الأمارة بالسوء والخداع النفسي الذي يصيبنا. لذلك علينا الآن أن نقوم بثورة ضد أنفسنا وان نمتلك عزيمة قوية وكافية لنعالج مشاكلنا بصورة عامة, ثورة في كل أبعاد حياتنا يجب أن نكون قادرين على الإبداع ولو من ابسط الأشياء يجب أن نخطو خطوة فخطوة نحو الاتجاه الصحيح مهما كان ذلك صعباً.
إن مهمتنا الأولى هي أن نولد إرادة كافية لدفع المضرة او كما يقال " دفع الضر مقدم على جلب المصلحة", إذن يجب أن ننتـفض ضد الكسل ضد الراحة المفرطة ضد كثرة النوم ضد ريال مدريد وبرشلونة ضد المسلسلات والأفلام ضد كل ما هو سلبي وسالب للوقت.
وبعدها لنبدأ بمحاولة دراسة واجباتنا دراسة نتـفكر فيها كثيراً ولا نكتـفي بأي مستوى للفهم ولنحاول أن نفهم أعمق من ذلك حيث مهما كان مستوى فهمنا فأن هناك مستوى أعمق منه يأتي من البحث والتفكر "وفوقَ كل ذي علم عليم". وأعلم إن نفسك أو قل الشيطان لن يتركك وشأنك وسيحاول الوسوسة لك بأمور قد يكون منها :
(1) ذهب معظم الوقت من عمرك لمثل هذه الأمور ولن تستطيع تدارك المسألة وعليه اترك هذا الدرب . وأجيب على هذا الخداع بمستويـين :
المستوي الأول:- إن تحصيل القليل من المعلومات والفهم خير من العدم مهما كانت هذه المعلومات قليلة, واسأل نفسك انه لو كانت هناك مباراة كروية وعلمت بها آخر عشر دقائق فهل ستـترك متابعة باقي المباراة لأنه لم يـبقى سوى عشر دقائق أم انك سوف تتابعها حتى لو بقي دقيقة واحدة علماً إن نتيجة المباراة لا تزيد ولا تنقص في عمرك شيئا
المستوي الثاني:- إن توجهنا نحو العلم والمعرفة لا يرتبط فقط بالدراسة الجامعية بل لكي نرضي الله سبحانه وتعالى وعندما تكمل دراستك في الجامعة لا يعني هذا نهاية الطريق بل لعله بداية الطريق الحقيقي نحو العلم والمعرفة.
(2) وقد تخدعك نفسك عندما تنهض لتدرس فتقول لك , " أنت الآن متعب استرح لنصف ساعة أو ساعة ثم بعدها ادرس" ويذهب الوقت ولا تستفد منه شيئاً. ومعالجة هذه النقطة هو بوضع جدول لحياتك اليومية مرغما نفسك على إتباعه ولا يضر إن أخفقت يوم أو يومين في حالة عدم تنفيذه ولا يستدعي ذلك تركه.
(3) وعندما تبدأ بالقراءة والدراسة ربما تجد صعوبة في فهم المادة وخصوصا إذا كانت تحتاج لفهم عميق أو باللغة الإنكليزية. وهذه المشكلة هيّ الأهم و الأخطر ولا تكسر إلا بإرادة قوية وتحمل عالي ومواصلة مستمرة وتدريجية والاستمرار سيكسر هذه الصعوبة. فإذا تمكنت من النقاط أعلاه بعونه تعالى ربما تصادفك بعض الأمور منها:
1- حصول صداع في الأيام الأولى فعليك أن ترتاح قليلاً ومن ثم ارجع لمواصلة الدراسة والمطالعة ولا تضيع وقتك في الإسراف في الراحة بل عليك أيضا التفكر فيما قرأت
2- حصول ملل من الدراسة في بعض الأحيان وهذا أمر طبيعي ويوجد نوعين من الحل لهذه المشكلة:
أولا الوقاية منه, أي لكي لا يحصل هذا الملل عنك فخصص جزء من وقتك لمطالعة مواضيع أخرى تحب قراءتها فمثلاً لو كنت تدرس لمدة ساعتين في اليوم خصص نصف ساعة لذلك, أما ذا حصل الملل فاترك الدراسة ورفه عن نفسك بأمور مقبولة كأن تذهب لصديق أو مكان ترتاح له وحاول مناقشة أمور تحب مناقشتها. أما إذا قلت يجب أن تتوفر المستلزمات الضرورية للدراسة بشكل مريح لكي نبدع فأن الإبداع هنا نتيجة طبيعية للظروف الحسنة ولا فخر هنا لان الأمور سهلة ولا تحتاج طاقة كبيرة لتحدي الواقع.
وأخيرا::
أوصيكم بان تـتـفكروا ثم تـتـفكروا بل تـتـفكروا في ماذا تـتـفكرون به فالتـفكر هو الأساس للعلم لا القراءة وحفظ المعلومات.
بقلم::
محمود مسافر عبيس الحلو
ماجستير علوم في الفيزياء
جامعة الكوفة/كلية العلوم/قسم الفيزياء
منــقولـــ:s_thumbup: