[العالمه]

((وتبقى الحقيقة التي نتعلمها من الآخرين غير مجدية..
ووحدها الحقيقة التي نكتشفها من أنفسنا تكون ذات قيمة))

الكسندرا نيل

ذات يوم ..حلقت فوق أرجـــاء المعمورة ..فرأيت السلام يحيط بالعالم..
رأيت مساحات شاسعة من البياض..
وفراشات حمراء .. وزهور البنفسج..
رأيت منازل عامــــرة..وأرض خصبة خضراء..
وارواح طاهرة..وقلوب صافية..وأنفساً مملؤة بالحـــب..

سمعت صوت الآذان يعلو..الله أكبر..الله أكبر..فيخشع العالم..وتخرج أفواج المصلين..ويكتظ المسجد بالحضور..


وإبتسامة بريئة .. وسعادة جليلة .. وهيبة عظيمة..في وجوهـ الناس..

مشــــاهد كثيرة رأيتها عندما كانت روحي تحلق كحمامة بيضاء فوق الأرض..




وحينما..

صحــــــــــوت على الحقيقة ..علمت أن كل مارأيته لم يكن..إلا من نسج الخيال..

وأنني في عالم غير مانسجته لي خيوط مخيلتي..-وإن كان يلامس شيئاً يسيراً من أرض الحقيقة-..



فتلك حقيقة من الحقائق التي نسعى دوماً لتحقيقها ..فلا نجدها إلا في مستقر أحلامنا..وخيالاتنا..وسرعان ماتتلاشى بمجرد أن نفتح أعيننا على واقعية الحيـــاة..



وحقيقة تتناقلها أفواهـ البشر..نسمع عنها..في كل يوم..ولكن،،ترفض أنفسنا المثقلة بهموم الحياة ومآسيها..تقبلها على ماهي عليه..


فهــــي مرة ..مرة جداً..


عندما نرى همم أجيالنا تخبو..شيئا فشيء..في حين أن آمالنا معلقة بهم..

حينما ترخي حبال قلبكـ..وتضع أشخاص في ميزان الأمـــــان..فيقلبونه عليك..
فتصدم بحقيقة أنفسهم الخبيثة..



عندما ترى الإبتسامات توزع رجاء أن تحصد مال وجاه ومنصب..

عندما ترى الفقير يمد يده .. والغني يسبقه على ريالات مدت له..


كل الحقائق..
بمختلف ماتحمله من فــــــرح وحــــــزن..
لاتأتـــــــــــــــي إلا من بعد صدمة..


وتبقى الحقيقة التي تهدينا إياها الحياة..

درساً..عظيما يستقر في أعماق ذاكرتنا..لم يهدينا إياه معلماً.. ولا كتابا.. وهنا تكمن القيمة الحقيقية للحياة..

اللهم أصلح حال الأمة..وارفعها من قيعان الذل..يارب العالمين..

هامش..
التعليم ..أمانه وهمة نزرعها في أفئدة طلابك..
فكن حريصا على أن تسمو بها لقمم المجد..لاأن
تضرب بها في قيعان الذل..

مجهود شخصي..