ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات الفيزيائية الخاصة > استراحـــة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب. | ||
"بكيتُ للهوان" ! ~ |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() سم الله الرحمن الرحيم
|| أجلسُ القرفصاء في زاويةِ غرفتي التي أحبها , بعد أن أخرجتُ يراعي ودفتري من تحت وسادتي المبتلة بالدموع ! خاطبتُها : وسادتي : تستقبلين وابل أدمُعي ولا تشعُرين ! وتتسلل القطراتُ المالحة لتمازج القطنَ المحشوّ داخلك , إنكِ لا تشبهينني أبداً ! إذ أن الجراحَ الممتزجة بدمي تقتُلني كلّ يوم , أما أنتِ : فتشبهين أمتي كثيراً ! الفرقُ فقط ؛ أنّ أمتي تخضبها الدماء , ورغمَ ذلك فهي كالحجارةِ أو أشد قسوة ! وإن تفجّرت بعضُ الينابيع ! || شرعتُ في الكتابة .. لكنني لم أستطِع .. إذ أنني بكيتُ للهوان .. أصابني الدُّوارُ من تدفُّقِ المشاهد ..! || الطفلُ الذي كان مُختبئاً خلفَ والدهِ قتلوهُ بلا رحمة , وتركوا والدهُ يموتُ ببطء ! -نسيت ! : فتلكَ الحُثالة لا يوجد في قواميسهم العفِنة شيءٌ يسمّى الرحمة! – مشاعرُ الأطفال البريئة تعني لديهم شيئاً خطِراً للغاية ! وبسَماتُهم البريئة كقنابل فسفورية على قلوبهم الآسنة ! حتى الطفلةُ التي تحملُ دميةً تُقَوِّضُ أمنهُم ! -أليستْ مُعادلاتي فظيعة ؟!- يُجيدونَ الإبادةَ بلا حدود , كمصّاصي دماء ! , والشّبلُ الذي تصدّى للدبابةِ بجسدهِ العاري , يقول لنا : ها أنا ذا يا مسلمين , أنافحُ عنكم بمقلاعٍ وحجَرْ , ولا أملكُ درعاً , إنني أحمي المقدّسات بأضلاعي ! والصّغارُ الذين تسللوا لشراء حلوى , عاجلهم الرصاص ؛ كانوا يريدون تذوق شيءٍ حلو , لكن كُتِبَ عليهم تجرع المرارة ! والأمّ المكلومة التي قتلوا صغيرها الوحيد .. قتلوهُ في حضنها –ويالبشاعتهم!- ذبحوا حُلمها بأن يكبُرَ "فارس" . والشيخُ الهَرِمْ الذي يُشيرُ لهم بعكازتهِ ليبتعدوا عن الزيتون , الشجرةُ التي تعني لهُ كلّ المعاني الجميلة , من بين الجذورِ المُضطرمة قهراً والممتدّةِ في عمقِ عُمقِ قلوبهم الثائرة ! لم يصمد طويلاً فطرحوهُ أرضاً بكلّ قساوتهم المعهودة , ربما لأنهم لا ينتمون للبشر ! إنهم صنفٌ متوحّشٌ لا يمتّ للعالمِ الإنسانيّ بأيّةِ صِلَة ! ويجبُ أن لا ننسى أنفسنا أيضاً ! لأننا من نوادر الزمن ! يصرخُ وقد شاختْ صرخاتُه : اقتلوا واحداً وسيولد عشرة , سننتصرُ عليكم يا أوغاد ,وسنطرُدُكم ليس من أرضنا فحسب ! بل سنمحوكُم من التاريخ ! || هذهِ هيَ المشاهد , أما المؤثرات الصوتية ! : فمزيجٌ من صُراخِ الأطفال , وبكاء الثّكالى , ونشيج المقهورين .. تخنقُها عربدةُ الطّواغيتْ . , عندما أضحكُ تنهَرُني أصواتهم الباكية صباحَ مساءْ ! وعندما ألاعبُ أخي الصغير الجميل "خالد" , تقتُلُني نظراتُ طفولتهم المتشبعةِ بثاني أكسيد الانكسار ! إنهم لا يقلون جمالاً عن "خالد/ـي" الصغير ! عندما أأكلُ وأشرب تطرقُني صور حاجتهم , فأفقدُ شهيّتي للطعام , عجِزوا عن تشخيصِ مرضي , متى يعلمون يا تُرى علتي ؟ أخبروني عن هناء العيش , كيفَ يصفو لنا ؟ وشلالاتُ النزيفِ مستمرّة ؟ وأبكي للهوان ! || بكيتُ للهوان : لأننا لم ننل من الإسلامِ إلا اسمهُ ورسمه ! لأنّ الأجيال المنتَظرة لتحرير الأقصى لا تعرفُ ماهي فلسطين ! لأنّ شبابنا ...... آهٍ من شبابنا ! بكيتُ للهوان : لأننا لا نمثّلُ المسلم الحقّ , لأنّا لم نعُد نفخرُ بالإسلام , وبحضارتنا , ذبنا في الآخرِ وخُدِعنا بوميضٍ زائف ! لذلك فحتى فخرُنا بالإسلامِ أضحى في خبر كان – عليهِ رحمةُ الله !!! بكيتُ للهوان : قوافلُ الضّياعِ المُشرّدة * وصيحاتُ الجلادِ المُعَربِدة لجميع هذهِ الأسباب وأكثر : "بكيتُ للهوان" ! ~ مما راق لي |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|