[دلوعة البصريات]

هذا الموضوع من فرع الفيزياء الطبيعية ( دراسات في الجيولوجيا ) احترت في وضعه في منتدى الفيزياء الكونية فوضعته هنا ... أتمنى أن يحوز اعجابكم وأن يقدم ما فيه الفائدة .... وأذكروني من صالح دعواتكم ..

لعله من المعروف أن مولد البحر الأحمر انما جاء نتيجة لانقسام أو تباعد لوحين من قشرة الأرض ( بين اللوح العربي واللوح الأفريقي ) وما يزالان يتباعدان بسرعة تصل الى عدة سنتمترات في السنة .
ويؤكد علماء الجيولوجيا أن الظاهرة نفسها تتكرر اليوم !
فهناك انقسام في القارة الأفريقية يحدث يوميا ليشطرها الى شطرين .وبسبب هذه الظاهرة يستنتج العلماء أن محيطا جديدا هو الآن في مرحلة المخاض في القرن الأفريقي ! ويقولون اذا كتب لهذه الظاهرة الاستمرار , فان باطن الأرض سيصدع خلال من 20-3- مليون سنة ! وعندها سينشأ محيط جديد يفصل أجزاء من كينيا وتنزانيا فيفصل القرن الأفريقي عن القارة الأم !.
واذا كانت عملية (ولادة ) هذا المحيط الجديد لاتزال في طورها ( الجنيني ) . فان هناك – في عفار بأثيوبيا – عملية أخرى أكثر تطورا . ففي ذلك المنخفض تم التحام جزء يابس من القارة مع الوديان ( المحيطة ) الفعلية لكل من البحر الأحمر وخليج عدن . وعليه لا يمثل هذا الوادي المتاخم للخليج الا استمرارا لسلسة وسط المحيط الهندي ، تلك السلسة الجبلية التي تجثم على قاعه .
ومجمل القول ، أنه يمكننا تشبيه المحيطات ( بجروح في جلد الأرض ) تنفتح مرارا وتكرارا ، بيد أنها لا تندمل بشكل كامل إطلاقا . وفي الماضي كانت معظم هذه الجروح متوارية ، تحجبها كتل المياه العملاقة . والمعتقد الآن أن أحد الجروح حدث على اليابسة أبعد سبه جزيرة العرب عن القارة الأفريقية ، ووضع الانسان في القرن الماضي اللمسات الأخيرة على عملية الأنفصال هذه عندما شق قناة السويس ويحاول امتداد الجرح نفسه الآن شطر جزء آخر من أفريقيا ، لكن اللمسات الأخيرة في مخاض هذا المحيط الجديد ربما تتأخر عشرين أو حتى ثلاثين مليون سنة ......