ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات الفيزيائية الخاصة > استراحـــة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب. | ||
هزة أطاحت بسهم بورصتي ! |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() . بقلم / أماني الغانمي .. ربانة (1) جدّي مُدَّنِي يدَيّك , وامسح بها على رأسي , اليتيم منك, هي فوزٌ أعظم من جائزة نوبل والسلام وأوسكار وكل الجوائز القديمة والحديثة وما سيخترعون . هي مسحةٌ طبيةٌ فوق جُرحٍ ملوثٍ ؛أنا , هي شربةُ زمزمٍ باردٍ , يتلهف عليها عَطِشٌ؛ أنا . هي ريحة الليمون ... في أنفي . جدي مُدَّنِي يدَّيكَ.. ولا تكترث , لن أطيل .. ثواني حتى أستعيد الجهات , أشمها وأقبل ظهرها , ولاتنسَ أن تمسح على رأسي بها؛ فالحياة بعدك لوثتْ صدري حتى صار فيه بئرٌ أسود ؛ كل الذي ينضحه سميكٌ ومعتم ! مدني بها حتى أهزم كل هذه الهزيمة التي طوقتني , ثم إن شئتَ ــــــــ بعدها ــــ إقبضها . (2) جدي ؛ بيني وبينك سوى قناةُ الماء , قناةُ الذكريات والأيام القديمة, قناةُ تنشر قصص الشتاء ,والعباءة الصوف ــ عباءتك ــ الــ تطوف بها على أجسادنا الصغيرة ؛أحفادك . جدي ؛ هذا الماءُ ــــ لا بدَ يوماً ــــ قد خُلط بقهوتك , وأنت تعبر من هنا , أو من هناك , لابد أنك كببت خُلاصتها فيه , لابد أن الماء قد احمرتْ وجنتيه من طينة وخشونة يديك ؛ كالنساء الخجلى من اطراء الرجال الرجال ! جدي؛ بيني وبينك سوى قناةُ الماء , وسأطوي زوارقا ورقا فيها ؛ فيها حزني , فيها موتي يوم أن رحلتَ , فيها نحيبنا بناتك , فيها كل الذي كان , سأطوي زوارقا ..زوارقا , وأهشها على صفحة الماء , سأكتب فيها ؛ أنّه لابد ويستجيب الماء ويلمنا من أطرافنا إلى أطرافنا ويقرب بيننا كل الجسور . (3) تحدثُ الهزاتُ في البورصة من شيءٍ يمس النفط ولو شائعة عابرة ؛ وأنت كنت النفط الذي نفذ فخسرنا , خسرنا خسارة لا يمكن أن تُعوض. الأبواب عدوة , صرتُ لا آبه إلا للباب , الباب الذي لطالما انفتح وخرجت علينا منه , بعد انتهاء كل صلاة تأتينا ملبساً بوضاءة وبسمة لايمكن لأحدٍ أعرفه اتقان مثلها , وعينان ملؤهما بردا وسلاما .جدي كيف حالك وأنت بين الجنادل ؟ والله تعب قلبي الأسبوع المنصرم بعد اشتداد البرد , تسألت بل إعتصر ألمٌ قلبي جراء سؤالٍ مفادهُ " أتشعر بالبرد وأنت ياحبيبي في العراء ؟!" أقسم بالله وأنا أكتب ـ الآن ـ هذا الكلام شعرتُ بنفس الرعدةِ وكيف أني لم أساعدك في لحافك لتدرء هذا البرد ! يالا هذا الرحيلُ من هولٍ , يذهل بي ؟! بعد رحيلك يا جدي ؛أودُ لو أني أسكن خارجَ المجرةِ ذي ,صارت كلُ الأمكنةِ تعبٌ ؛و موبوءةٌ بجرثومةِ ذكرى تقتلني بك . جدي والله إني أشتاقك ,أشتاقك . يا جدي ؛ الدارُ , الطريقُ , شجرُ الليمونِ , ماكِنةُ البئرِ في مزرعتِك , سيارتُك , بابُك وقتُ الفجرِ ؛ كلها توقفتْ لم تعد تترجم سَكَنَةً أو حركةً لكَ . (4) إنها لإحدى الكُبر, وقنوطٌ عقيمٌ يمرُ بلأسئلةِ ! اليأس أبوها وأمها ؛ أن لاتثبتَ أقدامهم على الأرضِ السويةِ دونك ؛ وزر غيابك , جعلها تنفي استواء وقفتهم , و كون الأرض ليست خصبةً ـــ كفاية ــ بأنفاسك ؛ فلن تصلُح ــ ولو رغِموا ــ حرثاً لذكرى! كيف الخلوص لسبيلك أيها الراكض عبرهم ؟ كيف لهم أن يحفظوا وجهك دون أن يخطئوا لون عينيك؟ توقّف ــ بالله عليك ــ توقّف ودعهم يتأملوك ! فلا محالة أن تموت سوقهم , المصفرة , الذابلةُ , حد أن تهتشُها الريحُ , فتذرُها دقيقاً, ولن يتبقَ منها بعد حينٍ أيُ أثر! ولكنّ كلُ شيءٍ يصيرُ بدلاً ؛ إن جئتَ ! ريحُك الطيبة الـــ تهب عبر الأبوابِ مع كل ذاكرةٍ تنزف, تفعل الأفاعيل , وتنقلبُ بكَ حدود المكان أنّى وجدتَ , وأما عدمكَ هو فقدان وجوههم؛ فالمرآيا لاتكذب , وجودك في قلوبهم لا يعكس شيئا يروه ! يلقطوا قشتك من بين تراب ذاكرتهم فلا ينالوا إلا الخسارة . أوَ لا زلتَ تحمل أباريق الماء المعطر بزهر قلبك ,لتنضحه على حلم نائم , يتّثاقلُ إلى الأرض , نسي أن يصحو . أما تعبتَ يوماً من كل هذا الحِمل ؟! من بمثل صبحك ــــ لهم ــــ تتيقظ الأنحاء فيه عصافير وبلابل ؟! والوصيةُ , موعظةٌ, ضعيفةٌ , لاتملك قوة الشر ! وصيتك , لا تكفي , لاتكفي , أن تمرر حماقة الحياة فوق حياتهم المبتلةُ بكَ. حنونٌ أنت,قدر حنان الشمس وقت العصرِ, و رغم طبعك الحار , لا تمسّهُم بسوء ! بعدما رحلتَ ؛ بقيتْ أثرةٌ في قلوبهم منك , يلا لزوجة بطانة روحك ؟! تعّنُ في آفاقهم كالدهان الأحمر , يخيلُ لهم دما يمثل جريمة الطريق حينما اغتالك وأزاحك عنه ! لن يزدردوا إلا خيبة إن تذكروك , كنت دوما ما تملء المصابيح لهم زيتا لضوءٍ ، لايقطع ، يمشي بهم وسط الأحراش فلا يوجلوا ! وأنا أعرف حقيقة صحبتك معهم ! فقلوبهم كقلبك , لاتحب أن تكتشف قطعاً , تحب أن تمر بعفويتك في الحياة دون أدنى مفاصلة مع التحريات اتجاه أي مرور لعابر بك ؛ كل ما تفعله تبحث عن ملامحك وسط قلوبهم , كالطيور التي تقع على أشباهها , ثم تأخذ بأيديهم , وهم لم يمنعونك يدا , كأنك تسحرهم بطريقة ما ! وتهديهم تجربتك خوف أن يضلوا الطريق , يالك من طيب حنون! قلبك ؛ ميدان يلعب الأطفال في أسواره , أبيضاً كالقطن . وروحك تمنع الشوكَ شوكه , فتزهر زهراً معطرا , أخالك تستجلبُ تربةً من "هولندا" , وماءً عذبا من" الريف الفرنسي " حتى صار صدرك كل هذا المشتلُ , الأخضرُ , المذهلُ , يروق للكثيرين أن يتنعموا بجمالٍ تفننتَ في تذويقه. كرمك جبال ألب تتحدرُ منها شلالاتٌ عملاقة عقب كل هطول مطريٍ , تروي كل هؤلاء وأنتَ عطِشٌ ؟! تروي هؤلاء ذوي الأسنان الحادة والأنياب الناهشة , فتعود نازفاً من النهش ! لكنك رغم هذا لاتلوثك بلحم أحدهم قط ! الحلاج نفهم شطحاته ولكنّ تأثيره في العقول قد أذهلني , أظنك تستبقي بعض السر خلف باب قلبك , كالذي عرفه , فقد كنت نوعا من الحكماء النادرين حكمة , المؤثرين اتساعا , رقيّتَ كل هؤلاء الذين تسلقوك , لصياغةٍ مكينة بها عوالم لاتفهم قصة المكر وألاعيب الثعالب ! كل هؤلاء الذين تجاوزت بهم قنطرة الخبث كيف لك أن تفعل وتحملهم جملةً واحدة ؟! كبروا وصاروا يحلمون بإتساعٍ , وحلمك مات معك , كبروا بك و لم تعد منحنيات ذراعي أمهاتهم تحوز أحلامهم . حلمك وحده اندثر؛ فبقيت بلا قدمٍ تسرح كالسحاب في قلوبهم المتعبة بك . .
__________________
https://twitter.com/amani655 |
#2
|
|||
|
|||
![]() .
. . كثيرة . . . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|