[د/سمير المليجى]

" الإنسان والتغير الفكري "

الآن نحن نعيش في وقت تكثر فيه التغيرات ومنها التغيرات الحضارية والتغيرات الثقافية ونلاحظ كل شعب ينظر انه هو الوحيد الذي يعيش هذه المشاكل التي يعيشها وليس دول أخري ومن ابرز هذا الدول المتقدمة صناعيا تنظر إلي الدول النامية علي إنها دول سعيدة لا تمتلك سلاح التمدن الذي افقد الإنسان الأخلاق والعكس يظهر لدي الدول النامية أو الفقيرة ينظروا إلي الدول المتقدمة صناعيا علي إنها دول تعيش حياة سعيدة ولكن للآسف لا يوجد هذا ولا ذاك .
المشكلة الأساسية هي التغير الفكري وهذا أتي من التقدم الإعلامي ونشر الإعلام لكي تكون كل دولة تطرح وتقول ما تريده إلي الشعوب الأخرى حتى أصبح التمثيل والغناء عبارة عن أحلام أو خيال ليس للواقع بشيء . وعندما يذهب الإنسان إلي دول كثيرة ويري الشعوب كيف تعيش ويصطدم بالحياة الواقعية التي لم يراها في الإعلام . وعندما يزور الإنسان بلد أو مدينة مشهورة ويرجع إلي بلاده يستمتع بالأكاذيب الخيالية ويحكي للآخرين عن الأشياء مثل " ألف ليلة وليلة " وهكذا بدا الشباب وأنا اقصد شباب العالم كله كل من يعيش في دولة لا يشعر فيها بالسعادة أو الأمان
لأنه ينظر إلي الإعلام الأخر من الدول الأخرى مثل أمل الإنسان أن يدخل الجنة .
هذا التغير الفكري أصبح مشكلة كبيرة علي الوقت القريب وعلي الوقت البعيد لان هذا الإنسان الذي يري وينظر للبلاد الأخرى لا يطيع ولا ينظر لحقيقة الحياة التي يعيشها ان كل شيء في الدنيا له ثمن وما هو الثمن الذي يدفعه الإنسان المريض فكريا لكي ينقذ أفكاره من إعلام يتوغل في أفكار الإنسان مثل السرطان حتى رجال الدين لا يقولون الحقيقة ويعطوا أمثال وفتاوى لا تمس أصل العقيدة وتجعل الشباب في حالة يأس وبغض علي بلاده التي يعيش فيها وما هو الثمن الذي يدفعه الإنسان الآن في هذا التقدم الذي غير تفكير الإنسان جذريا من إنسان مؤمن راضي يعيش الحياة كما تريد منه عقيدته وان يجعل حياته العائلية حياة سعيدة ويجعل من خلفائه خلفاء مؤمنين وصالحين لأهلهم وللآخرين .
ماذا نفعل في هذه المشكلة التي تسيطر علي عقول البشر وتجعلهم يقتلون ويسرقون ويحتلوا الأخر بأي اسم إذا كانت عقيدة أو فلسفة أو أخلاق ليس لها في أخلاق الإنسان الذي خلقه ربه ليجعله إنسان كريم وحسن الخلق ومضيء للآخرين .
وسوف اكتب أمثال وقصص عن الدور الذي يقوم به الأخر لإقناع الآخرين بطرق أو وسائل أو أعمال تبعد الإنسان عن المبدأ الإنساني والأخلاق الإنسانية والمعاملات .
الأديان خلقت لكي يكون الإنسان صالح يعمل ويترك دنياه بخير " اطلب من الله أن يساعدنا كثيرا علي طريق الخير والاستقامة والعمل الصالح لكي نرضيه ونقابله يوم الدين بوجه مبشر مؤمن به "
مع تحياتي
دكتور / سمير المليجي