ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات الفيزيائية الخاصة > استراحـــة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب. | ||
الفتنة |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() لقد عشنا هنا في غزة أيامأً مريرة، ملئت قلوبنا يأساً، ما أقسى ذلك الشعور الذي ينتابك و أنت ترى بلدك قد استحالت خراباً بأيدي أبنائها! أولئك الذين هم من بني جلدتنا و يتكلمون بلغتنا، ما أغربه من منطق ذلك الذي يتعاملون به. و ما أشقاها من حياة تلك التي يحيونها،
و تذكرت قول الحبيب المصطفى المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم و هو يضع يده على الجرح يشير إلى الحدث و يعلمنا كيف نتعامل معه، و ما أحوجنا إلى هدي رسول الله عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كيف أنت يا أبا ذر وموتا يصيب الناس حتى يقوم البيت بالوصيف يعني القبر قلت ما خار الله لي ورسوله أو قال الله ورسوله أعلم قال تصبر قال كيف أنت وجوعا يصيب الناس حتى تأتي مسجدك فلا تستطيع أن ترجع إلى فراشك ولا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك قال قلت الله ورسوله أعلم أو ما خار الله لي ورسوله قال عليك بالعفة ثم قال كيف أنت وقتلا يصيب الناس حتى تغرق حجارة الزيت بالدم قلت ما خار الله لي ورسوله قال الحق بمن أنت منه قال قلت يا رسول الله أفلا آخذ بسيفي فأضرب به من فعل ذلك قال شاركت القوم إذا ولكن ادخل بيتك قلت يا رسول الله فإن دخل بيتي قال إن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق طرف ردائك على وجهك فيبوء بإثمه وإثمك فيكون من أصحاب النار (ِ فهل يدرك المسلمون ذلك، فأين نحن من أبي ذر، و هل عملنا بهدي سيدنا محمد، أم أن الجرح يغوص عميقاً فينا حتى نملك الدواء و لا نحسن أن نتداوى به! في الفترة الأخيرة عايشنا نفس هذا الجرح أكثر من مرة، و قبل حوالي عشر سنوات أبتلينا بنفس المأساة، و أذكر أن أختي كتبت يومها " دقائق معدودة …للضحية و القاتل كل شيء معد له، في الدقيقة و بالثانية في الموقع، تخرج الفريسة بريئة، تناوش تضايق ثم تلتهم، لا يهم كم العدد، واحد ، اثنان، عشرة، عشرون، مئة. حقاً لا يهم. هذه سياسة، و الذي يدفع الثمن هو كائن لا يستحق حياته، معادلة صعبة، و لكنها متبعة في أكثر الدول فقراً إلى نفسها، إلى حقها، إلى ربها. قد ينام الناس و تخمد جراحهم، و تذوي ذاكرتهم المنهكة، قد يتجرأ ذئب على أحلامهم البريئة… قد يعبث السجان بالجرح الدافئ و الروح المزهقة ...قد تتجرد الحياة من أسمها و تصبح شكلاً من أشكال الموت، قد ينام القاتل ، و يسند بكفه- التي أطلقت الرصاص- رأسه و يغط في النوم عميقاً. و كما قتل عمر و عثمان و علي، و لم يتأثر لدمهم المهدر أبناؤهم. نظل نتعلم أن الحياة جسر قد يطول و يقصر، و لكنما هو موصل لأحد السبيلين، إما للنوم على جثث الضحايا، وإما تقبيل مثواهم و النوم على جراحهم رغم دموعهم الملتهبة و يأسهم في أمل قريب، نتلو قول الله تعالى "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يأتكم مثل الذين خلو من قبلكم، مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا زلزالاً شديداً حتى يقول الرسول و الذين آمنوا معه متى نصر الله، ألا إن نصر الله قريب." فما أشبه اليوم بالبارحة، و ما أحوجنا أن نعي ديننا، و نسير وفق منهج لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه عسى أن يمن الله علينا برحمة منه . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|