[ناصر اللحياني]

إنّ البحار والمحيطات لديها ثروات من الطاقه يمكن أن تكفي لإناره جميع المدن في العالم. والسؤال الذي يتبادر للذهن مباشرة، هو لماذا لا نستغل ذلك المنبع والمصدر الواسع لتوليد للطاقه؟

الإجابه ببساطه، علي العلماء أن يولوا هذا الأمر إهتماماً يليق به !
كيف يعمل هذا الإبتكار ؟

كما هو مبيّن بالصوره التوضيحيّه،تتكون الطوّافة ( العوّامة ) buoy والتي بها مولّد خطّي بمغناطيس دائم Permanent Magnet Linear Generator، من سلسلة من المغناطيسات القويّة مثبّته على عمود إداره طويل ( بطول 12 قدم )، والذي يتم تثبيته في قاع البحر 100علي عمق 100 قدم. ويتم تثبيت ملف حلزوني نحاسي حول ذلك العمود داخل العوّامه أو الطوّافه المصنوعه من الفايبر جلاس. وترتفع الطوافه لأعلي وتنخفض لأسفل مع حركة الأمواج. ونتيجة حركة المغناطيسات المثبّته علي العمود، فوق وتحت، أمام الملف النحاسي، يتولّد داخل الملف تيار كهربائي بتأثير الحث induce an electric current.

وقام بتصميم هذا الإبتكار- بقدرة مولّد 100 كيلو وات - فون جواني Von Jouanne و ألان والاس Alan Wallace، وكلاهما أستاذان في مدرسة الهندسة الكهربائية وعلم الحاسبات في جامعة أوريغون الحكوميّه. وعلى خلاف التصاميم السابقة والتي كانت تتضمّن مضخات هيدروليكية أو هوائية، فإنّ هذه كفاءة هذه الطوافة ذات الدفع المباشر يمكن أن تصل بحدود 90 بالمائة.

ما هو التصور للمدي الزمني الذي يستغرقه الإبتكار حتي يستفيد منه المنازل والأعمال التجاريّه ؟ يحتاج ذلك لفتره أقل من خمس سنوات، يتم خلالها إدخال التيار الكهربائي الناتج من تلك العوّامات إلي المستهلك ضمن شبكة تغذية الكهرباء.

ما هي المكاسب من وراء هذا الإبتكار ومدي تميزه عن الطاقة المتجدده للرياح مثلاً ؟ تقدّم لنا طاقة الأمواج فوائد هامّه تزيد كثيراً عن تلك الخاصه بالطاقة المتجدده للرياح، فهي علاوه علي أنّ كثافة توليد الطاقه فيها تزيد 50 مرّه عن تلك الخاصه بطاقة الرياح، كما أنّها كما يبدو أكثر سهوله من حيث التنفيذ، فتتكوّن من مجرّد عامود فايبر جلاس يحتوي المكونات السابق تفصيلها، ثم تثبيتها من أسفل، ولا يبقي إلاّ الأسلاك التي ستنتقل فيها الكهرباء داخل مواسير عازله، ثم إلي المستهلك عبر شبكة الكهرباء.

أمّا عن الفولطية ذات التيار المتردد والغير منتظمة والتي تنتج من طاقة الأمواج بنظام الطوّافات، فتتم معالجتها ثم ربطها إلى صندوق توصيل واحد، ثم تحويلها إلي الشاطئ علي مسافات بعيده حيث يتم تحويلها إلي تيار متردد مناسب AC في المحولات الفرعيّه. ولقد قدّر فون جواني Von Jouanne أنه يمكن إضاءة مدينة بورتلند، بولاية أوريجون، بإستخدام عدد 500 من تلك الطوّافات.


المصدر :
KRISTIN ROTH
تأليف كريستين روث في أكتوبر 2005
ترجمة وإعداد / حمدي مصطفى
جريدة الوسط 14 اغسطس 2007 -