ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات العامة > منتدى الفيزياء العام | ||
اللغز الغامض |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() #1 11-10-2004, 04:42 PM
!!كابيتشينو!! عضـــــو مشـــــارك تاريخ التسجيل: Nov 2004 المشاركات: 58 الذين كانوا -------------------------------------------------------------------------------- ابدا بشكر خاص لاخي العزيزAKG علي المجهود الوافر في نقل هذه القصة (1) البحث . فجأة ، فجرت الولايات المتحدة الأميركية قنبلتها الذرية الأولى ، في مدينة ( هيروشيما ) اليابانية ، لتثير الذعر فى العالم أجمع ، مع مولد ذلك السلاح الجبار ، الرهيب ، الذي جعل مخاوف قرب فناء العالم تملأ العقول والقلوب ، وتشعل نار الهلع في النفوس .. ولأسابيع طويلة ، بعد أن وضعت الحرب أوزارها ، عقب تفجير القنبلة الثانية في ( ناجازاكي ) ، لم يكن للعالم كله حديث ، سوى عن انفجار ، عش الغراب العملاق [img]file:///F:/مــش%20فـاكر%20-%20مقالة%20لها%20معنى%20و______%20أعجبتنى_files/bomb3.jpg[/img] الذى سحق ملايين البشر بضربة واحدة ، وقفز بالولايات المتحدة الأميركية إلى قمة العالم ، و .. وقبل حتى أن تهدأ العاصفة ، تفجرت قنبلة جديدة .. وأيضًا من الولايات المتحدة الأميركية .. ولكن تلك القنبلة الجديدة لم تكن ذرية ، أو نووية ، أو حتى هيدروجينية هذه المرة ، بل كانت قنبلة علمية محضة .. قنبلة تمثلت في مقال من ست صفحات ، نشرته إحدى المجلات العلمية الجادة المحترمة ، وحمل توقيع واحد من أشهر العلماء في ذلك العصر .. توقيع الدكتور ( موريس كاتشم جيسوب ) . وقبل أن نتحدث عما حواه مقال الدكتور ( جيسوب ) ، الذي قلب الأوساط العلمية رأسًا على عقب ، وأشعل عقول المفكرين ، وبدأ نظرية علمية فريدة مدهشة ، لم تحسم حتى هذه اللحظة ، لابد أن نلقي الضوء أولاً على الدكتور ( جيسوب ) نفسه ، وعقليته المدهشة . وأول ما ينبغي أن تعرفه عنه ، هو أنه عالم ، وفلكي ، وفيزيائي فضائي وعالم رياضيات ، وباحث ، ومحاضر ، ومؤلف مرموق أيضًا .. وعلى الرغم من أن ( جيسوب ) ليس من النوع الذي يسعى إلى الشهرة ، أو يهتم بها ، فقد نال حظًا وافرًا منها ، خلال حياته الحافلة . ولقد ولد ( موريس جيسوب ) في بلدة ( روكفيل ) ، بولاية ( إنديانا بولس ) ، في العشرين من مارس ، عام 1900 م ، ومع عمر السابعة عشرة ، وقبيل أسابيع من دخول ( أمريكا ) الحرب العالمية الأولى رسميًا ، تم استدعاؤه لأداء الخدمة الوطنية الإجبارية ، ككل أقرانه ، ومع تخرجه من المدرسة العليا ، تم الحاقه بصفوف الجيش الأميركي ، ليحصل فيه على رتبة ( سيرجنت ) . والمدهش أن ( جيسوب ) ، على الرغم من عقليته العلمية المتألقة ، كان مقاتلاً من الطراز الأول ، خلال فترة الحرب ، وكانت له بطولات بهرت زملاءه ، وخلبت ألباب رؤسائه ، حتى تصور الجميع أنه سيواصل العمل في صفوف الجيش ، حتى يحمل على كتفيه حتمًا رتبة ( جنرال ) .. ولكن ( جيسوب ) خالف ظنون الجميع .. وبعنف .. فما أن انتهت الحرب العالمية الأولى ، حتى ألقى ( جيسوب ) العسكرية والجندية خلف ظهره ، دون أن يلتفت إليها لحظة واحدة ، وانطلق يسعى لاستكمال تعلميه ، وللحصول على درجات علمية مناسبة ، تؤهله لتدريس علم الفلك والرياضيات ، في واحدة من كليات الجامعة . وكانت هذه معركة من نوع جديد ، حقق فيها ( جيسوب ) أيضًا انتصارًا مدهشًا ليحصل على درجته العلمية بتفوق ، أهله بالفعل لتدريس علم الرياضيات والفلك في جامعة ( دريك ) في ولاية ( آيوا ) ، وجامعة ( ميتشجن ) في ( آن آربور ) . وفي أواخر عشرينات القرن العشرين ، راح ( جيسوب ) يستعد للحصول على درجة الدكتوراه ، من جامعة ( ميتشجن ) نفسها . ولكن فجأة ، وقبل أن يتم ما يسعى إليه ، لاحت له فرصة السفر إلى ( جنوب افريقيا ) ، حيث مرصد ( لامونت - هوس ) التابع لجامعة ( ميتشجن ) ، في ( بلوموفنتين ) .. ولم يستطع ( جيسوب ) مقاومة هذا العرض أبدًا . وبحزم لا مثيل له ، ترك فكرة الدكتوراه خلفه ، وحزم حقائبه ، وانطلق ليعمل على أكبر تليسكوب انكساري ، في نصف الكرة الجنوبي . ويبدو أن العبقرية لابد أن تتبدى في وضوح ، في أي مجال يقتحمه صاحبها ، فقد برع ( جيسوب ) في هذا المجال ، وانطلق يعمل في برنامج بحث رائع متكامل ، انتهى به إلى كشف عدد من النجوم الفيزيائية المزدوجة ، والتي أثارت جدل العلماء طويلاً ، قبل أن يتم الاعتراف بها علميًا ، وتتم فهرستها في كاتلوج خاص ، أعدته جمعية الفلك الملكية في ( لندن ) . وبدأت الأوساط العلمية تتحدث في شغف عن ( موريس جيسوب ) ، وعن عبقريته وكشوفه العلمية المدهشة . وعاد ( جيسوب ) إلى الولايات المتحدة الأميركية ، لتستقبله شهرته الواسعة ، التي لم يبال بها كعادته ، وإنما انشغل عنها باستغلال خبراته ، كقاعدة لرسالة الدكتوراه ، التي قرر العودة إليها ، حول حقل الفيزياء الفلكية . وفي العام 1933 م ، أكمل ( جيسوب ) عمله ، ونشره في واحدة من كبريات المجلات العلمية العالمية ، وبهر به الأوساط كلها كعادته . ولكن المدهش أنه لم يتقدم به لنيل درجة الدكتوراه .. أبدًا . كان من الواضح أنه من ذلك الطراز النادر من العلماء ، الذي لا يبالي بالشهادات الورقية ، بقدر ما يبالي بالانجازات العلمية ذاتها ، ولعل هذا ما دفع الجميع إلى مناداته بلقب الدكتور ، من قبل حتى أن يحصل على الشهادة نفسها . وفي الوقت الذي تنازلت فيه الجامعة ، لدراسة ما أنجزه ، تمهيدًا لمنحه درجة الدكتوراه ، فوجئ به الجميع يقبل وظيفة في وزارة الزراعة الأميركية ، التي أوفدته مع فريق من العلماء إلى ( البرازيل ) ، لدراسة مصادر المطاط الخام ، في منابع ( الأمازون ) .. انتزعه الفضول العلمي كالمعتاد ، من الشهادة ، والدكتوراه ، ليقضي عدة أعوام في الأدغال ، وليخرج ببحوث وكشوف علمية جديدة ، بهرت الجميع ، وأثارت الجدل كالمعتاد . ومع ذيوع صيته ، وانتشار شهرته ، وسمعته ، اتصلت به حملة من حملات استكشاف الآثار ، وعرضت عليه على استحياء الانضمام إليها ، في بعثة للبحث عن بقايا حضارة ( المايا ) ، في أدغال أميركا الوسطى . كان في هذه المرة أيضًا ، يستعد لنيل درجة الدكتوراه ، وعلى الرغم من هذا ، فقد قبل عرض تلك الحملة ، وانطلق يحمل آلة التصوير ، ويلتقط الصور في ( أميركا ) الوسطى ، لسنوات وسنوات ، اكتسب خلالها خبرات مدهشة في هذا المجال ، ومعرفة واسعة بتلك الحضارات ، ذات الطابع الخاص . وبالطبع ، خرج من تلك الحملة بكشوف وأبحاث مدهشة ، تستحق ألف درجة دكتوراه ، ولكنه ، وكما يفعل في كل مرة ، لم يحاول التقدم لأية جهة ، مكتفيًا بنشرها ومناقشتها فحسب . ويمكننا أن نقول : إن ( جيسوب ) قد انبهر بحضارة ( أميركا ) الوسطى ، وخاصة عندما توصل إلى بعض بقايا ( الأنكا ) وما قبلها من شعوب وحضارات ، وتوقف أمام معابدها الهائلة ، ذات النقوش الدقيقة المدهشة ، والأشكال شديدة التميز والتعقيد . ومن هناك ، راح ( جيسوب ) يرسل مقالات ساخنة ، إلى عدد من المجلات العلمية ، وتلك المهتمة بالآثار القديمة ، على نحو أثار انتباه واهتمام العامة قبل المتخصصين ، فراح الكل يلهث خلف متابعاته ، ومفاجآته ، لولا أن اشتعلت الحرب وأحداثها ، وجذبت الكل بلهيبها ، فانشغلوا عنه وعن أخباره . وهو أيضًا توقف عن إرسال مقالاته .. ولكن لسبب آخر .. سبب مختلف تمامًا .. فبخبراته في التصوير الفوتوغرافي للآثار ، راح ( جيسوب ) يلتقط عشرات الصور لمعابد وأحجار ( الأنكا ) ، ويظهرها ويطبعها بنفسه ، و .. وفجأة ، توقف أمام صورة مقربة لبعض النقوش .. صورة أوضحت تفاصيل أكثر ، بدقة أكثر .. وطويلاً ، راح ( جيسوب ) يدرس الصورة ويراجعها ، ويفرك عينيه ألف مرة ومرة ، وهو يطالعها ، ويطالعها ، ويكذِّب عينيه مرة ، ومرة .. بل مرات .. وفي الصباح التالي ، ومع أول ضوء شمس ، حمل ( جيسوب ) آلة التصوير الخاصة به ، وعاد يلتقط عشرات الصور للمكان نفسه ، ثم عشرات أخرى لكل الأحجار والمعابد المحيطة به . وبرسالة عاجلة ، أرسل يطلب شحنة ضخمة من أفلام التصوير ، على نحو أثار دهشة الجميع ، إلا أنهم أرسلوا ما طلبه ، دون أن يتصور مخلوق واحد ، إلا أنه على أعتاب كشف علمي جديد . وكانت هذه حقيقة . لقد كشف ( جيسوب ) ، عن طريق صورة ، أمرًا غاية في الغموض والخطورة في نقوش معابد ( الأنكا ) وأحجارها الضخمة ، ذات النقوش العجيبة شديدة التعقيد . ولأن ( جيسوب ) عالم بحق ، من قمة رأسه ، حتى أخمص قدميه ، فقد تردد كثيرًا ، وهو يدرس الصور ألف مرة ، ويدرس الأماكن نفسها آلاف المرات ، قبل أن يحسم أمره ، ويجلس ليكتب مقاله الجديد ، بعد سبعة أشهر كاملة من الانقطاع ، دون أن يعلم حتى أن الحرب قد انتهت ، في ( أوروبا ) و ( اليابان ) . ووصل مقال ( جيسوب ) إلى المجلات العلمية الأميركية ، التي نشرته على الفور ، مع ما يحويه من صور ودلائل . وكانت مفاجأة للجميع .. مفاجأة مذهلة . (2) في الهواء . من المؤكد أن المقال المدهش ، الذي نشره ( موريس جيسوب ) ، في واحدة من أشهر المجلات العلمية ، في الولايات المتحدة الأميركية ، وأكثرها مصداقية واحترامًا في العالم أجمع ، كان قنبلة بكل المقاييس ، خاصة وأنه قد دعمه بالصور والتحليلات والآراء العلمية القوية ، التي تجعل الأمر ، على صعوبته ، عسير التكذيب . ففي مقاله ، وصف ( جيسوب ) الحجم الهائل لصخور حضارة ( الأنكا ) وضخامتها غير الطبيعية ، وأشكالها المعقدة الدقيقة ، ثم أضاف إلى كل هذا نقاء تركيبها ، ليخرج بنتيجة علمية مدهشة . أن تلك الأحجار ، التي تعود إلى ملايين السنين قبل الميلاد ، ليست عملاً يدويًا ، بأي حال من الأحوال . إنها عمل آلي ، بكل ما تحمله الكلمة من معان .. لقد تم صقلها ، ونحتها ، وعمل تلك النقوش الدقيقة المعقدة عليها ، بوساطة آليات شديدة التقنية والتقدم ، ولا يستبعد أن يكون بعضها قد تم عمله ، بوساطة أشياء تفوق القدرات العلمية للعالم ، في تاريخ نشر المقال ، عام 1945 م . بل لم يكتف ( جيسوب ) بهذا ، وإنما أضاف إليه أن تلك الأحجار ، قد بنيت حتمًا ، في عهد ما قبل طوفان ( نوح ) ، ووضعت في أماكنها بوساطة أجهزة خاصة جدًا ، تطير في الهواء ، مع استخدام مجال مضاد للجاذبية . في تلك الفترة ، التي نشر فيها ( جيسوب ) رأيه هذا ، لم يكن العالم أبدًا كما هو عليه الآن . لم تكن هناك أجهزة كمبيوتر ، أو أشعة ليزر ، أو مشاريع فضاء ، أو طائرات هليكوبتر ، بل لم يكن هوس الأطباق الطائرة حتى مجرد فكرة في أذهان العلماء أو العامة . كل هذا ، ويأتي ( جيسوب ) لينشر مقالاً عن تقنية مذهلة ، في الماضي السحيق .. السحيق جدًا .. وكان من الطبيعي ، والحال هكذا ، أن يثير مقال ( جيسوب ) عاصفة عاتية من الجدل ، وموجة مدهشة من الرفض والاستنكار ، بل الغضب أيضًا .. ولكن ( جيسوب ) لم يكن مجرد كاتب مقال .. إنه عالم .. وعالم من المعدودين على أصابع اليد الواحدة أيضًا .. وعندما يأتي حديث كهذا ، على لسان وقلم عالم مهيب ، مثل ( موريس جيسوب ) ، كان من الطبيعي أن يتوقف العلماء أمامه طويلاً .. ولأن العلم لا يدحضه إلا العلم ، فقد بدأ علماء آخرون يدرسون صور ( جيسوب ) ويخضعونها لعشرات الفحوص والاختبارات ، في الوقت نفسه الذي شد فيه بعض العلماء رحالهم ، وسافروا إلى أميركا الوسطى ، حيث حضارة ( الأنكا ) لرؤية تلك الأحجار الضخمة بأنفسهم . وكانت النتائج مدهشة ، بكل المقاييس .. [img]file:///F:/مــش%20فـاكر%20-%20مقالة%20لها%20معنى%20و______%20أعجبتنى_files/tempmachu.jpg[/img] فعدد المؤيدين لفكرة ( جيسوب ) ونظريته ، تضاعف ثلاث مرات ، بعد فحص ودراسة بقايا حضارة ( الأنكا ) ، في حين راحت البقية الباقية من العلماء ، والتي رفضت بإصرار مغادرة معاملها ، بحجة أنها ترفض تصديق الفكرة من الأساس ، فما بالك بالسعي لإثباتها ، تستنكر أن يخرج ( موريس جيسوب ) بأية نظرية ، أيًا كان نوعها ، لأنه لا يحمل شهادة الدكتوراه رسميًا . ولكن ( جيسوب ) واصل إصراره على نظريته ، بمقال جديد ، نشرته المجلة العلمية نفسها ، ليشير فيه إلى أن صانعي تلك الأحجار ، ليسوا من سكان كوكب الأرض ، وإنما هم رواد فضاء ، أتوا إلينا بتكنولوجيتهم المتقدمة من عالم آخر . وعلى الرغم من أن نظريته هذه كانت الأسبق ، إلى ما عرف بعد ثلاثة عقود باسم ( نظرية رواد الفضاء القدامى ) ، إلا أنها قوبلت برفض شرس عنيف ، خاصة وأنها مبنية على افتراض محض ، وليس على دلالة علمية واضحة ثابتة .. ومرة أخرى ، عاد الحديث والهجوم ، حول عدم حصول ( جيسوب ) على شهادة الدكتوراه . ولكن العالم الألماني ( أريك فون دانكن ) ، والحاصل على ثلاث درجات دكتوراه ، فاجأ الكل بمقال ساخن ، أيد فيه ، بكل حماس وحرارة ، نظرية ( موريس جيسوب ) ، بل حبذ رأيه الخاص بالفضائين القدامى . وهنا ظهرت موجة من الحيرة الحقيقية ، وخاصة بعد إعلان كشف الليزر ، وتأثيراته المدهشة ، التي تجعله قادرًا على صنع نقوش معقدة دقيقة ، شبيهة بتلك الموجودة على أحجار ( الأنكا ) ، وبدء عصر الفضاء ، وإعلان رجل الأعمال ( كينيث أرنولد ) عن رؤية الأطباق الطائرة لأول مرة ، والحديث عن حادثة سقوط أحد الأطباق الطائرة ، في مدينة ( روزويل ) بولاية ( نيومكسيكو ) . كل الأحداث والتطورات العالمية ، بدأت تتجه نحو تأييد نظرية ( جيسوب ) الذي قرر ، بعد انتهاء الحملة الأثرية ، استكمال بحوثه حول البقايا الأثرية في أميركا الوسطى ، على نفقته الخاصة ، فسافر إلى ( المكسيك ) ، في أواخر الخمسينات ، ليبدأ سلسلة جديدة من الأبحاث ، قادته أيضًا إلى مفاجأة مدهشة ، لا تقل ، بأي حال من الأحوال ، عن مفاجأة أحجار ( الأنكا ) . لقد عثر هناك على مجموعة من الأشكال الجيولوجية ، التي أثارت انتباهه للوهلة الأولى ، فراح يدرسها لعام كامل ، قبل أن يرسل مقاله الجديد ، إلى تلك المجلة العلمية المحترمة . لقد أثبت ( جيسوب ) هذه المرة ، أن الأشكال والحفر الجيولوجية في ( المكسيك ) ، هي حفر صنعها انفجار بعض القنابل والألغام . ومع الضجة التي صنعها مقاله الجديد ، خرج ( جيسوب ) بفكرة ثانية ، تؤيد فكرته الأولى ، وتقول : إن تلك الحفر نتاج قصف جوي ، من سفن فضائية متقدمة . هاجت الأوساط العلمية وماجت مرة أخرى ، واستنكرت واستهجنت كعادتها ، على الرغم من صور ( جيسوب ) ودراساته ، ومقاله الثالث ، الذي ربط بين طبيعة تلك الحفر المكسيكية ، وبين الحفر القمرية الغامضة ، المعروفة باسم ( لين ) و ( هيجينا س . ن ) في حجمها وشكلها . ثم جاء من علماء الفلك من أيده ، ووافقه على هذا التشابه المدهش ، مع التحفظ على فكرة الهجوم الفضائي . ومع موجة الاعتراض والاستنكار ، تسرب خبر يؤكد أن القوات الجوية الأميركية لديها مجموعة من الصور ، الملتقطة من الجو ، لتلك الحفر ، عن طريق طائرات استطلاع ، وبناء على إذن من الحكومة المكسيكية ، وأنها تقارن فعليًا بينها ، وبين حفر القمر ، في محاولة لإيجاد تفسير علمي للموقف كله . وهنا تضاعفت الحيرة ألف مرة .. الأمر جاد جدًا إذن ، وليس مجرد هوس عالم ، في الخمسينات من عمره .. هناك بالفعل حضارة متقدمة ، سادت الأرض منذ ملايين السنين ، وتركت آثارها في أماكن شتى . وهدأت العاصفة نوعًا ما ، وبدأ البعض يستسلم ويستكين لنظرية رواد الفضاء القدامى هذه ، على الرغم من غرابتها ، وخاصة مع عشرات الدلائل ، في شتى أنحاء الأرض ، والتي تشير إلى هذا ، على نحو ما . ففي ( فيينا ) عام 1937 م ، اكتشف أحد علماء الآثار ، في قرية ( ليساك ) حجرًا أصفر اللون ، عليه نقوش لرجال يرتدون حلات حديثة ، ونساء يرتدين الملابس الحريرية ، ويحملن الحقائب الأنيقة ، ونقوش لشوارع ووسائل مواصلات . ولكن العلماء أكدوا أن عمر ذلك الحجر بنقوشه ، يعود إلى مليون سنة قبل الميلاد على الأقل . وفي عام 1957 م ، في قصر ( توب كابو ) في ( استانبول ) ، عثر أحد العلماء على خريطة نادرة للقرصان ( بيري ريس ) ، وتلك الخريطة تصور العالم كله بدقة مدهشة ، وبالذات القارة القطبية الجنوبية ، كما تصور بعض السحب اللامعة فوق القطبين ، الشمالي والجنوبي . وتلك الخريطة تتشابه تمامًا مع الخرائط ، التي يتم التقاطها من الجو ، وبالذات ذلك الجزء الخاص بالسحب اللامعة ، والذي لم يتم رصده قبل منتصف خمسينات القرن العشرين ، وعلى الارتفاع نفسه ، الذي أشارت إليه الخريطة . المدهش مع كل هذا ، أن خريطة ( بيري ريس ) تعود إلى العام 1550 م .. وقبل هذا بأكثر من قرن ، وفي يونيو 1844 م ، عثر بعض العمال ، في جنوب ( انجلترا ) ، وتحت الأرض بثلاثة أقدام ، على خيوط من الذهب الخالص . خيوط نقية للغاية ، ودقيقة ، ومتينة إلى حد مدهش ، وعلى نحو لا يمكن أن يتواجد أبدًا في الطبيعة . وعمر تلك الخيوط ، كما قدر العلماء ، يزيد عن الثلاثين ألف عام .. وفي ( تركيا ) ، في فترة مقاربة ، عثر العلماء على إبر معدنية طويلة ، غير قابلة للصدأ ، عمرها يزيد عن تسعة آلاف عام . وفي ( بيرو ) عثروا على قطع من الذهب الخالص ، الخالي من الشوائب ، بنسبة مائة في المائة ، ومصنوعة بأشكال تثير العجب ، وتوحي بأنها قطع من آلة ما ، ويعود عمرها إلى خمسين ألف سنة على الأقل . وفي ( روسيا ) ، وجد العلماء قطعًا من البلور ، ذات النشاط الاشعاعي ، يعود عمرها إلى آلاف السنين ، على الرغم من أنه من المستحيل أن تتكون ، إلا إثر انفجار نووي عنيف . وبدأ العالم يخضع لنظرية ( جيسوب ) ، و .. ولكن فجأة ، ظهرت نظرية جديدة .. ومدهشة .. للغاية . (3) منذ ملايين السنين .. مع ازدياد حماس وإصرار العالم ( موريس جيسوب ) ، على نظريته العجيبة ، التي تشير إلى وجود زوار من الفضاء الخارجي ، أتوا إلى الأرض منذ ملايين السنين ، وتركوا فيها عشرات الآثار والأدلة ، التي لا تفسير آخر لها ، تزايد الجدل العلمي على الساحة ، وبدأ تحد جريء بين العلماء ، الذين لم يستطيعوا إنكار كل الأدلة العلمية المؤكدة ، على وجود تقدم علمي مدهش ساد العالم ، قبل تلك الحضارة التي نعرفها الآن ، وإن رفضوا في الوقت ذاته ، تأييد ( نظرية رواد الفضاء القدامى ) تلك ، والتي تبناها ، إلى جوار ( جيسوب ) ، عدد لا بأس به ، من مشاهير وكبار العلماء ، بقدر ما رفضها واستنكرها البعض الآخر في عنف . ثم جاءت تلك النظرية الجديدة . النظرية التي اعتمدت على واقعة سابقة ، لأحد الكشوف المهمة للغاية في كهوف ( تاسيلي ) الجزائرية . ففي عام 1936 م ، نشرت الصحف الباريسية صورة لنقش جداري ، التقطها تاجر برتغالي راحل ، داخل بعض الكهوف ، في الصحراء الجزائرية .. ذلك النقش كان لإنسان ضخم ، وحوله كائنات طائرة وسائرة ، هي مزيج من البشر والطيور والحيوانات .. وفي زاوية الصورة ، وبخط التاجر البرتغالي ، وجدت عبارة تقول : إن تلك الكهوف تحوي أسرار الكون القديم .. وعلى الرغم من أن الأمر يمكن أن يمر مرور الكرام ، شأن أي خبر صحفي عادي ، إلا أنه أثار بشدة اهتمام الرحالة ( بربنان ) الذي التقط طرف الخيط ، وراح يسعى لإقناع العديد بتمويل بعثة استكشافية إلى هناك ، حتى عثر على التمويل اللازم ، وانطلق مع فريق محدود من الرجال ، على ظهور البغال والجمال ، ب حثًا عن تلك الكهوف ، وفي عام 1938 م .. ولم تكلل بعثة ( بربنان ) بالنجاح المنشود ، ولكنه خرج منها بكتاب عجيب ، يتحدث عن قارة ( اطلانطس ) ، ويؤكد أنها لم تغرق في المحيط الأطلنطي ، وإنما في الصحراء الليبية الجزائرية ، وأنها ، لسبب جيولوجي عجيب ، غرقت في بحر من الرمال ، ودفنتها عوامل التعرية والردم لسنوات وسنوات .. وحتى الكتاب نفسه ، لم يلق قبولاً يذكر ، أو اهتمامًا يستحق التقدير ، وخاصة مع اندلاع الحرب العالمية الثانية ، وانشغال العالم بالتحديات العسكرية الجديدة الرهيبة .. ثم انتهت الحرب ، وشبع الناس حديثًا عنها ، وانشغلوا بعض الوقت بنظرية الدكتور ( جيسوب ) ، عن رواد الفضاء القدامى ، والجدل الدائر حولها ، و .. والتقط رحالة مغامر ذلك الخيط .. رحالة يدعى ( هنري لوت ) ، شغلته بعثة ( بربنان ) ، ونسخة قديمة من تلك الصحيفة ، التي حوت صورة التاجر الغربي ، ومزج هذا بذاك ليتخذ قراره بخوض التحدي الجديد .. وفي عام 1956 م وبعد حرب طويلة للحصول على التمويل اللازم ، خرج ( هنري لوت ) ببعثته إلى تلك المنطقة ، المعروفة باسم ( جبارين ) ، عند الحدود الصحراوية ، الجزائرية الليبية .. ولأن ( هنري لوت ) كان أكثر حماسًا ممن سبقوه ، وأكثر إصرارًا على الفوز ، فقد نجح في العثور على كهوف جبال ( تاسيلي ) الجزائرية ، واندفع مع بعثته داخلها ، وكلهم لهفة لرؤية النقوش داخلها .. وكانت في انتظارهم مفاجأة مذهلة .. مفاجأة تفوق ، وبآلاف المرات ، كل ما حلموا بالعثور عليه ، في ذلك المكان ، الذي سعوا إليه طويلاً .. فالكهوف كانت أشبه بمتحف كامل من النقوش واللوحات العملاقة ، التي يعود عمرها إلى ما يزيد عن عشرة آلاف عام ، على أقل تقدير .. كانت النقوش لعمالقة هائلين ، ومخلوقات عجيبة مدهشة ، ولكن بعضها كان مذهلاً بحق .. فعلى جدران كهوف ( تاسيلي ) ونقوشها التي لا يقل عمرها عن عشرة آلاف عام ، رأى أفراد البعثة أناسًا يرتدون الملابس اللامعة ، ويطيرون في السماء بخوذات متألقة ، وثياب أشبه بما يرتديه رواد الفضاء .. نقوش لرجال ونساء يسبحون في الهواء ، وفوق السحاب ، وحولهم أجسام معدنية ضخمة ، لها نوافذ كبيرة ، وتطل منها عيون ضخمة .. ونقوش أخرى لما يشبه كابينة قيادة ، داخل صاروخ فضائي أو طائرة ، ونساء لهن رؤوس طيور ويحملن مظلات واقية من الشمس ، وضفادع بشرية بأدوات غوص كاملة .. وعاد ( هنري ) بما التقطه من صور ، ليبهر العالم كله بما توصل إليه ، وليعلن أن العالم القديم قد عرف ما كنا نتصور أنه مخترعات ومبتكرات حديثة للغاية .. وفي الوقت ذاته ، الذي عاد فيه ( هنري لوت ) بكشفه المذهل ، كان ( جيسوب ) يحمل إلى العالم صورة لنقش من نقوش معابد ( بيرو ) ، يمثل هنديًا يجلس داخل ما يشبه كابينة قيادة فضائية ، في محاولة لتأكيد نظريته القديمة .. ووسط كل هذا ظهرت النظرية الجديدة .. نظرية تستبعد تمامًا فكرة الفضائيين القدامى ، وتضع احتمالاً آخر ، ربما يبدو أكثر غرابة ، ولكنه ، وعلى الرغم من هذا ، أقرب كثيرًا إلى المنطق .. نظرية تقول : كانت هناك حضارة أرضية عظيمة ، سبقت حضارتنا المعروفة بآلاف ، أو ربما ملايين السنين ، وسادت الأرض ، وبلغت أضعاف ما بلغناه نحن قبل أن تقضي عليها كارثة طبيعية رهيبة ، أو حروب نووية عنيفة ، فتندثر تمامًا ، ولا يتبقى منها إلا ما تركته لنا من دلائل غير مباشرة على وجودها .. والعجيب أن تلك النظرية لم تواجه بالغضب والثورة والاستنكار ، كنظرية رواد الفضاء القدامى .. فبعض العلماء ، وربما معظمهم ، مالوا إلى تصديقها ، مؤكدين أن هذا يمكن حدوثه لحضارتنا الحالية نفسها ، وخاصة بعد صنع القنابل الذرية والنووية والهيدروجينية ، والسباق على انتاجها وتخزينها ، والتهديدات الأميركية السوفيتية المستمرة لاستخدامها ، في ذلك الحين .. ولقد وضع أحد العلماء تصورًا لحضارة شبيهة بحضارتنا ، سادت ثم بادت ، بسبب حروب نووية عنيفة ، أطاحت بكل منجزاتها ، وسحقت كل ما صنعته ، في حين راحت القلة القليلة من البشر ، التي نجت من ذلك الدمار الرهيب ، تكافح للاستمرار في الحياة ، بعد أن فقدت كل شيء ، فعادت بها الأمور إلى العصور الحجرية ، وعصور الكهوف وراح الذين نجوا ينقشون تاريخهم على جدرانها ، قبل أن يندثروا بدورهم ، وتضيع ذكرياتهم مع ضعف إمكانياتهم ، ويسير العالم نحو حضارة جديدة ، هي حضارتنا الحالية .. ووجد الشطر الأعظم من العلماء في هذا تفسيرًا للغوامض العديدة ، التي يموج بها العالم ، وحسمًا لفكرة الفضائيين ، و .. ولكن ( جيسوب ) رفض الفكرة بشدة ، وأصر أكثر وأكثر على موقفه ، وراح ، ولأول مرة في حياته ، يهاجم بعنف نظرية علمية جديدة مطالبًا بالأدلة عليها ومقدمًا أدلة جديدة ، على فكرة الفضائيين ، الذين زاروا الأرض منذ آلاف السنين .. فمن وجهة نظر ( جيسوب ) ، لم يكن من المنطقي أن تتطور حضارة أرضية ، حتى تبلغ ذلك الرقي المدهش ، ثم تضيع وقتها في صنع أحجار عملاقة ، ذات نقوش معقدة ، أو بناء أهرامات حجرية ضخمة ، أو جدران من قطع حجرية واحدة ، ت زن آلاف الأطنان . أما لو كان صناع تلك الأشياء مجرد فضائيين ، من عالم آخر ، فالأمر يبدو أكثر منطقية في هذه الحالة ، إذ أن الفضائيين المتقدمين سيصنعون ما يبهر سكان الأرض البدائيين حينذاك ، حتى لو كان أحجارًا منقوشة ، باعتبار أن هذا سيصبح يومًا أحد أدلة وجودهم .. وعاد ( جيسوب ) هذه المرة ، ليؤكد أن الفضائيين ، ما زالوا يزورون الأرض ، لدراسة ردود الأفعال ، تجاه ما تركوه لها من آثار ودلائل ، باعتبار أن لحظة توصل الأرضيين إلى الحقيقة ، هي اللحظة المناسبة لإعلان وجودهم .. وفي هذه المرة ، لم يكن ( جيسوب ) موفقًا في مقاله الغاضب ، والذي لم يقنع أحدًا على الإطلاق ، سواء من معارضيه أو مؤيديه .. ثم إن الاقتناع بوجود حضارة سابقة ، أكثر سهولة من الاقتناع بوجود حضارة من عالم آخر بالتأكيد .. وهكذا كانت المعارضة عنيفة ، وقاسية .. وإلى أقصى حد .. وعلى الرغم من أن ( جيسوب ) كان في أواخر الخمسينات من عمره ، إلا أنه لم يكن قد فقد روح المقاتل الشرس بعد ، لذا فقد واجه العالم كله بمقال ملتهب جديد ، يؤكد فيه صحة نظريته .. وفي هذه المرة ، لم يكتف ( جيسوب ) بآرائه الشخصية ، وإنما أكد أن لديه أدلة جديدة ، لا تقبل الشك .. أدلة حاسمة ، ومدهشة .. إلى أقصى حد ممكن 4) اللغز من الواضح أن الفترة الطويلة ، التي قضاها ( موريس جيسوب ) ، العالم العبقري ، وصاحب ( نظرية رواد الفضاء القدامى ) ، في أميركا الوسطى ، ووسط معابد حضارات ( المايا ) ، و ( الأنكا ) ، وحضارات ( بيرو ) القديمة ، كان لها تأثير كبير في تكوين ذلك الرأي ، الذي اقتنع به ، وقاتل في سبيله بشدة ، والذي يشير إلى أن رواد فضاء في عوالم أخرى ، قد زاروا كوكبنا ، منذ ملايين أو آلاف السنين ، وتركوا بصماتهم على أشياء عديدة ، كنا ولا نزال نعتبرها من غوامض وألغاز العلم ، في عصرنا الحديث هذا . وعندما ظهرت نظرية الحضارة القديمة السابقة ، لتنافس ( نظرية رواد الفضاء القدامى ) ، أدرك ( جيسوب ) أنه أمام تحدٍ جديد ، وأن عليه أن يقاتل بمنتهى العنف ، لإثبات صحة نظريته ، أمام النظرية الجديدة ، التي رفضها بشدة . لذا ، فقد نشر ( جيسوب ) بعض الصور ، التي التقطها من طائرة استطلاع ، للنقوش المرسومة على أرضية منطقة جبال ( بيرو ) . فلزمن طويل ، كانت تلك النقوش تبدو أشبه برسم بياني عملاق ، أو تخطيط لقنوات مياه متشعبة ، وإن بدا من العجيب أن يتم حفرها في منطقة جبلية كهذه . ثم بدأ ( جيسوب ) يرسم خريطة لتلك النقوش .. ورويدًا رويدًا ، بدأت الصورة تتضح أمامه .. إنها ليست مجرَّد قنوات .. إنه رسم عملاق للغاية ، يمتدّ لعشرات الكيلومترات ، على نحو مدهش ، ومحير في الوقت نفسه . وبواسطة طائرة استطلاع ، تمكن ( جيسوب ) من رؤية تلك النقوش كاملة لأول مرة .. فعلى ارتفاع هائل من الأرض ، بدا الرسم واضحًا ودقيقًا ، على نحو لا يقبل الشك ، ولا يحتمل التكذيب . كان هناك رسم لرجل عملاق ، يمتد لعشرات الكيلومترات ، بخطوط مستقيمة تمامًا ، على الرغم من امتدادها ، ورسم آخر لجواد ، يمتد للمسافة نفسها تقريبًا ، وبالخطوط المستقيمة جدًا . والتقط ( جيسوب ) عشرات الصور للرسمين ، بمقياس رسم واضح ، وعرضها كلها في مقاله الجديد ، مع سؤال واحد . لماذا يرسم شعب حضارة قديمة رسمين بهذه الضخامة ، وهو يدرك جيدًا أنه من المستحيل رؤيتهما ، إلا من ارتفاع شاهق جدًا ؟! بل وكيف أدركت حضارة قديمة ، أنه من الممكن أن يرتفع المرء ، بأية وسيلة كانت ، إلى ذلك الارتفاع الشاهق ؟! وفي الوقت ذاته ، استبعد ( جيسوب ) أن تقوم حضارة متقدمة ، سابقة أو حالية أو حتى مستقبلية ، بإضاعة جهدها ووقتها وتقنيتها ، في صنع نقش أرضي هائل كهذا ، دون سبب منطقي . ثم أن حفر خطوط مستقيمة على هذا النحو ، ولعشرات الكيلومترات ، يحتاج إلى تقنية مدهشة ، وحسابات بالغة الدقة . التفسير الوحيد الذي وضعه ( جيسوب ) ، هو أن سكان ( بيرو ) القدامى كانوا على اتصال بالفضائيين ، وأن النقشين كانا مجرد إشارة لمواقع الهبوط ، أو علامة صداقة ، يمكن رؤيتها من مسافات شاهقة ، في الفضاء البعيد . وفي الوقت نفسه ، الذي نشر فيه ( جيسوب ) مقاله هذا ، طرح في الأسواق كتاب جديد يحمل اسمه ، مع عنوان يربط به مشاهدات الكتاب المقدس القديمة ، وما يطلق عليه الآن اسم ( الأطباق الطائرة ) . كان من الواضح أنه مقتنع بالفكرة حتى النخاع .. وأنه مستعد للقتال من أجلها أيضًا .. وحتى الموت .. ومرة أخرى ، وكما يحدث عادة ، أثار ( جيسوب ) موجة هائلة من الجدل العلمي ، في كل أنحاء العالم ، وهو يضيف في كل يوم مقالاً جديدًا ، يؤيد نظريته ، ويؤكد هبوط رواد فضائيين في عالمنا يومًا ما ، منذ سنين عديدة ، لا يعلم عددها إلا الله ( سبحانه وتعالى ) . وانقسم العلماء بين النظريتين ، وإن حظت نظرية الحضارة القديمة السابقة بالعدد الأكبر منهم ، على الرغم من حرب ( جيسوب ) المناضلة المستميتة . وحتى آخر أيام عمره ، الذي تجاوز السبعين ببضع سنوات ، ظل ( موريس جيسوب ) يدافع عن نظريته الفضائية ، ويؤكد في كل لحظة أن عالمنا كان ولا يزال ، مزارًا لرواد فضاء من كواكب أخرى ، وأنهم تركوا عشرات الأدلة على وجودهم ، ولكن بعض العقول العمياء ترفض تصديق هذا ، نظرًا لأنانية الانسان ، الذي يرفض دومًا الاقتناع بأنه ليس الكائن العاقل الوحيد في الكون . ولأن هذا كان شغله الشاغل ، وهدفه الوحيد ، فقد راح يجوب العالم ، بعد حتى أن تجاوز الخامسة والستين من عمره ، ليجمع الأدلة والبراهين على صحة نظريته ، ونشر عبر مقالاته مئات الصور ، لنقوش عبرية ، وفرعونية ، وآشورية ، توحي كلها بهبوط أجسام من الفضاء ، واستقبال سكان الأرض لها باحترام بالغ . وأثناء حربه المستعرة ، جاء بعض رواد الفضاء لزيارة ( مصر ) واتجهوا بالطبع إلى المتحف المصري للآثار القديمة ، وانبهروا بالحضارة المصرية ، الفرعونية ، ثم توقفوا أمام نموذج صغير لعصفور ، كما تقول اللوحة الملصقة بصندوقه ، قبل أن يهتف أحدهم بأن ذلك النموذج يشبه الطائرة ، بأكثر مما يشبه الطائر . وهنا ، جاء المسؤولون عن المتحف ، وأخرجوا النموذج من صندوقه الزجاجي ، ووضعه في يد علماء وخبراء الفضاء والطيران ، لفحصه وتقييمه . وجاء تقرير الخبراء ، ليضع أمام العلم لغزًا جديدًا مدهشًا .. ذلك النموذج ، الذي يتجاوز عمره ستة آلاف عام ، هو لطائرة وليس لطائر ، دون أدنى شك . بل ويصلح للطيران أيضًا ، لو تم تنفيذه بالنسب نفسها ، وبمادة خلاف الصلصال المصنوع به . وبمنتهى الدقة . وعلى الرغم من أن ذلك الكشف مصري بحت ، إلا أن ( جيسوب ) تشبث به واتخذه دليلاً على صحة نظريته ، وعلى أن رواد فضاء قدامى قد جاؤوا من كوكب آخر ، وتركوا آثارهم على الأرض . ولكن أصحاب نظرية الحضارة السابقة ، كانت لديهم مفاجأة أخرى .. أن نموذج الطائرة ، في المتحف المصري ، يؤيد نظريتهم ، وليس نظرية ( جيسوب ) . فوفقًا لنظريتهم ، لا يمكن أن تندثر المعارف تمامًا ، ما دام بعض الأحياء قد نجوا ، من الكارثة التي أودت بالحضارة القديمة المفترضة . ستبقى بعض العلوم والمعارف في الأذهان حتمًا ، ولكن دون تفاصيل دقيقة ، أو حتى دون تقنية كافية ، لتحويلها إلى حقائق ملموسة . لذا فقد نقل بعضهم إلى أبنائه نموذج الطائرة ، وشرح لهم استخداماتها ، ولكنه مات ، وماتت معه ذكرياته البصرية ، وخبراته العملية عنها ، ولم يتبق لورثته سوى ذلك النموذج ، الذي علموا ابناءهم وأحفادهم صنعه ، ونقلوا إليهم القليل من معارفهم عنه . ومع مرور الوقت ، وتعاقب الأجيال ، اندثرت المعارف رويدًا رويدًا ، ولم يتبق سوى أسلوب صنع النموذج ، الذي تحول إلى تراث عائلي ، ثم انتهى به الأمر إلى صندوق زجاجي ، في متحف الآثار المصري . بل ، وربما يجهل صانعه نفسه فائدته ، أو ما تعنيه وتمثله نسبه .. ولأن فكرتهم منطقية أيضًا ، فقد أغضبت ( جيسوب ) ، وجعلته يندفع لمهاجمة استنادهم إلى نقوش كهوف ( تاسيلي ) أيضًا مؤكدًا أنها ، بالنسبة له ، تبدو أشبه لرسوم عن كائنات من كوكب آخر ، سادت الأرض يومًا ، قبل أن تترك آثارها خلفها ، وتعود إلى كوكبها . واستمرت الحرب عنيفة قوية ملتهبة ، حتى حسمها أمر لا مفر منه . موت ( موريس جيسوب ) .. فبموته ، هدأ لهيب المعركة ، ولكن الفريق المعتقد بنظرية الحضارة السابقة المندثرة لم ينتصر ، في الوقت ذاته ، إذ ترك ( جيسوب ) خلفه فريقًا من المؤيدين لنظريته ، والمقاتلين من أجل إثباتها طوال الوقت . وحتى لحظة كتابة هذه السطور ، لا يزال اللغز قائمًا ، ولم ينحسم قط ، منذ أشعله ( جيسوب ) قبل ما يزيد عن نصف القرن . صحيح أن أحدًا لم ينكر وجود عشرات الدلائل والبراهين ، في شتى أنحاء العالم ، عن وجود تقنيات حديثة ، وربما أكثر تطورًا منا في عصور سابقة ، تفصلنا عنها آلاف وملايين السنين . ولكن أحدًا لم يضع تفسيرًا حاسمًا لوجودها قط ، أهي آثار رواد فضاء قدامى ، اتخذوا من كوكب الأرض يومًا ، مزارًا سياحيًا لهم ؟! أم هي بقايا حضارة قديمة بائدة ؟! لا أحد يدري . وربما لا يدري أحد من ترك كل هذا ! ومن أولئك الذين كانوا هنا يومًا ؟! ربما لا يدري أحد .. أبدًا . منقول |
#2
|
|||
|
|||
![]() موضوع مطول وجميل منك سلم نقلك لكن في خلل عندك بالموضوع ماني عارفة هي صور ولاايش لكن مشكووورة محتاج قراءة ووقت
![]() الله يعطيك العافية ويجزاك خير |
متفيزقة مبدعة |
مشاهدة ملفه الشخصي |
البحث عن كل مشاركات متفيزقة مبدعة |
#3
|
|||
|
|||
![]() العفووو شكرا علي المرور الجميل
|
#4
|
|||
|
|||
![]() موضوعاتك دائما رائعة وتتسم بالغموض مما يزيدها اثارة وتشويقا . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
#5
|
|||
|
|||
![]() موضوع استمتعت في فرائته طبعا أنا أميل لنظرية وجود حضارة ابيدت ( كحضارة عاد فقد كانت حضارة عظيمة ) والله اعلم
بارك الله فيك |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|