[ناصر اللحياني]

[justify]رأيت فيما يرى النائم :

« أن أخي معلم التربية الأسلامية في مدرستنا طلب مني أنّ أعد محاضرة بعنوان : آثار الأخوة في الله على المجتمع ، ولكن بسبب التأجيل والتسويف - طبعا في المنام - لم أتمكن من إعداد هذه المحاضرة حتى استيقضت »

قلت ُ عسى في الأمر خير ..

انطلقت صباح اليوم إلى المدرسة وبحثت عن أخي معلم التربية الأسلامية لأقص عليه الرؤيا فلم أجده ، نسّقت مع مدير المدرسة لإعفائي من الحصة السابعة لأنني سأسافر عصر اليوم الأثنين إلى مدينة الرياض ، وأخبرته بأنه ربما أحضر يوم غد الثلاثاء وربما لن أحضر لأن عودتي من الرياض ستكون على رحلة الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل .

خرجت من المدرسة متوجها إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة وكلي شوق وحنين إلى رؤية أحبابي زملاء الدراسة فقد تم تنسيق موعد مساء اليوم الأثنين لنلتقي في محافظة الخرج بعد فراق دام كثيرا ..والحمد لله أن أخوتنا لله ... فما كان لله سيدوم .. وما كانت لمصالح ستنتهي .

وصلت إلى المطار الساعة الثانية والنصف ظهرا وقطعت تذكرة الصعود ثم كتبت هذه الرسالة في جوالي :
" أخي أبي رسيل بعد التحيّة ،، الآن تتحرك الطائرة من المدرج وبمشيئة الله تعالى ستصل الطائرة بعد ساعة ، أرجو أنّ تحرّص الشباب على الحضور ، ترى فيها زعل على اللي يتخلف عن الحضور "
.. واحتفظت بها في المسودات ..

وبينما كنت في انتظار مرسول المحبّة ليطير بي من ديار الحجاز إلى نجد .. طار بي طيف من خيالي إلى هناك ..وكأني أراني ألتقي بهم وأعانقهم فردا فردا .. وأخبرهم بشوقي وحبي لهم .. و أسعد بلقائهم هذه الليلة بعد فراق موحش عز فيه الصبر ، ثم أحدثهم عن أخباري وأسألهم عن أخبارهم ونسترجع ذكريات الجامعة .. فلكل واحد منهم ذكرياته ومواقفه التي لا تنسى ثم أعانقهم للوداع على أمل اللقاء .

[poem=font="simplified arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
يا ظاعنين وقلبي نحوهم أبداً = يحدى من الشوق فيما بين أظعان
بنتم فما لذّ لي عيش لبعدكم = ولا فرحت بأوطارى وأوطاني
أورثتموني شبحا باق تردّدهُ = لبعدكم سويد القلب أشجاني
أنّى ذكرتكم فالشوق من وله = جمر الفضا بفنا الأوطان أوطاني
إن خانني زمني فيكم فليس له = بدع إذا ما رمى حرّا بحرمان[/poem]


نادى المنادي علينا .. يا أصحاب الرحلة 1052 هلم إلى الطائرة ..
صعدنا الطائرة ولوعة الشوق تزداد .. وبعد إغلاق أبواب الطائرة هممت بإرسال الرسالة التي احتفظت بها في المسودات إلى أخي أبي رسيل ... لولا أعتذار قائد الطائرة عن تأخر قد يدوم لساعة واحد فقط .. قلت ُ عسى في الأمر خير .. وبعد ساعة من الترقب والتلهف .. أعلن للمرة الثانية عن تأخر قد يدوم لنصف ساعة .. وبدأت في التوتر ..


ولم تكتمل نصف الساعة حتى طلب منّا النزول !! لأن التأخر سيطوووووووول ...
وربما تتأخر قرابة ثلاث ساعات !!

تلاشت أحلامي .. وبدأت آلامي .. فعذرا يا أحبابي ..

عمر الخليفة ، محمد الحربي ، طلال الرشيدي ، بسام البابطين ، عبدالله الشمّري ، سعيد الشهراني ، حسين العامري ، عبدالمحسن الدوسري ، عيسى الفيفي ، علي زيلع ،،،،

[poem=font="simplified arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
أحباب قلبي وقلبي من تذكرّهم = مُقلبٌ قد دهاه الشوقُ والفِكر
وطالما بات مسروراً بطيفهمُ = حتى استطالَ على أجفانه السهر
يا صحبة الخير والصدر مسكنهم = القلب قلبكُم والسمع والبصر
أنا المشوق إليكم والعميد بكم = مالي بغيركم أنْسٌ ولا وطر[/poem]

قتلتني هذه الصور شوقا إليكم .. والتي التقيتم فيها قبل أشهر بدوني ..

وتزداد حسرتي .. وأنا أكتب هذه الأسطر .. وأعلم أنكم الآن في مجلس اللقاء .

حرصت على الإلتقاء بكم في هذه الليلة .. ولكن قدّر الله وما شاء فعل .. والحمد لله من قبل ومن بعد .

وربما أن ما جرى هو تأويل رؤياي والله أعلم .[/justify]