ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات الفيزيائية الخاصة > استراحـــة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب. | ||
عودي الى حيث ما كنتِ .............. تجربة رُبانية القصصية |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() عودي الى حيث ما كنت ِ رن الهاتف في زاوية البيت المظلم والخاوي من كل الوان الصخب وبهرجته زعزع صوته ليلة ذلك اليوم وكان في الزاوية الاخرى للبيت الصغير غرفة انوارها مطفئة وبها امرأة شارفت الستين من العمر قامت وهي فزعة من الصوت فهي لم تعتد ان يتصل بها احد وفي مثل هذا الوقت المتأخر سحبت عكازها وتوكأت عليه وبدأت مسيرتها الشاقة مع المشي فركبتاها خائرة وطلاسم التعب تعب ذلك الوجة وتقدمت للنظارتها السميكة القابعة على الدرج المنزوي بالقرب من سريرها وهي تتمتم خير ان شاء الله مين يتصل فيني بهذا الوقت الساعة قاربت الثالثة صباحاً وهي تقدم رجل وتجر الاخرى الى ان وصلت للهاتف جلست على الاريكة التي بالقرب منه مع تنهيدتها الزافرة التي تخرج تباريح واهات الزمن المر رفعت السماعة آآآآآآآآلو من ............صمتت ثم صمتت من من من من بدأت االعينان الغائرتان وسط التجاعيد تغرق في بحر الالم امواج هادرة تطفح معها كل آآآآآآآآآآآآآلم تلك السنين بدأت تستجمع قواها نطقت فقالت : محمد اهذا انت ثم بدأت تجهش بالبكاء العارم دموع تتدفق وتنطلق من عيناها علها تبرد نيران الانتظار المر جلست تتهته بعبارتها يمه محمد يمه محمد انت فينك لم تعاتب لم تغضب بل قالت يمه انت فينك انا اشتقت لك ياعمري يمة وهي تتغيظ ووتعسر خلجاتها من بكاء لم يجعلها تبين قولاً بعدها قالت هااااااااااااااااااااااااااااااا هاااااااااااااااعيد عيد اللي قلته تبغى تجي تهلل وجهها المكسور بالفرح بل انتفض من كل الحزن مع كل السنين العشر التي لم ترى فيها محمد الذي غادرها مع زوجته الشريرة التي لم تكن تحب امه وساعد في الامر سفره بعيدا عن ديار الام للعمل ومع زوجة لا تحض على رعاية امه فكانت تقول له انت تفعل الشيء الكثير لأمك كونك تعطيها مصرفها الشهري وتوصي ابو مساعد عليها وعندها خادمة وسائق ومكتب صاحبك مرتب امورالعمالة اللي تستخدمها وخلاص ايش تبغى غير كذا من الدنيا فأكتملت المحنة المهم قال : يمه انا جاي اليوم على الساعة السابعة مساء قالت ياهلا ويامرحبا فيك ياابوي وياتاج راسي ( الام تشوف عيالها تاج روسهم عجبا ونحن نشهد ذلك من امهاتنا وجداتنا من غلا الابناء ) نسيت كل الالم واستحضرت الفرح وقتها البيت انقلب الى شيء اخر الى نور اضاء مع وجهها الذي اناخ الهم والحزن جانباًبدأ التفكير في عقل ام محمد ماذا افعل فحبيبي ونور عيني سيأتيني غداً اسوي مرقوق وجريش وكل الاكل اللي يحبه وكمان كبسة ايش كمان والغدا اخلي ابو مساعد جارنا يحضر لي من البنقلة( حلقة السمك بجدة ) سمك ناجل لا احسن حريد لا احسن اخليه يجيب سمك صيديه اعرفه يموت من صغره على الصيدية آه كمان اخلي زينب بنت الجيران حبابة زينب اخليها تسوي ذاك الحلى عليها حلى يخلي الواحد ما يقوم عنه اللى والصحن فاضي ايش كمان ايش كمان يبغالي انظف البيت ياسرياتي تعالي الله نسيت الحين الساعة اربعة لا اخليها شوي لا اتأخر كذا ياسرياتي تعالي كل هذا نوم يلا قومي ردت الخادمة وهي تعرك عيناها ما ما ايس فيه انت ليه في قومني دهين ردت ام محمد انت قومي بعلمك بس قومي روحي نظفي البيت ونكتي الكنب والشبابيك وبخري البيت بالعود مو بالخور الثاني ردت سرياتي : هااااااااااااا ما ما مين في أجي دهين ام محمد مالك شغل روحي سوي اللي قلتلك عليه وبس . راحت الخادمة تحلطم بغضب هذا ايش فيه هوا مخ فيه كويس ( تحطلم مصطلح حجازي يعني الذي يتمتم بكلمات مقطعة من غضبة وتكون بصوت خافت غير ظاهر) يالا اللحين حتقوم صلاة الفجر خلاص دخل الوقت وبدأ العد التنازلي لأم محمد الساعة اصبحت الرابعة عصراً وهي لم تغمض جفنها تنتظر الغائب بفارغ الصبر لو كان بيدها الزمن لسحبته لجعلتها الساعة السابعة لكن الانتظار دائماً مر وهي تتمتم انت صبرتي عشر سنين منتي قادرة على ثلاث ساعات المقاضي وصلت السائق احضرها لها وقعدت تراجع الاشياء اللي جابها لها يلا دخل الخروف المطبخ وبدأت اعصابها تتلف مع الوقت فالطعام لا بد ان يكون جاهزا على تمام الساعة السابعة وبدأت تصرخ ياسرياتي ان ما قلتلك لا تحطين الا العود مو هذا البخور ريحته ما هي حلوة امكن محمد ميحبها اصله ما يحب الا العود كنت لما اطيبه كان يتنشقه ويقول يمة الله يخليك ليه ردت سرياتي تيب ما ما دهين انا في حطي عود بس لاتزعل مني وبدأت تعفس ام محمد في المطبخ بين عجين و لحم توزعه هذا للكبسة وهذا للجريش وهذا للمرقوق وهذا ايدامات ياعيني عليك ياابوي يامحمد كان يحب الملوخية والبامية وبين نفخ وطبخ وعجن جاءت الساعة السادسة والنصف وذهبت ام محمد تكمل زينتها وتتعطر ووضعت الشيلة ( قماش تضعه النساء الكبيرات في السن في المناسبات فهو يعبر عن الاناقة لديهن وهو مثل الشاش )ولبست الذهب وتنظر لنفسها في المرآآآآآآآآة وكأنها تتحظر لخطبة يييييااااااااااااااااااااااااااااه كم الللللللللللللللللللللللللللقااااااااااااااااء يجدد الحياة مرت الثواني بطيئة وكأنها عشر سنوات اخرى كلما ظرب جرس الباب قامت مين ياسرياتي ردت ماما هادي زينب جيب حلى ردت ام محمد وهي ترفع يداها للسماء ياربي يخليك لوالدينك يازينب ويرزقك بابن الحلال اللي يهنيك وجاءت الساعة السابعة ولم يرن الجرس ومرت الدقائق ثم الساعات بدأت الام تقلق وهي تقول ياربي ياوليدي فينك عسى المانع خير لحظات شق الصخب صوت الهاتف الذي رن بدأت تسرع خطوات ام محمد الى الهاتف اكيد وليدي يبغى يقولي انه عند الباب رفعت الهاتف واذا به محمد يقول امي انا اسف لم استطع المجيئ كنسلت الحجز اصل ام سلطان ( الزوجة ) عندها زواج صاحبتها وتبغاني احضر الفرح عشان اتعرف على زوج صاحبتها ( عذر اقبح من ذنب ) .. . . . . . . . عبرة خنقتها وغصةووووووووووآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه وتنهيدات وقالت ام محمد بصوتها المخنوق طيب ياوليدي على راحتكم اقفلت السماعة وعاد الظلام للزوايا والامكنة وعودي ام محمد الى فراش الألم مرة اخرى ولا تنسي ان تخدري كل شيء فالزمن يحتاج الى اطنان من ادوية تخدير الاشتياق للأحبة عودي ام محمد فالزمن لا يريد منا الا ان نكون في عنابر الظلام عودي ام محمد ولا تنسي ان تضعي اقفالاً على قلبك الباكي عودي ام محمد الى حيث كنت الى هناك الى جزيرة المفقود الى جزيرة المنسيين والمهمشين عودي ولا تنسي ان لاتعودي OOOOOOOO اتمنى ان تتقبلوا تجربتي القصصية هذه وهي بداية علها ترضيكم . . . .
__________________
https://twitter.com/amani655 |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|