[mudyos]

منقول

أول سفينة تعمل بنظام الدفع الهجين



المهندس أمجد قاسم
مدونة جنسترا آفاق علمية
يعتبر استغلال الطاقة الشمسية في وسائط النقل المختلفة ، حلم راود المهندسين والفنيين والعاملين في قطاع الطاقة منذ زمن طويل ، وقد أجريت آلاف التجارب حول ذلك ، كما تم تصميم العشرات من وسائط النقل المختلفة التي تعمل على الطاقة الشمسية أو تعمل على نظام دفع هجين يجمع ما بين الطاقة الشمسية أو أي مصدر للطاقة القابلة للتجدد والمحركات التقليدية المعروفة حاليا .
لقد نجحت العديد من الشركات العالمية في تصنيع سيارات وحافلات ومركبات نقل وقوارب ، تعمل على نظام محركات الدفع الهجينة Hybrid Propulsion ، ثم تواصلت التجارب لابتكار وتصنيع سفن نقل ضخمة تعمل على نفس النظام ، وتكللت تجاربهم بالنجاح ، حيث تم تصميم أول سفينة نقل في استراليا تعمل على محرك دفع هجين يستمد 50 % من الطاقة اللازمة لعمله من الشمس أو من أي مصدر للطاقة المتجددة والنسبة المتبقية يستمدها من النفط ومشتقاته المختلفة.
السفينة الجديدة سوف تربط مدينة سان فرانسيسكو بجزيرة الكاتراز الأمريكية وستعمل على نقل المياه العذبة والتموين والبضائع لهذه الجزيرة.
يذكر هنا أن هذه السفينة الهجينة حصلت على براءة الاختراع من استراليا ونفذت من قبل شركة سولار سايلور Solar Sailor المتخصصة في استغلال مصادر الطاقة المتجددة ، وقد لجأ المصممون إلى استغلال تكنولوجيا الأجنحة الشمسية Solar Wings القابلة للطي ، حيث يتم استغلال أشعة الشمس وقوة الرياح إلى أقصى حد ممكن ، وعند تعذر استغلال مصادر الطاقة المتجددة ، يتم تشغيل محركات الديزل العملاقة لتوفير قوة الدفع اللازمة لتحركها.
إن اختراع وتصميم هذه السفينة ، دفع الحكومة الأسترالية إلى تبني مشروع يحمل اسم Aquatanker والذي يتضمن بناء سفن تجارية كبيرة الحجم تعمل على نظام الدفع الهجين ، ومهمة هذه السفن نقل المياه العذبة إلى إقليم بيرث جنوب استراليا والذي يعاني من نقص حاد في إمدادات المياه ، ثم سيتم التوسع في هذا المشروع الريادي لتصنيع سفن لنقل الركاب ولرحلات السياحة والاستجمام ولنقل السلع والغاز الطبيعي والنفط بين أماكن مختلفة في العالم.
إن استغلال الطاقة الشمسية يعتبر أمرا هاما للغاية ، ولم يعد الحديث عن هذا المصدر المتجدد من الطاقة ، مجرد رفاهية علمية ، بل اصبح أمرا ملحا وأساسيا في ظل زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي جراء التلوث البيئي الناجم عن حرق المشتقات النفطية ، هذا بالإضافة إلى ما يشكله إمكانية نقص إمدادات النفط عالميا من حافز هام لدفع عجلة التقدم والتطور في مجال استغلال مصادر الطاقة القابلة للتجدد.