ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات الفيزيائية الخاصة > استراحـــة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب. | ||
ردة فعل ... قصة قصيرة |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() السلام عليكم :
الإخوة الكرام : حياكم الله تعالى .. أضع بين أياديكم الكريمة قصة قصيرة بعنوان ( ردة فعل ) سائلاً الله عز وجل أن تنال رضاكم .. ولكم تحياتي |
#2
|
|||
|
|||
![]() ردة فعل
من عادة ( تحسين ) , وكما هي عادة الناس أجمعين , أنه عندما يغلق باباً ويُحكم إغلاقه بالقَفْل , يرفع عنه المفتاح و يضعه في جيبه وينطلق إلى مقاصده .. ولكن تحسيناً في هذه المرة خالف المعتاد وخرج عن المألوف , إذ بعد أن خرج من بيته وأحكم إغلاق بابه , عوضاً عن أن يرفع المفتاح عن الباب ويضعه في جيبه , خلع بنطاله وعلقه من جيبه على المفتاح , ثم اتجه إلى مأربه .. كانت الشمس تؤذن بالبزوغ حين قال له جاره أبو سعيد , وهو يحرك إحدى يديه المثقلتين بحاجيات البيت : السلام عليكم . أجابه تحسين بإيماءة من رأسه دون أن يلتفت إليه , مثلما أن أبا سعيد لم يتنبه إلى ما يرتديه تحسين من قميص رمادي اللون مخطط طولياً بلون أسود قاتم , يتدلى بعشوائية على سراويله الداخلي الأبيض الممتد إلى ما تحت الركبة بقليل . تسارعت خطى تحسين مع تسارع خفقان قلبه وتوتر أعصابه وهو ينعطف إلى الشارع الرئيس ولا شيء يشغله سوى وجود سيارة صفراء اللون شاغرة من المستأجرين . ضوضاء وصخب مضاعف تولدا في الشارع إثر تصادم سيارتين ببعضهما بعضاً .. ربما سائق السيارة الأمامية أوقف سيارته دون سابق إنذار وهو ينظر مشدوهاً إلى حال تحسين .. وقد يكون سائق السيارة الخلفية شرد عن اقترابه من المشيرة الضوئية حين رأى تحسيناً على هذه الحال فلم يُخفف من سرعة سيارته .. ارتفع الصياح وعلت نبرات التهديد والوعيد , تجمهر الناس حولهما , نسي المجذوب من جذبه , توقفت حركة السيارات عن جزء من الشارع , وفي النهاية اتفق السائقان على إحضار الشرطة .. لم يكترث تحسين لما حدث فتابع سيره وهو يفتح ثغرات من بين الجموع التي احتشدت .. وما أن تجاوزهم حتى لمحه أبو نبيل الجالس في دكانه خلف الملابس المعروضة على واجهتها يتناول فطوره , نهض أبو نبيل مذهولاً .. توقفت اللقمة في فمه .. وبيده التي تضم كوب الشاي الذي سكبه لتوِّه راح يتحسس جسده إن كان مرتدياً بنطاله أم لا .. اندلق كوب الشاي بحرارته الملتهبة على جسده , فصرخ صراخاً مدوياً اهتزت له محتويات الحانوت .. ارتفع صخب الشارع وضجيج الحركات فيه مع اتساع انتشار أشعة الشمس وارتفاع حرارتها .. تجاوز تحسين بضعاً من الأطفال السائرين إلى مدرستهم وهم يتبادلون الأحاديث عن واجباتهم المدرسية ومغامراتهم وأحلامهم .. حقائبهم المختلفة الأشكال والأحجام تنم عن تفاوت أعمارهم وتباين صفوف دراساتهم .. ضحكوا فرحين مسرورين مع انطلاق نتائج تخميناتهم عن لاعب الكرة الذي تقدمهم بالمسير .. إنه فلان !.. لا , بل هو فلان !.. لا , أنا متأكد إنه فلان !.. أجل هو !.. لا , لا هو فلان !.. كلٌّ مصر على ما طابق منظر تحسين الصورةَ المطبوعة في مخيلته حتى انعطفوا إلى الشارع الفرعي المؤدي إلى مدرستهم والسعادة تغمرهم لأنهم رأوا لاعب الكرة !!.. أخيراً استجاب سائق سيارة أجرة .. أسرع تحسين نحو سيارة صفراء تحاول التوقف .. انقض على مقبض بابها اليميني الأمامي كانقضاض السهم على هدفه , شده بقوة حين وجده مقفلاً .. أطل السائق برأسه من الجهة المقابلة قائلاً له : يا أستاذ ! هذه السيارة مخصصة للسفر الخارجي ولا تؤجر ضمن المدينة .. تابع تحسين يغذ السير وقد تراكمت الغصات لديه .. غصة في فكره .. غصة في نفسه .. غصة في جوفه .. توقف عند صنبور موقوف لعابري السبيل , مركون على زاوية من الرصيف الفسيح .. انحنى إليه باسطاً راحتيه ليشرب من خلالهما , متجنباً الأكواب المخصصة لذلك .. شرب بلهفة وكأنه لم يشرب منذ أمد بعيد .. شابة أنيقة الهندام .. هادئة الخطوات والنظرات .. واثقة النفس .. يغلب على محياها ملامح حزن دفين .. استرعى انتباهها حال تحسين و تمنت بصدق لو لم تكن مضطرة بشدة إلى متابعة سيرها , لتساعده وتسعفه في طلبه .. تمنت لو لم تكتفِ بتساؤلها النابع من لهيب عينيها المتورمتين : إلى متى سيبقى مقدار المهر ميزاناً في الزواج ؟!! رفع تحسين يمناه مسلماً على صابر صاحب المكتبة , وقد اعتاد على هذا السلام , عندما لا يدخل إليه ويتبادلان أطراف الحديث , منذ المرة الأولى التي شاهد فيها تحسين أباه يسلم على أبي صابر بيد ويمسك به بالثانية , رد أبو صابر على التحية بأحسن منها وهو يعطي زبوناً دفتراً وأقلاماً مزركشة .. لحظات سريعة عبرت حتى احتل منظر تحسين المكانة الأولى من ذهن أبي صابر .. همَّ أبو صابر بالخروج لإيقاف تحسين وتنبيهه عن حاله الشاذ والمخزي في آنٍ معاً .. : إنه تحسين ! ابن المرحوم أبو تحسين من أعز أصدقائي .. إنه من زينة الرجال وعقله بيوزن بلد .. قالها أبو صابر لزبون يحاول معرفة نوع القلم المعروض على الواجهة بعلبته الأنيقة الجذابة .. رد عليه الزبون بثقة كمن وضع يده على الداء بعد طول عناء : أتقصد ذاك الذي يسير بالسراويل معرضاً ساقيه لأشعة الشمس بعد أن دهنهما بالأوكسجين ليجعل لونهما برونزي ؟ ! ثم ضحك لجهل صاحب المكتبة بهذه الحقيقة .. قال أبو صابر متحيراً ومتحسراً ولم يعِ ما قاله الزبون : هل من المعقول أن مَن يزاحم تحسيناً في منصبه في العمل الذي ناله بجهده وخبرته ودرجاته العلمية , قد تغلب عليه رغم أنه لايفقه شيئاً فيه ؟! هل من المعقول أنه تغلب عليه بنفوذه ؟! كثرت طلبات الزبائن واستفساراتهم حتى طمست تساؤلات أبي صابر وأزاحت صورة تحسين عن ذهنه .. تكسي ؟! .. تكسي يا شباب ؟! قالها تحسين لمن هم داخل سيارة شحن صغيرة صفراء اللون توقفت للحظتها .. أجابه الراكب استهزاءً واستخفافاً : لا ! طيارة جامبو يا حباب .. جذب عيني تحسين شعاع بلون أصفر خفيف يهتز على السطح الداخلي لشرفة في الطبقة الأولى من العمارة التي في الجهة المقابلة .. ربما هو ظل لصورة في الجريدة التي يقرأها ياسر .. في لحظة إراحة عينيه من ثقل القراءة , نظر ياسر إلى الشارع هنيهة ثم أعاد نظره إلى الجريدة ليتابع قراءة ما بدأه .. وفجأة بعُدت الكلمات عن أماكنها .. تطلسمت الحروف لناظريَه .. تفككت الأسطر والخطوط .. أدار برأسه بسرعة كبيرة إلى حيث يقف تحسين وقد أذهلته الرؤية .. ألقى الجريدة من يده متحمساً لمساعدة تحسين وإنقاذه .. كاد أن يلقي بنفسه من على الشرفة .. اندفع نحو باب الشرفة بعشوائية واضطراب .. تزلزلت الطاولة التي أمامه من شدة ارتطامه بها , فانكسر ما عليها من أكواب شاي وفناجين قهوة .. دخلت قدمَه قطعةُ زجاج بقوة فآلمته ألماً شديداً وشغلته عما كان ذاهباً إليه , وهو يردد : نعم ! العين ترى .. ولكن ماذا يحدث إن أصاب جهاز تحليل الرؤية وإدراكها خلل ؟!.. انحنى تحسين بحركة آلية ليعيد العكاز إلى يد العجوز المرتجفة , بعد أن انزلقت عنها لتصير إلى الأرض .. بذلت العجوز جهداً في اتزان وقفتها وابتسمت منشرحة الصدر ورفعت كفيها إلى السماء تدعو لتحسين : روح يا ابني الله يخليك لأهلك .. ويرحم والديك .. ويبحبحها معك وتقدر تشتري بنطلون .. توقفت سيارة حديثة صفراء اللون مصدرة صوت احتكاك إطاراتها على الإسفلت بقوة , لفت إليه الأسماع والأنظار .. تنفس تحسين الصعداء .. اقترب من السيارة والسائق ينزل بعصبية زجاج الباب الأمامي جهة تحسين ويسأله بغضب : ماذا تريد ؟ : تكسي .. قالها تحسين بسعادة .. : ومن قال لك أن هذه سيارة تكسي ؟ : لونها الأصفر .. أجمع السائق ريقه وأوشك أن يبصقه في وجه تحسين لولا تجمهر الناس وتحلقهم حولهما , وقال مغتاظاً حنقاً : يا أحمق ! إذا كانت كل سيارة تكسي صفراء اللون , فهل هذا يعني أن كل سيارة صفراء هي تكسي ؟!! شرذمة من الشباب تقاذفوا التخمينات والتحليلات لحالة تحسين فور رؤيتهم إياه .. فأسرعوا جميعاً إلى أقرب عمارة ليستظلوا بدهليزها وهم يخلعون بناطيلهم الجديدة الحديثة الغالية الثمن , ويرمونها في سلة القمامة .. ليتابعوا مسيرهم في سراويلاتهم المختلفة الأطوال والأشكال والألوان , رافعي رؤوسهم فخورين متباهين لأنهم يطبقون الموضة .. ترجل سائق التكسي ليساعد تحسين على الصعود إلى سيارته .. جلس تحسين في المقعد الأمامي إلى جانب السائق بتوتر وانفعال شديدين ووضع راحتيه بقوة على الرف البلاستيكي ( التابلو ) وكأنه يدفعها لتسير بأقصى سرعة .. : تحسين ! .. تحسين ! .. تحسين ! .. صوت صديق الطفولة والكهولة قادم من بعيد .. : تحسين ! .. تحسين .. تحسين ! نادته زوجه إلى مائدة الغداء .. انتفض تحسين عن السرير مذعوراً هائجاً وقد تقببت مسامات جلده واستنفر شعر بدنه عن آخره .. وأخذ العرق يتصبب من كل خلية فيه .. تحسس جسده بتوتر وارتباك .. شهق شهقات عميقة متناوبات مع زفرات أعمق وهو يجول بنظره أرجاء الغرفة ويتفحص المكان الذي هو فيه .. ويطمئن على وجود زوجه وأهله من حوله .. ولكم تحياتي |
#3
|
|||
|
|||
![]() دوختنا....هههههههههههههههههههه
شكرا لك |
#4
|
|||
|
|||
![]() السلام عليكم :
الاخ الكريم كهرووو : حياك الله تعالى .. أشكر لك مرورك الحسن وتعليقك الجميل .. ولكم تحياتي |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
استراحة قصيرة - فلاش | manda | الميكانيكا | 2 | 02-02-2011 19:01 |
كنت واثقاً بأنك ستأتي ,,, قصة قصيرة | البالود | استراحـــة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب. | 35 | 01-02-2011 21:10 |
قصة قصيرة .........لتوفيق الحكيم | ربانة | استراحـــة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب. | 10 | 18-05-2010 15:55 |
قصة قصيرة ,,,, (إقبل الآخرين بما فيهم) | احساس | استراحـــة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب. | 12 | 24-07-2007 03:31 |
مواعظ قصيرة لابن الجوزي | نيوتن | استراحـــة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب. | 5 | 15-11-2006 15:43 |