[الخفاش الابيض]

يتسائل بعض الفيزيائيين مع نفسه:هل استطيع ان اكتشف او اخترع؟
كلنا يتسائل ويبدي ويقول اتمنى اكون مثل كريم التونسي وزويل الامريكي وانيشتاين صاحب النسبية الر ائعة ونيوتن الذي كان عالم عصره بلا منازع....
في عالمنا العربي هناك مشاكل عديدة ومختلفة من كل الجوانب...
عندما تريد ان تكون مكتشفا:فأول من تواجهه في الغاالب هو اهلك عندما يصفونك بأك تتوهم او تكذب على نفسك وتتعرض للتهميش ووصفك بأنك انسان سفيه ثم تواجهه استاذك ومن يقف حولك ممن يختصون بهذا المجال،وعندما تصارحهم وتثق بهم وتجد من يرميك بقذائف نقدية بعضها اصلها طيب وبعضها اصلها سلبي وكلاهما تؤدي الى تدمير وتدمير اشد،فأنت ستقف موقف دفاعي لكي تحاول ان تجد الامل في احد الاشخاص الذين يقذفونك بالنقد الفظيع،النقد الطيب اللطيف الرقيق هو الماء البارد الذي يسكب على رأسك وانت تحت شمس حارقة،النقد اللطيف الرقيق النابع من المسؤولية والصدق والقلب الطيب هو المطلوب في كل شئ،
وتخشى ان يأكلك الاخوان والصديق الذي ترى في خده ورود عندما تقابله،وعندما تتجاوز هذا تصطدم بإجراءات التي تحفظ لك كنزك الثمين،هذه المؤسسات العلمية تطبق نسبية الزمن بحذافيرها في الاجراءات،وفي بعض المؤسسات المعروفة يقدم الابحاث المتعلقة بالابل ومشتقاته( كلها النبيلة والغير مستساغة) على ابحاث علمية تشغل المراكز المتقدمة،وتتصل بدكتور معروف وتقوله يا استاذي الدكتور وش اسوي ...؟
يقول لا تيأس ولا تستسلم (ونصائح هو نفسه ما يطبقها) وتلح عليه اريد اقابلك يا دكتور،يقول انا مشغول الان.ولللأسف صار بعض العلماء في الدول العربية مثل القمر ما نقدر نوصله بسيارة او جمل او حتى طائرة...وتقول بأطلع في الخارج خلاص انا لازم اتقدم والمسكين مديون او شبه مديون ومصروفه بالقوة و وبوسائل الضنك والتقتير يكفيه،وهذا الي يريد ان يصبح مكتشف في عالمنا العربي من مغربه الى مشرقه......والمخترع الذي ظروفه المادية ممتازة لا يواجه أي مشكلة سوى ان يمتلك الاصرار والجهد،لكن دعوني اتكلم عن الاغلبية،هل يستطيع انسان _مثلا_دخله الشهري بالكاد يكفيه ان يجازف و يجعل نفسه عرضة للفاقة؟وانتم تعرفون الانسان لابد ان يكون له ما يسد حاجته ويغنيه عن سؤال الناس.وخاصة اني اتكلم عن انسان لا احد يدعمه لا ماديا ولا معنويا،فإن كان هذا الانسان حكيما ،فإنه يستطيع تجاوز الامر المعنوي غالبا،اما الموضوع فمن الصعب جدا ان يتجاوزه،اذكر قبل سنتين تقريبا اوصلني صديق لرئيس الجمعية الفيزيائية في احدى دول المشرق العربي،وذكر صديقي انه بذل جهدا _ومازلت اذكر جهده في قلبي_
واعطاني رقمه واتصلت عليه وتكلمت معه واخبرته اني اسكن مدينة بعيدة تبعد ساعة وواحد وعشرين دقيقة بالطائرة،وحدد موعد مقابلتي معه وكان يوم الاثنين،وجاء الاحد وذهبت المطار انتظر موعد الرحلة وقبل 10 دقائق من الموعد اتصلو اهلي علي جوالي وقالوا وهم مفزوعين ان بيتنا الان يحترق(وحسيت بفزع وألم في داخلي) و قالوا تعال البيت،وسألتهم اخواني موجودين قالوا ايه،وقلت الحين بأدخل الطائرة،وتأكدت انهم موجودين وودعتهم لما جاء الموعد،وفعلا سافرت ولأول مرة اسافر لوحدي خارج مدينتي وايضا احس بقلق بسبب الحريق الذي حصل في البيت(كان الاهل الحمدلله سالمين وما تضررت الا غرفة واحدة)،ولا اعرف احد في هذي المدينة التي لا تكتظ بالناس إلا في الاجازات واعرف شخص بطريق شخص آخر هو الذي نسق معه ان يقابلني وفعلا قابلته و بعد تناول العشاء وحجز الغرفة مكثت الليل بطوله في تجهيز البحثين وقراءتهم بتمعن ونمت قليلا في تلك الليلة،وكانت عندي امال كبيرة،وصبيحة الاثنين تجهزت فعلا وذهبت ودخلت مكتبه ورأيت شخص في المكتب.انت دكتور فلان قال لا،انا السكرتير،قلت له اين الدكتور قال عنده اجتماع،قلت انا عندي موعد مع الدكتور.
وقال لي استرح انتظره وفعلا جلست ساعة ونصف وبعدين اتصلت على الدكتور وقال انا مشغول الحين(وكان نفسي اذكره بأني اتيت من مكان بعيد ليس لألعب او امارس السياحة) وقال اذهب للدكتور محمد،ووجدت مكتبه قريب،وكان استاذ في نفس الجامعة،ووجدت هذا الدكتور فعلا،وبدون اطالة عليكم كان تعامله سلبي جدا وكانت طريقة كلامه معي فيه استهزاء واستخفاف،ولم يريد ان اناقشه اصلا فقال انا لا املك جوال فخذ ايميلي لكي_حسب رأيه_انه يريد نقاشا حقيقيا وقلت اني سافرت وتكلفت من اجل هذي المناقشة ولكنه لم يرد المناقشة،وخرجت حزينا وسعيدا في نفس الوقت،حزين لأني وجدت معاملة سلبية وخيبت امالي وفرحت لأني اكتسبت تجربة في حياتي وخرجت بعد لحظة الحزن اقوى معنويا وعرفت تفكير بعض ممن نظنهم اعلى منا وارقى تعليما،والذي ضايقني فعلا هو ان صاحبي الجديد تضايق بشدة واخذني في جولة سياحية قبل ان اسافر،
وهذه صارت قبل ثلاث سنوات او اربع،هذه تجربة واحدة من التجارب في الميدان كتبتها ولي امل بأنه سيأتي يوما تنجلي هذه الظلمة وسيكون هناك علماء من كل الفروع سيخلصون في علمهم وعملهم ويؤدون الامانة..................انا لا ارسم صورة قاتمة مزيفة بل ارسمها كما هي سواء كانت قاتمة او وردية،ومن يريد الانجاز لابد ان يبذل قبل ان يذبل،ولهذا تفائلوا واستعينو بالله