[د/سمير المليجى]

" إستيقاظ الضمير العربي "

لننظر سويا إلي الرسام الذي يرسم اللوحات الفنية والنحات الذي ينحت التماثيل الجميلة يعتبر الاثنان مختلفان في عمل المخ والشيء العجيب الرسام لا يستطيع النحت والنحات لا يستطيع الرسم وهذه معجزة من عند الله. أما في الزمن القديم كان لهم قدرة عظيمة في الإبداع لان عقولهم لم تتسمم بالحضارة الزائفة المبنية علي الاستغلال والمادة. أما الآن من الصعب جدا أن نجد الموهبة لأنها لا تستطيع أن تعيش في جو مليء بالحقد والكراهية والعقيدة الفاشلة. والفانيين القدماء بنو لنا حضارة لا نستطيع نحن الآن بإمكانيتنا التكنولوجية المتقدمة أن ندخل الهواء في منتصف الهرم يا للعجب!! وهنا في هذه الأيام نري من يعمل الشر ومن يعمل الخير والاثنان يفكروا تفكيرا جيد ولكن الفرق هو الهدف من وراء هذا التفكير ونتائجه علينا جميعا. وهناك إنسان يجيد الكتابة ولكنه يستعملها ضد البشر وإنسان آخر لا يجيد الكتابة ولكنه يتقي الله في أعماله ولهذا علينا جميعا أن نحاسب أنفسنا قبل محاسبة الخالق العظيم لنا. والطبيب الناجح يجيد عمله ويجيد القس عمله ويخاف ربه مثلما يفعل العالم المسلم إنه يتقي الله ويخاف مقابلته يوم الدين.
ولا تنسي إن الصليبين استعمرونا 320 سنة وفرنسا استعمرت الجزائر قرون عديدة وكانت ولاية من ولايتها.
وكذلك أفريقيا كانت تعتبر قارة من أوروبا يستعبدونها ويسرقون ثرواتها. وأعطي مثال علي ذلك عامل من عمال التنقيب عن الالماظ في مناجم جنوب أفريقيا وجد أربع قطع الماظ من النوع النادر جدا وهو" الالماظ الأحمر" وباعهم للمستعمر بثمن 40 دولار فقط والآن ثمن هذا الالماظ حوالي 400 مليون دولار.
انك لا تقدر علي قهر عدوك بسلاح غريب حاول أن تصنع سلاحك بنفسك حتى تقهر عدوك وأكبر برهان علي ذلك القائد المغوار " صلاح الدين الأيوبي " بني جيشه وسلاحه بنفسه ولم يعتمد علي الغريب. ولا تنسي الاتصال الهاتفي الذي جري بين الرئيس الراحل " جمال عبد الناصر " والرئيس الروسي " برج نيف " ليلة 5 يونيو وقال له إن إسرائيل لن ولم تهاجم أرضك وكان الثمن أخذت روسيا المجر وتشيك سلوفاكيا وكانت إسرائيل نصيبها الجولان وسيناء والقدس الشرقية والمشكلة هنا إن الرئيس الراحل" جمال عبد الناصر "
صدق كلام أصدقائه الغرباء وكان الرد من الرئيس الراحل "السادات " هو طردهم من أرض مصر. ونحن الآن بدون وعي نقوم بتنفيذ تخطيط سياسية الرئيس " بوش الابن " لنجعل بلادنا بلاد سياحية وليست بلاد صناعية لنكون دائما في احتياج إليهم. وللأسف أسواقنا ممتلئة بمنتجات الغرباء الرديئة التي لا يستطيعون بيعها في دول أخرى.
وللعلم المصانع في كوريا الشمالية كل منتجاتها تصدرها إلي أمريكا حتى الأفلام الكرتونية. وأمريكا لم تهاجم سوريا حتى لا تثير غضب إيران والقنبلة الذرية الآن أصبحت لعبة رخيصة الثمن لتخويف الدول الصغيرة مثل دول الخليج وهذا له ثمن كبير. وإسرائيل لا تستطيع استعمال القنبلة الذرية لأنها تعلم جيدا إنه لا يوجد غالب ومغلوب ويعتبر بهذا فنائها. وعلينا أن نستيقظ من السبات العميق حتى نفهم السياسة العالمية وهي الدول الكبرى تريد أن نظل هكذا حتى نعيش دائما في حالة تهديد وعدم استقرار وأمان لاستغلال ثرواتنا الطبيعية ونحن أمامنا فقط 30 عام نكون أو لا نكون . وكلمة أخيرة علي كل المتعلمين والمثقفين دور كبير في تثقيف هذا الشعب حتى يفهم ما يدور حوله بكل صدق والخالق العظيم سوف يحاسبنا علي هذه الأمانة.
" ربي اغفر لنا جميعا نحن عبادك ونحن لا نشفي من الخطأ"

مع تحياتي
دكتور / سمير المليجي