[د/سمير المليجى]

"الارض الكريمة "

عندما سمعت بوفاة الملك " عبد الله " رحمه الله أحسست بزلزال تحت قدمي ولماذا راوداني هذا الإحساس ؟ لان هذا الحدث ذكرني بوفاة الملك
" فيصل " رحمه الله الذي ساعد مصر بقدر ما يستطيع إنسان مساعدة بلد قريبة له ونحمد الله إن وفاة الملك " فيصل " تختلف عن وفاة الملك
" عبد الله " ولكن المصير واحد مصر بعد هزيمة 1967 وبعد دخول الإرهاب إلي أراضيها ونلاحظ الفترة التي حكم فيها الملك " فيصل " والملك
" عبد الله " كانت مصر الأم في هذا الوقت تحتاج إلي اقرب الناس إليها ليكونوا معها0
ما هي علاقة السعودية وعلاقة مصر ؟ إنها علاقة أبدية لا يفرقهما إلا البحر الأحمر وشواطئ السعودية متوازية مع شواطئ مصر، ونتذكر الخلاف بين نظرية الرئيس الراحل " جمال عبد الناصر " ونظرية الملك " سعود " من ناحية اتحاد العرب ليس من الناحية الأيدلوجية ولكن
من الناحية القبائلية وكان " عبد الناصر " يريد بأسرع وقت ممكن إظهار قوة العرب علي الساحة العالمية وكان مساعديه في ذلك الوقت هم أشقائه في السلام والدول غير المنحازة ولا ننكر دور
" سوكارنو " رئيس اندونيسيا وكذلك دور
" نهرو " رئيس الهند ودور " تيتو " رئيس اتحاد يوغسلافيا ونحمد الله إنه في عام 1964 جلسنا جميعا إخوة وأشقاء في جامعة الدول العربية وتفهمنا وتقاربنا من بعضنا البعض إلي أن أصبحنا رجل واحد وقلب واحد ولكن هذا لا يعجب الدول الأخرى لأن إذا أتحد العرب إتحاد كامل فسوف يكون لهم شأن عظيم وكلمة يسمعها الجميع وهذا لا يرضي به حكام الدول التي تعيش بالفكر القديم0
ونري الآن هذا السيناريو يتكرر مرة أخرى الحرب في اليمن وفي العراق والتفكك في سوريا وفي السودان ولكن لم نجد الرجال الذين كانوا بجوار الرئيس الراحل " جمال عبد الناصر " والدول السابق ذكرها حدث فيها توتر وتفكك وحروب
اهلية0
الشيء الذي صدمني كالصاعقة هو وفاة الملك
" عبد الله " في هذا الوقت ومثل هذا الوقت تحتاج الدول العربية كل إنسان وكل من يفكر خيرا لهذه الامة0 عندما ظهرت الثورة الإيرانية والتوغل
" الخميني" في أفكار العرب حتى وصل التوغل إلي تغيير ملابسهم والي نظريته والتعامل مع القانون بنفس الشكل الذي كان يريده" الخميني " من دولته وهذه كانت حرب صعبة علي الدول العربية أمام هذا التوغل الفكري والتحول الديني و بإمساك بأصل الأمة العربية 0
وفي ذلك الوقت كان هناك رجلين من أهم رجال الأمة والإسلام وهما الملك " خالد " والملك
" فهد " حيث حاربا بقدر المستطاع هذه الأفكار واستعمار العقل العربي بالدين والعقيدة والآن نري تجسم هذه النظريات إلي الفعل وتوغلت في عقول الإرهابيين يشكل فعال في " القاعدة " و
" داعش " وعلي رجال الدين المتبعين السنة أن
يقاوموا هذه الأفكار ونطلب من الله أن يحرس الرئيس السيسي ويحرس لنا ملك السعودية الجديد وأمراء العرب ويوقظوا هذا الشعب من غفلته
وأتسال دائما وسوف أظل أتسال لماذا لا يحدث مثل هذه الأحداث في آسيا الكبرى بالرغم من وجود أكثر من مليا رد مسلم وهدفهم الرئيسي الشرق الأوسط وهذا السؤال سوف يجيب عليه التاريخ والزمن قريبا أو بعيدا وأحفادنا تذكر هذه الأيام التي عشناها وتم تسجيلها من الواقع0
" اطلب من الله أن يوفقنا ويهدينا إلي الطريق المستقيم لأنه الرحمن الرحيم ونحن نعبد إله واحد لا شريك له "
مع تحياتي
دكتور/ سمير المليجي