ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات العامة > منتدى علماء الفيزياء. | ||
الأعزب...جون دالتون!! |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() بزوغ ...نجم!!
صور لنفسك بيتا مسقوفا بالقش في إقليم "كمبرلاند" بانجلترا, ووالدا ورعا يكسب عيشه من عمله على نول يدوي , ووالده وديعة هي الزوجة الطيبة "ديبورا" التي تعيش طبقا لشعارها " من أجل الله والزواج" . كانت تلك هي البيئة التي ولد فيها ذلك الطفل ضئيل الجسم "جون" في شتاء انجلترا عام 1766م. ونما ذلك الطفل الضئيل الجسم ليصير غلاما صلب العود حي الضمير .فما أن يوكل اليه أي أمر حتى يكافح من أجل تحقيقه ومتحديا في سبيل ذلك كافة الصعاب بعناد واصرار . وكثيرا ما كان مستر "روبنسون " يعطي تلاميذه مسائل صعبة في الرياضيات , وكان معظم التلاميذ يتوقفون عن العمل بعد محاولات قليلة يائسة طالبين من أستاذهم أن يكشف لهم عن الحل . ولكن " جون" لم يكن أبدا من فريق المتخلين عن العمل بل كان يقول :" أرجوك ألا تساعدني يا مستر روبنسون, يجب أن أصل الى الحل بنفسي ", وكان يصل في معظم الحالات . وكثيرا ما كانت المنازعات الحامية في حجرة الدراسة تدور بين التلاميذ حول أفضل الطرق لحل المسائل التي يعطيها لهم مستر "روبنسون" واتفقوا ذات يوم على " رهان" ليعززوا ما يعتقدون أنه الصواب .ولكن ذلك الفتى المتدين كان يكره المقامرة كراهية الموت . ومن ثم أمرهم قائلا :"يجب عليكم ألا تراهنوا بالمال , ولكن يمكنكم أن تراهنوا بالشموع". وبمجرد وضع هذا المبدأ الأخلاقي الدال على الدهاء , شرع "جون " في كسب جميع المراهنات , وحصل بذلك على تموين كاف من الشموع الصغيرة الرخيصة التي تزوده بالضوء. وكان فوزه بجميع المراهنات في اقتراح أفضل الطرق لحل مسائل الرياضيات بشكل لا يباريه فيه ند من أترابه ,كان بمثابة ضوء يشير إلى بزوغ نجم . أصغر ناظر ...في العالم ! كان "دالتون" قبل أن يصبح أحد علماء الدنيا الأفذاذ ناظر مدرسة .وما الغريب في هذا !ليس هناك بالطبع ما يثير العجب في مدرس عالم , إلا أن "جون دالتون" كان ناظر مدرسة وعمره اثنا عشر عاما ! فقد ثبت على باب منزله لافتة تعلن عن افتتاح مدرسة خاصة يديرها – تقرأ على اللافتة "أنا جون دالتون افتتحت مدرسة للتعليم لكل من الجنسين وبأسعار متهاودة . وأعلن أنه سيزود من يلتحق بها من الأطفال بالورق والأقلام والحبر مجانا فضلا عن التعليم !" . ولاشك أن هذا الاغراء الاضافي نجح في جذب عدد لا بأس به من التلاميذ , لأن الورق والأقلام والحبر كانت من أندر السلع في انجلترا آنذاك . ولكن سرعان ما اضطر "دالتون. إلى إغلاق مدرسته وهو في الخامسة عشرة من عمره بسبب عزوف التلاميذ عنها ! . وكان طبيعيا أن ينزح –والحال كذلك –إلى "كندال" ليلحق بأخيه الأكبر "جوناثان " . وهناك قام بالتدريس لمدة اثني عشر عاما اكتسب خلالها حصيلة جديدة من الرياضيات والعلوم .وحاول وهو في "كندال" أن يكون منتدى للمناقشات العلمية , غير أن منظره غير المريح وصوته المنفر عملا على عدم نجاح محاولته . خارج ..على مدرسة الخوارج !! سمع "دالتون" أن أتباع الكنيسة المسيحية في "مانشستر " قد أسسوا كلية كرسوها " للحقيقة , والحرية , والدين " . وكان الغرض من انشائها أن تكون وسيلة احتجاج على الجامعات البريطانية المتسلطة التي كانت تحرم "الملحدين" _وهي جماعة دينية مسيحية تنكر عقيدة التثليث كما ترفض ألوهية المسيح وتنادي بوحدانية الله_ و"الكويكريين"- وهي طائفة دينية ظهرت في انجلترا في القرن السابع عشر , ويمتازون ببساطة حياتهم وورعهم الشديد _. وقدم طلبا ليشغل منصب مدرس للفلسفة الطبيعية والرياضيات في "مدرسة الخوارج " هذه وحصل على المنصب , بيد أنه وجد أن القيود الأكاديمية التي تفرضها عليه حياته الجديدة لا توافق مزاجه , ومن ثم كان قراره بأن يهجر هذه المدرسة وأن يتمرد عليها ويعود لإعطاء الدروس الخصوصية ووجد نفسه مضطرا لأن يعطي دروسا بالليل والنهار ليتمكن من تغطية نفقاته رغم ضآلتها . وكان على كل طالب "نهاري" أن يدفع له عشرة جنيهات في السنة , وعلى كل طالب "ليلي " أن يدفع شلنين عن كل حصة !.وكتب "دالتون " بروح المرح , التي لم تكن تفارقه أبدا ,يقول :" ولكنني على الرغم من كل ذلك لم أصبح بعد غنيا لدرجة تسمح لي بالقاعد عن العمل ". وقد قام بتأليف كتاب في النحو ليكون عونا يساعده على التقاعد المبكر . وفي هذا الكتاب انتشل "دالتون " درر علم النحو الانجليزي التي أبلاها الزمن وصقلها وكانت نتيجة ذلك كتابا عجيبا يزخر بالأضواء المبهرة كما يزخر بالأخطاء القاتلة .. كلهن ...فاتنات ..! لم يتزوج "دالتون قط ,وعندما أخذت السنون تمر , وهو لا يزال يتمتع بحالة العزوبية , تساءل أصدقاؤه عما إذا كان خطر بباله أن يتخذ له زوجة ؟ أجابهم :" ليس لدي الوقت اللازم لذلك . ان راسي مملوء تماما بالمثلثات والعمليات الكيماوية والتجارب الكهربية لدرجة لا تسمح لي بالتفكير في ذلك العبث !". نعم عاش "دالتون" أعزبا بيد أنه لم يهمل الجنس الآخر على أية حال!! اقرأ ما جاء في خطابه الذي أرسله الى أخيه الأكبر "جوناثان" عند زيارته للندن في عام 1809م "أرى حسان شارع نيو بولد كل يوم وتسترعيني وجوههن أكثر مما تسترعيني ملابسهن .ويلوح لي أن بعض السيدات قد شددن ملابسهن كما تشد الطبول , بينما تتركها أخريات كأنما هي بطاطين تلفحهن بها . ولكني أرى أن جميع النساء بدت فاتنات بغض النظر عما يلبسن!". كذلك لم يكن الحب عليه غريبا فقد وقع في حبال الغرام أسبوعا !اقرأ اعترافه في أحد خطاباته لأخيه :"إنني تعرفت إلى ألطف مخلوقه في مانشستر إنني كنت أظن قبل ذلك أن لدي حصانة تامة ضد سحر النساء وفتنتهن , ولكن هذه – يا أخي شيء آخر لم أستطع معها أن أقاوم وقد استسلمت لها , غير أن استسلامي لم يدم غير أسبوع !". فقد كانت هناك حقا شئون أخرى تأسره أسرا , وفي مقدمتها محاولاته التي لا تكل للعثور على قانون شامل يسري على التغيرات المختلفة التي تحدث في تركيب المواد الكيميائية . وكان اكتشاف مثل هذا القانون يسحر "دالتون " أكثر من أية مسألة من مسائل الهوى والغرام ! وكان "دالتون" يتطيب الاتصالات الاجتماعية كما يستلذ بطعم الحياة البهيجة . وقد اضطر في الواقع لأن يدفع ثمنا غاليا مقابل حبه الشديد للخمر والكأس التي "تبهج القلب" . فقد حدث ذات مرة أن أصيب بحالة خطيرة من حالات التسمم بالرصاص بعد شربه زجاجة من الخمر في إحدى حانات "لندن" أجل إن الخمر والكأس لا تبهجان القلب يا "دالتون " بل تمنياته . دالتونزم ..! كان ل"دالتون " عالمه الخاص من الألوان : فقد اشترى ذات مرة لوالدته زوجا من الجوارب التي كان قد رآها في واجهة أحد الحوانيت بمدينة "كندال" وسرت والدته بالهدية ولكنها دهشت دهشة بالغة في الوقت نفسه عبرت عنها بقولها :" لقد اشتريت لي زوجا من الجوارب يا جون , لكن ما الذي جعلك تختار هذا اللون الصارخ ؟!", وأردفت :"..إنني لن أستطيع أن، أظهر به في اجتماع ما !". وأجاب "جون" :"انه لون لطيف جدا ولائق تماما للذهاب إلى الاجتماعات أليس هذا الجورب ذا لون أزرق قاتم وقور ؟". "أزرق؟!" هكذا صاحت والدته مذهولة "ماذا تقول؟ ان لونه أحمر مثل الكريز!". هنا انزعج "دالتون" وقال :"يا له من أمر عجيب , أليس كذلك يا والتي ". وقفزت الى ذاكرته حوادث أخرى مما ثلة .."إن الفتيات يقلن لي أنهن يدهشن لرؤيتي في الطريق مرتديا سترة خضراء , فأجيبهن دائما بأنها حمراء داكنة ,والآن من منا على الصواب ؟". لا بد من حسم الأمر , ترى هل هناك آخرون مثله ؟ لقد وجد "دالتون" أخيرا في بلدة "ماريزبورت" رجلين – شقيقين _ اعترفا له بأنه عندهما مثل هذا الشذوذ البصري , فقد كان اللون الأصفر هو أكثر الألوان وضوحا بالنسبة لهما من بين كل ألوان الطيف الشمسي .وكان اللونان الأحمر والأخضر ! يا للعجب , إن نفس هذه العيوب في رؤية الألوان هي بذاتها عندي ! _ هكذا حدثته نفسه . ولنقرأ ما كتبه إليه أحد أصدقاءه بهذا الخصوص مازحا :" إنني أرى مما تقصه على الأنثوي , وأعنى بذلك تورد الخدود الخجولة التي ربما أعجبت أنت بها كثيرا على أنها ذات لون أزرق فاتح !". وهذه واقعة أخرى ...فقد تقرر أن يمثل "دالتون" بين يدي الملك , غير أنه ثارت حينئذ مشكلة لأن آداب البلاط المرعية كانت تحتم على "دالتون " أن يلبس سراويل قصيرة حتى أسفل الركبة وحذاء معينا له "أبازيم " ويتمنطق بسيف. وكانت هذه الأشياء كلها ممنوعة على " الكويكريين" , ولكن "دالتون" كان لحسن الحظ قد حصل في هذه الأثناء على درجة شرفية من جامعة "أكسفورد" ويستطيع أن يلبس الملابس الجامعية . ولكن كيف يلبس "كويكريا" اللون القرمزي ؟. لقد فحص "دالتون " ياقة الثوب وقرر أن لونها أخضر ! وصاغ "دالتون " نتيجة مشاهداته نظرية يفسر بها تلك الظاهرة العجيبة التي نسميها في عصرنا الحاضر باسم "العمى اللوني " .وعلى الرغم من أنه لم يكتشف أبدا السبب الفسيولوجي لذلك المرض , الا أن المغزى النفسي البالغ الأثر لتلك الحادثة لم يغب عن باله . لقد أمضى سبعة وعشرين عاما من عمره وهو يرى عالما ذا ألوان معينة . ثم اكتشف بعد ذلك _ بمجرد المصادفة _ أن الغالبية العظمى من زملائه كانت ترى عالما مختلفا عن عالمه _ ولكن هل كان عالمه أقل قدرا ؟ نعم كان "دالتون " مصابا بعمى الألوان , ولكن مع وجود هذا النقص فقد أجرى أعظم تجاربه , ولا يزال عمى الألوان يعرف ب "الدالتونيزم " أو " الدالتونية "نسبة إلى أعمى الألوان الشهير "دالتون" . ولا...نابليون! وتمر السنوات متعاقبات دون أن يقدر شيء خلالها على إغراء "دالتون " بمغادرة م"مانشستر ". وقد دعاه سير "همفري دافي " إلى بعثة علمية تحت رعاية الجمعية الملكية وبمساعدة ديوان البحرية . وكانت هذه الفرصة تعني بالنسبة له مبلغا طيبا من المال ومزيدا من الشهرة . ولكن "دالتون " رفض الدعوة , وكتب إليه معتذرا :" إن فكرة هجر العادات الرتيبة والحياة الهادئة الساكنة إلى حياة التجوال في البحار تطيح في نظري بأي نوع من الإغراء يمكن أن يقدمه هذا المشروع المقترح ". ومع ذلك فقد طاوعته نفسه أن ينجذب إلى حياة المجتمع مرة أخرى , وكانت "باريس" هي التي أغرته هذه المرة . وكانت زيارته لباريس فرصة حقيقية لتبادل الآراء والأفكار مع زملائه العلماء حيث أتاحت له مقابلة اثنين من أشهر زملائه من العلماء المعاصرين وهما "هامبولت " عالم الأحياء و "لابلاس " عالم الفيزيقا , وأخذ ثلاثتهم يناقشون أسرار الكواكب والنجوم خلال فترات المجاملات الرسمية في حفلات الشاي . وفي "باريس " كان "دالتون " يستقبل بحفاوة بالغة أينما ولى وجهه .وقد حدث أنه عندما دخل الحرم المقدس للمجمع وقف رئيس المجمع وأعضاؤه جميعا وانحنوا له, وذلك شرف لم يحظ به "نابليون "نفسه عندما اتخذ مجلسه بين "الأربعين " المشاهير !! وكان الناس كلهم يشيرون إليه بالبنان كلما جال خلال الشوارع أو دخل مبنى عاما , وكانت مدموازيل "كليمونتين" الابنة الوحيدة للعالم الشهير " كوفييه "ترافقه وترعاه من بدء رحلته إلى نهايتها . وقد قال عنها "دالتون " بعد ذلك بفترة طويلة :" إنها كانت فتاة لطيفة . لقد كانت تعاملني كما لو كانت ابنتي ". وعاد "دالتون " إلى وطنه مخلفا وراءه في "باريس" أغلى الذكريات , وأخذ يجدد الكفاح الدائم للعقل ضد قلعة الجهل المستعصية . وعندما أخذت السنون تتقدم به وتتزايد أعباؤه وتتثاقل همومه بدأ أصدقاؤه يلاحظون , أكثر من ذي قبل . وجود شبه كبير بينه وبين عالم عظيم آخر . شبيه ...نيوتن ! يخلق من الشبه أربعين ! وكان من بين ال "أربيعين " شبيه ل "دالتون " مواطنه الانجليزي السير " اسحاق نيوتن ". وقد زار "دالتون " ذات مساء أحد معارفه فوجده جالسا وعلى ركبتيه قطة وبقربه صحيفة والى جانبه قالبا من الجبس عليه نقش محفور .والتقط الزائر قالب الجبس وفحصه بعناية ثم قال :" انه ليسر أنك قد أمرت بصنع هذه الصورة لوجهك يا مستر دالتون . ان الأجيال المقبلة لم تكف عن شكرك والشعور بفضل هذا الاهتمام من ناحيتك ". وعندئذ أجاب العالم الكيميائي وقد انبسطت أساريره :"ولكن الصورة التي نظر إليها لبست صورتي , أنها صورة اسحاق نيوتن !". فصاح الزائر صيحة استغراب :" يا له من تشابه عجيب , إنني في الحقيقة , اعتبر هذا التشابه معجزة ".فابتسم "دالتون " قائلا :" لا معجزة في الأمر مطلقا , فأنت ترى يا صديقي أن الإله الذي شكل ملامحنا نحن الاثنين هو اله واحد ". هل حقا المثابرة أهم ...من الإلهام ؟! تأثر "دالتون " أثناء إقامته في "كندال " ب "جون جاف " العالم المرموق . ولد "جاف " كفيفا , وعلى الرغم من هذا فكان يجيد عدة لغات ويعرف جميع أنواع النباتات في نطاق عشرين ميلا سواء باللمس أو الشم أو التذوق , فضلا عن مهارته في الأرصاد الجوية ! وكان هذا هو سبب رباطه المشترك ب"دالتون " . وقد شجع "جاف " "دالتون " على نشر أبحاثه في مجال الأرصاد الجوية . وكان "دالتون " قد دعي لعضوية جمعية "مانشستر " الأدبية والفلسفية وقد احتفظ بهذه العضوية طوال حياته , وألقى على أعضائها خلال سني نشاطه الخمسين أكثر من مائة بحث علمي أصاب بها نجاحا كبيرا . وعندما سئل عن السر في نجاحه هذا أجاب قائلا :"إذا كنت قد نجحت أكثر من غيري , فان ذلك يرجع أساسا إلى مثابرتي الدائمة " وبهذا أيضا قال "أديسون " بعد مائة عام :" ترجع العبقرية واحدا في المائة إلى الإلهام وتسعين في المائة إلى العمل الجاد المضني ". "المساء"...الأخير ! ما أسرع الحياة ! فما حياتنا إلا بضع نوادر تتخللها فترات قصيرة من السرور . ثم عبور عاجل بأرض الأحزان , بعد ذلك تأتي النهاية . وقد أخذ هذا "الكويكري " ذو الجوارب القاتمة اللون , والحذاء ذي المشبك , ورباط الرقبة الرقيق أبيض اللون , يدق بعصاه فوق الطريق إلى نهايته ...إلى آخر منعطف مظلم يعرج به الخطو إلى عالم الفناء . وحاول أن يستعين بالطب ليؤخر خطاه إلى العالم مؤملا أن يمكث وقتا أطول بين من أحبهم وأحبوه ..ولكن كان الطب عديم الجدوى وكذلك الأطباء !. لقد حظي "دالتون" بتكريم العالم له وتبجيله . فقد سجل اسمه بحروف من نور في المجامع العلمية في "برلين " و"ميونيخ " و"موسكو" . وتوسط بعضهم لدى الملك البريطاني ليمنحه معاشا , وتم اكتتاب لإقامة تمثال رخامي يخلد ذكراه , وهنا شعر "دالتون" أنه على وشك أن ينضم إلى صفوف أولئك "المحنطين المبجلين ". وانتهى صنع التمثال فازداد "دالتون " أسى على أساه , وأشار اليه والحزن يعتصره قائلا :" ذلك هو الكيميائي العظيم دالتون , أما أنا فالى فناء ". وفي الطريق الى الفناء , أصابته نوبة شلل , ولكنه سرعان ما شفى منها جزيئا وعاد الى نيران معمله ولكن شعلة حياته المتأججه كانت الى انطفاء . وذات ليلة أخذ يترنح في طريقه الى معمله .ويتحسس ملتمسا دفاتره التي كان يسجل فيها تقاريره عن الجو . وقد ظل طوال خمسين سنة كاملة يوجه نفس الاهتمام الدقيق ليلة بعد أخرى الى نفس ذلك العمل المتواضع , حتى صار لديه الآن مائتي ألف تسجيل !. ونظر الى ساعته وسجل الوقت , لقد كانت التاسعة الا ربعا ,وكان دائما يسجل قراءاته الليلية في ذلك الوقت تماما . والتقط قلمه , وكانت يده ترتعش , وسجل قراءة البارومتر , كما سجل درجة الحرارة ثم كتب في العمود الأخير "سقط قليل من المطر في هذا ..." وكان خادمه واقفا الى جواره . وأطرق "دالتون " برأسه وبدأ يترك قلمه , ولكنه انتفض مستيقظا فجأة لأنه تحقق أنه لم يتم عبارته بعد . وعندئذ قبض على القلم بأصابعه الضعيفة وكتب الكلمة الأخيرة .."المساء". وذهب المساء وأقبل الصباح ,ولكني عيني "دالتون " كانتا قد أغلقتا الى الأبد . ولما توفي "دالتون" في عام 1844م مر من أمام تابوته أربعون ألف شخص , فقد كان الناس حتى في ذلك الوقت يعرفون أنهم يزفون للقبر عملاقا . |
#2
|
|||
|
|||
![]() بارك الله فيك
وجزيت خيرا |
#3
|
||||
|
||||
![]() الله يعطيك العافية
|
#4
|
|||
|
|||
![]() موضوع جميل
الطريق الى العلم ليس مفروشاً بالورود |
#5
|
|||
|
|||
![]() جــزيت خيرا،،،موضوع رااااائع .....
|
#6
|
|||
|
|||
![]() تسلم أخي كنت أدور هذا الموضوع من زمان
|
#7
|
|||
|
|||
![]() وفقك الله لما يحب ويرضى
|
#8
|
|||
|
|||
![]() وفقك الله لما يحب ويرضى
..........فعلا موضوع جدير بالمشاهده |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|