ملتقى الفيزيائيين العرب > منتديات أقسام الفيزياء > منتدى الفيزياء الكونية. | ||
الأسس البديعة في خلق الكون |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
اللهم اني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا الاه الا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك. كل جزئية في الدين قاصدة مقصدا ساميا سواء في الجانب المبدئي والعقائدي أو من جانب السلوك الأخلاقي ، أو العلمي وتطوير كثير من المناهج والأدوات أصبح ضرورة ملحة لربط هذه المقاصد بالمعارف البرهانية المختلفة والتي ترقى بالانسان فكرا وسلوكا وفق الغايات الاحسانية والعدلية . العبد يقيس الأشياء يحسب ما يتعقله ، والعبد كلما تصور شيئا كبيرا الا وطمح الى ما هو أكبر منه ، وهذا من صفة العقل المخلوق المفتقر الى الكمال الذي ميزته الادراك والاحاطة ، والعقل يبني معارفه على أساس المنطق السليم ليصل الى استلهام الحقائق مدركا أبعادها وجوانبها الخفية ، لذا نجد أن دلالة المعجزة عقلية ، ومن ميزة العقل أنه اذا أتعظ أطاع وأصبح عقلا نافعا مدركا واستضاء من نور المعرفة واتخذ سبيل التقوى في مرضاة الله تعالى حريصا على طاعته . المنهج في دراسة وتفسير معادلة الكون عند الغرب تبدا من الفيزياء والبحث في الجسيمات الأساسية للمادة، ولقد تعددت نظريات وفرضيات الفيزيائيين منطلقين من مبادئ واسس الميكانيك الكوانتية في نطاق المادة الجدلية ووضعوا دراسة لطيف الكتلات وصنفوا التفاعلات لجزيئات عناصر الذرة في أقصى تركيباتها والنتائج المحصلة في نظرية ميكانيكا الكم جعلت الفهم بأخذ بعدا آخر في المراقبة والقيام بتجارب أعمق في مكونات الذرة. وعندما نتأمل هذا الوجود من حولنا نحس أن هناك تناغما بين ما يكوننا وطبيعة هذا الخلق العظيم بعظمة الله عز وجل وكلما كان هذا التناغم أكبر الا واشرقت أسرار وراء هذه الطبيعة وأصبح الوجود أكثر رونقا في النفس ، وأطلت تباشير يوم موعود ، ورفرف الحنين والشوق واستنشق تسابيح رنامة من صبح موعده قريب ، ويطير الحنين والشوق الى ما هو أرحب ويلمس نورا رسمته حجب العزة في سرادقات ملك عظيم ، فسبحان الله الذي لا الاه الا هو عالم الغيب والشهادة الرحمان الرحيم ، لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى في الأرض ولا في السماء ، العقول لا تدركه والقلوب تفقهه لأنها موصولة بعالم الملكوت. والمادة المخلوقة لا تفسر الا بالعلم ومعادلات رياضية دقيقة وعميقة ولكن الانسان لا يستطيع تفسير أعماق بنياتها وأسسها الراسخة الا ما يظهر من تفاعلاتها المسطرة بعناية في هذا الكون الفسيح والبديع . وعندما تقدمت العلوم الفيزيائية أشواطا وظهرت الى الوجود نظرية ميكانيكا الكم وهي بحث عميق في أسرار الذرة ومكوناتها وجزئياتها ، وعلى أساس ذلك شيد الغرب مسرعات هائلة لادخال عنصر المراقبة لفهم أسرار الذرة وشرح ألغازها ، والغرب في شروحه يفسر دائما العقل على أساس آلية الدماغ ، وذهبت دراسات غربية في هذا المجال وتعمقت في تفسير هذا اللغز المثير وذهبت أبحاثهم الى أن لا نهاية في رصد أدق الجزئيات وهناك دائما ما دون هذه الجزئيات في عوالم لا متناهية من الصغر ، وهناك نسبية لا تدرك أبعادها ، وبعد حيرة لاحت في الأفق تصريحات لعلماء غربيين وقالوا : اذا كانت الذرة في أدنى مستوياتها لا تفهم الا بالعقل ، فان العقل يعد من الأسس المطلقة في هذا الوجود.. والذرة نظام فريد ومتوازن ودقيق مبني على أسس معادلات محكمة وتمثل الذرة أساس كل شيء حي أو غير حي ، ويتجلى هذا التوازن في ثلاث قوات تنافرية وفق سرعات محددة مما يجعلها دون أن تنهار ولو حدث تفاوت ضئيل في هذه البنية سواء في ضعفها أو شدتها ما تماسكت الذرة بعناصرها المختلفة ، وهذا التوازن في بنية الذرة يعطيها هذا الانسياب الرائع في محيطها ويبرز ظواهر هذا الخلق البديع في أبهى حلله ومظاهره . وهناك اشارة عميقة الدلالة وردت في النشأة الكونية قلما تنبه اليها العلماء وهي أكبر كدليل ظاهر وبين أن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ، وهذه الأسس الظاهرة وهذه الصفات الكمالية الظاهرة المخلوقة ليست الا دليلا على كماله سبحانه من خلال آياته ، ومن المعلوم أن كل شيء يشهد لنفسه ، وثبوث الشيء لنفسه ضروري ، فالعقل أينما اتجه بمعارفه يكتشف أسسا راسخة ومطلقة دالة على معادلات منيعة وحكيمة وهذا أعظم برهان على وجود الخالق العليم ، فالتتبع الفكري لأي جزئية مهما صغرت وتضائلت قد لا يحيط بها الفكر وبمجالاتها الباهرة والمتكاملة الغير المحدودة والتي لا تنتهي الى حد أو مكان أو نظرية أو ما شابه وهي ظاهرة بخلاف كل شيء مخلوق . فهناك وحدة شاملة في الكمال والجمال والصفات المحكمة والمتماسكة في آية بديعة من خلق الله عز وجل ، والآية العجيبة في هذا الخلق المحكم والبديع أن التركيب الذري الذي يعد بناءا في أعمق مواصفاته تحكمه قوى خفية ، ومن ميزة هذه القوى أنها تحفظ نواة الذرة سليمة وتمنعها من التجزؤ وهو ما عبر عنها سبحانه بالمسك ، والذرة تحافظ على تماسكها بفضل قوتين متفاعلتين ، وهناك توازن دقيق ومحكم يظهر في أعماق الذرة ومواصفاتها التي شدت وأحكمت ، ولغويا نقول حبك وشد الحبل أي اذا أحكم ربطه وهذا ما عنته الآية في أجزل عبارة وأدق اشارة ، وهذا البناء المتماسك يأخذ صفة الجمال والبهاء وزينة في أكمل نظرة متماوجة بمعارجها وطرائقها ، والسماء سماء بتركيبها الذري ومنظومات مركبة بانسياب هائل وفائق ومحكم وفق تشكيل بديع بأعمدتها وجسورها وخيوطها المحبوكة باتقان ، وهذه التوازنات المحبوكة لم تنشأ صدفة بل بقدر عظيم من الحكمة وخلق واع مبدع ، كما أن هذه الحبك هي من تآلف عناصر مختلفة والتي تؤلف الكون في انسياب فائق ومنظومته الذرية ما يعطيه هذه الجمالية الرائعة ، والثوب المحبوك هو الثوب التي تظهر فيه أثر حسن الصنعة ، فسبحان الخالق العليم الذي ألف بين عناصرها في رتق لتتفتق بعناصرجسيمات ذراتها فتشكل عموم الكون البديع . بقلم : عمر الريسوني |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|