[nuha1423]

العطلة الصيفية :




هلّت علينا العطلة الصيفية و ودع الطلاب المدارس والكراسات وفتحوا الأبواب على مصراعيها

للرحلات والزيارات والسهر .

لقد عكست نتائج استبيان أجري على مائة طالب تراوحت أعمارهم بين 15 إلى 24 سنة في المراحل

المتوسطة والثانوية والجامعات ... كان الرد على سؤال حول وجود تخطيط معيّن لقضاء العطلة

الصيفية بأن 60 % من العينة ليس عندهم أي مخطط للعطلة بينما 40 % لديهم مخطط يسعون إلى

تنفيذه . وبالإجابة عمن هو المسئول عن التخطيط للعطلة في الأسرة أجاب 33% منهم أنه ليس هناك

مخَطط أو مخطِط

وعند السؤال عن كيفية قضاء الإجازة تنوعت الإجابات وغلبت السلبية الايجابية في الاستفادة من

أوقات الإجازة
50 % من الإجابات كانت بأنه لا شيء محدد ينوى فعله أو يفكر فيه وهي يعيش أيام الإجازة يوماّ بيوم

فيما بلغت نسبة من رغبوا بالالتحاق بدورات كمبيوتر وتعلم لغات 10 % فقط .......

ولعل نتيجة الاستبيان والنسب الماضية تشير بوضوح إلى ضياع ثلاثة أشهر على الأقل من كل سنة من

عمر أبنائنا دون الاستفادة منها , هذا إن لم تعد هذه الأشهر ببعض العادات السلبية على الفرد وبالتالي

على الأسرة ككل ....



الفراغ خطر للأمور التالية :


1 - يورث الملل والضجر , 2 - يورث الكسل , 3 - يورث الأخلاق السيئة , 4 - يورث البحث عن طرق

لإضاعة الوقت , 5- يورث المعصية , 6- يورث عدم التوازن النفسي .

العطلة الصيفية طاقة معطلة :


يملك العرب والمسلمون طاقات في أيديهم لا يدركونها ولا يستثمرونها الاستثمار الأمثل ومن هذه

الطاقات طاقة الفراغ (العطلة الصيفية)

" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ "

فالعطلة طاقة معطلة عند كثير من الناس يقول ابن الجوزي : رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمن دفعا

عجيبا إن طال الليل فبحديث لا ينفع ، وإن طال النهار فبالنوم أو الأسواق ... ورأيت النادرين قد فهموا

معنا الوجود .. فالله الله في مواسم العمر والبدار البدار قبل الفوات استشهدوا العلم ونافسوا الزمان "

فأين يضيع هذا الوقت النفيس عند طلابنا وأبنائنا ؟


1- النوم البطر: 30% من وقت الفراغ الذي قدر بــ 13 ساعة يوميا 2- مشاهدة الفضائيات المتنوعة : 42%من وقت الفراغ الذي

قدر بــ 4 ساعات يوميا 3- الانترنت 4- ممارسة ومشاهدة الرياضة 5- الوقوف على شرفات المنازل

وفي الطرقات ..........

وسائل عملية للاستفادة من العطلة الصيفية :


1- الرياضة : الرياضة تجدد البعد

النفسي وتفرغ الطاقات الفائضة عند الشباب ، وهي بدورها تلعب دورا مهما في تناسق نمو جسد

الأطفال ولقد صارع النبي صلى الله عليه وسلم ركانة فصرعه , وسابق عائشة فسبقته مرة وسبقها

مرة فالرياضة ابعاث للحياة من جديد.


2- تعلم حرفة للشباب وتدبير منزلي للبنات : أشد الناس تقصيرا في تعليم أولادهم للحرف هم العرب بشكل عام , فالعرب بطبيعتهم

يميلون للتجارة ( قريش , وسبأ ) لكن الإسلام شجع على الصناعة فقال صلى الله عليه وسلم "يدخل في

السهم الواحد ثلاثة صانعه ومنبله وراميه " فبدأ بالصانع ليؤكد على أهمية الصناعة وأهمية الحرف

للإنسان .......

3- زيارة المشاهير ( العلماء , الصالحون ، الأدباء ): الإنسان دائما يفتقد إلى قدوة يقتدي بها , وغالبا تكون هذه القدوة من نسج الخيال

عند كثير من الشبان والفتيات , ولقد لوحظ باستبيان أجري على شريحة من المشاهير أن 63% منهم

كانوا قد زاروا مشاهير في صغرهم ......


4- زيارة الأقارب : وهذا من الأمور التي قد يغفل عنها الكثير من الناس فيقصرون بحق أقاربهم فلا

يتفقدونهم ولا يحسنون إليهم , وبعض الآباء لا يربون أولادهم على ذلك . فأفضل الصدقات ما كانت

للأقارب ....

5- تنسيب الأطفال إلى معاهد تحفيظ القرآن الكريم .......

6- المطالعة : يعتقد كثير من الأسر

أن الإجازة هي فسحة للابتعاد عن الدراسة والثقافة والعلم , وأنها فرصة ليتخلى الشاب والفتاة عن أي

شيء له علاقة بالعلم .......

7- المشروع الشخصي : وهو شيء

يكرس الشخص له حياته , وبمعنى آخر لا بد أن يزرع الآباء في

نفوس أولادهم مشروعات مختلفة ليبدعوا بها ومن ثم يحولوها تطبيقا عمليا على أرض الواقع لقد كان

حلم البخاري أن يجمع الصحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

فاستغرق في هذا العمل ستة عشر سنة .........

مختصر خطبة الجمعة 28/5/2010 للشيخ محمد علي الملا

م / ن