ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات الفيزيائية الخاصة > استراحـــة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب. | ||
أضحكني .. أبكاني |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() و اضرب مثلا يقرب هذا إلى الأذهان فأقول :
أن فصلا باردا اضطرني مرة إلى الاستقالة من عملي، و لولا جمود عيني لبكيت من الغيظ و الألم. و لم يكن في جيبي و لا بيتي سوى ستة مليمات، أي و الله ستة مليمات ، و ما غناء ستة مليمات حتى لمن ليس له أهل و لا ولد فكيف بمن يعول بيتا طويلا يزخر بالخلق ؟ و كنت فوق هذا مريضا محتاجا إلى التداوي، و لعل المرض هو الذي جعل الفصل البارد أوجع حزا، فأويت إلى مكتبتي و ارتميت على كرسي و رأسي دائر، ونفسي كالخضم. و ألفيت نفسي أفكر في عمل أقابل به "الفصل البارد" الذي آلمني و أحنقني، و أفكر كذلك فيما عسى أن أصنع لكسب رزقي، فما يسعني أن أقعد و أفتح فمي لعل الملائكة تحشوه سكرا و ذهبا. و طال جلوسي و أنا حائر مرتبك، و ناقم متلهب النفس ، فلم يعجبني من نفسي هذا الحال، و شق علي أن يبلغ بي الاضطراب هذا المبلغ، و تذكرت مقالا قديما لي، فانطلقت كالصاروخ إلى المرآة ، و أخرجت لساني لخيالي فيها، و ما كدت أفعل حتى أضحكني منظري و أنا أفعل ذلك، فقهقهت ! . . . و إذا بالدنيا تغيرت بعد ثواني! |
#2
|
|||
|
|||
![]() الفصل البارد؟
ما قيمته؟ و لماذا يسوء وقعه إلى هذا الحد في نفسي؟ إن كل إنسان يستطيع أن يسيء إلى أي إنسان آخر بفصل بارد و كون اهانة لحقت بي ، عفوا أو عمدا ليس معناه أني مستحق لها، أو أني صرت من أجل هذا شخصا مهينا محتقرا. و الذي أهانني أولى بأن يندم مني أنا . و أنا بعد الاهانة ما زلت كما كنت قبلها، فلننس هذا إذا ، و لنعد عنه إلى سواه. و ما سواه هذا؟ هو أني بلا عمل، و أني مفلس! و لكن كثيرا ما أفلست و أنا أزاول عملي، فلا جديد في هذا، فلنضمه إلى الكثير القديم من أمثاله. و أما العمل فنسعى له سعيه في غير لهفة و لا اضطراب. و كل عمل صالح، و أنا أستطيع أن أؤدي أعمالا كيرة: أستطيع أن أظل أزاول الصحافة، و أن أنفض يدي منها و أنقطع للتأليف و الترجمة ، و حبذا لو فعلت! و أستطيع أن أكون سائق سيارة خاصة أو عامة، بل أستطيع في ساعات أن أحول سيارتي و لا يكلفني هذا سوى بضعة ساعات في قلم المرور و بضعة جنيهات. و من أين أجيء بالجنيهات ؟ سبحان الله العظيم! و هذه الكتب على رفوفها ، ما خيرها إذا لم أفرج ببعضها أزمتي؟ و أي غضاضة على أديب من هذا؟ أيمنعه كونه سائق تاكسي أن يؤلف الكتب و يترجمها أو يكتب إلى الصحف مقالات طنانة رنانة ، و أن يظل هو فلانا الذي عرفه قراءه؟ كلا! و لماذا نحتقر عملا ليس فيه ما يحتقر؟ و ما لنا نستكبرمن عمل ليس فيه ما يعاب؟ |
#3
|
|||
|
|||
![]() و هكذا صارت الدنيا غير الدنيا، لا لسبب سوى أني ضحكت،
فلما بعث إلى صاحب العمل يعتذر و يرجو أن أعود إلى عملي رفضت. و خير من ذلك أنه وسعني (بفضل تلك الضحكة) أن أرفض في لطف و أدب، و أن أصون نفسي عما يدنس نفسي في رأيي و تقديري و كان الله كريما فأغناني عن العودة إلى ذلك العمل ، فلم أعد قط! ! ! ! انشرحت نفسي لما ضحكت فأعفاني هذا من هم كان خليقا أن يساورني ساعات أو يوما أو أياما ، و من اضطراب يجعل التفكير ملتويا غير قويم، و من جزع كان من الممكن أن يسري مني إلى أهلي ، فينغص عيشهم، و يقلقهم على أنفسهم و علي. أن سر النعيم في الحياة أن يتلقى المرء كل ما تجيء به الحياة بضحكة، فإذا كل شيء على ما يرام. و ليس معنى هذا أن يتناول المرء الحياة بخفة ، و إنما معناه أن تتناولها بما تستحق –لا أكثر و لا أقل – و هي –مهما بلغ من أمرها – لا تستحق أن يقطع المرء قلبه حسرات عليها |
#4
|
|||
|
|||
![]() كان هذا المقال للكاتب
ابراهيم عبد القادر المازني و قد وجدته في أحد الكتب التي كان يحتفظ بها أبي فأحببت أن أنقلها إليكم لما وجدت فيها من فائدة و من تسلية للنفس. و من فكرة جميلة على بساطتها، و أسلوب خفيف الظل لطيف . و ربما كنت أنا أحوج إليها من غيري و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|