ملتقى الفيزيائيين العرب > منتديات أقسام الفيزياء > منتدى الفيزياء الكونية. | ||
هل نؤمن حقا بنظرية الانفجار العظيم ؟! |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() شكرا شكرا اخي الاستاذ ولد ابوي على الموضوع فعلا هذا التساءول دار في عقلي لكن كنت دوما ما اقول العلم قاصر لأن الانسان مهما بلغ سيكون تفكيره ضيق على النطاق الذي عاش به وستاتي الايام بالجديد ولا زال الانسان يكتشف
والدليل واضح حيث هناك نظريات قامت لها الدنيا وصفقت وبعد فترة اكتشف خطأها لكن اين دور المسلمين العلماء بين ايديهم كتاب الله فيه من الايات ما الله به عالم الى هذه اللحظة نحن لا نحسن التفكير اينكم ياعلماء المسلمين لابد ان نقف مع انفسنا وقفة صدق ونعلنها للملء ها نحن قادمون في احد المقابلات مع احد العلماء الفلكيين مع العالم عبد المجيد الزنداني حينما وصف له اية السماء والارض وكيف كانتا رتقا ثم فتقتا انبهر العالم بها اظن العالم ياكندي او ياباني ناسيه المهم من اكابر العلماء الذين عملوا على نظرية الانفجار الكبير وقال العالم والله ان هذا الوصف لا يصدر الا من يرى الكون من أعلى وهذا دليل على اننا عملنا على النظرية من جزء ضيق وهذه النظرة واسعة وشاملة ولقد دللتني بهذا الى باب اخر اطرقه في ابحاثي القادمة لقد اولجتني الى تصور جديد عن الكون انظروا هذا العالم بسرعة البرق االتقف الفائدة ليجري الابحاث بسرعة من هذه النظرة فما بالنا نحن والقرأن بين ايدينا الله يوفقنا الى ما يحبه ويرضاه
__________________
https://twitter.com/amani655 |
#2
|
|||
|
|||
![]() .
حياك الله أخي ولد أبوي : موضوع جدير بالقراءة وتدور حوله نقاشات وندورات علمية ودينية عديدة وأبغي هنا أن أطرح تساؤل : ماهو الوسط الذي حدث فيه الإنفجار العظيم ؟ أي هل هو وسط مادي أم عدم ؟ فإذا كان وسطاً مادياً فهذا يعني أن المادة موجودة قبل ولادة الكون فما هي هذه المادة وما نوعها ؟ وإذا كان الإنفجار حدث في العدم فكيف يمكن أن توجد مادة في العدم , لأن كل ماهو محتوى في العدم هو عدم ؟ وسوف يكون لي عودة انشاء الله . |
#3
|
|||
|
|||
![]() إخواني وأخواتي ...
سوف أكتب لكم كتاب هداية الحيران في مسألة الدوران .... لتروا وجهة نظر الشيخ عبدالكريم الحميد وكل ما يأتي بإذن الله باللون الأحمر ... سيكون نص الكتاب .. والأسود هو تعليق مني .... تحياتي .... |
#4
|
|||
|
|||
![]() الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
أما بعد : فإن مما عمت به البلوى في هذا الزمان : دخول العلوم العصرية على أهل الإسلام ، من أعدائهم الدهرية المعطلة ، ومزاحمتها لعلوم الدين ، وهذه العلوم قسمان : القسم الأول : هو علوم مفضولة ، زاحمت علوم الشريعة وأضعفتها . وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إن العولم المفضولة إذا زاحمت العلوم الفاضلة فأضعفتها فإنها تحرم . القسم الثاني : علوم مفسدة للإعتقاد مثل : القول بدوران الأرض ، وغيره من علوم الملاحدة ، لكن موضوع البحث هنا هو : القول بدوران الأرض. جاءت هذه النظرية الفاسدة الباطلة من قوم لا يقرون بوجود الله الخالق ، فهم لا يعتمدون على وحيه لمعرفة مخلوقات الله ، فعمدتهم في ابحاثهم عقولهم القاصرة ، وفهومهم الخاسرة ، وقد فتن بهم المسلمون أي فتنة ، ومن طلب الهدى في غير وحي الله عز وجل فقد ضل ، وإن ادعى أنه وأنه . فحقيقة الأمر أنه طلب الهداية لمعرفة مخلوقات الله ممن لا يعرف الله ولا يعترف بوجوه ، كما يصرحون بذلك فهم دهرية معطلة . كيف يوفقون لعلم صحيح في أشياء لا تعرف حقائقها إلا بواسطة العلم الذي أنزله خالقها وموجدها وخالق كل شيء ؟! والنبي صلى الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي من ربه سبحانه صباحا ومساء ، كما أنه صلى الله عليه وسلم صعد إلى فوق السماوات ، وهبط نازلا إلى الأرض ، ورأى من آيات ربه الكبرى ، ولم يقل كملة واحدة تدل على دوران الأرض وحركتها . فقد أخبر عن الزلازل ، والخسوف التي تحدث لها ، وتعرض لها وعما يحدث لها يوم القيامة ، وما ذكر أنها تدور ، بل ورّث لنا من العلم اليقين بثباتها ، ما يدحض حجة كل مبطل ، وذلك مما أوحاه إليه خالقها . ووالله ، لو أن ربنا عز وجل لم يخبرنا بثبات الأرض ، ولا أخبرنا نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك ، لكان من البديهيات والضروريات ألا نشك بثباتها ، كيف وبين أيدينا كلام ربنا وكلام نبينا. أيظن ظان أن هؤلاء الملاحدة علموا علما خفي على محمد صلى الله عليه وسلام وأصحابه ؟! وهل هؤلاء إلا مادة فساد العالم اليوم ووسيلة ضلاله . ولا شك أن من قلدهم في ضلالهم أنه مفتون . القول بدوران الأرض يقود إلى التعطيل ومما ينبغي أن يعلم : أن اعتقاد دوران الأرض ليس هو شيئا هينا ، ولا مسألة جانبية لا علاقة لها بالإعتقاد كما يزعم ذلك من يوفق ، وقد وجد في زماننا كثيرون ينكرون على من ينكرها ، ويبين بطلانها ، ويحذر المسلين من عظيم خطرها . وعلى كل حال ، فليس هذا مانعا لنا إن شاء الله من قول الحق فيها ، وكيف تكون مسألة أصلها التعطيل وتؤول إليه كما سأوضح ذلك إن شاء الله مسالة جانبية لا علاقة لها بالإعتقاد ، ويذم من حذر عنها . وإنما يعرف حقيقة ما أقول من نظر الأصل الذي بدأت منه في البداية ، ونظر ما تؤول إليه في النهاية أما من يقول : الأرض تدور أو لا تدور الله على كل شيء قدير ، أو من يقول : ليس في الكتاب والسنة دليلا على دورانها ولا على ثباتها ، فهؤلاء لم يأتوا الأمر من وجهه ، وما بذلوا من أجله كبير جهد . فكون ربنا سبحانه على كل شيء قدير ليس مما نشك فيه ، ولا يورد هذا الكلام إلا لو أن النافي لدورانها يقول : ما يقدر الرب على جعلها تدور ، فيكون ذلك جوابا له . إذا القدرة ليست هي مورد النزاع ، وإنما المطلوب هو معرفة الحق في ذلك . كذلك الذي يقول : ليس في الكتاب والسنة ما ينفي ولا ما يثبت دوران الأرض. لم يحقق القول في هذه المسألة الخطيرة ، بل في الكتاب والسنة الخبر اليقين عن ثباتها ، وعدم حركتها ، إلا بزلزلة ونحوها . كما أن العقول تعرف ذلك ، وسأذكر إن شاء الله من الأدلة والبراهين ما يشفي ويكفي . بداية هذا الضلال لما كان القول بدوران الأرض حلقة من سلسلة متصل بعضها ببعض، كان لابد من النظر في أصل ذلك وبدايته ، ومتابعته للنظر في نهايته ، ليتجلى الأمر على حقيقته بدون التباس. ولعدم إيمان الدهرية بالخالق سبحانه ووحيه ، نظروا إلى الكون باحثين عن أصل المخلوقات والحياة ، معتمدين على عقولهم الضالة ، وما توحيه إليهم شياطينهم ، التي يعتبرون وجودها خرافة كغيرها من الخرافات ، مثل وجود الرب سبحانه والملائكة والسماوات المبنية والكرسي والعرش ، كل هذا لا يدخل حسابهم ، ولا يذكرونه في علومهم . فقد تخلوا عنه . ولما كان الأمر كذلك ، قادهم هذا الدليل الذي اعتمدوه إلى أسوء مصير . ومعلوم أن العقول لو كملت فهي لا تستقل بمعرفة هذه الأشياء على حقيقتها ، ولا كيف تكونت ، ولا سيما هذه المخلوقات البعيدة الرفيعة من الشمس والقمر والكواكب والسماوات ، فلا بد لمعرفتها من نور الوحي . وعقول هؤلاء ضالة مضلة ، تتخبط في ظلمات بعضها فوق بعض ، لا تهتدي إلى خير ، ولا توفق إلى رشاد ، وإن ادعوا أنهم علماء ، وأنهم فاقوا من سواهم ، فإن فرعون يقول لقومه : (( وما أهديكم إلا سبيل الرشاد )) . والجاهلية التي يعيشونها اليوم لا تشبه جاهلية العرب ، فأولئك كانت لهم عقول يعرفون بها الخالق ويقرون به ، وأنه خالق السماوات والأرض وجميع المخلوقات ، بل ويعبدونه ، لكنها عبادة شركية لا تنفعهم . أما هؤلاء فهم أحط خلق الله وأرذله . لكن الداء العضال الذي كان من أعظم أسباب الفتنة بهم وبعلومهم المضلة هو : ما ظهر على أيديهم من هذه المخترعات ، التي كان وجودها مفترق الطريق بين منهج السلف وسلوكهم ، وهذا النهج الجديد ، الذي طبق الأرض بأجمعها ، وهو التشبه بهم فأفسدوا الدين والدنيا . وتقول امرأة منهم : إن أول خطوة في تعاسة الشرق ، تجيء من عدم رضا الشرقيين عن قيمهم . فإمام ما يحيط بهم من بهرج حضارتنا الآلية ، سرعان ما تبدوا الفضائل المعتصرة من قسوة حياتهم هزيلة لا نفع فيها ولا غناء . وبذلك تفقد روحهم كرامتها في هذا العالم وإيمانها بالعالم الآخر . انتهى . فلما فتنت القلوب بذلك ، وهو هذه الحياة الجديدة الناعمة التشبهية ، وانبهرت لهذه الرفاهيات الدنيوية الدنية ، مع بعد العهد عن نور النبوة ، دخلت الشرور ووقع المحذور . وكان من نتائج ذلك وثماره : تعظيم قلوب المسلمين لهم ، وشعوهم بالنقص والتخلف ، قياسا عليهم ، مما أوجب ذلا نفسيا لا يفارق قلوب المفتونين بهم ، حتى أنه أصبح من مصطلحات أهل العصر التي لا يختلفون فيها ، إذا أطلق لفظ التخلف أو الجهل ، فإنما يقصدون به ما يضاد ما عليه هؤلاء الضلال. ولذلك يطلقون اسم العلم والتقدم والنهضة والحضارة وما يشبه ذلك ،مما يشعر بحسن الحال والإرتقاء لدرجات الكمال على جاهليتهم ، التي لو أن لجاهلية العرب جاهلية لكانت هذه . فكيف يطلق على علوم هؤلاء اسم العلم ؟! وكيف يسمون علماء وهم أضل من الأنعام ؟! حتى ولا يشبهون الفلاسفة القدامى ، فأولئك رغم ضلالهم ، فإن لهم عقول ومدارك ليست لهؤلاء ، ويعتمدون على أصول وقواعد ، وإن كانت غير صحيحة ، فإنها مشوبة بنوع من الحق . فكثير منهم لا يرفضون النبوات مطلقا كهؤلاء ، بل يوجد كثير من العلم الذي جاءت به الأنبياء في كلامهم . أما هؤلاء فقد انتحلوا طريقة يعتمدون فيها اعتمادا كليا على عقولهم وشياطينهم ، سموها طريقة العلم والبحث والتجربة ، وسدوا على أنفسهم كل طريق ، وكل باب إلا هذا ، فكان من نتائج ذلك القول بدوران الأرض . وهذا وإن كانوا مسبوقين إليه ، فيلس قولهم فيه كقول من سبقهم من الضلال ، فهم يعللون وجود هذه المخلوقات وحركتها تعليلا طبيعيا آليا مقطوعا عن خالق مدبر ، وهذا ظاهر في جميع علومهم . ولذلك يحيلون إلى ماض سحيق مقدر في أذهانهم ، ولم يحيطوا بعلمه . قال بعض من كتبوا عنهم يصفون حالهم : علماء الفلسفة والطبيعة الغربيين ينظرون في الكون نظرا مؤسسا على أنه لا خالق له ولا مدبر ولا آمر وليس هناك قوة وراء الطبيعة، والمادة تتصرف في هذا العالم ، وتحكم عليه ، وتدير شئونه ، وصاروا يفسرون هذا العالم الطبيعي ، ويعللون ظواهره وآثاره بطريق ميكانيكي بحت ، وسموا هذا نظرا علميا مجردا ، وسموا كل بحث وفكر يعتقد بوجود إله ويؤمن به طريقا تقليديا ، لا يقوم عندهم على أساس العلم والحكمة ، واستهزأوا به ، واتخذوه سخريا ، ثم انتهى بهم طريقهم الذي اختاروه وبحثهم ونظرهم إلى أنهم جحدوا كل شيء وراء الحركة والمادة ، وأبوا الإيماء بكل مالا يأتي تحت الحس والاختبار ن ولا يدخل تحت الوزن والعد والمساحة ، فأصبح بطريق اللزوم الإيماء بالله وبما رواء الطبيعة ، من قبيل المفروضات ، التي لا يؤيدها العقل ، ولا يشهد بها العلم ، إن منجه التفكير الذي اختاروه ، والموقف الذي اتخذوه في البحث والنظر ، لم يكن ليتفق والدين الذي يقوم على الإيمان بالغيب وأساسه الوحي والنبوة ، ودعوته ونهجه بالحياة الأخروية . انتهى . السديم السديم : هو أصل المخلوقات غير الحية عندهم ، وهو عبارة عن مادة غازية موجودة في الفضاء الذي لا نهاية له في خيالهم ، ومنه تكونت الشموس التي انفصلت منها الكواكب بطريقة آلية ميكانيكية كما تقدم . فالدوران هو الذي سبب الانفصال والانتظام . ويزعمون أن الشموس شديدة الحرارة ، وأنها تدور بسرعة عظيمة ، وإذا انفصل منها شيء فهو يدور حولها بسرعة عظيمة أيضا ، وما يزال كذلك ملايين السنين حتى يتكثف ويبرد . والأرض هكذا تكونت . وقد قال شيخ الإسلام : القول بإن جواهر العالم أزلية ، وهو القول بقدم المادة ، وكانت متحركة على غير انتظام ، فاتفق اجتماعها وانتظامها ، فحدث هذا العالم قول في غاية الفساد . ومن هذا الإعتقاد الفاسد ولدت نظرية داروين . حيث تمهدت له طريق التعطيل فزعم نشوء الكائنات تلقائيا بما سماه "التطور" و "النشوء والارتقاء" فإذا كانت هذه الأجرام العظيمة تكونت تلقائيا كما تقدم فكذلك الكائنات الحية بزعمه . وتأمل هذا يبين خطر اعتقاد نظرية الدوران فقد تبين أصلها ونظرية داروين من فروعها ، كذلك تفرع عن ذلك تعليل المالحدة وأتباعهم للدين بعبادة الأب والطوطم ونحو ذلك من الهذيان . ومن ذلك أيضا تفرعت نظرية "فرويد" وأمثاله . فالكل يرجع إلى أصل واحد وهو أن الكون لا خالق له . وقد قال تعالى : (( أم خلقوا من غير شيء )) أي من غير خالق خلقهم (( أم هم الخالقون )) نظرية داروين هذا هو معناها كل كائن يكون نفسه. ويأتي إن شاء الله كلام ابن القيم رحمه الله عن "الطبيعة" مثل قوله عن الفلاسفة والطبائعيين وزنادقة الأطباء : وليست الطبيعة عندهم مربوبة مقهورة تحت قهر قاهر وتسخير مسخر يصرفها كيف يشاء بل هي المتصرفة المدبرة .."طريق الهجرتين صــ 203 " يتبع |
#5
|
|||
|
|||
![]() ملايين السنين
يزعمون أن الكون بدأ تطوره منذ بليون بليون سنة ، أما الأرض فقد نشات حديثا جدا . إذ لم توجد إلا منذ بليونين من السنين فقط . وهذه الملايين من السنين والبلايين مما ضحكوا به على العالم ، فهم يحيلون عليها بلا كلفة ولا عناء ، وهذا ظاهر في كل أبحاثهم وعلومهم . ومعلوم أن عقلاء بني آدم فضلا عمن يتلقى علومه من مشكاة النبوة تدينا ، لا يقبلون مثل هذه الإحالات ، التي هي أدل دليل على كذب هؤلاء ودجلهم ، بل يعلم العقلاء يقينا ، أنه لا يلجأ إلى هذه الإحالات إلا من هو من أعظم الناس كذبا ، أو فاقد لعقله . ومن أين لهم العلم بوجود هذه المخلوقات في هذه الأزمان السحيقة ، وحدوثها بهذه الطريقة ، ولا شك أن حظ من لم يعتمد في علم هذه الأشياء على ما جاءت به الأنبياء التخبط في ظلمات الضلال ومتاهاته كما حصل لهم . علم الجيولوجيا قد يقال : إنهم يعتمدون في بحوثهم هذه على علم الجيولوجيا ، جيث ينقبون ويبحثون في الصخور وطبقات الأرض . هذه في الأرض ، أما ما فوقها فيعتمدون فيه على مناظير مقربة ، حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من هذه النتائج . فأقول : من هنا ضل القوم وأضلوا غيرهم . فهذه الوسائل التي استخدموها ، لا تستقل بتحصيل المطلوب ، وقد جاءت ثمار بحثهم وتنقيبهم مهازل ، أنبأت عن عظيم ضلالهم ، مع مسخ عقولهم ، حيث زعموا أن أصل الإنسان من القرود ، وإنما وصلوا إلى هذه النتيجة بواسطة الحفريات والتنقيب ، وهي طريقة لا يسلكها إلا ضال ، ولا يزداد بها إلا ضلالا . ولما كان الزنداني ممن غرتهم علوم الملاحدة ، وأرادوا أن يفقوا بينها وبين علوم الشريعة المطهرة ، ولم يفقوا ، فقد قال في بعض كتبه تحت عنوان : السير في الأرض لمعرفة كيفية بدء الخلق . قال : إن تحديد المنهج العلمي للبحث أمر في غاية الأهمية ، وهذه الآية القرآنية (( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق )) تحدد لنا منهجا علميا لمعرفة كيفية بدأ الخلق ، وتبين أنه لا بد لنا من أن نسير في الأرض باحثين ومنقبين ، وأن معرفة تلك الكيفية التي بدأ بها الخلق تتوقف على سيرنا في الأرض ، وهذا ما وجده الباحثون في هذا الزمان ، من أنه لا بد من دراسة عينات الصخور ، والمقارنة بين تركيبات الأرض المختلفة ، إذا أردنا أن نعرف بدء الخلق على الأرض ، فمن أخبر محمدا النبي الأمي صلى الله عليه وسلم بكل هذا . انتهى . وهكذا تأول الزنداني وغيره من المتأخرين آيات القرآن ، لتشهد لهذه العلوم المضلة أنها صحيحة ونافعة ، وإلا فمعنى الآية ليس كما قال ، لا تدل عليه ولا تشير إليه . قال ابن القيم رحمه الله : كل موضع أمر الله سبحانه فيه بالسير في الأرض ، سواء كان السير الحسي على الأقدام والدواب ، أو السير المعنوي بالتفكير والاعتبار ، أو كان اللفظ يعمهما وهو الصواب ، فإنه يدل على الاعتبار والحذر أن يحل بالمخاطبين ما حل بأولئك ، ولهذا أمر الله أولي الأبصار بالاعتبار بما حل بالمكذبين . ذكر رحمه الله هذا الكلام في " أعلام الموقعين " بعد قوله تعالى : (( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها )) ثم قال رحمه الله : فأخبر أن حكم الشيء حكم مثله ، ثم ذكر الكلام المتقدم ، فقال : وكذلك كل موضع أمر الله سبحانه فيه بالسير . إلى أن قال : فإنه يدل على الاعتبار والحذر أن يحل بالمخاطبين ما حل بأولئك . أين هذا من تأويل الزنداني من أن الآية المذكورة تبين أنه لا بد لنا من أن نسير في الأرض باحثين ومنقبين إلى آخر ما قال ؟ فالمنهج العلمي للبحث كما سماه الزنداني شيء ، ومعنى هذه الآية شيء آخر . ولقد جعل آيات من القرآن غير هذه معطلة عن معرفة معناها ، أو مئولة بغير تأويلها إلى أن ظهر هذا العلم المردي المهلك ، فصار معنى هذه الآية وأمثالها البحث والتنقيب ، ودراسة عينات الصخور ، والمقارنة بين تركيبات الأرض المختلفة . وإن من عظيم ما أصيب به الإسلام اليوم ثمار هذا البحث ونتائجه ، وهو القول بدوران الأرض ، والضلال في بداية نشأة الكائنات الحية ، وغير ذلك من الباطل الذي ضل به الدهرية ، وأضلوا به من قلدهم . أما طريقة القرآن فشيء آخر لا يقارب هذا ولا يدانيه ، بل يفضحه ويبين بطلانه ، ولم يرد الله منا أن نبحث وننقب ، فقد أراحنا وله الحمد من هذا العناء المفضي إلى الضلال ، ولم يكل معرفة بداية المخلوقات ولا نهايتها لبحثنا وتنقيبنا ، فقد أخبرنا بما كان وما سيكون مما ننتفع بمعرفته ، ولقد حسدنا هؤلاء الملاحدة ، الذين يكدحون طوال أعمارهم في البحث والتنقيب ، ثم في النهاية يأتون بنتائج ضالة مضلة لا يقبلها إلا عقل زائغ مفتون ، مثل : تسلسل الإنسان من القرود ، ودوران الأرض . فالقرآن فيه نبأ من قبلنا ، وخبر من بعدنا ، وفيه هداية الخلق لما خلقوا له ، حاشا أن يكن فيه الأمر بهذا الباطل والضلال . وليست هذه من طرق السلف في علومهم ومعارفهم ، وقد أنكروا على المتكلمين ، وذموهم وضللوهم بانتحالهم طريقا لم يكن عليها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ، ولقد كانت نهاية المتكلمين الحيرة والضلال كما هو معروف مع أنهم لم ينكروا وجود الخالق ، ولكن أرادوا أن يستدلوا عليه ، ويعرفوه بغير طريق الدين ، الذي كان عليه نبيهم وسلفهم الصالحون ، فضلوا وأضلوا غيرهم فكيف بهؤلاء الذين يصرحون أنهم من أول خطوة يخطونها في طريق بحثهم وتنقيبهم منكرون لوجود الخالق سبحانه ، فأي خير يرجى من هؤلاء ؟! هذا بالنسبة للبحث والتنقيب في الأرض . أما الأجرام العلوية فأنى لهم اكتشاف حقائقها بهذه المناظير التي غايتها مسافات قريبة لا نسبة لها والأبعاد التي بينهم وبينها . فهذا النظر والرصد لا يحصلون منه إلا على الزيادة في الضلال ، ولذلك جاءوا بنتائج هي أعظم خطأ وأشد خطرا من زعمهم تسلسل الإنساء من القرد . فبواسطة هذه المناظير أنكروا وجود السماوات السبع المبنية وما فوقها ، وازدادوا ضلالا في إنكار وجود الرب سبحانه ، وهذا هو مراد إبليس منهم بهذه الشيطنة ، وليتخذهم وسيلة لإضلالنا . ولقد جاء ذلك كله نتيجة اعتقادهم دوران الأرض . وقد كتب في ذلك من سبر حقيقة أمرهم وما آلت إليه حالهم بعد اعتقادهم دوران الأرض وما تبعه . قال : كان من آثار القول بأن الأرض تدور حول الشمس : أن اعتبرت الدول الأوربية كل الذي عاش فيه الإنسان من تطلعه الدائم إلى السماء ، وربط مصيره بيوم القيامة ، ورجوعه إلى الله ، والوعد والوعيد ، والجنة والنار ، هو من أوهام العقل وترهاته في طفولته ، وأصبحت الصيحة التي تمثل الحضارة والمدينة الحديثة هي تحطيم الآمال عن التعلق بالحياة الآخرة ، والإخلاد إلى الأرض ، وقامت الأناشيد والأغاني لأمنا الأرض ، وأصبح كل حديث عن السماء ، وعن الملائكة التي في السماء بما في ذلك الحديث عن رب السماء هو محض هذيان ، وصرف للناس عن حقائق الحياة ، وهو حديث العجائز والشعوب المنحلة والعقول المتخلفة . انتهى . واعتقاد دورا ن الأرض أعظم من اعتقاد تسلسل الإنسان من القرود بكثير ، هذا الأخير فرع من الأول ، وإنما الذي اتضح للناس أكثر بطلان تسلسل الإنسان من القرود ، والتبس عليهم أمر دوران الأرض ، لأنه تصدى لترويجه كتاب ممن ينتسبون للإسلام ، تأولوا كثيرا من أدلة الكتاب والسنة ، زاعمين أنها تؤيد هذا القول ولا تعارضه . كل دليل من الكتاب والسنة على دوران الأرض فهو تأويل باطل ومما ينبغي أن يعلم : أن كل آية أو حديث صحيح ذكرا دليلا على دوران الأرض ن فإن ذلك بلا شك ولا ريب تأويل باطل ليس هو معنى الآية قطعا ولا الحديث ، لأن الدليل الصحيح لا يدل إلا على الحق لا يدل على الباطل إذا تبين معناه الصحيح الذي أراده المتكلم . لكن المصائب تجيء من التأويل المخالف لمراد الله ورسوله . ولذلك يقول الإمام أحمد رحمه الله : أكثر ما يخطئ الناس من جهة التأويل والقياس. وفي هذه المتاهة خاض كثير من المتأخرين من حيث بدأت هذه العلوم وأحدثت ، ويسمونها العلم الحديث ، وهو لو كان علما نافعا لما صار حديثا ، وإن حداثته لمن أدله ضرره وعدم نفعه ، لأنه لو كان خيرا لأدركه سلف هذه الأمة ، الذين بذلوا حياتهم رخيصة في سبيل العلم النافع ، وقد أدركوا بغيتهم ، وحماهم الله من هذا الضلال. فهؤلاء الكتاب المتأخرون يحاولون جاهدين أن ينفخوا بصورة هذا العلم الحديث روح الحياة ، ويأبى الله إلا ألا تستوي الظلمات والنور ولا الظل ولا الحرور ، وألا يستوي الأعمى والبصير. وسأذكر إن شاء الله أمثلة للتأويل الباطل فيما بعد. وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن الملاحدة يعرضون عن نصوص الأنبياء ، إذ هي عندهم لا تفيد العلم ، وهذا بعينه هو الذي قررته سابقا من اتخاذهم طريقا محدثا في البحث والعلم ، لا يعولون فيه على خبر خالق هذه المخلوقات الخبير بها ، ولا على أخبار أنبيائه . ثم قال الشيخ رحمه الله : وأن أهل البدع يتأولون القرآن برأيهم وفهمهم ، بلا آثار عن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه . انتهى . وهذا بعينه هو الذي وقع ممن ابتلي بهم الإسلام ، وهم يدعون نصرته ، حيث تأولوا القرآن برأيهم وفهمهم ليجاري علوم الملاحدة . وقد قال شيخ الإسلام : من فسر القرآن والحديث وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين ، فهو مفتر على الله ملحد في آيات الله محرف للكلم عن مواضعه . فكل دليل استدل به من الكتاب والسنة على دوران الأرض داخل في هذا لأنه متأول على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين ، وهو على كل حال باطل ، وكذلك كل دليل يزعم المستدل به أنه عقلي على ذلك فهو فاسد . فاصل : لقد ذكرت في بداية الموضوع بعض الأدلة والتي أولتها باجتهاد مني .. وأنا أسحب هذه الاجتهادات حتى أتأكد من صحتها .... حيث سأسأل أهل العلم عنها ......... ( ولد أبوي ) ***************************** ماذا يعني القول بدوران الأرض هذا الاعتقاد ليس مقصودا لذاته ، وإنما هو مقصود لغيره ، إذ هو حلقة من سلسلة تبدأ من التعطيل وتنتهي إليه ، ومعتقده يلتزم من أجله لوازم في غاية الخطورة ، حيث يلتزم أن مافوق الأرض من كل جانب فضاء لا نهاية له . والذي يقول الفضاء لا نهاية له منكر لوجود الرب سبحانه وتعالى . يوضحه الرسم رقم (1) فضاء الملاحدة لا ينتهي وكله مجرات نظرية دوران الأرض تستلزم نفي وجود السماوات السبع المبنية وما فوقها ، وهم يصرحون أن الفضاء لا نهاية له فيقال لهم : أين الله إذا ؟ انظر إلى الرسم رقم (1) ترى في وسطه ما يسمونه المجموعة الشمسية وتحتوي الشمس وما انفصل عنها بزعمهم من الكواكب ، التي من ضمنها الأرض ، والكل يدور حول الشمس ، والفضاء في تخيلهم مليء من مثل هذه المجموعات الشمسية ، يدور بعضها حول بعض ، ويطلقون عليها اسم المجرات ، لأن المجرة عندهم هي مجموعة من المجموعات الشمسية يقدرونها بالملايين ، وبينها مسافات خيالية اصطلحوا على قياسها بسرعة الضوء ، وتقديرها بالسنين الضوئية ، ويزعمون أن هناك بليون من المجرات ، ولا يزال الكون يتسع والمجرات تتكاثر . فإذا كانت المجرة الواحدة تحوي ملايين من المجموعات الشمسية ، مع أن المجموعة الشمسية الواحدة تأخذ من المسافة في الفضاء 3675 مليون ميلا ، والفضاء فيه بلون من المجرات ، فحكاية هذا الذي تخريف المجانين أحسن منه كافية لمعرفة بطلانه . |
#6
|
|||
|
|||
![]() مشكوور أخي الكريم.....فلنعد إلى قرآننا الكريم
|
#7
|
|||
|
|||
![]() المجرة في السماء المبنية
المجرة واحدة وهي التي نراها في السماء الدنيا وهي معروفة ، وقد ذكر ابن عباس أنه منها تنشق السماء يوم القيامة . لقد ضلوا بهذه المجرة ضلالا بعيدا ، حيث يتخيلون أنها ملايين من الشموس سابحة في الفضاء الذي لا نهاية له في خيالهم . يقولون : إن هناك بليون من المجرات ويقولون إن من النجوم ما هو أعظم من حجم شمسنا بمائة مليون مرة ولا يزال الكون يتسع بتكاثر المجرات . إذا تبين أن حقيقة القول بدوران الأرض معناه : أن الفضاء لا نهاية له ، كما يصرحون بذلك ، فهذا يعني نفي وجود الرب الخالق سبحانه ، ونفي وجود السماوات السبع والكرسي والعرش والملائكة والجنة . فإذا قال الرب فوق . قيل له : ليس عندك فوق شيئا ومن اعتقد أن الفضاء لا نهاية له وأراد أن يثبت وجود الرب العالمين ، فأحسن أحواله أن يقع في معتقد أهل وحدة الوجود ، وهو أن يكون الرب سبحانه هو هذه المخلوقات ، وإلا فإنه يتناقض ، وهذا يتضح لك إذا تأملت ما سوف أذكره إن شاء الله من عقيدة المسلمين في هذه الأشياء . وأنا كتبت في هذا الموضوع في " إنارة الدرب لما في تفسير قطب من آثار الغرب " سوف أنقل منه هنا بعض المواضيع ليتبين للناظر مناقضة هذه العقيدة الضالة لمعتقد أهل الإسلام وأثرها في من قلد الملاحدة . قال قطب في تفسير سورة غافر عند قوله تعالى : (( لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس )) قال : وهذه الشمس واحدة من نحو مائة مليون من الشموس في المجرة القريبة منا ، والتي نحن منها ، وقد كشف البشر حتى اليوم مائة مليون من هذه المجرات متناثرة في الفضاء الهائل من حولها ، تكاد تكون تائهة فيه . والذي كشفه البشر جانب ضئيل صغير لا يكاد يذكر من بناء الكون ، وهو على ضآلته شاسع يدير الرؤوس مجرد تصوره ، فالمسافة بيننا وبين الشمس نحو من ثلاثة وتسعين مليونا من الأميال ، ذلك رأس أسرة كوكبنا الأرضي بل هي على الارجح أم هذه الأرض الصغيرة . أما المجرة التي تتبعها الشمس فقطرها نحو من مئة ألف مليون سنة ضوئية ، والسنة الضوئية تعني مسافة ستمائة مليون ميل . وأقرب المجرات الأخرى إلى مجرتنا تبعد عنا بنحو خمسين وسبعمائة ألف سنة ضوئية . ونذكر مرة أخرى أن هذه المسافات وهذه الأبعاد وهذه الأحجام هي التي استطاع علم البشر الضئيل أن يكشف عنها وعلم البشر هذا يعترف أن ما كشفه قطاع صغير في هذا الكون العريض . انتهى . ولذلك لما قلدهم قطب في هذه العلوم الفاسدة لم يستطع إثبات السماوات المبنية المحيطة لانه ليس لها ذكر في علومهم . وإثبات وجودها وصفاتها والذي فوقها إنما جاء به الأنبياء . والملاحدة لا يردون هذا المشرب كما قدمنا . كذلك لم يعرف العرض كما ينبغي . فتأمل الآن بعض ما تأوله قطب من الآيات غير ما تقدم ، يتبين لك أنه ما راج هذا الباطل إلا بالتأويل الفاسد . وأن من اعتقد هذا المعتقد ضل عن معرفة السماء المبنية وما فوقها بطريق اللزوم . قال قطب في تفسير سورة فصلت عند قوله تعالى : (( فقضاهن سبع سماوات )) قال : أما ما هي السماء المقصودة فلا نملك تحديد فقد تكون درجة البعد سماء وقد تكون المجرات التي على أبعاد متفاوته سماوات وقد يكون غير ذلك مما تحتمله لفظ سماء وهو كثير . انتهى . وهذا واضح أنه لا يعرف الساوات السبع المبنية لتقليده المالحدة في الفضاء الذي لا ينتهي . وقال عند قوله تعالى : (( وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا )) قال : والسماء الدنيا هي كذلك ليس لها مدلول واحد محدد فقد تكون هي أقرب المجرات إلينا وهي المعروفة بسكة التبان والتي يبلغ قطرها مئة ألف مليون سنة ضوئية ، وقد يكون غيرها مما ينطبق عليه لفظ سماء وفيه النجوم والكواكب المنيرة لنا كالمصابيح . انتهى . بعد ذلك سأذكر بعض ما ورد من ذكر السماء في القرآن ، ودلالة ذلك في كل موضع ، وأنه ليس المراد منها دائما مطلق العلو ، بل معناها بحسب ما يقترن باللفظ ، حيث هي اسم جنس للعالي . ولتعلم أن الملاحدة ومن قلدهم قد ضلوا عنها مع قربها ، وذهب بهم الخيال إلى مالا وجود له ، وإنما هو مجرد تصور . وسنذكر فيما بعد إن شاء الله الفرق بين التصور الخيالي ، والوجود الخارجي العيني ، ليزول الاشتباه ، قال تعالى : (( فليمدد بسبب إلى السماء )) المقصود بلفظ السماء في هذا الموضوع سقف البيت . قال تعالى : (( الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء )) المقصود بلفظ السماء هنا موضع السحاب وهو بين السماء والأرض مبسوط ، مثل قوله تعالى : (( وأنزل من السماء ماء )) وقد قال تعالى : (( أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون )) وهي السحاب . قال تعالى : (( وجعلنا السماء سقفا محفوظا )) المقصود بلفظ السماء هنا السماء الدنيا المبنية المحيطة بالأرض إحاطة الكرة بما في وسطها لأنه اقترن بلفظ السماء السقف وهو السماء المبنية وهي سقف الأرض بأجمعها كذلك قوله تعالى : (( وزينا السماء الدنيا بمصابيح )) اقترن بلفظ السماء هنا لفظ الدنيا فتبين أن المراد السماء المبنية المشاهدة ، وكل ما يشبه هذه الآية التي يقترن فيها لفظ الدنيا مع لفظ السماء . قال تعالى : (( وبنينا فوقكم سبعا شدادا )) وفي مواضع يذكر ربنا عز وجل السبع السماوات فيصفها مرة بأنها شدادا ومرة بأنها طباقا وأنها بناء ويذكر أبوابها . ولا تجد كلمة واحدة من هذا كله في علوم الملاحدة . قال تعالى : (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض )) المقصود بلفظ السماء هنا العلو المطلق فوق السماوات فوق العرش ، لأن المراد هو الرب سبحانه . ومما يوضح بطلان زعم الملاحدة وأتباعهم أن الفضاء لا نهاية له وـاويلاتهم لفظ السماء بالتأويلات الفاسدة الكاذبة أن الله ذكر للسماء أحوالا وصفاتا لا يصح انطباقها على الفضاء مثل قوله تعالى : (( إذا السماء انشقت )) وهذا يكون يوم القيامة والفضاء لا يوصف بالانشقاق ومثله قوله تعالى : (( ويوم تشقق السماء بالغمام )) الآية . يعني يوم القيامة فلولا أنها بناء لما وصفها بالتشقق . وقال تعالى : (( فارجع البصر هل ترى من فطور )) يعني شقوق ولا يقال انظر إلى الفضاء هل ترى فيه من شقوق ؟ وهذا يدل على أنها بناء محكم ، وقد ورد في آيات عديدة وصف السماء بأنها مبنية ولها أبواب . كذلك قوله تعالى : (( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب )) والفضاء لا يقال إنه يطوى . أما الفضاء فهو المسافة بين السماء والأرض وفي مواضع من القرآن يذكر الرب عز وجل السماء والأرض وما بينهما ، فلولا أن للفضاء نهاية وللسماء جرم لما قال الرب : وما بينهما . يتبع |
#8
|
|||
|
|||
![]() مرحبا بك أخي الكريم..
أحييك على هذا المجهود..وأشكرك جزيل الشكر.. . . لي عودة بإذن الباري بعد القراءة المفصلة لما تم ذكره.. . . مع فائق احترامي.. |
#9
|
|||
|
|||
![]() التطور
يزعم الملاحدة أن الأرض قد انفصلت عن الشمس كما ذكرت قبل ولكن ليست حالها آنذاك يعني في بداية انفصالها كحالها عندما نشأت فيها الكائنات الحية حيث كانت في الأول مادة غازية شديدة الحرارة كأمها الشمس لأنها جزء منها وإنما وصلت إلى ما هي عليه اليوم من الكثافة والبرودة بالتدرج والتطور بعد ملايين السنين التي يحيل عليها الملاحدة . يقولون أنه بعد ملايين السنين والأرض تدور بردت وتصلبت وصارت صالحة للحياة ومن هنا تبدأ نظرية داروين لنشوء وارتقاء الكائنات الحية بعدما صارت الأرض صالحة للحياة حيث زعم أن بداية ذلك كان الأميباء ذو الخلية الواحدة فما زال التطور حتى وصل إلى القرد ومنه تطور الإنسان والذي اضطرهم إلى هذه الخيالات إعراضهم عن العلم الذي أنزله خالق هذه المخلوقات ، وجحودهم له ولقدرته ، وأنه سبحانه يقول للشيء كن فيكون . فجميع ما يذكرون من هذا التدريج والتطور في المخلوقات سواء الأجرام العلوية مع الأرض أو الكائنات الحية ما هو إلا ثمرة من ثمار ضلالهم لما جحدوا الخالق ولم يعتمدوا على وحيه في علمهم . وفيهم قوم يقرون بوجود الخالق سبحانه وقدرته ومع هذا يعتقدون أن المخلوقات تكونت بهذه الصورة التدريجية بقدرته ، وقد يرفضون أن يكون الإنسان تطور من القرود ، وكذلك كثير من الذين ينتسبون للإسلام سلكوا هذا المسلك في نشأة المخلوقات ، فتجد ذلك في مؤلفاتهم ومناهجهم كما في علم الجيولوجيا والجغرافيا والتاريخ وغير ذلك مما خالط علوم أهل الإسلام فأفسدها . والكلام الآن ليس مع الجاحدين لوجود الخالق عباد الطبيعة ، وإنما هو مع الذين يقرون بوجوده وقدرته فيقال لهؤلاء الذين راج عليهم نشوء المخلوقات وتدرجها ليس هذا معتقد أهل الإسلام فإن معتقدهم أن الرب سبحانه وبحمده يقول للشيء : كن فيكون على الكيفية التي يريدها سبحانه في الوقت الحالي لا يتأخر ليتدرج ويتطور ويكتمل حتى يكون على الصفة المطلوبة بعد الأزمنة الطويلة والتحولات والتغيرات التي يزعمها عباد الطبيعة . قد يقول قائل : نحن نرى المخلوقات تنشأ شيئا فشيئا وتتدرج في نشأتها مثل خلق الإنسان والحيوان والنبات فإن هذا كله يبدأ صغيرا ضعيفا فما يزال ينمو حتى يكبر ويكتمل . فالجواب أن هذا لون والتطور والتدريج في النشأة والترقي الذي يزعمه الدهرية لون آخر ، وذلك أنهم تكلموا بما تكلموا به وقرروا ما قرروه من هذه القاعدة بناءا على أن المخلوقات بنفسها تتغير إلى الأحسن وتترقى إلى الأكمل والبقاء فيها للأصلح لذلك زعموا أن أصل الكائنات الحية كلها شيء في غاية الصغر يسمى الأميبا ، ويعللون بداية تكوينه بتعليلات خيالية من جنس سائر ما يعتمدون عليه في علومهم بعضهم يقول : اتفقت عناصر التربة في قعر بعض المحيطات مع الحرارة وتكون هذا الاميبا وبعضهم يقول : إنه جاء من كوكب آخر ، وغير ذلك من خرصهم ودجلهم ، فهم يقولون : مازال الأميبا ينمو ويتدرج من طور إلى طور حتى صارت منه هذه الكائنات الحية كلها ، فالحيوان ، والإنسان والحشرات كل ذلك من أصل واحد ، وهذا لا شيبه فعل الله سبحانه وتعالى في خلقه الكائنات . فإن الإنسان مثلا يبدأ خلقه من النطفة فيكون إنسانا لا يكون في الأول سمكة ثم ضفدعا ثم قردا ثم إنسانا ، بل هو إنسان من البداية إلى النهاية ، لكن تلك بدايته وهذه نهايته في التخليق . وكذلك الحيوان والنبات وهذه سنة الله في خلقه لم تتغير . والتطور لكل الكائنات أصله واحد . فقد ظهر الفرق بين التطور المزعوم والخلق ، وأن الأول خيال لا حقيقة له وهو الكيفية التي يذكرونها لتدرج المخلوقات بفعل الطبيعة ، والثاني فعل الخالق القادر الحكيم سبحانه . ومما يوضح ذلك أن الرب سبحانه كتب مقادير الخلائق . قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كما ورد في الحديث الصحيح ، وهو سبحانه كتب مقاديرها على الكيفية التي خلقها عليها لكمال علمه وقدرته . أما التطور والترقي الذي يزعمه الدهرية فهو لبلوع الصورة الكمالية للكائن تدريجيا فعل من ليس بعالم ولا قادر ولا حكيم وهو الطبيعة . وقد اقتضت حكمة الرب سبحانه أن يخلق الإنسان بهذه الكيفية وكذلك الحيوان والنبات ليس عجزا منه أن يخلقه كاملا في نفس الوقت ، فإنه لما أراد ذلك خلق آدم رجلا مكتملا وكذلك حواء خلقها امرأة كاملة . وقد نوع لنا من مفعولاته ما نستدل به على قدرته وحكمته ونعلم به يقينا بطلان كلام الطبائعيين في تكون الكائنات ، فهذا آدم عليه السلام خلقه من غير ذكر ولا أنثى ، وحواء من ذكر بلا أنثى ، وعيسى عليه السلام من أنثى بلا ذكر وسائر بني آدم من ذكر وأنثى ، وهذا مما يبين عظيم قدرته سبحانه . ذكلك قلب عصا موسى عليه السلام حية في الحال وأعادها عصا كما كانت وغير ذلك كطيور إبراهيم عليه السلام ، والذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها والذين قال لهم الله موتوا ثم أحياهم وغير ذلك . بمعرفة ما تقدم يتبين لنا أن الرب عز وجل خلق الأرض على كيفيتها هذه صالحة للحياة من حين خلقها ، لم تكن غازا يدور وبعد ملايين السنين برد وتكثف وصلح للحياة . لأنها لم تنفصل عن الشمس كما يزعمون . فالرب سبحانه يخلق بكلماته الكونية ، قال تعالى : (( إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون )) ، وقال تعالى : (( وما أمرنا إلا واحدة كلمح البصر )) . قال ابن القيم : فعناصر العالم ومواده منقادة لربها وفاطرها وخالقها يصرفها كيف يشاء ، ولا يستعصي عليه منها شيء أراده . بل هي طوع مشيئته مذللة منقادة لقدرته ومن أنكر هذا فقد جحد رب العالمين وكفر به وأنكر ربوبيته . إنتهى من طريق الهجرتين . لو عرف الطائعيون هذا وآمنوا به ما لجأوا إلى نظرياتهم الضالة المضلة . وقال رحمه الله : وأن الأمر ليس كما يظنه أعداؤه الجاحدون له الكافرون به من أن ذلك أمر طبيعي لم يزل هكذا ولا يزال . وأنه ليس للنوع أب ولا أم . وأنه ليس إلا أرحام تدفع وأرض تبلع وطبيعة تفعل ما يرى ويشاهد ولم يعلم هؤلاء الجهال الضلال أن الطبيعة قوة وصفة فقيرة إلى محلها محتاجة إلى حامل لها ، وأنها من أدل الدلائل على وجود من طبعها وخلقها وأودعها الأجسام وجعل فيها هذه الأسرار العجيبة . فالطبيعة مخلوق من مخلوقاته ومملوك من مماليكه وعبيده مسخرة لأمره تعالى منقادة لمشيئته . ودلائل الصنعة وأمارات الخلق والحدوث وشواهد الفقر والحاجة شاهدة عليها بأنها مخلوقة مصنوعة لا تخلق ولا تفعل ولا تتصرف في ذاتها ونفسها فضلا عن إسناد الكائنات إليها .. انتهى من طريق الهجرتين ص 152 . الأرض خلقت قبل الشمس والنجوم والسماء تقدم خلق الأرض يكفي لهدم بنيانهم وهو بنص القرآن . قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى : (( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين )) الآيات . قال : فذكر أنه خلق الأرض أولا لأنها كالأساس والأصل أن يبدأ بالأساس ثم بعده بالسقف . انتهى . ************************** فاصل : هذا اقتباس من تفسير ابن كثير للآيات 9 - 11 من سورة فصلت أرجو قراءته قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ( هَذَا إِنْكَار مِنْ اللَّه تَعَالَى عَلَى الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ عَبَدُوا مَعَهُ غَيْره وَهُوَ الْخَالِق لِكُلِّ شَيْء الْقَاهِر لِكُلِّ شَيْء الْمُقْتَدِر عَلَى كُلّ شَيْء فَقَالَ " قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِاَلَّذِي خَلَقَ الْأَرْض فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا " أَيْ نُظَرَاء وَأَمْثَالًا تَعْبُدُونَهَا مَعَهُ " ذَلِكَ رَبّ الْعَالَمِينَ" أَيْ الْخَالِق لِلْأَشْيَاءِ هُوَ رَبّ الْعَالَمِينَ كُلّهمْ . وَهَذَا الْمَكَان فِيهِ تَفْصِيل لِقَوْلِهِ تَعَالَى " خَلَقَ السَّمَوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام " فَفَصَّلَ هَهُنَا مَا يَخْتَصّ بِالْأَرْضِ مِمَّا اِخْتَصَّ بِالسَّمَاءِ فَذَكَرَ أَنَّهُ خَلَقَ الْأَرْض أَوَّلًا لِأَنَّهَا كَالْأَسَاسِ وَالْأَصْل أَنْ يَبْدَأ بِالْأَسَاسِ ثُمَّ بَعْده بِالسَّقْفِ كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ " هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْض جَمِيعًا ثُمَّ اِسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْع سَمَوَات " الْآيَة فَأَمَّا قَوْله تَعَالَى " أَأَنْتُمْ أَشَدّ خَلْقًا أَمْ السَّمَاء بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالْأَرْض بَعْد ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَال أَرْسَاهَا مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ " فَفِي هَذِهِ الْآيَة أَنَّ دَحْو الْأَرْض كَانَ بَعْد خَلْق السَّمَاء فَالدَّحْو هُوَ مُفَسَّر بِقَوْلِهِ " أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا " وَكَانَ هَذَا بَعْد خَلْق السَّمَاء فَأَمَّا خَلْق الْأَرْض فَقَبْل خَلْق السَّمَاء بِالنَّصِّ وَبِهَذَا أَجَابَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُ فِيمَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيّ عِنْد تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة مِنْ صَحِيحه فَإِنَّهُ قَالَ : وَقَالَ الْمِنْهَال عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر قَالَ : قَالَ رَجُل لِابْنِ عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا إِنِّي لَأَجِد فِي الْقُرْآن أَشْيَاء تَخْتَلِف عَلَيَّ قَالَ " فَلَا أَنْسَاب بَيْنهمْ يَوْمئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ " " وَأَقْبَلَ بَعْضهمْ عَلَى بَعْض يَتَسَاءَلُونَ" " وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّه حَدِيثًا " " وَاَللَّه رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ " فَقَدْ كَتَمُوا فِي هَذِهِ الْآيَة . وَقَالَ تَعَالَى" أَأَنْتُمْ أَشَدّ خَلْقًا أَمْ السَّمَاء بَنَاهَا - إِلَى قَوْله - وَالْأَرْض بَعْد ذَلِكَ دَحَاهَا " فَذَكَرَ خَلْق السَّمَاء قَبْل الْأَرْض ثُمَّ قَالَ تَعَالَى " قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِاَلَّذِي خَلَقَ الْأَرْض فِي يَوْمَيْنِ - إِلَى قَوْله - طَائِعِينَ " فَذَكَرَ فِي هَذِهِ خَلْق الْأَرْض قَبْل خَلْق السَّمَاء قَالَ " وَكَانَ اللَّه غَفُورًا رَحِيمًا " " عَزِيزًا حَكِيمًا " " سَمِيعًا بَصِيرًا " فَكَأَنَّهُ كَانَ ثُمَّ مَضَى ؟ قَالَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا " فَلَا أَنْسَاب بَيْنهمْ يَوْمئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ " فِي النَّفْخَة الْأُولَى ثُمَّ " نُفِخَ فِي الصُّور فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَات وَمَنْ فِي الْأَرْض إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّه " فَلَا أَنْسَاب بَيْنهمْ عِنْد ذَلِكَ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ بَيْنهمْ فِي النَّفْخَة الْأُخْرَى" وَأَقْبَلَ بَعْضهمْ عَلَى بَعْض يَتَسَاءَلُونَ " وَأَمَّا قَوْله" وَاَللَّه رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ " " وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّه حَدِيثًا " فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى يَغْفِر لِأَهْلِ الْإِخْلَاص ذُنُوبهمْ فَيَقُول الْمُشْرِكُونَ تَعَالَوْا نَقُول لَمْ نَكُنْ مُشْرِكِينَ فَيُخْتَم عَلَى أَفْوَاههمْ فَتَنْطِق أَيْدِيهمْ فَعِنْد ذَلِكَ يَعْرِف أَنَّ اللَّه تَعَالَى لَا يُكْتَم حَدِيثًا وَعِنْده " يَوَدّ الَّذِينَ كَفَرُوا " الْآيَة وَخَلَقَ الْأَرْض فِي يَوْمَيْنِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاء ثُمَّ اِسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ ثُمَّ دَحَى الْأَرْض وَدَحْيهَا أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا الْمَاء وَالْمَرْعَى وَخَلَقَ الْجِبَال وَالرِّمَال وَالْجَمَاد وَالْآكَام وَمَا بَيْنهمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى دَحَاهَا وَقَوْله" خَلَقَ الْأَرْض فِي يَوْمَيْنِ " فَخَلَقَ الْأَرْض وَمَا فِيهَا مِنْ شَيْء فِي أَرْبَعَة أَيَّام وَخَلَقَ السَّمَاوَات فِي يَوْمَيْنِ" وَكَانَ اللَّه غَفُورًا رَحِيمًا " سَمَّى نَفْسه بِذَلِكَ وَذَلِكَ قَوْله أَيْ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى لَمْ يُرِدْ شَيْئًا إِلَّا أَصَابَ بِهِ الَّذِي أَرَادَ فَلَا يَخْتَلِفَنَّ عَلَيْك الْقُرْآن فَإِنَّ كُلًّا مَنْ عِنْد اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنِيهِ يُوسُف بْن عَدِيّ حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو عَنْ زَيْد بْن أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ الْمِنْهَال - هُوَ اِبْن عَمْرو - الْحَدِيث . وَقَوْله " خَلَقَ الْأَرْض فِي يَوْمَيْنِ " يَعْنِي يَوْم الْأَحَد وَيَوْم الْاِثْنَيْنِ ) . ************************************************** ************* عودة لإكمال الموضوع : أما قوله تعالى : (( والأرض بعد ذلك دحاها )) فقد ذكر ابن كثير رحمه الله : أن الأرض خلقت قبل السماء ولكن إنما دحيت بعد خلق السماء بمعنى أنه أخرج ما كان فيها بالقوة إلى الفعل . وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما الذي ذكره البخاري رحمه الله في صحيحه أن خلق الأرض كان قبل خلق السماء وأن دحيها كان بعد خلق السماء ودحوها مفسر بقوله تعالى : (( أخرج منها ماءها ومرعاها )) فهو ذلك . وقد تأول الزنداني هذه الآية كغيرها لمجاراة علوم الملاحدة ففسر قوله تعالى : (( والأرض بعد ذلك دحاها )) بدورانها ، تدحرجها في مسارها وأنها لا تزال تتدحرج وتتقلب في فلكها ومسارها ، نسأل الله العافية . فهذا الذي تقدم من خلق الأرض قبل السماء والشمس والكواكب يكفي وحده لإبطال خيال الدهرية من أن الأرض انفصلت عن الشمس ومازالت تدور حولها على السيرة التي بينتها قبل . فالشمس خلقت مع السماوات تبعا لها بعد خلق الأرض . في هذا الرسم رقم (2) يظهر شكل السماء والأرض حسب معتقد أهل الإسلام المطابق للكتاب والسنة ، كذلك يتبين دوران الشمس والقمر والكواكب حول الأرض وهو الذي يصدقه العقل السليم . السماء الدنيا على شكل الكرة والأرض في جوفها وإنما رسمتها نصفين لتظهر صورة الأرض لأنها محيطة بها من كل جانب إحاطة الكرة بما في وسطها . انظر الآن إلى الفضاء الصغير المحدود بالسماء الدنيا من بعض كل جانب يتبين لك ثبات الأرض وعدم مغادرتها موضعها لكن بعض الناس يقول : لو دارت حول نفسها يعني التي يسمونها الدورة اليومية لم تغادر موضعها وقد لا يكون في هذا معارضة . فنقول : أولا : لا يقصدون هذا وحده فإنهم يقولون تدور الدورة اليومية حول نفسها لتعاقب الليل والنهار والدورة السنوية حول الشمس لتعاقب الفصول الأربعة . فالدورة السنوية معناها الطيران في الفضاء . ثانيا : دورانها ولو حول نفسها فقط معارض لنصوص الكتاب والسنة كما سنذكر ذلك إن شاء الله وكذلك هو فاسد في العقل . لكن عقولا كثيرة إعتادت قبول المحالات . صفة دوران الأرض كذلك بعض الناس يظن أن معنى القول بدورانها هو أنها تدور مثل الرحى ولذلك يستدلون على نفي دورانها بأدلة لا تصلح . حيث يقولون : لو كانت تدور لتغيرت الإتجاهات . وقد نشأ هذا الغلط لظنهم أن هذا هو المراد من القول بدورانها . وليس كذلك وإنما الذي يقرره أصحاب هذه النطرية أنها تدور من المغرب إلى المشرق وهذا لو قدر أنه حصل ما تغيرت معه الإتجاهات فلا يصلح هذا دليل لنفي دورانها . يتبع |
#10
|
|||
|
|||
![]() الفضاء محدود
الفضاء محدود وله نهاية ومسافته وسعته مقدرة فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فذكر أن بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام يعني سماء الدنيا الذي هو سقف الأرض وذلك بتقدير سير الإبل . وهذه المسافة تمكن معرفتها باصطلاح أهل الزمان حيث يقيسون المسافات بالكيلومتر إذا علم كم تسير الإبل باليوم من كيلومتر . وقد قدرت ذلك فوجدت مسافة ما بين السماء والأرض تقارب تسعة ملايين كيلومتر فقط وهو الفضاء كله من كل جانب من الأرض فهو كقطرة من بحر بالنسبة لفضائهم المزعوم الذي ليس له حد. فأين هذا من خيال الملاحدة وفضائهم الذي لا نهاية له . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بينما نبي الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( هل تدرون ما هذا ؟ )) قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : (( هذا العنان هذه رواية الأرض يسوقه الله إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه )) ثم قال : ((هل تدرون ما فوقكم ؟ )) قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : (( فإنها الرقيع سقف محفوظ وموج مكفوف )) ثم قال : (( هل تدرون كم بينكم وبينها ؟ )) قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : (( بينكم وبينها خمسمائة سنة )) الحديث . وقد رواه الإمام أحمد والترمذي وابن أبي حاتم والبزار وقال الترمذي : هذا حديث غريب . وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال : كنت في البطحاء في عصابة فيهم رسول الله صلى الله عليهم وسلم فمرت بهم سحابة .. وفي الحديث (( هل تدرون ما بعد ما بين السماء والأرض ؟ )) قالوا : لا ندري ، قال : (( إن بعد ما بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة )) الحديث . وقد رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في كتاب التوحيد والحاكم في المستدرك . قال ابن القيم رحمه الله : وأما اختلاف مقدار المسافة في حديثي العباس وأبي هريرة رضي الله عنهما فهو مما يشهد بتصديق كل منها للآخر ، فإن المسافة يختلف تقديرها بحسب إختلاف السير الواقع فيها . فسير البريد مثلا يقطع بقدر سير ركاب الإبل سبع مرات ، وهذا معلوم بالواقع فما تسيره الإبل سيرا قاصدا في عشرين يوما ، يقطعه البريد في ثلاثة . فحيث قدر النبي صلى الله عليه وسلم بالسبعين أراد به السير السريع سير البريد وحيث قدر بالخمسمائة أراد به السير الذي يعرفونه سير الإبل والركاب فكل منهما يصدق الآخر ويشهد بصحته ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا . وقال الذهبي : لا منافاة بينهما لأن تقدير ذلك بخمسمائة عام هو على سير القافلة مثلا ، ونيف وسبعون سنة على سير البريد لأنه يصح ان يقال بيننا أي بالشام وبين مصر عشرون يوما باعتبار سير العادة وثلاثة أيام باعتبار سير البريد . انتهى . وقد ورد أحاديث غير هذين الحديثين فيها ذكر المسافة بين السماء والأرض وأنها خمسمائة عام . وبعد ذلك نقول : إنه يستحيل دوران الأرض حول الشمس الدورة السنوية لأنها محجورة في جوف السماء الدنيا والمسافة بين الأرض والسماء قريبة جدا بالنسبة لفضائهم الخيالي ، فإذا كانوا يقدرون ما بين الأرض والشمس بـ 150 كيلومتر فهذا وحده أبعد من المسافة بين السماء والأرض بمائة وإحدى وأربعين كيلومتر تقريبا ، كيف بفضائهم الخيالي الذي لا ينتهي الذي يقيسونه بالسنين الضوئية ؟! المسافة بين سطح الأرض وسطح السماء السابعة المسافة بين الأرض وسطح السماء السابعة حوالي 126 مليون كيلومتر باعتبار أن ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة وسمك كل سماء كذلك ، والمسافات بين السماوات كذلك ، وهذا كله أقل مما يقدرونه بين الأرض والشمس بحوالي 24 مليون كيلومتر . هذا الفرق في مجموعة واحدة فكيف بملايين الملايين التي تتكون منها المجرات المزعومة التي بينها مسافات هائلة . لم يجعلنا النبي صلى الله عليه وسلم عيالا على هؤلاء الضلال نتعرف على مخلوقات ربنا بتعريفهم ونستدل عليها بدلالتهم . ومن يكن الغراب له دليلا * يمر به على جيف الكلاب وإذا كان الأصل الذي أصلوه لعلومهم وبحوثهم جحود ربهم ، فهل يعقل أن يستأثروا بعلم صحيح ومعرفة في مخلوقات الرب سبحانه أصح من معرفة من جاء بهذا الدين وأتباعه الموحدين ؟ مع أن الرب سبحانه أثنى عليهم أنهم هم أولوا الألباب حيث قال : (( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب )) ثم ذكر أنهم يتفكرون في خلق السماوات والأرض . فيلزم من اعتقد دوران الأرض أن يكون تفكر النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ومن تبعهم من سلف الأمة حتى وقتنا هذا يلزمه أن يكون تفكرهم في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار خطأ وأن المراد بأولي الألباب مقلدة الملاحدة فهم أهل التفكر الصحيح المطابق للواقع حيث اكتشفوا أن الأرض تدور والشمس ثابتة والفضاء لا نهاية له والجبال تحفظ توازن الأرض أثناء دورانها حتى لا تميد وما تبع ذلك من الخيال التائه الضال . أما أولئك فتفكرهم خاطئ معكوس حيث يتفكرون في أرض ثابتة ترسيها الجبال في موضعها وشمس واحدة فقط ليس ملايين الشموس تدور حولها ، وسماء مبنية محيطة بالأرض وفضاء محدود وهو المسافة بين جرم الأرض وجرم السماء وما تبع ذلك من الحق لأن التفكير السليم لا بد أن يكون مطابقا للواقع في الخارج يعني خارج الفكر في هذا المجال وأمثاله ، وهذه من خواص أهل العقول السليمة والأفكار المستقيمة . فيا لها من فضيحة قبيحة تهوك بها هؤلاء المتأخرون مقلدة المعطلة . ولذلك زعم الزنداني أن آيات الخلق في القرآن لم يكن يعرف معناها في الماضي وإنما عرف اليوم لما انبثق علم الملاحدة وقد كتبت ردا عليه فيه بحث موضوعنا هذا وغيره اسمه ( الرد على الزنداني ) . حتى أن عبدالعليم خضر قال : ولذلك نجد أن الإنسان الذي كان يعيش منذ 1400 سنة لم يكن قادر على استيعاب المعنى العميق الذي يكمن في الإشارة الكونية ولذلك لم يدرك إلا المعنى الظاهري فقط . يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة لم يكونوا قادرين على استيعاب المعنى العميق الذي يكمن في الإشارة الكونية وإنما قدر هو وأمثاله لما قلدوا الملاحدة بدوران الأرض وما تبعه من الضلال . وكفى سوءا بهؤلاء أن يظنوا مثل هذا الظن . المراد من القول بدوران الأرض حول نفسها وحول الشمس ثم نقول : أليس المراد من دعوى دوران الأرض حول نفسها تعاقب الليل والنهار ودعوى دورانها حول الشمس تعاقب الفصول الأربعة ؟ فالأول يحصل بعكس قولهم وهو دوران الشمس حول الأرض ، فبسبب ذلك يتعاقب الليل والنهار كما يتضح ذلك في الرسم رقم (2) وهذا معنى قوله تعالى : (( وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون )) فقد فسر هذه الآية ترجمان القرآن وغيره من المفسرين بأن معناها يدورون ، فالشمس تدور في فكلها حول الأرض فيحصل الليل والنهار ومن العجيب أن يستدل بهذه الأية على دوران الأرض مع أنه ليس للأرض فيها ذكر بل هي صريحة في دوران الشمس على كرة الأرض في فلكها المستدير في كرة السماء كذلك دوران الليل والنهار والقمر . وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما : الشمس بمنزلة الساقية تجري بالنهار في السماء في فلكها فإذا غربت جرت بالليل في فلكها تحت الأرض حتى تطلع من مشرقها قال : وكذلك القمر . رواه ابن أبي حاتم بإسناد صحيح . قوله : تحت الأرض . نسبة لما يتوهمه الإنسان في البداية من أن مَنْ في ذلك الجانب يكون تحتا وليس كذلك لأن التحت هو الأرض السابعة السفلى وهو جوف الأرض ويسمى المركز وهو محط الأثقال ، فالأثقال من كل جانب تنجذب إليه وتنتهي إليه ، ولو كان من في تلك الناحية تحت لكنا نحن ههنا تحت فنحن بالنسبة لمن هناك كما هم بالنسبة إلينا ، والسماء من كل مكان في الأرض عالية على الأرض ، انظر رسالة العرشية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقد وضح ذلك وبينه . فتعاقب الليل والنهار على كرة الأرض بواسطة دوران الشمس حولها هو الذي يدل عليه قوله تعالى : (( وهو الذي خلق الليل والنهار )) الآية . كما تقدم ، وكذلك قوله تعالى : (( يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل )) والعرب تقول : كورت العمامة إذا أدرتها على الرأس. وليس الرأس هو الذي يدار لتكوير العمامة عليه ، والقرآن نزل بلغة العرب وهذه الآية دليل أيضا على كروية الأرض ، لأن التكوير لا يكون إلا على الجسم المستدير . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|