ملتقى الفيزيائيين العرب > منتديات أقسام الفيزياء > منتدى الفيزياء الكونية. | ||
هل نؤمن حقا بنظرية الانفجار العظيم ؟! |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#31
|
|||
|
|||
![]() أشكرك جدا أخي الفيزيائي الصغير
حقيقة ... أنا معك في أن الكلام طويل ... لكن أتركك لتقرأ الكتاب ثم أنا لم أضع الكتاب ... إلا لنقطة واحدة .. وهي دوران الأرض ... ونشأة الأرض هي التي أريد التحدث بها دوران الأرض : .... نشأة الأرض : .... لأن كلا الموضوعين ... يؤثر في نظرية الانفجار العظيم ... والمشكلة الكبرى ... أنك لا تستطيع بالآيات والأحاديث أن تقنع الكفرة ... لذلك بدأت بشباب المسلمين ... الذين يضعون كتاب الله ... منهاجا لهم ... وحتى نتفق جميعا على هذا الكلام ... نبدأ في التحليل الرياضي الفيزيائي .... وأشكرك أخي طالب علم على مرورك وفي انتظارك حتى تنهي قراءتك للكتاب .... تحياتي |
#32
|
|||
|
|||
![]() هل يثير توسع الكون حيرة عندكم؟ لستم وحدكم، فحتى الفلكيون كثيراً ما يتناولونه بشكل خاطىء.
قد يكون توسع الكون أهم حقيقة على الإطلاق جرى اكتشافها عن أصولنا. فلو لم يكن الكون قد توسع لما كنتم تقرؤون الآن هذه المقالة ولا وجدت الكائنات البشرية. ولو لم يكن الكون قد توسع وتبرّد بعد الإنفجار الأعظم، لما وجدت الكواكب الأرضية والأشياء الجزيئية الباردة التي منها أشكال الحياة. فتكوين بنى الكون جميعها من مجرات ونجوم وكواكب وحتى مقالات هذه المجلة، كان معتمداً على توسع الكون. لقد مضى أربعون عاماً على إعلان بعض العلماء عن اكتشاف دليل قاطع على توسع الكون بدءاً من حالة كان فيها شديد الحرارة والكثافة. فقد عثروا على الشفق البارد للإنفجار الأعظم، أي على الخلفية الكونية للإشعاع الميكروي الموجة . ومنذ ذلك الحين صار توسع الكون وتبرده هو النظرية التي وحدت ما تطرحه الكوسمولوجيا من موضوعات. فقد كان شأنه في ذلك شأن نظرية دارون التي وحّدت بين موضوعات البيواوجيا. إذ شكل التوسع الكوني، مثل التطور الدارويني، السياق الذي تنمو وتتكون فيه على مر الزمن بنى بسيطة تصبح فيما بعد معقدة. ولولا ذلك التطور والتوسع لكان مضمون البيولوجيا والكوسمولوجيا الحالي تافهاً إلى حد ما. وثمة وجه شبه من نوع آخر بين توسع الكون والتطور الدارويني، وهو أن معظم العلماء يظنون أنهم يفهمونه، مع أنهم قلما يتفقون على معناه. لقد مضى على صدور كتاب "أصل الأنواع" قرن ونصف القرن ولا يزال البيولوجيون يتجادلون حول آليات ومقتضيات الداروينية ( وليس حقيقتها)، في حين أن معظم الجمهور لا يزال يتخبط في جهالة ما قبل الداروينية. وكذلك الأمر بالنسبة إلى توسع الكون، فهو لا يزال سيء الفهم على نطاق واسع منذ اكتشافه الأول قبل 75 عاماً. فالكوسمولوجي البارز (يبلز - الأستاذ في جامعة برنستون) كتب في عام 1993: " إن هذه الصورة، (أعني نموذج الإنفجار الأعظم الحار) بكل مداها وغناها، ليست مفهومة بالصورة الجيدة التي ينبغي أن تكون عليها...حتى بين أولئك الذين حققوا بعضاً من أعظم الإسهامات في إثارة موجة عارمة من الأفكار..". لقد قام بعض الفيزيائيين المشهورين وبعض مؤلفي الكتب الجامعية في الفلك وكذلك بعض الذين يبسطون العلم للناس، بطرح عبارات غير صحيحة ومضللة أو تفاسير هي بلا جدال سيئة حول توسع الكون. ولما كان التوسع هو الأساس في نموذج الإنفجار الأعظم، فهذه التفاسير السيئة تصبح أساسية. إن التوسع فكرة بساطتها خادعة، ولكن ما الذي يعنيه بالضبط قولنا إن الكون يتوسع؟ ما هذا الذي يتوسع فيه؟ هل تتوسع الأرض أيضاً؟ ومما يزيد من إرباكنا أن توسع الكون يبدو متسارعاً. على أية حال، ما معنى توسع؟ عندما تتوسع أشياء مألوفة، مثل كاحل ملتو أن إمبراطورية رومانية أو قنبلة، تتضخم جميعها نتيجة توسعها في الفضاء حولها. والكاحل والإمبراطوريات والقنابل لها مراكز وأطراف. وفي خارج الأطراف ثمة متسع كي يجري التوسع فيه ، ولكن الكون ليس له على ما يبدو طرف ولا مركز ولا خارج، فكيف يمكن أن يتوسع؟ إن أفضل تمثيل له هو أن تتخيل نملة تعيش على سطح بالون ينتفخ، فعالمها ثنائي الأبعاد، والإتجاهات الوحيدة التي تعرفها هي: يمين، يسار، أمام ، خلف. وليس لديها أدنى فكرة عما هو فوق وما هو تحت. وفي أحد الأيام أدراكت أن سيرها نحو أرقاتها لتحلبها استغرق وقتاً أطول من المعتاد: خمس دقائق في اليوم الأول، وست دقائق في اليوم التالي، وسبع دقائق في اليوم الثالث... كما أن زمن السير المعتاد إلى مكان آخر آخذ بالتزايد. وهي متأكدة أنها لم تبطىء في سيرها وأن الأوقات تدور كيفما اتفق في جماعات متقلبة حول بعضها ولم تزحف بعيداً عنها بطريقة نظامية. وهذه هي التقطة المهمة في الموضوع: أعني أن المسافات نحو الأرقات قد ازدادت على الرغم من أن الأرقات لم تبتعد عن مواضعها، إنها لا تزال تقف حيث كانت ودون حركة بالنسبة إلى مطاط البابون، ومع ذلك ازدادت المسافات إليها وفيما بينها. فمن ملاحظتها لهذه الوقائع ستنستنح أن الأرض تتوسع بين أقدامها. وهذا أمر غريب جداَ، لأنها لم تصل أثناء تجوالها إلى طرف أو إلى "خارج" بالنسبة إليها لتمتد إليه. إن توسع كوننا شبيه جداً بتضخم البالون، والمسافات بالتالي نحو المجرات البعيدة تزداد. وقد عبر الفلكيون عن ذلك - عن غير قصد - بالقول إن المجرات البعيدة " تتقهقر" أو تبتعد عنا، لكن المجرات لا تسير في الفضاء مبتعدة عنا. وهي ليست شظايا قنبلة من قنابل الإنفجار الأعظم. بل كل ما في الأمر أن الفضاء بين المجرات وبيننا يتوسع. أما كل مجرة وحدها فهي تتجول كيفما اتفق داخل عناقيد، ولكن عناقيد المجرات تبقى جوهرياً ساكنة. وهذا التعبير "ساكنة" يمكن تعريفه تعريفاً دقيقاً. فإشعاع الخلفية الميكروي الموجة يملأ الكون، لذا فإنه يصلح معلماً تنسب لإليه الأشياء مثل مطاط البالون، ويمكن من ثم قياس الحركة بالنسبة إليه. ولكن يجب ألا نذهب بعيداً جداً في هذا التشبيه، فقد كان التعبير : خارج البالون" و"توسع السطح" المطاطي المنحني الثنائي البعدين ممكنا من وجهة نظرنا لأنهما كانا متضمنين في فضاء ثلاثي الأبعاد. ثم إن للبالون مركزاً في البعد الثالث، وسطحه يتمدد في الهواء المحيط به عندما يتضخم. لذلك يمكن للمرء أن يستنتج أن توسع فضائنا الثلاثي الأبعاد يتطلب وجود بعد رابع. ولكن الفضاء ديناميكي وفق نظرية آينشتاين في النسبية العامة، التي هي النظرية الأساس في الكوسمولوجيا الحديثة، بمعنى أنه يمكن أن يتوسع وينكمش من دون أن يكون متضمناً في فضاء عدد أبعاده أكبر. إن الكون بهذا المعنى قائم بذاته، فهو لا يحتاج، لا إلى مركز ليبتعد عنه ولا إلى فضاء خال خارجه (أيا كان ذلك) ليتمدد فيه. ولا يتطلب عند توسعه وجوداً مسبقاً لفضاء خال يحيط به. وتفترض بعض النظريات الأحدث، مثل نظرية الأوتار، وجود مزيد من الأبعاد. ولكن كوننا الثلاثي الأبعاد لا يحتاج حين يتوسع إلى هذه الأبعاد الإضافية لكي ينتشر فيها. إن كل شيء في كوننا يتقهقر عما عداه وذلك كما هي الحال على سطح البالون. فالإنفجار الأعظم ليس انفجاراً في الفضاء، بل كان أشبه بانفجار الفضاء ذاته. فهو لم ينفجر في موفع معين انتشر منه في خلاء نفترض أنه قد هيء له. لقد حدث في كل مكان دفعة واحدة. لنفترض أن الساعة عادت بالزمن إلى الوراء ، وأن كل منطقة من الكون انكمشت وأن المجرات اقترب بعضها من بعض أكثر فأكثر إلى أن سحقت معاً في اكتظاظ مروري كوني، إنه الإنفجار الأعظم. قد يتطلب هذا التشبيه بالإكتظاظ المروري تصور اكتظاظ موضعي يمكن تجنبه فيما لو أصغينا إلى التقرير الإذاعي المروري ، ولكن الإنفجار الأعظم كان اكتظاظاً مرورياً لا يمكن تجنبه، فكان كما لو أن سطح الأرض وجميع الطرقات العامة عليها تقلصت، في حين بقيت السيارات محافظة على أحجامها. وأخيراً تكاثرت السيارات أكثر فأكثر على كل طريق، ولا توجد محطة إذاعة لتهرع وتخلصك من هذا الضغط المروري، لأن الإكتظاظ في كل مكان. كذلك حدث الإنفجار الأعظم في كل مكان، في الغرفة التي تجلس فيها الآن كما في بقعة تقع على يسار النجم ألفا سنتوري فلم يكن مثل فنبلة تنفجر في بقعة معينة نعتبرها مركزاً. وإنما هو على غرار البالون الذي لا يوجد على سطحه مكان خاص هو مركز للتوسع. إن حدوث الإنفجار الأعظم في كل مكان يظل صحيحاً مهما كان حجم الكون، سواء أكان منتهياً أم غير منته. وقد يذكر الكوسمولوجيون أحياناً أن الكون كان بحجم حبة كريفون، ولكن ما يعنونه بذلك هو أن حجم الجزء المشاهد الآن من الكون، كان بحجم حبة كريفون. إن الراصدين الذين يعيشون في مجموعة أندروميدا وما وراءها لهم أكوانهم التي تختلف عن كوننا بالتفاصيل ولكنها تتفق مع كوننا من حيث الشكل. فهؤلاء يمكنهم رؤية مجرات لا نستطيع نحن رؤيتها، لأنها تكون أقرب إليهم منا، والعكس بالعكس. ولكن كونهم المرئي كان أيضاً يحجم حبة كريفون. وهكذا يمكن أن نتصور الكون في بدايته مثل كومة من حبات كريفون متشابهة تتمدد ( الكومة) لا نهائياً في جميع الإتجاهات. وفي المقابل، إن فكرة أن الإنفجار الأعظم كان "صغيراً" هي فكرة مضللة. فالكون بكليته يمكن أن يكون لا نهائياً، وحين ينكمش كون لانهائي ويفقد شيئاً من حجمه، فإنه يظل لا نهائياً. تقهقر أسرع من الضوء. ثمة مجموعة أخرى من الإكار الخاطئة تحيط بالوصف الكمي للتوسع في عام 1929 وجد الفلكي الأمريكي " هبل" أن معدل تزايد المسافات بين المجرات يتبع نموذجاً مميزاً مفاده أن السرعة (v) لتقهقر مجرة ما عن مجرتنا تتناسب طرداً مع بعدها ( d ) عنا، أي v = Hd. ويعرف ثابت التناسب H باسم ثابت هبل. فهو يحدد مدى السرعة التي يتمدد بها الكون حول أي راصد في الكون وليس حولنا وحدنا. إن عدم خضوع بعض المجرات لقانون هبل قد يسبب الإرباك عند بعضهم. فأقرب مجرة كبيرة إلينا، أندروميدا، تتحرك فعلياً نحونا ولا تيتعد عنا. والسبب في ظهور هذه الإستثناءات هو أن قانون هبل يسري فقط على السلوك الوسطي للمجرات. وقد يكون لبعض المجرات حركات محلية متواضعة، كأن تدور بتأثير الثقالة حول بعضها، وهذه حال مجرة درب التبانة وأندروميدا. وكذلك ثمة مجرات بعيدة سرعاتها المحلية صغيرة، ولكن هذه السرعات العشوائية تضيع في نظرنا ( في حالة d كبيرة جداً ( في خضم سرعات تقهقر v كبيرة جداً. فبالنسبة إلى هذه المجرات ، يحقق قانون هبل دقة جيدة. لنلاحظ أن الكون، تبعاً لقانون هبل، لا يتوسع بسرعة واحدة. فبعض مجراته تتقهقر عنا بسرعة 1000 كم في الثانية، والمجرات التي تبعد عنا ضعف مسافة المجرة السابقة تتقهقر عنا بسرعة 2000 كم في الثانية وهكذا. ويتنبأ قانون هبل بوجود مجرات تقع على مسافة معينة عنا - تسمى مسافة هبل - هي أسرع من الضوء في تقهقرها. وبالنسبة إلى قيمة ثابت هبل التي قيست، تصل هذه المسافة إلى نحو 14 بليون سنة ضوئية. ترى، هل يعني هذا التنبؤ، أن قانون هبل خطأ؟ ألم تقل نظرية أينشتاين النسبية الخاصة أن لا شيء يمكن أن يتجاوز سرعة الضوء؟ لقد أربكت هذه المسألة أجيالاً من الطلبة. أما حلها، فهو أن نظرية النسبية الخاصة لا تنطبق إلا على السرعة "العادية"، أي على الحركة عبر المكان. في حين أن الحركة في قانون هبل ليست عبر المكان وإنما هي حركة تقهقرية ناشئة عن توسع المكان. وهذه الحركة هي من نتائج النسبية العامة وهي غير محدودة بحدود النسبية الخاصة. لذلك لا يخرق تجاوز التقهقر لسرعة الضوء، نظرية النسبية الخاصة. كما لا يزال صحيحاً ألا شيء يمكن أن يتجاوز في سرعته سرعة الضوء. يتمدد الكون ويبرد. إن أول ملاحظة أساسية أعلنت عن توسع الكون ظهرت بين عامي 1910 و 1930. وقد تبين أن ظاهرة كون الذرات تبث وتمتص موجات ضوئية نوعية، وذلك كما دلت القياسات المختبرية، موجودة في الضوء الوارد من المجرات البعيدة، باستثناء أن الموجات هنا كانت منزاحة نحو الموجات الطويلة. ويعبر الفلكيون عن ذلك بقولهم إن ضوء المجرات كان منزاحاً نحو الأحمر. وتفسير ذلك أمر مباشر: فلما كان الفضاء يتوسع، فالومجات الضوئية تتمدد. وإذا تضاعف حجم الكون أثناء رحلة الموجات، فستتضاعف معه أيضاً أطوال هذه الموجات وتنخفض طاقتها إلى النصف. ويمكن وصف هذه السيرورة بدلالة درجة الحرارة، فالفوتونات الصادرة عن جسم ما لها مجملها درجة حرارة - أي لها توزع معين في طاقتها يدل على مدى سخونتها. ولما كانت الفوتونات ترحل عبر فضاء يتوسع، فهي تخسر شيئاً من طاقتها، وتنخفض بالتالي درجة حرارتها. ونتيجة لذلك، يبرد الكون عندما يتوسع ، مثله مثل هواء مضغوط في أجهزة الغطس يبرد عند إفلاته وتركه ينتشر. وعلى سبيل المثال، إن درجة حرارة إشعاع الخلفية الميكروي الموجة هي ، كما هو شائع الآن، 3 درجات كلفن تقريباً. في حين أن سيرورة انفلات الإشعاع، حدثت في درجة حرارة 300 كلفن. وقد ازداد حجم الكون 1000 مرة منذ ذلك الزمن الذي بث فيه هذا الإشعاع. وهكذا هبطت درجة حرارة الفوتونات بنفس النسبة، وهذا جعل الفلكيين يقيسون مباشرة درجة حرارة الإشعاع في الماضي البعيد من خلال ملاحظة الغازات في المجرات النائية. وهذه القياسات تؤكد أن الكون كان يبرد مع الزمن. ثمة خلاف حول العلاقة بين الإنزياح نحو الأحمر والسرعة المتوافرة، إذ يختلط الأمر بين الإنزياح نحو الأحمر الناتج من توسع الكون وبين الإنزياح نحو الأحمر الناتج من مفعول دوبلر. ففي مفعول دوبلر المألوف تطول الموجات نتيجة ابتعاد مصدرها عنا - هذا ما نلاحظه عندما تبتعد عنا سيارة إسعاف تطلق العنان لبوقها وهذا المبدأ ذاته ينطبق على موجات الضوء، فطولها يزداد أيضاً إذا كان مصدرها يبتعد عنا عبر الفضاء. إن ما يحدث لموجات الضوء الآتي من المجرات النائية شبيه بما يحدث لموجات صوت السيارة، ولكنه لا يتطابق معه. لأن الإنزياح الكوسمولوجي نحو الأحمر ليس مثل إنزياح دوبلر العادي. ولكن الكوسمولوجيين كثيراً ما يشيرون إليه بهذه الطريقة، مع أنهم بفعلهم هذا يوجهون إساءة جدية لطلبتهم. لأن انزياح دوبلر نحو الأحمر والانزياح الكوسمولوجي نحو الأحمر يخضعان لقانونين مختلفين، فالأول يشتق من النسبية الخاصة التي لا تدخل في حسابها توسع الكون، والآخر يشتق من النسبية العامة التي تراعي هذا التوسع. والقانون متقاربان جداً في حال المجرات القريبة ولكنهما يختلفان في حال المجرات النائية. عندما نطبق قانون دوبلر المعهود على الأجرام التي تقارب سرعاتها سرعة الضوء، نجد أن الانزياح نحو الأحمر يقارب اللانهاية. فموجات هذا الضوء تصبح أطول من أن تلاحظ. ولو صح هذا على المجرات، لكان يعني أن أبعد الأجرام المرئية تتقهقر بسرعة أكبر بكثير من سرعة الضوء. ولكن قانون الإنزياح الكوسمولوجي نحو الأحمر يؤدي إلى غير هذه النتيجة. ففي النموذج الكوسمولوجي القياسي الحالي، نجد أن المجرات التي يصل انزياح موجاتها نحو الأحمر إلى نحو 1.5 - أي التي موجاتها أطول بـ150 في المئة مما قيست به في المختبر - تتقهقر بسرعة الضوء. وقد رصد الفلكيون نحو 1000 مجرة انزياح موجاتها نحو الأحمر أكثر من 1.5. وهذا يعني أنهم شاهدوا 1000 جرم تقريباً كل واحد منها يتجاوز في تقهقره سرعة الضوء. وهذا يطافىء قولنا إننا نحن نتقهقر عن هذه المجرات بسرعة تفوق سرعة الضوء. بل إن إشعاع الخلفية الكونية من الموجات الميكروية تجاوز ذلك وبلغ انزياحه نحو الأحمر 1000 تقريباً. وعندما بثت البلازما الحارة هذا الإشعاع الذي نرصده الآن في بداية الكون، كان يتقهقر عن موضعنا بسرعة تقارب 50 مرة سرعة الضوء. يركض ليظل ساكناً. قد تبدو فكرة وجود مجرات تتحرك بسرعة تتجاوز الضوء فكرة مستحيلة عملياً، لكن التغييرات في التوسع هي التي جعلتها ممكنة. لنتخيل شعاعاً ضوئياً أبعد من مسافة هبل ( أي أبعد من 14 بليون سنة ضوئية)، وأنه يسير باتجاهنا. فبالنسبة إلى (فضائه المحلي) تكون سرعته نحونا بسرعة الضوء. ومع فضاءه المحلي يتقهقر عنا بسرعة أكبر من سرعة الضوء. ومع أن هذا الشعاع الضوئي يسير نحونا بأقصى سرعة ممكنة، فإنه لت يتمكن من الاحتفاظ بموضعه على الفضاء المتمدد، فهو يشبه بعض الشبه طفلاً يحاول الركض على بساط متحرك في الإتجاه المعاكس لحركة البساط. فالفوتونات الموجودة على مسافة هبل، تسعى بأقصى ما يمكنها لتحافظ على موضعها. ويمكن أن نخلص من ذلك إلى أن الضوء الآتي من مصادر ضوئية أبعد من مسافة هبل، لن يصل إلينا ولن نتمكن أبداً من اكتشاف مصدره. ولكن مسافة هبل ليست ثابتة، لأن ثابت هبل الذي يحدد هذه المسافة ليس ثابتاً بل يتغير مع الزمن. وخصوصاً أن هذا الثابت متناسب مع معدل تزايد المسافة بين مجرتين مقسوماً على هذه المسافة. ( ويمكن إجراء هذا الحساب على أي مجرتين). وفي بعض نماذج الكون التي يمكن أن تؤخذ فيها بيانات رصد مناسبة، يزداد المقام أكثر من البسط، مما يجعل ثابت هبل يتناقص. وهكذا تكبر مسافة هبل. وعلى هذا، فإن شعاع الضوء الذي يتقهقر عنا والذي انطلق في البدء من مسافة أصغر من مسافة هبل، يمكن أن يقبل نحونا من مسافة ضمن مسافة هبل. وستجد الفوتونات نفسها عندئذ في منطقة من الفضاء تتقهقر بسرعة أبطأ من سرعة الضوء. فهي من ثم يمكن أن تقترب مناً. ومع ذلك، يمكن للمجرة التي أتت منها هذه الفوتونات أن تتابع تقهقرها أسرع من الضوء. ولذلك نستطيع مشاهدة ضوء آت من مجرات كانت تتقهقر دائماً، وستظل تتقهقر بسرعة أكبر من سرعة الضوء، أو بعبارة أخرى، إن مسافة هبل ليست ثابتة وليست مؤشراً على طرف (حافة) الكون المرئي. ما هو المؤشر إذاً على طرف الفضاء المرئي؟ في هذا أيضاً كان هناك تشوش. فلو لم يكن الفضاء يتوسع، لكان أبعد جرم يمكن رؤيته الآن، يبعد عنا 14 بليون سنة منذ الإنفجار الأعظم. ولكن لما كان يتوسع، فالفضاء الذي اجتازه أحد الفوتونات يتمدد خلفه أثناء رحيله. لذلك فإن المسافة إلى أبعد جرم سماوي يمكن رصده تتضاعف ثلاث مرات تقريباً، أو 46 بليون سنة ضوئية. بل إن الاكتشاف الأخير بأن معدل التوسع الكوني يتسارع، يزيد من أهمية الظاهرة. فالكوسمولوجيون كانوا يظنون أننا نعيش في كون يتباطأ وأن مزيداً من المجرات سيوالي القدوم إلى مجال الرؤية. أما في كون يتشارع، فنحن محاطون بسياج لن نرى ما يحدث خلفه أبداً، أي ثمة أفق حدث كوني. وإذا كان للضوء الآتي من المجرات التي تتقهقر بسرعة أكبر من سرعة الضوء، أن بصل إلينا، لوجب أن تتزايد مسافة هبل، ولكنها تتوقف عن التزايد في كون متسارع، إذ يمكن للأحداث النائية أن ترسل أشعة ضوئية متجهة نحونا، ولكن التسارع الكوني يبقيها أبعد من مسافة هبل. فالكون المتسارع يشبه إذا ثقباً أسود في أن له أفق حدث ، أي أن له طرفاً لا نستطيع رؤية ما خلفه. والمسافة الحالية التي تفصلنا عن هذا الطرف هي 16 بليون سنة ضوئية. فالضوء الصادر عن المجرات التي أصبحت الآن خلف أفق الحدث لن يستطيع أبداً الوصول إلينا، والمسافة 16 بليون سنة ضوئية التي تنسب حالياً، لهذا الأفق، ستتوسع كثيراً. وسنظل قادرين على رؤية أحداث جرت في هذه المجرات قبل أن تتخطى الأفق، أما الأحداث اللاحقة فستظل دائماً في خارج مدى النظر إلى الأبد. غالباً ما يظن الناس أن كل شيء سيتوسع ما دام الكون يتوسع. ولكن ذلك غير صحيح، لأن التوسع بذاته، لا يولد قوة. وأطوال موجات الفوتونات تتوسع مع الكون لأنها - خلافاً للذرات والمدن والفوتونات - ليست أشياء متماسكة حدد حجمها الائتلاف بين القوى. والتغير في معدل التوسع يضيف بالتأكيد قوة جديدة إلى تلك الأشياء، ولكن حتى هذه القوة الجديدة لا تجعل الأشياء تتوسع أو تنكمش. فمثلاً، لو ازدادت قوة الثقالة، لظل الحبل الشوكي ينضغط إلى أن تتوصل إلكترونات الفقرات إلى توازن تكون فيه أكثر تقارباً. وعندئذ يصبح الشخص أقصر ما كان، ولكنه لن يزداد انكماشاً. وبالطريقة نفسها، لو كنا نعيش في كون تسوده القوة الجاذبة للثقالة، لتباطأ التوسع نتيجة لضغط الثقالة على الأجسام في الكون بحيث يجعلها أصغر حجماً - وهذا ما كان معظم الكوسمولوجيين يعتقدون به حتى بضع سنوات - ولكنها لا تظل تنكمش بعد ذلك. في واقع الأمر، إن التوسع يتسارع في كوننا، ويفرض ذلك قوة خفيفة خارجية على الأجسام. فحجم الأشياء أكبر قليلاً مما لو كانت في كون غير متسارع، لأن توازن القوى لا يتحقق إلا إذا كان حجمها أكبر قليلاً. فالتسارع عند سطح الأرض المتجه إلى خارجها يساووي كسراً ضئيلاً (10 أس 30) من التسارع العادي إلى داخلها. وهذا التسارع لن يجعل الأرض تتوسع ما دام ثابتاً، فالأرض تحتفظ بحجمها الثابت الأكبر قليلاً من الحجم الذي كانت ستبلغه لو تغير هذا التسارع. ويخمن بعض الكوسمولوجيين بأن الأمر يختلف إذا كان التسارع غير ثابت، إذ يمكن أن تتضخم الأرض أخيراُ عند ازدياد هذا التسارع ويصبح التضخم من القوة ما يجعل البنى كلها في نهاية المطاف تتمزق مزقاً كبيرة. ولكن هذا التمزق لن يحدث بسبب التوسع أو التسارع بذاته، وإنما بسبب تسارع التسارع. إن الدعائم التي بني عليها نموذج الإنفجار الأعظم هي رصد التوسع والخلفية الكونية من الأمواج الميكروية والتركيب الكيميائي للكون وتكتل المادة فهو، مثل جميع الأفكار العلماية الأخرى، عرضة للتبديل. ولكنه أفضل نموذج لدينا بما يناسب البيانات المتوافرة حالياً. ولما كان الكوسمولوجيون قد فهموا التوسع والتسارع فهماً أفضل نتيجة إجراء قياسات حديثة دقيقة، فقد أصبح بإمكانهم إضافة إلى ذلك طرح أسئلة أساسية عن الأزمنة المبكرة للكون وعن أوسع نطقه. فمثلاً ما سبب توسع الكون؟ يعزره عدد من الكوسمولوجيين إلى سيرورة تعرف باسم التضخم، وهي نمط من تسارع التوسع. ولكن قد يكون الجواب متجزأ، لأن تضخم الكون يقتضي أن يكون هذا الكون قد بدأ التوسع. ثم ماذا عن المسائل المتعلقة بأوسع النطق، ما وراء ما نستطيع رؤيته؟ هل تتوسع أجزاء الكون المختلفة بمقادير مختلفة بحيث إن كوننا لا يعدو أن يكون فقاعة متضخمة في كون أضخم بكثير؟ لا أحد يعرف. ومع أن العديد من الأسئلة ستظل تثار، فإن الأرصاد المتزايدة الدقة توحي بأن الكون سيتمدد إلى الأبد. ومع ذلك نأمل أن يتضاءل التشوش الذي ينتابنا حول التوسع. __________________________________________________ ____________ المؤلفان: Charles H. Lineweaver - Tamara M. Davis فلكيان يعملان في مرصد قمة سترميو بالقرب من كانبيرا بأستراليا. وعملهما يتناول مجالاً واسعا يمتد من الكوسمولوجيا إلى الحياة في الكون. وعندما كان "لاينوفير" بجامعة كاليفورنيا، في بداية التسعينيات، كان واحداً من فريق مستكشفي الخلفية الكونية الذي اكتشف تقلبات إشعاع الخلفية الميكروي المجة. أما "ديفز" فتعمل على سوبرنوفا مسبار التسارع، وهو مرصد فضائي صمم حديثاً. مراجع للإستزادة __________________________________________________ ___________ Cosmolgy: The Science of Universe> Edward R. Harrison Cambridge University Press, 2000. The Cosmic Microwave Background Radiation Tempreture at a Redshift of 2.34. R.Srinanad, P. Petitijean and C. Ledoux in nature vol. 408 , No. 6815, pages 931-935; December 21, 2000> Available online at http://arxiv.org/abs/astro-ph/0012222 Solution to the Tethered Galaxy Problem in an Expanding Universe and the observation of receding Blueshifted Objects> Tamara M. Davis, and Charles H.Lineweaver and hohn K. Webb in american journal of physics, vol. 71 , No. 4 , pages 358-364; April 2003 http://www.arxiv.org/abs/astro-ph/0104349 Expanding Confusion: Common Misconceptions of Cosmolgical Horizon and the superluminal Expansion of the universe. http://arxiv.org/abs/astro-ph/0310808 www.astro.ucla.edu/~wright/cosmolog.htm __________________________________________________ ___ المصدر الأصلي: مجلة العلوم ( الترجمة العربية لمجلة ساينتفيك أمريكان). مصدر المقال: موقع الكون |
#33
|
|||
|
|||
![]() السلام عليكم :
الإخوة الكرم : لعله من الجدير ذكره أولاً : أن مسألة الدوران بين الأرض و الشمس , من وجهة النصوص الشرعية ( أيهما التي تدور و أيهما الساكنة بالنسبة للأخرى ) قد كثر البحث فيها وطال .. وقد أُلف في ذلك مصنفات عديدة .. وإن الناظر في معظم ما قيل في هذه المسألة , يجد أن غالبيتهم متفقون على الأصل الذي يُوجب على كل مَن أخذ برأي : عدم تجريم أو تسفيه أو تشنيع مَن يأخذ بالرأي الآخر , وذلك أن الأصل – المتفق عليه - هو : - لا يوجد في النصوص الشرعية , نص قطعي الدلالة على أن الأرض هي التي تدور حول الشمس .. - ولا يوجد في النصوص الشرعية , نص قطعي الدلالة على أن الشمس هي التي تدور حول الأرض .. لذلك ؛ فإن كل مَن بحث في هذه المسألة فهو متأول .. فمن قال ( بدوران الشمس وثبات الأرض ) , فهو يؤول تلك النصوص لإثبات مذهبه .. لأن النصوص تدل على مطلق جريان الشمس , ولا تدل على دورانها حول الأرض .. وكذلك تدل على مَيدان الأرض ولا تدل على ثباتها .. ومن أخذ ( بدوران الأرض وثبات الشمس ) فكذلك يؤول تلك النصوص لإثبات مذهبه .. لأن النصوص لا تنفي ولا تُثبت الدوران لإحداهما حول الأخرى .. * * * الأخ الكريم ولد أبوي : بعد قراءتي الأولى للكتاب أؤكد لك بأنه لا رغبة لي في مناقشة ما ورد فيه , وذلك لمجموعة أمور , أذكر منها : 1 - لا أظن – بحسب فهمي القاصر – أن المنهج المُتبع في هذا الكتاب , يجعل مَن يقول ( بثبات الأرض ) يجعله يعتمده دليلاً يحاجج به .. فأول ما تواجهه فيه ( التعميم , ووضعه المصطلحات من غير بيان لها ) و الأنكى من ذلك كله ؛ مصادرة رأي الآخر .. فهو يقرر أنه جاء بالحق الأبلج الذي يجب على الجميع الأخذ به , لأن ما دونه باطل !! قال : (( ... فإن مما عمت به البلوى في هذا الزمان : دخول العلوم العصرية على أهل الإسلام ، من أعدائهم الدهرية المعطلة )) فهل يجوز هذا التعميم ؟ فأعداؤنا هم مَن ناصبونا العداء .. وليسوا مَن خالفونا الاعتقاد .. فليس كل مَن خالفنا الاعتقاد يعادينا ... ثم قسم هذه العلوم إلى قسمين , فقال في أولها : (( هو علوم مفضولة ، زاحمت علوم الشريعة وأضعفتها .)) فماذا يريد بعلوم مفضولة ؟ وانظر إلى قوله في مخالفه : (( ومما ينبغي أن يعلم : أن كل آية أو حديث صحيح ذكرا دليلا على دوران الأرض ن فإن ذلك بلا شك ولا ريب تأويل باطل ليس هو معنى الآية قطعا ولا الحديث ، لأن الدليل الصحيح لا يدل إلا على الحق لا يدل على الباطل إذا تبين معناه الصحيح الذي أراده المتكلم . لكن المصائب تجيء من التأويل المخالف لمراد الله ورسوله . )) << وقد أشار الأخ الكريم الفيزيائي الصغير إلى كثير من ذلك في مشاركته ( 29 ) >> 2 - أن ندعي أن العلم يناقض الدين في معلومة يقر بها العالم والجاهل .. والمعتقد بوجود إله , و الدهري .. أن ندعي ذلك من غير أن نأتي بالدليل العلمي القاطع على صحة دعوانا , لهو أمر بالغ الخطورة .. ولا أحسب أن ما تفضل به صاحب الكتاب من تعليل لتعاقب الليل والنهار واختلاف الفصول , ينهض كدليل على ذلك ..ففيه ما فيه .. وحسبنا منه أن المؤلف حفظه الله تعالى , يظن أن الادعاء بدوران الشمس أو الأرض , يتوقف على تعليل هاتين الظاهرتين فقط .. ( علماً بأن تعليله لهما ضعيف جداً ) 3 - إن غيرنا قد حلق في أجواز الفضاء وغاص في أعماق المحيطات , ونحن ما نزال نقول ( هل الأرض تدور أم لا تدور ) من غير أن نجاريهم في تحليقهم , ولا في غوصهم .. 4 - إن افتقارنا إلى التقنيات المتطورة ودقة إدارتها , يفرض علينا أن نناقش هذه المسألة من الناحية العلمية البحتة , قبل أن نعارض فيها النصوص الشرعية التي ليس فيها دلالة قطعية عليها .. 5 - النظرية العلمية لم يكن النظر فيها محرماً يوماً .. فهي على الدوام قابلة للزيادة و النقصان , وللحذف والإبطال .. ولكن بالحجة والبرهان ... ولكم تحياتي |
#34
|
|||
|
|||
![]() في الحقيقة مع احترامي للشيخ فانه قولاً واحد لايفقه شياً في العلم ! فقد عالج الموضوع بطريقة شديدة السطحية كطلاب المدارس !
يكفيني قوله "إذا كان الكون لا نهائي فأين الله" حتى لا أكمل قرائة أرائه , إته سؤال شديد الجهل لسببين بسيطين: 1- من المعروف في الرياضيات أن هناك عدد لا نهائي من اللانهائيات الا متساوية , فاذا كان كوننا لا نهائي فانه يمكن ان يكون هناك لانهاية اكبر من الاولى (يصعب شرح هذا هنا, يمكنك ان تقراء للاستزادة نظرية كونتر حول الامجموعات الانهائية القابلة للعد و غير القابلة للعد) 2- إن المكان أو الفضاء هو عبارة عن عدد لا نهائي من النقاط المشكلة في كون من عدد معين من الابعاد لذا فان المكان هو شيء "مخلوق" و من الغير المنطقي أن نتسائل إن كان الخلاق موجود او يتعلق وجوده بما خلقه أي لا يمكن القول ان الله داخل المكان أصلاً!!! حنى اظن انه نوع من الكفر كان تقول أن لله يد كللتي لدى الانسان!! و لا مزيد من التعليق على هذه الخزعبلات!!! |
#35
|
|||
|
|||
![]() السلام عليكم :
الأخ الكريم Nadeem : معذرة إليك ... فما هكذا يكون النقد البناء ... فهناك بون شاسع جداً .. جداً .. بين النقد البناء والسخرية والتهكم والاستهزاء ... فلكل صاحب رأي دليل .. قد يكون مصيباً فيه .. وقد يجانبه الصواب .. فمن أراد المناقشة , فعليه أن لا يخرج عن مناقشة الدليل .. ويبتعد عن التسفيه والتجريح .. فما منا إلا مصيب و مخطئ .. وأؤكد هنا , بأننا أمام مسألة علمية بحتة مازالت بين أخذ ورد ( وما يدريك قد يظهر للعلم خلاف ما يراه اليوم , وقد ألفنا ذلك فيه ) .. ولما كانت كذلك أشرت إلى ترجيح مناقشتها من هذا الجانب ( العلمي البحت ) قبل عرضها على النصوص الدينية التي ليس فيها ما ينص على قطعية مذهب بعينه ... ولكم تحياتي |
#36
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
فإني أحترم رأي الشيخ إحتراما عظيما ولكن بما أن الموضوع مطروح في هذا المنتدى الفيزيائي فمن الجدير بنا أن نناقشه من ناحية فيزيائية كما أراده طارح الموضوع الأخ(ولد أبوي) أولا كما ذكر الإخوة وكما هو بيين أن الآيات ليست صريحة بدعم أحد القولين فلا بد من التأويل والآن مع الفيزياء فمن المعلوم في قوانين الحركة الدائرية أن الجسم يدور حول محوره بتأثير قوتان وهي القوة الجذب المركزية وقوة الطرد المركزية وهذا ليلزم استقراره في هذا المدار وعلى هذا الأساس تدور الأقمار الصناعية حول الأرض وكذلك القمر حولها . فسأناقش القولان على حدة من ناحية مسألة الفصول الأربعة:_ كلا الطرفين اعتمد على خاصية ميلان أشعة الشمس الأرض تدور حول الشمس فأظنه واضح لديكم على الأساس التي تتغير فيه الفصول الأربعة من هذه الحركة من خلال ما درسناه في المدارس . وذلك أن الأرض بطبيعتها مائلة بزاوية حددها علماء الفلك وميلانها هذا ثابت بالنسبة لها ومتغير بالنسبة لمواجهتها للشمس فبهذه الصفة تحدث الفصول الأربعة كما هو واضح في الصورة http://www.0zz0.com/2005/08/12/614057353.jpg (انقر الرابط للمشاهدة) وللفهم (ركز على خط الإستواء وعلى خط عاموية الأشعة الشمسية خلال تغير الفصول الأربعة) الشمس تدور حول الأرض فمن كلام الشيخ (بارك الله فيه) يتبين لنا أن الشمس لا تسير في مدار محدد فهي تقترب إلى الشمال أثناء الصيف لسكان الشمال وكذلك يكون نفس الكلام في حالة الشتاء والربيع والخريف مع العلم أن هذه الدورة من التغيير ستعيد نفسها كل 365 يوم أو 366 يوم وهذا مما يخالف قوانين الحركة الدائرية كما ذكرته من قبل فلا بد من أن تكون الحركة الدائرية مستقرة لا بد من أن يكون لها مدار مستقر. والله تعالى أعلم ومن المعلوم لكل شيء في هذا الكون جعل الله له سببا وهي القوانيين الفيزيائية وإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان |
#37
|
|||
|
|||
![]() مشكورة جهودك على هذه المعلومات
__________________
محبك بالله خالد قشاش من سوريا الأبية حلب تنزف - بلاد الشام تنده يامسلمين أستنصروا لدين الله الله يفرج عنا |
#38
|
|||
|
|||
![]() الاخوة الكرام السلام عليكم ... وجدت اجابات رائعه لجميع التساؤلات والتي تثبت انه لاتعارض بين النظريات العلميه والقران الكريم
من أسرار القرآن الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية ا لدكتور: زغـلول النجـار الثلث الأول من القرن العشرين لاحظ الفلكيون عملية توسع الكون التي دار من حولها جدل طويل حتي سلم العلماء بحقيقتها, وقد سبق القرآن الكريم بالإشارة الي تلك الحقيقة قبل ألف وأربعمائة سنة بقول الحق( تبارك وتعالي): والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون( الذاريات:47) وكانت هذه الآية الكريمة قد نزلت والعالم كله ينادي بثبات الكون, وعدم تغيره, وظل هذا الاعتقاد سائدا حتي منتصف القرن العشرين حين أثبتت الأرصاد الفلكية حقيقة توسع الكون, وتباعد مجراته عنا, وعن بعضها البعض بمعدلات تقترب أحيانا من سرعة الضوء( المقدرة بنحو ثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية), وقد أيدت كل من المعادلات الرياضية وقوانين الفيزياء النظرية استنتاجات الفلكيين في ذلك. وانطلاقا من هذه الملاحظة الصحيحة نادي كل من علماء الفلك, والفيزياء الفلكية والنظرية بأننا إذا عدنا بهذا الاتساع الكوني الي الوراء مع الزمن فلابد أن تلتقي كل صور المادة والطاقة الموجودة في الكون( المدرك منها وغير المدرك) وتتكدس علي بعضها البعض في جرم ابتدائي واحد يتناهي في الصغر الي ما يقرب الصفر أو العدم, وتنكمش في هذه النقطة أبعاد كل من المكان والزمان حتي تتلاشي( مرحلة الرتق). وهذا الجرم الابتدائي كان في حالة من الكثافة والحرارة تتوقف عندهما كل القوانين الفيزيائية المعروفة, ومن ثم فإن العقل البشري لا يكاد يتصورهما, فانفجر هذا الجرم الأولي بأمر الله( تعالي) في ظاهرة يسميها العلماء عملية الانفجار الكوني العظيم ويسميها القرآن الكريم باسم الفتق فقد سبق القرآن الكريم كل المعارف الانسانية بالاشارة الي ذلك الحدث الكوني العظيم من قبل ألف وأربعمائة من السنين بقول الحق( تبارك وتعالي): أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون (الأنبياء:30) وتشير دراسات الفيزياء النظرية في أواخر القرن العشرين الي أن جرما بمواصفات الجرم الابتدائي للكون عندما ينفجر يتحول الي غلالة من الدخان الذي تخلقت منه الأرض وكل أجرام السماء,وقد سبق القرآن الكريم بألف وأربعمائة سنة كل المعارف الانسانية وذلك بإشارته الي مرحلة الدخان في قول الحق( تبارك وتعالي): قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين* وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين* ثم استوي إلي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين* فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحي في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم( فصلت:9 ــ12) وفي8 نوفمبر سنة1989 م أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية مركبة فضائية باسم مكتشف الخلفية الاشعاعية للكون وذلك في مدار علي ارتفاع ستمائة كيلومتر حول الأرض بعيدا عن تأثير كل من السحب والملوثات في النطق الدنيا من الغلاف الغازي للأرض, وقد قام هذا القمر الصنعي بإرسال ملايين الصور والمعلومات الي الأرض عن آثار الدخان الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم للكون من علي بعد عشرة مليارات من السنين الضوئية, وهي حالة دخانية معتمة سادت الكون قبل خلق الأرض والسماوات, فسبحان الذي أنزل من قبل ألف وأبعمائة سنة قوله الحق: ثم استوي إلي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين( فصلت:11). دخانية السماء بعد الانفجار الكوني العظيم( أي بعد فتق الرتق): بعد التسليم بحقيقة توسع الكون, وبرد ذلك التوسع الي الوراء مع الزمن حتي الوصول الي جرم ابتدائي واحد متناه في الضآلة حجما الي الصفر أو ما يقرب من العدم, ومتناه في الكثافة والحرارة الي حد لا يكاد العقل الانساني أن يتخيله, لتوقف كل قوانين الفيزياء المعروفة عنده( مرحلة الرتق), وبعد التسليم بانفجار هذا الجرم الابتدائي( مرحلة الفتق) في ظاهرة كونية يسميها العلماء الانفجار الكوني الكبير بدأ كل من علماء الفلك والفيزياء الفلكية والنظرية في تحليل مسار الأحداث الكونية بعد هذا الحدث الكوني الرهيب. ومع إيماننا بان تلك الأحداث الموغلة في تاريخ الكون تقع في صميم الغيب الذي أخبر ربنا( تبارك وتعالي) عنه بقوله( عز من قائل): ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا( الكهف:51) إلا أن السنن التي فطر الله( تعالي) الكون عليها لها من الاطراد, والاستمرار, والثبات, ما يمكن أن يعين الانسان علي الوصول الي شيء من التصور الصحيح لتلك الأحداث الغيبية الموغلة في أبعاد التاريخ الكوني علي الرغم من حس الانسان المحدود, وقدرات عقله المحدودة, ومحدودية كل من زمانه ومكانه. كذلك فان التقنيات المتطورة من مثل الصواريخ العابرة لمسافات كبيرة في السماء, والأقمار الصنعية التي تطلقها تلك الصواريخ, والأجهزة القياسية والتسجيلية الدقيقة التي تحملها قد ساعدت علي الوصول الي تصوير الدخان الكوني الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم, والذي وجدت بقايا أثرية له علي أطراف الجزء المدرك من الكون, وعلي أبعاد تصل الي عشرة مليارات من السنين الضوئية لتثبت دقة التعبير القرآني بلفظة دخان التي وصف بها حالة الكون قبل خلق السماوات والأرض. الفيزياء الفلكية ودخانية الكون: بعد الانفجار العظيم تحول الكون الى غلالة من الدخان الذى خلقت من الارض والسماوات تشير الحسابات الفيزيائية الي أن حجم الكون قبل الانفجار العظيم كاد يقترب من الصفر, وكان في حالة غريبة من تكدس كل من المادة والطاقة, وتلاشي كل من المكان والزمان, تتوقف عندها كل قوانين الفيزياء المعروفة( مرحلة الرتق), ثم انفجر هذا الجرم الابتدائي الأولي في ظاهرة كبري تعرف بظاهرة الانفجار الكوني العظيم مرحلة الفتق وبانفجاره تحول الي كرة من الإشعاع والجسيمات الأولية أخذت في التمدد والتبرد بسرعات فائقة حتي تحولت الي غلالة من الدخان. فبعد ثانية واحدة من واقعة الانفجار العظيم تقدر الحسابات الفيزيائية انخفاض درجة حرارة الكون من تريليونات الدرجات المطلقة الي عشرة بلايين من الدرجات المطلقة[ ستيفن و. هوكنج1988 م وعندها تحول الكون الي غلالة من الدخان المكون من الفوتونات والإلكترونات والنيوترينوات واضداد هذه الجسيمات مع قليل من البروتونات والنيوترونات ولولا استمرار الكون في التوسع والتبرد بمعدلات منضبطة بدقة فائقة لأفنت الجسيمات الأولية للمادة وأضدادها بعضها بعضا, وانتهي الكون, ولكنه حفظ بحفظ الله الذي أتقن كل شيء خلقه. والنيوترونات يمكن أن توجد في الكون علي هيئة ما يسمي باسم المادة الداكنة وينادي آلان جوث بأن التمدد عند بدء الانفجار العظيم كان بمعدلات فائقة التصور أدت الي زيادة قطر الكون بمعدل2910 مرة في جزء من الثانية , وتشير حسابات الفيزياء النظرية الي الاستمرار في انخفاض درجة حرارة الكون الي بليون( ألف مليون) درجة مطلقة بعد ذلك بقليل, وعند تلك الدرجة اتحدت البروتونات والنيوترونات لتكوين نوي ذرات الإيدروجين الثقيل أو الديوتريوم التي تحللت الي الإيدروجين أو اتحدت مع مزيد من البروتونات والنيوترونات لتكون نوي ذرات الهيليوم(HeliumNuclei) والقليل من نوي ذرات عناصر أعلي مثل نوي ذرات الليثيوم ونوي ذرات البريليوم , ولكن بقيت النسبة الغالبة لنوي ذرات غازي الأيدروجين والهيليوم, وتشير الحسابات النظرية الي أنه بعد ذلك بقليل توقف انتاج كل من الهيليوم والعناصر التالية له, واستمر الكون في الاتساع والتمدد والتبرد لفترة زمنية طويلة, ومع التبرد انخفضت درجة حرارة الكون الي آلاف قليلة من الدرجات المطلقة حين بدأت ذرات العناصر في التكون والتجمع وبدأ الدخان الكوني في التكدس علي هيئة أعداد من السدم الكونية الهائلة. ومع استمرار عملية الاتساع والتبرد في الكون بدأت أجزاء من تلك السدم في التكثف علي ذاتها بفعل الجاذبية وبالدوران حول نفسها بسرعات متزايدة بالتدريج حتي تخلقت بداخلها كتل من الغازات المتكثفة, ومع استمرار دوران تلك الكتل الكثيفة في داخل السدم بدأت كميات من غازي الإيدروجين والهيليوم الموجودة بداخلها في التكدس علي ذاتها بمعدلات أكبر, مما أدي الي مزيد من الارتفاع في درجات حرارتها حتي وصلت الي الدرجات اللازمة لبدء عملية الاندماج النووي فتكونت النجوم المنتجة للضوء والحرارة. وفي النجوم الكبيرة الكتلة استمرت عملية الاندماج النووي لتخليق العناصر الأعلي في وزنها الذري بالتدريج مثل الكربون والأوكسيجين وما يليهما حتي يتحول لب النجم بالكامل الي الحديد فينفجر هذا النجم المستعر(Nova) علي هيئة فوق المستعر وتتناثر أشلاء فوق المستعرات وما بها من عناصر ثقيلة في داخل المجرة لتتكون منها الكواكب والكويكبات, بينما يبقي منها في غازات المجرة ما يمكن أن يدخل في بناء نجم آخر بإذن الله. وتحتوي شمسنا علي نحو2% من كتلتها من العناصر الأثقل في أوزانها الذرية من غازي الايدروجين والهيليوم, وهما المكونان الأساسيان لها, وهذه العناصر الثقيلة لم تتكون كلها بالقطع في داخل الشمس بل جاءت إليها من بقايا انفجار بعض من فوق المستعرات. وعلي الرغم من تكدس كل من المادة والطاقة في أجرام السماء( مثل النجوم وتوابعها) فان الكون المدرك يبدو لنا متجانسا علي نطاق واسع, في كل الاتجاهات, وتحده خلفية إشعاعية متساوية حيثما نظر الراصد. كذلك فان توسع الكون لم يتجاوز بعد الحد الحرج الذي يمكن أن يؤدي الي انهياره علي ذاته,وتكدسه من جديد, مما يؤكد أنه محكوم بضوابط بالغة الدقة والاحكام, ولا يزال الكون المدرك مستمرا في توسعه بعد أكثر من عشرة مليارات من السنين( هي العمر الأدني المقدر للكون) وذلك بنفس معدل التوسع الحرج, ولو تجاوزه بجزء من مئات البلايين من المعدل الحالي للتوسع لانهار الكون علي الفور, فسبحان الذي حفظه من الانهيار..!! والنظرية النسبية لا يمكنها تفسير ذلك لأن كل القوانين الفيزيائية, وكل الأبعاد المكانية والزمانية تنهار عند الجرم الابتدائي للكون قبل انفجاره( مرحلة الرتق) بكتلته, وكثافته وحرارته الفائقة, وانعدام حجمه الي ما يقرب من الصفر, ولا يمكن لعاقل أن يتصور مصدرا لخلق هذا الكون بهذا القدر من الاحكام غير كونه أمرا من الخالق( سبحانه وتعالي) الذي إنما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون( يس:82) فعلي سبيل المثال لا الحصر يذكر علماء الفيزياء أنه إذا تغيرت الشحنة الكهربائية للإليكترون قليلا, مااستطاعت النجوم القيام بعملية الاندماج النووي, ولعجزت عن الانفجار علي هيئة ما يسمي بفوق المستعر إذا تمكنت فرضا من القيام بعملية الاندماج النووي. والمعدل المتوسط لعملية إتساع الكون لابد وأنه قد اختير بحكمة بالغة لأن معدله الحالي لا يزال قريبا من الحد الحرج اللازم لمنع الكون من الانهيار علي ذاته. ويقرر علماء الفيزياء النظرية والفلكية أن الدخان الكوني كان خليطا من الغازات الحارة المعتمة التي تتخللها بعض الجسيمات الأولية للمادة وأضداد المادة حتي تشهد هذه الصورة من صور الزوجية السائدة في الكون لله وحده بالتفرد بالوحدانية فوق كافة خلقه, ولا توجد كلمة توفي هذه الحالة حقها من الوصف مثل كلمة دخان فسبحان الذي أنزلها في كتابه من قبل ألف وأربعمائة من السنين. وقد تكونت من تلك الجسيمات الأولية للمادة في الدخان الكوني الأولي نوي ذرات غازي الإيدروجين والهيليوم, وبعد ذلك وصلت الي الحد الذي يسمح بتكوين ذرات ثابتة لعناصر أكبر وزنا وذلك باتحاد نوي ذرات الإيدروجين والهيليوم. وظل هذا الدخان المعتم سائدا ومحتويا علي ذرات العناصر التي خلق منها بعد ذلك كل من الأرض والسماء. وتفيد الدراسات النظرية أن الكون في حالته الدخانية كان يتميز بقدر من التجانس مع تفاوت بسيط في كل من الكثافة ودرجات الحرارة بين منطقة وأخري, وذلك نظرا لبدء تحول أجزاء من ذلك الدخان بتقدير من الله( تعالي) الي مناطق تتركز فيها كميات كبيرة من كل من المادة والطاقة علي هيئة السدم. ولما كانت الجاذبية في تلك المناطق تتناسب تناسبا طرديا مع كم المادة والطاقة المتمركزة فيها, فقد أدي ذلك إلي مزيد من تكدس المادة والطاقة والذي بواسطته بدأ تخلق النجوم وبقية أجرام السماء في داخل تلك السدم, وتكونت النجوم في مراحلها الأولي من العناصر الخفيفة مثل الإيدروجين والهيليوم, والتي أخذت في التحول الي العناصر الأعلي وزنا بالتدريج مع بدءعملية الاندماج النووي في داخل تلك النجوم حسب كتلة كل منها. تصوير الدخان الكوني في الثامن من نوفمبر سنة1989 م أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية مركبة باسم مكتشف الخلفية الاشعاعية للكون ارتفعت الي مدار حول الأرض يبلغ ارتفاعه ستمائة كيلومتر فوق مستوي سطح البحر, وذلك لقياس درجة حرارة الخلفية الاشعاعية للكون, وقياس كل من الكثافة المادية والضوئية والموجات الدقيقة في الكون المدرك, بعيدا عن تأثير كل من السحب والملوثات في النطق الدنيا من الغلاف الغازي للأرض, وقام هذا القمر الصنعي المستكشف بارسال قدر هائل من المعلومات وملايين الصور لآثار الدخان الكوني الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم للكون, من علي بعد عشرة مليارات من السنين الضوئية, وأثبتت تلك الصور أن هذا الدخان الكوني في حالة معتمة تماما تمثل حالة الاظلام التي سادت الكون في مراحله الأولي. ويقدر العلماء كتلة هذا الدخان المعتم بحوالي90% من كتلة المادة في الكون المنظور, وكتب جورج سموت أحد المسئولين عن رحلة المستكشف تقريرا نشره سنة1992 م بالنتائج المستقاة من هذا العدد الهائل من الصور الكونية كان من أهمها الحالة الدخانية المتجانسة التي سادت الوجود عقب الانفجار الكوني العظيم, وكذلك درجة الحرارة المتبقية علي هيئة خلفية اشعاعية أكدت حدوث ذلك الانفجار الكبير, وكان في تلك الكشوف أبلغ الرد علي النظريات الخاطئة التي حاولت ــ من منطلقات الكفر والالحاد ــ تجاوز الخلق, والجحود بالخالق( سبحانه وتعالي) فنادت كذبا بديمومة الكون بلا بداية ولا نهاية من مثل نظرية الكون المستمر التي سبق أن أعلنها ودافع عنها كل من هيرمان بوندي وفريد هويل في سنة1949 م, ونظرية الكون المتذبذب التي نادي بها ريتشارد تولمان من قبل.. فقد كان في اثبات وجود الدخان الكوني والخلفية الإشعاعية للكون بعد إثبات توسع الكون ما يجزم بأن كوننا مخلوق له بداية ولابد أن ستكون له في يوم من الأيام نهاية, وقد أكدت الصور التي بثتها مركبة المستكشف للخلفية الاشعاعية والتي نشرت في ابريل سنة1992 م كل تلك الحقائق. انتشار مختلف صور الطاقة بالكون تكوين نوى المجرات من الدخان الكونى كان الجرم الابتدائي للكون مفعما بالمادة والطاقة المكدسة تكديسا رهيبا يكاد ينعدم فيه الحجم الي الصفر, وتتلاشي فيه كل أبعاد المكان والزمان, وتتوقف كل قوانين الفيزياء المعروفة لنا كما سبق وأن أشرنا( مرحلة الرتق), وبعد انفجار هذا الجرم الأولي وبدء الكون في التوسع, تمدد الاشعاع وظل الكون مليئا دوما بالطاقة الكهرمغناطيسية, علي أنه كلما تمدد الكون قل تركيز الطاقة فيه, ونقصت كثافته, وانخفضت درجة حرارته. وأول صورة من صور الطاقة في الكون هي قوة الجاذبية وهي قوي كونية بمعني أن كل جسم في الكون يخضع لقوي الجاذبية حسب كتلته أو كمية الطاقة فيه, وهي قوي جاذبة تعمل عبر مسافات طويلة, وتحفظ للجزء المدرك من الكون بناءه وأبعاده ولعلها هي المقصودة بقول الحق( تبارك وتعالي): الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها...( الرعد:2) وقولة( عز من قائل): ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض, والفلك تجري في البحر بأمره, ويمسك السماء أن تقع علي الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم( الحج:65). وقوله( سبحانه وتعالي): ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون( الروم:25). وقوله( تبارك اسمه): خلق السماوات بغير عمد ترونها...( لقمان:10). وقوله( تعالي): إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا( فاطر:41). ويقسم ربنا( تبارك وتعالي) وهو الغني عن القسم في مطلع سورة الطور بـ السقف المرفوع وهذا القسم القرآني جاء بالسماء المرفوعة بغير عمد مرئية..!! والصورة الثانية من صور الطاقة المنتشرة في الكون هي القوي الكهربائية/المغناطيسية( أو الكهرومغناطيسية وهي قوي تعمل بين الجسيمات المشحونة بالكهرباء, وهي أقوي من الجاذبية بملايين المرات( بحوالي4110 مرة), وتتمثل في قوي التجاذب بين الجسيمات التي تحمل شحنات كهربية مختلفة( موجبة وسالبة), كما تتمثل في قوي التنافر بين الجسيمات الحاملة لشحنات كهربية متشابهة, وتكاد هذه القوي من التجاذب والتنافر يلغي بعضها بعضا, وعلي ذلك فان حاصل القوي الكهرومغناطيسية في الكون يكاد يكون صفرا, ولكن علي مستوي الجزيئات والذرات المكونة للمادة تبقي هي القوي السائدة. والقوي الكهرومغناطيسية هي التي تضطر الاليكترونات في ذرات العناصر الي الدوران حول النواة بنفس الصورة التي تجبر فيها قوي الجاذبية الأرض( وغيرها من كواكب المجموعة الشمسية) الي الدوران حول الشمس, وإن دل ذلك علي شيء فإنما يدل علي وحدة البناء في الكون من أدق دقائقه الي أكبر وحداته, وهو ما يشهد للخالق( سبحانه وتعالي) بالوحدانية المطلقة بغير شريك ولا شبيه ولا منازع. ويصور الفيزيائيون القوي الكهرومغناطيسية علي أنها تنتج من تبادل أعداد كبيرة من جسيمات تكاد تكون معدومة الوزن تسمي بالفوتونات والقوي الثالثة في الكون هي القوي النووية القوية وهي القوي التي تمسك باللبنات الأولية للمادة في داخل كل من البروتونات والنيوترونات في نواة الذرة, وهذه القوي تصل الي أقصي قدرتها في المستويات العادية من الطاقة, ولكنها تضعف مع ارتفاع مستويات الطاقة باستمرار. والقوة الرابعة في الكون هي القوي النووية الضعيفة وهي القوي المسئولة عن عملية النشاط الإشعاعي وفي الوقت الذي تضعف فيه القوي النووية القوية في المستويات العليا للطاقة, فان كلا من القوي النووية الضعيفة والقوي الكهرومغناطيسية تقوي في تلك المستويات العليا للطاقة. وحدة القوي في الكون تخلق احدى النجوم من الدخان الكونى يوحد علماء الفيزياء النظرية بين كل من القوي الكهرومغناطيسية, والقوي النووية القوية والضعيفة فيما يسمي بنظرية التوحد الكبري والتي تعتبر تمهيدا لنظرية أكبر توحد بين كافة القوي الكونية في قوة عظمي, واحدة تشهد لله الخالق بالوحدانية المطلقة, وعن هذه القوة العظمي انبثقت القوي الكبري الأربع المعروفة في الكون: قوة الجاذبية, القوة الكهرومغناطيسية وكل من القوتين النوويتين الشديدة والضعيفة مع عملية الانفجار الكوني الكبير مباشرة( الفتق بعد الرتق). وباستثناء الجاذبية فان القوي الكونية الأخري تصل الي نفس المعدل عند مستويات عالية جدا من الطاقة تسمي باسم الطاقة العظمي للتوحد, ومن هنا فان هذه الصور الثلاث للطاقة تعتبر ثلاثة أوجه لقوة واحدة, لا يستبعد انضمام الجاذبية اليها, باعتبارها قوة ذات مدي طويل جدا, تتحكم في أجرام الكون وفي التجمعات الكبيرة للمادة ومن ثم يمكن نظريا غض الطرف عنها من قبيل التبسيط عندما يقصر التعامل علي الجسيمات الأولية للمادة, أو حتي مع ذرات العناصر. وهذه الصورة من وحدة البناء في الكون, ووحدة صور الطاقة فيه, مع شيوع الزوجية في الخلق ــ كل الخلق ــ هي شهادة الكون لخالقه( سبحانه وتعالي) بالتفرد بالوحدانية المطلقة فوق كافة خلقه بغير شبيه ولا شريك ولا منازع, وصدق الله العظيم إذ يقول: ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون( الذاريات:49). ويقول: لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون( الأنبياء:22). وسبحانه وتعالي إذ أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة قوله الحق: ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين( فصلت:11). |
#39
|
|||
|
|||
رد: هل نؤمن حقا بنظرية الانفجار العظيم ؟!
الاخوة الكرام السلام عليكم ... وجدت اجابات رائعه لجميع التساؤلات والتي تثبت انه لاتعارض بين النظريات العلميه والقران الكريم من أسرار القرآن الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية ا لدكتور: زغـلول النجـار الثلث الأول من القرن العشرين لاحظ الفلكيون عملية توسع الكون التي دار من حولها جدل طويل حتي سلم العلماء بحقيقتها, وقد سبق القرآن الكريم بالإشارة الي تلك الحقيقة قبل ألف وأربعمائة سنة بقول الحق( تبارك وتعالي): والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون( الذاريات:47) وكانت هذه الآية الكريمة قد نزلت والعالم كله ينادي بثبات الكون, وعدم تغيره, وظل هذا الاعتقاد سائدا حتي منتصف القرن العشرين حين أثبتت الأرصاد الفلكية حقيقة توسع الكون, وتباعد مجراته عنا, وعن بعضها البعض بمعدلات تقترب أحيانا من سرعة الضوء( المقدرة بنحو ثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية), وقد أيدت كل من المعادلات الرياضية وقوانين الفيزياء النظرية استنتاجات الفلكيين في ذلك. وانطلاقا من هذه الملاحظة الصحيحة نادي كل من علماء الفلك, والفيزياء الفلكية والنظرية بأننا إذا عدنا بهذا الاتساع الكوني الي الوراء مع الزمن فلابد أن تلتقي كل صور المادة والطاقة الموجودة في الكون( المدرك منها وغير المدرك) وتتكدس علي بعضها البعض في جرم ابتدائي واحد يتناهي في الصغر الي ما يقرب الصفر أو العدم, وتنكمش في هذه النقطة أبعاد كل من المكان والزمان حتي تتلاشي( مرحلة الرتق). وهذا الجرم الابتدائي كان في حالة من الكثافة والحرارة تتوقف عندهما كل القوانين الفيزيائية المعروفة, ومن ثم فإن العقل البشري لا يكاد يتصورهما, فانفجر هذا الجرم الأولي بأمر الله( تعالي) في ظاهرة يسميها العلماء عملية الانفجار الكوني العظيم ويسميها القرآن الكريم باسم الفتق فقد سبق القرآن الكريم كل المعارف الانسانية بالاشارة الي ذلك الحدث الكوني العظيم من قبل ألف وأربعمائة من السنين بقول الحق( تبارك وتعالي): أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون (الأنبياء:30) وتشير دراسات الفيزياء النظرية في أواخر القرن العشرين الي أن جرما بمواصفات الجرم الابتدائي للكون عندما ينفجر يتحول الي غلالة من الدخان الذي تخلقت منه الأرض وكل أجرام السماء,وقد سبق القرآن الكريم بألف وأربعمائة سنة كل المعارف الانسانية وذلك بإشارته الي مرحلة الدخان في قول الحق( تبارك وتعالي): قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين* وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين* ثم استوي إلي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين* فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحي في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم( فصلت:9 ــ12) وفي8 نوفمبر سنة1989 م أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية مركبة فضائية باسم مكتشف الخلفية الاشعاعية للكون وذلك في مدار علي ارتفاع ستمائة كيلومتر حول الأرض بعيدا عن تأثير كل من السحب والملوثات في النطق الدنيا من الغلاف الغازي للأرض, وقد قام هذا القمر الصنعي بإرسال ملايين الصور والمعلومات الي الأرض عن آثار الدخان الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم للكون من علي بعد عشرة مليارات من السنين الضوئية, وهي حالة دخانية معتمة سادت الكون قبل خلق الأرض والسماوات, فسبحان الذي أنزل من قبل ألف وأبعمائة سنة قوله الحق: ثم استوي إلي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين( فصلت:11). دخانية السماء بعد الانفجار الكوني العظيم( أي بعد فتق الرتق): بعد التسليم بحقيقة توسع الكون, وبرد ذلك التوسع الي الوراء مع الزمن حتي الوصول الي جرم ابتدائي واحد متناه في الضآلة حجما الي الصفر أو ما يقرب من العدم, ومتناه في الكثافة والحرارة الي حد لا يكاد العقل الانساني أن يتخيله, لتوقف كل قوانين الفيزياء المعروفة عنده( مرحلة الرتق), وبعد التسليم بانفجار هذا الجرم الابتدائي( مرحلة الفتق) في ظاهرة كونية يسميها العلماء الانفجار الكوني الكبير بدأ كل من علماء الفلك والفيزياء الفلكية والنظرية في تحليل مسار الأحداث الكونية بعد هذا الحدث الكوني الرهيب. ومع إيماننا بان تلك الأحداث الموغلة في تاريخ الكون تقع في صميم الغيب الذي أخبر ربنا( تبارك وتعالي) عنه بقوله( عز من قائل): ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا( الكهف:51) إلا أن السنن التي فطر الله( تعالي) الكون عليها لها من الاطراد, والاستمرار, والثبات, ما يمكن أن يعين الانسان علي الوصول الي شيء من التصور الصحيح لتلك الأحداث الغيبية الموغلة في أبعاد التاريخ الكوني علي الرغم من حس الانسان المحدود, وقدرات عقله المحدودة, ومحدودية كل من زمانه ومكانه. كذلك فان التقنيات المتطورة من مثل الصواريخ العابرة لمسافات كبيرة في السماء, والأقمار الصنعية التي تطلقها تلك الصواريخ, والأجهزة القياسية والتسجيلية الدقيقة التي تحملها قد ساعدت علي الوصول الي تصوير الدخان الكوني الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم, والذي وجدت بقايا أثرية له علي أطراف الجزء المدرك من الكون, وعلي أبعاد تصل الي عشرة مليارات من السنين الضوئية لتثبت دقة التعبير القرآني بلفظة دخان التي وصف بها حالة الكون قبل خلق السماوات والأرض. الفيزياء الفلكية ودخانية الكون: بعد الانفجار العظيم تحول الكون الى غلالة من الدخان الذى خلقت من الارض والسماوات تشير الحسابات الفيزيائية الي أن حجم الكون قبل الانفجار العظيم كاد يقترب من الصفر, وكان في حالة غريبة من تكدس كل من المادة والطاقة, وتلاشي كل من المكان والزمان, تتوقف عندها كل قوانين الفيزياء المعروفة( مرحلة الرتق), ثم انفجر هذا الجرم الابتدائي الأولي في ظاهرة كبري تعرف بظاهرة الانفجار الكوني العظيم مرحلة الفتق وبانفجاره تحول الي كرة من الإشعاع والجسيمات الأولية أخذت في التمدد والتبرد بسرعات فائقة حتي تحولت الي غلالة من الدخان. فبعد ثانية واحدة من واقعة الانفجار العظيم تقدر الحسابات الفيزيائية انخفاض درجة حرارة الكون من تريليونات الدرجات المطلقة الي عشرة بلايين من الدرجات المطلقة[ ستيفن و. هوكنج1988 م وعندها تحول الكون الي غلالة من الدخان المكون من الفوتونات والإلكترونات والنيوترينوات واضداد هذه الجسيمات مع قليل من البروتونات والنيوترونات ولولا استمرار الكون في التوسع والتبرد بمعدلات منضبطة بدقة فائقة لأفنت الجسيمات الأولية للمادة وأضدادها بعضها بعضا, وانتهي الكون, ولكنه حفظ بحفظ الله الذي أتقن كل شيء خلقه. والنيوترونات يمكن أن توجد في الكون علي هيئة ما يسمي باسم المادة الداكنة وينادي آلان جوث بأن التمدد عند بدء الانفجار العظيم كان بمعدلات فائقة التصور أدت الي زيادة قطر الكون بمعدل2910 مرة في جزء من الثانية , وتشير حسابات الفيزياء النظرية الي الاستمرار في انخفاض درجة حرارة الكون الي بليون( ألف مليون) درجة مطلقة بعد ذلك بقليل, وعند تلك الدرجة اتحدت البروتونات والنيوترونات لتكوين نوي ذرات الإيدروجين الثقيل أو الديوتريوم التي تحللت الي الإيدروجين أو اتحدت مع مزيد من البروتونات والنيوترونات لتكون نوي ذرات الهيليوم(HeliumNuclei) والقليل من نوي ذرات عناصر أعلي مثل نوي ذرات الليثيوم ونوي ذرات البريليوم , ولكن بقيت النسبة الغالبة لنوي ذرات غازي الأيدروجين والهيليوم, وتشير الحسابات النظرية الي أنه بعد ذلك بقليل توقف انتاج كل من الهيليوم والعناصر التالية له, واستمر الكون في الاتساع والتمدد والتبرد لفترة زمنية طويلة, ومع التبرد انخفضت درجة حرارة الكون الي آلاف قليلة من الدرجات المطلقة حين بدأت ذرات العناصر في التكون والتجمع وبدأ الدخان الكوني في التكدس علي هيئة أعداد من السدم الكونية الهائلة. ومع استمرار عملية الاتساع والتبرد في الكون بدأت أجزاء من تلك السدم في التكثف علي ذاتها بفعل الجاذبية وبالدوران حول نفسها بسرعات متزايدة بالتدريج حتي تخلقت بداخلها كتل من الغازات المتكثفة, ومع استمرار دوران تلك الكتل الكثيفة في داخل السدم بدأت كميات من غازي الإيدروجين والهيليوم الموجودة بداخلها في التكدس علي ذاتها بمعدلات أكبر, مما أدي الي مزيد من الارتفاع في درجات حرارتها حتي وصلت الي الدرجات اللازمة لبدء عملية الاندماج النووي فتكونت النجوم المنتجة للضوء والحرارة. وفي النجوم الكبيرة الكتلة استمرت عملية الاندماج النووي لتخليق العناصر الأعلي في وزنها الذري بالتدريج مثل الكربون والأوكسيجين وما يليهما حتي يتحول لب النجم بالكامل الي الحديد فينفجر هذا النجم المستعر(Nova) علي هيئة فوق المستعر وتتناثر أشلاء فوق المستعرات وما بها من عناصر ثقيلة في داخل المجرة لتتكون منها الكواكب والكويكبات, بينما يبقي منها في غازات المجرة ما يمكن أن يدخل في بناء نجم آخر بإذن الله. وتحتوي شمسنا علي نحو2% من كتلتها من العناصر الأثقل في أوزانها الذرية من غازي الايدروجين والهيليوم, وهما المكونان الأساسيان لها, وهذه العناصر الثقيلة لم تتكون كلها بالقطع في داخل الشمس بل جاءت إليها من بقايا انفجار بعض من فوق المستعرات. وعلي الرغم من تكدس كل من المادة والطاقة في أجرام السماء( مثل النجوم وتوابعها) فان الكون المدرك يبدو لنا متجانسا علي نطاق واسع, في كل الاتجاهات, وتحده خلفية إشعاعية متساوية حيثما نظر الراصد. كذلك فان توسع الكون لم يتجاوز بعد الحد الحرج الذي يمكن أن يؤدي الي انهياره علي ذاته,وتكدسه من جديد, مما يؤكد أنه محكوم بضوابط بالغة الدقة والاحكام, ولا يزال الكون المدرك مستمرا في توسعه بعد أكثر من عشرة مليارات من السنين( هي العمر الأدني المقدر للكون) وذلك بنفس معدل التوسع الحرج, ولو تجاوزه بجزء من مئات البلايين من المعدل الحالي للتوسع لانهار الكون علي الفور, فسبحان الذي حفظه من الانهيار..!! والنظرية النسبية لا يمكنها تفسير ذلك لأن كل القوانين الفيزيائية, وكل الأبعاد المكانية والزمانية تنهار عند الجرم الابتدائي للكون قبل انفجاره( مرحلة الرتق) بكتلته, وكثافته وحرارته الفائقة, وانعدام حجمه الي ما يقرب من الصفر, ولا يمكن لعاقل أن يتصور مصدرا لخلق هذا الكون بهذا القدر من الاحكام غير كونه أمرا من الخالق( سبحانه وتعالي) الذي إنما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون( يس:82) فعلي سبيل المثال لا الحصر يذكر علماء الفيزياء أنه إذا تغيرت الشحنة الكهربائية للإليكترون قليلا, مااستطاعت النجوم القيام بعملية الاندماج النووي, ولعجزت عن الانفجار علي هيئة ما يسمي بفوق المستعر إذا تمكنت فرضا من القيام بعملية الاندماج النووي. والمعدل المتوسط لعملية إتساع الكون لابد وأنه قد اختير بحكمة بالغة لأن معدله الحالي لا يزال قريبا من الحد الحرج اللازم لمنع الكون من الانهيار علي ذاته. ويقرر علماء الفيزياء النظرية والفلكية أن الدخان الكوني كان خليطا من الغازات الحارة المعتمة التي تتخللها بعض الجسيمات الأولية للمادة وأضداد المادة حتي تشهد هذه الصورة من صور الزوجية السائدة في الكون لله وحده بالتفرد بالوحدانية فوق كافة خلقه, ولا توجد كلمة توفي هذه الحالة حقها من الوصف مثل كلمة دخان فسبحان الذي أنزلها في كتابه من قبل ألف وأربعمائة من السنين. وقد تكونت من تلك الجسيمات الأولية للمادة في الدخان الكوني الأولي نوي ذرات غازي الإيدروجين والهيليوم, وبعد ذلك وصلت الي الحد الذي يسمح بتكوين ذرات ثابتة لعناصر أكبر وزنا وذلك باتحاد نوي ذرات الإيدروجين والهيليوم. وظل هذا الدخان المعتم سائدا ومحتويا علي ذرات العناصر التي خلق منها بعد ذلك كل من الأرض والسماء. وتفيد الدراسات النظرية أن الكون في حالته الدخانية كان يتميز بقدر من التجانس مع تفاوت بسيط في كل من الكثافة ودرجات الحرارة بين منطقة وأخري, وذلك نظرا لبدء تحول أجزاء من ذلك الدخان بتقدير من الله( تعالي) الي مناطق تتركز فيها كميات كبيرة من كل من المادة والطاقة علي هيئة السدم. ولما كانت الجاذبية في تلك المناطق تتناسب تناسبا طرديا مع كم المادة والطاقة المتمركزة فيها, فقد أدي ذلك إلي مزيد من تكدس المادة والطاقة والذي بواسطته بدأ تخلق النجوم وبقية أجرام السماء في داخل تلك السدم, وتكونت النجوم في مراحلها الأولي من العناصر الخفيفة مثل الإيدروجين والهيليوم, والتي أخذت في التحول الي العناصر الأعلي وزنا بالتدريج مع بدءعملية الاندماج النووي في داخل تلك النجوم حسب كتلة كل منها. تصوير الدخان الكوني في الثامن من نوفمبر سنة1989 م أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية مركبة باسم مكتشف الخلفية الاشعاعية للكون ارتفعت الي مدار حول الأرض يبلغ ارتفاعه ستمائة كيلومتر فوق مستوي سطح البحر, وذلك لقياس درجة حرارة الخلفية الاشعاعية للكون, وقياس كل من الكثافة المادية والضوئية والموجات الدقيقة في الكون المدرك, بعيدا عن تأثير كل من السحب والملوثات في النطق الدنيا من الغلاف الغازي للأرض, وقام هذا القمر الصنعي المستكشف بارسال قدر هائل من المعلومات وملايين الصور لآثار الدخان الكوني الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم للكون, من علي بعد عشرة مليارات من السنين الضوئية, وأثبتت تلك الصور أن هذا الدخان الكوني في حالة معتمة تماما تمثل حالة الاظلام التي سادت الكون في مراحله الأولي. ويقدر العلماء كتلة هذا الدخان المعتم بحوالي90% من كتلة المادة في الكون المنظور, وكتب جورج سموت أحد المسئولين عن رحلة المستكشف تقريرا نشره سنة1992 م بالنتائج المستقاة من هذا العدد الهائل من الصور الكونية كان من أهمها الحالة الدخانية المتجانسة التي سادت الوجود عقب الانفجار الكوني العظيم, وكذلك درجة الحرارة المتبقية علي هيئة خلفية اشعاعية أكدت حدوث ذلك الانفجار الكبير, وكان في تلك الكشوف أبلغ الرد علي النظريات الخاطئة التي حاولت ــ من منطلقات الكفر والالحاد ــ تجاوز الخلق, والجحود بالخالق( سبحانه وتعالي) فنادت كذبا بديمومة الكون بلا بداية ولا نهاية من مثل نظرية الكون المستمر التي سبق أن أعلنها ودافع عنها كل من هيرمان بوندي وفريد هويل في سنة1949 م, ونظرية الكون المتذبذب التي نادي بها ريتشارد تولمان من قبل.. فقد كان في اثبات وجود الدخان الكوني والخلفية الإشعاعية للكون بعد إثبات توسع الكون ما يجزم بأن كوننا مخلوق له بداية ولابد أن ستكون له في يوم من الأيام نهاية, وقد أكدت الصور التي بثتها مركبة المستكشف للخلفية الاشعاعية والتي نشرت في ابريل سنة1992 م كل تلك الحقائق. انتشار مختلف صور الطاقة بالكون تكوين نوى المجرات من الدخان الكونى كان الجرم الابتدائي للكون مفعما بالمادة والطاقة المكدسة تكديسا رهيبا يكاد ينعدم فيه الحجم الي الصفر, وتتلاشي فيه كل أبعاد المكان والزمان, وتتوقف كل قوانين الفيزياء المعروفة لنا كما سبق وأن أشرنا( مرحلة الرتق), وبعد انفجار هذا الجرم الأولي وبدء الكون في التوسع, تمدد الاشعاع وظل الكون مليئا دوما بالطاقة الكهرمغناطيسية, علي أنه كلما تمدد الكون قل تركيز الطاقة فيه, ونقصت كثافته, وانخفضت درجة حرارته. وأول صورة من صور الطاقة في الكون هي قوة الجاذبية وهي قوي كونية بمعني أن كل جسم في الكون يخضع لقوي الجاذبية حسب كتلته أو كمية الطاقة فيه, وهي قوي جاذبة تعمل عبر مسافات طويلة, وتحفظ للجزء المدرك من الكون بناءه وأبعاده ولعلها هي المقصودة بقول الحق( تبارك وتعالي): الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها...( الرعد:2) وقولة( عز من قائل): ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض, والفلك تجري في البحر بأمره, ويمسك السماء أن تقع علي الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم( الحج:65). وقوله( سبحانه وتعالي): ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون( الروم:25). وقوله( تبارك اسمه): خلق السماوات بغير عمد ترونها...( لقمان:10). وقوله( تعالي): إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا( فاطر:41). ويقسم ربنا( تبارك وتعالي) وهو الغني عن القسم في مطلع سورة الطور بـ السقف المرفوع وهذا القسم القرآني جاء بالسماء المرفوعة بغير عمد مرئية..!! والصورة الثانية من صور الطاقة المنتشرة في الكون هي القوي الكهربائية/المغناطيسية( أو الكهرومغناطيسية وهي قوي تعمل بين الجسيمات المشحونة بالكهرباء, وهي أقوي من الجاذبية بملايين المرات( بحوالي4110 مرة), وتتمثل في قوي التجاذب بين الجسيمات التي تحمل شحنات كهربية مختلفة( موجبة وسالبة), كما تتمثل في قوي التنافر بين الجسيمات الحاملة لشحنات كهربية متشابهة, وتكاد هذه القوي من التجاذب والتنافر يلغي بعضها بعضا, وعلي ذلك فان حاصل القوي الكهرومغناطيسية في الكون يكاد يكون صفرا, ولكن علي مستوي الجزيئات والذرات المكونة للمادة تبقي هي القوي السائدة. والقوي الكهرومغناطيسية هي التي تضطر الاليكترونات في ذرات العناصر الي الدوران حول النواة بنفس الصورة التي تجبر فيها قوي الجاذبية الأرض( وغيرها من كواكب المجموعة الشمسية) الي الدوران حول الشمس, وإن دل ذلك علي شيء فإنما يدل علي وحدة البناء في الكون من أدق دقائقه الي أكبر وحداته, وهو ما يشهد للخالق( سبحانه وتعالي) بالوحدانية المطلقة بغير شريك ولا شبيه ولا منازع. ويصور الفيزيائيون القوي الكهرومغناطيسية علي أنها تنتج من تبادل أعداد كبيرة من جسيمات تكاد تكون معدومة الوزن تسمي بالفوتونات والقوي الثالثة في الكون هي القوي النووية القوية وهي القوي التي تمسك باللبنات الأولية للمادة في داخل كل من البروتونات والنيوترونات في نواة الذرة, وهذه القوي تصل الي أقصي قدرتها في المستويات العادية من الطاقة, ولكنها تضعف مع ارتفاع مستويات الطاقة باستمرار. والقوة الرابعة في الكون هي القوي النووية الضعيفة وهي القوي المسئولة عن عملية النشاط الإشعاعي وفي الوقت الذي تضعف فيه القوي النووية القوية في المستويات العليا للطاقة, فان كلا من القوي النووية الضعيفة والقوي الكهرومغناطيسية تقوي في تلك المستويات العليا للطاقة. وحدة القوي في الكون تخلق احدى النجوم من الدخان الكونى يوحد علماء الفيزياء النظرية بين كل من القوي الكهرومغناطيسية, والقوي النووية القوية والضعيفة فيما يسمي بنظرية التوحد الكبري والتي تعتبر تمهيدا لنظرية أكبر توحد بين كافة القوي الكونية في قوة عظمي, واحدة تشهد لله الخالق بالوحدانية المطلقة, وعن هذه القوة العظمي انبثقت القوي الكبري الأربع المعروفة في الكون: قوة الجاذبية, القوة الكهرومغناطيسية وكل من القوتين النوويتين الشديدة والضعيفة مع عملية الانفجار الكوني الكبير مباشرة( الفتق بعد الرتق). وباستثناء الجاذبية فان القوي الكونية الأخري تصل الي نفس المعدل عند مستويات عالية جدا من الطاقة تسمي باسم الطاقة العظمي للتوحد, ومن هنا فان هذه الصور الثلاث للطاقة تعتبر ثلاثة أوجه لقوة واحدة, لا يستبعد انضمام الجاذبية اليها, باعتبارها قوة ذات مدي طويل جدا, تتحكم في أجرام الكون وفي التجمعات الكبيرة للمادة ومن ثم يمكن نظريا غض الطرف عنها من قبيل التبسيط عندما يقصر التعامل علي الجسيمات الأولية للمادة, أو حتي مع ذرات العناصر. وهذه الصورة من وحدة البناء في الكون, ووحدة صور الطاقة فيه, مع شيوع الزوجية في الخلق ــ كل الخلق ــ هي شهادة الكون لخالقه( سبحانه وتعالي) بالتفرد بالوحدانية المطلقة فوق كافة خلقه بغير شبيه ولا شريك ولا منازع, وصدق الله العظيم إذ يقول: ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون( الذاريات:49). ويقول: لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون( الأنبياء:22). وسبحانه وتعالي إذ أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة قوله الحق: ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين( فصلت:11).
|
#40
|
|||
|
|||
![]() الاخوة الكرام السلام عليكم ... وجدت اجابات رائعه لجميع التساؤلات والتي تثبت انه لاتعارض بين النظريات العلميه والقران الكريم من أسرار القرآن الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية ا لدكتور: زغـلول النجـار الثلث الأول من القرن العشرين لاحظ الفلكيون عملية توسع الكون التي دار من حولها جدل طويل حتي سلم العلماء بحقيقتها, وقد سبق القرآن الكريم بالإشارة الي تلك الحقيقة قبل ألف وأربعمائة سنة بقول الحق( تبارك وتعالي): والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون( الذاريات:47) وكانت هذه الآية الكريمة قد نزلت والعالم كله ينادي بثبات الكون, وعدم تغيره, وظل هذا الاعتقاد سائدا حتي منتصف القرن العشرين حين أثبتت الأرصاد الفلكية حقيقة توسع الكون, وتباعد مجراته عنا, وعن بعضها البعض بمعدلات تقترب أحيانا من سرعة الضوء( المقدرة بنحو ثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية), وقد أيدت كل من المعادلات الرياضية وقوانين الفيزياء النظرية استنتاجات الفلكيين في ذلك. وانطلاقا من هذه الملاحظة الصحيحة نادي كل من علماء الفلك, والفيزياء الفلكية والنظرية بأننا إذا عدنا بهذا الاتساع الكوني الي الوراء مع الزمن فلابد أن تلتقي كل صور المادة والطاقة الموجودة في الكون( المدرك منها وغير المدرك) وتتكدس علي بعضها البعض في جرم ابتدائي واحد يتناهي في الصغر الي ما يقرب الصفر أو العدم, وتنكمش في هذه النقطة أبعاد كل من المكان والزمان حتي تتلاشي( مرحلة الرتق). وهذا الجرم الابتدائي كان في حالة من الكثافة والحرارة تتوقف عندهما كل القوانين الفيزيائية المعروفة, ومن ثم فإن العقل البشري لا يكاد يتصورهما, فانفجر هذا الجرم الأولي بأمر الله( تعالي) في ظاهرة يسميها العلماء عملية الانفجار الكوني العظيم ويسميها القرآن الكريم باسم الفتق فقد سبق القرآن الكريم كل المعارف الانسانية بالاشارة الي ذلك الحدث الكوني العظيم من قبل ألف وأربعمائة من السنين بقول الحق( تبارك وتعالي): أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون (الأنبياء:30) وتشير دراسات الفيزياء النظرية في أواخر القرن العشرين الي أن جرما بمواصفات الجرم الابتدائي للكون عندما ينفجر يتحول الي غلالة من الدخان الذي تخلقت منه الأرض وكل أجرام السماء,وقد سبق القرآن الكريم بألف وأربعمائة سنة كل المعارف الانسانية وذلك بإشارته الي مرحلة الدخان في قول الحق( تبارك وتعالي): قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين* وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين* ثم استوي إلي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين* فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحي في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم( فصلت:9 ــ12) وفي8 نوفمبر سنة1989 م أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية مركبة فضائية باسم مكتشف الخلفية الاشعاعية للكون وذلك في مدار علي ارتفاع ستمائة كيلومتر حول الأرض بعيدا عن تأثير كل من السحب والملوثات في النطق الدنيا من الغلاف الغازي للأرض, وقد قام هذا القمر الصنعي بإرسال ملايين الصور والمعلومات الي الأرض عن آثار الدخان الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم للكون من علي بعد عشرة مليارات من السنين الضوئية, وهي حالة دخانية معتمة سادت الكون قبل خلق الأرض والسماوات, فسبحان الذي أنزل من قبل ألف وأبعمائة سنة قوله الحق: ثم استوي إلي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين( فصلت:11). دخانية السماء بعد الانفجار الكوني العظيم( أي بعد فتق الرتق): بعد التسليم بحقيقة توسع الكون, وبرد ذلك التوسع الي الوراء مع الزمن حتي الوصول الي جرم ابتدائي واحد متناه في الضآلة حجما الي الصفر أو ما يقرب من العدم, ومتناه في الكثافة والحرارة الي حد لا يكاد العقل الانساني أن يتخيله, لتوقف كل قوانين الفيزياء المعروفة عنده( مرحلة الرتق), وبعد التسليم بانفجار هذا الجرم الابتدائي( مرحلة الفتق) في ظاهرة كونية يسميها العلماء الانفجار الكوني الكبير بدأ كل من علماء الفلك والفيزياء الفلكية والنظرية في تحليل مسار الأحداث الكونية بعد هذا الحدث الكوني الرهيب. ومع إيماننا بان تلك الأحداث الموغلة في تاريخ الكون تقع في صميم الغيب الذي أخبر ربنا( تبارك وتعالي) عنه بقوله( عز من قائل): ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا( الكهف:51) إلا أن السنن التي فطر الله( تعالي) الكون عليها لها من الاطراد, والاستمرار, والثبات, ما يمكن أن يعين الانسان علي الوصول الي شيء من التصور الصحيح لتلك الأحداث الغيبية الموغلة في أبعاد التاريخ الكوني علي الرغم من حس الانسان المحدود, وقدرات عقله المحدودة, ومحدودية كل من زمانه ومكانه. كذلك فان التقنيات المتطورة من مثل الصواريخ العابرة لمسافات كبيرة في السماء, والأقمار الصنعية التي تطلقها تلك الصواريخ, والأجهزة القياسية والتسجيلية الدقيقة التي تحملها قد ساعدت علي الوصول الي تصوير الدخان الكوني الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم, والذي وجدت بقايا أثرية له علي أطراف الجزء المدرك من الكون, وعلي أبعاد تصل الي عشرة مليارات من السنين الضوئية لتثبت دقة التعبير القرآني بلفظة دخان التي وصف بها حالة الكون قبل خلق السماوات والأرض. الفيزياء الفلكية ودخانية الكون: بعد الانفجار العظيم تحول الكون الى غلالة من الدخان الذى خلقت من الارض والسماوات تشير الحسابات الفيزيائية الي أن حجم الكون قبل الانفجار العظيم كاد يقترب من الصفر, وكان في حالة غريبة من تكدس كل من المادة والطاقة, وتلاشي كل من المكان والزمان, تتوقف عندها كل قوانين الفيزياء المعروفة( مرحلة الرتق), ثم انفجر هذا الجرم الابتدائي الأولي في ظاهرة كبري تعرف بظاهرة الانفجار الكوني العظيم مرحلة الفتق وبانفجاره تحول الي كرة من الإشعاع والجسيمات الأولية أخذت في التمدد والتبرد بسرعات فائقة حتي تحولت الي غلالة من الدخان. فبعد ثانية واحدة من واقعة الانفجار العظيم تقدر الحسابات الفيزيائية انخفاض درجة حرارة الكون من تريليونات الدرجات المطلقة الي عشرة بلايين من الدرجات المطلقة[ ستيفن و. هوكنج1988 م وعندها تحول الكون الي غلالة من الدخان المكون من الفوتونات والإلكترونات والنيوترينوات واضداد هذه الجسيمات مع قليل من البروتونات والنيوترونات ولولا استمرار الكون في التوسع والتبرد بمعدلات منضبطة بدقة فائقة لأفنت الجسيمات الأولية للمادة وأضدادها بعضها بعضا, وانتهي الكون, ولكنه حفظ بحفظ الله الذي أتقن كل شيء خلقه. والنيوترونات يمكن أن توجد في الكون علي هيئة ما يسمي باسم المادة الداكنة وينادي آلان جوث بأن التمدد عند بدء الانفجار العظيم كان بمعدلات فائقة التصور أدت الي زيادة قطر الكون بمعدل2910 مرة في جزء من الثانية , وتشير حسابات الفيزياء النظرية الي الاستمرار في انخفاض درجة حرارة الكون الي بليون( ألف مليون) درجة مطلقة بعد ذلك بقليل, وعند تلك الدرجة اتحدت البروتونات والنيوترونات لتكوين نوي ذرات الإيدروجين الثقيل أو الديوتريوم التي تحللت الي الإيدروجين أو اتحدت مع مزيد من البروتونات والنيوترونات لتكون نوي ذرات الهيليوم(HeliumNuclei) والقليل من نوي ذرات عناصر أعلي مثل نوي ذرات الليثيوم ونوي ذرات البريليوم , ولكن بقيت النسبة الغالبة لنوي ذرات غازي الأيدروجين والهيليوم, وتشير الحسابات النظرية الي أنه بعد ذلك بقليل توقف انتاج كل من الهيليوم والعناصر التالية له, واستمر الكون في الاتساع والتمدد والتبرد لفترة زمنية طويلة, ومع التبرد انخفضت درجة حرارة الكون الي آلاف قليلة من الدرجات المطلقة حين بدأت ذرات العناصر في التكون والتجمع وبدأ الدخان الكوني في التكدس علي هيئة أعداد من السدم الكونية الهائلة. ومع استمرار عملية الاتساع والتبرد في الكون بدأت أجزاء من تلك السدم في التكثف علي ذاتها بفعل الجاذبية وبالدوران حول نفسها بسرعات متزايدة بالتدريج حتي تخلقت بداخلها كتل من الغازات المتكثفة, ومع استمرار دوران تلك الكتل الكثيفة في داخل السدم بدأت كميات من غازي الإيدروجين والهيليوم الموجودة بداخلها في التكدس علي ذاتها بمعدلات أكبر, مما أدي الي مزيد من الارتفاع في درجات حرارتها حتي وصلت الي الدرجات اللازمة لبدء عملية الاندماج النووي فتكونت النجوم المنتجة للضوء والحرارة. وفي النجوم الكبيرة الكتلة استمرت عملية الاندماج النووي لتخليق العناصر الأعلي في وزنها الذري بالتدريج مثل الكربون والأوكسيجين وما يليهما حتي يتحول لب النجم بالكامل الي الحديد فينفجر هذا النجم المستعر(Nova) علي هيئة فوق المستعر وتتناثر أشلاء فوق المستعرات وما بها من عناصر ثقيلة في داخل المجرة لتتكون منها الكواكب والكويكبات, بينما يبقي منها في غازات المجرة ما يمكن أن يدخل في بناء نجم آخر بإذن الله. وتحتوي شمسنا علي نحو2% من كتلتها من العناصر الأثقل في أوزانها الذرية من غازي الايدروجين والهيليوم, وهما المكونان الأساسيان لها, وهذه العناصر الثقيلة لم تتكون كلها بالقطع في داخل الشمس بل جاءت إليها من بقايا انفجار بعض من فوق المستعرات. وعلي الرغم من تكدس كل من المادة والطاقة في أجرام السماء( مثل النجوم وتوابعها) فان الكون المدرك يبدو لنا متجانسا علي نطاق واسع, في كل الاتجاهات, وتحده خلفية إشعاعية متساوية حيثما نظر الراصد. كذلك فان توسع الكون لم يتجاوز بعد الحد الحرج الذي يمكن أن يؤدي الي انهياره علي ذاته,وتكدسه من جديد, مما يؤكد أنه محكوم بضوابط بالغة الدقة والاحكام, ولا يزال الكون المدرك مستمرا في توسعه بعد أكثر من عشرة مليارات من السنين( هي العمر الأدني المقدر للكون) وذلك بنفس معدل التوسع الحرج, ولو تجاوزه بجزء من مئات البلايين من المعدل الحالي للتوسع لانهار الكون علي الفور, فسبحان الذي حفظه من الانهيار..!! والنظرية النسبية لا يمكنها تفسير ذلك لأن كل القوانين الفيزيائية, وكل الأبعاد المكانية والزمانية تنهار عند الجرم الابتدائي للكون قبل انفجاره( مرحلة الرتق) بكتلته, وكثافته وحرارته الفائقة, وانعدام حجمه الي ما يقرب من الصفر, ولا يمكن لعاقل أن يتصور مصدرا لخلق هذا الكون بهذا القدر من الاحكام غير كونه أمرا من الخالق( سبحانه وتعالي) الذي إنما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون( يس:82) فعلي سبيل المثال لا الحصر يذكر علماء الفيزياء أنه إذا تغيرت الشحنة الكهربائية للإليكترون قليلا, مااستطاعت النجوم القيام بعملية الاندماج النووي, ولعجزت عن الانفجار علي هيئة ما يسمي بفوق المستعر إذا تمكنت فرضا من القيام بعملية الاندماج النووي. والمعدل المتوسط لعملية إتساع الكون لابد وأنه قد اختير بحكمة بالغة لأن معدله الحالي لا يزال قريبا من الحد الحرج اللازم لمنع الكون من الانهيار علي ذاته. ويقرر علماء الفيزياء النظرية والفلكية أن الدخان الكوني كان خليطا من الغازات الحارة المعتمة التي تتخللها بعض الجسيمات الأولية للمادة وأضداد المادة حتي تشهد هذه الصورة من صور الزوجية السائدة في الكون لله وحده بالتفرد بالوحدانية فوق كافة خلقه, ولا توجد كلمة توفي هذه الحالة حقها من الوصف مثل كلمة دخان فسبحان الذي أنزلها في كتابه من قبل ألف وأربعمائة من السنين. وقد تكونت من تلك الجسيمات الأولية للمادة في الدخان الكوني الأولي نوي ذرات غازي الإيدروجين والهيليوم, وبعد ذلك وصلت الي الحد الذي يسمح بتكوين ذرات ثابتة لعناصر أكبر وزنا وذلك باتحاد نوي ذرات الإيدروجين والهيليوم. وظل هذا الدخان المعتم سائدا ومحتويا علي ذرات العناصر التي خلق منها بعد ذلك كل من الأرض والسماء. وتفيد الدراسات النظرية أن الكون في حالته الدخانية كان يتميز بقدر من التجانس مع تفاوت بسيط في كل من الكثافة ودرجات الحرارة بين منطقة وأخري, وذلك نظرا لبدء تحول أجزاء من ذلك الدخان بتقدير من الله( تعالي) الي مناطق تتركز فيها كميات كبيرة من كل من المادة والطاقة علي هيئة السدم. ولما كانت الجاذبية في تلك المناطق تتناسب تناسبا طرديا مع كم المادة والطاقة المتمركزة فيها, فقد أدي ذلك إلي مزيد من تكدس المادة والطاقة والذي بواسطته بدأ تخلق النجوم وبقية أجرام السماء في داخل تلك السدم, وتكونت النجوم في مراحلها الأولي من العناصر الخفيفة مثل الإيدروجين والهيليوم, والتي أخذت في التحول الي العناصر الأعلي وزنا بالتدريج مع بدءعملية الاندماج النووي في داخل تلك النجوم حسب كتلة كل منها. تصوير الدخان الكوني في الثامن من نوفمبر سنة1989 م أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية مركبة باسم مكتشف الخلفية الاشعاعية للكون ارتفعت الي مدار حول الأرض يبلغ ارتفاعه ستمائة كيلومتر فوق مستوي سطح البحر, وذلك لقياس درجة حرارة الخلفية الاشعاعية للكون, وقياس كل من الكثافة المادية والضوئية والموجات الدقيقة في الكون المدرك, بعيدا عن تأثير كل من السحب والملوثات في النطق الدنيا من الغلاف الغازي للأرض, وقام هذا القمر الصنعي المستكشف بارسال قدر هائل من المعلومات وملايين الصور لآثار الدخان الكوني الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم للكون, من علي بعد عشرة مليارات من السنين الضوئية, وأثبتت تلك الصور أن هذا الدخان الكوني في حالة معتمة تماما تمثل حالة الاظلام التي سادت الكون في مراحله الأولي. ويقدر العلماء كتلة هذا الدخان المعتم بحوالي90% من كتلة المادة في الكون المنظور, وكتب جورج سموت أحد المسئولين عن رحلة المستكشف تقريرا نشره سنة1992 م بالنتائج المستقاة من هذا العدد الهائل من الصور الكونية كان من أهمها الحالة الدخانية المتجانسة التي سادت الوجود عقب الانفجار الكوني العظيم, وكذلك درجة الحرارة المتبقية علي هيئة خلفية اشعاعية أكدت حدوث ذلك الانفجار الكبير, وكان في تلك الكشوف أبلغ الرد علي النظريات الخاطئة التي حاولت ــ من منطلقات الكفر والالحاد ــ تجاوز الخلق, والجحود بالخالق( سبحانه وتعالي) فنادت كذبا بديمومة الكون بلا بداية ولا نهاية من مثل نظرية الكون المستمر التي سبق أن أعلنها ودافع عنها كل من هيرمان بوندي وفريد هويل في سنة1949 م, ونظرية الكون المتذبذب التي نادي بها ريتشارد تولمان من قبل.. فقد كان في اثبات وجود الدخان الكوني والخلفية الإشعاعية للكون بعد إثبات توسع الكون ما يجزم بأن كوننا مخلوق له بداية ولابد أن ستكون له في يوم من الأيام نهاية, وقد أكدت الصور التي بثتها مركبة المستكشف للخلفية الاشعاعية والتي نشرت في ابريل سنة1992 م كل تلك الحقائق. انتشار مختلف صور الطاقة بالكون تكوين نوى المجرات من الدخان الكونى كان الجرم الابتدائي للكون مفعما بالمادة والطاقة المكدسة تكديسا رهيبا يكاد ينعدم فيه الحجم الي الصفر, وتتلاشي فيه كل أبعاد المكان والزمان, وتتوقف كل قوانين الفيزياء المعروفة لنا كما سبق وأن أشرنا( مرحلة الرتق), وبعد انفجار هذا الجرم الأولي وبدء الكون في التوسع, تمدد الاشعاع وظل الكون مليئا دوما بالطاقة الكهرمغناطيسية, علي أنه كلما تمدد الكون قل تركيز الطاقة فيه, ونقصت كثافته, وانخفضت درجة حرارته. وأول صورة من صور الطاقة في الكون هي قوة الجاذبية وهي قوي كونية بمعني أن كل جسم في الكون يخضع لقوي الجاذبية حسب كتلته أو كمية الطاقة فيه, وهي قوي جاذبة تعمل عبر مسافات طويلة, وتحفظ للجزء المدرك من الكون بناءه وأبعاده ولعلها هي المقصودة بقول الحق( تبارك وتعالي): الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها...( الرعد:2) وقولة( عز من قائل): ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض, والفلك تجري في البحر بأمره, ويمسك السماء أن تقع علي الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم( الحج:65). وقوله( سبحانه وتعالي): ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون( الروم:25). وقوله( تبارك اسمه): خلق السماوات بغير عمد ترونها...( لقمان:10). وقوله( تعالي): إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا( فاطر:41). ويقسم ربنا( تبارك وتعالي) وهو الغني عن القسم في مطلع سورة الطور بـ السقف المرفوع وهذا القسم القرآني جاء بالسماء المرفوعة بغير عمد مرئية..!! والصورة الثانية من صور الطاقة المنتشرة في الكون هي القوي الكهربائية/المغناطيسية( أو الكهرومغناطيسية وهي قوي تعمل بين الجسيمات المشحونة بالكهرباء, وهي أقوي من الجاذبية بملايين المرات( بحوالي4110 مرة), وتتمثل في قوي التجاذب بين الجسيمات التي تحمل شحنات كهربية مختلفة( موجبة وسالبة), كما تتمثل في قوي التنافر بين الجسيمات الحاملة لشحنات كهربية متشابهة, وتكاد هذه القوي من التجاذب والتنافر يلغي بعضها بعضا, وعلي ذلك فان حاصل القوي الكهرومغناطيسية في الكون يكاد يكون صفرا, ولكن علي مستوي الجزيئات والذرات المكونة للمادة تبقي هي القوي السائدة. والقوي الكهرومغناطيسية هي التي تضطر الاليكترونات في ذرات العناصر الي الدوران حول النواة بنفس الصورة التي تجبر فيها قوي الجاذبية الأرض( وغيرها من كواكب المجموعة الشمسية) الي الدوران حول الشمس, وإن دل ذلك علي شيء فإنما يدل علي وحدة البناء في الكون من أدق دقائقه الي أكبر وحداته, وهو ما يشهد للخالق( سبحانه وتعالي) بالوحدانية المطلقة بغير شريك ولا شبيه ولا منازع. ويصور الفيزيائيون القوي الكهرومغناطيسية علي أنها تنتج من تبادل أعداد كبيرة من جسيمات تكاد تكون معدومة الوزن تسمي بالفوتونات والقوي الثالثة في الكون هي القوي النووية القوية وهي القوي التي تمسك باللبنات الأولية للمادة في داخل كل من البروتونات والنيوترونات في نواة الذرة, وهذه القوي تصل الي أقصي قدرتها في المستويات العادية من الطاقة, ولكنها تضعف مع ارتفاع مستويات الطاقة باستمرار. والقوة الرابعة في الكون هي القوي النووية الضعيفة وهي القوي المسئولة عن عملية النشاط الإشعاعي وفي الوقت الذي تضعف فيه القوي النووية القوية في المستويات العليا للطاقة, فان كلا من القوي النووية الضعيفة والقوي الكهرومغناطيسية تقوي في تلك المستويات العليا للطاقة. وحدة القوي في الكون تخلق احدى النجوم من الدخان الكونى يوحد علماء الفيزياء النظرية بين كل من القوي الكهرومغناطيسية, والقوي النووية القوية والضعيفة فيما يسمي بنظرية التوحد الكبري والتي تعتبر تمهيدا لنظرية أكبر توحد بين كافة القوي الكونية في قوة عظمي, واحدة تشهد لله الخالق بالوحدانية المطلقة, وعن هذه القوة العظمي انبثقت القوي الكبري الأربع المعروفة في الكون: قوة الجاذبية, القوة الكهرومغناطيسية وكل من القوتين النوويتين الشديدة والضعيفة مع عملية الانفجار الكوني الكبير مباشرة( الفتق بعد الرتق). وباستثناء الجاذبية فان القوي الكونية الأخري تصل الي نفس المعدل عند مستويات عالية جدا من الطاقة تسمي باسم الطاقة العظمي للتوحد, ومن هنا فان هذه الصور الثلاث للطاقة تعتبر ثلاثة أوجه لقوة واحدة, لا يستبعد انضمام الجاذبية اليها, باعتبارها قوة ذات مدي طويل جدا, تتحكم في أجرام الكون وفي التجمعات الكبيرة للمادة ومن ثم يمكن نظريا غض الطرف عنها من قبيل التبسيط عندما يقصر التعامل علي الجسيمات الأولية للمادة, أو حتي مع ذرات العناصر. وهذه الصورة من وحدة البناء في الكون, ووحدة صور الطاقة فيه, مع شيوع الزوجية في الخلق ــ كل الخلق ــ هي شهادة الكون لخالقه( سبحانه وتعالي) بالتفرد بالوحدانية المطلقة فوق كافة خلقه بغير شبيه ولا شريك ولا منازع, وصدق الله العظيم إذ يقول: ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون( الذاريات:49). ويقول: لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون( الأنبياء:22). وسبحانه وتعالي إذ أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة قوله الحق: ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين( فصلت:11). الاخوة الكرام السلام عليكم ... وجدت اجابات رائعه لجميع التساؤلات والتي تثبت انه لاتعارض بين النظريات العلميه والقران الكريم من أسرار القرآن الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية ا لدكتور: زغـلول النجـار الثلث الأول من القرن العشرين لاحظ الفلكيون عملية توسع الكون التي دار من حولها جدل طويل حتي سلم العلماء بحقيقتها, وقد سبق القرآن الكريم بالإشارة الي تلك الحقيقة قبل ألف وأربعمائة سنة بقول الحق( تبارك وتعالي): والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون( الذاريات:47) وكانت هذه الآية الكريمة قد نزلت والعالم كله ينادي بثبات الكون, وعدم تغيره, وظل هذا الاعتقاد سائدا حتي منتصف القرن العشرين حين أثبتت الأرصاد الفلكية حقيقة توسع الكون, وتباعد مجراته عنا, وعن بعضها البعض بمعدلات تقترب أحيانا من سرعة الضوء( المقدرة بنحو ثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية), وقد أيدت كل من المعادلات الرياضية وقوانين الفيزياء النظرية استنتاجات الفلكيين في ذلك. وانطلاقا من هذه الملاحظة الصحيحة نادي كل من علماء الفلك, والفيزياء الفلكية والنظرية بأننا إذا عدنا بهذا الاتساع الكوني الي الوراء مع الزمن فلابد أن تلتقي كل صور المادة والطاقة الموجودة في الكون( المدرك منها وغير المدرك) وتتكدس علي بعضها البعض في جرم ابتدائي واحد يتناهي في الصغر الي ما يقرب الصفر أو العدم, وتنكمش في هذه النقطة أبعاد كل من المكان والزمان حتي تتلاشي( مرحلة الرتق). وهذا الجرم الابتدائي كان في حالة من الكثافة والحرارة تتوقف عندهما كل القوانين الفيزيائية المعروفة, ومن ثم فإن العقل البشري لا يكاد يتصورهما, فانفجر هذا الجرم الأولي بأمر الله( تعالي) في ظاهرة يسميها العلماء عملية الانفجار الكوني العظيم ويسميها القرآن الكريم باسم الفتق فقد سبق القرآن الكريم كل المعارف الانسانية بالاشارة الي ذلك الحدث الكوني العظيم من قبل ألف وأربعمائة من السنين بقول الحق( تبارك وتعالي): أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون (الأنبياء:30) وتشير دراسات الفيزياء النظرية في أواخر القرن العشرين الي أن جرما بمواصفات الجرم الابتدائي للكون عندما ينفجر يتحول الي غلالة من الدخان الذي تخلقت منه الأرض وكل أجرام السماء,وقد سبق القرآن الكريم بألف وأربعمائة سنة كل المعارف الانسانية وذلك بإشارته الي مرحلة الدخان في قول الحق( تبارك وتعالي): قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين* وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين* ثم استوي إلي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين* فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحي في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم( فصلت:9 ــ12) وفي8 نوفمبر سنة1989 م أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية مركبة فضائية باسم مكتشف الخلفية الاشعاعية للكون وذلك في مدار علي ارتفاع ستمائة كيلومتر حول الأرض بعيدا عن تأثير كل من السحب والملوثات في النطق الدنيا من الغلاف الغازي للأرض, وقد قام هذا القمر الصنعي بإرسال ملايين الصور والمعلومات الي الأرض عن آثار الدخان الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم للكون من علي بعد عشرة مليارات من السنين الضوئية, وهي حالة دخانية معتمة سادت الكون قبل خلق الأرض والسماوات, فسبحان الذي أنزل من قبل ألف وأبعمائة سنة قوله الحق: ثم استوي إلي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين( فصلت:11). دخانية السماء بعد الانفجار الكوني العظيم( أي بعد فتق الرتق): بعد التسليم بحقيقة توسع الكون, وبرد ذلك التوسع الي الوراء مع الزمن حتي الوصول الي جرم ابتدائي واحد متناه في الضآلة حجما الي الصفر أو ما يقرب من العدم, ومتناه في الكثافة والحرارة الي حد لا يكاد العقل الانساني أن يتخيله, لتوقف كل قوانين الفيزياء المعروفة عنده( مرحلة الرتق), وبعد التسليم بانفجار هذا الجرم الابتدائي( مرحلة الفتق) في ظاهرة كونية يسميها العلماء الانفجار الكوني الكبير بدأ كل من علماء الفلك والفيزياء الفلكية والنظرية في تحليل مسار الأحداث الكونية بعد هذا الحدث الكوني الرهيب. ومع إيماننا بان تلك الأحداث الموغلة في تاريخ الكون تقع في صميم الغيب الذي أخبر ربنا( تبارك وتعالي) عنه بقوله( عز من قائل): ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا( الكهف:51) إلا أن السنن التي فطر الله( تعالي) الكون عليها لها من الاطراد, والاستمرار, والثبات, ما يمكن أن يعين الانسان علي الوصول الي شيء من التصور الصحيح لتلك الأحداث الغيبية الموغلة في أبعاد التاريخ الكوني علي الرغم من حس الانسان المحدود, وقدرات عقله المحدودة, ومحدودية كل من زمانه ومكانه. كذلك فان التقنيات المتطورة من مثل الصواريخ العابرة لمسافات كبيرة في السماء, والأقمار الصنعية التي تطلقها تلك الصواريخ, والأجهزة القياسية والتسجيلية الدقيقة التي تحملها قد ساعدت علي الوصول الي تصوير الدخان الكوني الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم, والذي وجدت بقايا أثرية له علي أطراف الجزء المدرك من الكون, وعلي أبعاد تصل الي عشرة مليارات من السنين الضوئية لتثبت دقة التعبير القرآني بلفظة دخان التي وصف بها حالة الكون قبل خلق السماوات والأرض. الفيزياء الفلكية ودخانية الكون: بعد الانفجار العظيم تحول الكون الى غلالة من الدخان الذى خلقت من الارض والسماوات تشير الحسابات الفيزيائية الي أن حجم الكون قبل الانفجار العظيم كاد يقترب من الصفر, وكان في حالة غريبة من تكدس كل من المادة والطاقة, وتلاشي كل من المكان والزمان, تتوقف عندها كل قوانين الفيزياء المعروفة( مرحلة الرتق), ثم انفجر هذا الجرم الابتدائي الأولي في ظاهرة كبري تعرف بظاهرة الانفجار الكوني العظيم مرحلة الفتق وبانفجاره تحول الي كرة من الإشعاع والجسيمات الأولية أخذت في التمدد والتبرد بسرعات فائقة حتي تحولت الي غلالة من الدخان. فبعد ثانية واحدة من واقعة الانفجار العظيم تقدر الحسابات الفيزيائية انخفاض درجة حرارة الكون من تريليونات الدرجات المطلقة الي عشرة بلايين من الدرجات المطلقة[ ستيفن و. هوكنج1988 م وعندها تحول الكون الي غلالة من الدخان المكون من الفوتونات والإلكترونات والنيوترينوات واضداد هذه الجسيمات مع قليل من البروتونات والنيوترونات ولولا استمرار الكون في التوسع والتبرد بمعدلات منضبطة بدقة فائقة لأفنت الجسيمات الأولية للمادة وأضدادها بعضها بعضا, وانتهي الكون, ولكنه حفظ بحفظ الله الذي أتقن كل شيء خلقه. والنيوترونات يمكن أن توجد في الكون علي هيئة ما يسمي باسم المادة الداكنة وينادي آلان جوث بأن التمدد عند بدء الانفجار العظيم كان بمعدلات فائقة التصور أدت الي زيادة قطر الكون بمعدل2910 مرة في جزء من الثانية , وتشير حسابات الفيزياء النظرية الي الاستمرار في انخفاض درجة حرارة الكون الي بليون( ألف مليون) درجة مطلقة بعد ذلك بقليل, وعند تلك الدرجة اتحدت البروتونات والنيوترونات لتكوين نوي ذرات الإيدروجين الثقيل أو الديوتريوم التي تحللت الي الإيدروجين أو اتحدت مع مزيد من البروتونات والنيوترونات لتكون نوي ذرات الهيليوم(HeliumNuclei) والقليل من نوي ذرات عناصر أعلي مثل نوي ذرات الليثيوم ونوي ذرات البريليوم , ولكن بقيت النسبة الغالبة لنوي ذرات غازي الأيدروجين والهيليوم, وتشير الحسابات النظرية الي أنه بعد ذلك بقليل توقف انتاج كل من الهيليوم والعناصر التالية له, واستمر الكون في الاتساع والتمدد والتبرد لفترة زمنية طويلة, ومع التبرد انخفضت درجة حرارة الكون الي آلاف قليلة من الدرجات المطلقة حين بدأت ذرات العناصر في التكون والتجمع وبدأ الدخان الكوني في التكدس علي هيئة أعداد من السدم الكونية الهائلة. ومع استمرار عملية الاتساع والتبرد في الكون بدأت أجزاء من تلك السدم في التكثف علي ذاتها بفعل الجاذبية وبالدوران حول نفسها بسرعات متزايدة بالتدريج حتي تخلقت بداخلها كتل من الغازات المتكثفة, ومع استمرار دوران تلك الكتل الكثيفة في داخل السدم بدأت كميات من غازي الإيدروجين والهيليوم الموجودة بداخلها في التكدس علي ذاتها بمعدلات أكبر, مما أدي الي مزيد من الارتفاع في درجات حرارتها حتي وصلت الي الدرجات اللازمة لبدء عملية الاندماج النووي فتكونت النجوم المنتجة للضوء والحرارة. وفي النجوم الكبيرة الكتلة استمرت عملية الاندماج النووي لتخليق العناصر الأعلي في وزنها الذري بالتدريج مثل الكربون والأوكسيجين وما يليهما حتي يتحول لب النجم بالكامل الي الحديد فينفجر هذا النجم المستعر(Nova) علي هيئة فوق المستعر وتتناثر أشلاء فوق المستعرات وما بها من عناصر ثقيلة في داخل المجرة لتتكون منها الكواكب والكويكبات, بينما يبقي منها في غازات المجرة ما يمكن أن يدخل في بناء نجم آخر بإذن الله. وتحتوي شمسنا علي نحو2% من كتلتها من العناصر الأثقل في أوزانها الذرية من غازي الايدروجين والهيليوم, وهما المكونان الأساسيان لها, وهذه العناصر الثقيلة لم تتكون كلها بالقطع في داخل الشمس بل جاءت إليها من بقايا انفجار بعض من فوق المستعرات. وعلي الرغم من تكدس كل من المادة والطاقة في أجرام السماء( مثل النجوم وتوابعها) فان الكون المدرك يبدو لنا متجانسا علي نطاق واسع, في كل الاتجاهات, وتحده خلفية إشعاعية متساوية حيثما نظر الراصد. كذلك فان توسع الكون لم يتجاوز بعد الحد الحرج الذي يمكن أن يؤدي الي انهياره علي ذاته,وتكدسه من جديد, مما يؤكد أنه محكوم بضوابط بالغة الدقة والاحكام, ولا يزال الكون المدرك مستمرا في توسعه بعد أكثر من عشرة مليارات من السنين( هي العمر الأدني المقدر للكون) وذلك بنفس معدل التوسع الحرج, ولو تجاوزه بجزء من مئات البلايين من المعدل الحالي للتوسع لانهار الكون علي الفور, فسبحان الذي حفظه من الانهيار..!! والنظرية النسبية لا يمكنها تفسير ذلك لأن كل القوانين الفيزيائية, وكل الأبعاد المكانية والزمانية تنهار عند الجرم الابتدائي للكون قبل انفجاره( مرحلة الرتق) بكتلته, وكثافته وحرارته الفائقة, وانعدام حجمه الي ما يقرب من الصفر, ولا يمكن لعاقل أن يتصور مصدرا لخلق هذا الكون بهذا القدر من الاحكام غير كونه أمرا من الخالق( سبحانه وتعالي) الذي إنما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون( يس:82) فعلي سبيل المثال لا الحصر يذكر علماء الفيزياء أنه إذا تغيرت الشحنة الكهربائية للإليكترون قليلا, مااستطاعت النجوم القيام بعملية الاندماج النووي, ولعجزت عن الانفجار علي هيئة ما يسمي بفوق المستعر إذا تمكنت فرضا من القيام بعملية الاندماج النووي. والمعدل المتوسط لعملية إتساع الكون لابد وأنه قد اختير بحكمة بالغة لأن معدله الحالي لا يزال قريبا من الحد الحرج اللازم لمنع الكون من الانهيار علي ذاته. ويقرر علماء الفيزياء النظرية والفلكية أن الدخان الكوني كان خليطا من الغازات الحارة المعتمة التي تتخللها بعض الجسيمات الأولية للمادة وأضداد المادة حتي تشهد هذه الصورة من صور الزوجية السائدة في الكون لله وحده بالتفرد بالوحدانية فوق كافة خلقه, ولا توجد كلمة توفي هذه الحالة حقها من الوصف مثل كلمة دخان فسبحان الذي أنزلها في كتابه من قبل ألف وأربعمائة من السنين. وقد تكونت من تلك الجسيمات الأولية للمادة في الدخان الكوني الأولي نوي ذرات غازي الإيدروجين والهيليوم, وبعد ذلك وصلت الي الحد الذي يسمح بتكوين ذرات ثابتة لعناصر أكبر وزنا وذلك باتحاد نوي ذرات الإيدروجين والهيليوم. وظل هذا الدخان المعتم سائدا ومحتويا علي ذرات العناصر التي خلق منها بعد ذلك كل من الأرض والسماء. وتفيد الدراسات النظرية أن الكون في حالته الدخانية كان يتميز بقدر من التجانس مع تفاوت بسيط في كل من الكثافة ودرجات الحرارة بين منطقة وأخري, وذلك نظرا لبدء تحول أجزاء من ذلك الدخان بتقدير من الله( تعالي) الي مناطق تتركز فيها كميات كبيرة من كل من المادة والطاقة علي هيئة السدم. ولما كانت الجاذبية في تلك المناطق تتناسب تناسبا طرديا مع كم المادة والطاقة المتمركزة فيها, فقد أدي ذلك إلي مزيد من تكدس المادة والطاقة والذي بواسطته بدأ تخلق النجوم وبقية أجرام السماء في داخل تلك السدم, وتكونت النجوم في مراحلها الأولي من العناصر الخفيفة مثل الإيدروجين والهيليوم, والتي أخذت في التحول الي العناصر الأعلي وزنا بالتدريج مع بدءعملية الاندماج النووي في داخل تلك النجوم حسب كتلة كل منها. تصوير الدخان الكوني في الثامن من نوفمبر سنة1989 م أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية مركبة باسم مكتشف الخلفية الاشعاعية للكون ارتفعت الي مدار حول الأرض يبلغ ارتفاعه ستمائة كيلومتر فوق مستوي سطح البحر, وذلك لقياس درجة حرارة الخلفية الاشعاعية للكون, وقياس كل من الكثافة المادية والضوئية والموجات الدقيقة في الكون المدرك, بعيدا عن تأثير كل من السحب والملوثات في النطق الدنيا من الغلاف الغازي للأرض, وقام هذا القمر الصنعي المستكشف بارسال قدر هائل من المعلومات وملايين الصور لآثار الدخان الكوني الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم للكون, من علي بعد عشرة مليارات من السنين الضوئية, وأثبتت تلك الصور أن هذا الدخان الكوني في حالة معتمة تماما تمثل حالة الاظلام التي سادت الكون في مراحله الأولي. ويقدر العلماء كتلة هذا الدخان المعتم بحوالي90% من كتلة المادة في الكون المنظور, وكتب جورج سموت أحد المسئولين عن رحلة المستكشف تقريرا نشره سنة1992 م بالنتائج المستقاة من هذا العدد الهائل من الصور الكونية كان من أهمها الحالة الدخانية المتجانسة التي سادت الوجود عقب الانفجار الكوني العظيم, وكذلك درجة الحرارة المتبقية علي هيئة خلفية اشعاعية أكدت حدوث ذلك الانفجار الكبير, وكان في تلك الكشوف أبلغ الرد علي النظريات الخاطئة التي حاولت ــ من منطلقات الكفر والالحاد ــ تجاوز الخلق, والجحود بالخالق( سبحانه وتعالي) فنادت كذبا بديمومة الكون بلا بداية ولا نهاية من مثل نظرية الكون المستمر التي سبق أن أعلنها ودافع عنها كل من هيرمان بوندي وفريد هويل في سنة1949 م, ونظرية الكون المتذبذب التي نادي بها ريتشارد تولمان من قبل.. فقد كان في اثبات وجود الدخان الكوني والخلفية الإشعاعية للكون بعد إثبات توسع الكون ما يجزم بأن كوننا مخلوق له بداية ولابد أن ستكون له في يوم من الأيام نهاية, وقد أكدت الصور التي بثتها مركبة المستكشف للخلفية الاشعاعية والتي نشرت في ابريل سنة1992 م كل تلك الحقائق. انتشار مختلف صور الطاقة بالكون تكوين نوى المجرات من الدخان الكونى كان الجرم الابتدائي للكون مفعما بالمادة والطاقة المكدسة تكديسا رهيبا يكاد ينعدم فيه الحجم الي الصفر, وتتلاشي فيه كل أبعاد المكان والزمان, وتتوقف كل قوانين الفيزياء المعروفة لنا كما سبق وأن أشرنا( مرحلة الرتق), وبعد انفجار هذا الجرم الأولي وبدء الكون في التوسع, تمدد الاشعاع وظل الكون مليئا دوما بالطاقة الكهرمغناطيسية, علي أنه كلما تمدد الكون قل تركيز الطاقة فيه, ونقصت كثافته, وانخفضت درجة حرارته. وأول صورة من صور الطاقة في الكون هي قوة الجاذبية وهي قوي كونية بمعني أن كل جسم في الكون يخضع لقوي الجاذبية حسب كتلته أو كمية الطاقة فيه, وهي قوي جاذبة تعمل عبر مسافات طويلة, وتحفظ للجزء المدرك من الكون بناءه وأبعاده ولعلها هي المقصودة بقول الحق( تبارك وتعالي): الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها...( الرعد:2) وقولة( عز من قائل): ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض, والفلك تجري في البحر بأمره, ويمسك السماء أن تقع علي الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم( الحج:65). وقوله( سبحانه وتعالي): ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون( الروم:25). وقوله( تبارك اسمه): خلق السماوات بغير عمد ترونها...( لقمان:10). وقوله( تعالي): إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا( فاطر:41). ويقسم ربنا( تبارك وتعالي) وهو الغني عن القسم في مطلع سورة الطور بـ السقف المرفوع وهذا القسم القرآني جاء بالسماء المرفوعة بغير عمد مرئية..!! والصورة الثانية من صور الطاقة المنتشرة في الكون هي القوي الكهربائية/المغناطيسية( أو الكهرومغناطيسية وهي قوي تعمل بين الجسيمات المشحونة بالكهرباء, وهي أقوي من الجاذبية بملايين المرات( بحوالي4110 مرة), وتتمثل في قوي التجاذب بين الجسيمات التي تحمل شحنات كهربية مختلفة( موجبة وسالبة), كما تتمثل في قوي التنافر بين الجسيمات الحاملة لشحنات كهربية متشابهة, وتكاد هذه القوي من التجاذب والتنافر يلغي بعضها بعضا, وعلي ذلك فان حاصل القوي الكهرومغناطيسية في الكون يكاد يكون صفرا, ولكن علي مستوي الجزيئات والذرات المكونة للمادة تبقي هي القوي السائدة. والقوي الكهرومغناطيسية هي التي تضطر الاليكترونات في ذرات العناصر الي الدوران حول النواة بنفس الصورة التي تجبر فيها قوي الجاذبية الأرض( وغيرها من كواكب المجموعة الشمسية) الي الدوران حول الشمس, وإن دل ذلك علي شيء فإنما يدل علي وحدة البناء في الكون من أدق دقائقه الي أكبر وحداته, وهو ما يشهد للخالق( سبحانه وتعالي) بالوحدانية المطلقة بغير شريك ولا شبيه ولا منازع. ويصور الفيزيائيون القوي الكهرومغناطيسية علي أنها تنتج من تبادل أعداد كبيرة من جسيمات تكاد تكون معدومة الوزن تسمي بالفوتونات والقوي الثالثة في الكون هي القوي النووية القوية وهي القوي التي تمسك باللبنات الأولية للمادة في داخل كل من البروتونات والنيوترونات في نواة الذرة, وهذه القوي تصل الي أقصي قدرتها في المستويات العادية من الطاقة, ولكنها تضعف مع ارتفاع مستويات الطاقة باستمرار. والقوة الرابعة في الكون هي القوي النووية الضعيفة وهي القوي المسئولة عن عملية النشاط الإشعاعي وفي الوقت الذي تضعف فيه القوي النووية القوية في المستويات العليا للطاقة, فان كلا من القوي النووية الضعيفة والقوي الكهرومغناطيسية تقوي في تلك المستويات العليا للطاقة. وحدة القوي في الكون تخلق احدى النجوم من الدخان الكونى يوحد علماء الفيزياء النظرية بين كل من القوي الكهرومغناطيسية, والقوي النووية القوية والضعيفة فيما يسمي بنظرية التوحد الكبري والتي تعتبر تمهيدا لنظرية أكبر توحد بين كافة القوي الكونية في قوة عظمي, واحدة تشهد لله الخالق بالوحدانية المطلقة, وعن هذه القوة العظمي انبثقت القوي الكبري الأربع المعروفة في الكون: قوة الجاذبية, القوة الكهرومغناطيسية وكل من القوتين النوويتين الشديدة والضعيفة مع عملية الانفجار الكوني الكبير مباشرة( الفتق بعد الرتق). وباستثناء الجاذبية فان القوي الكونية الأخري تصل الي نفس المعدل عند مستويات عالية جدا من الطاقة تسمي باسم الطاقة العظمي للتوحد, ومن هنا فان هذه الصور الثلاث للطاقة تعتبر ثلاثة أوجه لقوة واحدة, لا يستبعد انضمام الجاذبية اليها, باعتبارها قوة ذات مدي طويل جدا, تتحكم في أجرام الكون وفي التجمعات الكبيرة للمادة ومن ثم يمكن نظريا غض الطرف عنها من قبيل التبسيط عندما يقصر التعامل علي الجسيمات الأولية للمادة, أو حتي مع ذرات العناصر. وهذه الصورة من وحدة البناء في الكون, ووحدة صور الطاقة فيه, مع شيوع الزوجية في الخلق ــ كل الخلق ــ هي شهادة الكون لخالقه( سبحانه وتعالي) بالتفرد بالوحدانية المطلقة فوق كافة خلقه بغير شبيه ولا شريك ولا منازع, وصدق الله العظيم إذ يقول: ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون( الذاريات:49). ويقول: لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون( الأنبياء:22). وسبحانه وتعالي إذ أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة قوله الحق: ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين( فصلت:11).
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|