ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات الفيزيائية الخاصة > استراحـــة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب. | ||
حينما يبوح ,,, قلمي |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#51
|
|||
|
|||
![]() كلامات رائعة وبوح أروع
أنتظر القادم |
#52
|
|||
|
|||
![]() أهلا وسهلا ومرحبا بك أيتها الشمس عودا حميدا ونور المنتدى بوجودك أشكرك على المرور الطيب لك خالص الود والتقدير تحياتي لك وللجميع
__________________
نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا اتسعت لنا السماء فكيف نيأس ؟!! |
#53
|
|||
|
|||
![]() تأخرنا عليكم , أرجوا المعذرة
تفضلوا v v v قال لي شيخ,وقد سقط إليه عدد من الرسالة، فيه مقالة لي في الحب مالك والحب، وأنت شيخ وأنت قاض، وليس يليق بالشيوخ والقضاة أن يتكلموا في الحب، أو يعرضوا للغزل؟! إنما يليق ذلك بالشعراء، وقد نزه الله نبيّه عن الشعر، وترفع العلماء وهم ورثة الأنبياء عنه، وصرح الشافعي أنه يزري بهم، ولولا ذلك كان أشعر من لبيد فضحكت، وقلت له أما قمت مرة في السحر، فأحسست نسيم الليل الناعش، وسكونه الناطق... وجماله الفاتن، فشعرت بعاطفة لا عهد لك بمثلها، ولا طاقة لك على وصفها؟ أما خلوت مرة بنفسك تفكر في الماضي فتذكر أفراحه وأتراحه، وإخوانا كانوا زينة الحياة فطواهم الثرى، وعهدا كان ربيع العمر فتصرم الربيع، فوجدت فراغا في نفسك، فتلفت تفتش عن هذا الماضي الذي ذهب ولن يعود؟ أما قرأت مرة قصة من قصص الحب، أو خبراً من أخبار البطولة فأحسست بمثل النار تمشي في أعصابك، وبمثل جناح الطير يخفق في صدرك؟ أما رأيت في الحياة مشاهد البؤس؟ أما أبصرت في الكون روائع الجمال؟ فمن هو الذي يصور مشاعرك هذه؟ من الذي يصف لذائذك النفسية وآلامك، وبؤسك ونعماءك؟ لن يصورها اللغويون ولا الفقهاء ولا المحدثون، ولا الأطباء ولا المهندسون. كل أولئك يعيشون مع الجسد والعقل ، محبوسين في معقلهما، لا يسرحون في فضاء الأحلام، ولا يوغلون في أودية القلب، ولا يلجون عالم النفس... فمن هم أهل القلوب؟ إنهم الشعراء يا سيدي، وذلك هو الشعر!ـ إن البشر يكدّون ويسعون، ويسيرون في صحراء الحياة، وقيد نواظرهم كواكب ثلاثة، هي هدفهم وإليها المسير، ومنها الهدي وهي السراج المنير، وهي الحقيقة والخير والجمال، وإن كوكب الجمال أزهاها وأبهاها، إن خفي صاحباه عن بعض الناس فما يخفى على أحد، وإن قصرت عن دركهما عيون فهو ملء كل عين، والجمال بعد أسّ الحقائق وأصل الفضائل، فلولا جمال الحقيقة ما طلبها العلماء، ولولا جمال الخير ما دعا إليه المصلحون. وهل ينازع في تفضيل الجمال إنسان؟ هل في الدنيا من يؤثر الدمنة المقفرة على الجنة المزهرة؟ والعجوز الشوهاء على الصبية الحسناء؟ والأسمال البالية على الحلل الغالية؟ فكيف يكون فيها من يكره الشعر (أعني الشعر الحق، الذي يجمع سمو المعنى، وموسيقى اللفظ، لا هذا الهذيان الذي نقرؤه الآن -الذي يدعونه الشعر الحديث- شعر الحدأثة أي الحدث الأكبر الذي لا يتطهر منه صاحبه إلا بالغسل)، وهو جمال القول، وفتنة الكلام؟ وهو لغة القلب فمن لم يفهمه لم يكن من ذوي القلوب. وهو صورة النفس، فمن لم يجد فيه صورته لم يكن إلا جماداً. وهو حديث الذكريات والآمال، فمن لم يذكر ماضيا، ولم يرج مستقبلا، ولم يعرف من نفسه لذة ولا ألما، فليس بإنسان إنه شاعر" لأن الشاعر يأتيه الوحي من داخل نفسه، والنبي يجيئه من السماء، وهذا الذي لم تدركه العرب، فقالوا قولتهم التي ردها الله عليهم!.ـ وأين وجدت حرمة الشعر، أو مذمته من حيث هو كلام جميل، يصف شعورا نبيلا؟ إنما يقبح إذا اشتمل على الباطل، كما يقبح كل كلام يشتمل عليه.ـ ومن أين عرفت أن العلماء قد ترفعوا عنه، والكتب مملوءة بالجيد من أشعارهم، في الحب والغزل ووصف النساء؟ . . . يتبع v v |
#54
|
|||
|
|||
![]() أو ما سمعت بأن النبي صلى الله عليه وسلم أصغى إلى كعب وهو يهدر في قصيدته التي يتغزل فيها بسعاد… ويصفها بما لو ألقي عليك مثله لتورّعت عن سماعه… وتصاممت عنه ، وحسبت أن التقى يمنعك منه وذهبت تلوم عليه، وتنصح بالإقلاع عن قائله...ـ
[poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] وما سعاد غدة البين إذ برزت= كأنها منهل بالـراح معلـول هيفـاء مقبلة عجـزاء مدبرة = لا يشتكي قصر منها ولا طول [/poem] وأن عمر كان يتمثّل بما تكره أنت.. من الشعر، وأن ابن عباس كان يصغي إلى إمام الغزلين عمر بن أبي ربيعة، ويروي شعره؟ وأن الحسن البصري كان يستشهد في مجلس وعظه، بقول الشاعر:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] اليوم عندك دلها وحديثها = وغدا لغيرك كفها والمعصم [/poem] وأن سعيد بن المسيب سمع مغنيا يغني:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] تضوع مسكا بطن نعمان إن مشت = به زينب في نسوة خفرات [/poem] فضرب برجله وقال: هذا والله مما يلذ استماعه، ثم قال:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] وليست كأخرى أوسعت جيب درعها = وأبدت بنـان الكف للجمـرات وعالت فتات المسد وخفـاً مرجّـلا = على مثل بدر لاح في الظلمات وقامت تراءى يـوم جمـع فأفتنت = برؤيتها من راح من عرفـات [/poem] فكانوا يرون هذا الشعر لسعيد بن المسيب!.ـ وما لي أدور وأسوق لك الأخبار، وعندنا شعراء كان شعرهم أرق من النسيم إذا أسرى، وأصفى من شعاع القمر، وأعذب من ماء الوصال، وهم كانوا أئمة الدين وأعلام الهدى.ـ هذا عروة بن أذينة الفقيه المحدث شيخ الإمام مالك يقول:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] إن التي زعمـت فـؤادك ملها = خلقت هواك كما خلقت هوى لها فبك الذي زعمـت بها وكلاكما = يبدي لصاحبه الصبـابـة كلها ويبيت بين جوانحي حـبٌّ لهـا = لو كان تحـت فراشهـا لأقلها ولعمرها لو كان حبـك فوقها = يوماً وقد ضحيـت إذن لأظلهـا وإذا وجدت لها وساوس سلـوة= شفع الفؤاد إلى الضمير فسلها بيضاء باكرها النعيـم فصاغها = بلبـاقـة فـأدقهـا وأجلهـا !منعـت تحيتها فقلـت لصاحبي = ما كان أكثـرها لنـا وأقلها فدنا فقـال ، لعلهـا معـذورة = من أجل رقبتها، فقلت : لعلها[/poem] هذه الأبيات التي بلغ من إعجاب الناس بها أن أبا السائب المخزومي لما سمعها حلف أنه لا يأكل بها طعاما إلى الليل!.ـ وهو القائل، وهذا من أروع الشعر وأحلاه، وهذا شعر شاعر لم ينطق بالشعر تقليدا، وإنما قال عن شعور، ونطق عن ححب، فما يخفى كلام المحبين:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] قالت ( وأبثثتها وجدي فبحت به )= قد كنت عندي تحب السعر، فاستتر ألست تبصر من حولي؟ فقلت لها = غطى هواك وما ألقى على بصري هذا الشاعر الفقيه الذي أوقد الحب في قلبه نارا لا يطفئها إلا الوصال:ـ إذا وجدت أوار الحب في كبدي = عمدت نحو سقاء الماء أبترد هبني بردت ببرد الماء ظاهره =فمن لحر على الأحشاء يتّقد!؟[/poem] وهذا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أحد فقهاء المدينة السبعة الذين انتهى إليهم العلم، وكان عمر بن عبد العزيز يقول في خلافته: لمجلس من عبيد الله لو كان حيا، أحب إلي من الدنيا وما فيها. وإني لأشتري ليلة من ليالي عبيد الله بألف دينار من بيت المال، فقالوا: يا أمير المؤمنين، تقول هذا مع شدة تحريك وشدة تحفظك؟ قال: أين يذهب بكم؟ والله إني لأعود برأيه ونصيحته ومشورته على بيت المال بألوف وألوف. وكان الزهري يقول: سمعت من العلم شيئا كثيرا، فظننت أني اكتفيت حتى لقيت عبيد الله فإذا كأني ليس في يدي شيء!.ـ وهو مع ذلك الشاعر الغزل الذي يقول:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] شققت القلب ثم ذررت فيـه = هواك فليم فالتمام الفطور تغلغل حب عشمة في فؤادي = فباديه مع الخافي يسيـر تغلغل حيث لم يبلغ شـراب = ولا حزن ولم يبلغ سرور [/poem] أفسمعت بأعمق من هذا الحب وأعلق منه بالقلب؟ ولم يكن يخفي ما في قلبه، بل كان إذا لقيه ابن المسيب فسأله: أأنت الفقيه الشاعر؟ يقول: "لا بد للمصدور من أن ينفث" فلا ينكر عليه ابن المسيب. وهو القائل:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] كتمت الهوى حتى أضر بك الكتم = ولامـك أقـوام ولومهـم ظلـم ونمّ عليـك الكاشحون و قبلهـم = عليك الهـوى قد نم لو نفع النم وزادك إغـراء بها طـول بخلها = عليك وأبلى لحم أعظمك الهـم فأصبحت كالنهدي إذ مات حسرة = على إثر هند أو كمن سقي السم ألا من لنفس لا تمـوت فينقضي = شقاها ولا تحيا حياة لها طعـم تجنبـت إتيـان الحبيـب تأثمـا = ألا إن هجران الحبيب هو الإثـم فـذق هجـرها إن كنت تزعم أنه = رشاد ألا يا ربما كذب الزعـم [/poem] ألا إن هذا هو الشعر!.ـ واسمع يا سيدي أنشدك ما يحضرني من غزل الفقهاء، لا أستقصي ولا أعمد إلى الترتيب، وإنما أروي لك ما يجيئني، وما يدنو مني مصدره. هذا أبو السعادات أسعد بن يحيى السنجاري الفقيه الشافعي المتوفى سنة 622 هـ فاسمع من شعره ما ترقص منه القلوب، وتطرب الألباب: حلاوة ألفاظ، وبراعة معنى، وحسن أسلوب، قال من قصيدة له:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] وهـواك ما خطر السلو ببالـه = ولأنـت أعلـم في الغـرام بحالـه ومتى وشى واش إليـك بأنـه = سـال هـواك فـذاك مـن عذالـه أوليس للكلـف المعـنى شاهد = من حالـه يغنيـك عـن تسـآلـه جددت ثوب سقامـة، وهتكـت = ستر غرامه، وصرمت حبل وصاله أفزلـة سبقـت لـه أم خلـة =مـألـوفـة من تيـهـه ودلالـه[/poem] أوما سمعت شعر الشيخ الشهرزوري الصوفي هاك منه قوله:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] فعاودت قلبـي أسأل الصبـر وقفـة = عليها فلا قلبي وجدت ولا صبري وغابت شموس الوصل عني وأظلمت = مسالكه حتى تحيـرت في أمري [/poem] وهاك قول ظهير الدين الأهوازي الوزير الفقيه، تلميذ أبي أسحق الشيرازي:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] وإني لأبدي في هواك تجلدا = وفي القلـب مني لوعة وغليل فلا تحسبن أني سلوت فربما = ترى صحة بالمرء وهو عليل[/poem] وقول أبي القاسم القشيري الإمام الصوفي العلم:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] لو كنت ساعة بيننا ما بيننا = ورأيت كيف تكـرر التوديعـا لعلمت أن من الدموع محدثا = وعلمت أن من الحديث دموعا [/poem] والبيت الثاني من مرقصات الشعر.ـ وكان مع ذلك علامة في الفقه والتفسير والحديث ومن فقهاء الشافعية الكبار، وهو صاحب الرسالة التي يعتدها الصوفية ككتاب سيبويه عند النحويين، ولا ينصرف الإطلاق إلا لها، ومن شعره:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] ومن كان في طول الهوى ذاق لذة = فإني من ليلي لها غير ذائق وأكثر شيء نلتـه من وصالهـا = أماني لم تصدق كخطفة بارق [/poem] ومن شعر القاضي عبد الوهاب المالكي الفقيه المشهور المتوفى سنة 422 والمدفون في قرافة مصر، وصاحب الخبر المستفيض لما خرج من بغداد وخرج أهلها لوداعه وهم يبكون ويعولون وهو يقول: والله يا أهل بغداد، لو وجدت عندكم رغيفا كل يوم ما فارقتكم. ويقول:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] سلام على بغداد في كل موطن = وحق لها مني سلام مضاعف فوا الله ما فارقتها عن قلى لها = وإني بشطي جانبيها لعـارف ولكنها ضاقـت علي بأسرهـا = ولم تكن الأرزاق فيها تساعف وكانت كخل كنت أهـوى دنوه = وأخلاقـه تنأى به وتخالـف [/poem] ويقول فيها:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] بغداد دار لأهل المـال طيبـة = وللمفاليس دار الضنك والضيق ظللت حيران أمشي في أزقتها= كأنني مصحف في بيت زنديق [/poem] وهو معنى جيد وتشبيه عجيب. وهو القائل:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] متى يصل العطاش إلى ارتواء = إذا استقت البحـار من الركايا ومن يثني الأصاغر عن مـراد =وقد جلس الأكابـر في الزوايا وإنَّ ترفـع الوضعـاء يومـا = على الرفعاء من إحدى الرزايا إذا استوت الأسـافل والأعالي= فقد طابـت منادمـة المنايـا [/poem] ومن غزله الذي يتغزل فيه بلغة الفقه والقضاء، فيأتي فيه بالمرقص المطرب قوله:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] ونائمة قبّلتها فتنبهت = وقالت تعالوا واطلبوا اللص بالحد فقلت لها إني (فديتـك) غاصـب = وما حكموا في غاصب بسوى الرد خذيهـا وكفي عن أثيـم ظلامـة = وإن أنت لم ترضي فألفا على العد فقـالت قصاص يشهد العقـل أنه = على كبد الجاني ألـذ من الشهـد فباتت يميني وهي هميان خصرها! = وباتت يساري وهي واسطة العقد فقـالت ألم تخبـر بأنـك زاهـد؟ = فقلت: بلى ما زلت أزهد في الزهد [/poem] وهاك القاضي الجرجاني مؤلف (الوساطة) علي بن عبد العزيز الفقيه الشافعي، الذي ذكره الشيرازي في طبقات الفقهاء صاحب الأبيات المعلمة المشهورة:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] يقولون: لي فيـك انقباض، وإنما = رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما أرى الناس من داناهم هان عندهم = ومن أكرمته عزة النفـس أكرما وما كل بـرق لاح لي يستفـزني = ولا كل من لاقيت أرضـاه منعما وإني إذا فاتني الأمـر لـم أبـت = أقلـب طـرفي إثـره متنـدمـا ولكنه إن جـاء عفـواً قبلـتـه = وإن مال لـم أتبعـه لولا وربمـا وأقبض خطوي عن أمور كثيـرة = إذا لم أنلها وافر العرض مكرمـا وأكرم نفسي أن أضاحك عابسـاً = وأن أتلقى بـالـمـديـح مذمما ولو أن أهل العلم صانوه صانهم = ولو عظمـوه في النفـوس لعَظّما ولكن أهانـوه فهـان ودنسـوا = محيـاه بالأطمـاع حتى تجهمـا أأشقى به غرساً وأجنيـه ذلـة؟ = إذن فاتباع الجهـل قد كان أحزما [/poem] ويا ليت كل عالم ينقش هذه الأبيات في صدر مجلسه، وعلى صفحة قلبه، ويجعلها دستوره في حياته، وإمامه في خلائقه!.ـ والأبيات الأخرى:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] وقالوا: توصل بالخضوع إلى الغنى = وما علموا أن الخضوع هو الفقر وبيني وبين المـال شيئان حرمـا = عليّ الغنى: نفسي الأبية والدهـر إذا قيل هذا اليسـر أبصـرت دونه =مواقف خير من وقوفي بها العسر [/poem] وله في هذا المعنى الشعر الكثير الجيد، أما غزله فسهل حلو ومنه قوله:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] ما لي وما لك يا فراق = أبداً رحيل وانطلاق يا نفس موتي بعدهـم = فكذا يكون الاشتياق [/poem] وقوله:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] قد بـرح الـحـب بمشتاقـك = فـأَوْلِهِ أحـسـن أخـلاقـك لا تجـفـه وارع لـه حـقـه = فـإنـه آخـر عـشـاقـك [/poem] وهاك القاضي سوار (الأصغر) بن عبد الله من أهل القرن الثالث الذي يقول:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] سلبـت عظامي لحمهـا فتركتهـا = عـوارى في أجلادهـا تتكسـر وأخليـت منهـا مخّهـا فكـأنهـا = أنابيب في أجوافها الريح تصفر إذا سمعـت باسم الفـراق ترعّدت = مفاصلها من هـول ما تتحـذر ! خذي بيدي ثم اكشفي الثوب فانظري = بلى جسـدي لكنني أتستـر وليس الذي يجري من العين ماءها = ولكنهـا روح تـذوب فتقطـر [/poem] وهاك قاضي القضاة ابن خلكان المشهور، وكان يعشق ابن الملك المسعود بن المظفر، وكان قد تيمه حبه، قال القاضي التبريزي: كنت عنده في العادلية (دار المجمع العلمي اليوم) في بعض الليالي، فلما انصرف الناس من عنده قال لي: نم أنت ههنا. وألقى علي فروة، وقام يدور حول البركة، ويكرر هذين البيتين إلى أن أصبحنا فتوضأنا وصلينا، والبيتان هما:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] أنـا والله هـالـك= آيس من سلامتي أو أرى القامة التي *= قد أقامت قيـامتي [/poem] ولما فشا أمره، منع الملك ابنه من الركوب، فاشتد ذلك على ابن خلكان، فكان مما قال:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] إن لم تجودوا بالوصـال تعطفاً =ورأيتـم هجـري وفـرط تجنبي لا تمنعوا عيني القريحة أن ترى = يوم الخميس جمالكم في الموكب لو كنت تعلم يا حبيـبي ما الذي = ألقـاه من كمـد إذا لم تركـب لرحمتني ورثيـت لي من حالة = لولاك لم يك حملهـا من مذهبي ومن البـلـيـة والرزية أنني = أقضي ولا تدري الذي قد حل بي* قسماً بوجهك وهو بـدر طالع = وبـلـيـل طرَّتك التي كالغيهـب لو لم أكن في رتبـة أرعى لها =العهـد القديـم صيانة للمنصب لهتكت ستري في هواك ولذ لي = خلـع العـذار ولو ألـح مؤنبي لكن خشيـت بأن يقول عواذلي = قد جن هذا الشيخ في هذا الصبي [/poem] ـ((*بل البلية والله أن يكون قاضيا ويعشق الغلمان، هذا مع الثقة بدينه، وأنه لا يطلب حراما ولا يأتيه مختارا -غفر له الله))ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] فارحم فديتك حرقة قد قاربت =كشف القناع بحق ذِيَّاك النبي لا تفضحن بحبك الصبَّ الذي = جرعته في الحب أكدر مشرب [/poem] وله فيه شعر كثير جدا.ـ ومن شعر محمد بن داوود الظاهري، مؤلف كتاب (الزهرة) في الحب، وكان فقيها على مذهب أبيه داوود وكان شاعرا:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] أنزه في روض المحاسن مقلتي = وأمنع نفسي أن تنال محرما وأحمد من ثقل الهوى ما لو أنه = يصب على الصخر الأصم تهدما [/poem] ومن شعر أبي الفضل الحصكفي الفقيه الشافعي:ـ [poem=font="Arial,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] أشكو إلى الله من نارين: واحـدة = في وجنتيه وأخرى منه في كبدي ومن سقامين: سقم قد أحـل دمي =من الجفون وسقم حل في جسدي ومن نمومين: دمعي حين أذكـره = يذيع سري وواش منه بالرصـد ومن ضعيفين: صبري حين أبصره = ووده ويـراه النـاس طوع يدي[/poem] ولو ابتغيت الاستقصاء، وتتبعت المراجع، لجمعت من غزل الفقهاء كتابا، فأين هذا مما يزعمون أن الفقهاء كرهوا الشعر، وتنزهوا عنه؟ أما إنها لم تفل ألسنة علمائنا، ولم تكل أقلامهم، ولم تخفت أصواتهم، إلا حين أضاعوا ملكة البيان، وزهدوا في الأدب، وحقروا الشعر... فهل لعلمائنا عودة إلى ما هم أخلق به، وأدنى إليه، وأقدر لو أرادوه عليه؟! مع الديانة والصيانة وأنهم (يقولون ما لا يفعلون) وما لا يدفع إلى ما يأباه الدين. (( بقلم : علي الطنطاوي )) .. بتصرف يسير |
#55
|
|||
|
|||
![]() [glint]البوح الخامس[/glint]
. الوعـــد الشــــرقي |
#56
|
|||
|
|||
![]() قال لي صديق من زملائي في المحكمة:
كنت أمس وراء مكتبي فسمعت صوتا هائلا له رنين وصدى، كأنه صوت رجل ينادي من قعر بئر، أو يصرخ في الحمام، يقول: السلام عليكم. فرفعت رأسي فإذا أمام وجهي بطن رجل، وكأنه بطن فرس ضخم من أفراس البحر، أما رأسه فكان في نصف المسافة بيني وبين السقف، ومدّ إليّ يدا كالمخاطب يصافحني، ثم عمد إلى أكبر مقعد في الغرفة فحاول أن يدخل نفسه فيه فلم يستطع، فلبث واقفا وعرض حاجته وهي دعوة إلى اجتماع للمصالحة بين أخوين من إخواننا، ولم يكن من عادي إجابة مثل هذه الدعوة، وهممت بالرفض، لولا أني قست بعيني طول الرجل وعرضه، وعمقه وارتفاعه، وآثرت السلامة ووعدته. قال: أين نلتقي؟ فخفت أن أدله على الدار فيدخل فلا أستطيع إخراجه، فقلت له: هنا الساعة الثالثة بالضبط. قال: نعم، وولى ذاهبا كأنه عمارة تمشي. وجئت في الموعد، فوجدت المحكمة مغلقة، وقد نسيت أن أحمل المفتاح فوقفت على الباب والناس ينظرون إليّ، فمن عرفني أقبل يسألني، فأضطر لأن أشرح له القصة، ومن كان لا يعرفني، حسبني أحد أرباب الدعاوى، فقال: (ما فيها أحد، سكرت المحكمة) فلا أرد عليه، وأنا واقف أتململ من الضجر، أرفع رجلا وأضع أخرى، وأقبل مرة وأدبر مرة، أنظر من هنا وهناك، فكلما رأيت من بعيد شيئا كبيرا أحسبه صاحبي، فإذا اقترب رأيت جملا عليه حطب، أو حمارا فوقه تبن، أو تاجرا من تجار الحرب الذين انتفخوا من كثرة ما أكلوا من أموال الناس، حتى مضت نصف ساعة، وأحسست النار تمشي في عروقي، غضبا منه ومن نفسي أن لنت له ولطفت به، وذهبت إلى الدار وأنا مصدوع الرأس، مهيج الأعصاب فألقيت بنفسي على الفراش. فلم أكد أستقر لحظة، حتى سمعت رجة ظننت معها أن قد زلزلت الأرض بنا، أو تفجرت من حولنا قنبلة، وإذا أنا بصاحبي الضخم، قد فتحت له الخادم فراعها أن رأت فيه فيلا يمشي على رجلين، فأدخلته عليّ بلا استئذان، وولت هاربة تحدّث من في الدار حديث هذه الهولة المرعبة. ونفخ الرجل من التعب كأنه قاطرة قديمة من قاطرات القرن التاسع عشر، التي لا تزال تمشي بين دمشق وبيروت، وألقى بنفسه على طرف السرير، فطقطق من تحته الحديد وانحنى. وأخرج منديلا كأنه ملحفة، ومسح به هذه الكرة المركبة بين كتفيه، وقال: - هيك يا سيدنا؟ ما بنتنظر شوية؟ شو صار؟ حمّل الحج؟ سارت الباخرة؟ الإنسان مسير لا مخير، والغائب عذره معه، والكريم مسامح، وعدنا وعد شرقي؟ * * * قال الصديق وهو يحدثني: فلما سمعت هذه الكلمة وقفت عندها، أفكر فيها، ثم جئت إليك أقترح عليك أن تكتب عنها. وعد شرقي؟ أليس عجيبا أن صار اسم (الوعد الشرقي) علما على الوعود الكاذبة، واسم (الوعد الغربي) علما على الوعد الصادق؟. ومن علم الغربيين هذه الفضائل إلا نحن؟ من أين قبسوا هذه الأنوار التي سطعت بها حضارتهم؟ ألم يأخذوها منا؟ من هنا أيام الحروب الصليبية، ومن هناك، من الأندلس بعد ذلك، وما في الدنيا دين إلا هذا الدين يجعل للعبادات موعدا لا تصح العبادة إلا فيه، وإن أخلفه المتعبد دقيقة واحدة بطلت العبادة؟ إن الصوم شرع لتقوية البدن، وإذاقة الغني مرارة الجوع حتى يشفق على الفقير الجائع، وكل ذلك يتحقق في صوم اثنتي عشر ساعة، واثنتي عشر ساعة إلا خمس دقائق، فلماذا يبطل الصوم إن أفطر الصائم قبل المغرب بخمس دقائق، أليس (والله أعلم) لتعليمه الدقة والضبط والوفاء بالوعد؟ ولماذا تبطل الصلاة إن صليت قبل الوقت بخمس دقائق؟ والحج؟ لماذا يبطل الحج إن وصل الحاج إلى عرفات بعد فجر يوم النحر بخمس دقائق، أليس لأن الحاج قد أخلف الموعد؟ أولم يجعل الإسلام إخلاف الوعد من علامات النفاق، وجعل المخلف ثلث منافق؟ فكيف نرى بعد هذا كله كثيرا من المسلمين لا يكادون يفون بموعد، ولا يبالون بمن يخلف لهم وعدا؟ أو يتأخر عنه، حتى صار التقيد بالوعد، والتدقيق فيه والحرص عليه، نادرة يتحدث بها الناس، ويُعجبون بصاحبها ويَعجبون منه… وحتى صارت وعودنا مضطربة مترددة لا تعرف الضبط ولا التحديد. يقول لك الرجل (الموعد صباحا)، صباحا؟ في أي ساعة من الصباح؟ في السادسة، في السابعة، في الثامنة؟ إنك مضطر إلى الانتظار هذه الساعات كلها. (الوعد بين الصلاتين) وبين الصلاتين أكثر من ساعتين؟ (الوعد بعد العشاء). أهذه مواعيد؟! هذه مهازل وسخريات، لقوم لا عمل لهم، ولا قيمة لأوقاتهم، ولا مبالاة لهم بكرامتهم! هذه مواعيدنا وفي ولائمنا، وحفلاتنا، وفي اجتماعاتنا الفردية والعامة. دعيت مرة إلى وليمة عند صديق لي قد حدد لها ساعة معينة هي الساعة الأولى بعد الظهر، فوصلت مع الموعد فوجدت المدعوين موجودين إلا واحدا له عند صاحب الدار منزلة، وتحدثنا وحلت ساعة الغداء وتوقعنا أن يدعونا المضيف إلى المائدة فلم يفعل، وجعل يشاغلنا بتافه الحديث، ورائحة الطعام من شواء وقلاء وحلواء، تملأ آنافنا وتصل إلى معدنا الخاوية، فتوقد فيها نارا، حتى إذا اشتد بي الجوع قلت: هل عدلت عن الوليمة؟ فضحك ضحكة باردة وخالها نكتة، فقلت: - يا أخي جاء في الحديث أن امرأة دخلت النار في هرة.. حبستها، فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. ونحن جماعة وهي واحدة، وهي قطة ونحن بشر! فتغافل وتشاغل، ثم صرح فقال: حتى يجيء فلان. قلت: إذا كان فلان قد أخلف الموعد، أفنعاقب نحن بإخلافه؟ وهل يكون ذنبنا أنا كنا غير مخلفين؟ * * * والحفلات مثل الولائم، يكتب في البطاقة أنها تبدأ في الساعة الرابعة، وتبدأ في نصف الخامسة. وأعمالنا كلها على هذا النمط، ركبت مرة الطائرة من مطار ألماظة في مصر فتأخرت عن القيام نصف ساعة انتظار راكب موصى به من أحد أصحاب المعالي. ولما ثرنا معشر الركاب وصخبنا طار بنا، فلم يسر والله ربع ساعة حتى عاد فهبط، فارتعنا وفزعنا وحسبنا أن قد جرى شيء، وإذا العودة من أجل الراكب المدلل صديق صاحب المعالي، وقد تأخر لأنه لم يحب أن يسافر قبل أن يدخل الحمّام، ويستريح بعد الخروج كي لا يلفحه (اسم الله عليه) الهواء البارد، وكنت يومئذ عائدا من رحلة رسمية، فلما وصلت إلى مطار المزة في دمشق وجدت أكثر من مئتي إنسان بينهم مندوب وزير العدل، ينتظرون قدومي في الشمس منذ ساعة كاملة. والسيارات مثل الطيارات، والدكاكين والدواوين، والمقاهي والملاهي، كل ذلك يقوم على تبديل المواعيد وإخلافها، حتى لم يبق لشيء موعد معروف، فيا أيها القراء خبروني سألتكم بالله، أي طبقة من الناس تفي بالموعد، وتحرص عليه وتصدق فيه، تدقق في إنجازه؟ الموظفون؟ المشايخ؟ الأطباء؟ المحامون؟ الخياطون والحذاؤون؟ سائقو السيارات؟ من؟ من يا أيها القراء؟. يكون لك عند الموظف حاجة لا يحتمل قضاؤها خمس دقائق، فتجيئه وهو يشرب القهوة، أو يقرأ الجريدة، أو يشغل نفسه بما لا طائل تحته، فيصّد فيك بصره ويصوبه، ويقومك بعينه، فإن أنت لم تملأها، ولم تدفعه لمساعدتك رغبة فيك، أو رهبة منك قال لك: ارجع غدا. فترجع غدا، فيرجئك إلى ما بعد غد… لا أعني موظفا بعينه، ولا عهدا بذاته، بل أصف داء قديما سرى فينا واستشرى، ودخل وتغلغل.. ويكون لك موعد مع الشيخ، فيجيئك بعد نصف ساعة، ويعتذر لك، فيكون لاعتذاره متن وشرح وحاشية، فيضيع عليك في محاضرة الاعتذار نصف ساعة أخرى. وإن دعوته الساعة الثانية جاء في الثالثة. وإن كان مدرسا لم يأت درسه إلا متأخرا. والطبيب يعلن أن العيادة في الساعة الثامنة ولا يخرج من داره إلى العاشرة، وتجيئه في الموعد فتجده قد وعد خمسة من المرضى مثل موعدك، واختلى بضيف يحدثه حديث السياسة والجو والكلام الفارغ، وتركهم على مثل الجمر، أو على رؤوس الإبر، ينتظرون فرج الله، حتى يملوا فيلعنوا الساعة التي وقفوا بها على باب الطبيب، ويذهبون يفضلون آلام المرض على آلام الانتظار، ويؤثرون الموت العاجل المفاجئ على هذا الموت البطيء المضني. أما الخياطون والخطاطون، والحذّاؤون والبنّاؤون، وأرباب السيارات، وعامة أصحاب الصناعات، فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنهم من أكذب خلق الله، وأخلفهم للوعد. الكذب لهم دين، والحلف عادة، ولطالما لقيت منهم، ولقوا مني، وما خطت قميصا ولا حلة، ولا صنعت حذاء، ولا سافرت في سيارة عامة سفرة، ولا بعثت ثوبا إلى مصبغة لكيّه أو غسله أو تنظيفه، إلا كووا أعصابي بفعلهم، وشويتهم بلساني، وإن كان أكثرهم لا يبالي ولو هجاه الحطيئة أو جرير أو دعبل الخزاعي، بل إنهم ليفخرون بهذه البراعة في إخلاف المواعيد، والتلاعب بالناس، ويعدونها مهارة وحذقا. فمتى يجيء اليوم الذي نتكلم فيه كلام الشرف، ونعد وعد الصدق، وتقوم حياتنا فيه على التواصي بالحق لا يعد فيه المرشح وعدا إلا وفى به بعد أن يبلغ مقاعد البرلمان، ولا يقول الموظف لصاحب الحاجة إني سأقضيها لك إلا إذا كان عازما على قضائها، ولا الصانع بإنجاز العمل إلا إذا كان قادرا على إنجازه، والموظفون يأتون من أول وقت الدوام ويذهبون من آخره، والأطباء لا يفارقون المكان ساعات العيادة، والخياط لا يتعهد بخياطة عشرة أثواب إن كان لا يستطيع أن يخيط إلا تسعا، وتمحى من قاموسنا هذه الأكاذيب. تقول لأجير الحلاق: أين معلمك؟ فيقول، إنه هنا، سيحضر بعد دقيقة، ويكون نائما في الدار لا يحضر إلا بعد ساعتين. ويقول لك الموظف: من فضلك لحظة واحدة. فتصير لحظته ساعة. ومتى تقوم حياتنا على ضبط المواعيد وتحديدها تحديقا صادقا دقيقا، فلا يتأخر موعد افتتاح المدارس من يوم إلى يوم ويتكرر ذلك كل سنة، ولا يرجأ موعد اجتماع الدول العربية في الجامعة من شهر إلى شهر، ولا تعاد في تاريخنا مأساة فلسطين التي لم يكن سببها إلا إهمال ضبط المواعيد وإخلافها. ولو أنا حددنا بالضبط موعد القتال، وموعد الهدنة، وجئنا (أعني الدول العربية) على موعد واتفاق لكان لنا في تاريخ فلسطين صفحة غير التي سيقرؤها الناس غدا عنا. إن إخلاف الموعد الصغير، هو الذي جرّ إلى إخلاف هذا الموعد الكبير. فلنأخذ مما كان درسا؛ فإن المصيبة إذا أفادت كانت نعمة. ومتى صلحت أخلاقنا، وعاد لجوهرنا العربي صفاؤه وطهره، وغسلت عنه الأدران، استعدنا فلسطين، وأعدنا ملك الجدود. فابدؤوا بإصلاح الأخلاق، فإنها أول الطريق. (( بقلم : علي الطنطاوي )) |
#57
|
|||
|
|||
![]() [grade="A0522D DEB887 B22222 FF7F50 8B0000"]لك خالص الشكر والتقدير ......
انتظرنا وكان انتظارنا بشوق.... . . . و تنقلنا بين اسطر هذا البوح ..... . . . يزيدنا شوق لبوح غيره ........[/grade] |
#58
|
|||
|
|||
![]() لقد اخترت يوما ان أكون أنا
صمت البوح كتبت الخواطر والمؤلفات وجعلتها تموت في صمت وضعتها في صفحات كتاب رميته بعيدا حتى لا أقرأ غباء أناملي لقد قرأت ذلك الكتاب الذي تحدثت عنه وعشقت كل قصص الحب كسرت القلم يوما عندما فكر أن يعيد البوح ذات القلم الذي تجاوزت به كل الحدود واختصرت معه كل المسافات كانت لحظة تحدي كان مكان هادئ يملاه الحزن والسكون في المسا جالسة على كرسي جنب شباك مفتوح وستاره يطيرها الهوا صوت عصافير بدا يخف حضورها ويعم المكان شوية حركة خفيفة فاشتهيت فنجان قهوتي فهي ماينقص المكان ولازلت برغبة احتضار وهنا أنت تعيد البوح راااااااااائع أنت لك الشكر واعتذر هناك كسرت ذلك القلم وهنا لم استطع قتل كلمات تعجز عن شكرك فتركت الصمت يموت ويبقى البوح دمت بود |
#59
|
|||
|
|||
![]() أن هذه الأشعار إن كانت من الغزل المباح فلا ينبغي الانشغال بها والتكثر منها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لأن يمتلئ جوف رجل قيحا يريه (يفسده) خير له من أن يمتلئ شعراً ) .
ولاسيما إذا خلا غرضها عن مقصد صحيح كحفظ لغة أو الاستشهاد بها على معنى صحيح. وأقل ما فيها حينئذ أنها وسيلة لإضاعة الوقت ومثل هذا يكره، أو تصبح ذريعة للتهييج على العشق والغرام، ومثل هذا يمنع لأن كل ما أفضى إلى محرم فهو محرم، ولهذا أنكر الإمام أحمد وغيره أشكال الشعر الغزلي الرقيق لئلا تتحرك النفوس إلى الفواحش، ذكره شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى. وأما إذا كانت هذه الأشعار من الغزل المحرم فالواجب إنكارها ومنع نشرها، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.) رواه مسلم. والله أعلم. مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه |
#60
|
|||
|
|||
![]() مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اذا نقلت؟؟؟
حينما نقلت الوعد الشرقي........ لم تنقل حروفا"....... وإنما واااقعا" جسده تجسيدا" نقلت فأبدعت في وعدك الشرقي..... حفظك الله و رحم الله شيخنا رحمة واسعة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|