ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات العامة > منتدى علماء الفيزياء. | ||
العالم الذي اكتشف المادة الكيميائية التي تمنع الإحتراق |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() غسان افيوني ابن الثلاثين عاماً عالِم لبناني اكتشف مادة كيميائية تمنع الاحتراق
"اريد ان اترك بصمة خاصة لي في هذا العالم" سيكتب التاريخ العلمي ان اللبناني غسان فاروق افيوني (30 عاما) هو اول من اكتشف مادة كيميائية تمنع الاحتراق، محققا بذلك "سبقا علميا" على العلماء الاجانب الذين لم يتوصلوا، رغم تجاربهم الكيميائية الكثيرة وامكاناتهم العلمية والمادية الضخمة، الا الى تركيب مادة تؤخر الاشتعال لدقائق معدودة، ولا تمنعه اطلاقا. ويمكن المادة التي اكتشفها افيوني ان تستخدم في معالجة الخشب والورق على انواعه والقماش... للحؤول دون ان تلتهمها النيران. الامر الذي من شأنه ان يحدث انقلاباً في مفهوم الصناعات الخشبية والورقية... في العالم. فمن هو هذا الشاب اللبناني المميز؟ وكيف توصل الى اكتشافه هذا؟ وما تفاصيل هذا الاكتشاف. في الوقت الذي كانت فيه ألسنة كثير من اللبنانيين تتداول "كذبة اول نيسان" عام ،1972 كان قلب المهندس فاروق افيوني يخفق فرحا بـ"الحقيقة" الحلوة التي شهدها في ذلك اليوم، عندما وضعت زوجته السيدة احلام عابدين طفلا ذكرا جميلا اسمياه: غسان. لكن ذلك الطفل الذي كان "املا كبيرا" بالنسبة الى والديه، لم يُكتب له ان يعيش طفولته في لبنان. ففي سن الرابعة (عام 1976) قرر والده الذي كان يعمل في شركة طيران الشرق الاوسط (الميدل ايست)، ان يحزم حقائب العائلة متوجها الى الكويت، بعدما ضاق ذرعا بالحرب الاهلية اللبنانية التي كانت اندلعت قبل حوالى عام. كان الخيار مرا، لكن للحرب احكامها! وكان في مدرسة عربية في الكويت، درس غسان المرحلة الابتدائية في مدرسة خاصة تابعة للسفارة الاميركية وذات يوم طلبت المعلمة من تلاميذها الصغار ان يحضروا معهم في اليوم التالي "مسطرة" خشب او بلاستيك بغية استعمالها في الدرس. لكن التلميذ غسان نسي ذلك في اليوم التالي. وبينما كانت المعلمة تتفقد التلاميذ للتأكد من انهم احضروا معهم "المساطر" ادرك غسان انه لم يحضرها معه. وقبل ان تصل المعلمة اليه بثوان اخرج ورقة بيضاء من محفظته واستعار "مسطرة" من زميله فوضعها فوق الورقة ليرسم عليها خطا مستقيما ويحدد بالقلم السنتيمترات الثلاثين الموجودة على "المسطرة". ولما تقدمت منه المعلمة وسألته عن "مسطرته" قدم اليها الورقة المرقمة، فبُهرت بها وبتلميذها ذي البديهة العلمية. ثم اثنت عليه امام زملائه وشجعته على مزيد من الابتكار. فكانت تلك الحادثة اولى امارات التفرد عند غسان يقول: "لو كنت في مدرسة لبنانية (او عربية)، لكانت المعلمة أنبتني وعاقبتني على نسياني "المسطرة" في البيت، متجاهلة الفكرة الابداعية التي استنبطتها في دقائق قليلة. وبالتالي كان لتلك الواقعة ابلغ الاثر في تحفيزي على اعمال عقلي في اسلوب علمي نافع في المستقبل". اما والده الذي عمل هناك في "الخطوط الجوية الكويتية"، فكان يحضر لابنه الوحيد بعض الآلات المعطلة (كالراديو...) طالبا منه اصلاحها. كما كان يطلب من ابنه ان يراقبه وهو يصلح سيارة العائلة عند تعطلها... فنمى بذلك لدى غسان الصغير حب المعرفة والاطلاع وزرع في نفسه المهارات الاولى للاكتشاف... والاختراع. ثم بدأ يبتكر اشياء صغيرة من "لا شيء" تقريبا. وشيئا فشيئا، تبلورت طموحات غسان المستقبلية: "كنت احلم بأن اصبح انسانا مهما في هذه الحياة. وان اترك اثرا لي، او حتى بصمة في هذا العالم. فلا احب ان اكون مجرد رقم عادي، او مجرد رأس ضمن "قطيع" من البشر". الأمّ ..."الشعلة" في العام 1986 عادت العائلة الى لبنان بعدما استقال الوالد من عمله بسبب مرض ألمّ به. فالتحق غسان بصف "البريفيه" في "مدرسة طرابلس الانجيلية للبنين والبنات" (الاميركان)، وتابع دراسته فيها حتى نال شهادة البكالوريا اللبنانية في العلوم الاختبارية عام .1990 وبسبب ميوله العلمية نحو الكيمياء، قرر غسان الالتحاق بالجامعة الاميركية في بيروت. لكن الوالد لم يُكتب له ان يرى وحيده طالبا جامعيا متفوقا. اذ توفي في العام نفسه بعدما تحكّم المرض فيه. ففردت الام "جناحيها" واحتضنت ابناءها الثلاثة (غسان واختيه) وتابعت المسيرة بكل اخلاص وعزم وامل وتضحية وتفان. فكانت الام والاب معا. يقول غسان: "لعبت امي دورا اساسيا في اعطائي الامل في الحياة. فقد كانت شعلة تنير لي درب المستقبل وتشحذني بكثير من الطموح والارداة والمثابرة... للوصول الى غايتي". واذا كان وراء كل رجل عظيم امرأة، فان وراء كل شاب مبدع والدة عظيمة تكون لابنها قبسا وهاجا... تفوق دراسي تخرّج غسان من الجامعة الاميركية في بيروت في العام ،1993 حائزا اجازة في الكيمياء. وفي مطلع العام ،1994 سافر الى الولايات المتحدة لمتابعة دراساته العليا متخصصا في الكيمياء الصناعية في جامعة "اورلاندو" في ولاية فلوريدا. ونظرا الى تفوقه وألمعيته بين زملائه الاميركيين والاجانب، نال غسان شهادة الماجستير في سنة وفصل واحد (1995)، في حين ان برنامج الماجستير (في اختصاصه) يستغرق بين ثلاث سنوات حدا ادنى وسبع سنوات حدا اقصى. فكان بذلك، اول طالب ينال الماجستير في تلك الفترة الوجيزة، في تاريخ الجامعة. ولم يمنعه ذلك من العمل في "جلي الصحون" في احد المطاعم الصينية في المدينة، وكذلك في غسل السيارات وتنظيفها... بغية تأمين كلفة الدراسة. لكن ذلك لم يدم طويلا، فبسبب تفوقه تمكن غسان من الحصول على وظيفة في قسم الابحاث في الجيش الاميركي، مقابل تأمين مصاريف الماجستير. كما منحته الجامعة "جائزة ماكنتاير" للطلبة المميزين... وحُفر اسمه على صفيحة ذهبية في الجامعة. |
#2
|
|||
|
|||
![]() العمل مع "ناسا"
كانت الدكتوراه الخطوة التالية وبناء على اتفاقية تعاون بين جامعتي "اورلاندو" و"كامبا"، تقدم غسان لنيل شهادة الدكتوراه من كلا الجامعتين. وقد مكنه تفوقه من المشاركة في مشروع بيئي ممول من "وكالة الفضاء الاميركية" (ناسا). ويقوم هذا المشروع على البحث في كيفية منع التلوث البيئي الناتج من اعادة تأهيل المكوك الفضائي وتنظيفه بواسطة مواد تؤدي لاحقا الى احداث ضرر بيئي يطال المياه الجوفية في المنطقة. لذا عمل غسان على ايجاد طريقة مبتكرة تحقق الغرض المنشود من دون تلوث. وذلك عبر بناء جدار (عمودي) تحت سطح الارض يتم عبره معالجة المياه تلقائيا بواسطة معادن محددة، قبل ان تتم معالجتها مرة ثانية بواسطة الموجات فوق الصوتية. تابع غسان العمل في هذا المشروع حتى العام ،1997 عندما وقع خلاف بين الجامعتين اضطره في نهاية المطاف الى وقف دراسته قبل ثمانية اشهر فقط من نيله الدكتوراه في الكيمياء الصناعية. فعاد الى الوطن محبطا. لكن الوالدة الحنون ضمّدت الجراح النفسية لوحيدها، وبثت في روحه املا جديدا في المستقبل و"عسى ان تكرهوا شيئا، وهو خير لكم". هكذا انطلق باحثا عن علم بقلب ملؤه التفاؤل. ولم يكن الامر سهلا، لاسيما في لبنان ودول المنطقة، بسبب ندرة فرص العمل في هذا الاختصاص. ورغم ذلك عمل كمستشار كيميائي في جدة (السعودية) لثلاث سنوات. مختبر شخصي وتجارب ولأن العلم ليس نظريات فحسب بل هو بحث ميداني وتجربة عملية اولا ثم استنباط واكتشاف... انشأ غسان افيوني في العام 1998 مختبرا للابحاث الكيميائية في المدينة الصناعية في مدينة البداوي (شمال طرابلس). فكان اول مختبر للابحاث الشخصية في لبنان. اما الآلات والادوات المستـخـدمـة فـي المختبر، فمعظمها من صنع يديه. وفى مختبره المتواضع راح يجري تجاربة الكيميائية الخاصة... الى ان توصل الى اكتشافه غير المسبوق في مجال منع احتراق الخشب والورق والقماش. يقول: "توصلت الى ذلك، اولا بمعالجة القماش، ثم الخشب، بواسطة مواد تحول دون الاحتراق، بحيث يمكنها ان تقاوم نارا تصل درجة حراراتها الى 600 درجة مئوية، وان تبقى غير قابلة للاشتعال رغم تغير لونها الى الاسود. علما انه توجد حاليا في الاسواق منتجات يتأخر احتراقها فقط. وتجهد شركات معروفة في تسويق هذه المنتجات على نطاق واسع. كما توصلت شركات اخرى الى تأخير احتراق بعض المنتجات دقيقة او اثنتين، وبيعها بأسعار تفوق ضعفي كلفتها الحقيقية". وقد توصل غسان الى معالجة الخشب المضغوط غير القابل للاحتراق في مختبره المتواضع بعدما ابتكر مكبسا خاصا لصناعة الخشب المضغوط. يقول: "في حال توافر الدعم المادي المطلوب، يمكنني تطوير هذه الوسيلة بغية معالجة الخشب المدعم الذي يستعمل عادة في هياكل المباني في اوروبا واميركا وكندا. كذلك معالجة الكرتون المستعمل في تغليف البضائع، الامر الذي من شأنه ان يساهم في خفض كلفة التأمين على البضائع التي توضّب في مثل هذا النوع من الكرتون. كما يمكن ايضا معالجة الدهان ليصير غير قابل للاشتعال، بالاضافة الى القماش المقوى الذي تصنع منه الخيام، لاسيما تلك المستعملة في موسم الحج". الجائزة الذهبية اما الوسائل التي يستخدمها غسان في هذا المجال، فتعتبر "الاكثر اهمية في هذا السياق"، بشهادة احد اساتذته الاميركيين الذي كان يتابع ابحاثه عن كثب: "فالطريقة التقليدية المتبعة كانت تستدعي، فقط، معالجة المنتج بعد تصنيعه عبر طلي سطحه بالمواد التي توفّر اشتعاله. وذلك لأسباب تتعلق بالكلفة الباهظة للمعالجة اثناء التصنيع. وقد اجتزت هذا العائق، كون المادة التي اكتشفتها رخيصة جدا، بالاضافة الى كونها غير مؤذية للانسان او الحيوان او حتى البيئة عموما". وشارك غسان افيوني في العام ،2000 في معرض للاختراعات نُظم في الولايات المتحدة بغية عرض اكتشافه الفريد هناك. فنال الجائزة الذهبية لـ"افضل منتج آمن" بعدما تبين للخبراء والقائمين على المعرض (الذي يشارك فيه علماء ومخترعون من انحاء المعمورة) ان اكتشافه لا مثيل له في الاسواق العالمية، وانه يفوق بأضعاف ما يستعمل حاليا من وسائل ومواد لتأخير الاشتعال، اضافة الى انه ذو تقنية عالية جدا من حيث جودته وكلفته المتدنية. افكار ابداعية للمستقبل ولأفيوني كذلك افكار اخرى مختلفة عن اكتشافه الآنف الذكر، وذلك في مجال معالجة الطاقة الشمسية. اذ يعكف حاليا على اجراء دراسات لاستنباط بطارية تعمل بواسطة الخلايا الحية. وتنطلق هذه النظرية من وجود خلايا تموت وتتوالد كخلايا الانسان تماما، وهي تولّد الكهرباء بحركتها الدائمة، في حين يتم قياس "الفولتاج" تبعا لتحديد سرعة موت الخلايا ونموها من جديد. ويمكن ايضا تعديل طاقتها بين 12 و200 فولت، ليتسنى بذلك صنع بطارية لا ينتهي مفعولها. افكار غسان الابداعية لا تنتهي، كذلك طموحه اللامحدود. اما احلامه الطفولية فما زالت هي هي حتى اليوم: "اريد ان اترك اثرا لي، او بصمة خاصة، في هذا العالم. فانا لا احب ان اكون مجرد رقم عادي، او رأساً ضمن "قطيع" من البشر". عن جريدة النهار الاحد 9 حزيران 2002 |
#3
|
||||
|
||||
![]() الله يعطيك العافية |
#4
|
|||
|
|||
![]() شكرا لك على هذا النقل الرائع والمعلومات القيمه ![]() |
#5
|
|||
|
|||
![]() يعطيك العافيه وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً ،،،
|
#6
|
|||
|
|||
![]() |
#7
|
|||
|
|||
![]() |
#8
|
|||
|
|||
![]() |
#9
|
|||
|
|||
![]() بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار ك الله فيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ك
drawGradient()
__________________
https://twitter.com/amani655 |
#10
|
|||
|
|||
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|