ملتقى الفيزيائيين العرب > منتديات أقسام الفيزياء > منتدى الفيزياء الكونية. | ||
من كتاب لزغلول النجار |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() قالَ تعالى
![]() في (صفوة البيان لمعاني القرآن): اي فأقسم بمواقع النجوم (لا) مزيدة للتأكيد وتقوية الكلام في قول اكثر المفسرين مثلها في قوله تعالى ![]() في (تنوير الاذهان من تفسير روح البيان): (وانه): اي القسم المذكور (لقسم لو تعلمون عظيم) لما في القسم به من الدلالة على عظم القدرة وكمال الحكمة وفرط الرحمة ومن مقتضيات رحمته ان لا يترك عبادة سدى بغير كتاب (انه لقرآن كريم) هو المقسم عليه. وجاء في تفسير (الكاشف) للشيخ محمد جواد مغنية (رحمه الله تعالى) المجلد السابع صفحة 230 ، 231 قال اكثر المفسرين: ان (لا) في (فلا اقسم): زائدة اعرابا مثل (لئلا يعلم اهل الكتاب) اي ليعلم ومثل (ما منعك الا تسجد): اي ان تسجد. وقال اخرون : انها اصل وان المعنى: لا اقسم لان الامر اوضح من ان يحتاج الى قسم والصحيح الاول بدليل قوله تعالى (وانه لقسم لو تلعمون عظيم) اي انه تعالى قد اقسم بالفعل وان قسمه عظيم وان الله ان يقسم بما شاء من خلقه لان كل مخلوق يدل على وجود خالقه وعلمه وحكمته فكيف اذا كان للمقسم به اثره البالغ في اتقان الكون ونظامه وصيانته من الخراب والدمار كوضع النجوم في مواضعها وترتيبها في اماكنها بحيث لو حاد نجم لانهار الكون وذهب كل شيء وقوله تعالى ![]() وجاء في (ظلال القرآن) المجلد (7) صفحة 706: وكل نجم في موقعه المتباعد عن موقع اخوته قد وضع هناك بحكمة وتقدير وهو منسق في اثاره وتأثيراته مع سائر النجوم والكواكب لتتوازن هذه الخلائق كلها في الفضاء الهائل فهذا طرف من عظمة مواقع النجوم وهو اكبر كثيرا جدا مما كان يعلمه المخاطبون بالقرآن اول مرة وهو في الوقت ذاته اصغر بما لا يقاس من الحقيقة الكلية لعظمة مواقع النجوم! (فلا اسقم بمواقع النجوم)... فالامر اوضح واجلى من ان يحتاج الى قسم..(وانه لقسم لو تعلمون عظيم)، وهذا التلويح بالقسم والعدول عنه اسلوب ذو تأثير في تقرير الحقيقة التي لا تحتاج الى القسم لانها ثابتة واضحة. ولعل من اسباب القسم بمواقع النجوم: 1-انه نظرا للابعاد الشاسعة التي تفصل نجوم السماء عنا فأننا لا يمكن لنا رؤية النجوم من على سطح الارض ابدا ولا بأية وسيلة مادية وكل الذي نراه من نجوم السماء هو مواقعها التي مرت بها ثم غادرتها اما بالجري في الفضاء الكوني بسرعات مذهلة او بالانفجار والاندثار او بالانكدار والطمس فالشمس وهي اقرب نجوم السماء الينا تبعد عنا بمسافة (150) مليون كيلومتر فاذا انبثق منها الضوء بسرعته المقدرة بحوالي (300) الف كيلومتر في الثانية من موقع معين مرت به الشمس فأن ضوئها يصل الى الارض بعد (8) دقائق ضوئية وثلث الدقيقة تقريبا بينما تجري الشمس بسرعة تقدر بحوالي (19) كيلومتر في الثانية قال تعالى (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم) يس/38. واقرب النجوم الينا بعد الشمس هو النجم المعروف باسم (قنطورس الاقرب) حيث يصل الينا ضوؤه بعد (3، 4) سنة ضوئية من انطلاقه من النجم ويكون قد تحرك خلالها ملايين من الكيلومترات بعيدا عن الموقع الذي صدر منه الضوء وهكذا نحن من على سطح الارض لا نرى النجوم ابدا ولكننا نرى صورا قديمة للنجوم انطلقت من مواقع مرت بها وتتغير هذه المواقع من لحظة الى اخرى بسرعات تتناسب مع سرعة تحرك النجم في مداره ومعدلات توسع الكون وتباعد المجرات عنا والتي يتحرك بعضها بسرعات تقترب احيانا من سرعة الضوء وابعد نجوم مجرتنا عنا يصلنا ضوؤه بعد (80) الف سنة ضوئية من لحظة انبثاقه من النجم بينما يصلنا ضوء بعض النجوم البعيدة عنا بعد بلايين السنين وهذه المسافات الشاسعة مستمرة في الزيادة مع الزمن نظرا لاستمرار تباعد المجرات عن بعضها البعض في ضوء ظاهرة اتساع الكون. قال تعالى ![]() ومن النجوم التي تتلألأ اضواؤها في سماء ليل الارض ما قد انفجر وتلاشى او طمس واختفى منذ ملايين السنين لان اخر شعاع انبثق منها قبل انفجارها او طمسها لم يصل الينا بعد، والضوء القادم منها اليوم يعبر عن ماض قد يقدر بملايين السنين. 2-ثبت علميا ان الضوء ينحني اثناء مروره في مجال تجاذبي وعليه فأن موجات الضوء تتحرك في صفحة السماء الدنيا في خطوط منحنية يصفها القرآن الكريم بالمعارج ويصف الحركة ذاتها بالعروج وهو الانعطاف والخروج عن الخط المستقيم كما يمكن ان يفيد الصعود في خط منعطف ومن هنا كان وصف رحلة المصطفى (ص) في السماوات العلا بالعروج وسميت تلك اليلة الشريفة بأسم (ليلة الاسراء والمعراج) وحينما ينعطف الضوء الصادر من النجم في مساره الى الارض فأن الناظر من الارض يرى موقعا للنجم على استقامة بصره وهو موقع ظاهري يغاير موقعه الذي صدر منه الضوء مما يؤكد مرة اخرى ان الانسان من فوق سطح الارض لا يمكنه ان يرى النجوم ابدا. 3-ان النجوم في داخل المجرة الواحدة مرتبطة مع بعضها بالجاذبية المتبادلة بينهما والتي تحكم مواقع النجوم وكتلتها فمواقع النجوم على مسافات تتناسب تناسبا طرديا مع كتلها ومرتبطة ارتباطا وثيقا بقوى الجاذبية التي تمسك بها في تلك المواقع وتحفظ توازت الكون ، قال تعالى (ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا ) فاطر/41. 4-اثبتت دراسات علم الفلك ودراسات كل من الفيزياء الفلكية والنظرية ان الزمان والمكان (الزمكان) شيئان متلازمان ومتواصلان ومن هنا كانت مواقع النجوم المترامية الابعاد تعكس اعمارها الموغلة في القدم والتي تؤكد ان الكون الذي نحيا فيه ليس ازليا بل كانت له بداية يحددهها العلماء المختصون بأثني عشر بليونا من السنين على اقل تقدير ومن هنا كان في القسم بمواقع النجوم اشارة الى قدم الكون مع حدوثه وهي حقائق لم يتوصل اليها العلم المكتسب الا بنهاية القرن العشرين. وكان الغربيون الى اوئل القرن الثامن عشر الميلادي يؤمنون بان النجوم مثبتات بالسماء وان السماء بنجومها تتحرك كقطعة واحدة حول الارض ثم يأتي القرآن الكريم قبل اكثر من (1400) سنة ليقسم بمواقع النجوم هذا القسم العظيم مؤكدا نسبية واهمية وتعاظم تلك المواقع وان الانسان لا يمكن له رؤية النجوم من فوق الارض وكل ما يمكن ان يراه هي مواقع مرت بها النجوم ويأتي العلم في نهاية القرن العشرين مؤكدا كل ذلك ان القرآن الكريم اشار الى مثل هذه القضايا الغيبية التي لم يكن لاحد علم بها في زمان الوحي ولا لقرون متطاولة من بعد ذلك! لولا ان الله تبارك وتعالى ، يعلم بعلمه المحيط ان الناس سوف يأتي عليهم زمان يدركون فيه تلك الحقيقة الكونية ثم يرجعون الى كتاب الله الخاتم فيقرأون فيه هذا القسم القرآني العظيم: (فلا اقسم بمواقع النجوم*وانه لقسم لو تعلمون عظيم). والحمد لله رب العالمين (وما أوتيتم من العلم الا قليلا). |
#2
|
|||
|
|||
![]() شكرا لك ,, وبارك الله فيك.. يُنقل الى منتدى الفيزياء الكونية.
__________________
|
#3
|
|||
|
|||
![]() موضوع ممتاز
بارك الله فيك |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|