[الحارث]

قرأت هذا الموضوع في أحد الصحف وأحببت أن أنقله لأهميته:-

هرمون النوم والشباب.. الميلاتونين

الميلاتونين هرمون طبيعي يفرز من الغدة الصنوبرية الموجودة أسفل الدماغ ويعرف بهرمون النوم أو هرمون السعادة وتصل قمة إفرازه خلال فترة النوم في الليل ومستوى هذا الهرمون ينخفض كثيراً خلال النهار عند الصحو لذا إذا استيقظ النائم أثناء الليلِ فجأة وأشعل ضوء ساطع فسيتوقف إنتاج الميلاتونين.

وهذا الهرمون ينظم الساعه البيولوجية للجسم ليُمكن الإنسان من النوم في الليل دون أرق ويساعد الدماغ في التمييز بين أوقات الصباح والمساء وينخفض مستوى إنتاجه كلما تقدم الإنسان في العمر لذلك يكثر الأرق عند كبار السن وكذلك ينخفض عند المسافرين والعمال الذين يعملون على نظام المناوبات.

إن للسلوك أثرا فعالا في صناعة هرمون الميلاتونين المهم داخل الجسم لمكافحة آثار الشيخوخة والتقدم في العمر كما إن تناول أطعمة معينة يلعب دورا مهما في إفرازه.

وصناعة هرمون الميلاتونين فى الجسم لا تحتاج إلى استخدام العقاقير الدوائية المصنعة بأشكالها المختلفة وإنما بإتباع سلوك غذائي ومعيشي مريح مع الراحة النفسية التي يوفرها الابتعاد عن المهيجات والعادات السلوكية الضارة.

ولزيادة إفراز هرمون الميلاتونين يجب تجنب السفر أو العمل ليلا ليأخذ الجسم قسطا وافيا من الراحة ويتوفر المناخ الملائم لإنتاج الهرمون الذي يفرز ليلا مع الابتعاد عن الأجهزة الكهربائية وموجات الميكروويف والكهرومغناطيسية والإقلاع عن التدخين والتقليل من القهوة والشاي والكاكاو والمشروبات الغازية وهي عادات تؤدي إلى نقص في إفراز الميلاتونين.

ويمكن تعويض نقص هرمون الميلاتونين بتناول بعض الأغذية مثل الذرة والأرز والعدس وفول الصويا ودقيق القمح وبذر عباد الشمس والشوفان والزنجبيل والفستق واللوز والبندورة والموز والجزر بالإضافة إلى منتجات الألبان والدجاج والخميرة والمشمش المجفف.

و ترجع أهمية هذه القائمة إلى احتوائها على حامض أميني لا يستطيع جسم الإنسان صناعته وهو التربتوفان. والغدة الصنوبرية تستخدم هذه المادة لإنتاج الميلاتونين. ويلعب فيتامين ب3 وب6 دورا مهما في إفرازه ويتم الحصول عليهما من الغذاء كما ان الكالسيوم والماغنسيوم الموجودين في اللبن ومنتجاته مهمان في إفراز الميلاتونين.

إن الضوء الساطع أثناء النهار يؤدي إلى زيادة السيراتونين في الجسم مما يؤدي إلى زيادة الميلاتونين أثناء الليل ولذلك ينصح بألا تقل مدة التعرض لأشعة الشمس يوميا عن ساعة وعدم التعرض للضوء المبهر ليلا لضمان إفراز الكمية اللازمة للجسم من الميلاتونين.

من جهة أخرى أثبتت بحوث طبية أن التأمل من أهم المنشطات الطبيعية التي تساعد على إفراز هرمون الميلاتونين الذي يدعى كذلك هرمون الشباب وبالتالي تأخير أعراض الشيخوخة.
واستخدام الكمبيوتر أو ألعاب الفيديو ليلاً قد يحرم صاحبه النوم.

ويعود السبب في ذلك إلى أن الضوء الساطع لشاشة الكمبيوتر يمكن أن يغير موعد النوم من الناحية البيولوجية ويثبط الإفراز الطبيعي لهرمون الميلاتونين.

قام الباحثون بتجارب حول الميلاتونين بالإضافة إلى عوامل أخرى معروفة بتأثيرها على مواعيد النوم من الناحية البيولوجية مثل درجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب الذي ينخفض أثناء النوم .

وقد طلب الباحثون من سبعة أشخاص يبلغ عمر الواحد منهم 25 عاماً الاستيقاظ من النوم بين الساعة 8 إلى 9 صباحاً والذهاب إلى النوم بين الساعة 12 ليلاً إلى 1 صباحاً لمدة أسبوع قبل بدء التجارب.

ومن ثم طلب من المشتركين في التجارب أن يقوموا بممارسة ألعاب الفيديو المثيرة مثل إطلاق النار أو القيام بمهمات مملة باستخدام أجهزة كمبيوتر ذات شاشات ساطعة ومعتمة نسبياً ليلة بعد الأخرى بين الساعة 30,11 ليلاً و 2 صباحاً وذلك قبل الذهاب إلى السرير من أجل النوم.

وجد الباحثون أن إنتاج هرمون الميلاتونين تأثر كثيراً بسبب شاشات الكمبيوتر الساطعة بالإضافة إلى نوع المهمة التي قام بها كل مشترك، وكانت مستويات الميلاتونين منخفضة بعد القيام بالمهمات المثيرة أمام شاشات ساطعة بالمقارنة مع الشاشات المعتمة، وفي الوقت نفسه لم يكن هناك فرق في مستويات الميلاتونين أثناء القيام بمهمات مملـة .

وعلى الرغم من أن درجة حرارة الجسم تنخفض أثناء الليل تحت كافة الظروف، فإن العمل أمام شاشة ساطعة جعلت حرارة جسم المستخدم أعلى بكثير مما لو أستخدم الشخص شاشة أقل سطوعاً .

ويقول الباحثون أن هذه النتائج أظهرت أن مستخدمي الكمبيوتر أثناء الليل بشاشات ساطعة يمكن أن يحرموا من النوم لأن القيام بمهمة مثيرة في وقت متأخر من الليل يمكن أن يؤدي إلى أحداث تغييرات في إنتاج الميلاتونين ودرجة حرارة الجسم ذات العلاقة الوثيقة بموعد النوم من الناحية البيولوجية .