ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات العامة > منتدى المناسبات. | ||
يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟ |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#241
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم اعتذر على هذا الغياب حيث كنت منهمك فقط في جمع كتب فيزياء الكم من المنتديات والمواقع المختلفة في الانترنيت والتي اظن انه الامر الذي سأكون فعالا فيه ان شاء الله وقولكم ((هل تريد يا الميلود
أن يكون يكون هذا الوسام من نصيبك ؟ هل تريد أن تكون العضو المميز لشهر فبراير؟))فهذا لي عظيم الشرف خاصة في منتدى يحمل اسم ملتقى الفيزيائيين العرب تقبلوا تحياتي |
#242
|
|||
|
|||
![]() جزاكم الله خيرا وشكرا لحسن ظنكم
|
#243
|
|||
|
|||
![]() سنريهم آياتنا...
بقلم: محمد يوسف جبارين( ابوسامح)..أم الفحم ..فلسطين (( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبن لهم أنه الحق ، أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ، آية 53 فصلت )) . (( ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل اليك من ربك هو الحق ويهدي الى صراط العزيز الحميد .. آية 6 سبأ )) . فمشيئة الله تأبى الا أن تأتي علوم الكون ، بل وعلوم الطبيعة كلها ، تشهد بأن هذا القرآن العظيم ، ما كان له ، الا أن يكون من عند خالق الخلق كله .. خالق الأشياء كلها (( وما كان هذا القرآن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين .. آية 37 يونس )) . فكأنما العقلية العلمية ، بما تتوصل اليه في خلال البحث عن اسرار الطبيعة عبر الزمان ، تأبى لها ارادة خالق الخلق كله ، الا أن تشهد ضد هؤلاء الذين توهم الناس ، بأنهم فلاسفة ، وبأنهم باحثون عن الحقيقة ..أنكروا خالق الخلق ، فغرقوا في بحر أوهام افترست كثيرا من الناس ، فانساقوا معا في ضلال مبين ، وما اتبعوا غير الظن ((... ان الظن لا يغني من الحق شيئا ..آية 36 .. يونس )) . وكأن الطبيعة لا بد وأن تنطق حقائقها في عقل الانسان ليزداد التفاتا الى الايمان ، وكل مؤمن ليزداد ايمانه رسوخا .. تأتيه أنوار حقائق الكون تحمل أدلة تزيد في صدق ايمانه ، تأتيه نورا على نور ، فيزداد قلبه أمنا وطمأنينة الى أن هذا القرآن العظيم ، انما تنزل بالحق ، وبالحق نزل ، أما من كفر وتولى واتبع كل شيطان رجيم ، فانه يمر على الأدلة ، وعلى الآيات ، ولا يعقلها (( وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون .. آية 105 يوسف )) . في القرآن الكريم آيات تمس حقائق الكون ولا تفصلها تفصيلا كاملا ، وذلك لأن خالق الخلق قد جعل هذا شأن عقل باحث ، عن حقائق الكون ، سوف يأتي زمانه ، ويؤدي دوره ويجلي هذه الحقائق ، فيلتفت العقل الى المقاربة ، بين ما توصل اليه في خلال بحث طال زمانه ، وامتد من جيل الى جيل ، وبين معان في آيات كريمة، جاءت في القرآن تختصر بمعناها ، ما توصل اليه البحث العلمي في جانب يخصها ، ويحار العقل في كيف يمكنها معرفة بحقيقة كونية ، أن تنزل في القرآن في زمن كان العلم فيه ، في شتى علوم الطبيعة بحال لا يتيح معرفة كهذه ، فهنا اللامعقول أن يكون قائما ، انما هو قائم بالفعل ، فهنا في القرآن آيات تنطق بالمعنى ، وليس ثمة تأويل يمكن أن تتأول علية الآيات ، بغير ما تدل عليه ، بكل فصاحة الرسم للتعبير عن المعنى ، فهنا دهشة العقل مما يطل علية من الآيات الكريمة ، ، فكيف له أن يفهم ، بغير السؤال ، عن سر وجود هذه المعاني في الآيات ، وكيف له وهو الذي راح ينقب بجهد منقطع النظير عن اسرار الطبيعة ، أن لا يقر بأنها المعاني التي ما كان يمكنها أن تكون نتاج تأمل عقلي ، أو نظر ثاقب يجوب بناظرية السماء والأرض وما بينهما ، بكل ما أوتي من حصافة ربط وقياس ، فوسائل العقل الى معرفة معنى من تلك تكاد ، في زمن محمد صلى الله عليه وسلم ، لا تتجاوز ما أودع في جسم الانسان من وسائط ، يطل العقل من خلالها على ما يتأثر ويؤثر به في محيطه ، فليس له الا أن يقر ، بأن هذا المعنى في هذه الآية أو تلك ، انما جاء من خارج العقل الى النص القرآني ، فالعقل ، فلعله يعقله ، وانما هو المعنى الآتي من قدرة محيطة وسعت التكوين كله تدبيرا واحاطة وعلما ، فهي المعرفة النازلة في النص ، لا يمكنها الا أن تكون من عند رب السموات والأرض ، فكيف تأتى لبشر أن يدريها ، فلا بد وأنه قد أخبر بها .. نزلت عليه ، ولماذا هو بالذات ، فلا بد من تفرده لدى من أنزل عليه الآيات ، فهو الذي تلقى العلم ، وكان الخالق من اختصه به ، وليس الى هنا فقط ، وانما القرآن في آية كريمة قال بأن تفصيل الآيات آت في زمان قادم ، فلا ريب في ذلك ، ، فهو انباء بأن الفهم التفصيلي آت ، بقدرة عقل بشري آت على الأرض ، وفي خلال تنقيبه يهتدى ويدري ، وتتجلى معاني آيات كريمة ، وهو التحدي القرآني الكبير ، اذ لا يمكن للبحث العلمي كيفما دارت دورته ، في زمان قادم على الأرض ، الا أن تصب في تصديق الذي ورد من معان ، في آيات كريمة ، فهنا الذي وسع كرسية السموات والأرض ، فهو الخالق الذي وسع كل شيء علما ، فهو الذي ينبيء بذلك ، وبأن تيسير المعرفة للعقل آت ، وتحصيلها سوف يكون ، والاطلالة عليها وعلى الآيات سوف تسطع بكل ما تعنيه ، وهذا يعني بأن سير الطبيعة في الزمان ، على كل ما سوف تكون عليه من تغير متصل لا ينقطع ، فان وعد الخالق في القرآن سوف يكون نافذا ، أي الحتمية تلازم ضرورة النفاذ للوعد ، فهو الوعد الذي سوف يأتي بما يصدق ما بين يدي القرآن ، فالذي قضاء أمر يريده نافذا ، فلا بد وأن تقديره للأمر يكون وفق ما يترتب عليه قضاء يصدقه ، فاذا بين التقدير والقضاء زمان طويل ، فان الممكن الوحيد الذي يمكنه أن يكون هو أن عقلا يأتي زمانه ، واذا به وقد استوى على البحث عن حقائق الأشياء ، وأسبغ العلمية على منهجه ، بل وكان المنهج العلمي هو منهجه ، فيتجلى في نتاج بذل في بحث ما يصدق الذي هو في محتوى آية أو آيات كريمة ، فما له بعدها الا أن يبقى على منهجه ويتبع دلالات نتاج ينطق بين يدية وفي ذهنه ، أو يخرج من منهجه ، فاذا هو اتبعه فدربه الى الدهشة من معجزة بين يديه ، فأو يبقى أسير دهشته أو تمضي به دهشته الى ايمان يعمر نفسه ، وهو في كلا الحالين بيده ما يقدمه دليلا على حق يوجب اتباعا ، فأما اذا استحال خارجا من منهجه العلمي في شأن استحال له ضيقا في نفسه ، فاغتمامه بحق له وجه دلالة على قلوب غلف ، بين يديها الحق وتجافيه ، ومجافتها لحق موجب ايمانا ، يضيف اعجازا ، ذلك بأن القرآن يدل على قلوب غلف لو تأتيها الهداية لما اهتدت ، فالهداية في جانب من رضى النفس بها رحمة من رب العالمين ، فليس كل من يحب له الهدى يهتدي . ويتعدى خطاب التحدي في الآية الكريمة ، السموات والأرض ليشتمل على النفس البشرية ، ففيها ما يتأتى بانتفاء الجهل به .. بمعرفته ما يدل على أن الحقيقة القرآنية ممتدة في تطابقها مع ما تدل عليه في زمان قادم ، فاذا هذا الذي تعنيه قد تجلى يوما ما ، وهو بالضرورة سوف ينكشف لعقل باحث في زمان يأتي على الأرض ، ذلك بانه الزام خالق لخلقه ، فان الدلالات لا بد وأن تكون بذاتها الدليل الى الايمان ، وأيضا الدليل على من يرى الحقيقة والمتغيرات والأسباب التي اجتمعت وتشكلت فافرزت المفهوم الذي هو مضمون هذه الحقيقة ، ومع ذلك ستر العقل عن موجباتها بالالتفات الى ما تدل عليه من تصديق لما جاء كمضون لآيات كريمة ، فهكذا أو برغمه يكون ستر العقل عن الايمان ، وهذا هو الكفر ، فمضونه لا ينفي الحقيقة وانما عدم الاستجابة باختيار العقل لما تقتضيه فيكون ستر العقل عن موجباتها من ايمان وما يمليه ، ولم تكن للانسان الخيرة في أن لا تتصل نظرات عقله في نفسه وفي الأرض وفي السماء منذ أن دبت قدماه على الارض ودارت حاجاته بنظراته في محيطه وفي السماء من فوقه ، فهو بالحال الذي خلق عليه ، تلح عليه الضرورة ، فالزام يلزمه بأن يبحث ، ويطل بعقله على داخله ، فحاجته في الحاح دائم عليه ، فبحثه لا ينقطع ، فدوما به الحاح على حل مشكلاته ، في خلال علاقته بنفسه وفي الطبيعة ، ولا مفر له من ذلك الا أن ينقطع وجوده في الحياة . فطالما هو بعقله يدور بنظراته ، فهو الباحث عن تطوره في مجرى الزمان .. يحل مشكلات تعترضه ويطور وسائله في استقوائه ، على ما تتطور به حياته ، فالانسان الذي حمل الأمانة ..حرية الاختيار ، انما هو بحقيقتة ، بنظراته التي لا تنقطع في ذات الانسان وفي ضروراته ، وفي ما يتصل بها من صراع مع الأغيار ، انما تلازمه الضرورة ، وحتمية تحتم عليه ، فلا اختيار له الا أن يبحث ، فهذا العقل الذي له أن يختار بين التبديلات التي أمامه .. أن يختار هذا أو ذاك ، أنما هو في دائرة اختياره ، لا اختيار له الا بأن يختار ، وهو على ذلك في سيره عبر الزمان ، لا بد بالغ وسائله التي بها يبحث ، وبالغ ما كان حتما عليه أن يبلغه ، وذلك التصديق بما توصل اليه لما كان القرآن قد قال بها كحقيقة كونية ، فالوعد الالهي ، لا مفر محقق في زمان يأتي ، فالآيات لا مفر آت اليها التصديق ، حتى ولو كره الكافرون ، وليس هذا مقصورا على حقائق النجوم والكواكب والسماء والأرض ، وانما النفس البشرية مشمولة هي ايضا بذلك ، فخلال علاقات الانسان ، بنفسه وبغيره ، لا بد يستوي بخبرته الانسانية على معرفة أيان يكمن الخير له في كل علاقة له بغيره ، وهنا تجلي الانسانية بكل معانيها للعقل ، هو في حقيقته ، ما كان القرآن يهدي الانسان اليه ، منذ نزوله ، فالكفر أو ستر العقل أو حجبه عن الآيات الكريمة التي تخص انسانية الانسان ،لا يعني بالضرورة أنه لن يبلغها ويستوى برضى نفسه عليها ، فالقرآن الكريم متدفق بالانسانية ويهدي الانسان اليها ، وأيضا التجربة الانسانية بالغة بالانسان الى معرفتها والاستواء على اختيارها ، فحيث الخير للانسان ، وينطق به القرآن ، ففيها . ولم يكن ممكنا للعقل بحكم الضرورة ، الا أن يكون فاعلا في تعقلاته ، فهو مضيفا في سيره عبر الزمان اضافات هي بالتالي الدليل على احاطة ، وبها دلالة على وجه جهل كان به في زمن سابق ،على اضافات بقدرته في أفهامه ، فهو العقل الذي لا تنقطع قراءاته ، وهو الذي في مرحلة من تعقلاته ، استبانت له ضرورة تطوير وسائطه ، الى المعرفة بما يحيط به ، فلقد تجاوز ذاته ، بوسائط مضافة الى وسائطه ، فكأنها التي في ذاته قيدا على المعرفة التي كان عليه في سبيل المعرفة أن يتجاوزه ، الى ما ينضاف اليه ليفك أسر ذاته ، وليضيف في قدرته على التعقل فتحصيل المعرفة ، وهكذا يظل في ديمومية التطوير لأدواته أو سائطه ، ملاحقة للفهم المضيف في تطوره ، وهي بذاتها عملية فكاك من جهل كان ملازما ، فجاء البحث عن المعرفة بمثابة فعل الفكاك منه ، فاذا ثمة قول بأن نصا يتأتى فهمه في زمان قادم على الأرض ، فذلك يعني بأن امكانيات الفهم لها مقتضى وهو الفكاك من جهل ، أو من قيد يحجب الفهم ، وهذا بالضرورة ممكنا ، في زمان ما ، يقوم على خط سير العقل ، بتطوير وسائطه في خلال بحثه عن ما لم يكن يعرفه . فالقراءة ممتنعة على العقل بلا وسائط تمكنه منها ، فاذا انعدمت وسائطه ، غاب العقل في ذاته ، الا أن يكون ممكنا أن تكون له وسائط بطريقة ما تخرجه من غروبه في ذاته . فهذه الوسائط شرط ضرورة لقيام القراءة ، فتناول العقل مادة مسطورة أو منطوقة لا يتأتى بغير واسطة أو وسيلة ، لذلك امكان القراءة دالة وسائط العقل الى ما يريد قراءته ، فالتمكين لفعل اقرأ دالة امكان القراءة ، وشرط الامكان وجود العقل ووسائطه ، فاذا توفرت تأتت اطلالة العقل على ما يراد له أن يقرأ ، فاذا ثمة ما يقرأ ، كان للفعل اقرأ نفاذه ، فهل وسع العقل ما قرأ ، وهل قراءته دالة الزمان الذي فيه يقرأ ، أم دالة قدرته ودالة وسائطه ، أم كلاهما معا ولها الصلة باستطاعته تشكيل مفهوم لما يقرأ ، واذا قرأ فهل المفهوم الذي يتشكل له ، بتعقله لجملة أو نص قرأه ، هو بذاته المفهوم الذي تتضمنه الجملة أو النص ، وكيف الدليل الى كونهما واحدا أو تطابقهما أو بينهما ثمة تباين ، فمن يقضي بذلك ، فاذا العقل يقرأ آية في القرآن الكريم ، فكيف السبيل الى معرفة أن مفهوم الآية التي تشكلت لهذا العقل ، انما هو مفهوم الآية التي فهمها الرسول صلى الله عليه وسلم عن الوحي ، فاذا نظرنا الى قراءات عقول عديدية لهذه الآية ووجدنا ثمة اختلاف في فهم هذه العقول لهذه الآية ، فكيف يكون الفهم للآية الكريمة ، على اعتبار أن كل تلك العقول زعمت ، بأنها تناولت الآية بتمحيص لم تترك في خلاله أمرا متصلا بها ، الا وتناولته بالدرس في خلال بحثها عن فهم الآية الكريمة . وكيف يستسيغ عقل باحث ، بأن فهم هذا أولى بالاتباع من فهم هذا ، وماذا يدعو هذا ولماذا الى الزعم ، بأن فهمه أولى بالتصديق وبالاتباع ، من فهم غيره . وفيما يتصل بفعل اقرأ ، فلا بد من الانتباه الى أنه في غيبة ما يقع عليه ، من مادة للقراءة فانه لا يكون ممكنا ، فاذا كانت هناك مادة للقراءة ، فان وجودها يكون قائما ، وذلك قبل أن يقوم الفعل اقرأ عليها فهي سابقة وهو اللاحق ، فاذ قال جبريل لمحمد صلى الله عليه وسلم ( اقرأ) فقد كانت هناك الآيات التي نزلت ، واذ قيل له( اقرأ باسم ...) فأنت يا محمد تقرأ باسم الله ، فانت تبلغ رسالة ، فأنت رسول . ولم يزل هكذا الحال في دنيانا فمن يقرأ رسالة باسم من أرسله فهو يبلغ رسالة ، فهو رسول من أرسله ، وكذلك شأن من يقرأ القرآن على نفسه أو لغيره فهو يبلغ رسالة الى نفسه أو الى غيره ، ومع تعاقب الأجيال ففعل اقرأ مستطرق في الزمان ، ومتصل بالعقل وبما يقرأه ، وأيضا بوسائط هذا العقل الى ما يقرأ ، فاذا آيات كريمة مضامينها حقائق كونية ، فقراءة في زمن ما ، لربما تفسر هذه الحقائق بنفس كلماتها ، والسبب هو محدودية وسائط العقل ، والفعل اقرأ مقيد بها ، فاذا هذا زماننا وأمكن للعقل فهم المضمون على كثير من تفاصيله ، فكأن العقل أعاد اكتشاف وعيه بالمضمون ، فعلى ذلك فهم آيات كريمة ، فيض يفيض في العقل ولا ينقطع عبر الزمان ، فالقرآن لكل زمان ، وحيثما كان العقل ، فهو أيضا لكل انسان في أي مكان كان ، فالقرآن لكل زمان ومكان . (( قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ .. آية 104 .. الأنعام )) . (( انا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فانما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل .. آية 41 ..الزمر )) . (( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ... آية 29 ..الكهف)) . فالقرآن هدى ورحمة ، ومع ذلك العقل له حرية الاختيار ، فالفعل والقول على ما اختار العقل ، فاذا آمن الانسان ، فاختيار العقل باملاء ايمان ، وبتقوى الله تعالى ذكره ، فكل الأفعال موجبات ايمان ومقتضيات تقوى . ومع ذلك فهناك من الناس ، من حاد وتولى عن الصراط المستقيم ، وراح يعمل عقله بما يسيء لنفسه ، فأولى للعقل أن لا يتهافت بسوء أداء ، باستخراج ما يدلل على بؤس أدائه ، وركاكة فهمه ، وضحالة استنطاقه لمعطياته في خلال تهافته على ما يفتش عنه . فبالاقتراب من فهم قوله تعالى ذكره : ((... ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت ان الله عليم خبير .. آية 34 ..لقمان )) ، نلاحظ بأن هناك من جاء يقول بأن ثمة أجهزة بيد الطبيب ، تمكنه من معرفة ماذا في الأرحام ، وهذا برأيه ، بأنه دليله ، الى نفي وجه الصدق في الآية الكريمة ، وقد غاب عن هذا الذي جاء يدلل على جهله ، بأن العقل لا يتأتى له تعريف الانسان بذكورية أو أنوثة ، فهذه جزئية من كلية الانسان ، فلا يتم تعريفه بجزئية ، على كل ما فيها من دلالات عليه ، فالجزئية غير مكتملة الدلاله عليه ، فالانسان مشروع حياة ، فهو روح ، وعقل وفعل وقول ، وجسد ذو بنائة متحولة في الزمان ، فهو في جدل لا ينقطع مع بيئته ، وهو الذي لا تتاتى كتابة قصته كاملة ، الا بخروجه من الحياة الدنيا ، فعندها يمكن تحديده بسرد ، وحتى هذا السرد ، يظل ناقصا ، ذلك بأن مكنونات في نفس هذا الانسان، لربما تظل باقية في سره وتذهب معه ، فلم يعرف بها أحد . وفي فهم قوله تعالى ذكره : (( والارض مددناها ..آية 7.. ق)) ، فلقد دلل القصور الفكري لدى مندلقين بكفرهم ، على وجه الجهل النابت في تهافت ، يختزل العقل ، في فهم نابت في تباعد تشكيل المفهوم ، عن الربط بالسؤال القائل ، بأن الأرض بما نعرفه عنها بأنها مادة . وما نعرفه ، فكل مادة ولها شكل فما هو شكل الأرض هذه ، فهي مادة ، ولا بد أن يكون لها شكل ، فاذا هي ممدودة ، في كل مكان عليها ، فلا يمكنها أن تكون مستطيلا ولا مثلثا ، ولا مكعبا ولا هرما ، ولا يمكنها الا أن تكون كروية الشكل ، ذلك بأن الكرة على كل مكان من سطحها ، تكون ممتدة أمام الانسان الذي يقف عليها ، (( يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم ، والله متم نوره ولو كره الكافرون .. آية 8 .. الصف )) . وهناك الكثير من الأمثلة والشواهد ، على اعتباط فهم وقصور فكر ، وعماء بصيرة ، تلازم نزعة ملحاحة ، لدى نفر من البشر ، على استغفال عقول ، بحثا عن سحبها الى زج في تكذيب للآيات ، بحثا عن رسو على كفر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، فنحن بازاء تسويق لبضاعة فكرية فاسدة ، والأنكى منذ ذلك اسباغ صفات مثل علمي وعلمية على ما يزعمونه ، مع أننا بقليل من النباهة نكتشف ، باننا بازاء اعتباط لمواد فكرية دونما أدنى تمحيص ، ودونما أدنى تمييز بين الخطأ والصواب ، فترى الى العقل فتراه محنطا بالخطأ وبظنه أنه الصواب ، وترى الى لسانه تجده ينطق كلمات تنم عن وعي ولا وعي ، فهي خليط من جهد لا يفاد منه ابن آدم غير أن يشقى ثم يخسر انسانيته . أفان كان هناك من الناس من هم كذلك ، أفلا يحق لنا أن نسعى نحو تخليصهم من مأزقهم الفكري . بل أقول من مأساتهم الفكرية التي ينزرعون فيها . أفنكون قد أجرمنا اذا أرهقنا عقولنا في عودة المنهجية العلمية في التفكير الى عقول هؤلاء الناس ، فلعل وعسى يأتي يوم عليهم يأخذون فيه طريقهم نحو ربوع الحق والاسلام . فأقل ما تمتاز به العقلية العلمية هي قبول أحكام العلم ، فاذا حصل وتم وضع قضية من القضايا في ميزان العلم ، ثم كان القضاء عليها بأنها محض أوهام ، فلا يصح بعد ذلك لواحد يزعم أنه علمي ، أن يظل يتمسك بتلك القضية الكاذبة ،على أنها قضية صدق ، ومن يفعل ذلك لا يكون أقل من مخلوق بشري ، ينساق وراء سراب ، أو يتلهى بمعلومات ، لا تمس الواقع ، بل بينها وبين الحقيقة العلمية ، تنافر رهيب . ان الذين أرهقوا عقولنا بكلمات من أمثال ( علمي ) ، و ( علمية ) ، وصل بهم الاسراف الى حد قولهم ( وجدان علمي ) و ( ارادة علمية ) .. على غير وعي منهم بتحديد أو تعريف ما ينطقون . هؤلاء الناس يرفضون أحيانا الاستجابة لأحكام العقل والمنطق انهم لا يريدون أن يفكروا علميا ، على أساس من المنطق العلمي السليم ، وذلك في كل مرة ، نحاول فيها ، أن نتناول أمامهم قضية من تلك القضايا المطروحة أمام الفكر ، والتي تمس جوهر فلسفة يروجون لها .. فماذا نفعل ، لكي يأتي يوم ، نرى فيه هؤلاء الناس ، يفكرون تفكيرا علميا فيؤمنون ، ولا يجترحون السيئات على المؤمنين ، ولا يجترون كلاما فارغا ، ولا يبيعون ألفاظا باهتة ، من أجل ثمن بخس أو متاع رخيص أو زهو فارغ المضمون . فلما يطل السؤال عن بدء وجود هذا الكون ، نجد كلمة الصدفة جوابا ، وكأنما في الكلمة شيء من جواب ، فهي الكلمة الخلو من كل مضمون تفسيري يجاب به على السؤال ، فاذا ثمة حدث فثمة حدوث ، فلا بد من أسباب تلاقت فأدت الى حدوثه ، فكلمة صدفة ، فيما لو تم اللجوء اليها عند كل سؤال ، عن ظاهرة ما في الطبيعة ، لما كان منهج البحث العلمي ، ولما كانت الأبحاث ولما كانت علوم الطبيعة . (( وما لهم به من علم ، ان يتبعون الا الظن ، وان الظن لا يغني من الحق شيئا . فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد الا الحياة الدنيا . ذلك مبلغهم من العلم ، ان ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى .. آية 28 .. النجم )) ولعل البشر،على امتداد سيرتهم في الأرض ، لم يتأتى لهم تصور خالق السموات والأرض ، وذلك لأن منطقة التصور في العقل ، لا بد وأن تقوم فيها صورة سابقة ، ليتأتى للعقل ، أن يقيس عليها صورة لاحقة ، فاذا ثمة صورة يراها الانسان لشيء ما أول مرة ، فانه على كونها أمامه فانه لا يعرف لها اسما ، ولا بد وأن يتساءل في نفسه ، أو يسأل غيره ، فما هذه ، وما هي ، فهو لا يعرفها ، فليس في منطقة التصور من العقل صورة سابقة ليقس عليها ، لكنه حين يرى هذا الشيء مرة أخرى فانه بالقياس بتعقله على صورة سبقت في ذهنه فانه يعرفها ، (( ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا ..آية 51 الكهف )) ونجد بأنه عبر تاريخ البشرية ، قد ظهرت بين الناس فلسفات مادية ، بها نزعة ، أو تدليل بما لا يستدل به ، على أنه ليس ثمة غير المادة ، فلا روح ، ولا خالق ، فليس غير المادة ، فالفكر بناء فوقي ،وهو بمثابة انعكاس لواقع مادي . ولم نعرف كيف يكون واقعا ، ذاك الخيال الذي يجنح اليه الفكر بين حين وآخر ، ولا يكون بحال أن يكون له صلة بواقع ، ولا يمكنه أن يكون واقعا ، وكيف يتأتى تفسير دلالات ، في الواقع المادي ، تذهب بالفكر ، الى أنه لا بد وأن هناك خالق لكل هذا الخلق ، فكيف توصل الفكر ، الى ضرورة وجود واجب للوجود ، وكيف يكون انعكاس واقع مادي ، من هو سابق على الفكر وعلى المادة ، ويوجب الأشياء من عدم . وقد ذهبت تلك الفلسفات ، في تحديد المادة ، بأنها ممتدة في كافة الاتجاهات الى مالانهاية ، والزمن سرمدي ، لتحدد بذلك بأن ليس ثمة غير المادة ، فلا قبلها ولا بعدها ، غير شارحة ما مقصودها المادي باللانهاية ، فماذا تعني ، وغير منتبهة الى أن كل مادة ولها شكل ، فليس ثمة مادة بلا شكل ، واذا ليس ثمة الا المادة ، فحتما يكون لها شكلها فما هو ، وهذا ما غفلت عنه ، اذ كيف يتصور مفكر مادي ، من هؤلاء مادة بلا شكل ، فمن طبيعة المادة أن يكون لها بنيوية ، وأن يكون لها شكل ، فالمادة محدودة بشكلها ، فكيف يكون امتداد لانهائي لمادة ، ينتهي وجودها خارج شكلها ، أو خارج حدودها ، وماذا هناك خارج ذلك الشكل ، وهل من سبيل الى تصوره ، طالما أن الفكر انعكاس لواقع مادي وفقط . لقد اندرجت الفكرة القائلة ، بأن الطبيعة تمتد الى ما لانهاية ، كركيزة للتصور الذهني الذي بناه فلاسفة ومفكرون عن هذا الكون . لكن هذه الفكرة ،على الرغم من رسوخها ، في أذهان الكثيرين من الفلاسفة ،على امتداد الزمان كله ، بقيت هذه الفكرة لا تجد لها سندا من جانب علوم الطبيعة ، حتى كان ذلك الزمان الذي جاء فيه نيوتن . لقد طرح نيوتن أفكارا ، أكدت على أن الكون سكوني ولانهائي ، مما أدى بفلاسفة ومفكرين الى التهافت على فكرة اللانهاية ، كأنما الفكرة التي انحدرت من النظر العقلي وروجوا لها ، قد جاء لها سند من جانب علوم الطبيعة ، وفي ظنهم أن في ذلك دعم لتصورهم الذهني للكون . ذلك التصور الذي شاع ، في وعي الكثيرين الذين لم يعلموا آنذاك ، أنهم انما يسندون عقولهم بالوهم والخيال . فلا نيوتن ولا غيره فطن الى أن ثمة تناقض ينطوي عليه الربط بين السكونية واللانهائية معا ، فاذا الكون كذلك ، فانه بالضرورة يحتوي على نجوم ومجرات لا حصر ، وهذا يعني أن فيض الضوء المنبعث من هذه المجرات ،لا بد وأن يكون كافيا لأن يجعل السماء شعلة من نور وضياء ، فلماذا اذن نرى الظلام دامسا في أعماق السماء ؟! ، والاجابة على ذلك باختصار شديد ، هي أن الكون آخذ في الاتساع .. هذا الاتساع ، هو الذي يؤدي الى أننا نرى الظلام دامسا ، في أعماق السماء ( فالمجرات في تباعدها بسرع عالية جدا ، تتسبب في استطالة في أطوال الأمواج المنبعثة منها ، بما فيها أطوال الأمواج التي تملك عين الانسان تمييزها وهي ما ندعوها تمييزا لها عن غيرها باسم الضوء ، وهذا ما يجعل عين الانسان ترى ظلاما في أعماق السماء ، وبالطبع فهذا شيء مختلف عن الليل الناتج عن دورة الأرض حول نفسها وحول الشمس ) . ولكن أن يكون الكون آخذ في الاتساع ، يعني أنه ليس سكونيا . اذن نحن توصلنا ، الى أننا لوفرضنا أن الكون لانهائي فالنتيجة أنه ليس سكونيا ، ولأن نيوتن قال بأن الكون سكوني ولانهائي معا ، اذن نكون قد توصلنا الى أن فكرة نيوتن عن الكون ، تحتوي على تناقض ، يثير الشكوك في هذه الفكرة ، وربما يلغيها . لتمتد بعد ذلك هذه الشكوك ، الى كافة الأطروحات ، والتصورات الفلسفية التي انسجمت مع أو ارتكزت على تلك الفكرة التي طرحها نيوتن . ولاسباغ بعض وضوح ، على كلمة الاتساع التي ذكرناها هنا ، نقول بأن العالم هابل ، هو الذي طرح فكرة اتساع الكون ، وذلك عام 1929 ، ومن قبل ذلك لم ترد هذه الفكرة ، الا في آية كريمة تقول (( والسماء بنيناها بأيد وانا لموسعون .. آية 47 الذاريات )) ، ، حتى أن آينشتن ، وهو يقيم نماذجه السكونية للكون ، قد ظن في بداية الأمر ، أن الكون سكوني كما نيوتن ، حتى قيل له فيما بعد ، عن فكرة الاتساع التي جاء بها هابل ، وهنا قال كلمته المشهورة ( ذلك كان أكبر خطأ ارتكبته في حياتي ) ، . أما معنى الاتساع الذي كان يعنيه هابل ،فهو أن الكتل المادية الضخمة السابحة في هذا الكون ( وهي المجرات ) ، فانها تتباعد عن بعضها البعض ( أي أن المسافات فيما بينها ، آخذة في الازدياد ، وذلك مع ازدياد السرع التي تنحسر بها هذه المجرات ،عن بعضها البعض ، أو نقولها بكلمات أخرى : كلما زادت السرع التي تتباعد بها المجرات عن بعضها البعض ، كلما زادت أطوال المسافات فيما بينها ) . لكي نستطيع أن نفهم نيوتن جيدا ، ونجد له العذر ، فلا أقل من أن نمعن النظر في أفكاره وأطروحاته ، لنرى أنه كان على قناعة تامة بأن الكون سكوني ، ولهذا ولأنه كان يفهم الجاذبية على أنها مجرد ( قوة ) ، لم يك أمامه من مناص ، الا أن يتوصل الى أن الكون لا نهائي ، ذلك لأنه لو حاول أن يفرض بأن الكون نهائي ، لكان يعني ذلك انهيار الكون على ذاته ، وذلك تحت تأثير الجاذبية ( وكما فهمها نيوتن) . الأمر الذي أدى به الى الاستنتاج بأن الكون لانهائي . وعلى الرغم من ذلك ، لم يك في زمانه ، ولا في الزمان الذي يليه من النظريات العلمية ، في علوم الطبيعة ما يقضي ببطلان فكرته ،عن الجاذبية الكونية . حتى جاء ألبرت اينشتين وطرح نظرية النسبية العامة ، وذلك في النصف الأول من القرن العشرين ( 1916) ، وهي النظرية التي جاءت بمفهوم عن الجاذبية ، مختلف جذريا عن المفهوم الكلاسيكي الذي جاء به نيوتن . فبينما نجد الأفكار القديمة عن الجاذبية على أنها مجرد قوة ، فان النسبية العامة بالمقابل تقضي بأنه لا يجب الحديث عن قوة الجاذبية ، وبدلا عن ذلك يكون الحديث عن تأثير الجاذبية في تكوير الزمان والمكان .. النسبية العامة هي نظرية حول الجاذبية ، وتدلنا كيف تعمل الجاذبية .. المشاهدات كلها ، تدل على أن هذه النظرية ، أكثر صلاحية ودقة في وصف الجاذبية ، من كل تلك الأفكار التي طرحها نيوتن عن الجاذبية . فوجود المادة يعني وجود جاذبية ، وهذه هي التي تتسبب في انحناء المكان والزمان ، فكلما كانت المادة أكبر ، أو كان تركيزها أكبر ، فكلما كانت الجاذبية أشد ، وكان انحناء المكان والزمان أكبر . كأنما الجاذبية ، تقول للمكان والزمان على أي كيفية يكون انحناؤهما ، وهذا الانحناء الذي عليه المكان والزمان ، يقول للمادة كيف تتصرف ، أي كيف تكون حركتها ، فهذه خلاصة النظرية النسبية العامة . بالاستناد الى هذه النظرية ، توصل العلماء ، الى حقيقة مفادها ، أنه اذا كانت هناك من المادة في هذا الكون ما يكفي لجعل الجاذبية قادرة ، على ايقاف الاتساع الذي يعانيه الكون ، فذلك يكون له معنى ، هو أن زمانا آتيا ، فيه سوف يتوقف هذا الاتساع ، ليبدأ الكون بعد ذلك ، بالانهيار على ذاته ، أو نقولها بكلمات أدق يبدأ يطوى على ذاته ... فهل من كل ذلك يتشكل معنى تشير اليه الآية الكريمة : (( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب .. آية 104 .. الأنبياء )) . ((...كطي السجل للكتب .. آية 104 .. الأنبياء )) وفيما يتعلق بالكون والكتاب ، نود أن نقول بأن العقل الباحث ، يقوم بتدوين تجاربه وأبحاثه في كتاب ، حفظا لها ، وليأتي من يقرأ فيه ، فيعمل بما علم ليزداد علم ما لا يعلم ، فيضيف ما قد علم في صفحات تضاف الى الكتاب ، وهكذا وعلى مدار الزمان ، يتواصل البحث ، ليصبح ما توصل اليه العقل مدونا في كتاب ، هو كتاب علم الكون ، فكلمات الكتاب أوعية علم أدركه العقل البشري ، خلال انفعاله وانشغاله في البحث والتنقيب عن أسرار الكون ، اذن نحن ازاء ثلاثة ، الكون ، العقل ، الكتاب .. علم العقل بحقائق الكون في خلال البحث العلمي ، منقول به الى كتاب ، فاذا كان الذي في الكتاب مطابقا للحال الذي هو عليه الكون ، يغدو من يقرأ الكتاب يدري ما في الكون ، ومن يدري ما في الكون يعلم ما في الكتاب ، فكأن الكون كتاب ، وخاصة في كل ما يتعلق بالعلم به ، فان فرغت من قراءة الكتاب طويت السجل على ما فيه مسطور ، اذن طي السجل ايذان بتوقف أو بانقطاع نظرات العقل في الكتاب ، فكأن كاف التشبيه في قوله ( كطي ) لتدل على وجه الشبه ، بين طي السجل للكتاب ، وبين أن تطوى السماء . في كلا الأمرين ايذان بانقطاع النظر في الكون أو في الكتاب . . أكثر من ذلك ، طي الكون يعني انهياره على ذاته ، ويعني أيضا انعدام وجود عقل ينفعل به ، اذن لما كان هناك عقل مكلف بأن ينظر في الكون (( قل انظروا ماذا في السموات والأرض... ، آية 101 .. يونس )) ، كان الكون قبل انهياره أو قبل أن يطوى ، في حال يتيح للعقل أن ينظر ليفهم ، وليأخذ القلم يسطر به ما عقل في كتاب ، فاذا طويت السماء تنقطع أسباب وجود الانسان ، فلا تعود هناك حياة في الأرض ، ولا عقل يبقى ، ولا قلم ، ولا كتاب . أما عن الطي في قوله تعالى ذكره ( كطي السجل للكتب ) ، يقول النيسابوري ، بأن الطي مضاف الى المفعول والفاعل محذوف كطي الطاوي للسجل . يقول أبوجعفر محمد ابن جرير الطبري : أولى الأقوال عندنا بالصواب ، قول من قال السجل في هذا الموضع الصحيفة ، لأن ذلك هو المعروف في كلام العرب ، ولا يعرف لنبينا صلى الله عليه وسلم كاتب أسمه السجل ، ولا في الملائكة ملك ذلك اسمه ، فان قال قائل ، وكيف تطوى الصحيفة بالكتاب ان كان السجل صحيفة ، قيل ليس المعنى كذلك ، وانما معناه ، يوم نطوي السماء كطي السجل ،على ما فيه من الكتاب ، ثم جعل نطوي مصدرا ، فقيل المراد منه كطي السجل على ما فيه مكتوب . سرمدية الفكرة القائلة بأن حياة البشر مستمرة ، الى ما لا نهاية ، هي تلك الفكرة التي يتم التعبير عنها ، بقولهم سرمدية الحياة ( الدنيا ) ، وبالطبع فان هذا الفكرة قديمة ، تشدقت بها أفواه فلاسفة ومفكرين ، وذلك منذ زمان بعيد في الماضي ، وحتى زماننا هذا . ولا شك في أن هذه الفكرة تروق للذين يتراقصون على أنغام الشيطان ، ويتناغون بتلك الكلمات التي تصب في غرس قناعة ، في أذهان الناس ، تؤدي بهم الى انكار وجود حياة أخرى ، بعد هذه الحياة الدنيا ، ليتأتى بعد ذلك لهؤلاء انكار الجنة والنار والقيامة والحساب يوم الدين . ومن هنا أيضا ينسل الكفار الى انكار وجود الله تعالى ذكره ، وانكار الرسالة السماوية والنبوة كذلك . يفعلون كل هذا بأقلامهم وأفواههم وكأن قضية الايمان يمحوها كلام مسطور ومنطوق . ومن حيث أن من الذين يتصدرون الدعوة الى الكفر بالله تعالى ذكره ، يتخذون من كلمة العلم مطية لهم ، في سعيهم نحو ما يبغون ، حتى باتوا يزعمون أن الانسان العلمي في تفكيره ، لا يصح أن يكون مؤمنا . لأنهم بلغوا هذا الخطأ الفاحش ، من أجل تحقيق ما هو أفحش من ذلك ، فلا أقل من أن نبين لهؤلاء وباختصار شديد ، أن قضية مثل سرمدية الحياة الدنيا في الأرض ، انما هي محض أوهام تسيطر على عقلية لا صلة للعلم بما تدعيه ، ذلك لأن الابحاث في الفيزياء الفلكية وعلوم الكون ، ما ينفي سرمدية كهذه . فاذا جاز لنا أن نسأل أولئك الذين يتفاخرون بالجهل ،عن ذلك البرهان العلمي ،على مقولاتهم سيئة الصيت ، فأين هو هذا البرهان . أنا لم أجد في كلماتهم غير كلام ضعيف ممقوت ، ولا يمت بصلة الى كلام الباحثين عن الحقيقة . أكثر من ذلك وجدت بأن غاية ما استطاع أن يبتدعه في هذا المجال ، من روجوا لهم بأنهم فلاسفة ، انما هو صف لكلمات ، ثم جعلها تحتك ببعضها البعض ، من أجل استخراج معان ، راحوا يروجون لها على أنها منطقية وعلمية ، مع أننا نجد العلم ينحاز الى جانبنا ، في محاولاتنا للكشف عن زيف ما زعموا وما اجترموا من سيئات . ولننظر مثلا في الفيزياء الفلكية ، لنجد أنه يأتي زمان على الشمس ، يزيد فيه اتساع سطحها ، ويزيد فيه فيض الأشعة المتدفقة منها ، الى حد يكفي فيه ، ما يصل الأرض من أشعة وحرارة ، الى تصعيد درجة الحرارة في الأرض ، الى درجة غليان الماء أو تزيد ، فتتبخر مياه المحيطات والبحار والأنهار ، ويحترق أو يجف الزرع والزروع والأشجار ، ناهيك عن خلخلة مرعبة في الغلاف الهوائي ، اذ يهرب الهواء في غالبيته العظمى ، من الأرض ، وتنعدم حياة النبات والحيوان ، وتزول الحياة البشرية في الأرض ..تنقطع أسبابها . فسرمدية ( الحياة الدنيا في الأرض ) وهم يسيطر على عقلية بعيدة عن العلم . أكثر من ذلك نتعلم من علوم الكون بأن الكون آخذ بالاتساع ، وبأن يوما يأتي في الزمان المستقبل ، يتوقف فيه هذا الاتساع ، ويبدأ الكون بالانهيار . يبدأ - كما علم الكون يقضي – يطوى على ذاته ، ليعود رتقا ، كتلة واحدة متراصة . أي أننا نريد القول بأن دلائل الأبحاث النظرية والتجريبية ، في مجال علوم الكون ، تكشف لنا ، عن أن مجرات الكون والأجرام السماوية كلها ، سوف تعود يوما كتلة واحدة متراصة . وهذا بحد ذاته دليل علمي آخر ، ومؤشر آخر أمام الفلسفة ، لتفاد منه في ضبط وعيها بالكون ، وضبط رؤيتها لما سوف يجري في الزمان القادم ، فأينما يذهب انسان الزمان القادم ، وفي أي كوكب يستوطن فنهاية الحياة البشرية آتية لا محالة ، وذلك باختصار شديد ، لأن أسباب زوالها ، سوف تتوفر وأسباب بقائها سوف تزول . اذن بالاستنداد الى الفيزياء الفلكية أو علوم الكون ، فان سرمدية حياة الانسان في الأرض، انما هي محض أوهام .. فمن يؤمن بالله تعالى ذكره يريح ويرتاح ، ويجد حقائق العلم في الدنيا تأتي تؤيد قناعاته وترسخ ايمانه ، ومن كفر وراح يزهو بأوهامه ، فلن يبقى له منها سوى حياة أوهام ، تزل بها قدمه الى هاوية ليس لها من قرار . وتبقى آيات القرآن تلح على الانسان (( قل انظروا ماذا في السموات والأرض ..آية 101.. يونس )) . (( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق .. آية 20 العنكبوت )) . ففي البحث عن ماذا في السموات ، وكيف بدأ الخلق ، يتأتى للعقل أن يأخذ دوره مليا في حل مشكلات تعترضه ، ويسهم بذلك في تطوير حياته ، وكان حقا على المؤمنين طاعة الله تعالى ذكره في قوله هذا ، فكل هذه الطاعة بالاضافة الى انها مقتضى ايمان ، فهي حق لأنفسهم على أنفسهم ، فان فيها سر أمنهم ، وسر تقدمهم ، وسر تحقيقهم لآمالهم في الحرية ، فحاجاتهم المادية كلها محققة بالضرورة ، بانشغال العقل في البحث عن أسرار الطبيعة . (( وليعلم الذين اوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وان الله لهاد الذين امنوا الى صراط مستقيم .. آية 54 .. الحج )) . (( أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين .. آية 22 الزمر )) . .................................................. .................................................. .................................................. ........................... astrosameh@Gmail.com ملاحظة : هذا المقال قد كتبه الكاتب ( محمد يوسف جبارين ) كتقديم لكتاب ( بيان القرآن الكريم في تبيان ألغاز الكون العظيم ..للباحثة : وديعة عمراني سوهلي .. فاس .. المغرب ) وقد صدر الكتاب بنسخته الالكترونية مؤخرا ، |
#244
|
|||
|
|||
![]() رؤيته..ضرورة صواب حسابات ، والعين وسيلة عقل لكي يرى
بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين رؤيته .. كلمة وردت في النص القرآني ، ولا تزال تشكل سند الاصرار على أن ترى العين بذاتها ، وهذا جد مهم وغاية في الصواب وفي الدقة العلمية ، ذلك بأن الحسابات الفلكية ، قامت وتقوم ويتم تعديلها باستمرار ، بناء على رؤيته ، المشاهدة ، فالقياس ، وليس ثمة عالم فلك لا يعود دوما الى ضبط حسابات فلكية بناء على رؤيته ، المشاهدة ، فليست الحسابات الفلكية هي الاساس ، وانما رؤيته ، هي الاساس ، ذلك بأن عليها يقوم القياس ، وهذا هو موقف البحث العلمي ، واذن فليس ثمة تناقض بين رؤيته وحسابات فلكية ، بل الصواب بأن هذه الرؤيته هي الضرورة التي بلاها لا قيمة لحسابات فلكية ، وكذلك هذه بلا العودة الى رؤيته للتعديل أو التأكد من صوابها ، تغدو في رتبة الشك الذي لا يزول بغير رؤيته ،فليس ثمة تناقض ، بل هذه اساس هذه ، وهذه لا تقوم بلا هذه ، فأين التناقض ، انه كامن في سياق الوعي ، بصلة هذه بهذه ، فاذا تكامل الوعي زال التناقض ، ولقد تبدو غيبة الوعي في الفضاء العام وكأنها شبة تناقض بين رؤيته وبين علم فلك ، وهذا مؤسف ، ويمكن درء ذلك بالتوعية ، فوسائل توصيلها لكل الناس موجودة ، فليرتقي الكل الى مرتبة يتكامل فيها الوعي للكل ، وهي مهمة سهلة ، ولا تحتاج الى كثير من عناء .فالمسلمون كلما ازدادوا ارتباطا بقرآنهم فكلما تكامل لهم العلم والدين معا ، فدينهم هو بذاته دعوة الى العلم ، وهذه الدعوة في صلب وعيهم الديني كان لها أبلغ الأثر في ابداع العلوم ، فأبدعوا ما لم يبدعه أحد من قبلهم ، لكنهم ناموا بعد ذلك ومن دينهم لا يجب أن يغفلوا ويناموا ، بل أن يصحوا ويتألقوا ، ويكونوا رواد العلم على هذه الأرض ، فكيف لمثل هؤلاء أن تتناقض في وعيهم كلمة رؤيته مع حسابات فلكية ، فهو ما لا يصح ، فلا بد من مسح الجهل وذرايته ، فليس من سمات مسلم قارىء قرآن أن يجهل ، فالعلم بين يديه ، وهو جدير به فهو مسلم . وبين كلمة رؤيته والحسابات الفلكية ، ليس ثمة فاصلة ، وانما رؤيته المستمرة ، هي ما أمكنت فهم مسار القمر ، في خلال العام ، وفي خلال سنيين ، وهي التي أمكنت من توفر قياسات وحسابات فلكية ، ما أتاح اكتشاف علاقات ، بين متغيرات فكانت معادلات ، أصبح بالامكان بناء دورة للقمر في أزمنة سابقة أو قادمة ، فالحسابات من بنات رؤيته ، ورؤيته دوما حاضرة للتأكد من الحسابات ، وهذه الحسابات جديرة بالاهتمام في علم قام على رؤيته ، فهي تتيح لنا المعرفة في الزمان القادم ، فأين يكون القمر ، بالنسبة لنا نحن الذين في الأرض ، او بالنسبة لمكان آخر في هذه المجموعة الشمسية . فصواب الحسابات الفلكية من رؤيته ، وأما الحسابات الفلكية فلا بد من أن تتأيد برؤيته ، للتأكد من صوابها ، فثمة نسبة خطأ في المعادلات ولا بد من رؤيته ، للتعرف على كيفية تدارك نسبة الخطأ هذه . وبالعودة الى العين ، لنتساءل عنها ، ما هي ، وهل هي بعينها كافية لكي يرى الانسان ، أليست هي بعينها ، واسطة ( وسيلة ) ، بين العقل وبين ما يمييزه هذا العقل ،فهل العين هي التي ترى أم العقل ، فانما الانسان يرى بعقله ، وليس بعينه ، وانما هذه العين لو فصلت عن العقل ما أمكنها أن تؤدي دور رؤية لشيء ، فالعين وسيلة عقل الى أن يرى ، فالرؤية محققة بالعقل ، وانما هذا العقل ، قد أدرك عبر الزمان حاجته الى تجاوز وسائطه أو وسائله الى الرؤية والى المعرفة ، بكل ما يحيط به في الطبيعة ، وذلك بحثا عن معاشه وبحثا عن أمنه وعن تطوير حياته ، لقد تجاوز العقل أدواته التي في جسمه ، فأبدع أدواته ، تجاوز عضلاته الى عضلات ميكانيكية ، وتجاوز خفته بالقفز الى أعلى فطار بطائرة ، وتجاوز عينيه ، الى رؤية الذرة وأدق التفاصيل في أصغر الاشياء ، فأنا رأيت ذرات الذهب عبر الميكوسكوب الالكتروني ، ورأيت المجرات البعيدة عبر التلسكوب ، ورأيت نشاطا مغناطيسيا يسبق انفجارا مغناطيسيا على سطح الشمس بواسطة الكرونوغراف ، فاذن العين دوما حاضرة في رؤيته لكن المضاف اليها في تجاوز قدرتها الى ما هو أبعد ، هو بعينه ما يجعل النظارات ، والتلسكوب ، اضافة تتوسع بها الرؤية ،وتصبح ممكنة ، وهي مقدرة عقل ، أدرك بأن عينيه بعينها ، لا يجب أن تستبقيه مقيدا في نطاق استعماله لأدواته التي في جسمه وفقط حين يرى أو يقوم بعمل ما . |
#245
|
|||
|
|||
رد: يا samir500،، هل تريد تكون العضو المميز؟
من منا لا يريد ان يكون مميزا
اشكرك اخي ساعمل ما في جهدي وفقنا الله |
#246
|
|||
|
|||
![]() رؤيته..ضرورة صواب حسابات ، والعين وسيلة عقل لكي يرى
بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين رؤيته .. كلمة وردت في النص القرآني ، ولا تزال تشكل سند الاصرار على أن ترى العين بذاتها ، وهذا جد مهم وغاية في الصواب وفي الدقة العلمية ، ذلك بأن الحسابات الفلكية ، قامت وتقوم ويتم تعديلها باستمرار ، بناء على رؤيته ، المشاهدة ، فالقياس ، وليس ثمة عالم فلك لا يعود دوما الى ضبط حسابات فلكية بناء على رؤيته ، المشاهدة ، فليست الحسابات الفلكية هي الاساس ، وانما رؤيته ، هي الاساس ، ذلك بأن عليها يقوم القياس ، وهذا هو موقف البحث العلمي ، واذن فليس ثمة تناقض بين رؤيته وحسابات فلكية ، بل الصواب بأن هذه الرؤيته هي الضرورة التي بلاها لا قيمة لحسابات فلكية ، وكذلك هذه بلا العودة الى رؤيته للتعديل أو التأكد من صوابها ، تغدو في رتبة الشك الذي لا يزول بغير رؤيته ،فليس ثمة تناقض ، بل هذه اساس هذه ، وهذه لا تقوم بلا هذه ، فأين التناقض ، انه كامن في سياق الوعي ، بصلة هذه بهذه ، فاذا تكامل الوعي زال التناقض ، ولقد تبدو غيبة الوعي في الفضاء العام وكأنها شبة تناقض بين رؤيته وبين علم فلك ، وهذا مؤسف ، ويمكن درء ذلك بالتوعية ، فوسائل توصيلها لكل الناس موجودة ، فليرتقي الكل الى مرتبة يتكامل فيها الوعي للكل ، وهي مهمة سهلة ، ولا تحتاج الى كثير من عناء .فالمسلمون كلما ازدادوا ارتباطا بقرآنهم فكلما تكامل لهم العلم والدين معا ، فدينهم هو بذاته دعوة الى العلم ، وهذه الدعوة في صلب وعيهم الديني كان لها أبلغ الأثر في ابداع العلوم ، فأبدعوا ما لم يبدعه أحد من قبلهم ، لكنهم ناموا بعد ذلك ومن دينهم لا يجب أن يغفلوا ويناموا ، بل أن يصحوا ويتألقوا ، ويكونوا رواد العلم على هذه الأرض ، فكيف لمثل هؤلاء أن تتناقض في وعيهم كلمة رؤيته مع حسابات فلكية ، فهو ما لا يصح ، فلا بد من مسح الجهل وذرايته ، فليس من سمات مسلم قارىء قرآن أن يجهل ، فالعلم بين يديه ، وهو جدير به فهو مسلم . وبين كلمة رؤيته والحسابات الفلكية ، ليس ثمة فاصلة ، وانما رؤيته المستمرة ، هي ما أمكنت فهم مسار القمر ، في خلال العام ، وفي خلال سنيين ، وهي التي أمكنت من توفر قياسات وحسابات فلكية ، ما أتاح اكتشاف علاقات ، بين متغيرات فكانت معادلات ، أصبح بالامكان بناء دورة للقمر في أزمنة سابقة أو قادمة ، فالحسابات من بنات رؤيته ، ورؤيته دوما حاضرة للتأكد من الحسابات ، وهذه الحسابات جديرة بالاهتمام في علم قام على رؤيته ، فهي تتيح لنا المعرفة في الزمان القادم ، فأين يكون القمر ، بالنسبة لنا نحن الذين في الأرض ، او بالنسبة لمكان آخر في هذه المجموعة الشمسية . فصواب الحسابات الفلكية من رؤيته ، وأما الحسابات الفلكية فلا بد من أن تتأيد برؤيته ، للتأكد من صوابها ، فثمة نسبة خطأ في المعادلات ولا بد من رؤيته ، للتعرف على كيفية تدارك نسبة الخطأ هذه . وبالعودة الى العين ، لنتساءل عنها ، ما هي ، وهل هي بعينها كافية لكي يرى الانسان ، أليست هي بعينها ، واسطة ( وسيلة ) ، بين العقل وبين ما يمييزه هذا العقل ،فهل العين هي التي ترى أم العقل ، فانما الانسان يرى بعقله ، وليس بعينه ، وانما هذه العين لو فصلت عن العقل ما أمكنها أن تؤدي دور رؤية لشيء ، فالعين وسيلة عقل الى أن يرى ، فالرؤية محققة بالعقل ، وانما هذا العقل ، قد أدرك عبر الزمان حاجته الى تجاوز وسائطه أو وسائله الى الرؤية والى المعرفة ، بكل ما يحيط به في الطبيعة ، وذلك بحثا عن معاشه وبحثا عن أمنه وعن تطوير حياته ، لقد تجاوز العقل أدواته التي في جسمه ، فأبدع أدواته ، تجاوز عضلاته الى عضلات ميكانيكية ، وتجاوز خفته بالقفز الى أعلى فطار بطائرة ، وتجاوز عينيه ، الى رؤية الذرة وأدق التفاصيل في أصغر الاشياء ، فأنا رأيت ذرات الذهب عبر الميكوسكوب الالكتروني ، ورأيت المجرات البعيدة عبر التلسكوب ، ورأيت نشاطا مغناطيسيا يسبق انفجارا مغناطيسيا على سطح الشمس بواسطة الكرونوغراف ، فاذن العين دوما حاضرة في رؤيته لكن المضاف اليها في تجاوز قدرتها الى ما هو أبعد ، هو بعينه ما يجعل النظارات ، والتلسكوب ، اضافة تتوسع بها الرؤية ،وتصبح ممكنة ، وهي مقدرة عقل ، أدرك بأن عينيه بعينها ، لا يجب أن تستبقيه مقيدا في نطاق استعماله لأدواته التي في جسمه وفقط حين يرى أو يقوم بعمل ما . |
#247
|
|||
|
|||
![]() الى اخي المتألق دائما .. الاستاذ محمد جبارين,
ليت الكلمات والعبارات تسعفني كي أوفيك ما تستحقه من شكر ومديح يرتقي الى سمو كلماتك الرائعه وللحق انك تثري هذا المنتدى بكتاباتك الغنيه بالمعرفه والعلم وأود الاشاره بان ارقى واسمى واعظم شيء اوجده الله هو العقل ولاجله أمر الله الملائكه ان يسجدوا لادم بعد ان وهبه العلي القدير العقل فاصبح ادم عاقلا وحرا واصبح مسؤولا عن اختياره للاشياء.وتكمن عظمة هذا العقل بقدرته على ادراك ما حوله بشكل تديجي وتراكمي وتوظيف معرفته بظواهر الكون في تطوير ظروف حياة الانسان لصالحه. |
#248
|
|||
|
|||
![]() باك الله في جهودكم الطيبة وجعلها الله في ميازيين حسناتكم
وشهرا مبارك |
#249
|
|||
|
|||
![]() بارك الله في جهودكم الطيبة وجعلها الله في ميازيين حسناتكم
وشهرا مبارك |
#250
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحيه اعذروني اخواني لقلة مشاركلتي بسبب السفر و البعد عن الوطن |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|