ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات العامة > منتدى المناسبات. | ||
يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟ |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#311
|
||||
|
||||
![]() شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
#312
|
|||
|
|||
![]() الكرة جامع فلا تفرقوا
بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..ام الفحم..فلسطين سألوني في أكثر من مرة ، قالوا : فمن تراه الغالب.. مصر أم الجزائر ، فكانت اجابتي مصر-- الجزائر ، قالوا: فمن منهما ، قلت : كلاهما ، قالوا : نعني على أي وجه تنتهي لعبة كرة القدم بينهما ..قلت : لصالح الجزائر ، قالوا فأنت مع الجزائر ، فلماذا لست مع مصر ، قلت بل أنا مع مصر ، فلتكن مصر هي التي تفوز ، وهل أنا من يقرر أيا من الفريقين يفوز ؟! ، فما أنا الا فلسطيني أحب مصر بمقدار حبي للجزائر ، وهي منافسة ، ومثلي لا يملك أن يناقش لقاء قمة بهذا المستوى الرفيع ، وانما الذي أضيق به ، هو هذا التردي بجملة القيم الى ما لا يليق بالرياضة . فعلى وجه العموم ، فان الرياضة على اطلاقها تضيف في نمو القيم وترفع من شأنها ، فما هذا السقوط في الدلالة على كل ما لا يطاق ، من لغة محنطة بكل ما لا ترضى به نفس عربية كريمة فاضلة ، فاذا الجزائر فازت أو كانت مصر هي الفائزة ، تنتقل بموجبها الى تمثيل مصر والجزائر وكل العرب في تلك المنافسة العالمية ... فمع نهاية اللعبة على أرض مصر ، يغدو تلقائيا فريق مصر أو الجزائر ممثلا لكل العرب ، فاذن لا بد من الاحتفال به ولتصدح مصر والجزائر عندها بكل الاقرار بأنه يمثلها ، ولتعبر عن ذلك بكل الفرح الذي تريد ، وليشاركهما العرب كلهم بالتضامن مع من أصبح ممثلا لكل العرب ، فاذا الفائز هو الأقدر والأجدر بأن يكون ممثلا للعرب ، وكل العرب يريدون تمثيلا بارعا في المنافسة العالمية ، فاذن الأولى لهم أن ينحازوا الى الأقدر على هذا التمثيل ، فثمة منافسة في انتظاره ، ونريد جميعا أن يصل الى الفوز بالكأس أو بأن يكون أكثر اقترابا منه ، لا أن يخرج مع بدايات التصفيات وقت المنافسة ، فثمة فرح نريد أن نناله ، وثمة مرارة نريد أن نستبعدها ، وثمة ثقة نريد أن نعززها ، وعلى ذلك ، وبالنظر الى ماذا سوف يجري في المنافسة العالمية ، فلا بد من انحيازنا الى المنافس الأجدر بتمثيلنا ، والأقدر على سقايتنا فرحا ، وقت المنافسات الكبرى ، فاذن يتوجب الآن أن نقول في انفسنا دعوا المنافسة بين مصر والجزائر تسفر عن الأقدر ولنعانق الفائز بكل دفء الانتماء للعروبة .. فهو ممثلنا ، فهو الأكثر قدرة على استجلاب فرح لنا ، فهو فرحنا القادم ، فلنؤيده بكل عاطفة وبكل دعم يشدد من أزره فهو الذي سوف ننتظر منه فرحا نرغب ، وهو الذي نريده أن يأتينا بهذا الفرح ، وهو فرح بحكم التجربة مراد ومرغوب به ، ونريده ، فلنعانقه من الآن ، ولتكن الرغبة جارفة من جانب هذا العربي في مصر الى جانب أن يكون ممثل العرب هو فريق مصر ، ولتكن الرغبة جارفة مثلها لدى العربي في الجزائر بأن يكون ممثل العرب هو فريق الجزائر ، ولينقسم العرب الى جانب هذا وجانب ذاك ، فليس في التعبير عن الرغبة في اطار من التمني هو بعينه الذي يمكن أن يقال برفضه بل هو المرغوب ، وهو الذي لا يصح أن يقال فيه بأنه لا يصح ، ولكن أن يتجاوز التمني حدوده بالنزول الى ما يسيء الى هذا العربي الذي هوالأخ ، وليس لسبب سوى أنه يتمنى خلاف ما يتمناه هو ، انما هو الحجر على التمني ، والعدوانية على الحس الآخر ، وعلى استقلالية الآخر في رؤيته وتقديره لما يرى ويرغب ، وهي مسألة عنف كلامي يتصبب بغير سند من منطق ولا من وعي حصيف ، فثمة رغبة لدى هذا خلاف رغبة لدى ذاك ، وهي بعينها لن تكون بذات قيمة ساعة المنافسة على ساحة الملعب ، حين تكون المنافسة بين فريق مصر والجزائر ، في استاد القاهرة ، لا قيمة للتحادد الكلامي العنيف في مجرى اللعب بين الاخوة ، فنتيجة اللعبة تحسم على ساحة الملعب ، ولا يمكنه الحسم أن يكون محسوما على شفاه شتيمة أو سباب ، على أي لون جرى أو يجري بلا أدنى سبب ، ويندلق بغير وعي وبلا أدنى فهم لحقيقة موضوعية لمنافسة بين فريقين ، لكن على ما يبدو من استشراف ، لكل اشكال العنف الكلامي الذي جرى الى الآن على الألسن وتصبب من الأقلام أو افترش مساحات من شبكة الانترنت ، من جانب عرب في الجزائر وفي مصر ، فكل ينهش في لحم الآخر وفي كرامته ، فكل هذا لا يساوي وقت اللعبة على ملعب كرة القدم شيئا ، فلا قيمة له في تقرير من يكون الغالب ومن يكون المغلوب ، فالقدرات لا تقام بنيل من كرامة ولا بنهش لحم ، فالفن الكروي أبعد ما يكون عن جراحات متبادلة من سباب أو شتيمة ، لكن على ما يبدو بأن فراغ الوعي بحقائق الأشياء وفراغ القيم ، وفراغ الأهداف النبيلة التي تتشكل بها كرامة الانسان العربي ،انما يتبدى في النفس كمنطقة منخفضة تستدرج التمني في وعي جاهل الى الففز الى ما يظن بأن به يحصل ما يتمناه بعنف كلامي ، مفرغا بذلك معاناته من آلامه أو من شقاوة تضغط على أعصابه ، يفرغها في عنف من كلام ينصب به على من لم يكن يوما سببا في شقائه ولا سببا في معاناته ، فترى الى الشحناء في مجراها ، في تهيكلها في مضامين تريد أن تنطق بها ، فلا تجد بها أية دلالة على سببية ، تدل على اقتران لها بمنافسة كروية تحكم نتيجتها قدرات تنافس بما بها على ملعب كرة قدم ، وأكثر من ذلك فمجرى السباب واللعنات التي تتساقط من هذا الجانب على الجانب الآخر ، انما تدل على انفصالية وعي عن مجرى روابط دم وتاريخ ولغة ومصير مشترك ، ولو أن السؤال أطل على هذه الانفصالية قائلا لها ما صلاتك بالمنافسة الكروية ونتيجتها المرتقبة ، فلا تجد بها جواب به ثمة عقلانية ،بل الحيرة والارتباك بازاء السؤال ، فكأنما الرغبة في الفوز وجدت في جملة اللاقيم وجملة اللاخلاق فرصتها لصناعة هذا الفوز ولو بالوهم ، فالتوهم بعض اقناع واهم يزيح عن النفس ولو للحظة تصورها عدم الفوز ، ولعل التوهم في حال كهذا بمثابة استبعاد لمخاوف من خسارة تطل على العقل ، فهذه كرة قدم والفريقان ممتازان ، وهذه حقيقة تقر بها النفس ، فتبدو الخسارة مزعجة ومرفوضة على كل قياس ولا تريد النفس أن تتصورها ولا بأية حال فتلجأ الى استبعادها بالتوهم ، فتسوق كل ذريعة الى استحالة التمكين لهذه الخسارة وتنتقل النفس من اقناع ذاتها بذلك الى اقناع غيرها ، بكل معقول تتمكن منه وتنداح الى اللامعقول ، ولا يعنيها من ذلك سوى استوائها على قناعتها بالفوز ، فاذا بلغت مرتبة قصوى من تلك القناعة التي لا تتزحزح ، وقابلها من يزحزح عنها هذه القناع ، بكل ما لدية من قناعات بفوزه الذي يرغب فيه ، فهو مثل هذه النفس التي تقبض بالجمر على قناعتها ، انداح كل منهما الى التقليل من قيمة ما لدى الآخر من قناعات ، والى أن يصل الى التقليل من قيمة الآخر نفسه ، وتبلغ الأمور في عنفها الى محاولة هذا الطرف الى مسح الطرف الآخر من كل قيمة تذكر ، لكي يفلح بازاء نفسه أن يتفرد بزهوه بانتصار الوهم الذي استوت عليه نفسه ، وهذا نطاق عنف كلامي ، وساحته انما هي ساحة استباقية تستبق في موجوديتها وجودا يدنو ويقترب ليعلن عن حقيقته ، ليجد بالتالي هذا الذي خسر توهمه بما أفاضت عليه حقيقة أتت بها في آخر الأمر نهاية المباراة بين الفريقين ، بأنه في نهاية المطاف أمام فريق عربي يمثل العرب كلهم ، وشاء أم أبى فهو في قرارة نفسه يريد للعربي أن يبدع وأن يكون هو الفائز في خلال التنافس مع الآخرين الذين هم ليسوا عربا ، فمن تراه الفائز ، ليكن هذا أو ذاك ، أو يكن ذاك أو هذا ، فهذا أو ذاك .. فمن يدري ، فمصر مهمتها صعبة ، ومهمة الجزائر أسهل ، والفريقان فريقا قمة وليس معقولا التقليل من شأن أي منهما فكلاهما مفخرة لكل عربي ، وبالتالي سوف يمثل العرب فريق واحد فقط ، فأو هذا أو ذاك ، والى جانب من تكون ، ومن تريد أن يكون ممثل العرب ، فتلك مسألة انسانية وحق لكل انسان عربي في الوطن العربي ، وفي مصر أو الجزائر أن يتمنى ما يريد ، فذلك حقه وليس لأحد أن ينكر عليه حقه في حسه ورغبته ، ومن جانبي ، فلربما الذي دعاني الى كتابة هذا المقال هو ما فوجئت به ، على غير ميعاد مني ولا من غيري ، وذلك في جلسة صاخبة جرت في بيت كنت في زيارته في أم الفحم ، فلقد كانت أسماء اللاعبين في مصر والجزائر تمر على أذني ، بصفات كل لاعب وماذا يمكنه أن يفعل في الملعب ، ومرت ثلاث ساعات ، وأنا الذي لا أفهم في كرة القدم أجد نفسي استمع الى تفاصيل دقيقة مما يمكنه أن يجري في لعبة القمة ، فهذا مع الجزائر ويؤكد على فوزها ، وهذا مع مصر ، وأغرب ما رن في أذني جواب على سؤال سألته ، اذ قلت ماذا يدعوكم الى الجزم في صالح هذا الفريق أو ذاك ولماذا الانحياز الى هذا دون ذاك ، فاذا هذا يريد مصر أن تفوز لأن نانسي عجرم تريد مصر أن تفوز ، وآخر لأن مصر أم العرب ويجب أن تفوز ، وآخر لأن مصر بلد عبد الناصر ، وآخر يريد للجزائر أن تفوز لأنها بلد أحلام مستغانمي ولا يطيق أن يخطر على باله أنها تزعل وهي التي أتحفته بالثلاثية الرائعة على حد تعبيره ، وآخر لأن الجزائر بلد المليون شهيد ، وآخر لأن الجزائر بلد أحمد بن بلا وجميلة بوحيرد ، وبازاء كل ذلك صدعت بقولي ، بأني لا أدري ما علاقة الأماني بمستوى قدرات سوف تفرض نفسها في ساحة المنافسة الكروية بين الاخوة على استاد القاهرة ، فالانتماء للاسلام والعروبة هو خير باب تكون من خلالة الاطلاله على التاريخ وعلى الواقع ومجرياته ،وعلى أدق التفاصيل في مجرى حياتنا ، وأيضا على هذه المنافسة الكروية ، فالمنافسة غالبا ما تكون فرصة نمو في وعي ، وفرصة نمو في انتباه الى تطور يجب تحصيله ، وفرصة تعاون وتساند واقبال على عمل مشترك ، وذلك بالاستواء على منطق تناول يسهم في البحث عن الصالح العام وما يمليه من ضرورات تعاون ، لتحقيق تقدم في كل مجال نحب أن نحصل تقدم فيه ، وهنا سؤال يلح لماذا لا نفكر سويا بأن نتفق على أن يأتي يوم يحصل فيه العرب على كأس العالم في كرة القدم ، ونجيب على ماذا يجب فعله من أجل تحصيل ذلك ، ومع ذلك ، فلماذا كل تلك الملفوظات التي لا تليق بشعب مصر والجزائر جرت على ألسنة عربية اسلامية ، هي في طبيعة انتمائها الأحق بالاستواء على كل نبل وكل شهامة وكل كلمة طيبة ، على كل ما تضغط به المنافسة الكروية على النفس ، بما بها من الحاحها الجارف الى رؤية هذا أو ذاك هو الفائز ، فلا بد أن ثمة خلال في التربية ممتد في كل اتجاه في الجموع الشعبية ، من تلك التي تقدم كل دليل على انحرافها عن جملة القيم الاسلامية والعربية التي يتوجب أن تكون خصيصتها ، في كل متناول تتناوله عقولها أو مشاعرها ، فما مدعاة الانزلاق والتهافت الى كل هذا الذي لا يليق بانسان عربي ، فماذا عن جملة القيم ؟؟؟ هو سؤال يحتاج الى توقف عنده والاجابة عليه ، فثمة فراغ وثمة تشكل لقيم يسهم بها هذا الفراغ ، فلا بد من وعي يقيم قيامة جديدة ، وهذا يحتاج الى سياقات من تأصيل القيم الرفيعة السامية لتمتد في كل مجال ، فنحن هنا بازاء أمة وما يجمعها ، ولعلها فرصة يعطيها هذا التنافس بين الاخوة فنرى ما يتخفى من جملة من اخلاق لا تليق ، فلا بد من التجدد ، فكيف يتأتى ، هو سؤال ملحاح ولا يصح أن يفارق وعي مسئول في أي مكان وفي أي وضع كان فيه ، فهي أمة يجب أن تحرص على ما يجمعها ، فحركة التاريخ لم تزل ناطقة بأن كل الجزائر خير سند لمصر وكل مصر السند للجزائر ، وأحسب بأن نبض القلب في العربي في الجزائر يقول ذاك أخي ومثل ذلك النبض في مصر ، ولقد دل هذا النبض على ذاته بأكثر من فرصة في التاريخ ، ومع ذلك فثمة ضرورة للتطهر من جديد فثمة شوائب لا بد من التطهر منها ، وهذه كرة القدم دللت على وجود هذه الشوائب فهيا الى كل ما يجمع والى كل ما يحفظ لنا وحدة وجودنا . |
#313
|
|||
|
|||
![]() بـــــــــارك الله فيك وان شاء الله اكون مميزه
|
#314
|
|||
|
|||
![]() هلا أنا جديد هل من أحد يتشارك معي في بعض الأسئلة المتعلقة با لفيزياء
|
فيزيائي KSA |
مشاهدة ملفه الشخصي |
البحث عن كل مشاركات فيزيائي KSA |
#315
|
|||
|
|||
![]() جزيييييييييييييييييت خيرا
وبوركت جهودك |
#316
|
|||
|
|||
![]() جزاكم الله كل خير ....و إن شاء الله اكون العضو المميز
|
#317
|
|||
|
|||
![]() انا زهرة العروبة
|
#318
|
|||
|
|||
![]() كرة القدم وتردي القيم
بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين لقد أصبح الآن منتخب الجزائر هو ممثل العرب في المنافسة العالمية الكبرى ، فهو ممثل مصر والجزائر ، بل وكل العرب ، وبازاء الرغبة الجارفة لدى العرب بأن بفوزوا بكأس العالم فان الأجدى لهم أن يفكروا بطريقة تجعلهم يحوزون يوما على هذا الذي يريدون ، تماما كما الهبوط على سطح القمر فاذا كل دولة سوف تفكر منفردة بذلك فانها لربما تصل ، لكنها بالتأكيد سوف تستطيل بالزمن طويلا طويلا ما يجعل الربما في دائرة احتمال يلفها الغموض ، فالأجدى أن يكون الفكر جماعيا والفعل كذلك ، فهو الفكر المشتق من دائرة منطق وحدوي وهو في كل حال الفرصة الوحيدة للتألق في مجال الرياضة والعلوم بل وفي بعث حضارية عربية واسلامية على كل قياس ، وبشأن المنافسة بين فريق الجزائر وفريق مصر ، فلقد بدت على السطح ظاهرتان تحتاجان منا جميعا أن نلتفت اليهما بكل الوعي الفاعل الذي يستهدف بحثا عن درب الى نمو وتطور ، وهما التعصب واللاتمدن ( بمعنى تغييب العقل بأثر الانفعال ) ، فلقد بدا الانحياز لفريق دون آخر قائما على الانتماء لبلد ، ولم يقم على مبررات تتجاوز ذلك ، فلم نجد دورا للعقل باديا في سردية له ، تبين لنا ماذا يدعو عربي من مصر الى الامتناع عن مناصرة لاعب في فريق الجزائر ، أو مناصرة الفريق برمته ، فلماذا هذا الأخ المصري ينحاز الى لاعب في فريق أوروبي أو لفريق أوروبي ، ويمتنع عليه أن يكون بمثل حال كهذا مع أخ له في الجزائر ، وكذلك الشأن مع أبن للجزائر ، فلماذا ؟ بأس العرب بينهم شديد في هذا السياق الرياضي .. هل هو غياب العقلانية ، فبرغم المدينة وسكناها ، الا أنها لم تتجاوز بالوعي الى أن يتأسس على فكرة الحرية وعلى فكرة التعقل ، على أساس منطق تناول علمي للواقع وما ينضح به من متغيرات ، فظل العقل في بعض حالات فاعليته أسير هواجس وظنون وفلتات مشاعر ، بلا اخضاع لها جميعا للعقل في تناولها وتحديد موقف حيالها ، وهو الموقف الذي يستوعب متغيرات كثيرة ، أولها الهوية والغايات السامية لأمة بحالها ، فهذا الذي يتعقل انما هو الفرد الاساس الذي مع غيرة تتشكل الجماعة البشرية التي يفترض أن تنهض بذاتها ، وتعلو بواقعها الى غايات تساورها ولا تفارقها ، فلماذا استبقاء الانفصالية أو الازدواجية ، فعلى جانب ترى وجها وعقلا بارعا في سردة موجبات نهضوية أمة ، وعلى وجه آخر تراه بعينه غائرا ، في ملفوظات ومشاعر تمتلكه تنم كلها على أن هذا ليس ذاك وليس ثمة رابط بينهما ، فبأكثر من شخصية يحيا هذا الذي لربما يوصف بمثقف ، وهو الذي برغم كل سعة معلوماته ودراساته ، لم تبلغ به هذه الى تثقيف علاقاته بالواقع فيغدو في تناوله له ، كما هو حال تناوله لمسألة تخص المصير ، ويصبح عليه أن يقول قولة العلم فيها . وها هي كرة القدم تقدم لنا بكل الدلالات الفصيحة في تعابيرها ، على أن هذه الشخصية العربية فارغة من مضامين ، كان الأجدى أن تكون معمورة بها ، فلقد بدا المشهد وكأنه فصل خريف الشخصية التي على غير وعي منها ، دللت بسلوكها على مكنون ذاتها وأفصحت عنه بسلوكها ، وبكل ما يدل على حقيقة القيم التي تسكن مخ السلوك الانساني في ذاتها ، فها هي شخصية عربية عارية من كل ستر لها بثياب من كلام معسول ، ها هي وهذه حقيقتها ، ولن ينفع البكاء على عروبة هذه هي ، وهذه أحوال شخصية عربية تسرح في كينونيتها ، تصرخ في فضاء كل وعي حصيف بالسؤال ، لماذا وماذا هو الفعل الخلاص .. ماذا يمكنه عمله بازاء ذلك ؟ ، فأولا هو عدم التيه والحيرة بل استشفاف الفهم الحقيقي برده الى أسبابه ، وتحديد ما يتوجب عمله في مستوى التربية في المدارس وفي الفضاء العام ، فهي مسؤولية مستقبل آت ، فاستقباله بما يتوجب عساه يختلف بمضاف هو توافر القيم في سلوكيات أمه ، فغيبة القيم تأسيس لاستبعاد التفاهم وبتر للتواصل فتمزق ، وهو نتاج مخالف لحلم بالتطور وبالوحدة وحلم بالقدرة القادرة على تحقيق الغايات ، وليس الحل آت بحال من شعارات جميلة أو اعلان مواقف نبيلة وفقط ، فصناعة الأمم لا تتأتى ببيانات ولا بتصريحات ، على أهميتها ، فهنا نحن بصدد جوع تاريخ الى دور في التاريخ ، ويتجلى هذا في ما يشبهه ، فكل الجماهير وحدة واحدة تشتعل عزما على تحصيل هدف واحد ،وثمة الآخر الذي يجب تحقيق النصر عليه ، وهذا حال يشبه الى حد كبير حال معارك ضارية تخوضها الأمة لكي تتصدر صدر التاريخ ، ولطالما قيل لهذه الأمة أنت عظيمة، وأنت من تصدرت زمنا طويلا قيادة التاريخ ، وأنت من حققت انتصارات ساحقة على أعدائك ، ولطالما أطل عليها التاريخ بكل حقائقة، من فم كتب أو سرد أو من فم منبر يهتف بالامجاد بينما الذي يهتف لم ينتبه الى أن ملابسه لا تجيد اليوم أمته صناعتها ، وليس هذا فقط ، فما بين صوت يدوي في أعماقها ، بأنها يجب أن تعود الى قيادة التاريخ ، وبين بؤس حالها ومرارة واقعها ، اجترعت بؤسها ، وكان اللاوعي ، وكرة القدم نطاقا ، تغتسل فيه ، من مرارة تشقيها . والمحزن في المشهد كله هو تراجع العقل الفاعل برمته ، بازاء لاوعي بدا في ضبابية ، تم تلفيقها لستر عدوان على حافلة ، تقل الفريق الجزائري على الطريق الواصل ما بين المطار وبين فندق آوى الفريق الجزائري ، فلقد سالت دماء من وجوه بعض اللاعبين وظهرت حقيقتها على شاشة التلفاز ، وبرغم ذلك كان للضبابية عقل يصر على تفعيل دورها في خدمة الوهم ، بينما كان الأجدى أن تقوم المخابرات المصرية ، بكل دور فاعل بحيث يكون دورها مؤثرا في القناعات ، فتنشر الأمان في النفوس وتعزز الثقة ، وهو ما كان يمكنه أن يضيف احتراما وهيبة ، ويمنع من التنافس في جوانب منه أن ينزلق الى ما انزلق اليه ، بأثر أوهام استولدت أوهاما ، وضبابية أنجبت كل قلق واهم ومتهافت على ما لا يتفق لعقل ، لكنها الضبابية المرعبة التي لم تحسب بغير كونها الستر لحقيقة يراد لها أن تتلاشى بضباب ، وما درى مبدعها ، بأن هذا القياس ، انما هو الذي لم يعرف أن يقيس ، سوى مقدار عماء البصيرة التي أبت في ساعة من اعتباط جهل ، الا أن لا ترى بشمولية العقلية العلمية المحيطة التي تحسب الفعل وآثاره المحتملة ، تاهت العقول عن قدراتها ، واندلقت بكل غير مقبول من ملفوظات ومواقف تسىء وتمزق وتؤثث لتنافر لا يضيف في أمن ولا أمان ، غير خلل وتشتت عن أهداف كانت هي الأولى بالحرص عليها ، ومع ذلك فلقد غاب عن مبدعي تلك الضبابية بأن تلك الدماء الزكية النقية الطاهرة ، التي أسالها اللاعقل بعنف جاهل وراحت تفترش وجه لاعب كرة جزائري ، لا ذنب له سوى أنه الذي يصح لكل عربي أن يعتز به ، سوف تجعل من اللاعب الجزائري يتحرك في الملعب ، بعزيمة ما كان يمكنه أن يتحرك بها ، من دون هذا الزعل الذي استبقته له في نفسه هذه الدماء ، فهي مضاف في بعث قدرته وانطلاقها ، وهو في قرارة نفسه ، لن يكل ولن يمل حتى يرسم فوزا حقيقيا للجزائر في هذه اللعبة ، التي يدري عنها ، بأن فوزه فيها ، انما هو ، بالاضافة الى كونه تحقيقا لامنيته وأمنية فريقه ، فانه ردة الشخصي على من كان سببا في اسالة دمه ، فالعوامل النفسية عميقة الأثر في استنهاض قدرات ، لربما بغيرها ما كان يمكن استهاضها ، وبأن تلك الضبابية ما يمكنها الا أن تكون باعثة قلق جارف ، في قطاعات واسعة ، والى حد توليد لردود فعل ، لربما تنزع بالبعض الى الرغبة في الانتقام ، وهي مسألة بواعث ودوافع ونزوع واستواء على رد فعل متلائم ، بعقلية منفعل بوعي أو بغير وعي ، مع حالة الاستنفار في حالته الشعورية ، وليس ثمة غرابة في قول الصحافة الرياضية في الجزائر وخاصة منها " الهداف " ، بأن المنافسة في الخرطوم بين فريق مصر وفريق الجزائر انما استحالت الى موقعة شرف ، فعلى ما قلنا ، فان جوهر هذا الاحساس العميق لدى الجزائري ، انما كان انبثاقا من جملة الضبابية التي أطلت من داخلها تلك الدماء على وجوه بعض من لاعبي الجزائر ، فتلك أنجبت ذلك السلوك لبعض من الجزائريين ، والذي ضاقت به مصر وكل من به رغبة عميقة بالارتقاء الى المستوى الذي يليق بنا نحن العرب ، فالرياضة مناسبة أخلاق وقيم وتعارف ومنافسة تضيف في علو قامة العرب ، لا تتردى بهم الى دون من خلق لا يتفق لهم ، مع أي جوهر مكنون في حضارة كانوا عليها أو يحلمون بها ، وأحسب بأن الدموع في عيون الممثلة العربية البارعة فردوس عبد الحميد ، على قناة دريم وأمام العربية الفلتة منى الشاذلي ، لكافية دلالة على أن ثمة جراح ، في النفس استولده عدوان مجموعة من الجزائريين على حافلة أقلت مصريين ، وأقول هذا على الرغم من صدق السودانيين بأنهم قاموا بكل ما أمكنهم من رعاية للمنافسة ، ومن حضرها من مصريين وجزائريين ، فثمة خلل قد أفضى الى مشهد استبقى الدموع في عيون فردوس عبد الحميد ، وذلك لا ينفي صدق السودانيين الذين قاموا على الأمن بكل جدارة ، لكن الحالات الشاذة على كل ما بها من آلام لا يمكن بحال أن تكن فرصة للاسراف الى ما لا يصح ، من تجاوز حدود الأخطاء الى نسخ لها ، على جملة الوضع العام ليصبح الكل في خطر وذلك نتاج رغبة الكل في صناعة الخطأ ، فهذا اللامعقول الناتج من اللامعقول الذي أفضى به اللاعقل الذي أبدعه في ساعة ألم حزن جارف ، ساور العقل وأورده موردا ما لاق ولا يليق به ، فهو عقل يا طالما كان المعلم والاستاذ لغيره ، وجملة القول بأن الورود كانت أبلغ تعبيرا عن جماهير مصر وقت استقبال ابطال اخوة ، وكان يمكنها الورود أن تكتب وجها آخر ، لكن على ما يبدو فان كرة القدم وتردي القيم هي الموضوع الذي تركته هذه المنافسة الكبيرة بين الاخوة ، ولا مجال أمام كل ذي حس بعروبة واسلام الا أن يتوقف ويتساءل بازاء هذه القيم التي تردت وتركت أسفا. لقد جاب مصر حزن كبير ، وهو حزن مبرر ، لما لفريق مصر من قدرات فذة ، فهو مفخرة لكل العرب وعلى كل قياس ، وبدا هذا الحزن آخذا بناصية العقل ، فتجلى العقل فالتا من عقاله ، فلا عقال يعقله ، والمؤسف حقا بأن أحدا لم يظهر ، ليدلل على غير ما نقرر هنا ، من وضعية عقل تاه في اللافهم ، لعدم الفوز فجنح عن عقاله ، فكل الشواهد تدلل بأن لم يفلت أحد من غيبوبة فكر بدت على لسانه ، فتاه العقل في داخل المرارة ولاكها وتلفظ بها ، وهو في خلال سردياتها الجانحة ، بين واقع وبين ما هو مقصور على واقع لا يعرف لها وجها ولا حالا ، كان العقل الفالت من كل موضوعية ، والهائج بكل عاطفة تغمره بكل الجاهزية ، ليصرف كل مبررات الخسارة ، على كل ما لا علاقة له بكرة قدم ، ومنافسة في داخل ملعب ، بل وتعدى ذلك الى الانتقال من علاقة بمنافسة الى علاقة بموقعة وعدوانية ، تم اشتقاقها من ايماءات واشارات ، تهيء للعقل انشاء معبأ بكل ملفوظات التوصيف لمذبحة ، كان يمكن أن يتعرض لها أبناء مصر على يد الجزائرين ، وفي خدمة هذا التوصيف انداح العقل الى تصوير المؤيدين الجزائريين الرقصين فرحا لفريقهم بأنهم من أهل الجريمة ، فهذا عقل فلت من عقاله . ومن الملفت للانتباه في هذا المشهد الكروي ، هذه الارادة الشعبية الجارفة التي تعرف غايتها وتلتصق بها وتعبر عنها بكل ما بها من صلة بها واصرار عليها ، وهي ارادة اقتدرت على استجماع كل الوعي العام في بؤرة شعورية واحدة تصيخ السمع لنغم واحد لا تملك أن تطيق سماع غيره ، ولا تحتمل أي طرق بنعم مخالف لها فهو الذي لا سواه ، فوحدانيته هي الموحدة لهذه الارادة في اقنوم واحد ، منفلت من كل رباط يحد من رغبته في عناق غايته ، ويندلق صوبها بكل صيحة ، تملك عليه كيانه ، فهو المارد الذي لا يجرؤ أحد أن يعانده أو يكابر بازائه ، فهي الارادة الشعبية التي حزمت أمرها ، ونزلت الى الشوارع تعلن عن مرادها ، وبكل فصيح القول ووضوح المعاني ، وبازاء هذه القدرة التي لا تحتمل موقفا سواه المندرج في سياقاتها ، انخرط الحاكمون تحت أمر الارادة الشعبية ، فاستحالوا محكومين بهذه الارادة فكيف هم تلاشوا .. فسبحان الذي لاشى الحاكمين بكرة قدم . فأي حال هذا الذي لا تجد فيه الحكمة في ساعة من زمن بيتا تأوي اليه ، وأي حال هذا الذي تغدو فيه المسؤولية قيد ايماءة جهل متدحرج بكل ما هو يطعن بعلاقات بين اخوة هي حاجة مصير مشترك ، أمعقول أن يكون رئيسا مجرور بجاهل ، بلا انها حكاية هذه المنافسة التي قضت بحصول ذلك ، فهل حقا هو هذا زمن انحطاط ، وقد تراجع الأمل في التفكير في نهضة علمية تنهض بالاقتصاد وتعلو بالسياسة الى ما يعانق الامال الكبيرة ، هل اصبح البحث عن القادة في مراتع هواة كرة قدم أو فساد في هذه الجهة أو تلك أو في حوزة تآمر ليأكل هذا من لحم أخيه ، فأين الحكمة ، وأين الاشتقاق للفكاك من الأزمات الصغرى بالأعمال الكبرى ، أليس القادة هم بمعنى كلمة قادة ، فاذا أصبحوا منقادين بأخطاء هنا أو هناك ، بتحصيل من فتيان أخذتهم حمية وحماسة ولف بهم الجهل ودار دورته ، وكانت نتاج ما قاموا به في مراتب زعل ، صبوه قطرانا في حلوق أبرياء من هنا ومن هناك ، فأين العقل ، هل بات ولم يفق الى الآن أم هو مستور بساتر الاسترضاء ، لجماعات ممن جمعوا أنفسهم على جملة أفعال وردود أفعال ،أوصلت الى ما لا يصح ولا يكون مقبولا بحال ، فهل القائد بمعنى الاستهواء للعبة جرها اليه جاهل .. أمعقول هذا . .................................................. ............................................... 20/11/2009 السبت astrosameh@Gmail.com |
#319
|
|||
|
|||
![]() شاهدت المنافسة بين الاخوة
بقلم : محمد يوسف جبارين( أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين شاهدت المنافسة بين الاخوة مصر والجزائر ، في حضرة جماعة يزيد عددهم على خمسة عشر فردا ، ما بين ذكر وانثى ، وتتراوح أعمارهم ما بين عشرين سنة الى ما يزيد على الستين عاما ، وكان ذلك في بيت من بيوت ام الفحم في فلسطين المحتلة ، والملفت في كل ذلك الحضور ، هو اني الوحيد الذي لا أفهم في كرة القدم ، ومشاهدتي لعبة كرة قدم لربما تكون الثانية أو الثالثة ، فمنذ ما يزيد على عشرين عاما لم أرى فيها كرة قدم ، وكان هذا في صالحي ، فالكل من حولي يريد أن يشرح لي ، فأنا في حال التلميذ الذي يدخل الروضة ، وكانت اللعبة تمر على الشاشة ، بينما الصمت هو سيد الموقف ، تخترقه شروحات لي ، لكي أفهم حركة هنا وحركة هناك ، فلما أدخل جول في شباك مصر ، هب الجميع دفعة واحدة في صرخة داوية ..جزائر ..جزائر .. وقيلت أسماء لاعبين لا أذكرها ..وراح الهتاف لجبال الأوراس ، بومدين ... بن بلا .. وما الى ذلك فهذا يقفز وهذا يصرخ وهذا يعتصر نفسه فرحا ، وأنا مذهول في مكاني التفت الى هذا والى ذاك ، ولاحظت بأن أحدهم قام وأحضر علما عرفت مباشرة بأنه علم الجزائر والتف به وهو يقول : هذا حبيبي ، ولست أدري لم شدني شكل هذا الشاب وغيره ، فهو يشبه وجوها جزائرية مرت على الشاشة أمامي ، ولقد سبقني الى القول أحد الحاضرين ، اذ قال بأن كثيرين في أم الفحم لهم جماجم ووجوها تشبه هذه التي نراها على الشاشة ، وسارعت من جانبي الى القول ، بأن الاسلام قد مزج ما بين الخلائق عندنا في المنطقة العربية ، حتى بات يصعب على أحد أن يشير الى أصل له سواها العروبة والاسلام ، ، الا أن المشهد بدا أكثر جاذبية عندما كادت مصر تدخل جولا ، و لم تفعل فبدا أسف شديد على بعض الحاضرين ، لكن وجوما ما كان يمكنه الا أن يفترش كافة الوجوه ، ولما انتهت اللعبة ، بدا المشهد أكثر غرابة ، فمع الفرحة للجزائر والتي بدت في قيام أحدهم ليوزع الحلوى ، راح غيره ليقول بأنه حزين لأن فريق مصر لم يفلح في المشاركة في المنافسة العالمية فهو جدير بذلك ، وكان يمكنه ويمكنه ..وانهال فجأة الجميع بكل الثناء على فريق مصر وبدت محبة جارفة لأبوتريكة ، ولاحظت عندها دموعا في عيون أكثر من واحد من الحاضرين ، ولما بدا الأسف واضحا على وجه المذيع المصري ، رأيت أحدهم يجهش بالبكاء وتحضنه أمه وتلحق به بدمع لم تستطع اخفاءها ، وهكذا كان حال هذه المشاهدة التي أفضت بدلالات على وحدة مشاعر وفكر ممتدة من أم الفحم الى مصر والى الجزائر ، بل وفي كل اتجاه في مناحي الوطن العربي . |
#320
|
|||
|
|||
![]() لا أخطر من سلاح نووي بيد اسرائيل
بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين كلمة سلاح نووي تعني قنابل نووية ، أو رؤوس نووية ، تحملها طائرات ، أو صواريخ ، الى المواقع التي يراد انزال كارثة بها ، ، وكلمة قنبلة نووية أو رأس نووي ، تعني جهازا معقد التركيب ، يحمل مادة نووية انشطارية ( يورانيوم ٢٣٥ أو بلوتونيوم ٢٣٩ ) ، وهو مزود بتقنية ( هي كلها مع القنبلة ) ، تتسبب في لحظة محددة بتفجير القنبلة ، ما يترتب عليه تحرير طاقة هائلة (نووية) .. من هذه المادة الانشطارية ، وتتسبب في ضوء ذلك بدمار كبير جدا ، وتترك آثارا في الطبيعة يمتد تأثيرها الى سنين طويلة ، فهي مؤثرة في خلخلة البيئة والانسان معا ، فصحته تظل معرضة للمخاطر بسبب من تنفس أو أكل ، وانتقال بالوراثة للجينات المشوهة من جيل الى آخر . وأما بالنسبة للقنبلة حين انفجارها ، فانها تتسبب في موجات رعدية شديدة جدا ، وحرارة عالية جدا ، وتأيين كبير جدا للهواء ، وكل هذه معا تتسبب بدمار هائل ، فان عمود كهرباء من حديد أو ألومنيوم على بعد كيلومتر واحد أو اثنين ، مثلا ، من موقع الانفجار يغدو فحما ، ولذلك كله ، فكلمة قنبلة نووية تشيع الرعب ، فاستعمالها في حرب يعني بوضوح دمارا شاملا ، ويتبعه الى سنين طويل تشويه في خليقة الانسان ، وليس ثمة من دواء يوقف هذا التشويه ، فعلى ذلك ثمة مصداقية لاستبعاد القنابل النووية عن النزاعات ، وثمة مصداقية أيضا لامتلاك سلاح نووي ، فلأنه بهذه القدرة على انتاج الدمار ، فيمكنه أن يكون سلاح ردع ، يرتدع به من يسعى بعدوان على من يمتلك هذا السلاح ، فهو يخشى من أن يتم استعمال السلاح النووي ضده . وفيما يتصل بايران ، فهي دولة تسعى بنشاطات نووية لأغراض سلمية ، والى انتاج وقود نووي ، هي بحاجة اليه من أجل مشروعاتها النووية ، ولم تنتج قنابل نووية ، وتصر على أنها لا تتجه الى ذلك ، لكن الواضح بأنها لا ينقصها القدرة على انتاج القنبلة ، سوى أن تنتج الوقود النووي بتثرية تقارب ال%95 ، وهي التثرية المطلوبة لانتاج القنبلة النووية ، فمثلا خمسة كيلوغرامات من مادة يورانيوم ٢٣٥ ، بتثرية كهذه ( الكلمة الشائعة هي تخصيب واني لا استسيغها على صحتها ، واني أرى كلمة تثرية هي الأصح ) ، كافية لانتاج قنبلة نووية .( أو بلوتونيوم ٢٣٩ بنفس نسبة التثرية ) ، وهب أن ايران تحولت الى دولة نووية ، أي أصبحت تمتلك اسلحة نووية ، فهي ايران النووية ، فسوف تنتفع بذلك بأن تبني هيبة دولة نووية ، وتلقي بظلالها على مساحات واسعة من المنطقة التي تريد أن تؤثر عليها ، لكن هناك باكستان ، فهي دولة نووية ومن سنيين ، فأين هيبة باكستان ، أين الهيبة ؟ ، فهي في حال لا يسر قادتها ولا يسر أصدقاء لها ، فالهيبة ليست مستمدة من القنبلة النووية ، ولا من القدرة على انتاجها ، وانما من تكامل عدة أمور معا ، الاقتصاد ، والسياسة ، والتماسك الاجتماعي ، والدور السياسي البارع في العلاقات الدولية ، فالى كل هذا تنضاف القدرة العسكرية بما فيها القنبلة النووية ، وتصنع الهيبة ، وأحسب بأن ايران تحتاج الى تعديل في بنيوية نظامها السياسي ، في جعله ولاية فقيه ، في سياقات نظام الحرية ، فليس أن تلغي نظام فقيه ، وانما أن يكون نظام الحرية هو الوعاء الذي يتحقق فيه نظام الفقيه ، فثمة ضرورة لتعديل في الفهم لبعض النصوص التي قال بها امام ايران الأوحد روح الله موسوي الخميني ، فبذلك تزداد تماسكا ، ومع ذلك ، هب أن ايران امتلكت سلاحا نوويا ، فهل تستعمل ايران النووية سلاحها النووي ، وضد من ، فيكفي انذار واحد من روسيا أو من بريطانيا أو أميركا الى ايران ، بأنه اذا استعملت قنابلها النووية ضد اسرائيل ، فسوف يتم مسحها من الوجود بقنابل نووية أميركية ، فأميركا بما هي عليه من قدرات ، تمتلك من السلاح النووي ما به تستطيع أن تدمر العالم أكثر من مرة واحدة ، يكفي انذار كهذا ويكون جادا جدا ، لينام سلاح ايران النووي في مكانه ، فاذن من وجهة نظر عملية لا تستطع ايران استعمال هذا السلاح ضد اسرائيل ، طالما أن هناك علاقات القوة كهذه القائمة الآن في العالم ، فأميركا حامي حمى اسرائيل ، فأما أن تستعمل ايران سلاحها النووي ضد بلد عربي أو مسلم فهذا خارج الوعي وخارج العقل وخارج كل فهم ، فما حاجة ايران الى سلاح نووي اذن ؟، ومن هنا فان كل ما تقوله اسرائيل ، وما تقوم به من تحريض على خطورة امتلاك ايران لسلاح نووي ، انما هو كلام فارغ من كل معنى ، اذ لن يكون هناك من يجرؤ على التفكير باستعماله ضد اسرائيل ، الا أن يكون قد اتفق له استدعاء كارثة ، لتنزل بايران مع اتخاذه قرارا كهذا ، وذلك لأن رد الفعل الأميركي سوف يكون كارثيا على ايران ، ومن هنا فمقولات اسرائيل في هذا الجانب ، تندرج في سياقات رغبتها الدائمة بأن تلحق الضرر ، بكل قدرة اسلامية أو عربية ، ومن هنا يطل السؤال ، فلماذا يفزع بعض العرب ويقلقون من امتلاك ايران لأسلحة نووية ، فلتمتلك ، فان لم ينتفعوا بذلك فلن يلحق بهم من هذا ضرر ، سوى في داخل الصراع على الهيمنة التي تصر عليه ايران ، وهو الصراع الذي يشكل بذاته لب الخطأ الذي يلحق الضرر بها في الساحة العربية ، فلتكن الصديق والأخ ، لا المشتق من عقلية غائرة في القدم ، والساعي الى أن تكون له الهيمنة بوهم ماض ينخر في الوعي ، ويدفع الى فكرة امبراطورية اسلامية فارسية . فدرس التاريخ الأفيد هو التعاون لا التناحر ، والعمل المشترك ، في اعلاء ينيان الأمة العربية والاسلامية ، بدلا عن التحادد والتنافر المنتج بالضرورة ضعفا في القدرة الجماعية ، بصرف لامكانيات كبيرة ، الأجدى لها أن تكون موظفة في البناء والتعمير ، وانتاج العلم وتوظيفه في بناء حضارة اسلامية جديدة . وعلى أية حال فان قدرة نووية ايرانية يمكنها ، أن تفيد ايران في كل اتجاه في الجوانب السلمية ، في الطب والزراعة والصناعة والأبحاث . وفي الجانب التكتيكي العسكري ، فان سعيها في مستقبل الأيام ، الى انتاج قنابل نيوترون مثلا ، لربما يكون ذا فائدة استراتيجية في مواجهات مع جيوش في ساحات قتال ، ولربما هذا هو ما يرعب اسرائيل ، فسلاح كهذا يمكن استعماله ضد حشود من جيوش ، بابادتها دون أن يلحق ضرر بممتلكات . وبالنسبة لاسرائيل فان امتلاكها سلاحا نوويا ، لا يعني أن تستعمله ، في كل نزاع ، فهو ضد الفدائيين لا فائدة منه ، وضد الفلسطينيين على أرض فلسطين لا قيمة له ، ولكنه ضد الدول العربية والاسلامية يمكنه أن يكون كارثيا ، فهو خطر على كل قياس ، فصاروخ يحط برأس نووي على القاهرة وآخر على مكة أو الرياض ، أو على قم أو طهران و...، وذلك ساعة اسرائيل تختار بين أن تكون أو لا تكون ، فهنا اسرئيل بسلاح نووي تشكل خطرا وجوديا على العرب والمسلمين ، وعلى ايران، فامتلاك ايران لسلاح نووي يمكنه ساعة الحسم فقط مع اسرائيل، بين أن توجد أو لا توجد فتنتهي ، بأن يستبق الى شل وجودها ، وبتضحية بحياة أبناء فلسطين بأرضهم ، فضرب اسرائيل بسلاح نووي يعني ضرب الفلسطينين ، بحكم الجغرافيا ، وهذا تصور أقرب الى الحافة بين الممكن واللاممكن . ولكن هل تمتلك اسرائيل سلاحا نوويا ، فالجواب ، ليس ثمة دليل قطعي واحد على ذلك ، فمن لديه فليقل لي ، فأنا لا أرى ولا أجد ، وما أقصده هو الدليل الذي لا لبس فيه ، فلا يسردن أحد لي القصة البائسة لفعنونو ، ولا يأتين لي بتصريحات في صحافة ، ولا بأن هناك من قال وأكد على ذلك ، فالدليل القطعي ، ما قامت به مثلا الهند أو باكستان لتدلل على وجود سلاح نووي بيدها ، وفي كل الأحوال فان اسرائيل في الحضن الأميركي ، ونتذكر هنا الانذار لصدام حسين وقت حرب الخليج الأولى ، فلقد أنذرت أميركا العراق ، بأن استعماله لسلاح غير تقليدي ضد اسرائيل ، يعني استعمال أميركا لأسلحة نووية في ضرب بغداد ، وكذلك الشأن كان من جانب هيلاري كلينتون في خلال منافستها على رئاسة أميركا ، فقد أنذرت ايران بأن أميركا سوف تمحوها عن الوجود ، اذا هي وجهت ضربات الى اسرئيل ، فعلى ذلك فان امتلاك اسرائيل لسلاح نووي من عدمه ، لا يعني غيبة سلاح نووي يتحرك ساعة الضرورة لحماية اسرائيل . فاسرائيل من أواخر الستينيات من القرن الماضي تمضي في سياسة ضبابية ( وهو درس في الاستراتيجية النووية استقته من الادارة الاميركية آنذاك ) ، فلا تدع لأحد امكانية أن ينفي وجود هذا السلاح لديها ، ويملك في نفس الوقت ما يبرهن به على صدق نفيه ، ولا بأن يجزم بالدليل بوجوده ومعه ما يدلل به على صدق جزمه ، وهذا هو حال السياسة النووية في اسرائيل الى الآن ، وهي سياسة برهنت على فاعليتها في انتاج هيبة نووية لاسرائيل ، بل وتعدت بهذه الهيبة ، الى منتوج انضاف لها ، وتجلى في التأثير على السياسات العربية التي أملاها الصراع الذي فرضته – بوجودها - اسرائيل ، فهل هذه الضبابية كانت لانتاج المضاف هذا مع الاستبقاء لامكانية ، لربما تستحيل ضرورة أمن ، وهي النزوع الى اتفاق يجعل منطقة الشرق الأوسط برمتها خالية من السلاح النووي ، وذلك حين يصبح هذا الاتفاق ، هو عين ضرورة ، لايقاف طموحات دول في المنطقة الى امتلاك سلاح نووي ، فعلى ذلك ها هو الواقع الذي كان محتملا قد أصبح الآن حقيقة واقعة ، فهذه ايران بينها وبين السلاح النووي ، أن لا تعترضها قوى عظمى على ذلك ، ومثلها مصر التي لم يتوقف العائق الدولي يوما ، عن اعتراض دربها ، فهل حكمة مصر التي جعلتها تلح دوما ، على جعل هذه المنطقة خالية من السلاح النووي ، هو ما يعني بأن هذا هو ما سوف تمليه ضرورات الأمن لدول المنطقة ؟ ، وهل خلو العرب والمسلمين في هذه المنطقة من سلاح ردع ترتدع به أوروبا وأميركا معا ، هو في صالح ميزان الردع الذي هو في حقيقته مختلا ، وليس في صالح العرب والمسلمين ، أليس في هذا الخلو بذاته استبقاء لخلل لا يمكنه بحال أن يضيف في أمن شعوب الأمة العربية والاسلامية ، أم تراه الخلو أو الاخلاء املاء واقع وظروف وحاجة تكيف ، للتزود بما يعين على استبدال هذه الظروف ، واعادة تشكيل الواقع على ما يسمح بالانتقال من خلل في توازن في الأمن ، الى دنو من توازن ، فالى ما يحقق توازنا استراتيجيا في مستقبل الأيام ، فليس بالسلاح وحدة يتحقق الأمن ، فثمة وضع اقتصادي واجتماعي وعلمي ، ولا مفر من اعادة تشكيله ، على ما يمكن به تحصيل محصلة لجملة من امكانيات ، تمكن من تحقيق تمكين للأمن ، على ركائز ذات قابلية للنمو ، والتدافع بها ، في عملية تقدم ، يتوفر بها الممكن الضرورة ، لتمكين لامكان يمكن موضوعيا أن يكون ممكنا ، فالخلو أو الاخلاء ، ليس بذاته اختيار وانما هو موقف منبثق من املاء موضوعية أوضاع لا فكاك من املاءاتها . 24/11/2009 astrosameh@Gmail.com |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|