[د/سمير المليجى]

" الإنسان عــــــبر الــــــزمان والمـــــــكان "

كثير من البشر يسألون لماذا تغير الإنسان إلي درجة اللامبالاة تغير كامل بينه وبين الحياة التي يعيشها ويسأل الفلاسفة وعلماء النفس والأطباء والمؤرخين عن السبب الأساسي لتحول الإنسان من بشر إلي آله صماء تعمل بدون إحساس وبلا عقل وبلا أخلاق ويعتبر هذا السؤال فلسفي له كثير من التحليلات وعلينا أن نسأل لماذا يلجأ الإنسان إلي الإلحاد والعنف والتهديد حتى يصل إلي القتل ما هي الأسباب الأساسية لهذا التحول وماذا نعمل لنقف أمام هذه الرياح العاصفة لهدم الإنسانية فإذا تركنا العقيدة وتركنا الأخلاق والعقل والتضامن الاجتماعي ونري أشياء بأعيننا غريبة عنا نحن نرتدي نظارة ملونة منها الأحمر والأخضر والأصفر والأزرق وهذه الألوان تعكس " الاكرومجنيت " الضوئي إلي داخل الإنسان وجهازه العصبي ويعتبر جلد الإنسان بمثابة رادار لجمع المعلومات الحساسة لعقل الإنسان منها السعادة والاكتئاب والألم والمتعة .
ما هي سعادة الإنسان ؟ إن الإنسان مخلوق ضعيف حساسيته وانفعالاته لا تكفي أن يكون متوحش مثل الحيوانات المفترسة ولكن أفعال الإنسان اللاإرادية تعطيه قوة الاندفاع لقضاء ما يريده وهذا يرجع إلي مفهومه وإدراكه بالحياة التي يعيشها وكثرة المعلومات التي نعيش فيها اليوم أكثر بكثير عن طاقة مخ الإنسان وتفسيرها والتعامل معها ونضرب مثال إذا رجعنا إلي الوراء أعواما نجد الإنسان الذي عاش من 100
عام هادي وعقلاني لان في ذلك الوقت كانت المعلومات محدودة وحتى تصل إلي شخص أخر تأخذ وقت
كبير أما الآن أصبح العالم قريب و قرية صغيرة فحسب بل أصبح سوق كبير نسمع جميع الأصوات ونري التحركات السريعة نري العنف والتهديد ونري المذابح والسرقات ونري كثيرا مما يعيشه الإنسان في هذا السوق الكبير فإذا ترك الإنسان السوق سوف يعيش سعيدا ولكن كيف يتعلم كيف يعيش في هذا المجتمع كيف يتعامل مع الآخرين وكيف يفهمهم وكيف يفهم الآخرين ما يقوله ؟ ومع ظهور التكنولوجي أصبحت اللغات ليست مشكلة إنما المشكلة هي كيفية التعامل مع التكنولوجي الحديثة وعلي كل إنسان أن يتقنها فإذا لم يتقنها فقد يدمره السوق ويصبح ليس له أي وجود وماذا يفعل الإنسان لكي يكون له مكان في هذا السوق ؟ إذا عمل في مهنة قد يجد صعوبات كثيرة ومشاكل عديدة مع الزملاء والإدارة وصاحب هذه المؤسسة لان التفاهم الآن ليس سهل علي الإنسان أصبح عالم التمدن والتكنولوجي له معلومات كثيرة حتى في مكان الذي يعيش فيه الإنسان بدون عمل وهو السكن وما المقصود بكلمة السكن ؟ فإنها تأتي من السكون والهدوء والراحة والنوم ولكن كثرة المشاكل التي يراها الإنسان أصبح السكن بمثابة الألم له وعذاب وشيء مقلق حتى بوجود التلفاز والأدوات الحديثة والعمل في المنزل والتفاهم مع الرفيق مطلوب من الإنسان جهد لكي يمارس حياته في سكنه والقلق الذي يعيش فيه يترتب عليه الأمراض العصبية وإذا رأينا ما وراء الأمراض العصبية لا نجد كل أمراض الإنسان متعلقة بالطاقة فإذا لم تأتي هذه الطاقة إلي الأعضاء وخاصة إلي الجهاز العصبي أصبح الإنسان لا حول له ولا
قوة ماذا نفعل نحن الآن ونحن نبدأ في عالم التكنولوجيا الحديثة هل الإنسان سوف يصمد وسيستمر في طريق التمدن وكل شيء جديد؟ أم يترك كل ذلك ويعيش في الغابات مثل الحيوانات؟ ولكنه صنع شيء يلاحقه في كل مكان إن غير طبيعة المناخ الذي يعيش فيه ليس له وحده ولكن لجميع المخلوقات علي الأرض. إن التمدن والتكنولوجي أشياء جميلة للإنسان ولكن ماذا يفعل إذا تحولت هذه الأشياء إلي مرض وأصبحت شيء مقلقا ويهدد مستقبل الإنسان هل في استطاعت الإنسان أن يذهب إلي كوكب أخر لكي يتمتع بحياته و يسعد نفسه ؟ للأسف حتى الآن لم نكتشف الطاقة التي تأخذنا إلي كوكب آخر وللأسف لا يوجد كوكب آخر يستطيع الإنسان العيش عليه غير الأرض والسؤال هنا ما هو الحل ؟ الحل بين أيدينا علينا أن ندرك ما هو الصواب وما هو الخطأ وما هو الخير وما هو الشر وما هي الحقيقة التي أتقابل بها مع خالقي يوم الدين وما هي مسؤوليتي وكيف اعمل لصالح الإنسانية ؟
نحن جميعا من قطعة واحدة ولا يوجد بيننا تميز نحن صنعنا الفوارق والطبقات والمقامات نحن صنعنا الفقر والغني نحن خلقنا الجاهل والمتعلم نحن صنعنا أشياء كثيرة وها نحن نعيشه الآن مع الزمان والمكان .
اطلب من الخالق العظيم أن يرحمنا ويهدينا إلي الطريق المستقيم وبمليء قلوبنا بالإيمان ويبعد عنا الشر ويساعدنا علي تحمل المسؤولية لفعل كل الخير للإنسانية مع تحياتي دكتور / سمير المليجي