ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات العامة > منتدى علماء الفيزياء. | ||
الوجه المظلم من شخصية ألبرت أينشتين |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
|||
|
|||
![]()
الترجمة الجانب الآخر لألبرت أينشتاين اكتسب ألبرت أينشتاين مكانه كنموذج مثالي للعالم والإنسان، لكنه رغم ذلك، وفقاً لكلام تيم تشابمان، كان معروفاً كزير نساء وسارق لأفكار الغير ومحتالاً وأباً فاشلاً وغائباً. عالم الفيزياء، يناير 2005 لا يمكن إنكار المكانة البارزة التي احتلها ألبرت أينشتاين كعالم فذ ونموذج حضاري. وقد حظيت إسهاماته في عالم الفيزياء واهتماماته الفكرية الواسعة بقبول هائل وتقدير لا حصر له: فقد أطلقت عليه مجلة تايمTime لقب "شخصية القرن" منذ خمس سنوات، كما نصبته مجلة عالم الفيزياء أعظم الفيزيائيين في العالم. لكن هناك من يعتقد أن كل هذا الثناء إنما يشير إلى جانب مظلم من عمل أينشتاين وحياته الشخصية. ومن أكثر الإدعاءات التي يصدقها الناس عن حياة أينشتاين هو زوجته الأولى ميليفا ماريك، والتي كانت طالبة فيزياء أيضاً، وكانت تكبر أينشتاين بثلاث سنوات. ومنذ بداية تسعينيات القرن العشرين انتشرت شائعة حول كونها هي العقل الحقيقي وراء الإبداعات العلمية لأينشتاين. وقد وصلت تلك الشائعة ذروتها عام 2003 مع ظهور الفيلم التسجيلي "زوجة أينشتاين" في التليفزيون الأمريكي. وقد بدأ الاهتمام بشخصية ماريك مع نشر مجموعة الرسائل العاطفية التي تبادلتها مع أينشتاين، والتي طبعت في كتاب "الأوراق المجمعة لألبرت أينشتاين". ويتضح من خلال هذه الرسائل أن الاثنين كانا يناقشان أعمالهما، كما خططا للقيام ببحث علمي سوياً. كما ظهرت مساندة ماريك لحبيبها أينشتاين أثناء بحثه عن عمل قبل زواجهما في أوائل عام 1903. لكن هل ساهمت ماريك في الأبحاث الحيوية التي قام بها عام 1905، أو كما قال بعض النقاد قامت بمعظم العمل؟ وقد أظهر الفيلم الوثائقي الذي أنتج عام 2003 أن الدليل على هذا إنما هو دليل واهٍ. أما الدليل الأساسي الذي استند عليه مساندو ميليفا، فيظهر من خلال عالم الفيزياء الروسي أبرام جوف الذي، كما يُزعَم، كتب عام 1955 عن رؤيته لنص أصلي بتوقيع "أينشتاين – ماريك"، بما يوحي بأن الإثنين (ماريك وأينشتاين) يشتركان في ما أنجزاه. لكن جوف لم يدعي رؤيته للأوراق الأصلية، لكنه يعتقد أن نموذج التوقيع المشترك كان وفقاً للتقاليد السويسرية. أما جون ساتشل، مدير مركز دراسات أينشتاين في جامعة بوسطن ومحرر كتاب "الأوراق المجمعة"، فيقول: "في الحقيقة لا يوجد أي شيء باسم ماريك أو حتى بتوقيع مشترك مع أينشتاين، سواء قبل أن تقابله، أو أثناء حياتها معه، أو حتى أثناء ال 30 عاماً بعد انفصالهما. وهذا دليل قوي على أنها لم تلعب دور ابتكاري رئيسي في إبداعاته وتفكيره". لقد كانت ميلفا بمثابة أمين السر بالسبة لأينشتاين، حيث كانت راجع حساباته وبياناته. لكن رغم استمراره في مناقشة عمله معها من خلال الرسائل، لم تكن هي ترد في نفس السياق. فيقول ساتشل: "لدينا أحد أهم رسائل أينشتاين التي تتناول الديناميكا الكهربية للأجسام المتحركة، وكان ردها على الرسالة هو مناقشة كل الأمور الأخرى التي ذكرت ما عدا هذه النقطة. ليس هناك دليل على أنها كانت أكثر من مجرد مستمعة لأفكاره". النساء في حياة أينشتاين قد لا يكون أينشتاين قد خان ميلفا بسرقة أفكارها، لكنه أيضاً لم يكن زوجاً مثالياً. فقبل زواجهما بعام أنجبت ميلفا ابنتهما ليزرل بينما كان هو غائباً. وحتى الآن فإن مصير هذه الابنة مجهولاً، لكن يرجح أنها قد عرضت للتبني ربما تحت ضغط أينشتاين نفسه، الذي يعتقد أنه لم ير ابنته أبداً. وبعد الزواج رزقت ميلفا بولدين، لكن لم يكن مقدر للعائلة أن تبقى معاً. فقد تورط أينشتاين في علاقة مع ابنة عمه إلزا لوينهال أثناء رحلته إلى برلين عام 1912، وهكذا هجر عائلته لمدة عامين بعدها. وقد وقع الطلاق بينه وبين ميلفا عام 1919، بعد أن أرسل إلى زوجته قائمة بشروطه لكي يبقى متزوجاً بها. وقد تضمنت هذه القائمة شروط متسلطة مثل: "ليس لكِ أن تنتظري مني أية مشاعر حميمة أو أن تحاولي التقرب مني بأي شكل من الأشكال". وبعد وقوع الطلاق لم يرَ أولاده كثيراً. وقد صرح ابنه الأكبر هانز ألبرت لاحقاً: "أعتقد أن المشروع الوحيد الذي تخلى عنه هو أنا". أما ابنه الأصغر إدوارد، فقد أصيب بمرض الشيزوفرانيا ومات في مصحة. وسرعان ما تزوج أينشتاين من إلزا بعد طلاقه، لكنه بعد سنوات قليله انغمس في علاقة أخرى مع بتي نيومان قريبة أحد أصدقائه. وقد تركته إلزا يستمر في هذه العلاقة حتى تتجنب تورطه في علاقات أخرى. ورغم إنتهاء هذه العلاقة عام 1924، استمر أينشتاين في علاقاته المتعددة مع النساء، حتى بعد وفاة إلزا عام 1936، لكنه لم يتزوج مرة أخرى. كان أينشتاين يحب صحبة النساء ويستمتع بها، ولم تمثل شهرته العلمية عائقاً أمام تعرفه إلى النساء في برلين أو في أمريكا فيما بعد. ولم تكن علاقاته تستمر طويلاً، ففور ضمان العلاقة كان أينشتاين يبدأ في البحث عن علاقة أخرى. وربما يكون تجنب الارتباط العاطفي العميق هو ما كان يوفر له الوحدة المطلوبة للاستمرار في عمله، وهو السلوك الذي يقبله القليل من الناس. استفسارات لها الأولوية إن الاتهامات التي وجهت لأينشتاين بالسرقات العلمية لم تقتصر فقط على سرقة ميلفا، بل زعم أن أينشتاين قد سرق أعمال مجموعة من علماء فيزياء آخرين. ويبقى السؤال الأكثر جدلاً هو ما مدى ما اقتبسه أينشتاين من أعمال هنريك لورنتز وهنري بوينكير في وضع نظرية النسبية الخاصة؟ إن عناصر بحث أينشتاين الذي وضعه عام 1905 تتشابه مع أجزاء من بحث وضعه لورنتز عام 1904 وبحث آخر معاصر لبوينكير. ورغم أن أينشتاين قد قرأ أبحاث لهذين العالمين قبل ذلك، فإنه زعم عدم رؤيته لهذين البحثين قبل كتابته للبحث عام 1905. وفي الواقع أن البحث الذي كتبه عام 1905 عن النسبية الخاصة ليس به أي مرجع، مما يرجح أن أينشتاين كان يخفي هذا عمداً. ويعلق ساتشل قائلاً: "لا أظن أن هذا كان غريباً في هذا الوقت. وليس هناك دليل على أنه كان متعمداً في الاقتباس من بعض المصادر وتجاهل ذكر ذلك ليحصل على السبق". وكذلك يوجد بعض التساؤلات حول النسبية العامة، فهناك اتهام أن ديفيد هيلبرت أكمل نظرية النسبية العامة قبل أن يقدم أينشتاين بحثه الختامي بخمسة أيام، وذلك في نوفمبر عام 1915. ورغم وجود تشابهات بين عمل الاثنين، وتشاجر الاثنين حول أسبقية كل منهما، فقد وجد ساتشل وغيره من الباحثين أدلة على أن بحث هيلبرت لم يتضمن المعادلات الحيوية للنسبية العامة. ويقول أن هذه الأدلة تعتمد على رفض أينشتاين المسبق لنظرية التغاير العام وهي جزء أساسي في نظرية النسبية العامة والتي توضح أن قوانين النسبية تستمر لأي من أطر القصور الذاتي. وفي المقابل، فإن بحث أينشتاين الذي وضعه عام 1915 أوضح أن النسبية يمكن أن تتغاير من خلال تبني نموذج هندسي جديد من المسافة والزمن. الرجل الذي يحبون كراهيته هناك مجموعة أخرى من الإدعاءات أن أينشتاين كان مُضَلَلاً أو على أسوأ الفروض محتالاً. لماذا يمثل أينشتاين هدفاً جذاباً للهجوم؟ يرى ساتشل أن هناك ثلاثة أسباب: السبب الأول هو معاداة السامية، حيث إن معظم ناقدي أينشتاين في ألمانيا كانوا محالفين للحزب النازي في ذلك الوقت، بما في ذلك جوهانز ستارك الحائز على جائزة نوبل. وهناك بعض النظريات الحديثة المعادية لأينشتاين التي تستمر في اقتباس آراء هؤلاء النقاد دون ذكر اهتماماتهم السياسية في تشجيع علماء الفيزياء من الأصل "الآري" أمام أينشتاين اليهودي الليبرالي. وفي السنوات اللاحقة، قام بعض النقاد المناصرين لحركة المرأة بالهجوم على أينشتاين في محاولة منهم لإظهار الظلم الذي تعرضت له المرأة في تاريخ العلم. ويعلق ساتشل قائلاً: "على المستوى الإنساني هناك الكثير من النقد يمكن توجيهه لأينشتاين بالنسبة لسلوكه مع النساء في حياته، خاصة ميلفا ماريك. لكن هذا لا يعني أن هذه الأفكار كانت أفكارها أو أنها كانت عالمة فذة". وأخيراً، فإن بعض اللوم يقع على المجتمع العلمي الذي سعى إلى وضع أينشتاين في مكانة القديس. وكما يقول ساتشل: "لقد وضع أينشتاين في مكانة المعبود، لكنه ليس كذلك، فهو بشر وهو ما يجعله أكثر إثارة للاهتمام". |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|