ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات الفيزيائية الخاصة > استراحـــة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب. | ||
ْ.. نبضات تُرجمت لقصص ..ْ |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() .ْْ حين تقع العين عليه في الزحام لن ترى شيئاً يدعوها للتلبث و التأمل فقد كان أشعث أغبر ليس في ملبسه أو شكله ما يميزه عن فقراء المسلمين بشيء لكن وراء مظهره البسيط عظمة و أصالة مخبوءة كاللؤلؤ المخبوء في جوف الصدف ..ْْ ![]() سلمه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولاية حمص و زوده بقدر طيب من المال فخرج سعيد إلى حمص معه زوجته و كانا عروسين جديدين وكانت عروسته منذ طفولتها فائقة الجمال و النضره استقرا في حمص فأشارت زوجة سعيد عليه أن يشتري بالمال ما يلزمها من لباس ومتاع وأثاث ثم يدخر الباقي لكنه أقنعها بأن يعطي المال من يتجر لهم فيه و ينميه خرج سعيد و اشترى بعض ضرورات المعيشه ثم فرق جميع المال في الفقراء و المحتاجين وكلما سألته زوجته عن تجارتهما أجابها أنها تجارة موفقة و إن الأرباح تنمو و تزيد و ذات يوم سألته نفس السؤال أمام قريبه الذي كان يعرف حقيقة الأمر فضحك ضحكة أوحت إلى الزوجة بالشك و الريب فألحت عليه أن يصارحها فقال لها : لقد تصدق بالمال جميعه من ذلك اليوم البعيد فبكت ونظر إليها سعيد و قد زادتها دموعها الوديعة جمالاً و روعه فقال: (لقد كان لي أصحاب سبقوني إلى الله و ما أحب أن أنحرف عن طريقهم و لو كانت لي الدنيا بما فيها ) سكنت زوجته و أدركت أنه لا شيء أفضل لها من السير في طريق سعيد ذات يوم شكى أهل حمص لعمر بن الخطاب أنهم يتضايقون لأن سعيد كانت تأخذه غشية بي الحين و الحين ( أي يغمى عليه )وحين سأله عمر عن السبب قال : شَهِدت مصرع خبيب الأنصاري بمكة وقد بضعت قريش لحمه و حملوه على جذعة وهم يقولون له أتحب أن محمداً مكانك و أنت سليم معافى ؟ فيجيبهم قائلاً : والله ما أحب أني في أهلي وولدي معي عافية الدنيا و نعيمها ويُصاب رسول الله بشوكة فكلما ذكرت ذلك المشهد الذي رأيته و أنا يومئذٍ من المشركين ثم تذكرت تركي نُصرة خبيب يومها أرتجف خوفاً من عذاب الله و يغشاني الذي يغشاني و انتهت كلماته التي غادرت شفتيه المبلله بالدموع فقام أمير المؤمنين وعانقه وقبل جبهته المضيئة في العام العشرين من الهجرة لقي سعيد ربه وليس معه و لا وراءه من أحمال الدنيا ما يثقل ظهره ليس معه إلا ورعه وتقاه وزهده ..ْْسلامٌ على سعيد بن عامر سلامٌ عليه في محياه و أُخراه وعلى سيرته و ذكراه سلامٌ لنبضتنا الثالثة..ْ أستودعكم الله لحين عودتي من حيث يسكن قلبي ( مدينة رسولي عليه الصلاة و السلام ) ![]() ![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|