هوائية
22-04-2008, 13:02
الحصار
ورد بأسانيد مختلفة عن موسى ابن عقبة ’ وعن ابن اسحاق وعن غيرهما
أن كفار قريش أجمعوا امرهم على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ’ وكلموا فى ذلك بنى هاشم وبنى المطلب ولكنهم أبوا تسليمه صلى اله عليه وسلم إليهم ’ فلما عجزت قريش عن قتله صلى الله عليه وسلم أجمعوا على منابذته و منابذة من معه من المسلمين ومن يحميه من بنى هاشم وبنى المطلب ’
فكتبوا بذلك كتاباً تعاقدوا فيه على ألا يناكحوهم ولا يبايعوهم ’ ولا يدعوا سبباً من أسباب الرزق يصل إليهم ’ ولا يقبلوا منهم صلحاً ولا تأخذهم بهم رأفة ’
حتى يسلم بنو المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل ’ وعلقوا الكتاب فى جوف الكعبة .
والتزم كفار قريش بهذا الكتاب ثلاث سنوات ’ بدءاً من المحرم سنة سبع من البعثة الى السنة العاشرة منها ’ وقيل استمر ذلك سنتين فقط .
وحوصر بنو هاشم وبنو المطلب ومن معهم من المسلمين ’ ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شعب بنى المطلب ’ واجتمع فيه من بنى هاشم وبنى المطلب المسلمون و الكافرون ’
أما المسلمون فتديناً وأما الكافرون فحمية ’
إلا ما كان من أبى لهب ’ عبد العزى ابن عبد المطلب ’ فإنه خرج الى قريش فظاهر النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
فجهد النبى صلى الله عليه وسلم و المسلمون جهداً شديداً فى هذه الأعوام الثلاث واشتد عليهم البلاء ’ وفى الصحيح أنهم جهدوا حتى كانوا يأكلون الخبط وورق الشجر .
وذكر السهيلى أنهم كانوا إذا قدمت العير مكة ’ يأتى أحد أصحاب رسول الله الى السوق ليشترى شيئا من الطعام يقتاته لأهله ’
فيقوم أبو لهب فيقول: يا معشر التجار غالوا على أصحاب محمد حتى لا يدركوا شيئاً معكم ’
فيزيدون عليهم فى السلعة قيمتها أضعافا حتى يرجع الى أطفاله وهم يتضاغون من الجوع وليس فى يده شىء يعللهم به .
فلما كان على رأس ثلاث سنوات من بدء هذا الحصار ’ تلاوم قوم من بنى قصى ’ فأجمعوا أمرهم على نقض ما تعاهدوا عليه ’
وأرسل الله على صحيفتهم التى كتب فيها نص المعاهدة الأرضة فأتت على معظم ما فيها من ميثاق وعهد ’
ولم يسلم من ذلك إلا الكلمات التى فيها ذكر الله عز وجل .
وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب بذلك ’
فقال له أبو طالب : أربك أخبرك بذلك ؟
قال نعم ’
فمضى فى عصابة من قومه الى قريش
’ فطلب منهم أن يأتوه بالصحيفة موهماً إياهم أنه نازل عند شروطهم فجاؤو بها وهى مطوية ’
فقال أبو طالب : إن ابن أخى قد أخبرنى ولم يكذبنى قط ’ أن الله تعالى قد سلط على صحيفتكم التى كتبتم الأرضة
فأتت على كل ما كان فيها من جور وقطيعة رحم ’
فإن كان الحديث كما يقول فأفيقوا وارجعوا عن سوء رأيكم
’ فوالله لا نسلمه حتى نموت من عند آخرنا
وإن كان الذى يقول باطلا دفعنا إليكم صاحبنا ففعلتم به ما تشاؤون
’ فقالوا قد رضينا بالذى تقول .
ففتحوا الصحيفة فوجدوا الأمر كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم
فقالوا هذا سحر ابن أخيك ! وزادهم ذلك بغياً وعدواناً .
ثم إن خمسة من رؤساء المشركين من قريش’ مشوا فى نقض الصحيفة ’ وإنهاء هذا الحصار .
وهم : هشام ابن عمرابن الحارث ’ وزهير ابن أمية ’ والمطعم ابن عدى ’ وأبو البخترى ابن هشام ’ وزمعة ابن الأسود .
وكان أول من سعى الى نقضها بصريح الدعوة زهير ابن أمية ’
أقبل على الناس عند الكعبة فقال يا أهل مكة ’ أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم و المطلب هلكى لا يباعون ولا يبتاع منهم ؟
والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة ’
ثم قال بقية الخمسة نحواً من هذا الكلام ’
ثم قام المطعم ابن عدى الى الصحيفة فمزقها’
ثم انطلق هؤلاء الخمسة ومعهم جماعة ’ الى بنى هاشم وبنى المطلب ومن معهم من المسلمين
فأمروهم بالخروج الى مساكنهم . "
هذه القطيعة الظالمة ’ تصور قمة الشدة التى لقيها النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه طيلة ثلاثة أعوام ’ وقد رأيت المشركين من بنى هاشم وبنى المطلب ’ شاركوا المسلمين فى تحملها ’
ولم يرضوا أن يتخلوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ها هي الكرة تعاد، و للأسف ليس هذه المرة من الكفار
و لكن من العرب المسلمين الذين من عليهم الله بنعمة البترول فحرمونا منها ،
يكفي أن تمنع الوقود عن جماعة ما و تمدها بما يسد رمقها من الجوع، و بعض إمدادات الكهرباء
حتى تشل حياتها و لا ندري ما القادم بعد،
لسنا ندري كم سيستمر العرب في حصارهم لنا،
ها هي الحياة تشل،
الجامعات تغلق،
و الحركة تنعدم،
رجعنا عقودا للوراء.
يا إخوتي
لسنا نشكو بنادق المحتل و طائراته و صواريخه و دباباته فهذا كله يمكننا أن نفهمه
و نرجو من الله وحده الأجر و الثواب،
و لكن نشكو جور الأقربين
ما يقض مضاجعنا حقا أن أهل عقيدتنا تركونا نستجير من رمضاء اليهود بنار إيران
و يملأ قلوبنا حسرة أن بعض الناس بدأت ترى في التشيع الخلاص
هل يمكن أن تقوم للإسلام قائمة بعد
تذكرت قول النبي الكريم محمد صلى الله عليه و سلم
"إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم "
و حسبنا الله و نعم الوكيل.
اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك،
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا ، و لا تسلط علينا من لا يرحمنا،
اللهم لا تحملنا ما لا طاقة لنا به، اللهم إنا نعوذ بك من النفاق و الرياء ،
اللهم لا تطمس على قلوبنا، اللهم أنر قلوبنا بنور الإيمان و ألف بين قلوبنا و وحد صفوفنا،
و ارحمنا رحمة عامة ، اللهم ارحم أمة محمد رحمة عامة.
و صل اللهم على سيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه و سلم الصادق الأمين
ورد بأسانيد مختلفة عن موسى ابن عقبة ’ وعن ابن اسحاق وعن غيرهما
أن كفار قريش أجمعوا امرهم على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ’ وكلموا فى ذلك بنى هاشم وبنى المطلب ولكنهم أبوا تسليمه صلى اله عليه وسلم إليهم ’ فلما عجزت قريش عن قتله صلى الله عليه وسلم أجمعوا على منابذته و منابذة من معه من المسلمين ومن يحميه من بنى هاشم وبنى المطلب ’
فكتبوا بذلك كتاباً تعاقدوا فيه على ألا يناكحوهم ولا يبايعوهم ’ ولا يدعوا سبباً من أسباب الرزق يصل إليهم ’ ولا يقبلوا منهم صلحاً ولا تأخذهم بهم رأفة ’
حتى يسلم بنو المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل ’ وعلقوا الكتاب فى جوف الكعبة .
والتزم كفار قريش بهذا الكتاب ثلاث سنوات ’ بدءاً من المحرم سنة سبع من البعثة الى السنة العاشرة منها ’ وقيل استمر ذلك سنتين فقط .
وحوصر بنو هاشم وبنو المطلب ومن معهم من المسلمين ’ ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شعب بنى المطلب ’ واجتمع فيه من بنى هاشم وبنى المطلب المسلمون و الكافرون ’
أما المسلمون فتديناً وأما الكافرون فحمية ’
إلا ما كان من أبى لهب ’ عبد العزى ابن عبد المطلب ’ فإنه خرج الى قريش فظاهر النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
فجهد النبى صلى الله عليه وسلم و المسلمون جهداً شديداً فى هذه الأعوام الثلاث واشتد عليهم البلاء ’ وفى الصحيح أنهم جهدوا حتى كانوا يأكلون الخبط وورق الشجر .
وذكر السهيلى أنهم كانوا إذا قدمت العير مكة ’ يأتى أحد أصحاب رسول الله الى السوق ليشترى شيئا من الطعام يقتاته لأهله ’
فيقوم أبو لهب فيقول: يا معشر التجار غالوا على أصحاب محمد حتى لا يدركوا شيئاً معكم ’
فيزيدون عليهم فى السلعة قيمتها أضعافا حتى يرجع الى أطفاله وهم يتضاغون من الجوع وليس فى يده شىء يعللهم به .
فلما كان على رأس ثلاث سنوات من بدء هذا الحصار ’ تلاوم قوم من بنى قصى ’ فأجمعوا أمرهم على نقض ما تعاهدوا عليه ’
وأرسل الله على صحيفتهم التى كتب فيها نص المعاهدة الأرضة فأتت على معظم ما فيها من ميثاق وعهد ’
ولم يسلم من ذلك إلا الكلمات التى فيها ذكر الله عز وجل .
وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب بذلك ’
فقال له أبو طالب : أربك أخبرك بذلك ؟
قال نعم ’
فمضى فى عصابة من قومه الى قريش
’ فطلب منهم أن يأتوه بالصحيفة موهماً إياهم أنه نازل عند شروطهم فجاؤو بها وهى مطوية ’
فقال أبو طالب : إن ابن أخى قد أخبرنى ولم يكذبنى قط ’ أن الله تعالى قد سلط على صحيفتكم التى كتبتم الأرضة
فأتت على كل ما كان فيها من جور وقطيعة رحم ’
فإن كان الحديث كما يقول فأفيقوا وارجعوا عن سوء رأيكم
’ فوالله لا نسلمه حتى نموت من عند آخرنا
وإن كان الذى يقول باطلا دفعنا إليكم صاحبنا ففعلتم به ما تشاؤون
’ فقالوا قد رضينا بالذى تقول .
ففتحوا الصحيفة فوجدوا الأمر كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم
فقالوا هذا سحر ابن أخيك ! وزادهم ذلك بغياً وعدواناً .
ثم إن خمسة من رؤساء المشركين من قريش’ مشوا فى نقض الصحيفة ’ وإنهاء هذا الحصار .
وهم : هشام ابن عمرابن الحارث ’ وزهير ابن أمية ’ والمطعم ابن عدى ’ وأبو البخترى ابن هشام ’ وزمعة ابن الأسود .
وكان أول من سعى الى نقضها بصريح الدعوة زهير ابن أمية ’
أقبل على الناس عند الكعبة فقال يا أهل مكة ’ أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم و المطلب هلكى لا يباعون ولا يبتاع منهم ؟
والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة ’
ثم قال بقية الخمسة نحواً من هذا الكلام ’
ثم قام المطعم ابن عدى الى الصحيفة فمزقها’
ثم انطلق هؤلاء الخمسة ومعهم جماعة ’ الى بنى هاشم وبنى المطلب ومن معهم من المسلمين
فأمروهم بالخروج الى مساكنهم . "
هذه القطيعة الظالمة ’ تصور قمة الشدة التى لقيها النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه طيلة ثلاثة أعوام ’ وقد رأيت المشركين من بنى هاشم وبنى المطلب ’ شاركوا المسلمين فى تحملها ’
ولم يرضوا أن يتخلوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ها هي الكرة تعاد، و للأسف ليس هذه المرة من الكفار
و لكن من العرب المسلمين الذين من عليهم الله بنعمة البترول فحرمونا منها ،
يكفي أن تمنع الوقود عن جماعة ما و تمدها بما يسد رمقها من الجوع، و بعض إمدادات الكهرباء
حتى تشل حياتها و لا ندري ما القادم بعد،
لسنا ندري كم سيستمر العرب في حصارهم لنا،
ها هي الحياة تشل،
الجامعات تغلق،
و الحركة تنعدم،
رجعنا عقودا للوراء.
يا إخوتي
لسنا نشكو بنادق المحتل و طائراته و صواريخه و دباباته فهذا كله يمكننا أن نفهمه
و نرجو من الله وحده الأجر و الثواب،
و لكن نشكو جور الأقربين
ما يقض مضاجعنا حقا أن أهل عقيدتنا تركونا نستجير من رمضاء اليهود بنار إيران
و يملأ قلوبنا حسرة أن بعض الناس بدأت ترى في التشيع الخلاص
هل يمكن أن تقوم للإسلام قائمة بعد
تذكرت قول النبي الكريم محمد صلى الله عليه و سلم
"إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم "
و حسبنا الله و نعم الوكيل.
اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك،
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا ، و لا تسلط علينا من لا يرحمنا،
اللهم لا تحملنا ما لا طاقة لنا به، اللهم إنا نعوذ بك من النفاق و الرياء ،
اللهم لا تطمس على قلوبنا، اللهم أنر قلوبنا بنور الإيمان و ألف بين قلوبنا و وحد صفوفنا،
و ارحمنا رحمة عامة ، اللهم ارحم أمة محمد رحمة عامة.
و صل اللهم على سيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه و سلم الصادق الأمين