تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟


الصفحات : [1] 2

kingstars18
01-02-2009, 12:56
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،

الإخوة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب..

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :

لا يشكر الله من لا يشكر الناس

وانطلاقاً من هذا الحديث ومفهومه فإنه يسر
إدارة شبكة و ملتقى الفيزيائيين العرب
أن تعلن :



إبتداءا من الشهر الجاري
وبناءا على ترشيحات إدارة ومشرفي

http://up1.m5zn.com/photo/2009/1/31/06/6njwakz15.jpg/jpg (http://up1.m5zn.com)

سيتم إختيــار :

1- العضــــــو المميـــــز كل شهــــــر


ويتم إختياره وفق نشاط العضو من تفاعله مع الأعضاء، نشاطه ومشاركاته المميزة

2- الموضــوع المميـــــز كل شهــــــر


ويتم إختياره من حيث جودة الطرح ونوعيته وخصوصا كونه غير منقول من مواقع ومنتديات أخرى

الحوافــــز :

1-يحصل العضو المميز على الوسام البرونزي

2- في حالة إعادة ترشيح العضو أكثر من مرة يتم منحه الوسام الفضي وفي حالة إعادة ترشيحة مرة أخرى، يتم منحه الوسام الذهبي ومن ثم الوسام الماسي

هل تريد يا [you]
أن يكون يكون هذا الوسام من نصيبك ؟ هل تريد أن تكون العضو المميز لشهر فبراير؟

http://www.sptechs.com/pub/ns1427/144.jpg

ووفقكم الله لما فيه خير لهذه الأمة

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

البالود
01-02-2009, 13:34
بارك الله في جهودكم يالكنج

خطوة رائعة للتحفيز , وميزة لايتحلى فيها إلا الكرام

أتمنى لكم التوفيق

خلف الجميلي
01-02-2009, 17:32
بارك الله فيك يا أستاذ الكنج

نبع الحنان
01-02-2009, 18:25
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك ياكنج انا اسفة جدا لتاخري على الرد

ارجو تقبل اعتذاري

مشكور على الذوق لك كل احترامي وتقديري عزيزي

نزف المشــــــــاعر
01-02-2009, 20:03
بارك الله فيك وعلى القوة ان شاء الله لا عدمناك

محمد سعيد السكاف
01-02-2009, 20:16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكم انا لا اعمل الا الواجب ولست متميزا حتى تعطيني الوسام في كتير ممتميزين اكثر مني انا لا شيء امامهم

ام ياسر
01-02-2009, 20:49
بارك الله فيكم

خطوة رائعة في ملتقى اروع

ناصر اللحياني
01-02-2009, 20:54
أثابك الله أيها الكنج ... وجزيت الجنّة .

معليش نيوتن خلك على جنــب
01-02-2009, 20:58
مشكوووووووور اخوي ماقصرت..

الأستاذ المحاضر
01-02-2009, 20:59
شكرا جزيلا لك على تنبيهي جزيت خيرا سأحاول جاهدا للوصول إلى ذلك

كما أن لي مشروعا على الأبواب لطلابنا الكرام سأراسل السيد الجميلي عما قريب

جزيت خيرا kingstars18 سأحاول جاهدا لبلوغ ذلك ......

اليربوع الأزرق
01-02-2009, 21:21
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن شاء الله سنكون في حسن ضنكم دمتم لنا أخيارا إن شاء الله

أم فيصل.حنان
01-02-2009, 22:00
بارك الله فيك أخي الكنج ولهذة الافكار التشجيعية بارك الله فيك

لوسالاموس
01-02-2009, 22:11
شـكــ وبارك الله فيك على التحفيز , طموحنا أن تنهض أمتنا من النوم .............و تستعيد مجدهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا القديم إن شاء الله

نجمة الود
01-02-2009, 22:38
مشكوووووووووووووووورين واسفين على التأخيرلظروف الاختبارات والمدرسة ..

sahoora
01-02-2009, 23:48
والله فكرة رائعة ومحفزة
وتبث فينا روح التعاون والاكتشاف لما هو جديد في عالمنا
وطرح موضوعات ومحاور الكنج على هذه المبادرة وبإذن الله نكون عند حسن ظنكم
نقاش يهدف إلى إعطاء الجواب الكافي وإنارة طريقنا بالعلم النافع
أشكرك وأقدم لك شكري أخي الكنج
وبإذن الله نكون عند حسن ظنكم
وبالله التوفيق

فيزيائي 2009
02-02-2009, 01:16
بارك الله فيكم وجعلكم في خدمة العلم
ان شاء الله نحن وراء العلم والعلماء سائرون
تحياتي

k..s..a
02-02-2009, 01:24
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء

[NEO [The Legend
02-02-2009, 01:52
خطة جميلة جدا بارك الله بكم وبجهودكم

الجبلاوي
02-02-2009, 07:14
اللهم اجعلنا من المميزين بطاعتك ومن الحاصلين على وسام رضاك وجنتك
نشكر القائمين على هذا المنتدى.
وأنتم بحل في استخدام اسمي كما تشاؤن 0( فيما ينفع الناس )

فراشة الرياضيات
02-02-2009, 09:47
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،

الإخوة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب..

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :

لا يشكر الله من لا يشكر الناس

وانطلاقاً من هذا الحديث ومفهومه فإنه يسر
إدارة شبكة و ملتقى الفيزيائيين العرب
أن تعلن :






إبتداءا من الشهر الجاري
وبناءا على ترشيحات إدارة ومشرفي

http://up1.m5zn.com/photo/2009/1/31/06/6njwakz15.jpg/jpg (http://up1.m5zn.com)

سيتم إختيــار :

1- العضــــــو المميـــــز كل شهــــــر


ويتم إختياره وفق نشاط العضو من تفاعله مع الأعضاء، نشاطه ومشاركاته المميزة

2- الموضــوع المميـــــز كل شهــــــر


ويتم إختياره من حيث جودة الطرح ونوعيته وخصوصا كونه غير منقول من مواقع ومنتديات أخرى

الحوافــــز :

1-يحصل العضو المميز على الوسام البرونزي

2- في حالة إعادة ترشيح العضو أكثر من مرة يتم منحه الوسام الفضي وفي حالة إعادة ترشيحة مرة أخرى، يتم منحه الوسام الذهبي ومن ثم الوسام الماسي

هل تريد يا فراشة الرياضيات
أن يكون يكون هذا الوسام من نصيبك ؟ هل تريد أن تكون العضو المميز لشهر فبراير؟

http://www.sptechs.com/pub/ns1427/144.jpg

ووفقكم الله لما فيه هير لهذه الأمة

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته




انا يشرفني اكون العضو المميز بس انا طالبة وما عندي وقت ....

بس ان شاء الله بحاول ....

muhenad
02-02-2009, 14:13
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخب
اعتذر منكم ومن الاخوة المشتركين بهذا الموقع الرائع لعدم ارسال مشاركاتي
انا من بلدكم العراق والاشتراك بالانترنيت صعب جدا
لذلك ارجوا منكم المعذرة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

بشاير البركاتي
02-02-2009, 14:19
فكره رائعه وتدعو للعمل بجد
إن شاء الله أن أفوز بها يوماً
بس الآن أنا مشغوله جداً بسبب المدرسه والاختبارات
ولكن في الأيام القادمه إن شاء الله
:) دمتم بود :)

PHC
02-02-2009, 14:33
مشكور على الفكرة الاكثر من رائعة ................ وفقكم الله جميعا

arabiakamal
02-02-2009, 15:41
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا :أود أن أشكر ثقتكم الغالية ،و أشكر سعيكم المتواصل لبث روح التعاون و الحث على المشاركة الفعالة.
ثانيا :المنتدى حافل بالمشاركات المميزة ،من الإخوة و الأخوات الذين يستحق كل منهم هذا اللقب،
بالرغم من ذلك لن آلو جهدا فيما يتطلبه هذا المنتدى مما أستطيعه ،و يحيط به علمي المتواضع،

طه الشيخ
02-02-2009, 16:11
أنا أريد إن شاء الله ان اكون العضو المميز وآسف لتأخر الرد

gravity
02-02-2009, 20:05
أسأل الله لي ولكم التوفيق

بادره رائعه تحفز العطاء


كل الشكر لكل القائمين على هذا الصرع المتألق

220 فولت
02-02-2009, 21:04
نتمنا أن نخدم بكل مالدينا وأن يكزن هدفنا الفائد لنا ولجميع الأعضاء لكن مع الصبروالإصرار سوف نكون متميز وكفينا وسام هو أن نكون بين المبدعين ناصر وعادل الثبيتي والجميلي و وووووو وغيرهم
الله يوفق الجميع وأسفين على التأخر

ebn_khattab
02-02-2009, 21:04
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير الجزاء وجعله الله فى ميزان حسناتك ........

روح الانوثة عبير
02-02-2009, 21:23
ماشاء الله
اسمي في كل مكان

شكر وبارك الله في جهودكم

انتبهواما بين الاقوس(عقبالي )اسير مشرفة<<< اقوال ضفي هناك

ابو الفيزيا
02-02-2009, 22:52
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ahsh
03-02-2009, 19:47
بارك الله فيك استاذ kingstars18 وجزيت خير الجزاء

كما يشرفني ان اكون العضو المميز وسأحاول ان اكون كذلك

وقد تعجز الكلمات عن التعبير بشكر كل القائمين على هذا المنتدى وما تقدموه من فائدة تعم الجميع

ودمتــــــــــــــــــم

عبدالرحمن اخرس
03-02-2009, 22:37
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته عم اريد ويشرفني ان انتمي اليكم

jeje
03-02-2009, 23:19
يعجز اللسان عن الشكر لهذا المنتدى المتميز والقائمين عليه
أسأل الله أن يبارك في جهودكم ويجعلها في موازين حسناتكم

وائل رسلان
04-02-2009, 00:47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك استاذkingstars18 .....يشرفنى ان انضم لهذا المنتدى ..تلميذا لكم

AL-SHAWA
04-02-2009, 07:01
جزاكم الله خيرا ... الهدف هو الرقي بالملتقى ومساعدة الفيزيائيين

khaled1966
04-02-2009, 09:58
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
نعمل لنقدم كل جديد ومفيد إنشاء الله

منتصر الوادي
04-02-2009, 11:08
تسلم على كل اشي

qomari
04-02-2009, 12:10
يشرفني ذلك

الغاااديـــة
04-02-2009, 13:00
شكر الله سعيك و أثابكَ به الخير ..

نسعى جميعًا .. للتميز ..

و هدفنا الأول والأخير .. " الفائدة " ..

جعل الله كل حروفنا .. نبراسًا ..

و كلل جهدكَ خير الجــزاء ،،

....المستحيله.....
04-02-2009, 17:25
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فكره رائعه شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سوبر عمر
04-02-2009, 19:13
السلام عليكم ...
الشكر الجزيل على التحفيز و للقائمين على منتدى الفزيائيين العرب وعلى ماقدموه لنا ومازالوا يقدمونه وجزاكم الله خيرا وزادكم الله علمى نافعا والشكر الخاص لأخي الكنج

ام الهيثم
04-02-2009, 19:36
فعلا منتدى مميز بتميز القائمين عليه
ويشرفني الانتماء له

.. نورهــ @2009 ..
04-02-2009, 21:26
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مجروح المشاعر
04-02-2009, 22:44
يشرفني ذلك

تحي بس مافي نصيب
05-02-2009, 00:31
والله ودي اكون عضوه مميزه
بس ودي اعرف واسالك سؤال ليش حددت نكي بالذات؟!
معليش وبعدين انا ماادخل وااااااااااااااااايد
ومشكور اهتمامك فيني
يسلموووووووووووووووووووووووووووووووووووا

خلدون محمد خالد
05-02-2009, 02:04
تحية طيبة إلى جميع أعضاء المنتدى، الكل مميزون.

والشكر إلى جميع القائمين على هذا المنتدى المميز.

فأعضاء المنتدى، وهذا ما لمسته من خلال مشاركاتي القليلة، يتمتعون بحوار راق ومتحضر، وهي صفة مميزة لهذا المنتدى الراقي.

أتمنى من الكثير من المنتديات أن تسير على خطاه.

رغم أنني عضو جديد ومشاركاتي قليلة أرجو من الله أن أفيد وأستفيد بقدر ما هو ممكن، فالمعرفة لا تثمر إلا بالحوار.

واتمنى من خلال مشاركاتي أن أحصل على ثقة الجميع إن كان ذلك ممكناً، والله ولي التوفيق.


على دروب الكلمة الصادقة نلتقي:b_wink:

المخلص دوماً
خلدون محمد خالد

reeefff
05-02-2009, 02:45
نتمنى ذلك ولكن هناك من هو جدير بالتميز أكثر مني والله من وراء القصد!

عبد الرحمن محمد
05-02-2009, 18:00
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

rarasheedo
07-02-2009, 10:18
السلام عليكم للجميع......
أسأل الله العظيم أن أكون عضو "منتج" وليس فقط "مستهلك"

وإن شاء الله العضو المميز

كيميائى لاسع
07-02-2009, 14:24
جزاك الله خير وان شاء الله اكون عند حسن ظنكم

فرات المحبة
07-02-2009, 16:10
اجد اسم عضويتي في الكثير من المواضيع ...!

هل هذا اوتوماتيكي ام ماذا..؟

بالطبع اريد ان اكون العضو المميز لكن لماذا اجد اسمي في العنوان .؟

محمد الجوهرى ( ابو جنة )
07-02-2009, 21:11
اسأل الله ان يوفق الجميع ويكون الاختيار للافضل

العالم اليوم
09-02-2009, 01:25
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... ورزقنا وإياك الجنة ومن يقرأ موفق بإذن الله ...

بنت العويرضي
09-02-2009, 14:53
شكرا على هذه المبادرة المحفزة للعمل و العلم معكم....
أسأل الله أن تكتب في ميزان أعمالكم .....
بــــــــــــــــارك الله فيــــــــــــــكم

prbailek
09-02-2009, 19:02
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك

أحمد أبو الخير
09-02-2009, 19:34
والله انها فكرة جميلة ومميز ة ومحفزة ياأيها الكنج (اسم على مسمى ) ولكن اعذرنا هذه الأيام نظرا لانشغالنا بالاختبارات ان شاء الله يكون لنا معك مشاركات

peace for gaza
09-02-2009, 20:50
انا بتمنى ياريت

mohphy
09-02-2009, 21:58
:m_yes: السلام عليكم ورحمة الله و بركاته :m_yes:
بارك الله فيكم على هذه الافكار التشجيعية
و انشاء الله ننال رضاكم

professor
11-02-2009, 15:16
بارك الله فيك يا أستاذي kingstars18
وبادرة طيبة وجهود مشكورة

*بنــ الإبداع ــت*
11-02-2009, 16:58
فكرة رااااائعة

لرقي في هذا المنتدى الأكثر من رائع

وفقكم الله

ebn_khattab
11-02-2009, 18:47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... أرجو ذلك .
جزاكم الله خير الجزاء ..
ابن خطاب
-
http://www.success.co.il/knowledge/images/matter-and-energy-Physics-e=mc2.jpg

jehan
11-02-2009, 19:30
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا منتدى رائع

الموعد
11-02-2009, 19:32
لايشغل ذهني التميز بقدر الافاده والاستفاده والحديث العلمي الشيق مع اناس لهم نفس ميولك فهي فرصه لاتتحقق لي الا هنا لندرة محبي الفيزياء من حولي

الحسن البصري
12-02-2009, 03:19
جزاك الله خير الجزاء والبركه فيكم وأنا لم أضع بصمتي إلى الأن في هذا الملتقى لكي أحصل على هذا الوسام
وإذا وضعت بصمتي وأحسست أنني قدمت شي مفيد وذا قيمه وذا رقي في ذلك الوقت أريد أن يكون كل من هم في هذا
الملتقى مميزون في طرحهم العلمي المتجدد الغير منقول أتشرف ن أكون بينهم ..
وأسال الله تعالى أن يبارك في جهودكم المبذوله وأن تكون سببا لرقي هذه الامه لتكون دائما في الصداره أمة القرأن أمة الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه
سبحانك لاعلم لنا إلا ما علمتنا )

انعام حاج شريف
12-02-2009, 10:34
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته للجميع
فكرة رايعة لكن اتمني ان يكون التميز قلبا وقالبا وليس مجرد كلمة واتمني للجميع التوفيق

العين السحرية
14-02-2009, 21:28
والله ملتقانا يستاهل منا كل عطاء
واحنا مقصرين كثييير
مشكووووووووووور كنج

ماستر
14-02-2009, 23:14
شكرا على الاهتمام وان شاء الله نكون عند حسن الظن.

faraday149
17-02-2009, 08:50
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد....
لقد رأيت الابلكايشن للعضو المميز اليوم ولكن سأبدأ من الشهر القادم بإذن الله لقد مررت بفترة بحوث واختبارات والمعذره على الانشغال...
faraday149

براءة الطفوله
17-02-2009, 11:22
بارك الله فيكم وجـــــــــــــــزاكم الله كــــــــــــــل خير

الوجة المتفائل
18-02-2009, 00:06
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟ تسلمووووووووون حبايبي على دي المفااجاءة الي تجنن مع اختبار الفيزياء الي من جد يجننننننننن:fantastic_new::fantastic_new::s_thumbu p:اشبكم بووجهي المتفااااءل شكلوو دخلت عليكم بالتفاائل وانشااء من العشرر الاوائل :s_thumbup:قصدي من التوووب فايف يعني المهم كدة كدة بااخد الوووسام :c_laugh::c_laugh:وماني معطيتوووو لاحد ايوة كمان(( ملاحظة للاعضاء الكرام انا بنوووووتة مو ولد:shy_5new::smile_71:))) تقبلو شكري ومروري

عبد الفتاح محمد
18-02-2009, 01:19
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكور اخى kingstars18 على اهتمامك ولكنى حديث فى المنتدى كيف اكون عضو مميز ؟ عسى اللة ان يذيدنى من فضلة ومن خبرتكم. اتمنى ان اعرف كيف ارفق ملفات والصور وان اشارك بمواضيع فى المنتدى
ذادكم اللة من علمة شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جمانة6767
18-02-2009, 04:24
السلام عليكم .......اسفة على تاخري بالرد بس ظروف الامتحانات انشاء الله انشاء الله راح اتفاعل معكم وفيدكم وتفيدوني باذن الله ومين مابحب يكون العضو المميز
اكيد الجميع بيريدو يكون مميزين ...........................انشاء الله اكون مميزة

طموحي ينشد التقدم
18-02-2009, 08:10
جزاكم الله بألف خير .. لقد سعدت بهذا الخبر :b_wink:
بما أن الرد جاء متأخر

qomari
18-02-2009, 10:33
مشكورين من وجهة نظري كل عضو متميز بما لديه من افكار جميلة و رائعة بل اكثر من رائعة اتمنى لكم مستقبلا مزهرا و علما نافعا و حوارات فعالة

عبد الفتاح محمد
18-02-2009, 13:54
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اتمنى ذلك . لقد شرفت بالتسجيل فى هذا المنتدى .فكم يكون الشرف بان اكون عضوا مميزا

بارك اللة فيكم وجعلكم عونا لاخوانكم . والسلام عليكم]ورحمة الله وبركاته ]

عبد الفتاح محمد
18-02-2009, 13:57
اخى الفاضل 18 kingstars مشكور لك جزيلا على الاهتمام ومتابعة الاعضاء وفقك اللة

اخيك / عبد الفتاح محمد

اكرم عبدالرحمن احمد
18-02-2009, 15:40
أشكرك جزيل الشكر ...........................وهذا حق لك علي أن ارد أجابني

salwetta
18-02-2009, 15:48
بارك الله فيكم ونفعنا واياكم بماتقدمونه

salem100
18-02-2009, 15:57
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم اولا انا اسف لتاخري بالرد وشكرا اخي kingstars18 اكيد جميعنا نحمب التميز واسف مره ثانية على تأخري بالرد

الحسن البصري
18-02-2009, 17:15
جزاك الله خير أنا مازلت في البدايه ولم أضع بصمتي إلى الأن كم قلت في السابق

اريج اروى
26-02-2009, 21:44
السلام عليكم
بارك الله فيك اخي الفاضل ومشكور على المبادرة الطيبة:s_thumbup:

صلاتي نجاتي
27-02-2009, 00:29
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

صلاتي نجاتي
27-02-2009, 00:34
:مساء الخير على الجميع

وضاح حمود احمد
27-02-2009, 01:07
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكركم على هذا الصرح العلمي لما فية خد مة الوطن العربي ووووجزاكم الله خيراً

وووووضاح حموووود أدمد اليمن

وضاح حمود احمد
27-02-2009, 01:14
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكركم على هذا الصرح العلمي لما فية خد مة الوطن العربي ووووجزاكم الله خيراً

وووووضاح حموووود أدمد اليمن

ذرة ذهب
05-03-2009, 20:59
مشكور يا كنج على اللقب:emot30_astonishe:

%MO.14.ON%
05-03-2009, 21:42
عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــذرا عـــــــــــــلى التأخيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـر
بأتمنى إني أقدم كل شئ عنـــــــــــــــــــدي لهذا المنتدى الغالي
و أحصل على اللقب ليه لا ؟!.................

أنس فهمي
06-03-2009, 00:13
سلمت يداك يا أخي و جزاك الله خيرا ً
اللهم اجعله في ميزان حسناته:s_thumbup::emot19_thumbsup:

المليونير الفقير
07-03-2009, 15:17
جزاك الله خيراااااااااااااااا

lwra
13-03-2009, 02:01
متاخره من جد
بس التحفيز حلووووووووووو فكره رائعه

امين الشيخ
13-03-2009, 10:38
هذه فكره رائعه .اثابك الله خيرا عليها وان شاء الله اكون عند حسن الظن

sofiane
15-03-2009, 02:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ibno taimiya
15-03-2009, 03:29
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
لقد تغيبت عن المنتدى كثيرا و ذلك بسبب أنني أقوم بتعبئة موديم الأنترنت كل ما أتيحت لي الفرصة لا تفهمو عدم ردي على أي موضوع فها سيئا..... فالإحتمال قبر المعايب
أشكر لكم تشجيعكم وجزاكم الله ألف خير لقد استفدت كثيرا من هذا الموقع لقد سد نهمي كثيرا في جميع الموضوعات الفيزيائية لا سيما الفيزياء النووية أشكر لكم تشجيعكم و حرصكم على صالح المشاركين

دفتر
15-03-2009, 11:19
بارك الله فيك ورحم والديك خطوة مباركة انشاء الله

أحمد أبو الخير
15-03-2009, 17:53
شكرا أخي kingstar وفعلا أنت كنج في موضوعاتك وفي طروحاتك وفي تحفيزك لأعضاء المنتدى وانشاء الله سأحاول جاهدا أن أكون حسن ظنكم .................................................. ...... ووفقكم الله لما فبه الخير

نبع الوفاء
16-03-2009, 17:35
شكرا وبارك الله فيك أتمنى أكون عند حسن ظنكم شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

توأأأأأم
16-03-2009, 19:07
شكراً لكـ ... ومن منا لا يتمنى ذلك
أسأل الله العلي العظيم أن يعيننا على بلوغ هذا المكان
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى

تقبل مرووووووري
S.M

الموهوبة
16-03-2009, 20:34
مـــــــــــــين الموهــــــوبـه .؟!

محمد سيد كساب
17-03-2009, 15:01
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله كل خير اعانني الله علي مساعدتكم

شـــــــذى
17-03-2009, 19:55
فكررررره رااائعه

أتمنى للجميع التوفيق

الحارث
18-03-2009, 23:36
بارك الله فيك وفي جهودك المثمرة انشالله

الشمس الساطع
20-03-2009, 02:53
والله ودي بس آآآآآآآآآآسفة على الرد والتأخييييييييييييييييييييييير:mommy_cut:

taxi
20-03-2009, 04:55
أسأل الله سبحانه أن يعنني على رد الجميل لكم فقط لا أقل ولا أكثر ....................... T A X I

سلطان sa
20-03-2009, 15:16
ايه والله فكرة جميلة جدا اخوي الكنج

وانشاء الله يكون لنا نصيب فيها

عنابي
20-03-2009, 15:46
جزاكم الله كل خير على متبذلونه من تطوير وتشويق الجميع للعمل بإخلاص في هذا المنتدى الرائع
لاحرمنا الله واياكم الأجر....ودمتم جميعاً بخير
اخوكم .....عنابي

Q.8
20-03-2009, 17:42
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

220 فولت
20-03-2009, 19:39
نتمنا ذالك ولكن كيف ونحن في البدايات التعليم

د. محمد قيصرون ميرزا
21-03-2009, 07:40
بسم الله الرحمن الرحيم

شكراً للأخ الكريم على هذه الدعوة للتميز لكن الهدف الأساس خدمة الأمة والمساهمة في إثراء الأخوة والأخوات بماهو مفيد ومناسب من العلم والعمل. والدعاء لله أن يكون هذا في باب الحسنات دون أي شئ آخر إنشاء الله.

MaLoKa
21-03-2009, 14:47
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا على أهتمامكم بالاعضاء الجدد و اتمنى ان انال حسن ظنكم

جنـــــان
21-03-2009, 17:14
ان شا الله اكون العضو المميز

غــــــــــــــــلا
21-03-2009, 23:40
مشكوووووووور اخوي ماقصرت:s_thumbup:

طالبة فيزياء..
22-03-2009, 06:14
ان شا الله اكون العضو المميز

شجون الذكريات
22-03-2009, 07:08
السلام عليكم
اتمني سيدي ان اكون العضو المتميز وشكرا لك على حثي وتشجيعي لذلك
ارجو من الله ان افيد واستفيد من هذا المنتدى الراااااااااااااائع

PHYSICALMAN
22-03-2009, 19:20
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم ارجو ان يوفقني الله في ان اكون العضو المميز والله ولي التوفيق
وشكرا

موسوعة الفيزياء
22-03-2009, 19:23
بارك الله فيك أخي ال king star 18 وأكثر من أمثالك .

هدير البحر
05-04-2009, 21:05
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم وو فقكم اجمعين
اسلوب رائع للتحفيز
سأعمل على ان يكون لي مواضيع خاصة بي اشارك بها
اشكركم على هذا المنتدى الرائع و المفيد جدا و اشكركم على ثقتكم
اتمنى لكم التوفيق و جزاكم الله كل خير وجعل الله اعمالكم هذه في ميزان حسناتكم

nuha1423
05-04-2009, 21:34
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم وجزاكم خيراً

أم الكواكب
05-04-2009, 21:40
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم اتمنى ذلك ولكم مني جزيل الشكر ؟ . ولكن كيف :b_wink:

ملك العلوم
05-04-2009, 21:59
بسم الله الرحمن الرحيم
ان شاء الله الكل ينجح

ملاك25
05-04-2009, 22:32
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والله يا ريت..........أتمنى ذلك........وشكر الك كتير على التنبيه

علي555
07-04-2009, 09:18
شكراً لك اخي وجزاكم الله خيراً
اتمنى ان اضع هذا الوسام على صدري
اللهم اجعلني خيراً ممايظنون واغفر لي ما لا يعلمون

phs-612
07-04-2009, 10:47
ان شاء الله

أسوله العسوله
07-04-2009, 14:08
جزاكم الله خير الجزاء مشرفين وأعضاء
وليعذرنا هذا المنتدى الغالي
استفدنا منه الكثير ولم نعطه سوى اليسلمو وأخواتها :(
عذرا وعسى الله يقدرنا لنفيد كما نستفيد

بــحــر
07-04-2009, 18:56
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراٌ لك أستاذنا الفاضل

ونعدك ببذل الجهود لكي تعم الفائدة

دعاء حسين
07-04-2009, 21:05
السلام عليكم ورحمة الله وبركا ته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيرا يا اخي على هذا الحافز
لكني انا طالبة في الثانوية العامة ليس لدي الخبرة الكافية لاطرح مواضيع قي الملتقى
لكم مني جزيل الشكر يا اهل هذا الملتقى الرابع اسال الله العلي القدير ان يجزل الاجر والمثوبة لكل القائمين على هذا الملتقى الاكثر من رائع .... لكني املك ان ادعوا لكم في ظهر الغيب بدعوة صادقة لكل من ساعد الطلبة والطالبات وحتى المعلمين بعلومات قيمة انا شخصيا مستفيدة منها ,,,,,,,,,,, شكرا جزيلا لكم .......... ( لايشكرلله من لايشكر الناس )

ولاء الحكمي
07-04-2009, 22:23
[gdwl] بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
انشاء الله اكون احسن عضو والبي جميع الطلبات

khaled1966
16-04-2009, 20:59
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سامطة
16-04-2009, 21:27
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انشاءالله تكون من نصيب كل من يستحقها

لولوكاتي
17-04-2009, 01:55
السلام عليكم
ارجو منكم مساعدتي في تحضير دروس العلوم للصف الثالث متوسط
تحولات الماده(الانصهار والغليان) وشكرا

مختبراتي
18-04-2009, 19:02
طيب يا جماعة كيف اكون عضو مميز ؟ يعني ايش عمل

alalmai
18-04-2009, 19:35
أتمنى التوفيق للجميع وأن نفيد ونستفيد

أمون فيزيك
21-04-2009, 22:16
اكيد كل وحد يبي يوصل الى النجاح وحصول على الوسام

وانشاء الله اكون عند حسن ضنكم

مشكور خيو على التحفيز

وبعدكم ماتشوفوا جهودي


انشاء الله تشوفوا مني العمل الطيب

تحياتي
أمون فيزيك

احمد عبد الغفار محمد
21-04-2009, 23:22
اشكركم واتمنى ان اساهم بجهد متواضع في هذا الملتقى

ريـوونة
22-04-2009, 02:03
المووووضوووع لفت انتياااهي.... مشكووووور ياااارب اكوووون عند حسن ظن الجميع..
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

دائم الرحيل
22-04-2009, 12:53
التميز المأمول هو في مساعدة أكبر قدر من الأخوة في الملتقى بتبادل الخبرات بينهم شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

nuha1423
25-04-2009, 11:23
بسم الله الرحمن الرحيم

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

كانديل
25-04-2009, 12:20
شكرا إنشاء الله نساهم بكل ما هو جديد ومميز.

الفيزياء شغفني
25-04-2009, 13:54
أثابك الله أيها الكنج ... وجزيت الجنّة .

yis2007
25-04-2009, 13:57
مشكورين جدا على الاهتمام وان شاء الله نكون من المتفاعلين والمفيدين وشكرا للجميع .

عطر بنات
25-04-2009, 14:08
اول شئ مشكور
وثاني شئ اكيد

حنين(فلسطينية حتى النخاع)
28-04-2009, 14:59
فكرة رائعة ومميزة وانشالله بعمل كل جهدي لأكون العضو المميز
شاكرة لكم جهودكم الواضحة في المنتدى الرائع _بس أنا عندي اعتراض على اسم المنتدى _ليش بس الفيزيائيين العرب
المفروض يكون إسمو( ملتقى الفيزيائيون والفيزيائيات العرب)

جنان جوان
29-04-2009, 00:08
أكييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييد مافيها شك من له الشرف بأن يكون العضو المميز عندكم
تمنياتي بأن يكون الجميع أعضاء مميزين ويمنحون الأوسمة كلها ..................

الاستخبارات
04-05-2009, 00:01
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اتشرف بأن اكون مميزاً في قلوبكم
وليس في طرحي و ردودي
ولك الشكر يا الغالي

جنان جوان
04-05-2009, 00:11
للمرة الثانية أقول أتمنى أمنيه أكون عضو مميز مين مايبغى ذلك وبالذات إذا كان الطلب من منتدى رائع كهذاااااااااااااااااا؟؟؟
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووويييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييين ...

حيااة الروح
04-05-2009, 01:00
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
خطوه رائعه-

(-طالبة علم -)
10-05-2009, 19:43
بارك الله فيك فكره حلوه منكم هاي المسابقه

ولايف نجد
11-05-2009, 19:56
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

علمي روحي ودمي
11-05-2009, 20:07
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ربي يوفقكم لما يحب ويرضى

تحية معطرة لكم

أنس فهمي
11-05-2009, 20:26
مسابقة هادفة و رائعة ........
جزاكم الله خيرا ً و بارك جهودكم

صفاالروح
11-05-2009, 20:28
بسم اله الرحمن الرحيم
بـــــــــ وجزاك كل خير ـارك الله فيك
اكيد انا اتمنى ذلك
وانشالله اعمل جاهدةَ للتميز
thanks

د.اينشتاين
11-05-2009, 21:05
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك اخي الكريم على الجهود المباركة
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
و اتمنى ان اصبح العضو المميز:s_thumbup:

زمردا
11-05-2009, 21:15
شكرا سابذل مابوسعي

احمد اليافعي
11-05-2009, 21:35
السلام عليكم جميعا واشكركم من كل قلبي على الثقة واتمنى ان اكون عضوا مساهما فكلكم متميزون واشكركم مرة اخرى واتمنى لكم التوفيق

Gafsus
14-05-2009, 20:13
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

زمردا
14-05-2009, 20:44
شكرا لك اخي العزيز على التحفيز واتمنى التوفيق لي وللجميع

الحب المضيئ
15-05-2009, 01:25
شكرا جزيلا وادعو ربي ان يوفقني في ذلك.ولك اجمل تحية واروع ترحيب،كيف الانسان يسيطر على نفسه ويحكمها ويزرعها فيها مايريده،هذا هو التحدي....شكرا مجددا لمن كتب الموضوع

فاندجراف
15-05-2009, 01:25
إن شاء الله أكون عضو مممييييييييييز

ايمـــان
15-05-2009, 18:23
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان شاء الله وباذنه ساكون عضوة مميزة عندكم في هذا المنتدى الرائع
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... موفق بإذن الله...لك مني أجمل تحية .

ابن فرناس
15-05-2009, 18:38
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته وبعد :
شكرا جزيلا لك أخي ملك النجوم ( ستارز كنج ) ، و إن شاء الله نحاول أن نكون هذا العضو المتميز ...
و جزاكم الله خيرا

حلى22
15-05-2009, 21:11
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا من الله أن ينال هذا الوسام من يستحقه من الأعظاء المتميزين
وصراحة أنا لست متميزة لهذه الدرجة لكي أتحصل على الوسام هناك من أحسن مني ماشاء الله
أتنمى التوفيق لكل المشاركين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حلى22
15-05-2009, 21:12
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

malaki
25-05-2009, 19:00
والله بشرفني وانشالله خير

بس انا هسة مشغولة بالامتحانات النهائية وعم دور على حلول كتاب امواج واهتزازات للدكتور حسن غانم ومحمد ميرزا و عبس مافي شي مبين:mommy_cut:

SAMIF20
26-05-2009, 10:29
بارك الله فيك يالكنج

خطوة رائعة , وميزة لايتحلى فيها إلا الكرام

Skikda70
26-05-2009, 13:25
أتمنى أن يستعمل ًإسم مستخدم ًغير هذا...وشكرا

cattencar
29-05-2009, 20:52
طبعاً نريد ان أكون مميز مثل هذا الموقع المميز والجميل والذي استفت منه كثيرأ ..
وسوف نكون علي اتم الاستعداد للمد الجميع بالمفيد انشاء الله ...
ودمتم ..

مشاري707
30-05-2009, 14:22
نعم اريد اكون مميز مثل ما انتم متميزون

ومنتدى مثل هذا يحفز الج ـــميع على التميز وليس فقط ع مشاري

اسأل الله التوفيق للج ـــميع

وتمنىآ من الجميع مساعدتي في بح ــثي :)

اخوكـ مشاري707

فيزياتون%
30-05-2009, 17:34
سأعمل للحصول على هذا الوسام ان شاء الله تعالى!

serajالالكترونيات
09-06-2009, 22:25
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....جزاااااااك الله الف خير ياكنج :a_plain111:

احمد اليافعي
09-06-2009, 23:01
اشكركم وغيري يستحق التكريم افضل مني

فيزياوي2005
10-06-2009, 20:41
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله ..والشكرلله
اولا اود ان اقدم اعتذاري لعدم مشاركتي في هذا الملتقى حتى بشكرا
ثانيا ان شاء الله اكون من المتميزين لان هذا فعلا الذي ارغب فيه

شكرا جزيلا لكل الاعضاء الذي طرحهم كان فعلا متيز ومفيد

physics-2012
10-06-2009, 21:58
لا اود ان اكون من المتميزين اريد ان اكون اميز المتميزين
و انا اشكرا هذا المنتدى و اعضائه اجمعين لمساعدتهم لى و لولاهم ما كنت فاهم حاجه فى الفيزياء

متفيزقة مبدعة
11-06-2009, 06:01
لكن أحب أضيف على كلامي أني رايح أحصل عليه
لكن بتشوف النشاط والتفاعل مع الأعضاء لكن بعد الأختبارات النهائية
تدري أنا متفوقة لذلك بنشغل بالدراسة شوي لكن في الأجازة
لما نسافر الأردن رايح أخذ الاب توب معي والكونكت (النت)
علشان يكون التفاعل أكثر
ولايهمك أنا بحاااااااااااااااول أحصل عليه ولاتستهزئ وتقول
<يامتفيزقة مبدعة >تبقين الوسام
أكيد ابغيه مايرد الكريم ألا اللئيم وأنا مش لئيمه
اوكي ياقلبي وبتشوف أشلون بحاول بخلي كل الأعضاء
يملون من أسمي في المنتدى

nuha1423
11-06-2009, 06:45
لكن أحب أضيف على كلامي أني رايح أحصل عليه
لكن بتشوف النشاط والتفاعل مع الأعضاء لكن بعد الأختبارات النهائية
تدري أنا متفوقة لذلك بنشغل بالدراسة شوي لكن في الأجازة
لما نسافر الأردن رايح أخذ الاب توب معي والكونكت (النت)
علشان يكون التفاعل أكثر
ولايهمك أنا بحاااااااااااااااول أحصل عليه ولاتستهزئ وتقول
<يامتفيزقة مبدعة >تبقين الوسام
أكيد ابغيه مايرد الكريم ألا اللئيم وأنا مش لئيمه
اوكي ياقلبي وبتشوف أشلون بحاول بخلي كل الأعضاء
يملون من أسمي في المنتدى

يا هلا وسهلا فيك عزيزتي

ومما في أحد راح يمل من وجودك بالعكس

وأتمنى أن تحصلي على أعلى جوائز التميز في كل مجال

ودمت بخير

somali1
22-06-2009, 15:49
:s_thumbup: بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شكرا لك يا اخ الكنج على هذه التوصيات ، سأحاول بكل جهدي و إجتهادي أن أكون العضو المميز، بالرغم من المشاغل و الدراسة، و أنتظر منك إن شاء الله توصيات أكثر و أكثر.
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

stiven hawking
22-06-2009, 20:47
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . اتمنى انت اكون كدالك كيف لا و نحن مع مادة الفيزياء الساحرة التي شملت الكون و الكم و اخدتنا لصالحها

د. نوبل
22-06-2009, 21:31
بكل فخر واعتزاز ..... وانه من دواعي سروري ان أكون العضو المتميز ...... واحصل على الوسام البرونزي ....
وارجوا من الله التوفيق والسداد ..
واشكركم على هذه الثقة الرائعة ..
وجزاكم الله خيراً ..

د. نوبل
22-06-2009, 21:59
الكل يسعى ليكون متميزاً ..
وأحب أن أكون العضو المميز ...
بارك الله فيكم .. واكثر من أمثالكم ...

*khazam*
22-06-2009, 23:07
مشكور إنشاء يبذل الجميع جهود لبناء و تطوير هذا المنتدى

امين الشيخ
23-06-2009, 17:33
اكيد اريد اكون من المتميزين ...........ولكن كيف ذلك
ممكن تقولى كيف احقق ذلك؟
وجزاكم الله خيرا

هناء جدوع
23-06-2009, 18:07
مشكور وبارك الله فيك احب ان اكون العضو المميز

vpdg
23-06-2009, 23:53
لا اعتقد اني استحق هذا فهناك غيري الكثير يستحقون ذلك ولك يا استاذنا kingstars18 جزيل الشكر واخيرا الف شكر لك

مفتي
27-06-2009, 01:20
والله شي يسر القلب.....وفقكم الله لمزيد مما يصلح ويدفع للأمام
مفتي

محمد يوسف جبارين
27-06-2009, 13:52
خذوا زينتكم

بقلم : محمد يوسف جبارين ..أم الفحم.. فلسطين
(( انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب .. آية 6 الصافات)).
(( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح .. آية 5 الملك)).

وما أدري للزينة من معنى ، غير أنها الأشياء تتشكل في شكل ، يدركه العقل ، فيفيض في النفس ، نوع من الشعور بالبهجة .
وفي دنيانا نرى الفنان يصنع مادة من المواد ، في شكل يبعث في النفس نوعا من الرعب ، أو الاسمئزاز أو التقزز ، ثم ان الفنان نفسه يملك أخذ المادة ذاتها ، وجعلها في شكل ، يضيف نوعا من سرور أو بهجة، في نفس الانسان الذي يقول عندها : هذه زينة للناظرين أشتريها وأزين بها بيتي .
النفس الانسانية فيها استجابات لأحوال المادة وأشكالها ، وجعل النجوم والكواكب زينة للسماء الدنيا ، انما هو دليل اقتدار واحاطة ، وضبط كامل لحركات النجوم والكواكب كلها ، بحيث تظل تأتي ، عبر الزمان كله في أوضاع وأحوال ، يستجاب لها في النفس الانسانية ، بنوع من الشعور بالبهجة . كأنما السماء الدنيا ، من فعل قدرة ، وسعت تكوين النجوم والكواكب ، والتكوين الانساني كذلك علما وتحكما ، في كل الأزمان ، لكي تلزم ذلك التكوين كله ، بأن يأتي على ما يجعل الانسان ، يظل على مدى الايام يقول : تلك المصابيح والكواكب زينة أمتع ناظري بها .
ان أوصاف الفعل اياه ، دلت على أوصاف القدرة ، التي فعلت فعلا ما تأتى لأهل الأرض جميعا ، ولا لأي نوع من مخلوقات أن تأتي بمثله ، فجاءت بذلك زينة السماء ، تشهد لصانعها بتفرده في صنعته ، وجاءت تدل على طلاقة قدرته ، وهي آية في السماء يمر عليها الناس ، (( وكاين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون .. آية 105 يوسف )) .
ان النجوم مصابيح ، وضياؤها آت من وقود يحترق في مناطقها الداخلية ، لهذا كان ضوء النجم ذاتيا ، لكن ضوء الكوكب ، لا يكون ذاتيا أبدا ، وذلك لافتقاره لأي نوع من الوقود يحترق في داخله .
من هنا يأخذ الكوكب ضوءه من غيره ، من سراج مثل الشمس ، فكأن السراج ينبوع ضوئي ، تستقي الكواكب منه نورها ، الذي تظهر به زينة للناظرين في السماء .
وقد جاء التصوير القرآني للرسول صلى الله عليه وسلم : (( وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا .. آية 46 الاحزاب )) ، وكان الأخذ والعطاء للنور وظيفة الداعي الى الله ، يأخذ نوره من نور الله ، وينشره في الناس ، لعلها العقول تغدو كما الزجاجة ، تأخذ نورها من المصباح في داخلها ، فكأن المراد بالمصباح القرآن ، يجعله الناس في بؤرة شعورهم ، وفي مركز تفكيرهم ، ومنه يأخذون نورهم ، ويضيء لهم القرآن سبيلهم في الحياة ، فالآية الكريمة (( ... المصباح في زجاجة ، الزجاجة كأنها كوكب دري ...آية 35 النور )) ، قد جاءت وكلمة الدر فيها ، تدل على أن النور الذي يتلألأ ، انما جاء اليه ، ونفذ الى داخله ، وانعكس في الداخل ، ثم عاد وانتشر من الكوكب الدري ، في الفضاء الخارجي ، تماما كما العقل يأخذ معاني القرآن وينفعل بها ، وبعد ذلك ينشرها في عقول الناس من حوله .
ان صفاء الدر ونقاءه وانتظام بلوراته ، يؤدي بالأشعة المنعكسة عنه ، الى أن يكون التلألؤ صفة لازمة للكوكب الدري ، وقد جاءت كاف التشبيه في الآية الكريمة ، لتفرض نسخ صفة التلألؤ الى الزجاجة ، وذلك لأن النور يأتيها من مصباح ، مثل ما أنه يأتي كوكبا دريا ( من الدر) ويؤدي الى تلألوئها وتوهجها .
ذلك الصفاء والنقاء ، يراد له أن يكون صفاء ذهنيا ، ونقاء نفسيا ، وهو الذي لن يتأتى ، الا لانسان قد انفك عقله من أزمة الاختيار ، وكانت له الهداية نور الاختيار ، ومددا من الله ، وكان بالايمان يدرأ الخطأ ، وبالقرآن يعرف الصواب ، ويغدو وقد أصبح الايمان والقرآن مصباحا ، في عقله ينير له سير نشاطه ، ويمضي في الحياة وله نور يمشي به في الناس ، ويدعو : اللهم اجعل القرآن زينة عقلي ، واجعل اللهم عقلي بالقرآن زينة بين العقول .
فخذوا زينتكم عند كل مسجد ، وفي معارك الحياة كلها .

shokr
27-06-2009, 18:03
اسال الله التوفيق لى وللجميع اريد ان شاء الله

حلى22
27-06-2009, 19:40
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكور وان شاء الله يوفق الجميع في ذلك
أأأأأأأأأمين

د. نوبل
29-06-2009, 16:32
افكار رائعة وجميله
تجعلنا متعاونين يداً بيد
نأمل أن أكون مميزاً من بين المميزين
وفقكم الله ورعاكم

النواوي
01-07-2009, 14:33
فكرة رائعة ومميزة وانشالله بعمل كل جهدي لأكون العضو المميز

مسابقة هادفة و رائعة ........جزاكم الله خيرا ً و بارك جهودكم

احمد حسانين
12-07-2009, 16:48
انا شاء الله نكون عند حسن ظنكم وبوركت اعمالكم

د. نوبل
19-07-2009, 00:44
فكره مرررررررررررررررررررررررررة حلوة
تبث روح التنافس الشريف
وفقكم الله

صرخة
19-07-2009, 20:04
جزاكم الله خير على هذه الجهود الجبارة واعذروني على التقصير فقد كنت في بعيدة عن النت لفترة طويلة كما اردت ان اشكر كل من دعا لي عبر هذا المنتدى الغالي فقد رزقني الله بكرمه وفضله 3توائم بحمدالله ارجو من الله لهم الهداية .

محمد يوسف جبارين
21-07-2009, 09:38
من تصفح مقالات الاستاذ محمد يوسف جبارين ( ابوسامح ) على شبكة الانترنت اتضح لي بأنه يمكنه أن يضيف لنا مقالات في الفلك والفيزياء وفي تفسير آيات علم الفلك فالرجاء الاتصال به ومطالبته بأن يكتب لنا ويكتب وشكرا

محمد يوسف جبارين
21-07-2009, 09:40
اذا الشمس كورت

بقلم : محمد يوسف جبارين ( ابوسامح) ..أم الفحم ..فلسطين

اذا الشمس كورت ، نزعت صفة السراج منها ، فلا وقود ، بعد ذلك يحترق في داخلها ، ولا زجاجة تأخذ ضوءها من المصباح الذي تحيط به ، فتنشره في الفضاء من حولها ، كأنما تكوير الشمس يعني أنها سوف تتكور فتصبح مكورة .. كرة .. ويذهب بذلك ضوؤها ، ولأن تكويرها سوف يتم في زمان آت ، اذن هي الآن ليست مكورة .. كرة . وبين زماننا الآن ، وزمان تكويرها تنساب الشمس في الزمان والمكان ، وهي لا تستقر خلاله على حال ، لأنها تنساب انسيابا متصلا في أحوال تنبثق من بعضها بعضا ، وتظل هكذا تجري لمستقر لها .. ولن تستقر حتى تتم دورها ، وتؤدي مهمتها . عندها يفنى ضوؤها ، وتنعدم الفائدة منها ، ولن يظل تكوينها كما أنه الآن ، ذلك لأنه سيموت المصباح في داخلها ، ولا يقال بعدها عنها سراج .
ومن الفيزياء الفلكية ندري أن ثلاثة أرباع مادة الشمس تقريبا ، من الهيدروجين ( يتكون من بروتون والكترون ) ، والشمس توقد من اشتعال الهيدروجين ، في مناطقها الداخلية المحيطة بمركزها . ذلك الاشتعال بمثابة تفاعلات نووية حرارية ، ينتج من جرائها الهيليوم ( نواة الهيليوم مكونة من بروتونين ونيوترونين ) ، وأشعة وحرارة ، وهذه التفاعلات النووية هي مصدر طاقة الشمس وأشعتها ، وهذه الطاقة والأشعة التي تنشأ ، تندفع من مناطق الاشتعال ، نحو طبقات الشمس الخارجية ، تخترقها ، فيزداد بذلك طول موجتها ، فتنبعث من الشمس ضوءا أو أشعة ، نحو الفضاء الخارجي ، ويأتي من ذلك الضوء ، ومن تلك الأشعة ، نزر يسير يطرق الأرض أداء لدور الشمس ، في عملية استبقاء لشروط لازمة لبقاء الأرض مهادا .
الطبقات الخارجية للشمس تأتيها الأشعة من ناحيتها الداخلية ، وتنفذ منها نحو الفضاء الخارجي ، وكأن هذه الطبقات زجاجة ، ولا نرى في ذات الزجاجة وقودا يحترق ، لذلك هذه الطبقات ، أو هذه الزجاجة تتوهج ، ولا تتوقد ، فليس في ذاتها مصباح ، وانما مناطق اشتعال الهيدروجين في داخل الشمس ، كأنما هي المصباح ، لذلك (( المصباح في زجاجة.. آية 35 النور )) الزجاجة توقد من ذلك الاشتعال . تأخذ أشعتها من ذلك المصباح الذي تحيط به ، فكأنما هي تأخذ أشعتها من غيرها ، وكذلك يفعل الكوكب ، يأخذ أشعته من غيره ، فكأنما الزجاجة كوكب (( .. الزجاجة كأنها كوكب .. آية 35 النور )) ، يوقد من تلك التفاعلات التي ذكرنا ، ولذلك الشمس سراج (( .. وجعل الشمس سراجا .. آية 16 ، سورة نوح )) .

وقود السراج محدود ، ونفاذه الزام تفرضه محدوديته واشتعاله معا . اذن ، يأتي زمان تكون فيه مادة الهيدروجين التي توقد منها الشمس ، قد تحولت تحت تأثير الاشتعال الى مخزون من الهيليوم الذي يأخذ طريقه ، فيتمركز في المنطقة المركزية للشمس مكونا بذلك وقودا مرتقبا للشمس .
وحيث أن جاذبية الشمس تضغط على كل جزء من مادة الشمس في اتجاه مركزها ، اذن الذي يحول دون انهيار الشمس قوة ، لا بد وأنها تعمل في الاتجاه المعاكس لاتجاه الجاذبية . تلك القوة ناتجة عن ضغط المادة التي من طبيعتها أن تعارض كل تغيير في وضعها الذي هي عليه ، وأيضا عن فيض الأشعة والطاقة المتدفقة من مناطق اشتعال الهيدروجين( نوويا) ، نحو مناطق الشمس الخارجية ، وهي القوة التي تتوازن مع قوة الجاذبية ، وبذلك يكون للشمس حفظ توازنا وأمتناع انهيارها ،
ومع استمرار اشتعال الهيدروجين ، يتراكم الهيليوم الناتج عن هذا الاشتعال مكونا قلبا جديدا للشمس ، ومع ازدياد كتلة هذا القلب من الهيليوم يستمر في تقلصه تحت تأثير الجاذبية الناجمة عن كتلته ، وكلما ازدادت هذه الكتلة ازدادت هذه الجاذبية ، ومع هذا التقلص تحت تأثير الجاذبية ، تتصاعد حرارة تتدفق الى خارج هذا القلب المكون من الهيليوم ، ومع ازدياد كتلته واستمرار تقلصه تزداد الحرارة شدة ، والى أن تتسبب ليس فقط في ارتفاع درجة حرارة طبقة الهيدروجين المحيطة بقلب الهيليوم ، والتي يستمر فيها اشتعال الهيدروجين الذي توقد منه الشمس ، وانما الارتفاع المتزايد في درجة الحرارة ، يؤدي في مرحلة ما الى تسريع اشتعال الهيدروجين ( تفاعلات نووية حرارية ) في هذه الطبقة التي يجري فيها اشتعال الهيدروجين ، ما يترتب عليه ، نشوء طاقة كبيرة تندفع الى الخارج ، وتتسبب في دفع طبقات الشمس التي فوقها الى الخارج ، فتنتفخ الشمس ، يكبر حجمها .. يتسع
سطحها وتزداد الطاقة المتدفقة من هذا السطح الى خارج الشمس ، وتنخفض درجة حرارة السطح ويبدو بلونه أحمرا ، تغدو الشمس عملاقا أحمر .. تتدافع طبقات الشمس الخارجية الى الخارج ، تحت تأثير الأشعة المتدفقة الى الخارج ، بحيث يصل قطرها وفق حسابات معينة ، الى ما يقارب نصف المسافة بينها وبين الارض ، فتبتلع الشمس كوكب عطارد ، أو وفق بحث آخر يزيد نصف قطر الشمس ، الى مائتين وخمسين مرة ، مما هو عليه الآن ، ما يعني بأن الشمس تبتلع الأرض ، وفي كل الأحوال فان الأشعة أو الطاقة المتدفقة من الشمس تكون كبيرة ، وكافية لانهاء كل امكانية لحياة في الارض ، فالحرارة في الارض تعلو كثيرا والى حد معه ، لا يتأتى لخلية حية أن تستمر في الحياة .
ومع نهاية المرحلة من العمر التي تكون فيها الشمس عملاقا أحمر ، يترتب على تقليص الجاذبية للقلب المركزي ( المكون من الهيليوم) ، علو في درجة الحرارة ، والى ما يترتب عليه بدء اشتعال الهيليوم ( تفاعلات نووية حرارية ، فيما تسفر عنه انتاج الأكسجين والكربون ، اللذان يتراكمان في منطقة المركز من الشمس ، ليشكلا على مدى السنين القادمة قلبا مركزيا جديدا للشمس ) ، وفي الثواني الأولى من بدء اشتعال الهيليوم ، فان الطاقة الناجمة عن الاشتعال ، وهي هائلة يتم احتباسها ، اذ لا تجد سبيلا الى الخارج بسبب تباطؤ القلب المركزي في التمدد ، ما يترتب عليه احتباس للطاقة ، الذي سرعان ما يترتب عليه انفجارها ، أو تدفقها الى الخارج فجأة وعلى دفعات ، وعلى هيئة نبضات عالية الشدة تندفع الى خارج الشمس ، وعندها تكون الحرارة التي تعصف بالارض ، كافية لاذابة أي كتلة معدنية في الارض ، كانت ما تكون ، فدرجة انصهار أي معدن ، نعرفه في الارض ، أقل بكثير من درجة حرارة كهذه . ومع خمود تلك النبضات التي تتحرر بها طاقة هائلة ، يتمدد قلب الشمس على ما يسمح بتدفق الطاقة الناتجة عن اشتعال الهيليوم الى الخارج ، وفي وضع كهذا تكون فيه الشمس توقد من اشتعال الهيليوم ، وأيضا من اشتعال الهيدروجين في طبقة ضعيفة محيطة بقلب الهيليوم ، وهذا هو وقود الشمس في هذه المرحلة من عمرها ، أي أن هذا الوقود هو مصدر الطاقة المنبعثة من سطحها الى خارجها ، وتكون الشمس حتى هذا الوقت ، قد طرأ عليها ، في خلال جريانها في الزمان تبدل كبير وجوهري ، ففي خلال كونها عملاقا أحمر ، وهي فترة طويلة ممتدة في ملايين السنيين ، تكون الشمس قد خسرت من كتلتها ما يقارب الثلث ، مما كانت هي عليه من قبل أن تصبح عملاقا أحمر ، وتلك خسارتها في كتلتها ، بسبب من رياح شمسية قذفت مادة منها الى خارج الشمس ، ما أدى الى صغر كتلة الشمس ، وبالضرورة جاذبية الشمس تصغر هي ايضا ، ما يؤدي الى تباعد الارض عن الشمس ، وكذلك الكواكب السيارة الأخرى التي تدور حول الشمس ، تغدو جميعها بعيدة عن الشمس أكثر فأكثر ، مع صغر كتلة الشمس ( وجاذبية الشمس ) ، فيصبح زمن الأرض غير ما كان عليه . ويستمر اشتعال الهيليوم في قلب الشمس ، ومن جراء ذلك يتكون قلب جديد للشمس مكون من الكربون والأكسجين ، ويأتي زمن على الشمس تخلع عن نفسها طبقاتها الخارجية ، وذلك تحت تأثير من رياح ، نبضات ، تدفع بها الى خارج الشمس ، وتبدو عندها الشمس ، كغيمة جميلة رائعة محيطة بنجم في المركز ، فأما الغيمة فانها بمرور الزمن تتلاشى في الفضاء الكوني ، وأما النجم ، فهو ما تبقى من الشمس .. البقية الباقية ، انه القلب المكون من الأكسجين والكربون ، ولا وقود يشتعل فيه ، انتهى الوقود ، لم يعد ممكنا لتفاعلات نووية أن تندلع ، فشروط نشأتها انتفت ، والجاذبية تمسك بقبضتها على هذا النجم ، فترى الى مادته وقد انفصلت فيها الالكترونات عن نواتها ، فضغط مادته الذي يعترض الجاذبية هو ضغط الالكترونات ، فهذا النجم في حاله هذا قزم أبيض ، لكن الأشعة المنبعثة منه سرعان ما تخبو بمرور الزمن ، والى أين ؟ ، الى مقبرة النجوم ، الى مصير يؤول اليه ، الى مستقر يستوي عليه ، يصبح فيه قزما اسوادا ، أو مظلما ، ويتوارى عن الانظار . وهذا النجم بالمصير الذي صار اليه هو الشمس ، فالى هكذا مصير هي تصير . والى هكذا مستقر تأخذ بها مراحل تطورها ، فهذا هو منطوق الفيزياء الفلكية .

فاذا ثمة سؤال ، فالى اين أنت آيلة أيتها الشمس ، فالى حيث يستقر بها تكوينها .. تموت أو يموت المصباح فيها ، أي لن يكون في ذاتها مصدر منه ينبثق ضوء أو أشعة تكون لها ،على ما يستبقيها سراجا ، ونقول تلك صفة السراج ، قد تم انتزاعها من الشمس ، ويقولون في الفيزياء الفلكية ، تذهب بعد ذلك الشمس الى مقبرة النجوم.
ويبقى السؤال يتردد في ذهن الانسان يقول : ما هو مستقبل الحياة في الأرض ؟ ، ونحن نقول بلسان الفيزياء
الفلكية ، ما قلناه ، بأنه حين تغدو الشمس عملاقا أحمر ، فان ذلك هو الايذان باتنفاء شروط استبقاء الارض مهادا أو معاشا ، فالطاقة التي تتدفق من الشمس ، وتصل الارض أو تسقط عليها ، لكافية بأن تعلو بدرجة حرارة الأرض الى درجة غليان الماء ، بل والى أكثر من ذلك ، مما يترتب عليه غليان المحيطات والبحار .. وتصبح وكأنها الماء الذي يغلي في مرجل ، ومن تحته ، ومن فوقه النار ، وهكذا تتبخر المحيطات والبحار ، ويهرب الغلاف الهوائي للأرض ، في غالبيته العظمى من الأرض ، ولا تبقى بحال كهذا أية امكانية لأي نوع من حياة ، وهذا معناه ، من دون جدل قليل أو كثير ، هو أن نهاية الحياة في الأرض آتية لا ريب فيها ، عندها يكون خراب الأرض بعد عمارتها ، فلا غرس ولا زرع ، ولا نبات ولا انسان ، ولا أسماك ولا أطيار ، ولا ذباب ، ولا بعوض ، ولا أي نوع من خلية حية ، الا هالك وبائد ، والأرض تصبح صعيدا جرزا ، وفي القرآن الكريم آية كريمة تقول (( وانا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا .. آية 8 ، الكهف )) .
فاذا جاءت الأبحاث في علوم الفيزياء الفلكية تؤكد على أن ما زعمه الكفار ، من سرمدية الحياة الدنيا في الأرض ، انما هي أوهام عقل .. جهالة جاهل ، فلا أولى من انزواء تلك الأوهام من رفوف الفلاسفة والمفكرين ، وخاصة منهم الذين زعموا بأنهم على العلم يرتكزون .

محمد يوسف جبارين
21-07-2009, 09:42
(( والشمس تجري لمستقر لها..آية 38 ، ياسين ))

بقلم : محمد يوسف جبارين(أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين

الشمس تجري حول مركز مجرتنا ( مجرة درب التبانة ) ، وليست الشمس وحدها التي تمتاز بهذه الحركة وانما تشاطرها حركتها الدورانية حول مركز المجرة كل الكواكب السيارة (عطارد ، الزهرة ، المريخ ، المشتري ، زحل ، أورانوس ، نبتون ) ، وأيضا بلوتو ( فلم يعد بحكم التعريف الجديد كوكبا من الكواكب السيارة) ، وكذلك النيازك ، والمذنبات ، والمنطقة المحيطة بالمجموعة الشمسية ( حزام كوبر والتي تأتي منها المذنبات ) ، كلها ، بل كل ما تراه العين المجردة ، ويكون تابعا لمجرة درب التبانة ، في كافة فصول السنة من نجوم وكواكب تتلألأ زينة في كبد السماء ، فكل هذه وتلك تجري حول مركز المجرة . فاذا علمنا بأن مجرتنا تحتوي على ما يقارب 200 بليون نجما وكوكبا على أقل تقدير ، أو حتى ضعف هذا العدد من النجوم ، أدركنا أن ما نراه في السماء ، من فوقنا ، من النجوم والكواكب التابعة لمجرتنا ( مجرة درب التبانة ) ، لا يتعدى أن يكون نزرا يسيرا من النجوم والكواكب التي تحتويها مجرة درب التبانة .
مجرتنا هذه أشبه ما تكون بقرص في وسطه انتفاخ . هذا الانتفاخ نطلق عليه اسم نواة المجرة ، ومن النواة يتفرع ذرعان لولبيان كبيران يلفان نواة المجرة . ونحن أو المجموعة الشمسية ، بل ما نراه من مجرتنا بالعين المجردة أو بغيرها ( منظار فلكي ) ، انما يقع بين ذراعي المجرة ، بعيدا عن نواتها ، وقريبا من طرفها الخارجي ، وما نراه في الصيف في السماء من فوقنا غير ما نراه في الشتاء ، وذلك لأن الرؤية في الصيف تكون في اتجاه نواة المجرة ، ولكنها الرؤية تكون في الشتاء في الاتجاه البعيد عن مركز المجرة ، ومن حيث أن أكثر مادة مجرتنا تقع في ناحية درب التبانة ، لذلك كان البحث عن تكوينها ومبانيها يتجه بالرصد الفلكي في هذه الناحية ، ولقد تبين أن أجزاء المجرة ( أذرعها ، نجومها كواكبها ، مجموعتنا الشمسية ...) كلها تجري حول مركز المجرة .
وهنا يتوجب علينا أن نلفت النظر الى أن هذه الأجزاء لو توقفت في مساراتها ، ولو حتى للحظة زمانية واحدة ، لكانت سقطت جميعا في نواة المجرة ، ولو حدث هذا الحدث ، وكان هناك من يحيا في الارض ، لكان شاهد ما في السماء يقع على الأرض ، وهذه حقيقة كونية جاءت تتحد مع الحقيقة القرآنية في الآية الكريمة ( .. ويمسك السماء أن تقع على الأرض الا باذنه ان الله بالناس لرؤوف رحيم .. آية 65 الحج ) .
ما من مجرة في هذا الكون الا وتلف حول نفسها خلال اندفاعها في الفضاء ، مثلها في ذلك كمثل قرص ترميه في الهواء فانك ولا شك تراه يلف حول نفسه خلال اندفاعه في الهواء ، هكذا حال مجرتنا ( مجرة درب التبانة ) فانها تلف حول نفسها خلال اندفاعها في حركتها عبر الكون ، ولأن مجموعتنا الشمسية ، أو نقول الشمس تقع على بعد 2600 سنة ضوئية من مركز المجرة ( أو نقول من نواة المجرة ) ، والمجرة مع ذلك تدور حول نواتها ، فان كل جزء من أجزاء المجرة يدور هو أيضا حول مركز المجرة ، وكذلك الشمس ، فهي تجري حول مركز المجرة في مسار أشبه ما يكون بقطع ناقص (مسار أهليليجي ) ، وهي في خلال جريانها تعلو فوق المستوى المجري وتهبط من تحته ، تحت تأثير جاذبية أذرع المجرة ، فكأنما الشمس في جريانها في مسارها تتذبذب حول مستوى المجرة ، فمسار الشمس قطعا ناقصا عليه تموجات توضح هذه الذبذبة ، وسرعة الشمس في مسارها هذا تصل الى 217 كيلومترا في الثانية ( على ذلك هي تقطع سنة ضوئية في خلال 1400 عاما ) ، هذا في الوقت الذي نجد فيه سرعة الأرض في مدارها حول الشمس تصل الى 30 كيلومترا في الثانية .
الشمس عندما تتم دورة كاملة حول مركز المجرة ، فانها تكون قد قطعت مسافة 190 ألف سنة ضوئية تقريبا ، لذلك الشمس تتم دورتها الكاملة حول مركز المجرة في فترة زمنية قدرها 226 مليون سنة ، وهذا هو بالفعل زمن الدورة الكاملة للشمس ، حول مركز مجرة درب التبانة ، وهذا الزمن يحمل اسم السنة المجرية ، ومن حيث أن عمر الشمس هو خمسة بليون سنة تقريبا ، لذلك هي تكون قد أكملت حتى الآن 20-25 دورة كاملة فقط حول مركز مجرتنا ، من هنا نقول بأن العمر الحالي للشمس هو 20 أو 25 سنة مجرية فقط .
وتدل نتائج الرصد الفلكي بأن الاتجاه العام لحركة الشمس حول مركز المجرة ، انما هو صوب جنوب غرب النجم فيغا القريب في خريطة السماء من مجموعة هركولس ، ولأننا نعلم أن الأرض تجري حول الشمس ، وكذلك الشمس تجري هي أيضا حول المركز المجري لمجرتنا ، لذلك ، من هذه الحركات كلها نستخلص الحركة المطلقة لمجرة درب التبانة كلها عبر الكون . ولقد دلت القياسات على أن مجرة درب التبانة تجري في طريقها في الكون بسرعة يندهش لها العقل ، فهي تعادل 600 كيلومترا في الثانية ( مليون وثلث المليون ميل في الساعة ) ، وهي ولا شك سرعة هائلة ، من هنا ولأن الشمس تابعة لمجرة درب التبانة ، اذن الشمس تجري في الكون حركة انتقالية مع مجرتنا وبسرعة تعادل سرعة المجرة ذاتها .
ومن النادر أن نجد مجرة تجري في الكون وحيدة من دون صحبة لها ، في طريقها الذي شاء الله تعالى لها أن تجري فيه ، وفيما يتصل بمجرة درب التبانة ، فهي مجرة واحدة من بين مجموعة من المجرات التي يقارب عددها الثلاثين ، فانها معا تشكل مجموعة واحدة ( أو نقول عائلة واحدة ) وتتسمى بسم العائلة المحلية تأكيدا على انتماء مجرتنا اليها ، وهي مجموعة من مجرات تسبح في الفضاء الكوني ، في حركة تكاد تشبه الى حد بعيد حركة سرب من الطير يسبح في الهواء . وسرعة كل منها بالنسبة للأخرى ليست كبيرة ، فمثلا سرعة مجرتنا بالنسبة لمجرة الاندروميدا هي على وجه التقريب 80 كيلومترا في الثانية ، ويمكن القول بأن مجرتنا التي هي ضمن العائلة المحلية تجري بسرعة 300 كيلومترا في الثانية ، في اتجاه حشد آخر من المجرات ، يدعى بأسم حشد العذراء ، ولقد تدل مشاهداتنا الكونية ، على أن العائلة المحلية ، انما هي واحدة من بين مجموعة من عائلات أخرى ، كل منها تحتوي على عدد معين من المجرات ، وتشكل كل هذه العائلات معا حشدا واحدا ، يتحرك عبر الكون في طريق واحد ( مسار واحد ) واتجاه واحد ، نحو مستقر واحد .
مجرات العائلات اياها كلها تجري في حركات تتكامل في حركة واحدة هي حركة الحشد الكبير هذا ، في الكون الفسيح . فاذا تصورنا بأن هذا الحشد له مركز دوران ، وبأن عائلاته من المجرات تدور حول هذا المركز ، فمن هنا العائلة المحلية ، وأيضا مجرة درب التبانة تجري حول ذلك المركز ، في حركة دورانية ، وذلك لأنها من أفراد العائلة المحلية ، ومن هنا أيضا الشمس تجري في حركة دورانية حول مركز ذلك الحشد الكبير ، وذلك لأنها من أفراد مجرة درب التبانة ، ولأن الحشد كله يندفع في الفضاء الكوني ، والشمس تكون محمولة معه في مساره الذي يسبح فيه في الفضاء . اذن الشمس تشاطره سرعته واندفاعه عبر الكون ، أي أن الشمس تجري عبر الكون في حركة مركبة .
وها نحن نرى من خلال متابعة علمية لحركات الشمس، بأنها تجري في المكان والزمان ولا تستقر في مكان ما من هذا الكون ، لكنها في حركة دائبة محسوبة مضبوطة تجري نحو مستقرها ، وفي حديث التكوير ، قلنا فيما يتعلق بالتكوين المادي للشمس ، بأنها تمر عبر الزمان في أطوار متصلة تنبثق من بعضها البعض ، وتظل هكذا تجري الى أن يتم لها تكويرها ، فيذهب ضؤوها ، وينقطع دورها ويكون ذلك ايذانا بأنها اقتربت من مستقرها .. ان الاستقرار قرين الثبات ، وجريان الشمس يعني أنها في طريقها نحو المستقر .
فاذا جاءت الحقيقة الكونية تتحد مع الحقيقة القرآنية ، ولتكون دليلا على أن العلم يدعو الى الايمان ، فكذلك الايمان يدعو الى العلم لأن مردوده اليه .. تأتيه حقائقه تدل عليه وتشير لابن آدم اليه . كأنها الحقيقة الكونية جاءت تنطق في عقل ابن آدم وتنير له دربه وعملية تفكيره نحو الحقيقة القرآنية . فان كان هو تذوق معاني الخير والجمال وفاضت روح القرآن العظيم في روحه وعقله ونفسه ، تكون له الحقيقة الكونية نورا يضاف الى نور الهداية وقد كانت أشرقت في تكوينه الانساني (( ... نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء .. آية 40 النور )) .
وتمضي الحياة بالقرآن نور حياتها ، ويمضي القرآن بالحياة حياة نورها ، فبالقرآن تحيا الحياة ، وبالقرآن يحيا نورها .. وتنحاز حقائق الكون الى حقائق القرآن ، تهتف في وجوه الكفار ، القوا سخافاتكم في البحر واغتسلوا واركعوا لله تعالى ذكره مع الراكعين .
ويبقى أن نبين للناس كيف أن الشمس تلف حول نفسها ( حول محورها ) .. ويكون دليلنا العلمي في تبصير الناس بذلك ، تلك البقع الشمسية التي تكون محمولة على سطح الشمس ويتابعها العلماء ، ويتخذونها دليلا قاطعا على أن للشمس حركة دورانية حول محورها ، ودليلا ايضا على أن مادة الشمس ليست مادة صلبة . .هذه البقع الشمسية تدور في نفس الاتجاه الذي تدور فيه الشمس حول محورها ، وهو الاتجاة الذي تدور فيه كواكب مجموعتنا الشمسية حول الشمس .
أما الحركة الظاهرية للشمس ( شروق الشمس من ناحية الشرق وغروبها في ناحية الغرب ) فانها لا تكون دليلا على جريان الشمس ، ولكنها الدليل على أن الأرض تدور حول نفسها من ناحية الغرب الى ناحية الشرق .
نلخص الآن حركات الشمس كما يلي :
• الشمس تدور حول نفسها ( أو نقول مادة الشمس تجري حول محور الشمس ، أو الشمس تجري حول نفسها ) .
• الشمس تجري حول نواة مجرة درب التبانة ( مجرتنا ).
• الشمس تجري حول مركز حشد من عائلات من مجرات ( من بينها مجرتنا ) تجري جميعها حول ذلك المركز .
• الشمس تجري عبر الكون وذلك لأن الحشد اياه يجري عبر الكون .
من ذلك كله يتضح لنا أن الشمس تجري في الكون في حركة مركبة من كافة الحركات التي ذكرناها هنا .

محمد يوسف جبارين
21-07-2009, 09:44
بسم الله الرحمن الرحيم

(( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله .. آية 21 الحشر ))
(( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون .. آية 9 الحجر ))


أنا الطارق ...فالينا

بقلم : محمد يوسف جبارين ( ابوسامح)..أم الفحم..فلسطين

قد كان الأعرابي ، في خيمته يحاول ، أن يجد في كيانه العقلي وجها للمقارنة ، بين هذه النجوم التي تتلألأ زينة في صدر السماء ، وبين هذه المصابيح التي تبدد ظلام الليل في خيمته .
وكانت الدراية بحركات النجوم ، والاحاطة بمواقعها ركيزة علمية ، يستند عليها في تحديد مسالكه في الأرض . كان الوعي بها معينا له ، يحول بينه وبين التيه وفقدان السبل . ولقد كانت الأرزاق ، في أغلب الأحوال ، موصولة باتصال الانسان بالمكان ، لذلك اتصل تكوين الفكرة عن النجوم ، ومواقعها وحركاتها ، بتمكين الذات الانسانية من لقمة عيشها ، من ذات وجودها .
ومضت صلة الفكر بالنجوم ، وتحت تأثير الحاجة وضغطها ، توالدت في الذهن قوة تضغط عليه ، تنزع به في اتجاه الجمع بين الأسباب ، فلعله من ذلك تنشأ وسائط للفكر ، تكون عيونا ومعينا له ،على مضاعفة قدرته ، في جمع مشاهداته التي يأمل أن يفرز منها فهما ، يغذي به أسباب الحياة ، ويروي العقل قدرة ، في تعقلاته وتأملاته .
وهكذا كان العقل مدفوعا دفعا ذاتيا ، نحو ما تقع عليه عيناه . فمشروع الفكر ، في محاولاته ، للكشف عن غوامض الكون وأسراره ، راح في الحياة مهمة العقل .
لكن الفهم مهمة اقترنت بالفكر وبالزمان ، وتواصل البحث ، عن حقائق الكون واتصل ، وراح في الأجيال المتعاقبة منهجا علميا ، يتداركه ويواكبه العلماء .
ان القرآن الكريم ، قد جمع بين آياته أيات كريمة ، تمس حقائق الكون ، ولا تفصلها تفصيلا ، وهي في حكم علوم الكون ، والفيزياء الفلكية محاور ، تدور حولها اتجاهات من الفكر ، في هذه العلوم .
ان الله تعالى ذكره ، جعل العقل في الانسان ملكة للمعرفة ، وأداة للمعرفة اليقينية .
ومع نظرات العقل ، في الكون نمضي ، فقد أصبح البحث العلمي ، ضرورة تقدم وتطور ، وضرورة تفرضها حقيقة الايمان بالله ، ذلك لأنه هو الله تعالى ذكره يقول : (( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق .. آية 20 العنكبوت . قل انظروا ماذا في السموات والأرض .. آية 101 يونس . أو لم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء ..آية 185. الأعراف . أفلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها و زيناها وما لها من فروج .. آية 6 ق )) .
وهل بغير سير النشاط الذهني ، في اتجاه الكون ، يمكن لهذا الكون ، أن يفصح عن أسراره . هل تراه فينا ملكة للمعرفة غير العقل ، يمكن لنا بها أن ننظر ونتبصر حقائق الأشياء ، في ملكوت السموات والأرض . أو كان ممكنا أن يفصح الكون عن ذاته ، من دون أن يكون تكوينه ، على ما يجعل العقل قادرا على فك أسرار تكوينه . أو كان تمكن العقل ممكنا ، من دون أن يكون تكوينه كائنا لذلك . وهل ترانا نتجاوز حدودنا ، لو قلنا أن ذات القدرة الالهية ، قدرت قدرة العقل ، على ما يجعل افصاح ذات الكون عن أسراره ، منسجما مع فاعلية هذه القدرة ، في اتجاه كشف هذه الاسرار . وهل تراها حقائق الكون جاءت ، في القرآن الكريم ، ابتغاء لوجودها ، أم تراه لهذا الوجود مهمة ، هي ترسيخ الايمان ، في ذات الانسان في هذه الدنيا .. أقول الاجابة كامنة هناك ، في حتمية النظر، في ملكوت السموات والارض ، فما يملك العقل البشري ، أن ينفك من البحث والتنقيب ، وهناك في وعد الخالق للمخلوق ، (( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد .. آية 53 فصلت . خلق الانسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون .. آية 37 الأنبياء )) ، فما كان لطلاقة القدرة الالهية ، الا أن تتجلى أمام الخلق ، وأن يكون من الناس ، من اصطفاه الله ، في البحث العلمي وبلوغ هذا البحث الى مداه ، لتتجلى أمامه ، في القرآن الزاما ، لمخلوق يأتي سوف يدريها .
لقد جعل المحيط بكل شيء علما قدرة العقل تمتد وتتسع ، تشمل تفصيل الآيات . ولكي تكون لها عملية اكتساب العلم والمعرفة طريقا ، تسير فيه نحو التصديق بأن الآيات الكريمة ، ما كان لها أن تكون من ذات قدرة بشرية ، وانما هي ، من ذات القدرة الالهية التي قدرت كل شيء ، فأحسنت تقديره ، وما كان اختراق القرآن لحاجز الزمان وتقريره لحقائق الكون ، ثم توكيده على أن تفصيلها ، سوف ينكشف لعقل آت ، الا دليل علم بغيب ، لا يملك أن يعلمه ، الا خالق محيط بخلقه ، وهي لذلك الآيات الكريمة ، جاءت تشهد على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، وكذلك الآيات جاءت تشهد ، ضد الذين اعترضوا طريق دعوة الحق في الأرض .
ان اكتساب عقل الانسان علما ومعرفة ، بتفصيل الآيات ، اتمام لوعد كان حقا على الرحمن نفاذه ، (( يفصل الآيات لقوم يعلمون .. آية 5 يونس . نفصل الآيات لقوم يتفكرون .. آية 24 يونس )) .
تكوين الكائنات والأنظمة كلها ، في الكون ، يدلنا على أنه ما من كائن أو نظام ، الا وتفصيله قائم في ذاته . لذلك العقل اذا ما احتوى تفاصيل التكوين وأدركها ، كانت له ملكا ، يملك أن يضعها في أوعية ،هي الكلمات والسطور ، وحفظا في كتاب ، هو ما نطلق عليه اسم كتاب الطبيعة . وكأني بالعقل واقع بين كتابين ، الطبيعة ، والثاني كتاب الطبيعة ، وهو ما يملك الانسان أن يسطره بالقلم ، ولذلك تأتي المعاني في السطور ، تشهد للانسان بالقدرة على المشاهدة والقياس والفهم والتوليف والابداع فيه ، فكأنه الاضافة التي لا تكون بغير مكونات خلق قائمة أصلا ، ومهيأة له لتمكينه من استواء على بديع فعل يضيف ، وتشهد للخالق بالقدرة على الخلق ، وما يستوي الخالق والمخلوق ، (( أفمن يخلق كمن يخلق أفلا تذكرون .. آية 17 النحل )) . وكأنها المعاني التي في السطور، تعقد في الذهن البشري مقارنة ، بين قدرة الخالق، وبين قدرة المخلوق . وكأنها علوم الطبيعة ، تذكير دائم للباحث عن أسرار الطبيعة ، والقارىء في قدرة الخالق ، الذي هو بكل شيء محيط . وكان حقا على المقدور ، أن ينزع بكل قدرته ، نحو قدرة قدرته فأحسنت تقديره .
تلك آيات الذكر الحكيم ، التي أخذت دورها ، في نقل العقلية العلمية الواعية . وكان الله تعالى ذكره يقول : (( وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فتخبت له قلوبهم وان الله لهاد الذين آمنوا الى صراط مستقيم .. آية 54 الحج )) .
وما اتجهت حركة الفكر نحو الحق ، الا وهي تلزم النفس بحكم العقل ، وما عاد له أن يكون مفتونا بذاته . ان هذه الفتنة شعلة الغرور والكبر ، التي تخرج المفتون عن الاجراء العلمي ، الذي كان قد تم له أصلا وأساسا ، على قاعدة من المنطق العلمي السليم .
ان آيات كريمة جاءت تمس حقائق الكون ، لن تحيد أبدا، عن أداء دورها ، في صلب النشاط الذهني ، عند ابن آدم . ولن يكف فيض الرحمة المتدفق منها ، عن توليد حركة انتقالية ، في قناعات الانسان ، ورؤيته للعالم من حوله ، رحمة بالانسان ، واثراء للفكر بفكر الخير ، واشباعا للفعل والقول بطاقات الخير . وكأن القرآن وهو يدفع بالذهن البشري ، نحو النظر في ملكوت السموات والأرض ، يرى العقل عائدا من هناك ، يتوج مدركاته ومعارفه العلمية ، بقرار عودته ، ليكون للقرآن وعاء ، من خلاله يرى الحياة ويعقلها ، ولا كان ذلك ، الا عقل تنزه عن الهوى والغرض ، وراحت في حركته الفكرية والوجودية ، حاكمية العقل تتصدر الأحكام كلها .
ان فوارق العصور ، وما فيها من فوارق في القدرة ، على تحصيل العلم بقوانين الطبيعة ، يجعل العقل يميل في ناحية الاستفسار ، عن الجانب الذي منه جاءت ، هذه الحقائق العلمية كلها ، في القرآن الكريم ، ويأتي العقل عصر النبوة فلا يجد فيه ، ولا في زمان سابق عليه ، قدرة بشرية كان في حوزتها ، من الأجهزة والأدوات ، ما مكن لها من الاستدلال ، أو حتى الاقتراب ، بالتجربة العلمية ، من هذه الحقائق الكونية كلها .
وما استوى عقل ، أنار العلم طريقه الى الله ، وعقل حاد عن الحق وغوى ، (( أفمن يعلم انما أنزل اليك من ربك الحق كمن هو أعمى انما يتذكر أولوا الألباب .. آية 19 الرعد )) . ويسألونك عن لماذا الرحمن يفصل الآيات ، قل: (( يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون .. آية 2 الرعد )) .
ان العقل ، وهو يسجل خواطره ، عن آيات علم الفلك في القرآن الكريم ، انما يتذكر وسائطه وعيونه ، التي منها يطل على الكون ، ومن خلالها يثري معارفه ويزيد فيها .
ان ضوءا يأتي ، ويطرق أبواب العيون ، ويأتي حاملا للعقل معلومات ، عن تلك الأجسام التي منها جاء اليه ، انما يعين العقل ، في تمييز هذه الأجسام وادراكها . اننا لذلك نقول ، ان عين الانسان ترى النجم ، اذا جاء من النجم ضوء اليها طارقا بابها . فكأن ضوء الطارق وسيلته ، في الكشف عن ذاته أمام عقل الانسان . لكننا مع ذلك نجد العقل يدلنا ، على أن عقل الانسان ، تجاوز العين وابتكر عيونا ، هي بمثابة أجهزة وأدوات . وهي أشبة ما تكون بالأبواب الخارجية للعقل ، وتفيده في رصد واستقبال وتحليل هذا الضوء ، وهذه الأشعة الوافدة اليه من الفضاء الخارجي .
ويكون بذلك العقل قد ملك الوسيلة ، الى ما لا تملك عين الانسان ، أن تراه من نجوم . ويكون بذلك العقل ، قد شق طريقه ، نحو ادراك خصائص النجوم وتحديد مواقعها . وسوف يبقى خارج حدود المعرفة ، كل نجم لا يأتي بشيء من ذاته ، يطرق به عقول الناس . وسوف يدخل في حدود العقل ، كل نجم يأتي بضوء من ذاته ، يطرق به أبواب عقل الانسان ، ويدق عليها وينادي العقل .. يقول له .. أنا الطارق ..فالينا .. وينهض العقل من سباته .. فاذا هو طارق من السماء ، جاء يطرق أبوابه ، يود لو يكون مدركا من مدركاته ، وداخلا في حدود أفهامه ، وينظر العقل ، فاذا هو الطارق ، نجم يتوقد في السماء . . عندها جال في حناياه قول الرحمن : ((والسماء والطارق (1) وما أدراك ما الطارق (2) النجم الثاقب (3) ... سورة الطارق )) .
وبالطرق يعلم العقل بوجود طارق . ولا يكون طرق ، الا بأداة يطرق بها الطارق أبواب من جاء اليه طارقا . والطارق لا يطرق ، الا بما ملك . وأداة الطارق ضوؤه ، فجاء الضوء الذي هو منه ليدل عليه .
هو الطارق لأن ضوءه ، يطرق طريقا ، تمتد بين ذاته التي في السماء ، وبين ذات المكان في الأرض ( أو خارجها ) ، الذي يأتي اليه فيطرقه ، بالذي هو من ذاته ، والطارق هو النجم الثاقب بالأشعة ، أو بالضوء الذي هو منه ، هذا الوسط الذي بينك وبينه ، فتلاحظه وتشاهده ، ثم تدركه .. انه بهذا الضوء ، قد جاء اليك ، ليدلك على ذاته . فكان فعل الطرق ، ضرورة امكان المعرفة العلمية ، بالطارق ذاته .
ان ضوء النجم رسالته ، التي فيها موقعه وملامحه ، وهي التي تأتي العقل ، لعله يعقلها فيعقله . ان ضوء النجم الثاقب ، يطرق ابواب العيون فتراه ، أو يطرق أجهزة الرصد ، فتكون للعقل مشاهدة ، ثم قياسا منه يستدل ، على هذا النجم ، الذي اليه جاء ، يحكي قصته .

محمد يوسف جبارين
21-07-2009, 09:53
السماء ذات الحبك

بقلم : محمد يوسف جبارين (ابوسامح) .. أم الفحم .. فلسطين


قراءة متبصرة ، في حركة مجرة درب التبانة ، عبر الفضاء الكوني ، وما تشمله من حركات نجوم وكوكب ، وغيوم من مواد مختلفة في عناصرها ومبانيها ، تكشف لنا ، عن أنه ما من نجم أو كوكب تابع لهذه المجرة ، الا وله مسار أو فلك يسبح فيه . أكثر من ذلك اندفاع المجرة عبر الكون ، يدل على أن ذلك النجم ، أو ذلك الكوكب انما يستمر في حركته الدورانية ، خلال اندفاعه مع المجرة عبر الكون . ولأن مجرتنا تدور حول نفسها ، خلال اندفاعها عبر الكون ، فان هذا الكلام ، ينطبق على أي جزء ، من مادة تابعة للمجرة ، ولأن المجرات كلها تدور حول نفسها خلال اندفاعها عبر الكون ، ولأن المشاهدات الفلكية تقول لنا ، بأنه ان كانت هناك مادة في هذا الكون ، فان لها فلك أو مسار تسبح فيه ، اذن فلا وجود لمادة ساكنة في الكون ، وذلك بالطبع بالنسبة لخلفية هذا الكون . اذن انتفاء السكونية ، يقتضي تلازما بين المادة والحركة ، ثم ان الحديث عن حركة المادة ، يقتضي الحديث عن أفلاكها ( مساراتها) ، فاذا استبدلنا كلمة الكون بكلمة السماء( كل ما علاك فأظلك فهو سماء لك ، فهذا هو معنى كلمة سماء على اطلاقها ) ، فان هذا الكون أو هذه السماء ، انما هي ذات الطرائق . أي أنه لكل مادة في هذه السماء طريقة أو فلك تسبح فيه . ثم اذا بحثنا عن أشكال هذه الطرائق ، أو هذه الأفلاك التي تسبح فيها المادة الكونية الموجودة في هذه السماء ، وجدناها محبوكة وذلك بالنسبة لخلفية الكون ، فمثلا القمر يجري في مساره حول الأرض ، في وقت يجري هو والأرض ، كل في طريقه حول الشمس ، ويحدث هذا في نفس الوقت الذي يجري فيه ، كل من القمر والأرض والشمس ، حول مركز مجرة درب التبانة .. في وقت تجري فيه هذه المجرة عبر الكون ، ولذلك نقول بأن مسار كل من القمر أو الأرض أو الشمس ، انما هو محبوك بالنسبة لخلفية الكون ، ومن حيث أن فكرتنا عن الكون تؤكد لنا بأن كافة النجوم وكافة الكواكب ، بل كل مادة في هذا الكون ، انما هي تجري في مسار محبوك بالنسبة لخلفية الكون . لذلك هذا الكون أو هذه السماء ، انما هي السماء ذات الطرائق ، أو على الأصح نقول ذات الحبك ، فاذا كانت هناك سبع سموات ، أو كانت هناك أكوان أخرى غير كوننا هذا ، الذي نعنيه عندما ننطق كلمة الكون ، فمن الجائز أن تكون ( ذات الحبك ) صفة تمتاز بها هذه السماء عن غيرها ، من السموات السبعة ، التي لا نعلم عنها ، غير التصديق بوجودها . فتعال بنا نتذكر الآية الكريمة (( والسماء ذات الحبك .. آية 7 الذاريات )) ، ونحن نحاول أن نتصور ، أو نرسم طرائق أو مسارات نجوم ، أو مواد سابحة في الفضاء ، بالنسبة لخلفية هذا الكون أو هذه السماء .

imadalusef
21-07-2009, 13:39
حقيقة اشعر ان جميع الفيزيائيين الذي درسوا علم الكم وان المواد يمكن دائما توصيفها بالارقام هم اخواني فاتقدم نيابة عنهم جميعا اذا سمحوا لي بالشكر الجزيل الى الواحد الذي هو اصل الاعداد المتكبر الذي لولاه لما كان وجود الارقام فهو المنعم علينا بوجود الوجود فهذه المظاهر للظاهر الواحد فلو جمعنا مليون صفر لم يكن الناتج الا صفرا فما للصفر معنى الا بوجود الواحد

كناري طاير
21-07-2009, 13:44
يارب أكون أنا بس يحتاج شوية مجهود

asem007
21-07-2009, 15:45
والله فكرة رائعة تستحق بذل الجهد من اجلها وان شاء الله سنسعى لتحقيق الغاية من الفكرة نحن وجميع الاعضاء باذن الله
مشكوووووووور اخوي ويعطيك العافيه

محمد يوسف جبارين
22-07-2009, 12:49
رمي الجمار

بقلم : محمد يوسف جبارين( أبوسامح) ..أم الفحم ..فلسطين

الحجارة أغنية الحياة عند بوابة المخيم ، بها تتغنى ارادة الحياة وتحقق ذاتها ، وتؤكد اصرارها على حقها في السيادة على أرضها ، وعلى ادارة دفة المصير في ربوع هذه الأرض الطيبة .
الحجارة كانت أداة ابراهيم ( أبو الأنبياء ) عليه السلام ، لما صدى بها للشيطان الذي راح يعترض طريق ارادة الحق ونزوعها نحو الفداء ، والحجارة اليوم في أرض الاسراء والمعراج أداة الارادة الفلسطينية الواعية والفاعلة في اتجاه الحق والخير والمجد والسؤدد .
لقد كان رمي الجمار نموذجا جهاديا تطبقيا ، بدأ تطبيقه بأبي الانبياء ، ليدخل الرمي للجمار في العقيدة الاسلامية ، وينمو في العقلية المؤمنة ضرورة تقتضيها سطوة الحق في الحياة الدنيا ، والزاما يتحتم على المسلم نفاذه جهدا يبذله في فعل المقاومة والتصدي للظلم والعصف والقهر والاستبداد ، ولكل محاولة اعتداء من جانب الشيطان على حرية الارادة المؤمنة بحقها في ممارسة ايمانها بعدالة قضيتها .
وما تداخل رمي الجمار في ركن أصيل من أركان الاسلام وهو الحج الا ليكون الرمي فعلا عقائديا أصيلا واجب النفاذ صونا للشرف الانساني ، وحفظا للاتجاه بالحياة وطاقاتها المادية والفكرية الكامنة فيها نحو الحق والعدل والحرية ، وذلك كله انما يقتضي بالضرورة توفير أداة الرمي ، ومن ثم الرمي حتى يتم للمسلمين دحر الشيطان وفلول ظلامه وظلماته التي تزحف واياه ومن حوله ومن خالفه .
وأما أداء حجاج بيت الله الحرام لرمي الجمرات، فذلك تكرار الفعل الذي يجعل من معاني الفعل اياه تستطرق في أفعال المؤمنين عبر الزمان ، وفي كل مكان يتوجب فيه الصدام مع الشيطان . وما تكرارية الأداء الجماهيري لرمي الجمرات ، الا وتعني وجوب استجابة الجماهير الشعبية المسلمة في مشارق الأرض ومغاربها وانبعاثها ، بكل طاقاتها في اتجاه واحد نحو بذل طاقاتها في أفعال جهادية تتساند في فعل واحد هو فعل المقاومة الضارية لعدو الاسلام والمسلمين .
وليست النكوصية في الذود عن حياض الأوطان الا دليل عجز عن استحضار المعاني العظيمة لرمي الجمار . وهي المعاني التي يتوجب توظيفها في السلوك الانساني الهادف الى تدمير العلاقات الظالمة داخل المجتمع ، والهادف أيضا الى توفير الأمن للجماعة الاسلامية ، وذلك من خلال سحق كل محاولة عدوانية شيطانية على هذه الجماعة أو على أوطانها .
ان السلبية يا أيها الناس دليل غياب العزم الايماني على تنفيذ آيات القرآن الكريم فعلا جهاديا يرسم اطلالة الفجر الجديد كرامة وعزة وفخارا .
ان رمي الجمار عمود من بين أعمدة متينة يقوم عليها بنيان المدرسة الجهادية في الاسلام . وهي مدرسة عظيمة ، تخرج منها رجال ونساء ، جعلوا الحرية تهب من قلب القرآن الكريم لتصدح في مشارق الأرض ومغاربها عدلا وخيرا وسعادة ، فها هو أبو بكر يدفع بجند الله في كل اتجاه والى فلسطين ويدنو من عمرو بن العاص يقول له ( كن عادلا واقلع عن الشر والظلم فالامة التي لا تحكم بالعدل لا يمكن أن تفلح وتنتصر على أعدائها ) ، ويأتي عمرو غزة ويطرد الاستعمار الأجنبي منها ويثبت راية الاسلام فوق ربوعها .
واسألوا قيسارية عن جند الله وعن معاوية ، واذكروا شرحبيل بن حسنة جيدا في كل حين تذكرون فيه بيسان ، ولا تنسوا يبوس ، أورسالم ، مدينة سالم ، أول الموحدين بالله في هذه المدينة التي يكاد يكون ترابها من لحوم الرجال ..
وتسألون ما يبوس ، ومن بناها ، أقول لكم اليبوسيون هم من وضعوا أول حجر في بنيانها ، فهي لنا ، كلها لنا . هي بيت المقدس ، وهي ايلياء وهي القدس حبيبة المسلمين . بين أحضانها يتربع المسجد ، ومن أحضانه عرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى السماء ، ومن حب الله وحبها انبثق الوفاء والعطاء والفداء .
فهذا شيخنا حسن سلامة عانقت روحه الطاهرة روح الشيخ عبد القادر الحسيني حبا في الله ومن أجل حياة العزة والفخار على أرضها ، وهذا أبو عبيدة وعمر بن الخطاب وصلاح الدين كل يدق على أبوابها ، وانظروا هذا سيف الدولة يتصدى للغزوات الأوروبية ويظل يصول ويجول من أجلها .
وفي يعبد قف يا مسلم واقرأ الفاتحة على روح الشهيد الشيخ عز الدين القسام فعلى ترابها الغالي فاضت روحه وهو يقاتل الاستعمار البريطاني . وقالوا مات ، لكن الشهداء عند ربهم يرزقون .
وكان تم في زمان عمر تطهير أرض فلسطين من الشيطان وزمرته ، وجعل الفاروق علقمة بن حكيم على نصف فلسطين وأسكنه الرملة ، وجعل علقمة بن مجزز على نصفها الآخر وأسكنه ايلياء . وقامت دولة فلسطين ترفرف فوق ربوعها رايات الاسلام وتعمر فيوضات الانسانية العلاقات بين الناس ، وتغني نسائم الحياة العدل والحرية .
وكانت الحرية السياسية ميزة أساسية يمتاز بها نظام الحكم ، وكانت الحرية الاجتماعية تأصيلا حقيقيا ومباشرا للممارسات الاسلامية لأبناء فلسطين .. واليوم وفي هذا الزمان الأغبر نجد الشيطان يتساءل كيف ومتى كان للعرب وللمسلمين دولة في فلسطين . ولا يجب أن ننسى حنظلة وهو يقول : ( أنا حنظلة من مخيم عين الحلوة أبي من فلسطين .. وعد شرف أن أظل مخلصا لقضيتي وفيا لها ) ، فأبواب عين الحلوة وشوارعها وبيوتها ، تحكي لك كلها ملحمة الخلود ، ملحمة البطولة والاستشهاد ، التي قادها الشيخ الحاج ابراهيم امام مسجد عين الحلوة ..وفي زمن كان فيه الفلسطينيون يجتاحون الاجتياح الاسرائيلي للبنان ، وكانت معارك المقاومة الفلسطينية في عين الحلوة ضارية ، وكان الشيخ ابراهيم نموذجا جهاديا أصيلا ومتألقا للقائد الذي يعرف الحق والحقيقة ولا يساوم ، ويرتضي الجنة يدخلها من باب الاستشهاد ، ولا يرتضي لأطفال فلسطين في عين الحلوة الا المقاومة حتى الرمق الأخير من الحياة ليكون اللقاء في الجنة .
وليتحطم صلف العدوان على الانسانية ، ولتنغرس عين الحلوة وبطولاتها في أعماق الفقراء والمحرومين من أبناء فلسطين ، ولتتوحد الآلام والدماء الزكية الطاهرة التي سالت من جراحات فلسطينية في كل بقاع العالم لتتصاعد كلها بابن فلسطين نحو الثورة على الظلم .
وتعود تلك الدماء تعانق دماء الأحرار من أبناء فلسطين في شوارع المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية في الضفة والقطاع . فسيل الدم قد طوى الخوف ودمره وحقق للانسان الفلسطيني ارتقاءه روحيا في ذاته كان له كنزا لا يفنى وقوة دافعة جعلته ينتفض كما الآساد الضواري ليدخل حربا شعبية ضارية ضد الاحتلال الصهيوني ..وكلما دخل شهيد الجنة زادت دماؤه العزم مضاء والايمان رسوخا وفعل المقاومة طاقة يبذلها الأحرار في الاصرار على تحقيق الاستقلال الوطني ، فهكذا زادت مواكب الشهداء شعلة الحرية ضياء ، فاذكروهم جميعا ، اذكروا أبا جهاد وأبا اياد ويحيى عياش ، ....، فكلهم في جملة الاصرار على الحرية التي صدح بها سيد الشهداء ياسر عرفات وهو منتصب القامة على تراب فلسطين وعيناه تنبسط صوب القدس ، وهو يهتف بالجموع الشعبية " على القدس رايحين شهداء بالملايين " .
وليس عجبا أن يكون هناك من الناس من يدافع عن حريته وانسانيته ، ولكن العجب كل العجب والغرابة كل الغرابة أن يكون هناك حيوان مفترس في شكل ابن آدم يمارس العدوان على الآخرين ويزعم لنفسه وأمام الناس أنه من بني الانسان .
ولا تقل لي بأن هناك أكثر بشاعة من الاستعمار الاستيطاني ، وذلك لأن هذا الاحتلال يستهدف فرض السيادة على الأرض واستلاب الانسان جهده وحياته ، كأنما قوانين الوحوش في الغاب هي دستوره خلال تعامله مع الآخرين ، فلا عرف التاريخ بشاعة بمثل بشاعة هذا النوع من الاحتلال ، ولا ألد عداء للانسانية من الاحتلال عدو الحرية ، فاذا كان الاحتلال ، انتفت الحريات كلها وأصبحت الانسانية معذبة مهددة بالزوال ، فاذا قامت ارادة الانسان بدور الوفاء للانسانية فلا أقل من الحجارة ترمي بها أعداء الحرية وأعداء الانسانية ، وأعداء الحياة العزيزة الكريمة .

الخفاش الابيض
28-07-2009, 00:33
اخي محمد يوسف انا وهناك الملايين يحزنون لألم فلسطين،ولكن انا هنا سأحكي مافي قلبي...كلما ذكر فلسطين احس بالحزن وبأني اعيش في ضعف،كلما رايت برامج وثائقي عن فلسطين الحبيبة،ابكي وتدمع عيني.ولهذا اذا اردت رؤية برنامج عن فلسطين اكون لوحدي...وفلسطين ستعود ان شاء الله لكن اذا غابت شمس حياتي ولم ارى فسأشعر بالحزن.........اللهم احفظ اهل فلسطين واحميهم وتقبل شهدائهم في عليين

محمد يوسف جبارين
05-08-2009, 02:44
محمود درويش .. وسقطت قربك فالتقطني ...

بقلم: محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين

استعاره الفجر للعزة أجنحة يحلق بها ، فأبقى القصيدة نهر حب ، يتدفق في عروق الوطن بأعز وفاء ، واستراح له الكلم يرسم به أجمل وقع للألحان في نفوس الشرفاء ، فبدا مثل مهرجان الشمس ساعة شروقها، يكتب على الليل فرارا من عند أقدام الضياء ، وتدفق سيرة حب وعطرا يسكبه، يروي نبات الحرية ، ليعلو الغناء أعلى فأعلى في ابداع صناعة النهار .. الوطن قصيدة حب ، أجاد رسمها ، وما كان لغيره أن يبزه في رسهما . هو الوطن والوطن يجري في دمائه ، وفي عقله وشعوره ورسمه ، هو الرسم والرسام والنغم والناي وشدو العصفور على فنن ، يتمايل بنسائم حرية تتهادى في وقعها ، كما الآمال والأحلام، في عشق الأحرار لحرية الأوطان ، هو محمود ، فكل يحمده حمدا يفيض بحب الحامد ، لحرية وطن تغنى به وشدى محمود، كما الطير محلقا بحرية في فضاء حياة ، هي الحلم الراسخ في العائد بحب ، الى حب لينمو بحب هو الحب الخالد الباقي في الأزمان ... فكيف لا تذرف القصيدة دمعا ، وقد ودعنا محمود ، وكيف لا ينشج صدر الوطن حزنا ، وكيف لا تغدو عيناك يا ابن الحرية في فصل شتاء .
أتراه الفجر يطل علينا هكذا ، من دون أن نكون له الكبد والسناء .
فما مات من تحلى النهار بوفائه ، وأعاد لوقع الخطى ، كبرياء الكرامة ، في أعز عطاء .
ولا فارق القلب قلبا ثوى اليه في أجمل رسم عرفته ذاكرة الوفاء .
ولا خفق القلب بغير ما فيه من دم ، ولا رفت أعصاب حرية ، الا بما مدها القلب من دماء .
فهذه نسائم الحرية استعارت ألحانها من كلماته ، وهذه ديمومية البذل تتدفق بسيرته من بناء الى بناء . هي الأحزان جاءت ، أقبلت وتربعت على ضفاف الآلام ، وقد ارتفع صوتها في كل دروبنا ، من كثرة ما ينزف منها من الدماء . ، وقد شاءوا ، أن تكون لنا ، الانطواء والعماء والغباء ..تعمى بها البصائر وتتغابى ، فلا ترى الآفاق ، ولا ما بها من سناء .. وأطل من قلب الجراح قلب بالغناء ، يوقد فينا جذوة الأمل وعزيمة الصبر ، ووهج الحرية في الكفاح ، وارتفع محمود بالقصيد ماجدا ، يومض له المجد ألحانا يسكبها على جنبات الأمل أصدق وفاء في أغنيات شرابها حرية ، عذوبة الماء القراح ، على شفاه تشققت من شدة جوعها ، الى حبات ليمون تستنبتها في بيارة ليمون وبرتقال ، على شاطى هناك غادره القلب مجروحا، وظل الشوق يغني به دورة الحق الذي لن يضيع مع تعاقب الأجيال .. عائدون بالقصيدة لنكتبها قصة حضارة كانت وتكون .. نعبر جسر العودة بملء المعنى في عودة الأطيار الى أعشاشها ، ونكتب حكايتنا ، كنا هنا ، والى هنا نحن نعود ، الى هنا ، الى هنا، ليس لنا غير هنا أن نكون ، أصاب أشجارنا صيب ، وها نحن تجددنا ، عدنا ، برغم كل صيب جاء يمزق في الأشجار ، لكي لا تبقى وتدوم . بقاء عانق الخلود ، فلا تسأل كيف يديم الخلود في بقاء، مجدا يتجدد فلا يزول ، كنا هنا وعدنا الى هنا .. وأما هم فقد عبروا ، بعنفوان القصيدة عبروا ، رقصوا على جراحنا ، ومروا . العابرون سواد ليل يمر ويزيله نهار قصيدة تطل بكل عنفوان الاصرار على تجديد الوجود .. ايه يا محمود يا كلمة الوطن ينطقها بكل كبرياء العزيمة التي لا تبور ..هي الكلمات وطن الوطن ينطق بالوطن، بأن العودة آمال تسيل على جنباتها الآلام والدماء ، فرسم الحكاية بعز يكتب قصيدة شوق ملتزم ببذل، يعيد كتابة السيرة الأولى للمكان والانسان ، في جدلية صراع ..لا مفر كان وكائن وآت .. فعند الآفاق آمال ، سناها يبرق لكل ذكاء في قلب ، يريد حياة الحرية في الحياة ، ويقيم في صدره للآمال عشا به حياة عطشى الى وطن حر يطل عليه الربيع ، في أبهى رداء. . تذيب الأحزان كل حر في صدقها ، وذلك لكي تقوى يد الحرية به ، فتشق به نهر الحياة .
فما هاج حب الأوطان في حنايا نفس ، الا وارتقى بها الى أعلى فأعلى في أرفع وأسمى ارتقاء ، هو محمود درويش فينا ، قصيدة حب العطاء والفداء ، هو الصدق في الأغنيات ، هو الوطن في أنشودة الحياة ، هو الصحيح فينا ، هو كينونة حق في كوامن وجودنا النازع بنا أبدا، الى تنقية النهار من كل ما ألم به ، من شوائب تثقل علينا في هذا الزمان ، هو نحن الآتون من أعماق واجب ينادي عليه محمود في شعره ، بكل بديع القول الذي لا يرقى اليه نداء ، هو القادم الذي نريد أن نكونه ، هو القصيدة التي علينا أن نكتبها بكلماته التي أبقاها لنا مسار حياة ، هو الحي الذي نلقاه أبدا في عطر الكلمات ، ساعة البذل في استخراج الأمل ورفع بنيانه، في فعل يسكب القصيدة وقودا يتلألأ بها وجه النهار . فهل نبكي محمود أم نبكي أنفسنا ، فلم يزل بوقع خطاه ماثلا أمامنا، بين أعيننا ، لم تنزل قصيدة من بين رموش قلب عاشق للألحان ، فلم يزل وقع القصيدة يلح هيا الى حقك في الحياة أيها الأنسان ، فهو الدليل الذي لم يزل دوره فينا ، بديعا في أدائه الدور ، الذي يهتف هيا الى وطن ينادي عليك .. هيا قم فلبي النداء .. فلا غير زغرودة ملؤها الحب الذي مشى في قصيدته حياة لم تزل واجبا أن تقام على ضفاف شوق يجوب شعره دفعا لأبناء شعبه الى الأمام ، نخيلا في وجه رياح تمر ..عابرة .. تعبر عبورا مؤلما ..لكنها تمر .. تلوي عنق سيرها صلابة شموخ النخيل المتحرك بكبرياء وعي بحق، في قصيدته ، فلا تدع دموع الوطن على قصيدة الوطن تأخذ من وطن القصيدة كل ماء وارادة ، ولا تترك البكاء يبعث فيك الجفاف ، فقصيدته لم تزل منهجا ، ومن حق الوطن على عاشق الوطن أن يكون اليها الوفاء ، فهي الحرية للمكان ، والحرية للانسان ، هي اعادة خلق وبناء ، هي الواجب الذي تغسله دموع الوفاء حين الوفاء .
فما مات من أبقى القصيدة حياة تنمو بها الحرية في ضلوع شعب، ماء وجوده عزة واباء ، ولا غاب عن الحرية من كان على موعد معها ، كل صباح .. هو يسري في وعي كل حر ، فكيف تراه غاب ، وهو الحاضر في ضياء القول وفي اشراقة فعل الحرية على الديار .. وهو انشودة الحرية للبر والبحر والماء والهواء ، هو في ذاكرة الأرض عائد الى بيارة برتقال .. الى أصص الورد في شرفات يكلله الندى ، تاج حرية وفخار ، وغدا نتلو قصيدته عند شاطىء ليس بعده غير الغناء ، فقصيدته شراب العشق لحياة في وطن طال شوقه الى النهار ...

astrosameh@Gmail.com

محمد يوسف جبارين
05-08-2009, 02:56
شفاء

بقلم : محمد يوسف جبارين( ابوسامح )..أم الفحم ..فلسطين


شفاء سنديانة شبت في نضال وأروت ببذلها المكان نضالا . تعافت كلما بذلت جهدها، وغنت عتابا كلما زادها النضال شقاء. شربت الآمال من عيون نضال، وسكبت منها في المكان ألحانا. قالت ويدها تنزف دما ، لا كانت شفاء، ان لم تكن نضالا، ولا كان الدم ذا قيمة، اذا لم يكن للأوطان أسوار.
تلك الطائرة جاءت تقتلنها ، فهل نبوس على يديها شكرانا ، وهذه دبابات جاءت تحصدنا، فهل نرقص لها، ونغني عتابا، وهذه جرافات تمزق زرعنا، أفنبسط رموشنا لها بساطا، وهناك الأعراب والغفلة والتلفاز، والذبح فينا أشكالا وألوانا ، يفصفصون كل حكاية وقافية ، ويمرون على ذبحنا لماما .يتمرمرون وما بهم من نخوة، ولا كأن الشهامة ذاقت لهم دماء، كأن الدم العربي، لم يكن سعدا، ولا معاوية، ولا معتصما ولا ناصرا عربا . يمرون على موت أطفالنا كل يوم، وكأن الموت لن يطال منهم أحدا.
لقد قعد الموت للعرب في مفاصلهم، ولا ليقرأ السلام عليهم صبحا ومساءً، ولا ليترك ربيعا لهم في أرضهم ، لا ، فلا غير الخرائب مراتع وملاعب .
ذلك الموت ما جاء بغير ما به ، فلا سلامة لحمامة تقول سلاما .فاذا رفرف الحمام بجناحيه سلاما، تصيدته النار ومزقته أشلاء.. يا باحثا عن سلام الشجعان ابحث عن الشجاعة ، قبل أن تقول سلاما ، واحرص على نفسك من غدر، فبين حروف السلام ناب تنفث سما زعافا.
ما حط الجراد في زرع، كي يقيم مع الزرع سلاما، ولا القنابل حين تمزق بيتا تريد له بعد خرابه بناء، ولا الصواريخ وهي تمزق قلوبا تريد لها غير القبور مكانا، ولا الجرافة وهي تحصد الأشجار بأسنانها تريد لها بعد اليبس أن تعود طعاما.
ولا من أشبع رغيف الخبز رصاصا، يضيف اليه سمسما ونعناعا ، ولا من أرغم النساء أن يلدن على الحاجز يريد لهن غير المذلة وساما .ولا من استوطن أرضا بعد تشريده أهلها، يريد لهم أن يعودوا لها سكانا.
تمزقت قنينة الحليب ، وامتلأ فم الطفل بعد الحليب ترابا، وأسموا الطفل ارهابيا، والقنينة ارهابية، وشرب الحليب ارهابا . وزرعوا من الرصاصات عشرين في صدر ايمان ، وأسموا حقيبة المدرسة حزاما ناسفا ، ومشي الطفلة الى المدرسة ارهابا.
سل عن شفاء ، تجدها في مفاصل التاريخ عزا وكرامة ، تجيد رسم التاريخ ، وتعرف كيف من الجفاف تصنع ماء ، ومن الجوع خبزا ، ومن الحصار صلابة تئد به الحصار.
وتعرف كيف بدمها تخيط نضالا ، وكيف بأحزانها تؤثث للواقع آمالا، تشرب الحزن ويهيج الفكر به، ثم تسكبه في الارادة وقدا وهاجا ، كفرقد طارق ثاقب يطرق طريقه في الظلام ويصل أيان شاء.
شفاء ما رف لها جفن من وجل ، ولا ناخت لأحزان .. في مآقيها السواقي ، ومواقد نار وبين الشفتين آهات تحدث بما في الصدر من غليان، وثابة النخوة تباريها دمعتها الى جرح والهمة تسبقها الى وفاء . كلما نزف لها جرح ، وقعد اليأس عند الأقدام ، تقيم للأمل عرسا ، وتغني عتابا ومواويل . وعند ذكرها كل شهيد ، فكأن الجرح واليأس جاءا يزرعا آمالا فهي ساقية الأمل، ترى وهي مثقلة بالقيود امكان فعل محفوف بمخاطر ، يبذر أملا مطوقا بأغلال، ولا تنثني عن أن في الشدائد وعيا وحكمة ، بهما يعرف الضعيف منابت قوته ، وكيف يقيم موقفا وقوة، يقلق لهما الأقوياء . وتحس بأنها فاصلة في التاريخ ، فما تفعله الآن يؤثر في مقدرة الأبناء غدا ، ففكرها منصب على اشتقاق قواعد الزمان القادم ، فعندها مسؤولية تاريخية ، فلا محل للتلقائية.. فما كان، يكون الآن، وما هو كائن يكون غدا، هو بعينه ركود، واضافة تتجدد في تضييع ما تبقى حتى الآن ، ففي قناعاتها بأنها ابنة أمة ، هي خير أمة أخرجت للناس ، لكنها تنظر في مئات السنين ، فترى بأن الحكم لم يتجاوز حكم العائلات ، وبأن الأمية التي جرت قرونا من الزمان ، استقرت على ما هيىء للأقوياء ، أن يأتوا ويسلبوا هذه الأمة ، كل خير وكل شرف ويدوسوا على كل كرامة.
انها ترى الشقاء الذي تشقى ، نتاج تاريخ .. من فراغ في علوم الطبيعة ، وفراغ في القوة ، ما جعل الضعف خصوصية هذه المنطقة ، في مقابل قوة لا تقيم احتراما ، ولا قيمة ولا وزنا لهذه الأمة ، فتعبث بها وكأنها مائدة طعام ، فهكذا هي شفاء فكر من نضال يجوب الزمان والأحداث ، تفتش في الأسباب وتعزو الحدث الى أسبابه وتفهم ، لا تترك نأمة ولا همسة الا وتكورها ، وتنقب فيها ، تتأمل كل شيء ، وتشرب من أحزانه ، فحزن الحدث، بعض انتماء وفهم.
وعند كل خراب ينزل في الديار، تغمغم، أواه منك يا زمان، أصبحت اللبؤة فيه بلا أنياب، وحين تكون في موكب شهيد أو في المقبرة تجمجم أواه منك يا ضعف ، فأنت فرصة القاتل الى قتلي؟ فأحداث المكان ملء وعيها، فانتماؤها جعلها خلاصة الحال. فحال المكان في حالها، وحالها في حاله، فهيبتها هيبته، ولغتها لغته، فأي تحول يحل في الحال ، يحل في تعابيرها فهي مرآة حاله.
فأمطار الدماء التي هطلت من شرايين الأكباد ، اشعلت الحريق في أحشائها، ومشت رعدا في فرائصها، وتكلمت عن نفسها بتعابير وجهها، وبوقع خطاها، وبتهدج صوتها ، حين تكلمها وقد احمر بياض عينيها، وجفف الحزن الماء من شفتيها، فبدتا كسربين من قبور لما شاع بهما من شقوق، فكل شق باسط ذراعيه سائلا عن نضال.
وكذلك شفاه المكان ، فعليها الوجع ينطق بأن نضال استخلاص شفاء بنفي وجع ، فجملة النضال استنبات جملة الشفاء بنفي جملة الوجع.
واذا المكان ينزف، ورموش الكرامة دامعة، ونبضات العزة متيقظة، فشفاء ماطرة بالكرامة والدموع ، فسرعان ما يجلو البكاء يعاينه ويفصح عنها، بايماءات تعبيرية بارعة الدلالة، فهو بكاء مستنير ومتمرد، وبه انارة لسير تاريخ ، فهو يؤثث لمنهج يمشي عليه نضال الى شفاء، فثمة ثورة تتكلم باسمها دمعة ، أي أن دموع شفاء حين تتكلم، فكلامها جمال مستغرف من جمال بكاء راشد، يرشد الارادة الى نضال، وكأن دمعتها رسالة حرة مخطوطة بدماء ثورة ، فهي تستسقي الأمل وتسقيه ، تؤمل وهي حزينة ، وتبطن عاصفة اذا عضها جرح، وتحس الجرح، وتقرأ في حسها، وتقول: لو أن اسباب الجرح تعود الى الغريب لناديت يا عروبة، ذاك الغريب ينال مني لكن العروبة في سبات، وعلى رؤوسها غربان، تملأ كرسيها من أنفاس الغريب، فالى زنودي اشدد ركاب عقلي، فهي عضلات جلدي وأسواري، وبها يستيقظ النيام من نومهم، ويخرج الغافل من النعاس .
وتدور بعينيها في المكان، وتقول في نفسها، أما عرف العرب بأن التراب وديعة الاستمرار في الأرض؟! ، ثم تحدق في الحجارة اذ تراها شاخصة اليها، فتقرأ في وجومها حزنا يكلم حزنها ، وتملأ رئتيها من الهواء، فتحسه يكلمها، فتعرف بأن به زعلاً على من ماتوا، وكانوا يمدونه بقيمته، وتفهم بأنه يتمنى لو أن به اختيارًا، فما كان يدع غرباء يركبونه ليتصيدوا أبناء المكان، واذ هي على هذا الحال، تتنبه الى نداء من كل جماد ونبات يودع في وعيها، بأنه مخلوق لها ، فهو جمالها الذي عليها أن تحرسه بجمال أفعالها.
ويتداخل النداء، بنداء آخر تفوح منه رائحة عطر ، تنم على عبق الشهداء ، وتتذكر شفاء الذين ثووا الى داخل التراب، وتفطن لأول مرة بأن القبر قلب الحياة ، فهو النابض بها، ولولاه لكانت الحياة بشكل آخر، غير هذا الذي تعرفه الآن. فالقبر اذا هو حضن دافىء يغرب كابوس الاحتلال، ويتنفس المكان أنفاس العافية، التي غابت عنه منذ بدء الاحتلال.
وها هي القبور حركة وعي ، في داخل حرية متحركة في حياة المكان. وحركة الوعي هذه مضافة في تفكيك أغلال الحياة ، فالمقبرة جذور الحياة النابتة في البقاء، والناطقة بأن الشهداء أقوى الأعمدة لبيوت الكرامة في الحياة.
ولأن الحياة بعمق هذا الرحم في البقاء، ولأن الديمومة بكرامة في المكان، لها عقل وقلب ورحم مثل شفاء. ولأن الأحبة، وهم في قبورهم، لهم دورهم في اذكاء شعلة الحرية في الحياة . فلقد هجمت الصواريخ على كل ما له صلة بشفاء، ونزلت على الأحياء والأموات، وأنذرت من في القبور كوارث، اذا هم لم يخرجوا من الحياة .
ونزلت على الأسماء، أجساما كانت لها أو كانت بلا أجسام ، حسبوا بأنه بالقتل يكون فكاكهم من دوامة الأمن ، وما زادوها باراقة الدماء الا تأزما واستغلاقا ، فالحياة بها مناعة، ولا أشد منها قسوة على من سعوا بها خرابا ودمارا.
كان المكان ملاعب، دافئا قبل أن تجوسه أقدام الخراب، كان الضرع الذي شربت منه شفاء، قبل أن تغدو هادرة جائعة عطشى الى استعادة المكان كما كان.
تذوق الموت ، وفقط أن يعود . تجترع المصائب كلها وتستحلبها لبنات تعيد بها البناء.
وهذا كلامها، وسط الدمار، عندما كانت تنظر مشاهد الخيام التي كانت تمزقها من زمان.
لا عرب نأمن بهم على حياتنا، ولا القنابل تتوقف عن نزولها فوق رؤوسنا ولا مساكن نسكنها، ولا غطاء نتغطى به، ولا خبز نأكله، ولا ماء نشربه.. أخربوا بيوتنا على من كان فيها.. وخرجنا من تحت الأنقاض ، فبعضنا يتنفس الهواء، وبعضنا الآخر واريناهم التراب.. وهذه قنينة حليب، هناك انظروا اليها استمعوا لها فانها تسأل عن الطفلة التي كانت ترضع منها.. هل تعرفون أين الطفلة الآن ، انها تحت التراب ولم تكن وحدها.. أحرقوا قلوبنا.... وهذا نحن وهذا حالنا ، ورعاة القبائل العربية ، يشربون قهوة في داخل دبابة أمريكية في العراق. وهذا أنا شفاء الرحم التي سوف تملأ الأرض صبيانا وبنات. أنا من صنعت التاريخ وجعلت التتار فقاقيع صابون يمتصها الهواء. أنا شفاء الضعف ، أعرف بأن أسرار القوة كامنة في الحجر ، فبها يجف كل حزن ، ويشفى كل جرح في كرامة أمتي ، وتعود أسراب الطير بعد تشريدها لتعانق ترابا، في عناقه يكون شفاؤها من فراق أليم جاوز النصف قرن.

محمد يوسف جبارين
05-08-2009, 03:38
فاطمة

بقلم: محمد يوسف جبارين (ابوسامح) ..أم الفحم..فلسطين

سيدة المكان وجوهرة الزمان ، مكدودة بآلامها ، مغرورقة الدموع ، لم تعد تعرف الابتسامة ، ذهبت الابتسامة ، مع من ذهبوا ، اخترقهم الرصاص ، فغامت الأجواء من حولها ، وتكدرت ظروفها ، بعد أن كانت تضاء بابتسامتها ، بعذوبة ألفاظها ، برقة تعابيرها ، ولطف ودادها ، وسخاء عطائها .
لم تعد فاطمة المرأة التي كانت ، فهي ألآن ملتفة برداء أحزانها ، تعتصرها جراحاتها ، لقد زلزلت ظروف الصراع بها زلزالها ، مأساة جامحة حلت بالمكان ، فهي الآن كتلة من نار تتفلت لهبا ، لا كلمات ترسم سخونة أعصابها وأفكارها ، فالحي الذي تسكنه ، قد أتت عليه الجرافات ، بعد أن أتت على الحياة فيه الطائرات والدبابات ، وأصبح المكان قفرا ، فبيوته تكومت كتلال من بقايا فظاعة من أخرب المكان ، وعلى فداحة الخطب الذي ترتب على المعركة الضارية ، التي فرضها الاحتلال على أهل المكان .
ذهب الأحبة وبقيت فاطمة ..ذهبوا ، ولم يعد المكان كما كان ، أصبح ألآن مقبرة كبرى ..ملآى بالدماء ، وشاهدا على صلابة ، لم تعهدها أساطير من نسج الخيال .
فدبابة تهاجم زندا ، وطائرة تطارد طفلا ، ومدفع يقصف ثديا ، والبقاء في المكان، كيفما دار ولف الزمان ، معادلة اللاجىء ، الذي تعلم الدرس من زمان .. أموت واقفا مناضلا عن نفسي وترابي ، ويكون قبري تحت أقدامي ، ولا أصبح لاجئا مرة أخرى .
يتمزق الحر في مكانه ، ولا تتزحزح أقدامه الى خارج المكان . المكان مكانه ، والمغادرة تعني الموافقة بأن يقوم غيره بأحتلال المكان . لم يعد يمكنه الحر بأن يكون خارج المكان . المكان مكانه ، وليس له سواه ، فهو في مكانه باق ، فمكانه له ، حتى ولو بقي فيه ، تحت التراب .
لن تتكرر مشاهد خيام ، تحدق بعيونها من خارج المكان ، في خلال أسلاك شائكة تفصلها عن المكان ، فالى داخل المكان ، الى داخل الزمان .
ما كان قد كان . لو سألت ما كان ، عما كان ، لكان قال ، بأنه ما كان يريد أن يكون ، على ما كان عليه . والكائن الآن ، يكون في المكان ، مهما كان ، ولا يترك لما هو كائن ، أو يكون ، أمكانا ، يكون به خارج المكان . أكون قضيتي ، فقضيتي تكون . أكون شعبي ، فشعبي يكون . أكون وطني ، فوطني يكون . بلا كينونة ، لا كائن يكون . كينونتي حريتي ، أكونها فحريتي تكون .
النفس معبأة ، بمرارة الزحزحة ، من المكان . لن تتزحزح قدم من المكان . الصمود حق مجسد في حركة واجب ، ينبىء عن بداية زمن ، يشق به صاحب الحق دربه ، الى حقه ، حتى يقبض بأنامل قلبه على حقه .
الاحتلال نار تحرق الحاضر ، وتنذر بأن الرماد ما يتبقى من جنون النار ، فأو تنطفىء النار ، أو الرماد .
عندما يضيع العقل يكون الجنون . لا يفهم الجنون سوى الجنون . فاذا كان الجنون هو الحال ، الذي أوقف به الجنون ، أكون مجنونا ، وأخمد بجنوني نار الجنون .
الاحتلال معناه ، اشتعال جهنم في أنفاس الحاضر ، فبقاء الاحتلال يعني قطع زمن الحاضر ، فلا مستقبل ، فخروج جهنم من الحاضر ، ضرورة حاضر ، لكي يكون له غده ، ويكون له مستقبل . حب الوطن ، يعني أن تعيد أنتاج الوطن . الوطنية صياغة للواقع من جديد .. تجديد يعاد به التراب ، ليغدو ظروف حياة ، طعاما ، ماء ، هواء ، مكانا ، كرامة ، عزة ، شموخا ، زمانا لأبناء الوطن .
فكرامة المواطن ، من كرامة الوطن ، ومن لا كرامة له ، لا قلب له على وطن ، ولا وطن له يذيبه في حب الوطن ، فحيث الحب تكون الكرامة . الحب كرامة ، والكرامة حب ، ولا وطن في نفس خلت من حب وكرامة .
بهكذا تحديد ، تحدد فاطمة ، حقيقة من أحبتهم ، وغادروها أشلاء ، كانوا وحدهم ، صاغوا مشهدا أسطوريا .. لحم في وجه جهنم ، حاضر يحترق لينير وجه المستقبل ، شموع ذابت في انتاج نور يقيم قواعد المستقبل ، برهنوا على أن ما كان أيام زمان ، لم يعد ممكنا له أن يكون ، أسقطوا منطق الصمت ، فجعوا النذالة في تبعيتها ، أبدعوا حروفا لمنطق جديد ، أخبروا الذين سقطوا الى أعلى ، بأن سقوطهم الى أسفل ، قد أصبح وشيكا .
ومن بين نار الفجيعة ، بين رموشها ، تعرف فاطمة ، كيف تحدد طريق الكرامة ، وكيف تلمز ، من ناموا ملء جفونهم عن محاصرة الكرامة . للحب كرامة ، لا تفسح مجالا لأي نوع من احترام ، لمن لا يعرف للدم والتراب كرامة .
وتتناول فاطمة ، بقبضة يدها حفنة من تراب ، وتعتدل في مجلسها ، وتبسط يدها أمامها ، وتقول وحبات التراب تتخلل أناملها ، وامارات وجهها قد أزدادت حدة ، والشرر ينفلت من عينيها ، هذا ترابنا ، هذا نحن ، هذا دمنا ، هذه هي الكرامة ، وتنطق أسماء من ذهبوا فردا فردا ، وهي مشدودة الأعصاب وتبكي ، لا تكف دموعها عن الحفر في خدودها .. كثيرون قد ذهبوا ، ولكن كل حبة تراب شاهدة ، على أنها وجدت قطرة دم تحفظ لها كرامتها .
في هذه المعركة ، قد تم أنتاج الوطن من جديد ، الدماء رسمت وجربت الجديد ، فيا ليت أن المتفرجين كانوا من قرب يتفرجون ، ليروا بسالة الأسماء .
تدقق فاطمة ، في تفاصيل الانتماء ، وارتباطه بالصراع ، تريد أن ترى الطريق ، وقد امتدت بالوسائل الى الآمال ، التي شاغلت صدور الشهداء ، لقد أدركت من فيض الجراحات بين أقطارها ، بأن من لا يجيد صنعة التاريخ ، ليس له ، أن يدهش لماذا يجد نفسه ، في ذيل هامش من هوامش التاريخ .
فرغما عن المأساة ، التي حلت بها ، بقيت فاطمة ثابتة الفكر، مثل نجم يتلألأ وسط الظلام ، لم تفقد رشدها ، ولا أطرقت برأسها اطراقة غافلة ، ولا مزقت شعرها ، من قلة نار في صدرها ، ولا لطمت على خدودها براحتيها ، من قلة سخونة في أوجاعها ، ولا قدت ثوبها ، ونثرت التراب ، الى أعلى رأسها ، من قلة أحبة ، رأت أجسامهم معفرة بالدماء ، فآلامها تضيق بها ، وتعتصرها ، كأنما لحمها يتقلى على نار بركان ، تجوب حرارته أرجاءها ، فدموعها سخونة موقف ، والحاح ضرورة ، على نشدان الآمال .. حسرات بنت وطن ، لم يبق من أسرتها سواها ، لتبكي ويتقطع فؤادها كمدا وشوقا ، الى يوم ترى فيه حمامة السلام تحلق فوق قبور ، استودعت في كل واحد منها قلبها ..
ابكي يا فاطمة ، فالأحباب ، اذ ذهبوا ، قد زادوا الكرامة حبا في المكان.
وحدنا.. يا فاطمة طرف في الصراع ..تركونا وحدنا ، لقد استثقلوا أعباء الانتماء ، فاصطادوا أنفسهم في مصيدة النذالة ، التي لا تذر لحبيسها ، أي عقل يوزعه على موجبات الانتماء .. النذل لا أحد أختار له ، أن يكون بين الأنذال ، فما أخزى امرىء ، من مثل أختياره ، أن يكون للنذالة أمعاء لا تنام .
فأنت عطر الكرامة ، في صحراء ، أسلمت رمالها أمرها للرياح ، فهناك الذمم ، مثل البندورة ، في الأسواق ، تشرب من تبعية الفكر ، وتتنفس من هروب من الأنتماء ، قد أصبحوا يشتغلون في تليين مواقفنا ، أسترضاء لمن يذبحون حاضرنا بين أيدينا ، وتلميعا لقيمة لهم لدى الأميركان ، وأقاموا للكرامة نصبا تذكاريا ، وألزموا الناس ، بأن لا يقتربوا منها ، بأكثر من دمعة ، وأكليل من زهور ، تراجعوا مبدعين زمن انحطاط .. رجعيات ، محميات منقارها في لحوم شعوبها ، وقلبها وعقلها في رباط مع أرادة أجنبية ، فكيف ظننت ، يا فاطمة ، بأن تلمسي يوما شهامة معتصم ، في أرادات باعت الكرامة العربية .
فالبائعون كرامتهم في السراديب ، لن تتجاوز آمالهم آفاق السرداب .
فالذين أوكلوا مصيرهم لأجنبي ، فأمن حياتهم هو الغائب عن أرادتهم ، فحياتهم حلزونة ، ينهي بقاءها سيدهم ، متى يشاء ، والهاربون من النور ، ليس لهم غير الظلام يسكنون ، والذين لم تلفح النار وجوههم ، لا يعرفون قيمة الخبز الذي يأكلون ، والفاروون من الواقع الى الماضي ، كان الأجدى لهم ، أن يسكنوا الماضي ، الذي يسكنهم ، وبه وحده يرتضون .
الواقعيون هم صناع الواقع الذي عنه يبحثون ، بأدوات من واقعهم الذي اياه يعانون .
معاناة الجراحات ، وشدة الآلام ، صيحة نبل ، وبواعث حركة توليدية ، لاقالة الجراح والحؤول دون تكرارية الآلام . فلهب الدموع في الجفون ، وأوار النار ، في الصدور ، أنغام انشاء لارادة تنتشل العافية ، من أعماق الجراح ، فوعي الجرح أستدلال على أسباب وجوده ، وأنتباه ومعرفة بأسباب انتفائه ، وحاجة الى وعي الذات بقواها الدفينة وأستنهاضها في حركة ، تجمع أسباب الردع ، التي بها تنتفي الأسباب ، التي التقت على أنتاج الجرح ، وعلى ادامة ادمائه .. أنهضي من بين الدموع يا فاطمة ، فليس للزيتون غير ترابه ، وليس لزهر اللوز غير هوائه .
فالأحبة ما ذهبوا بعيدا في الزمان ، فهم في زمان الحلم ، الذي أورق بهم ، ويطل على المكان من بين أناته .
أنهضي الى وضوح الوميض ، في عينيك ، تجدين الحلم بين يديك ، ودمعة فرح تتواثب على جفنتيك ، من أعماق مأساتك .

متفائلة رغم ...!!!!
05-08-2009, 04:36
جزاكم الله خيرا
منتدى بالفعل رائع ومميز

ام الشباب
05-08-2009, 10:42
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شـكــ وبارك الله فيكم ـــرا لك ... لثقتكم الغالية وان شاء الله اكون عند حسن ظنكم بي
... لكم مني أجمل تحية .

بهجة العلوم
05-08-2009, 12:40
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

موفق بإذن الله ...

محمد يوسف جبارين
05-08-2009, 12:50
قلب

بقلم : محمد يوسف جبارين( ابوسامح).. أم الفحم ..فلسطين

قلب مفعم بالنور ، تنامت قواه ، تسامت وهاجت ، تدافعت وسط الأحزان ، على بحار من الأسى ، وتحت سحب تمطر هموما وشقاء .ضاجعه الهم الثقيل الكالح ، وكشر له عن أنيابه وجالسه ، فجالد الجفاف ، وما انقطع عنه الرجاء . عركته المرارة ، وعلمته كيف يحيل الضيق والمقاساة الى مكاسب انسانية ، استمرأ الصبر فصيرته المصابرة ، وسط حرارة المقلاة، تحت المطارق ، راسيا على مكنون صدره ، مثل الرواسي الجبال . يسره عسر الحال لرآفة أصارته صرخة منبثة من تحت ضلوع الفقراء . انبقرت له خبايا الدنيا ، واستمنحته بين جنبيه مكانا . داخلته الحقيقة ، فأنجبته ، اتخذت منه لها ضلعا ولسانا . مشى في بحر الأيام ، يزايل حلكة الليل عن كاهل النهار . يميس نبض فؤاده ، حياة في عروق البقاء . يداني الأمل الى أزاهير الحياة ، يتألفها على نور يضيء لها آفاقا . يملس بين القلوب املاسا ، يثري التأهب تنبها وانبعاثا ، يقول : أديل لنا لما كنا أنفسنا ، وكان لنا الحق منشأ ورباطا وأزوادا . تعالى الوفاء بالأفعال نابضا ، يثري الثرى نقاوة ، يمحو عنه قفرا بلقعا وأدرانا . نكون للصدق مرابضا ، ومن مضاء العزم السنان . فما فرح أبن أنثى بفجر ، الا اذا المحن والبلايا صقلته وأروته أنوارا . وما تهلل المجد بقلب في ساحة ، الا اذا منه سال الفجر أنهارا . وما دولة الا بنت أمل وارادة وطاقة ، اذا تلاقت ماجت الأرض أفراحا . ليس للطين في الطين حياة ، ان لم يكن الطين للطين زنادا . يا طين ، أنت نطاق فيه بركان حالم ، ان قام يقيم الدنيا وأقواما . صحوة اذا هي بك هدهدت ، شد الفجر اليك ركابا . انه فلب تخضل بالراية ، فسلخ من عمره الحياة ، وأعطاها لها أكنافا . احتوته واحتواها..كلما ضمها بين رموشه ، رفت نياط قلبه . حسها تودع في وليجة نفسه فجرا يشبه لؤلؤة تتخللها أشعة الشمس ، فتملأ بالنور اهابه . تسري بين خلجات نفسه ربيعا أخضر دافقا بشرا، وشروقا وحرارة ناعمة . ينشرح صدره وينسرح فكره . يتراءى له المستقبل صافيا يوسوس : تلك هي بشارة اللون الأبيض ، وما يلبث هنيهة حتى يتخطفه اللون الأسود .. سحب سوداء ، تسكب سموما على جلده ، تعتصر مرارة قطرانا في حلقه . يفور الرفض في أوداجه ، يحتل مزاجه . تشيع في ملامحه يقظة . تلتمع عيناه . تنشط موجات من السخط ، في بدنه . تعلو به على نفسه ، تنبهه بأنه أكبر من الظروف الموضوعية المحيطة به ، فهو حر بأن يحتمل أعباء موقفه حيالها ، انها على مخزون طاقتها السالبة ، وان شاءت تنغيصه وتركيعه وتنحيته عن موقفه ، فانه لا يأتمر بأمرها ، لأن موقفه ايجاب انتماء عنوانه الراية الى أعلى . تنبس شفتاه ، ان السالب ناقص ، عمى ، جهل وتيه حيرة ..ذبابة زرقاء ونفاية ..فكر لا يثمر ، وعمل سياسي أعمى ..أصفار زائدة ، مثل النعال البالية .. أصفار غارقة في نصفها السفلي . قنوات هضمية ، بلا قلب . قطط مسمنة . نفي النفاية نقاوة ونظافة ، طهارة ، سلامة ، نقاهة .
فكرة تجوب ذهنه ، تتقلب بين جنبيه ، يستلين الذوبان في نارها ..تستنهضه الفكرة من مكانه . يتماثل دماءه تجري في نهر خالد ، يشق سواد الليل بهديره ويرغي ويزبد . تمد الراية أكنافها ، يأخذها ، تأخذه ، ينفلت من مكانه ، ينبعث مليئا بالهمة ، في نقل خطاه ميلاد البر والنهر والبحر . في أنفاسه بشائر الفجر ، في مواجهته الأسود قاتما ، في عروقه الأحمر هائجا ، في وجدانه ، في انتظاره الأخضر باسما ، لارادته هما ونية وسائقا ، في أصلابه الأبيض دافقا زرعا زارعا زرعا زروعا أشجارا ، أطفالا ، بقاء في تراب العائدين يتدلى هناءة وشروقا ، يدندن ..أنا صيرورة الزمان والمكان والحق في ركاب الفجر ..أنا أرادة الديمومة في نبض الحياة .

محمد يوسف جبارين
05-08-2009, 12:51
ليلى


بقلم: محمد يوسف جبارين ( ابوسامح ) .. ام الفحم..فلسطين

ليلى دموع شعب يبكي ذاته ، التي باتت لحما مستباحا بأنياب جنون اللاوعي الذي أصاب بعض بنيه . تصيح يا قلب ، قد مزقتك بنادق ، كانت بالأمس مرفأ الأمان تلجأ اليها ، حين كنت تريد أن تغمض العين ، ومن شدة عناء تريد أن تستريح .
ما كانوا جند أحتلال ، وانما هم كانوا معك ، في مقاومة دبابات الاحتلال . حاصروك وأغرقوك بالنار وهدموا عليك بيتك . قتلوا أطفالك بقسوة حقد ، لم نشهد له أصلا ولا فصلا عندنا ، لكنها أشبه ما تكون بجرائم حزب الدعوة في بغداد. أيفعل البطل بمن كان بطلا سندا له ، وعلى أتم الاستعداد ، لأن يموت بدلا عنه ، ما تمناه دوما الاحتلال. هل السلطة تأخذ من البطل بطولته ، فيغدو من أجلها ناشطا في انتاج مشاهد لم تزل بين عينيه المشاهد التي شكلت مأساته .. تركوا الدبابات ، وقد كانوا في وجهها سدودا ، وجاؤوا بنار من سطوح المباني ، ومن تحتها ، ومن داخلها بعد احتلالها ، يريدون أن يقولوا لنا ، بأنهم أصبحوا بعينهم تلك الدبابات . كيف صلوا جماعة ، وكل واحد منهم يتفاخر بسفك دم ثائر من الثوار ، هل من سبيل الى معرفة قاتل ، وكيف أصبح الدفاع عن القاتل ماء وفاء.
أي أناس هؤلاء الذين يقتلون الناس ، واذا قال قائل بأنهم قتلوا ، أو وصف بالقلم ، بالفم ، تفصيلا ما فعلوا ، انهالوا عليه بالسباب .
كان آخر شيء يخطر على بال ليلى ، أن تجد نفسها وأسرتها ، في بيتها طعاما لنيران ، تطلقها جماعة ، من أبناء الوطن ، ممن كان أبوها على أختلاف معهم ، في كثير مما يتصل بسياسات ادارة الصراع ، كان يقول: هذا الوطن مثل البستان ، لا يزيده اختلاف أشجاره والورود فيه الا جمالا . لم ير بأن سما يتوارى بخضرة أعشاب ، وينتظر فرصته ليقتله . كان الأجدى له أن ينتظر في لبنان . يحلم هناك بالعودة.
كان الرصاص يغزو البيت من كل جانب . كانوا بالمئات ، وبكل جنون الرغبة في الذبح . لم تفلح نداءات أبي ولا أمي . مات أخوتي بشظايا قنابل ، وأمي حطت لها قذيفة في صدرها ، وأبي أجهزوا عليه بعد أن لاحظوا بأن به بعض رمق من حياة . لا أدري ماذا حصل لي .. في البدء حسبتهم المحتلين ، وسرعان ما عرفت ، فأصابني ذعر ، فأولئك سندي ، أبناء وطني . سقطت مغشيا علي ، وتبين فيما بعد أن أكثر من اصابة امتصت مني قدرتي ، على الحركة ، كنت أحوج ما أكون لها في ذلك الوقت . كانت ليلى تبكي بكاء ، لم يحصل أن رأيته في هيئة أحد من قبل . وقد أحسست ولأول مرة ، بأن صورة الوطن ، لم تعد هي التي كانت في سلامتها ، فمأساتها أخذتها الى مناطق من ليل بدأت تخشاها ، وتحس عميقا بأنها تشوه لها صورة وطن كان دوما يزهو لها . كانت دموعها تكوي مني كبدي ، تسيل ولسانها يشتعل فكرا، وهي تقول : أنا لا أبكي أهلي وحدهم ، بل أبكي حالنا ، فمشاهد الذبح هذه أراحت اسرائيل ، وأعطت ما تفعله ضدنا بعض مصداقية ، وأصبحنا أمام العالم بحال يستدر الاستخفاف والرثاء. كان حلم العودة يملك علينا حياتنا ، كان كل كلام أبي غزلا في تراب فلسطين ، حتى أن أمي قالت له مرة ، يا ليت أنك تحبني كما تحبها ، وكان يضحك ويقول : عندما نعود سوف نجعلها جنة ، ولما عدنا مع ياسر عرفات ، كان يقبل الأرض ويبكي . لم يكن يعرف بأن مصرعه سوف يكون بأيدي من بذل عمره من أجلهم . كان باديا بأن كل شيء بات يضج في داخل ليلى ، فثمة شيء ما من أبيها ، راح يصعد لها في داخلها ويعلو بها فوق أحزانها . سألتني وأنا معها في المقبرة ، هل تعرف لماذا أسمى أبي أختي شروق . كان يقول شروق تنزل الليل من كرسيه وتجلس النهار ، وكان يداعبها يا ربة النهار متى يزول الليل . فباشرتها بتساؤلات ، كان والدها يرددها ، أين هو الأمل الذي لم تتثاقل به الأنفاس . أين هو الحلم الذي لم تتفصده النار ، لتجعله أشلاء أشلاء . فطافت ببصرها في أرجاء المقبرة ، فكأنها تسلم على كل ساكن قبر فيها ، وتساءلت بأفصح وعي ، كيف يصح أن تكون حروف الثقافة والوعي أنيابا تنهش لحم المصير . كيف يمكن لحرية أن تطلق النار على حرية ، فاذا أطلقت النار ، فلا تكون هي ، فلا بد وأنها خلعت عنها معانيها ، ثم راحت ، وقد استحالت مفرغة ، من كونها حرية ، تطلق النار على معاني الحرية . فكيف اذا عادت من جنونها ، وأرادت أن تستعيد وجودها كحرية ، فهل حقا تكون حرية ، وماذا تفعل بذاكرة ذاتها ، التي تقول لها ، بأن على يديها دماء حرية. وماذا تفعل بازاء الذاكرة الجماعية التي تتحلق في سمائها مشاهد تنذر بالحذر . وهب بأنك شاهدت حرية تطلق النار على حرية ، فكيف تعرف بأنها حرية .. فمن تكون هي الحرية . هل تقول لنفسك بأن ما تراه صراعا على سلطة ، وبأنك أمام تراجع الحوار وتقدم النار . فثمة موقف يطلق مدافعه على آخر ، ليتراجع من أمامه ، فهذه عملية تركيع واخضاع ، وتأثيث لاستفراد واستبداد. فأين الشورى ، وأين هي الديمقراطية ، فالنار في حقيقتها تقصف الحوار ، وتقصف الديمقراطية . فكيف يتفاهم الناس بينهم . كيف يتفقون على طريق ، فاذا غاب الحوار ، فمن له رأي فليبتلعه ، أو قد تلتهمه النار ، فتزيد في مساحات المقابر ، بدلا من أن تزيد في مساحات العمران ، وتزيد في احتجاز مساحات من الأرض لسجون ومعتقلات ، بدلا عن مراكز الأبحاث والمصانع . فمن يذبح يمتلك .. يبدو بأن على عيد الأضحى ، أن يفتش عن العدل ، ويحاسب أناسا كثيرين ، فكل ما تعلموه منه ، أن يذبحوا ليأكلوا . فمن يذبح خروفا يسهل عليه أكله ، ومن يذبح ليطغى ، يقهر ويستبد ، ومن يذبح شعبا يسهل عليه استيطان جغرافيته ، فالذبح آلية استفراد وسيطرة ، وليست بحال آلية شورى أو ديمقراطية.
وأخذت من ليلى كلامها ، فهي على ماعرفته عنها، نبات الحرية في بلادي ، واستتبعته باضافة ، بعد أن لاحظت بأن مأساتها هيأت لها تراب الفكرة التي تستنبتها ، وقلت : فأول ما تستوطنه النار الكلمات ، ثم تتحرك بها البنادق ، ويجب أن ننتبه الى أن الثقافات تنشيء الجماعات ، وشيء رائع أن ينتظم المجتمع ، ولأمر طبيعي أن يأخذ الصراع الاجتماعي مجراه ، فيضج المجتمع بالحوار، ويتنامى الوعي الصحيح ، ولكن الخطر يأتي من ثقافة يتشكل بها وعي جماعة ، فكل من ليس معها فهو عدوها ، وليس فقط مختلفا معها وبينه وبينها حوار ، وتنزع الى حسم هذا الصراع لصالحها ، حتى ولو كان ذلك بأرخص ما يوجد في اللغة من كلمات .. قلة حياء ، اذ كيف يستطيع من يرى نفسه بطلا ، وتراه جماعته قائدا لها ، أن يصف بطلا حقيقيا ، بالتبعية والتآمر ، وما شابه من ألفاظ .. أما يكفي بطلا ، قبرا يتراءى له كل يوم بين عينيه ، حتى ينهض له ، من هو، من لحمه ودمه ليصنع له قبرا معنويا آخر في الحياة ، فهذه بذاءة من ظلام ثقافة ، واذا لم تجد من يوقفها عند حدها ، فهي في طريقها لتصير نارا ، كمساهمة منها في تدمير الذات .
وهنا اختطفت ليلى مني سياقي ، لم تدعني أكمل كلامي ، وبذكاء لماح ، وبلسان وضاح ، ارتفع صوتها ، يا أبتي ، لقد أكتشف ياسر لب الجريمة ، عرف القاتل الحقيقي . لم يكونوا بشرا الذين قتلوك يا أبت بل هي ثقافة . هكذا ياسر يرى ، فمن سواد هذه ، جاء خراب بيتنا ، وأصبحت يتيمة . ثم دمعت عيناها ، وبكت بكاء مرا ، أحالني بغمضة عين الى دامع الطرف الذي يتماسك ، وبرغمه يتنفس له حزنه بدموع تتندى من بين رموشه . ثم انخلع قلبي من مكانه ، فنشيج صدر ليلى ، وهي تشهق بالبكاء ، وتنتفض من ضربات الحزن في أرجاء نفسها ، قد سلبني صبري ، وبدأت أغلي ، وعلى غير ارادة مني ، دنوت من ليلى وطوقتها بذراعي ، وملت بها على صدري ، بحنان ما عرفته في نفسي من قبل ، وبرقة لم أتذوقها في حياتي ، وبحس واجب ، جمع لي الرجولة كلها دفعة واحدة في كياني .
فخالجني شعور بأن الحياة تنادينا ، فراودني المعنى الكامن في ثمار هذه الأشجار النابتة في المقبرة ، التي تتدلى ، ولا تمتد يد انسان اليها ، فلا بد وأن فيها اشارة ، الى شيء ما في الانسان يتحرك ، فيأبى عليه ، أن تمتد يده اليها ، ليأكلها ، فهي من تراب في حقيقته ، قد يكون بقايا أنسان . وتذكرت قول والد ليلى ، حين كنت معه نجمع أشلاء أخوة لنا في خلال التصدي للاحتلال .. كانت ملحمة ، ذهب فيها كثيرون ، فاذ ذاك ، قال لي عمي محمد ، والدموع تملأ عينيه ، أنظر يا ياسر ، الى هذه الأشلاء ، كانوا مختلفين في الحياة ، والآن سوف يلتقون في القبر . أيكون التلاقي في القبر ممكنا ، ولا يكون ممكنا في الحياة.. كيف ، أنحتاج الى عقل يعمل بالمقلوب لكي نفهم . فتراءى لي ياسر عرفات ، فكأنه أمامي ، بين عيني ، فأطل الوطن من داخلي يسألني ، أين أحلامنا ؟، وهاج بي عزم يقبض على الجمر ويلح ، لن نتركه يضيع .
وفجأة علت زقزقة عصافير ، من على أفنان شجرة دانية الثمار ، فكأنها جاءت تقول لحياة يشقها الأسى ، على من خرجوا من الحياة بالموت ، بأن ثمة أملا لا ينقطع بالموت .
وأذا بليلى تأخذ بجماع نفسها وتتمالك وتسألني ، لمن هذه الأطيار تغني ، يا ياسر ..تخيل وطنا بهذا الحال الذي نحن فيه ، اللاعقل يغني ، والعقل يبكي ، والآخرون موتى ، تحت التراب كانوا أو فوق التراب .
فأمتد بصري الى وجه ليلى ، وقد غسلته الدموع ، فبدا أجمل من ورد يبلله الندى ، فناولتها منديلا ، استخرجته من جيبي ، واستأذنتها ، أن هيا .. وما كدنا نبتعد خطوة أو أثنتين ، عن قبور الأسرة ، حتى قالت : أنا يا ياسر ، هو كل ما تبقى من الأسرة في الحياة ، أنا ترابها الوحيد الذي يمشي على قدمين ، فأرفقت قولها بقولي ..هذا التراب مادة بستان نبذر فيه بذورنا ، فتشب رياحين وأشجار تصون الوطن وتحميه ، فمدت يدها نحوي ، فأمسكتها برفق ، بينما هي تقول : وحدتنا ، يا ياسر ، ضرورة استمرارنا وسيطرتنا على المصير .

محمد يوسف جبارين
05-08-2009, 12:52
وردة

بقلم محمد يوسف جبارين( أبوسامح) .. أم الفحم..فلسطين

وردة يانعة ، رائعة ، ما أجملها ، تنتعش الصدور لمرآها . تبدو عند الصباح ، وقد افترشتها قطرات الندى ، وزاورتها أشعة الشمس ، ريانة ، فرحانة ، مرصعة باللالىء ، تتمايل بها النسائم الناعمة ، تلاعبها فترقصها ، فتبهر الأنفاس ، تأسر النفوس ، تخلب الألباب ، انها آية من الجمال الآسر، فسبحان من خلق الجمال فسواه نعمة وهناءة وسرورا .
وردة بيضاء أوراقها خضراء
ريحانة شماء أريجها ضياء
تحيا في خميلة غناء ، وارفة الظلال ، يأتيها الاطفال ، كل نهار ، يتحلقون حول الوردة الجميلة ، يتأملون ، يرقصون ، يتغنون يصدحون :
نغني للحياة ، نقرأ الحياة ، نفهم الحياة.
تحيا القراءة
نبتسم للحياة ، بنا الحياة تبتسم .
نبني الحياة ، بنا الحياة ترتسم .
أقرأ الحياة ، تفهم الحياة ، تحب الحياة.
تحب الابتسامة.
وفي يوم من الايام ، بينما النهار يتثاءب ، جاء الى الخميلة طفل غرير ، وأسمه سامح ، رأى الوردة الجميلة ، فطابت نفسه لمرآها ، اشتم عطرها ، فانتعش صدره ، جرت في وجهه بشاشة ، رسمت شفتاه ابتسامة ، غناها أغنية الزهور .
وسوست له نفسه ، اقتلعها من موضعها ، خذها ، ازرعها عندك ، تبقى لك وحدك دون غيرك ، تراها ، تهنأ بشذاها في كل الأوقات .
طابت له الفكرة ، مد يديه الى الوردة ، نبش التراب من حول جذورها ، اجتثها ، احتملها بين راحتيه ، وخف بها الى داره ، وهناك زرعها في تراب آخر ، واهتم بها كثيرا .
ويوما بعد يوم ، راح الذبول يعتريها ، وشذاها ينضمر ، فارتاع من ذلك ، وطفق حائرا مدهوشا ، لا تلمع في وجهه بارقة ابتسام .
وانه لكذلك ، اذ لمحه ابوه ، فسأله عما ينغصه ، فقال سامح ، وهو حائر النظرات ، مشتت الذهن ، تعلو جبينه سحابة من الكآبة والحزن ؛ يا أبتي ، انها وردتي تذبل على عظيم اهتمامي بها ، وانني أذوب في حبها ، أحب لها الحياة .
ردد أبوه نظره في وجهه هنيهة ، وقال ورنة الحكمة في صوته ، يا بني ، لا تزرع نبتة في غير ترابها فكل نبات وله تراب .
توترت أعصاب سامح ، وأرسلت عينه دمعة ساخنة ، ثم أخفى وجهه في راحتيه وبكى بكاء مريرا ، فالتاع ابوه لحاله ، فاجتذبه من قميصه ، احتضنه الى صدره ، وقال والحنو يشيع في محياه ، لو كنت سألتني ، وأخذت رائي ما ندت عينك دمعة واحدة ، على شيء تعلقت نفسك به ، ولو أنك ترهف السمع ، تسمعني وتطيعني فيما أنصحك فيه ، لتمنيت عليك أن توافقني الرأي ، تنهض الآن فتعيد النبتة الى ترابها ، فما زالت أوراقها خضراء ، فيها الحياة ، لم يفترشها اصفرار ، وان مسها ذبول ، فلعلها تزهر وتثمر وتطرح بذورها في ترابها ، فتضمن استمرارها في الزمان .
رفع سامح رأسه ، ومسح دمعته بأنامله ، وسأل بلهفة ، أحقا تحيا ، ان أنا عدت بها الى ترابها وأجوائها الجميلة في الخميلة ؟! .
قال أبوه نعم ، هيا ، قم ولا تتبلد . وما تلبث سامح لحظة ، انطلق من فوره ، وهو يقول في نفسه ، لقد ارتكبت خطأ فظيعا حين أرغمت النبتة على الحياة في الغربة والشتات ، كيف فعلت ذلك ؟!.
تبا للانانية ، انها هي السبب ، أنا مفارق الانانية – بعد الآن- الى الأبد ، فهي التي باعدت بيني وبين أصدقائي ، وكادت تقتل الوردة فأبكتني .. بعد دقائق معدودات تكون الوردة في ترابها فتحيا ، فنفرح بها جميعا ، أنا وغيري ..
لكي أفرح ، لا يجب أن أسترق الفرح من عيون الآخرين .

محمد يوسف جبارين
05-08-2009, 12:53
القدس ..عروس المدائن

بقلم : محمد يوسف جبارين( أبوسامح)..أم الفحم ..فلسطين


منذ أن هدأت الأرض ، وبدأت تنفلق فيها بذور الحياة ، كانت نواة وجودي تتململ في تراب القدس ، تنفلق ، تضرب جذورها ، تحرك التراب ، تباعده ، تفتش فيه ، ويأخذ عودها الأخضر طريقه الى الهواء ، يعانق الشمس ، ويملأ الروابي جنائن للحياة .
فما تنفس نهار في مجرى الزمان ، أو ضم رموشه وأغمض عينيه ، سامحا للفكر لكي يحرث في زينة السماء ، أو تكاثفت الغيوم وهطلت الأمطار ، فأنزلت بشارة الرخاء في الوجدان ، أو أطل شروق يتوعك ، تلوح في قسماته أمائر امتعاض وألم . أو مشى الجفاف ، أو بعضه في السهول والجبال والوديان ، وكادت تتصدع الصخور والحجارة من قلة الماء . أو دوى أنين الناي في الروابي . أو صاحت الديكة وشدت الأطيار من وداعة وامتلاء ،
أو مرت ظروف تتقلب بين هذا وذاك ، فما كفت يداي ، عن نبش ترابها ، وتقليب حجارتها وشق صخورها ، ولا عرف الزمان فاصلة ، في سيولة بذلي ، ودأبي على استنبات ربيعها ، واستخراج مقومات وجودي ، من وجودها .
فأنا بذرة الحياة الدائمة الوجود في زمانها .
فيا من بيده العلم ، وقد ناخ له كل ادراك وفهم ، وعرف كيف يفتش في التراب ، ويعرف كيف يقرأ ، كل علامة دالة على الوجود ، الذي رسم وجودها . هيا ، قم من فورك ، وأسأل ترابها ، استعمل كل أدواتك وعقلك ، ودعها تتكلم عن نفسها ، دع القدس تتحدث عن الدماء التي سالت ، مثل الأمطار ، في عز الشتاء . اسأل التراب عن الذين تحولت لحومهم وعظامهم ، الى هوية للتراب .. الى لغة يتكلم بها التراب .. دع التراب يتكلم ، دعه يروي حكايته ، وأصخ السمع ، واترك الصخور ، والعلامات عليها ، تشهدعلى الأنامل والأظافر وقد برت ، حتى ضاء للقدس ضياؤها ، ولمع سناها ، فأسرت الألباب ، وهوت اليها أفئدة البرية من كل واد .
دعها .. دع عروس المدائن ، تخترق بك حاجب الزمان ، فتعرف ما كان ، فتدلك على ما هو آت ، وانتبه الى قولها ، وهي تبث طمأنينة وتبعث أملا بقولها ، بأنه ما نزل فيها غبار ، حملته الرياح العاتية الآتية ، من الأصقاع البعيدة ، وحط صيبا أو وباء في أنفاس الحياة ، أو رجسا تمادى ، وراح يقلب عينيه في عينيها ، أو يزرع سكينا في نحرها ، الا وقعد له القلق ، مثل الجمر ما بين جانحيه ، حتى اذا ما نام ، فر به الفزع من نومه ، أو اذا استراح أراحته الهواجس من راحته ، أو اذا ركب ومشى احتواه الرعب ، وظن الموت ينتظره ، في كل ركن يدانيه أو يركن اليه .
فلا تجد له فهما ، لخلاصه مما هو فيه ، سوى استغراقه في اللعب بالنار ، وفي المزيد من جرائمه ، وما دري ، ولن يدري ، بأن كل قوة لو اجتمعت للغريب ، ما لها أن تخلصه ، من احساسه بغربته ، فما استراح قلب لنزف دمه ، ولا استكان كريم لهدم بيته ، ولا لاقتلاع زيتونه ، ولا لاهتراء ثيابه ، وقتل أطفاله وخلانه ، ولا لسحب الأرض من تحت أقدامه ، ولا تناهى ترتيب الأمور الى جمال يبهر النفوس ويجتذبها ، اذا ما وضع كل أمر في غير موضعه ، وذلك لأن للجمال بهاء ، لا يكتمل له ، الا بعودة كل أمر الى موضعه ، وما قام اللاعقل بتأسيس نظام ، الا وكان هو بعينه اللانظام قياسا على العقل ، ولا صفا للصفاء صفاؤه ، اذا ما دارت غيمة سوداء في سمائه ، أو حط غبار على خده ، ولا نبت وهم في حقيقة ، ولا تخرجت حقيقة من كذب ، ولا أقال الكذب صاحب الحق من حقه ، ولا استولد الكذب حقا، لمن هو ليس من أهله ، ولا ارتقى الكذب بحال ، الى حال ليس من حاله .
تراب الصفاء صفاء ، وصفاء التراب تراب . لا يمكنه عابر سبيل أن يبدل ، في هوية تراب ، فهوية التراب تراب ، فلا يصح تعريف ترابي ، من دون أن يقال فيه ، بأنه هو ذاتي .
ذات القدس ذاتي ..أمي ، أبي ، جدي ، جدتي ، دمائي ، لحمي وعظامي ، في مجرى الزمان .
لست طارئا على ذاتي ، ولا مرت أو تمر ذاتي ، في سماء ذاتي ، كما يمر السحاب ، ولا ضاقت ذاتي بذاتي ، ولا تمنت ذاتي ، أن تخرج من ذاتي .
هي أنا ، حتى لو لم أجد حفنة من تراب ، أقف عليها ، في طريق عودتي الى ذاتي .
فمن أول ما جرت ، في ربوع القدس حياة ، وأنا في فيافيها ، أشرب من ضرعها ، حليب الحياة .
فأنا بذرة الحياة الأولى ، أول من شرب من ماء عيونها ، وأول من ملأ أنفاسه من هوائها ، ومتع ناظريه بنجوم سمائها ، وأوقد نارا وشوى اللحم ، وطبخ وعجن ، ورعى الخراف والماعز والأبقار ، وساس الخيل فيها ، وأول من سلك الماء في بساتينها ، وجمع حجارتها ، ورفع مأوى لحياة الانسان ، وأول من صلى ورفع بناء لعبادة خالق الخلق فيها .
أنفاسي في أحشاء روائعها ، ما تزال تحكي حكاياتي ، وتقص قصة ابداعي .
ابتسامتها من طين ابتساماتي ، وأناتها تتكلم بآهاتي ، وما حزنها سوى أحزان ، تموج ما بين أقطاري .
فهي يبوس ، أورسالم ( مدينة سالم ) ، القدس ، الاسم الذي رسمته ، أبدعته ، فعرفته الدنيا من لساني .
هي عين الوجود ، وماء الهوية ، وراسم اتجاه الحرص على الذات . هي البدايات والنهايات في تاريخ عروبة ، ما استتب لها أمن ، في كل وقت ، كانت القدس فيه تئن من الآلام .
ما كنت وهما ولا سرابا ، ولا ريشة ، في جناح طير يفر ، من مناخ الى مناخ . ولا كنت نباتا في قوارة ، تباع في الأسواق ، لتذبل في وقت ، من الأوقات في الشرفات . ولا أرقت دما من أجل قروش ، أو كساء أو طعام تلوكه عضلات قلبي ، فتستعيد به بعض الدماء ، ولا خطر على بالي يوما ، أن أحمل عصاي ، وأشق بها فرح الآخرين ، حين كانوا نياما ، أو في شواغلهم ، أو في حفل عرس أو ميلاد . ولا استوى لي ضمير ، على راحة ، كلما وقعت عيناي ، على مرارة تموج ، في وجه انسان . ولا عربدت قوة بيدي ، ولا أفرغني غرور ، من عدل ومن حياء .
حكايتي في الزمان ، عدل سابح في مجرى الحياة ، وما ارتخى لي عود ، في أحلك ظرف ، مررت به تحت السماء . وما انفرط لي عقد محبة ، ولا تخللني شك ، في وجوب استواء العدل ، على مشارب الحياة .
لو كنت وهما ما ضجت آهاتي ، ولا ضمني ألم ، ولا سبحت النار في أحشائي ، ولا تناهت الى مسامع الدنيا أناتي ..
أضعت في مرحلة من الزمان نفسي ، وتلك كانت فرصة الغرباء ، للرقص على جراحي .
تلك أسوار القدس ، وروائع التاريخ تساورها ، تحكي قصة العقل الفاعل والابداع ، وتقول بأن العقل ، حين كان فاعلا ، فلم يبزه أحد ، في دنيا الأنام ، وبأن جفون القدس ما تشققت ، ولا التراب بكى على التراب ، الا بعد أن تم اقصاء العقل ، عن ارتياده صنعة الابداع .
لن تجف الدموع ، وتعلو البشاشة أسوار القدس ، وتضحك باحات الأقصى ، اذا لم يحترف العقل ، صنعة الحرية في صيرورتها ، في الزمان ، ولن تطل اشراقة ابتسامة ، على مداخل الأقصى ، من تأقلم وتخندق في أسوار الحصار والانتظار .
يعود العقل بعد اقصاء له عن دوره . يعود الى ابداعاته ، ويتربع سيدا لكل ابداع . وتعود ابتسامة القدس ، زغرودة النهار ، على لسان البشارة ، بزوال الحصار والانتظار ، من جغرافية مواطىء أقدام الانبياء .

محمد يوسف جبارين
05-08-2009, 14:26
وهات شروقا

بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين

هات أسقني من شفاه الحرية وجودا
لعلي على أجنحة الوطن أليك اطيرا
فأنا في العذاب تائه أتوق لكي أثورا
وأرى شروق الوعي يبدل بي أمورا
أنا الشقاءالذي يتمنى أن يرى شروقا
كيف يا شروق أرى نهاري مسرورا
فهذا الليل دامس بحرف القهرمكتوبا
فأو أزول أو أكون عبدا تافها مخبولا
لا يا ليل فعلى عتباتك أحسها شروقا
وقع أقدام حرية تدق وأحسها عطورا
في نور النجوم أرى الشروق مكفولا
سائل شروق تقل الليل حتما يزولا
لا مفر من زوال يعانق قهرا ملعونا
بيدها قلم يلامس النهار بحرفه فيكونا
وفكرها حرية تشرب الكائنات نورا
ومن عينها بريق يحيل الليل مدحورا
وفي قلبها وطن بالحب بالعز مصونا
تزرع في تراب الفقر ورودا وحبورا
تطعم الفقر من كل وعي مثابر ثبورا
أواه أيتها الكرامة يا وطنا ملؤه نخيلا
هات أسقني من حرية أغدو بها جميلا
هات يدا وأدحري ليلي وهات شروقا

محمد يوسف جبارين
05-08-2009, 14:28
مأخوذ أنا بسحر عينيك

بقلم محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم ..فلسطين

مأخوذ أنا بسحر عينيك وحلاوة رسمك
أحبك و قلبي ونبضه يخفق بحروف أسمك
عيوني كيفما دارت ترى الاشياء بلون حبك
كلما رف صوت هفا بي الشوق الى صوتك
وما أحتلني مثل عطر معطر بحلاوة ثغرك
شفتاك شهوة تسلبني عقلي فأظل أهذي أحبك
سناء ضياء يأسرني وأهيم الى منابته في خدك
أنفاسي مبللة بمرءاك بهمسات عينيك وعطرك
وأكتافي وما عليها من ذكريات كتبتها بشعرك
وكلماتي وما فيها من رحيق شربته من قدك
فاتنتي عمري حياة حياتي يا حياتي أحبك
أنا ظمآن وقد سبيتني بخطفة برق من عينك
فأنا ما عرفت الحب يا حبيبتي قبلك ولا بعدك
ولا رفت أجنحة روحي ولا قلبي طربا بغيرك
فدعيني أبوس الأرض التي أنبتت زهرة مثلك
أصبح لي وطن أنت سناه من ساعة ما عرفتك
في قلبي أنت وأبحث عن عز يضنمي ويضمك

الوطن أنت شروقه حريتة ونهاره ينطق أحبك
شروق الحرية نهار تقول الشفاه فيه أنا مجدك
الحب ماء الوجود جوهرة الحرية تسكن وطنك

هذا العيد جاء والظلم ما زال يتكاثف في أرضك
غزة في الحصار والضفة يلتهمها الغزاة فما قولك
وأكباد في القيد تئن من عذابات وقهر فهات ردك
سألت الحرية فقالت بأنها الحياة وحبك وثوبك
ونظرت فيك فاذا قولك بأن حرية الوطن مهرك
عجبت للقاء في زمن لا أدريه وتهت في أمرك
كيف يكون السبيل الى شد أزر الحرية وأزرك
هل بغير وطن يسند وطنا تكون الحرية لحبك
لولا شروق النهار على الدنيا ما عرفت ظلك
ظلك في النهار يعني أنك موجودة على أرضك
كيف نستخرج ظل الوطن فينا من دون حملك
أنت الشاطيءحين موج البحر يضرب رملك
وأنت التراب وبذرة الحياة تنفلق في جوفك
تضرب جذورها وتشرب الحرية من جذعك
وأنت النماء أمل الحياة في البذور في رحمك
رائعتي أنت كما الارض بدء الحياة من جوفك
تعانقين البذور ترعين نموها تسقينها من لحمك
الوطن أنسان تلدينه تسقينه الحرية من نبضك
الحرية وطن يولد تشبعينه رضاعة من ثديك
الحب يا حبيبتي وطن حرية تنير بالعز وجهك
بدء الحياة حب شروق نهار العزة على وطنك
مواسم البذار حياة في شروق يضاء بها زمنك

كل عام وأنت شروق وطن راياته تشد أزرك
تسقين الوطن زنودا تزيدك فخراعلى فخرك

وتشرقين مزنرة بالراية والحرية تكلل رأسك
وتأمرين و تهمسين أكتب لي وأنا طوع أمرك

محمد يوسف جبارين
05-08-2009, 14:40
شروق

بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين

شروق ريحانه ثقافة ووعي، يتعطّر بها الوطن، وبروائحها ، يود لو يجعل حياته خضراء، مثل بساط الربيع في نيسان، وبيضاء في صفاتها مثل بشائر الأمل في ثقافة الأحرار.
فقد عصفت موجات ظلام سوداء بالوطن، وما زالت رياحينه تعاركها، فتسيل من عروقها دماء حمراء، فتتجلى مثل شفق أحمر بين طياته شروق، يسبق ميلاد النهار. ما جعل شروق أحلى كلمة، وأعذب لحن في فم كل حر أجهدته مهماته ، ويهيم به الشوق الى ما يتوجب فعله، فقد طال انتظار شروق الحرية وابتسامة نهارها في الحياة..
شبت في ظروف، لم يبق فيها شبر من الارض، الا وقد حطّ عليه نير احتلال، وضاقت المساحة تحت أقدام العيش، فلاح العلم كطريق من مأزق المعاش. فعرفت شروق طريقها، وأقبلت على العلم وأليه ، تزيد في ثقافتها ووعيها، ترقب حركة الحوادث، ترى وتسمع وتبني موقفا، الى أن اصبحت غايتها أن يتم سحب كل شبر أرض من تحت أقدام الاحتلال.
شربت شروق من حركة الحوادث ما جعل لها بصيرة نافذة تحيط وتدقق في أدق التفاصيل، وتعرف الأسباب ثم تبني موقفا. انتهت الى أن من مقتضيات الحرية، أن تتغذى وتنمو – لا أن يتم اختزالها بقوى تضعفها أو تنفيها. ما دعاها الى المجاهرة بالمناداة بلزوم التفريق بين الثقافة ، وبين ثقافة هي أحوج ما تكون الى الاعتقال، أي الى مصانع تنقية تزيل ما التاثت به، وله خطورة على ضرورات الوطن. فعلى حد تعبير شروق، فحاجتنا الى العقل، أن يعقل الظروف صحيحا، وأن يقدر الموقف صوابا، فعلى ذلك يترتب فعل ارادة، وما يليه من ردود فعل، فتنقية ما تضر فئات ان تدعوها ثقافة، انما هو ضرورة واستقامة عقل واداء ارادة، في السير بالوطن صحيحا الى الامام. ولعل أول كلمات حطّت من فم شروق على جوارحي، قد جاءتني، مثل خطفة البرق لتضيء لي جانبا من شخصية هذه الفتاة، وصفحة من وعيها وثقافتها وما لها من صياغات لتفاعلاتها بقضايا الوطن، وكانت فرصتي هذه قد حلت في وقت كانت النيران فيها قد تراجعت، تاركة وراءها أشلاء ودماء وبيوتا ممزقة، وجمعا يغمر المكان . فإذ ذاك لفتت انتباهي فتاة فارعة الطول، شقراء، رومية المحيّا، مزنّرة بالحطة الفلسطينية ومعصوبة الرأس بالراية وعلى ثيابها دماء كما على يديها، فدانيتها مشدودا اليها بقوة انفعالها بمشهد غاب عن الأنظار بقوة الدمار، واقتربت حتى أصبحت أمامي، فتراءى لي بأنها بانفعالها وكلماتها تلد وطنا. وقلت آنذاك في نفسي، بأن وطنا فيه هذه الفتاة لا يمكن له أن ينكسر.
وعلى غير انتظار مني أحسست بأن هذا الاسم، شق أحزاني بزهرة فرح، رحت أحرص عليها أن تتغذى وتنمو في مستقبل أيامي.
وبينما انا تحت وقع انفعال جارف بما حل بالمكان، وبأصوات ملؤها مرارة وغضب، وأين انتم يا عرب.. استوقفني قول شروق بكل غضب تسعه الكلمات.. ليست دبابات الاحتلال وحدها تمزقنا وتردينا اشلاء، اشلاء، او اذلاء، اذلاء، لا والف لا.. هنالك من وقعوا في مصائد تخلّف ورجعية متحالفة مع الاستعمار، واصبحوا بثقافة داخلها السم يتوهمون بأنهم يقيمون اعمدة مستقبل، ولكنهم في شوارع الوطن يفعلون الآن ما تفعله دبابات وطائرات الاحتلال.. فكلها أحقاد وكلها نيران تلتقي في صدورنا.
وبين اول شروق لشروق على نافذة عقلي، وشروق جاء بعده، هدرت في ارجاء الوطن عواصف هدم، وتلاحقت كما تفعل جرافة ببيت عربي في القدس، لا تترك عملها حتى لا تدع وراءها أي اثر يدل على ان عربيا كان في بيت هناك. ما يدل على ان صراع الوجود ينطوي على صراع، على الدلالات، فمحو الدلالة بفم جرافة يسقط به حق الوجود. وتنسى الجرافة بأنها تكتب زيفا، وبان القوة يمكنها ان تكتب فصلا داميا، وبان تبرره بأصلف زيف. ولكنها تبقى عابرة، ولكنها تبقى عابرة، زيفا داميا، فصلا في كتاب شرق طالما كساه الليل.. فكان الشروق، وكان النهار.
وتقلبت شروق على أكف عذابات الوطن وآماله، بين فعل تريد ان توقف به زحف جرافة تهجم على بيت او على زيتونة، او على دلالة، وبين فعل تريد به ان توقف تقدم نيران، لا تهنأ بغير دماء تنسكب واشلاء تتطاير مثل شظايا قنابلها عند الانفجار، هكذا هي شروق، فالوطن اولا، فاذا لا أمن لوجود، فهذا الوجود بين انياب الطامعين.
وتراها وهي ترى الموت، ولا عقال له، تهب صائحة، ذلك الموت جاء يعلن ميلاد الحياة. وحين رجت الارض من وقع الظلام في بيت حانون، انتصبت قامتها، وهاجت بما بها من فهم لمجرى موجات الظلام في النهار، وصاحت، لا يبدد الظلام سوى علو قامات الضياء. وتنظر اليها، فتراها مثل لبوءة تنقل خطاها وهي قابضة على ان تلغي جوعها بانيابها، فاصداء مشاهد الاشلاء في وعيها تضج بالنداء.. تنادي عليها، خذي مكاني، فأنا أم، وأنا طفولة، وأنا في مهد احلامي، وانا الحلم والتاريخ، فخذيني واشرقي صبحا يخط على الارض ربيع احلامي. خذيني الى الوعي واكتبيني نخيلا، شروقا يفيض شمسا في انفاس بلادي. إرميني نعناعا في شاي يسر به قلب استراح من عناء مشوار، اراح به الاشجار، من اشواك تقض المضاجع. اذكريني دماء كتبت على الليل تراجعا، في مهرجان شروق يعبق ببشائر النهار.
تزرع شروق الآمال في صفحات الآلام، وترفرف بشوق الى كسر كل قيد يكبل زند حرية، وترسم الابتسامة في عيون معذبة بانتظارها عودة حبيب.
وكلما اجتمع لها وقت،تبحث في خريطة القرى المدمرة، وتطير لترى اين كانت مواطئ اقدام، ارغمتها القوة على الغربة بعيدا عن الوطن في مخيمات اللاجئين، ويا لحصاد ذهولها مما يجتمع لها بين جفونها، وبين عيون عقلها من المأساة. فكأن غيوم الاحزان تتلبد في نفسها لتمطر من عيونها دموعا، تكلم التراب حين تقبّله بأنها حيث لا مفر، تعود حياة فارقت مكانها مكرهة، فهي على موعد مع نفسها ان تعود.
ولو سألت شروق، عن الصبر والى اين امتداده، لقالت هو بامتداد اللانهاية. لا نهاية لصبر على العودة حتى تأتي.
وما هو الصبر؟ انه ممانعة العزة، وآلية الاستقواء التي بها ينبلج صبح ابداع واستواء على مادة رد الفعل، واستذراء بها الى مرتبة عندها تتبدل الادوار، فمن جاء يدوس الكرامة، ويريد لها ان تنسلخ من دورها، يجد هذه الكرامة تقدم له، ما هو به يرتدع، ويرتد الى الوراء وبطريقة لم تخطر له على بال.
سقاها الوطن صبرا، وثّاب التحدي على كل جرح، وسقاها الغناء بمعنى التحدي، فثمة زغرودة من قلب حزن، علامة قول لا، واصرار على التحدي. تضم ام الشهيد وتقول: هيه في الغناء.. غني، وأَسمِعي الدنيا فرحتك بشهادة أعز نفس اليك في الحياة.
وأتذكر بان حظي رقص لي، في لقاءات عديدة التقيتها فيها، ما ساعدني ان اعرف عنها كل ما سعيت اليه. وكانت اول مرة اتحدث فيها مباشرة معها، قد سبقت التحاقها بالجامعة بعامين. فعلى غير ميعاد التقى نظري بها، وكانت بين اكوام من بقايا دار انزلتها صواريخ طائرة من طولها. وقد كانت تفتش في البقايا، فدانيتها وبوجع رفض لما آلت اليه هذه الدار، وبألم لا يختلف عن مثله في نفوس اهل الدار، سألتها ماذا تفعلين، قالت: ابحث عن كتبي ودفاتري، فلعلي اجد بعضها. قلت: ما اسمك، قالت والابتسامة تعلو محياها. الا يكفي ان تعرفني بأني شروق.. اسمي وقت ميلادي، فدى، اعطوني للوطن، بقراءة من عيون رأت أمامها مستقبلا ينتظر هذه التي لا تزال في المهد صغيرة. قلت: هل تكتبين شيئا مما يمر بك، قالت وقد وضعت راحتيها على خاصرتيها، ورفعت رأسها الى السماء، وملأت صدرها بالهواء، ثم تنهدت وفاهت، لولا هذه الذاكرة التي تساعدني على كتبي ووظائفي، لما عرفت كيف اجد سبيلي الى علم اريد تحصيله، على اية حال، مثلي يفعل والخير في امثالك، فانتم اقلام الحركة البانية لحرية هذا الشعب.
سألتني عن اسمي، فهذا الاسم ربطني بالشمس، فحازت على اهتمامي تلك البقع السوداء، فبرغم ظهورها المتتالي على سطح الشمس وعلى اختلاف عددها، تظل الشمس تملأ الدنيا اشراقة وضياء. لكن المجتمعات، بكثرة البقع السوداء فيها. لا يمكنها ان تضيء. تنشغل بصراعاتها الداخلية، وتتطاحن، ولا ادري، ان كنت تلاحظ الخطر الذي بدأ يلوح في مجتمعنا من جراء كتلة سوداء هنا واخرى ربما تظهر غدا. انا اريد ان اقوم باجراء بحث عن هذه البقع، فهل تساعدني؟ فقلت: فهذا شاغلي الذي يشقيني ويبعث في داخلي مخاوفي.
ثم قامت من مقعدها، وراحت تدور في غرفتي التي تغطت جدرانها برفوف كتب، تجمعت وتكدست بمرور السنين، فتارة تمر برموشها على اسياد كتب، وتارة اخرى تقلب بأناملها في صفحات كتاب، بينما انا والصمت يلفني في مكاني، افكر بما اشغلت به بالي. حتى اخرجتني من انسراحي ودهشتني بقولها، وبيدها كتاب عنوانه ناجي العلي، لو ان كل قلم بصفاء ريشة هذا، لما كنا بحاجة الى الفهم متأخرا، بان يافطة يجب ان توضع امام كل مكتبة او كتاب، وعليها حاذر من ان تصطادك ثقافة الظلام.
وخطت شروق خطوتين، واذا هي بجانب خريطة القرى المدمرة الممتدة على احد احواط مكتبتي، ادارت رأسها، وزرعت عيونها فيها وأطالت، ثم عادت وحددت البصر نحوي، فاذا بها شحوب، هو ما أبقت اصداء النكبة في وجهها، بعد ان مرت عليها برموشها. وشاع صمت في الغرفة. لا يلحظ العقل فيه سوى نظرات في الواقع تُسائل نظرات في النكبة. ثم شقّت شروق الصمت بتساؤلاتها، لماذا هم عرفوا كيف يصنعون لنا مأساتنا، ولماذا نحن لم نعرف كيف نحفظ أمننا في ديارنا. لماذا هم برغم التباين في عروقهم وثقافاتهم والتراكيب الاجتماعية التي انحدروا منها، عرفوا كيف يأتون من كل بقاع الدنيا، وعرفوا كيف يخرجوننا من بيوتنا، ويقيمون دولة كانت الفكرة وكانت الثروة، وكانت العلاقات مع العالم، يؤتقون بها الى ما يريدون، وكانت الدولة. كانت القوة تقابل ضعفنا، وحلّت المأساة.
لماذا هم يتبادلون السلطة، ودخان حواراتهم ملء أ سماع الدنيا، ولا حوار بالنار على رأي ولا على موقف.. حوار وفقط حوار. فماذا تفعل النيران في شوارعنا، تتصيّد رأيا، موقفا، لحما.. لماذا أصبح في شوارعنا، الآخر يخاف السلاح بيد أخيه. كيف تكون دولة، والنار بيد رأي تأكل من لحم صاحب الرأي الآخر!! هل دماء موقف يجب ان تسيل من اجل ان يستبد ويطغى موقف آخر؟!! فماذا يكون حال الانسان وكيف يكون حال الوعي والثقافة؟!! يصبحا مقيدين وأسيرين بيد بندقية، ويصبح لدينا أسرى بيد احتلال وأسرى بيد وعي وثقافة، تطل من عيونهم النار علينا.
والى هنا راح يتلبد الحزن في وجه شروق، فقد شقها ألم شديد، وهي تقول: دمروا العراق بعد شموخ البناء.. سقط الامن القومي تحت اقدام الامريكان. وفي شوارعنا، ناسنا تائهون، خائفون، حيارى بين ألسنة النيران، فهذا يأكل بالنار من لحم هذا، كيف يتأتى لقلب قتل طفل، كيف تحاصر مئات البنادق بيتا وتقتل الرجل وأطفاله.. تفعل ما يفعله الاحتلال.. هل هي رخيصة الى هذا الحد هذه الدماء؟؟ هل هذا هو وعي يقيم صرح بناء؟!!
وندت من عينها دمعة، ونشج صدرها، ثم اجهشت بالبكاء وتاهت بي حيرتي وتململتُ في مكاني، وقد كان بودي ان أقوم من مكاني، وأن اضمّها الى صدري في عناق بين جيلين، اجتمعا على حب يجددان به حاضرا ، يرسمان به قبلة على أبتسامة شروق شمس الحرية.


ملاحظة : هذا نص مختصر لمقال شروق ،قد خطه الكاتب بقلمه ليسهل للقارىء قراءة هذه السيرة الرائعة لهذه العبقرية الوطنية شروق ، ومن يرغب بالسيرة بنصها الكامل فعليه ، أن ينتظر نشرها ، فالكاتب في اكباب على اعادة صياغة لها بسبب من اضافات تثريها ، وتقلل من كونها كائن حبري لتغدو كما هي في الواقع

abu-khalil
05-08-2009, 19:01
الى اخي محمد جبارين ( ابو سامح ) مشكوووووووور على الكلمات الرائعة الجميلة وان شاء الله اكون عند حسن ظنكم
اعطوني شوية وقت لاني مشغول كثير هذه الفترة

abu-khalil
05-08-2009, 19:04
تشغيل الفلاش من هنا (http://www.phys4arab.net/vb/flash.php?play=قصائد احبها كثيرا شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .&w=600&h=400)

maan
05-08-2009, 21:01
بارك الله فيكم
تحياتي

حـب حسـيـن جنـنـي
05-08-2009, 21:19
هل تريد يا حـب حسـيـن جنـنـي
أن يكون يكون هذا الوسام من نصيبك ؟ هل تريد أن تكون العضو المميز لشهر فبراير؟

ادري طاف الوقت بس ان شاء الله الجياات اكثر آسفه لعدم دخولي لفترة الاختبارات النهائيه والحين تخرجنا وفترة التسجيل بالجامعه وان شااء الله نرجع للمنتدى ونشارك مثل قبل واشكر كل الاساتذه على معلوماتهم الطيبه وجهودهم المبارك في ميزان حسنااتكم

قمر موسى
05-08-2009, 23:30
أتمنى ذلك وبوركتم على جهودكم

زيد كاظم
06-08-2009, 00:59
اشكركم على هذه الخطوه المشجعه وانشاء الله اكون عند حسن ظنكم والله ولي التوفيق
اخوكم زيد كاظم
http://yfrog.com/9ezaidkadumj

abu-khalil
06-08-2009, 01:18
شكرا جزيلا لك على تنبيهي جزيت خيرا سأحاول جاهدا للوصول إلى ذلك
وستكون قريبا مشاركات مميزة ان شاء الله

محمد يوسف جبارين
06-08-2009, 15:26
تحيرني

بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين

حيرتني هذه الرائعة التي اسمها شروق
خلبت لبي وجمعت لي الدهشة كل شروق
أنثى يسبقها العقل الى كل ما لها يروق
أنوثة في فكر وعقل يجري في العروق
تتناهى بفكرها برقة ودقة تحير المخلوق
وتزهو بأنوثة من كمال لا يعتريه شقوق
دائمة الطلعة بزهو وجمال يبهركل ذوق
تتدفق لها أنوثتها في ايماءات ولفتات تروق

تتندى بفكرها تملس به كوردة بيدها رحيق
تترقرق بابتسامتها وتنطق بأعذب ريق
تنافس الماء في سيولة ينجو بها الغريق
يأخذ عنها كل راغب في تهاد وكل انيق
قوية الحجة تضيء بفكر حاد به بريق
تبدد الظلمة اذا نطقت وتحسم بسرد رفيق
أصيلة وذات صدق ووفاء ثري وصديق
لطافة الورد منها وكل من له شقيق
تحفظ الود وهو عندها رباط صدق وثيق
وفي الذاكرة لوتفتش ترى كل عتيق
ليست أي انثى ولا أي فكرفي فريق
هي الانوثة والفكر الذي فاق العقيق

محمد يوسف جبارين
06-08-2009, 15:29
هاجري

بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم ..فلسطين

هاجري أيان شئت فأنت تزوريني
فأنت في نفسي من قبل أن تعرفيني
وأنت في فكري من قبل أن تكوني
في حسي كنت دوما وبين رموشي
وأنت التي ساكنتني روحا لروحي
حورية من جنة شاغلت روحي
كما أنت الآن لاحت قبل أن تكوني
فما أنا بلا روحي يا روح روحي
غارق أنا بنشوى تكلمني وترويني
ويأتيني زعل يجففني وتجافيني
ويلوعني الورد شوقا الى عطوري
وينفطر قلبي لوعة تسابق دموعي
فما حياتي فجر يأتي بما يضنيني
انما الحياة طيب وحب به تغسليني
كائنة أنت من ورد فلماذا تصديني
فزعل ابن زعل يزعلك وتزعليني
أنت وردة طيب وبالطيب تطيبيني
فلا تباعدي واقتربي من مكاتيبي
في كتابي أنت حبري وأزاهيري
وأنت طيف في خيال فيه تراقصيني
على أفنان الحب نلتقي وتنشديني
وأعدو في الدروب فتأتي تسابقيني
وآخذ بيدك ونمشي في هناء بحوري
فأيان ذهبت فأنت في ضوء عيوني
فأنت نسائم الهوى تعانق وجودي
وأنت تغريدة بلبل تغنيها سنوني
تواقة نفسي بأن تراك في ربوعي
فأحيا مثل الطير أغرد أغاريدي
أتمايل على فنن نشوان بشروقي
وأكتب لها على ثغرها لا تزعليني
وأغني لها شروق يا نور جنوني
يا شوق الوفاء لهزم ليل بين جفوني
لا تزعلي فأنت التي عمري تنيري
كفاني من الليالي ما يكاد يرديني
ابتسمي وأتركي شروق تنجيني
هي أغنيتي ألحاني فدعيها تغنيني
أتركيها للناي والغناء وسامحيني
سامحت مسامحة سماحة تناغيني
سامحتني واني أسمع شدوها يناجيني
أحبها وبحبي لها تشرق علي شروقي
كيف تكون زعلانة هي مقصودي
أينقصني زعلان ينغصني ويضنيني
وكيف الورود تمزق عطرها وتبكيني
فسامحيني برقة وكما أحبك أحبيني
وتعالي على كفيك الورد تجامليني
وأقتربي مني ولا تباعدي وقبليني
واجمعي أوراقي وأقلامي وأرسميني
وكلماتي أهمسيها في أذني وأحضنيني
ودعيني وألاشواق تلوعني لجنوني
وفارقي كل فرقة وأمسحي ذنوبي
سامحت الهوى وسامحني فسامحيني

الفيزياء ابتساماتي
06-08-2009, 16:35
ايه والله ليه لا امنيه والله ماتقصر اذاخلتني كلك ذووووووووقك وش معني انامختارني احم احم ادري اهبل طيبوبه ونشيطه في المنتدى ومقدمااقول لنفسي كللووووووووووووووووووووووووووووووووووووش

ومشكور عقبال مانلبب في عرسك بس هم ولايهمك من الحين اقولك مقدما كلووووووووووووووووووووووووووووووش موافقه موافقه بي 3 اني اناالعضوالمميز ان شاءالله كل ايامي مميزه ويافرحتي بيكم يااحلى واروع منتدي شفت والله ان خيال هالمنتدى حتى في المنام احلم فيه عساكم دوم ع التقدم والازدهار مع احلى ابتسامه ههههههههههههههههههههههههه وضحكه عاليه لكم اسعدتوني والله ههههههههههههه

الفيزياء ابتساماتي
06-08-2009, 16:41
والله يامحمد وش حلوك ممتاز مجتهد في الموضوع استمر ع هذاالاجتهاد وان شاءالله تاخذالاول في جميع مراتب حياتك انسان مثابر وياليت انامثلك اناكسوله ومااحب اتعب نفسي بس زاق قلبي على شاطرتك في التنزيل برافوياحمادي بهديك اغنيه حماد حمادى يام الشهاده سلم ع امه يبي حلاوه هديه مني لك سلالالالالالالالالالالالالالام لك

الحزينه
06-08-2009, 20:46
رررررررررررررررررائع الله يجزاك خير

محمد يوسف جبارين
07-08-2009, 14:10
شروق
بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم

يسألني الفجر عن بهاء طلعته وما به من سناء
قلت يا فجر هذه شروق خلعت عليك رداء
من عيونها أسقتك حلاوة ومن رموشها بهاء
ومن لحاظها شربت سناء وكان بك ضياء
فهذه أهدابها بها زهو يسكب في عينيك غناء
ويا لرقة مبسمها وما نثرته فيك من رجاء
وفكرتها ما ابدعها أغنتك بها على استحياء
رائعة هذه الفتاة فمن جبينها شربت أباء
وشعرها كيف علمك السباحة في الفضاء
استعار الذهب منه لونه واليك أهدى صفاء
كرامة شروق وعزة نفسها وما بها من كبرياء
وما بها من شوق الى نهار يكنس كل الغرباء
وما أنار درب حياتها بكل عزم وعزة واباء
صفت نفسها لوعي تقيل به كل عنت وعناء
وأقبلت وطنية أبية تزرع فيك عبقرية الأداء

محمد يوسف جبارين
07-08-2009, 14:16
كما الطفلة ضاعت منها لعبتها

بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين


هذه حروفي لماذا تنزلي فيها غادرتها من زمن ولم تعودي اليها
خلعت نفسك باسمة من رحيقها فماذا يدعوك الى النزول فيها
كنت بعطرها الفواح تزجيها تملأين ما بين جانحيها رحيقا
ترسمين شدوها حلاوة فيها تسكبين الجمال بهاء وطيبا
تغردين على أفنانها كل آن وتشبعين حناياها حنانا رفيقا
غادرتها كاظمة لا تعرفين الى أين ولا وعيت لماذا تروعيها
أزعلت نفسك وما تعرفين لماذا وأبقيت حروفي باكية أمانيها
أذهلت قلبك بحس لا يناسبه وأزعجت روحا أنت تبكيها
تعصبت لحال لا فائدة منه فهل في جنبيك ما لا يعبق طيبا
أنت طيبة وأطيب منك جذوة توقد لك روائع الحياة أناشيدا
كما الطفلة ضاعت منها لعبتها فراحت بدموعها تود لو تلاقيها
فر منك الجفن فتاه الرمش في أمره وبانت العين وما يضنيها
تاهت منك الحواس وجابك تيه وما عرفت أيان النفس ترسيها
أنت وردة والحياة بك هائجة والهناء يدري أيان يرسيك ويرسيها
في الظل تلامسين من الهناء كل حقيقة وحين يأتي البوح تجافيها
تدور بك هواجس في غير محلها وتخشين نفسك من لقاء يجليها
هذه حروفي لم تزل روائحك فيها أنزليها وساكنيها وغني أغانيها

عين الشرينقان
12-08-2009, 05:56
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر

كليبر
12-08-2009, 09:00
زملائي الاحبه

انني اشعر بالحياء من لطف ترحابكم بي ومهما حاولت جاهدا ان انتقي من فصيح العبارات لن اوفق في التعبير عن ما تستحقونه من شكر,
أما الاخ محمد يوسف جبارين فسوف اهديه موضوع خاص بمكانة القدس الشريف عند رب العالمين وفيه شيء جديد, واليك هذه الابيات للجواهري رحمه الله

أحقا بيننا أختلفت حدود وما أختلف الطريق ولا التراب

ولا وجوه عن وجوه ولا الضاد الفصيح ولا الكتاب

محبة الفيزياء وأهله
12-08-2009, 12:46
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكوووووووووووووووووور أخوي الموضوع جدا رائع

محمد يوسف جبارين
12-08-2009, 14:35
فتاة عربية
بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين

فتاة عربية أشبه ما تكون بعطر يفوح من ورود ندية
اذا مشت فكلام قدميها مع الأرض نداء صحوة وردية
واذا شربت أو أكلت عزت عليها جموع الجياع في الأرض القربية والقصية
تمنت وحبة الماء على رأس لسانها أن تجف ألسنة الشر الردية
وارتفع في صدرها النداء يا جياع الأرض توسدوا العلم وافترشوا الحرية
سيروا في الارض أعلاما ترفرف بالمجد تغدو الحياة بكم زهرية
فتاة تعصب رأسها براية بلادها وتتزنر بحطة فلسطينية
تنطق ثيابها بما بها من وعي وآمال تعمر نفسها الزكية
كأنها برمزيتها تلبس القضية تريد أن تعلن للدنيا بأنها الوطنية
هي نبات شب في تراب القضية فالرمزية لديها لغة وطنية
فتاة شربها الوفاء وعاد بها رائعة تتواثب في فجر الحرية
شروق شرقية فيها ملامح القلاع وأسوار عكا وحطين وبلقيس والزباء الابية
كلما مرت في خاطري عجبت لامة كيف لا تسود الارض وفيها مثل هذه البهية
سلاما عليك يا شروق سلاما عليك يا ابتسامة نهار قادم بالحرية

محمد يوسف جبارين
12-08-2009, 14:38
أنا وطن الجراح

بقلم: محمد يوسف جبارين( ابوسامح).. أم الفحم..فلسطين

ذبيح أنا يا اخوتي . يحفرون الخنادق في وجنتي . يحزون السكين في رقبتي . يكسرون مني ضلوعي ، ويمزقون قلبي ورئتي وكبدي . دمائي تغطي وجهي وصدري ، يداي وأرجلي . أمشي أسبح في دمي ، ولا خل ، ولا قمر ، يأتي يزيح عني قاتلي ، ويوقف نزف دمي .
دمائي نازفة ، لا تكف عن النزيف . في كل يوم مذبحة ، ذبيح تلو ذبيح . لا يغادرنا يوم الا وحرارة الدمع من شدتها تكفي لتوقظ الرجولة من غفوتها ، في بلاد قيل لنا عنها ، بأن كل من فيها أخ لنا وصديق . لا يتوقف الموت عن حصاده ، ولا حفار القبور يكف عن حفره المأوى ، تلو المأوى ، لشهيد في أعقاب شهيد .
ملبدة سمائي بالغيوم السوداء ، فلا أرى فرجا ، لكن ذلك لا يعني أن رجائي انقطع ، أو صبري نفد ، فصبري لم يبلغه أحد ، ولا حد له مهما بلغت تعاستي وشقائي .
فما تمزق لحمي وعظمي ، الا لأني أمد الكرامة بالحياة ، لكي تعيش ، فمن ضرع الرجولة ، اعتادت أن تشرب حليبها ، وهذا أنا وحالي ، لا أكل ولا أمل ، فمهما اكفهرت أيامي واسود عيشي ، وارتفعت حرارة دمعي ، ونزف دمي ، فأنا كما أنا الرجولة ، لسان قضية المصير . لن يفلح الضغط علي ، مهما تعالى واشتدت شوكته ، ولن أفقد زمام السيطرة على ادارة دفة المصير .
لو أحكي قصة النزيف ، لا أتوقف عن السرد في مدة عام أو يزيد . أما ما شاهدته في الأقصى ، فلعلي أكتفي الآن بأن ألمس ما رأيته ، لأعود اليه تفصيلا مرة أخرى . كنت خاشعا في صلاتي ، وفي قلبي يتململ وطني وحبي لأهلي وشعبي ، أدعو الله ، أن يريحنا من الظلم وأن يتيح لنا ، أن نحيا أحرارا في أرضنا ، فاذا بهم يفتحون النار علينا . رصاصة استقرت في رأس صاحبي ، وهو راكع ساجد لله أمامي .. كانوا يطلقون النار علينا ، بلا داع ولا سبب ، سوى أن وجودنا في المسجد الأقصى ، ينشىء في وعيهم نوعا من الاحساس بفقدان السيطرة ، وهذا يستثير حنقهم ، ويستفز الغيظ في صدورهم ، ويومىء لهم بأن السيطرة على هذا المكان، وعلى القدس ، انما هي سيطرة في مرتبة الوهم الذي لن يتعدى حدود كونه وهما . أقول لكم بأني لم أعرف في قراءاتي كلها نظام حكم يفعل ما رأته عيناي ... اطلاق نار على مصلين ، وبقرار من أعلى مرتبة في الحكومة . رأيي بأن هذا هو أعلان الحرب على هوية المسجد الأقصى . بدأت معركة هوية هذا المكان . بدأت بأطلاق النار على هذه الهوية .
ارتفع النداء في رحاب الأقصى ، حي على الفلاح ، فلبيت نداء هويتي . كيف لا ألبي النداء ، وكينونتي نسيج هويتي ؟ . كيف أعرف نفسي ويعرفني صاحبي وأخي ، والناس كل الناس ، كيف يعرفون أنفسهم ، وبعضهم البعض ، أو يجتمعوا ويكون لهم كيان ، اذا لم يعرف أحد لأحد هوية . أنا مثل كل الناس الذين امتلأت أنفاسهم برائحة الوطن ، أعرف هويتي ، واني أحفظها بروحي ودمي .
المسجد الأقصى وطن ، هوية الوطن ، هويتي ، حاضري ومستقبلي ، قلب القدس ، يبوس ، ايلياء ، مدينة سالم ، عاصمة دولتي ، القادمة من روحي ولحمي وعظمي ودمي . لهذا يحاصرونني ، ويعلنون الحرب على عزتي وكرامتي ، ويسعون الى تدمير ارادتي ، وتحطيم اصراري على هويتي .
هويتي نور عيني وقلبي ، نبض حياتي وقمري وشمسي ، أرى بها كياني الآتي ، الذي لا أكف عن تشكيله ، في وعي ، وفي أرادتي ونشاطي .
يرتفع عندنا النداء ، في كل آن ، يعلو ويعلو في كل زاوية ومكان ، تنخلع القلوب للنداء . نداء ات من أعماق الزمان . نداء ينادي به المنادي في كل آن .. روائح الفجر هبت .. هيا الى القدس .. الى الأقصى ، حيث مواطىء أقدام التاريخ تحكي ، تقول : الى هنا جاء ويأتي كل من به قلب يحب الحياة ورفعة شأنها في أعظم درس .. من بين أنفاس الكرامة جاءوا ، وكل حبيب الى حبيبه يطير ، من حيث كان أو يكون ويأتي ، ترف قلوب الأحبة من شدة لوعتها ، فكيف اذا دق الأذى ، على عتبات الحبيب ، أو داهم باحاته بالعنف والرجس .
ينخلع قلب المحبين شوقا اليك – يا أقصى – وهذا الذي ترى منهم ، هو الحب الصادق الدافىء ، الذي لا يفتر ، فاذا حرارة الخشوع أمطرت دمعا بلل الساحات ، فان زنود الوفاء في دفع الأذى عن شموخ الأمويين ، وقد سال على جوانبها الدم .. دماء الوفاء توزعت في الساحات ، مثل قواوير الورد ، انتشرت ليحيا الجمال ويشقشق الأمل .
يزرع العاشق في أعماق اليأس وردا ، وذلك لكي ينمو الأمل ويعلو ويبزغ الفجر . فعهد المحب أذا ما أنخدش منه القلب طار اليه بالدواء يحميه ويحفظه . أواه كم تمنى المحب أن يكون هو الذي ينخدش ، أو اذا نال منه الأذى وهو يحامي عن قلبه فاضت مشاعره فرحا بالبذل الذي يبذله ، وكلما نزف الدم من الصدر أكثر غزارة ، فكلما كان زنده للأذى أدفع .
اذا سكب الأمويون في البناء ماء ، فانا قد بذلنا في صرح البناء ، من الدماء ما يزيد ويفضل ، أو جمعوا الحجارة لتأخذ في المكان المبارك مكانها ، فانا من اللحوم والعظام قدمنا ما يعلو بالبناء أعلى فأعلى ويجعله أفخم .
في روابينا الفتيات يحلمن بطفل يهبنه لصرحه الخالد فلعله يتحرر . أحلام الصبايا أن يرين البنين وقد سمو الى مرتبة الوفاء السامي الذي لا يعدله شيء ولا شيء منه أرفع .
عمر بن الخطاب زارنا والعهد باق ، تألفه كل الأنفاس ، وقد نذرت نفسها لتحرسه .
مشيت في رباك ، لا أعرف للدمع صمتا ، ولا لأنات القلب من خفوت . تاهت مني المفارقة في الحزن بيننا ، فكل شيء من حولي وأنا باكي ، كأني اذا نظرت في أحوالك ، عرفت كل شيء عن حالي .
حال هذا المسجد من حال أمة اذا هي نامت أمتدت أنياب الصغار لتنال منها ، وقد علا شخيرها في كل وادي .
أمة أكبرت الصغير وما أدركت ، بأن العصا اذا أهتزت عاد الصغير الى لعبته في اللطم على وجهه والبكاء على حاله .
تعرف العروبة على أي وجه تدير وجهها ، لكن البلادة لم تدع للكرامة وجها يحكي .
حالي من حالك ، وحالنا من حال الكرامة ، التي ندت عيناها على حال آل اليه عرب وأعراب .
رأيت الدمع في عينيها ، وقد جاءت تسألني ، أن أحمل عنها جرحها الدامي ، قلت لها هذا جراح الأقصى ، جرحي أنا ، وأنا حامله فهل في ساحات العرب غيري أنا وحدي يحمله .
أنا وطن الجراح وما حطمني جرح ، ولا مصائب الدنيا ، وأثقالها التي ناخ بها الزمان على أكتافي .
ذلك حالي وألأحزان قد رتعت في نفسي ، فلا تكف عن تقطيع أحشائي .
وسط النار أحيا ، وثغري يفتر عن أبتسامة ، تحكي للدنيا عن عذوبة غدي الآتي .
من ضرع الكرامة ارتويت ، فاشربي يا عزتي ، من عافية ريانة ، بحب الأقصى ، وهذا التراب الغالي . اشربي وقري عينا ، فهنا عافية ترتوي من عزيمة ، لو زرعوا الفأس في رأسها ، لنبتت مكان الفأس أحلام وآمال وصبايا وفتيان ، تقول بلا كلام ، أرض آبائي وأجدادي ، تراب أرض الاسراء والمعراج ، ترابك يا أقصى ، أغلى علينا من حياة تمر مر السحاب .
هو نبل الحقيقة التي ارتوت بها النفوس ، فلما داهمتها الأحزان ، تخرجت من بين دموعها ، وأصبحت صقورا ، لا يطفىء بريق عينيها موت ولا خوف ، ولا جعل أيامها ليلا كثير السواد .
مبلل أنا بالدماء ، وقد تسابقت مع دموعي ، في أيها يغسل جراحي .
وحيد أنا ، من لحمي أصنع الدروع لصدر أحبة ، أواه – يا أقصى – هل أقل من لحمي أقدمه لك درعا يق صدرك العاري .
آه يا درة الدرر ، ويا درة الشواهد وألأدلة والحقائق التي تضيء حقيقتي ، لترى الدنيا ما حل بي ، وكيف كان ذبحي ، وكيف تشكلت مأساتي .

أكسيد الزئبق
16-08-2009, 10:04
شكرا لك يأخي وشكرا لكل الذي أفادونا
وان شاء الله أكون عند حسن ظنكم

البلبلة
16-08-2009, 14:54
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا على هذا التحفيز و أرجوا أن أكون عند حسن ظنكم بي.

الشيخ احمد
16-08-2009, 15:35
بالتأكيد الكل يحب يكون متميز شكرا على الترحيب والتحفيز لكن أنا مقبل على الثاني عشر ولا أستطيع أن أتواصل كثيرا لكن بمشاركاتكم أستطيع أن أحقق التميز وإن شاء الله أحاول أن أضيف كل ما هوجديد لدي
شكراااااااااااااااااااا

الشيخ احمد
16-08-2009, 15:48
قرأت هذه المعلومات : (في العام 1976 قام العلماء بتجربة للتأكد من صحة تمدد الزمن بالنسبة لجسم ما إذا تعرض لمجال جاذبي قوي وكانت التجربة عبارة عن وضع ساعات هيدروجينية في صاروخ وصل إلى ارتفاع عشرة آلاف كيلومتر عن سطح الأرض عند مستوى سطح البحر وتم مقارنه إشارات ساعة الأرض مع التي على الصاروخ ، وطبعا كما هو متوقع كانت الساعة على الصاروخ أسرع منها على الأرض بمقدار يتفق بشكل مذهل مع التنبؤات النسبية العامة لعبقرية ألبرت أينشتاين لان الصاروخ معرض لمجال جاذبية أضعف من الذي معرض له الأرض.)
الأسئلة:
1) لماذا استخدمت الساعات الهيدروجينية و في تجربة أخرى استخدمت الساعات الذرية للسيزيوم؟
من خلال إطلاعي ما فهمته هو أن هناك إختلاف بين مفهوم ألبرت آينشتاين حول فكرة السفر عبر الزمن وبين الفكرة الشائعة لدينا من الأفلام الكرتونيةو أفلام الخيال العلمي ، فما نراه هذه الأفلام هوأننا ننتقل إلى فترات زمنية منقضية ومكان آخر يختلف عن المكان الذي نعيش فيه حاليا ربما عشنا فيه سابقا أو ننتقل لمكان آخر سنعيش فيه في المستقبل وطبعا هذا غير واقعي إنما من الخيال بينما فكرة آينشتاين هو أن الإنسان على الأرض تمر عليه فترات زمنية منتظمة محسوبة بوحدات زمنية متعارف عليها كالسنة مثلا إذا أراد شخص السفر عبر الزمن ليحقق ما يطرحه آينشتاين في نظريته فسيذهب في رحلة بسرعة الضوء أومايقاربه إلى ارتفاع عالي فيؤثر ذللك على ساعته نظرا لتأثير الجاذبية الأرضية الضعيف على الساعة فتكون الدقيقة لديه طويلة أطول من الدقيقة على سطح الأرض فإن هذا الشخص سيقوم برحلة مثلا وفقا لحساباته يوم واحد بينما مثلا على الأرض تكون حسابات شخص آخر والناس على الأرض لهذه الرحلة هي على سبيل المثال سنة فالساعةالبيلوجية للإنسان الذي قام بالرحلة تجعله يشعرأنه سافر لمدة يوم كما رأى في ساعته بينما مدة الرحلة التي قام بها هي سنة كاملة فعندما يعود إلى الأرض يجد أنه مر عليها سنة كاملة فيعتقد أنه تقدم إلى المستقبل فهنا برأيي ليس سفر عبر الزمن كما في الأفلام إنما اعتقاد الشخص بأنه سافر عبر الزمن والحقيقة هو أنه كما نقول أن واحد متر يساوي مائة سنتيمتر كذلك هذه( اليوم تساوي سنة كاملة هذا للمثال فقط ) وان مايدعمه ويؤيد ظنه هو حسابات الساعة.
السؤال هو هل كل مافهمته صحيح أحتاج التأكيد أو توضيح الخطأ إذا وجد
3) في حالة استخدام الساعات الرقمية ، فهل سيحدث فيها تغير أو تأثير؟
***أحتاج من كل شخص من الإخوة الكرام التكرم بالرد المنطقي مع ذكر مصدر موثوق لما يطرحه من رأي في حالة وجود مصدر (سواء كان مقتبس من عالم أو من كتاب علمي أو موقع موثوق) ، لأني أحتاج المعلومات بشكل عاجل لإتمام بحث علمي بهذا الشأن ، مع خالص الشكر والتقدير.

مصطفي الاسيوطي
16-08-2009, 21:09
[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين امابعد*****/
شـكــ ـــرا لك . وبارك الله فيك.. لك مني أجمل تحية اخي الكريم
نحن دائما نسعي للعلم فهو طريق التميز فمن سعى للعلم سعى التميز لهوانا اعدكم بان اكون عضوا متميزا من خلال ما ينفع الناس
لا من خلال المنشيتات العريضه وحسب وسوف افاجىء الجميع بموضوع له سحره الفيزيائي ولكن انا الان مبتعد قليلا عن الفيزياء لظروف خاصه وضروريه
وفى النهايه لايسعنى الا شكرك اخى الكريم واهديك هذا الشعر لانه يناسب كرمكم وتواضعكم
[ كن كالنجم يعلو فوق صفحات شيمه وهو رفيع
ولاتكن كالدخان يتعالى على النجم وهو وضيع
الاسيوطي

nagam20
17-08-2009, 17:33
كيف يمكن أن أكون العضو المميز يعني ماذا أفعل؟

محمد يوسف جبارين
19-08-2009, 02:35
ملاحظة : عن التساؤل عن علاقة الزمن بالجاذبية ، فالمتسائل ، يذكر الزمن والجاذبية ، ويذكر الساعةالذرية ، وأنا أعد بأن أكتب عن هذا الجانب مستقبلا ، فأنا أفهمه ممتازا ، وأما الآن هنا فاني أقول للأخ الكريم : نعم هناك علاقة وثيقة بين الزمن والجاذبية ، وقد أجريت تجارب أيدت هذه العلاقة ، والنظرية النسبية العامة تعطينا شرحا وافيا لهذه العلاقة بين الزمن والجاذبية ، وأما ذكر (ساعة ذرية ) ، فهي الساعة التي بوسطتها يمكنا أن نقيس أجزاء صغيرة جدا جدا من الثانية الواحدة ، فاستعمال ساعة كهذه في تجارب تبحث عن علاقة بين الزمن والجاذبية ضرورية ، فبدونها ، لا يمكنا أن نقيس جزءا صغيرا جداجدا من الثانية ، فأما سؤالك عن كتاب ، فكتاب عن النظرية النسبية العامة يمكن أن تجد فيه هذه المادة ، وهناك كتب مبسطة في هذا الجانب ، يمكن البحث عنها ، وغالبا ، ما يوجد مثال كهذا الذي تريده فيها ، فمثلا كتاب Einstein's Universe..NIgel Calder
تذكر دوما بأن الجاذبية كلما كانت شديدة أكثر فكلما كان بامكانها أن تتسبب في ابطاء الزمن أكثر في أكثر ، أو كلما سار جسم في الفضاء بتسارع أعلى فأعلى كان الزمن ( زمنه ) أصغر فأصغر ، فكلمة جاذبية وتسارع ، رديفان .. وانظر هذا الموقع
http://www.perimeterinstitute.ca/Outreach/Explore_Our_Universe/Why_Does_Gravity_Slow_Time?/

وهذا الموقع
http://en.wikipedia.org/wiki/Gravitational_time_dilation

وحيث الجاذبية تكون كبيرة جدا ، فالزمن بطيء جدا ، فما حال الزمن في ثقب اسود Black hole ..الجواب صفرا ، فالساعة تتوقف لا يمكنها أن تتحرك .

محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم فلسطين
astrosameh@Gmail.com

محمد يوسف جبارين
19-08-2009, 16:13
ليس بالضرورة أن يبدأ المسلمون في الأرض صيامهم في يوم واحد

بقلم : محمد يوسف جبارين ( أبوسامح) ..أم الفحم..فلسطين

المسلمون مكلفون باتباع دينهم ، باتباع نص القرآن ، لا بملاءمة أنفسهم لرغبة هنا أو هناك ، ولا بأن يكونوا على ما يتفق لغيرهم ، من الذين يتبعون في دورة الزمان نظاما فلكيا مختلفا ، وعقائد مختلفة ، فالتقويم الفلكي الذي يقوم عليه تحديد أزمنة رمضان ، بدايته ، أيامه ، نهايته يستند الى دورة القمر حول الأرض، والتقويم الهجري قائم على اساس دورة القمر ، اي التقويم القمري ، فعلى هذا الاساس يتحدد الزمن ، فأما التقويم الميلادي أو الجريجوري ، فانه لا يقوم على دورة القمر وانما على دورة الأرض حول الشمس ، فاذا كانت الشمس على الدائرة الاستوائية السماوية ، على خط الاعتدال الربيعي ، بالنسبة للنجوم البعيدة ، بدأت السنة ،ثم ان اليوم في حال كهذا يبدأ منتصف الليل ، بينما التقويم القمري نظام مختلف ولا يصح بحال أن يطالب أحد بمطابقة هذا النظام للنظام الشمس أو النجمي ، فهي دورة كواكب ونجوم ، ولا يملك الانسان أن يتحكم في سيرها ، وانما ، فهم الانسان لحركاتها هو الذي أتاح له ، أن يقيم تقويما للزمن أتاح له بالاعتماد عليه أن ينظم أوقاته ، وحياته .
وحتى في اليوم القائم على النظام الميلادي ( الجريجوري ) فان منتصف الليل ( بداية اليوم) ، أو حتى الغروب ، والشروق ، لا يتفق أن تكون في ساعة واحدة ، وما كلمة مراعاة فروق التوقيت الا نابعة من هنا .
لكن اليوم القمري ، القائم على دورة القمر ( تحديد الزمن قائم بناء على دورة القمر حول الأرض ) ، فانه يبدأ ساعة الغروب ، فمن هنا يبدأ اليوم القمري ، لا في منتصف الليل ، أي أن طول اليوم القمري يتحدد في ضوء ذلك ، ثم ان الشهر القمري ، يبدأ من لحظة ظهور القمر كهلال على الأفق ، فمن هنا يبدأ اليوم الأول في الشهر القمري ،فمن لحظة ظهوره على الأفق وحتى الفجر أو لنقل صلاة الصبح عند المسلمين ، فان رؤية القمر من جانب المسلمين ، انما هي بدء اعلان او اشعار أو قرار ببدء الشهر فاذا كان ذلك شهر رمضان ، كان ذلك بدء شهر الصيام ،
ومن الناحية الفلكية ، أي من ناحية رصد أو حسابات فلكية قائمة اصلا على الرصد ، لحركة القمر حول الأرض ، فانه من ساعة غروب الشمس ( ساعة بدء اليوم في التقويم القمري..عند المسلمين ) ، وحتى آذان الصبح ، تكون مرت عدة ساعات ، فاذا تمت في خلالها رؤية القمر (كان هلالا على الأفق ) ، يبدأ الصيام مباشرة بعد آذان الصبح ، وينتهي صيام اليوم ساعة غروب الشمس ليبدأ يوم قمري آخر ، فاذا تمت رؤية القمر ساعة بعد صلاة الصبح لا يجوز صيام ذلك اليوم ، وعلى من أراد الصيام أن يباشر صيامه في اليوم التالي لأول يوم صيام قد صام فيه من تأت له رؤية شهر رمضان قبل صلاة الصبح تلك .
وهنا السؤال هل دورة القمر حول الأرض تقول لنا من وجهة نظر علمية (فلكية ) ، بأن القمر يمكنه أن يظهر هلالا لكل سكان الأرض قاطبة دون استثاء أي مكان من الأرض ، وذلك (الظهور هلالا للقمر ) ، ما بين ساعات تمر مثلا من ساعة غروب الشمس في مكة وحتى آذان الصبح في نفس المدينة ، علما ( من وجهة نظر الدين الاسلامي ) أن ظهورا كهذا هو بمثابة اعلان عن بدء شروع بالصيام بعد صلاة الصبح مباشرة . وتذكيرا بأن كل المناطق من الأرض التي يظهر فيها الهلال في هذه الساعات تستطيع أن تبدأ بالصيام .
الاجابة على هذا السؤال قاطعة فلكيا ، لا .. لا..لا ، اذن تبقى هناك مناطق من الأرض ، يظهر لها القمر هلالا بعد تلك الساعات ، مباشرة بعد صلاة الصبح حيث يكون المسلمون من تلك المناطق التي شاهدوا فيها القمر هلالا قد شرعوا بالصيام ، فأما المناطق الأخرى ، فان القمر يمكنهم أن يروه هلالا في خلال وقت يكون فيه الذين سبقوهم الى رؤيته قد شرعوا في الصيام ،
فكل الذين يرون الهلال بعد صلاة الصبح تلك وحتى صلاة الصبح التي تليها من اليوم التالي يباشرون صيامهم.
نتذكر هنا بأن اليوم حسب التقويم القمري (للمسلمين ) يبدأ ساعة غروب الشمس ، فصلاة المغرب ، ثم صلاة العشاء ثم الآذان لصلاة الصبح ، ويبدأ صيام ، وينتهي مع غروب الشمس ، فيوم كهذا يبدأ مع بدء الليل ، فنصفة (تقريبا ..كلمة نقولها مع العلم بعدم دقتها علميا ) ، ونصفه الثاني نهار ( ويكون فيه الصيام ).
نتوصل من ذلك كله ، الى أنه وفق دورة القمر حول الأرض ، فان القمر ، ليس بالضرورة أن يظهر لكل سكان الأرض ، هلالا ، في ساعات تسبق صلاة صبح يوم واحد ، ليتأتى للمسلمين كافة في الأرض أن يبداؤا صيامهم في يوم واحد .
واني أؤكد على أن هذا الذي أقوله انما هو نتاج علم بدورة القمر حول الأرض ، وبالتقويم القمري وفق هذه الدورة .
وبعد أن حسمنا في الأفهام مسألة العلم بفلك القمر وما يتصل به من تحديد للزمن ، وما يتصل بذلك من صلة الصوم به لدى المسلمين ، من وجهة نظر فلكية بحتة ، نأتي الى ما يجري من قال وقيل ، وهي داخلة في جملة التيه في البحث عن صواب موقف .
فماذا يقال ، في القرآن آية كريمة تحدد بدء الصيام ، ( صوموا لرؤيته ...) ، فهذا قرآن ، وهذا جامع العقيدة والمسلمين ، ولا محل من الاعراب ، لقول بغير ما قال القرآن ، الا أن يكون القول مفسرا لكلمة ( رؤيته) التي جاءت في القرآن ، فما تعني قول رؤيته ، بالعين المجردة ، فماذا عن النظارات ، وما الفرق بين نظر من خلال تلسكوب ضوئي ، ونظارات ، وما الفرق بين حسابات فلكية ، ونظر بالنظارت أو التلسكوب ، وهل ثمة فارق في النتيجة ، وأين تكمن اشكالية الحيرة ، في داخل هذا الوعي الممتد بطول وعرض الجغرافية الاسلامية ، فأولا القياسات الفلكية قائمة على رصد فلكي ، بواسطة تلسكوب ضوئي ، وأيضا يمكن استعمال تلسكوب يعتمد على أشعة الراديو ، في معرفة مكان القمر وتحصيل قياسات لدراسة دورته ، لتكون هذه القياسات بعد احاطة بدورته ، اساسا لبناء نموذج ، قابل لكي يعطينا مكان القمر في أوقات من سنوات قادمة ، بعد عشرة أعوام وأكثر ، واننا بذلك نملك تحديد نسبة الخطأ ، فمعرفة مكان القمر في السماء ، لا يمكنها الا أن تكون صحيحة .
ولعلنا نفيد اذا قلنا هنا بأنه في أيام تتلبد فيه الغيوم في السماء وتسد الأفق لأيام ، فان تلسكوب الراديو ، والحسابات الفلكية ، تحل في محل كل اللاممكن وهو العيون التي لا يمكنها أن ترى بسبب من عدم امكانية الرؤية ، اذ كيف ترى عين هلالا على أفق تسده الغيوم ، أو يسده الغبار الكثيف في الهواء .
فالقول بأن العين المجردة يجب أن ترى فيه تجاوز لمستجدات يمكنها أن تطرأ على الطبيعة ، فتحيل مقدرة العين على الرؤية الى مرتبة الصفر . ناهيك الى أن اعتماد التقويم القمري ، يجعل من رمضان يدور بدورة القمر على مدار فصول السنة كلها ، ولعل في ذلك حكمة لمن يريد أن يعتبر ، اذ الصيام في مجرى العمر يكون تحت كل ظروف من صيف الى خريف الى شتاء الى ربيع .
فثمة حوار بين ضرورة رؤية بالعين لتحقق طاعة لآية كريمة..لذكر حكيم ، قال بها من قال ولم يزل يقول بها من يقول ، وليقل ، فمن يرى بواسطة تلسكوب يستطيع أن يأتي بهذا ويجعله يطل من داخل تلسكوب ، فليس مثل المسلم مأمورا بالعلم ، فهو بنص القرآن .
فأين المشكلة ، لنقل بانها بين رؤية بالعين ، وبين رؤية بالعلم تؤيد العين بأن ترى بوسائل يمكنها من الرؤية ، فرؤية بالعلم ، محققة تحت كل ظرف بما تتحقق به من وسائل من أجهزة ، تلسكوب ضوئي ، تلسكوب راديو ، أو حتى بواسطة اشعة الايزر ( ولكن تحت ظروف ملاءمة ) ، فبالعلم ترى العين ، فلماذا عقل لا يريد بالعلم أن يرى ، فتلك مسألة تفسح المجال الى الحوار ، ويا ما أقرب علماء الدين المسلمين الى العلم ، هم دعاة الى العلم ، فذكروهم بآيات العلم ، قولوا لهم أين هذه الآيات في القرآن ، فلعلهم يدعون بها فينهض هذا العالم الاسلامي الراكد في ما لا فائدة له به .
وماذا بعد الرؤية ، انه الصيام . ( فمن شهد الشهر منكم فليصمه...) ، فهي الآية الكريمة التي لا يمكن تجاوزها ، فهنا العقيدة ، الطاعة ، أي التقيد بنص الآية ، فاذا الرؤية تحققت بدأ الصيام ، وحيث لا تتحقق فلا صيام ، وحيث أنه لا يمكن لكل سكان الأرض معا ، أن تتحقق لهم الرؤية بالضرورة ، ( من وجهة نظر فلكية )، وقد بينا ذلك من قبل ، فليس بالضرورة أن يصوم من لم تتحق رؤيته لهلالا بدء شهر رمضان ، اذ يبدأ الصوم بتحقق الرؤية ، وذلك شرط تحقق طاعة آية كريمة .
ومع ذلك هناك جهل مطبق بدورة القمر ، وتحت ظلال هذا الجهل ، ترى المسلمين حائرين ، فهم يرون أنفسهم أمة واحدة ويحبون أن يصوموا معا ويعيدوا معا ، كما أنهم يحجون بيت الله الحرام معا .
ويفيض الجهل وتتغذى به هذه الرغبة الجامحة ، فترى في كل مكان مرارة ، لماذا لا يتفقون ، فمرة المرارة تنسكب على العلماء ومرة على الحكام ومرة ، على ...، حيرة ، تيه ، رغبة قوية بأن يشرعوا بالصيام معا ، لكنهم أولى لهم بأن يلتزموا نص القرآن فان فيه راحتهم ، فالصيام ، لرؤية القمر ، فمن شهد الشهر فليصمة ، وليس بالضرورة أن يبدأوا معا ، فكذلك خالق الخلق الذي يعبدونه يريد ، فلماذا ؟! هل هم يريدون طاعته ومخالفته في آن واحد .
انه التقويم الهجري ، القائم على دورة القمر حول الأرض ، ولا أحد يملك تبديلا في هذه الدورة . فدورة الصيام متصلة بهذه الدورة ، فتلك مشيئة الله .
ولنقترب من التقويم الميلادي ( الجريجوري) ، أي الرزنامة التي بين أيدي كل الناس ، ولنقل الآتي ، لو أن لدى المسيحيين ، صيام اسبوع من ساعة شروق الشمس وحتى مغيبها ، فهل يتأتى لهم صيامهم معا ( على افتراض انهم موجودن في كل بقعة من الأرض )، فحيث تشرق الشمس تكون قد غابت في مكان آخر ،فاذ يبدأ جانب مع شروق بالصيام ، يكون على سكان الجانب الآخر أن ينتظروا شروق يوم ، ليباشروا صيامهم، وحيث أن اليوم في تقويم كهذا يبدأ منتصف الليل ، فبدء صيامهم لا يتأتى بشروق يوم .
ولقد ظهرت من قبل دعوة تقول بأن يتفق المسلمون مثلا على أن هلال أول يوم من شهر رمضان ، فيما لو ظهر لأهل مكة ، فليكن ذلك بدء صيام المسلمين كافة ، وهذه دعوة متوهمة حلا لا يجوز أن يكون حلا ، فكأن المسالة مشتقة من خلافات ، أو كأنها بعض خلافات حكام وعلماء ، فبازاء ذلك أسأل هؤلاء ، فماذا يفعل مسلمون في أميركا الذين يكونون قد شاهدوا هلالا اول يوم من رمضان ، أفلا يصوموا قبل أهل مكة التزاما باملاء القرآن ، صوموا لرؤيته .
فخلاصة القول أمران ، فهم دورة القمر ومعها الانتباه بأننا كبشر لا نملك تبديلا في حركة القمر ، والتزام النص القرآني ، وترك ما عدا ذلك من تهافت على رغبات لا صلة لها بتعريف ماهية أمة . وليذكر كل ذي عقل بأن القمر قريب منا ، من الأرض ، ولهذا التقويم القمري أقرب الى أن يكون أصوب من كل تقويم آخر غيره ، وبأن ربط الصيام بالقمر ، مسألة غاية في العظمة ، فبوجود علم فلك وبدونه يمكنه انسان الأرض أن يعرف بدء الصيام ، وذلك من خلال مراقبته بعينيه للقمر ، فلدينا دين هو في جملة علاقته بالطبيعة يحمل لنا الخير كله ، وفقط أن نعتدل ونصدع بالحق فلعلنا نبلغ رشدا .

ملاحظة ( لمزيد من الوضوح ) : ( 1 ) : عندنا التوقيم الهجري ، والتقويم القمري ، فأما الأول فهو الرزنامة التي بنيناها ، لأنفسنا ، كمسلمين ، وذلك بدءا بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا التقويم نقوم دوما بضبطه وفق التقويم القمري ، الذي نقوم بتحصيله من خلال رصد دائم ( بواسطة التلسكوب ) ، ومتابعة لا تنقطع ، فبواسطته ، نعرف بالضبط أين يوجد القمر في كل لحظة بالنسبة للأرض ، فهو التقويم القائم على الرصد وعلى الحسابات الفلكية التي يسمح بها الرصد ذاته ، وبناء على هذا نقوم بضبط التقويم الهجري ، فمثلا بين التقويم القمري والهجري فرق في الزمن ، وهذا يعادل أحد عشر يوما ، في كل ثلاثين عاما ، ولذلك نحن نضيف هذه الايام الى التقويم الهجري ، ليكون مضبوطا ، فلكيا ، ولو ترك التقويم الهجري من دون ضبط مستمر لاستحال الى تقويم لا فائدة منه . فعلى ذلك التقويم القمري ، أو الرصد والحساب الفلكي هو الأساس الذي نعرف به الزمن ، وما التقويم الهجري الا خصوصية نحن رغبنا بها وارتضيناها ارتحنا لها ، لتميزنا ، فكل ما يتصل بنا يمتاز بما يدل علينا .
( 2 ) : القمر يدور حول الأرض ، في مسار اهليليجي (ليس دائريا ، وانما بيضوي .. في الهندسة المستوية نقول قطع ناقص ، والقمر في أحدى بؤرتيه ) ، بينما الأرض والقمر كمجموعة واحدة تدور حول الشمس ، ويميل مسار الأرض مع دائرة البروج ( مسار الأرض حول الشمس ) ، بزاوية مقدارها 5.1 درجة ، فاذا حسبنا زمن الدورة الكاملة للقمر حول الأرض بالنسبة لنا نحن الأرض ، نجده زمنا مختلفا عن زمن دورة القمر بالنسبة للنجوم البعيدة ، فالاختلاف مسألة قياس ، لكن دورة القمر هي واحدة ، ونسمي هذا الزمن باسم ، وذاك الزمن باسم آخر ، واذا تابعنا دورة القمر في خلال شهر فلا نجد يوما يساوي يوما بالتمام ، ولا شهرا يساوي شهرا بالتمام ، وكل ذلك يتم مراعاته في التقويم ، وبناء الرزنامة ، فمسالة الزمن والتقويم ، تحتاج الى متابعة ودقة .
( 3) : ظهور القمر على الأفق يعني أن يكون على دائرة البروج ، فاذا ذاك يبدأ بالظهور كهلال ، معلنا بدء شهر في التقويم الهجري ، فاذا رأه الناس قالوا هذا هلال رمضان وبذلك اعلان بدء الصيام . فأين الاشكالية ، ( لقد أتينا عليها في المقال ) ، وهنا يكفي التذكير ، بأنه هناك احتمال أن يظهر القمر على الأفق بعد صلاة صبح يوم ، ومن هنا الاحتمال أن يصوم كل المسلمين معا ، ذلك بأن فرصتهم الى رؤيته تكون كبيرا جدا ، ولربما قائمة .
فأما اذا ظهر القمر على الأفق ، مثلا ساعة قبل صلاة الصبح ، (فمن شهد الشهر فليصمه ) ، لكن هناك الآخرون من المسلمين الذين لن يروا القمر الا في اليوم التالي ، فلا يصوم المسلمين معا ، فمن هنا طاعة أمر الله أولى بالاتباع من رغبة في صيام معا .
( 4 ) : يجب أن ننتبه الى أن القرآن يقول للمسلمين بأن يصوموا ( لرؤيته ) ، فان في ذلك ربط المسلمين بالمشاهدة الفلكية ، وهنا ما يبهر ، ويستدعي الفخر بالدقة القرآنية ، اذ أن الأصل في كل تقويم فلكي للزمن ، انما يقوم على المشاهدة الفلكية ، وكل تقويم يجب تعديله بضبطه بناء على المشاهدة والقياس ، فاذن دعوته تعالى ذكره : لرؤيته ) ، هي دعوة التصاق بالطبيعة ، دعوة التزام المشاهدة والقياس القائم على المباشرة في استقاء المعرفة بالزمن من أصوله ، من دورة القمر الماثلة أمام العين الآن ، لا ما في الأوراق من تقويم كان ، وهذا بحق رائع ، لما ينطوي عليه من دعوة متابعة دورة القمر ، توخيا للدقة ، فالمشاهدة والقياس الآن ، الآن ، لا الاعتماد على مشاهدة كانت وقياس كان ، وهذا هو ضمان التوخي المستمر للدقة في معرفة الزمن ، في كل ما يتصل بتقويم هجري أو قمري .

فيزياء فلكية astrosameh@Gmail.com

الميلود
20-08-2009, 11:46
بسم الله الرحمن الرحيم اعتذر على هذا الغياب حيث كنت منهمك فقط في جمع كتب فيزياء الكم من المنتديات والمواقع المختلفة في الانترنيت والتي اظن انه الامر الذي سأكون فعالا فيه ان شاء الله وقولكم ((هل تريد يا الميلود
أن يكون يكون هذا الوسام من نصيبك ؟ هل تريد أن تكون العضو المميز لشهر فبراير؟))فهذا لي عظيم الشرف خاصة في منتدى يحمل اسم ملتقى الفيزيائيين العرب تقبلوا تحياتي

ساره محمد
20-08-2009, 21:13
جزاكم الله خيرا وشكرا لحسن ظنكم

محمد يوسف جبارين
22-08-2009, 04:53
سنريهم آياتنا...

بقلم: محمد يوسف جبارين( ابوسامح)..أم الفحم ..فلسطين


(( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبن لهم أنه الحق ، أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ، آية 53 فصلت )) .

(( ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل اليك من ربك هو الحق ويهدي الى صراط العزيز الحميد .. آية 6 سبأ )) .
فمشيئة الله تأبى الا أن تأتي علوم الكون ، بل وعلوم الطبيعة كلها ، تشهد بأن هذا القرآن العظيم ، ما كان له ، الا أن يكون من عند خالق الخلق كله .. خالق الأشياء كلها (( وما كان هذا القرآن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين .. آية 37 يونس )) .
فكأنما العقلية العلمية ، بما تتوصل اليه في خلال البحث عن اسرار الطبيعة عبر الزمان ، تأبى لها ارادة خالق الخلق كله ، الا أن تشهد ضد هؤلاء الذين توهم الناس ، بأنهم فلاسفة ، وبأنهم باحثون عن الحقيقة ..أنكروا خالق الخلق ، فغرقوا في بحر أوهام افترست كثيرا من الناس ، فانساقوا معا في ضلال مبين ، وما اتبعوا غير الظن ((... ان الظن لا يغني من الحق شيئا ..آية 36 .. يونس )) .
وكأن الطبيعة لا بد وأن تنطق حقائقها في عقل الانسان ليزداد التفاتا الى الايمان ، وكل مؤمن ليزداد ايمانه رسوخا .. تأتيه أنوار حقائق الكون تحمل أدلة تزيد في صدق ايمانه ، تأتيه نورا على نور ، فيزداد قلبه أمنا وطمأنينة الى أن هذا القرآن العظيم ، انما تنزل بالحق ، وبالحق نزل ، أما من كفر وتولى واتبع كل شيطان رجيم ، فانه يمر على الأدلة ، وعلى الآيات ، ولا يعقلها (( وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون .. آية 105 يوسف )) .


في القرآن الكريم آيات تمس حقائق الكون ولا تفصلها تفصيلا كاملا ، وذلك لأن خالق الخلق قد جعل هذا شأن عقل باحث ، عن حقائق الكون ، سوف يأتي زمانه ، ويؤدي دوره ويجلي هذه الحقائق ، فيلتفت العقل الى المقاربة ، بين ما توصل اليه في خلال بحث طال زمانه ، وامتد من جيل الى جيل ، وبين معان في آيات كريمة، جاءت في القرآن تختصر بمعناها ، ما توصل اليه البحث العلمي في جانب يخصها ، ويحار العقل في كيف يمكنها معرفة بحقيقة كونية ، أن تنزل في القرآن في زمن كان العلم فيه ، في شتى علوم الطبيعة بحال لا يتيح معرفة كهذه ، فهنا اللامعقول أن يكون قائما ، انما هو قائم بالفعل ، فهنا في القرآن آيات تنطق بالمعنى ، وليس ثمة تأويل يمكن أن تتأول علية الآيات ، بغير ما تدل عليه ، بكل فصاحة الرسم للتعبير عن المعنى ، فهنا دهشة العقل مما يطل علية من الآيات الكريمة ، ، فكيف له أن يفهم ، بغير السؤال ، عن سر وجود هذه المعاني في الآيات ، وكيف له وهو الذي راح ينقب بجهد منقطع النظير عن اسرار الطبيعة ، أن لا يقر بأنها المعاني التي ما كان يمكنها أن تكون نتاج تأمل عقلي ، أو نظر ثاقب يجوب بناظرية السماء والأرض وما بينهما ، بكل ما أوتي من حصافة ربط وقياس ، فوسائل العقل الى معرفة معنى من تلك تكاد ، في زمن محمد صلى الله عليه وسلم ، لا تتجاوز ما أودع في جسم الانسان من وسائط ، يطل العقل من خلالها على ما يتأثر ويؤثر به في محيطه ، فليس له الا أن يقر ، بأن هذا المعنى في هذه الآية أو تلك ، انما جاء من خارج العقل الى النص القرآني ، فالعقل ، فلعله يعقله ، وانما هو المعنى الآتي من قدرة محيطة وسعت التكوين كله تدبيرا واحاطة وعلما ، فهي المعرفة النازلة في النص ، لا يمكنها الا أن تكون من عند رب السموات والأرض ، فكيف تأتى لبشر أن يدريها ، فلا بد وأنه قد أخبر بها .. نزلت عليه ، ولماذا هو بالذات ، فلا بد من تفرده لدى من أنزل عليه الآيات ، فهو الذي تلقى العلم ، وكان الخالق من اختصه به ، وليس الى هنا فقط ، وانما القرآن في آية كريمة قال بأن تفصيل الآيات آت في زمان قادم ، فلا ريب في ذلك ، ، فهو انباء بأن الفهم التفصيلي آت ، بقدرة عقل بشري آت على الأرض ، وفي خلال تنقيبه يهتدى ويدري ، وتتجلى معاني آيات كريمة ، وهو التحدي القرآني الكبير ، اذ لا يمكن للبحث العلمي كيفما دارت دورته ، في زمان قادم على الأرض ، الا أن تصب في تصديق الذي ورد من معان ، في آيات كريمة ، فهنا الذي وسع كرسية السموات والأرض ، فهو الخالق الذي وسع كل شيء علما ، فهو الذي ينبيء بذلك ، وبأن تيسير المعرفة للعقل آت ، وتحصيلها سوف يكون ، والاطلالة عليها وعلى الآيات سوف تسطع بكل ما تعنيه ، وهذا يعني بأن سير الطبيعة في الزمان ، على كل ما سوف تكون عليه من تغير متصل لا ينقطع ، فان وعد الخالق في القرآن سوف يكون نافذا ، أي الحتمية تلازم ضرورة النفاذ للوعد ، فهو الوعد الذي سوف يأتي بما يصدق ما بين يدي القرآن ، فالذي قضاء أمر يريده نافذا ، فلا بد وأن تقديره للأمر يكون وفق ما يترتب عليه قضاء يصدقه ، فاذا بين التقدير والقضاء زمان طويل ، فان الممكن الوحيد الذي يمكنه أن يكون هو أن عقلا يأتي زمانه ، واذا به وقد استوى على البحث عن حقائق الأشياء ، وأسبغ العلمية على منهجه ، بل وكان المنهج العلمي هو منهجه ، فيتجلى في نتاج بذل في بحث ما يصدق الذي هو في محتوى آية أو آيات كريمة ، فما له بعدها الا أن يبقى على منهجه ويتبع دلالات نتاج ينطق بين يدية وفي ذهنه ، أو يخرج من منهجه ، فاذا هو اتبعه فدربه الى الدهشة من معجزة بين يديه ، فأو يبقى أسير دهشته أو تمضي به دهشته الى ايمان يعمر نفسه ، وهو في كلا الحالين بيده ما يقدمه دليلا على حق يوجب اتباعا ، فأما اذا استحال خارجا من منهجه العلمي في شأن استحال له ضيقا في نفسه ، فاغتمامه بحق له وجه دلالة على قلوب غلف ، بين يديها الحق وتجافيه ، ومجافتها لحق موجب ايمانا ، يضيف اعجازا ، ذلك بأن القرآن يدل على قلوب غلف لو تأتيها الهداية لما اهتدت ، فالهداية في جانب من رضى النفس بها رحمة من رب العالمين ، فليس كل من يحب له الهدى يهتدي .

ويتعدى خطاب التحدي في الآية الكريمة ، السموات والأرض ليشتمل على النفس البشرية ، ففيها ما يتأتى بانتفاء الجهل به .. بمعرفته ما يدل على أن الحقيقة القرآنية ممتدة في تطابقها مع ما تدل عليه في زمان قادم ، فاذا هذا الذي تعنيه قد تجلى يوما ما ، وهو بالضرورة سوف ينكشف لعقل باحث في زمان يأتي على الأرض ، ذلك بانه الزام خالق لخلقه ، فان الدلالات لا بد وأن تكون بذاتها الدليل الى الايمان ، وأيضا الدليل على من يرى الحقيقة والمتغيرات والأسباب التي اجتمعت وتشكلت فافرزت المفهوم الذي هو مضمون هذه الحقيقة ، ومع ذلك ستر العقل عن موجباتها بالالتفات الى ما تدل عليه من تصديق لما جاء كمضون لآيات كريمة ، فهكذا أو برغمه يكون ستر العقل عن الايمان ، وهذا هو الكفر ، فمضونه لا ينفي الحقيقة وانما عدم الاستجابة باختيار العقل لما تقتضيه فيكون ستر العقل عن موجباتها من ايمان وما يمليه ،


ولم تكن للانسان الخيرة في أن لا تتصل نظرات عقله في نفسه وفي الأرض وفي السماء منذ أن دبت قدماه على الارض ودارت حاجاته بنظراته في محيطه وفي السماء من فوقه ، فهو بالحال الذي خلق عليه ، تلح عليه الضرورة ، فالزام يلزمه بأن يبحث ، ويطل بعقله على داخله ، فحاجته في الحاح دائم عليه ، فبحثه لا ينقطع ، فدوما به الحاح على حل مشكلاته ، في خلال علاقته بنفسه وفي الطبيعة ، ولا مفر له من ذلك الا أن ينقطع وجوده في الحياة . فطالما هو بعقله يدور بنظراته ، فهو الباحث عن تطوره في مجرى الزمان .. يحل مشكلات تعترضه ويطور وسائله في استقوائه ، على ما تتطور به حياته ، فالانسان الذي حمل الأمانة ..حرية الاختيار ، انما هو بحقيقتة ، بنظراته التي لا تنقطع في ذات الانسان وفي ضروراته ، وفي ما يتصل بها من صراع مع الأغيار ، انما تلازمه الضرورة ، وحتمية تحتم عليه ، فلا اختيار له الا أن يبحث ، فهذا العقل الذي له أن يختار بين التبديلات التي أمامه .. أن يختار هذا أو ذاك ، أنما هو في دائرة اختياره ، لا اختيار له الا بأن يختار ، وهو على ذلك في سيره عبر الزمان ، لا بد بالغ وسائله التي بها يبحث ، وبالغ ما كان حتما عليه أن يبلغه ، وذلك التصديق بما توصل اليه لما كان القرآن قد قال بها كحقيقة كونية ، فالوعد الالهي ، لا مفر محقق في زمان يأتي ، فالآيات لا مفر آت اليها التصديق ، حتى ولو كره الكافرون ، وليس هذا مقصورا على حقائق النجوم والكواكب والسماء والأرض ، وانما النفس البشرية مشمولة هي ايضا بذلك ، فخلال علاقات الانسان ، بنفسه وبغيره ، لا بد يستوي بخبرته الانسانية على معرفة أيان يكمن الخير له في كل علاقة له بغيره ، وهنا تجلي الانسانية بكل معانيها للعقل ، هو في حقيقته ، ما كان القرآن يهدي الانسان اليه ، منذ نزوله ، فالكفر أو ستر العقل أو حجبه عن الآيات الكريمة التي تخص انسانية الانسان ،لا يعني بالضرورة أنه لن يبلغها ويستوى برضى نفسه عليها ، فالقرآن الكريم متدفق بالانسانية ويهدي الانسان اليها ، وأيضا التجربة الانسانية بالغة بالانسان الى معرفتها والاستواء على اختيارها ، فحيث الخير للانسان ، وينطق به القرآن ، ففيها .

ولم يكن ممكنا للعقل بحكم الضرورة ، الا أن يكون فاعلا في تعقلاته ، فهو مضيفا في سيره عبر الزمان اضافات هي بالتالي الدليل على احاطة ، وبها دلالة على وجه جهل كان به في زمن سابق ،على اضافات بقدرته في أفهامه ، فهو العقل الذي لا تنقطع قراءاته ، وهو الذي في مرحلة من تعقلاته ، استبانت له ضرورة تطوير وسائطه ، الى المعرفة بما يحيط به ، فلقد تجاوز ذاته ، بوسائط مضافة الى وسائطه ، فكأنها التي في ذاته قيدا على المعرفة التي كان عليه في سبيل المعرفة أن يتجاوزه ، الى ما ينضاف اليه ليفك أسر ذاته ، وليضيف في قدرته على التعقل فتحصيل المعرفة ، وهكذا يظل في ديمومية التطوير لأدواته أو سائطه ، ملاحقة للفهم المضيف في تطوره ، وهي بذاتها عملية فكاك من جهل كان ملازما ، فجاء البحث عن المعرفة بمثابة فعل الفكاك منه ، فاذا ثمة قول بأن نصا يتأتى فهمه في زمان قادم على الأرض ، فذلك يعني بأن امكانيات الفهم لها مقتضى وهو الفكاك من جهل ، أو من قيد يحجب الفهم ، وهذا بالضرورة ممكنا ، في زمان ما ، يقوم على خط سير العقل ، بتطوير وسائطه في خلال بحثه عن ما لم يكن يعرفه .
فالقراءة ممتنعة على العقل بلا وسائط تمكنه منها ، فاذا انعدمت وسائطه ، غاب العقل في ذاته ، الا أن يكون ممكنا أن تكون له وسائط بطريقة ما تخرجه من غروبه في ذاته . فهذه الوسائط شرط ضرورة لقيام القراءة ، فتناول العقل مادة مسطورة أو منطوقة لا يتأتى بغير واسطة أو وسيلة ، لذلك امكان القراءة دالة وسائط العقل الى ما يريد قراءته ، فالتمكين لفعل اقرأ دالة امكان القراءة ، وشرط الامكان وجود العقل ووسائطه ، فاذا توفرت تأتت اطلالة العقل على ما يراد له أن يقرأ ، فاذا ثمة ما يقرأ ، كان للفعل اقرأ نفاذه ، فهل وسع العقل ما قرأ ، وهل قراءته دالة الزمان الذي فيه يقرأ ، أم دالة قدرته ودالة وسائطه ، أم كلاهما معا ولها الصلة باستطاعته تشكيل مفهوم لما يقرأ ، واذا قرأ فهل المفهوم الذي يتشكل له ، بتعقله لجملة أو نص قرأه ، هو بذاته المفهوم الذي تتضمنه الجملة أو النص ، وكيف الدليل الى كونهما واحدا أو تطابقهما أو بينهما ثمة تباين ، فمن يقضي بذلك ، فاذا العقل يقرأ آية في القرآن الكريم ، فكيف السبيل الى معرفة أن مفهوم الآية التي تشكلت لهذا العقل ، انما هو مفهوم الآية التي فهمها الرسول صلى الله عليه وسلم عن الوحي ، فاذا نظرنا الى قراءات عقول عديدية لهذه الآية ووجدنا ثمة اختلاف في فهم هذه العقول لهذه الآية ، فكيف يكون الفهم للآية الكريمة ، على اعتبار أن كل تلك العقول زعمت ، بأنها تناولت الآية بتمحيص لم تترك في خلاله أمرا متصلا بها ، الا وتناولته بالدرس في خلال بحثها عن فهم الآية الكريمة . وكيف يستسيغ عقل باحث ، بأن فهم هذا أولى بالاتباع من فهم هذا ، وماذا يدعو هذا ولماذا الى الزعم ، بأن فهمه أولى بالتصديق وبالاتباع ، من فهم غيره .
وفيما يتصل بفعل اقرأ ، فلا بد من الانتباه الى أنه في غيبة ما يقع عليه ، من مادة للقراءة فانه لا يكون ممكنا ، فاذا كانت هناك مادة للقراءة ، فان وجودها يكون قائما ، وذلك قبل أن يقوم الفعل اقرأ عليها فهي سابقة وهو اللاحق ، فاذ قال جبريل لمحمد صلى الله عليه وسلم ( اقرأ) فقد كانت هناك الآيات التي نزلت ، واذ قيل له( اقرأ باسم ...) فأنت يا محمد تقرأ باسم الله ، فانت تبلغ رسالة ، فأنت رسول . ولم يزل هكذا الحال في دنيانا فمن يقرأ رسالة باسم من أرسله فهو يبلغ رسالة ، فهو رسول من أرسله ، وكذلك شأن من يقرأ القرآن على نفسه أو لغيره فهو يبلغ رسالة الى نفسه أو الى غيره ، ومع تعاقب الأجيال ففعل اقرأ مستطرق في الزمان ، ومتصل بالعقل وبما يقرأه ، وأيضا بوسائط هذا العقل الى ما يقرأ ، فاذا آيات كريمة مضامينها حقائق كونية ، فقراءة في زمن ما ، لربما تفسر هذه الحقائق بنفس كلماتها ، والسبب هو محدودية وسائط العقل ، والفعل اقرأ مقيد بها ، فاذا هذا زماننا وأمكن للعقل فهم المضمون على كثير من تفاصيله ، فكأن العقل أعاد اكتشاف وعيه بالمضمون ، فعلى ذلك فهم آيات كريمة ، فيض يفيض في العقل ولا ينقطع عبر الزمان ، فالقرآن لكل زمان ، وحيثما كان العقل ، فهو أيضا لكل انسان في أي مكان كان ، فالقرآن لكل زمان ومكان . (( قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ .. آية 104 .. الأنعام )) . (( انا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فانما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل .. آية 41 ..الزمر )) . (( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ... آية 29 ..الكهف)) .
فالقرآن هدى ورحمة ، ومع ذلك العقل له حرية الاختيار ، فالفعل والقول على ما اختار العقل ، فاذا آمن الانسان ، فاختيار العقل باملاء ايمان ، وبتقوى الله تعالى ذكره ، فكل الأفعال موجبات ايمان ومقتضيات تقوى .
ومع ذلك فهناك من الناس ، من حاد وتولى عن الصراط المستقيم ، وراح يعمل عقله بما يسيء لنفسه ، فأولى للعقل أن لا يتهافت بسوء أداء ، باستخراج ما يدلل على بؤس أدائه ، وركاكة فهمه ، وضحالة استنطاقه لمعطياته في خلال تهافته على ما يفتش عنه .
فبالاقتراب من فهم قوله تعالى ذكره : ((... ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت ان الله عليم خبير .. آية 34 ..لقمان )) ، نلاحظ بأن هناك من جاء يقول بأن ثمة أجهزة بيد الطبيب ، تمكنه من معرفة ماذا في الأرحام ، وهذا برأيه ، بأنه دليله ، الى نفي وجه الصدق في الآية الكريمة ، وقد غاب عن هذا الذي جاء يدلل على جهله ، بأن العقل لا يتأتى له تعريف الانسان بذكورية أو أنوثة ، فهذه جزئية من كلية الانسان ، فلا يتم تعريفه بجزئية ، على كل ما فيها من دلالات عليه ، فالجزئية غير مكتملة الدلاله عليه ، فالانسان مشروع حياة ، فهو روح ، وعقل وفعل وقول ، وجسد ذو بنائة متحولة في الزمان ، فهو في جدل لا ينقطع مع بيئته ، وهو الذي لا تتاتى كتابة قصته كاملة ، الا بخروجه من الحياة الدنيا ، فعندها يمكن تحديده بسرد ، وحتى هذا السرد ، يظل ناقصا ، ذلك بأن مكنونات في نفس هذا الانسان، لربما تظل باقية في سره وتذهب معه ، فلم يعرف بها أحد .
وفي فهم قوله تعالى ذكره : (( والارض مددناها ..آية 7.. ق)) ، فلقد دلل القصور الفكري لدى مندلقين بكفرهم ، على وجه الجهل النابت في تهافت ، يختزل العقل ، في فهم نابت في تباعد تشكيل المفهوم ، عن الربط بالسؤال القائل ، بأن الأرض بما نعرفه عنها بأنها مادة . وما نعرفه ، فكل مادة ولها شكل فما هو شكل الأرض هذه ، فهي مادة ، ولا بد أن يكون لها شكل ، فاذا هي ممدودة ، في كل مكان عليها ، فلا يمكنها أن تكون مستطيلا ولا مثلثا ، ولا مكعبا ولا هرما ، ولا يمكنها الا أن تكون كروية الشكل ، ذلك بأن الكرة على كل مكان من سطحها ، تكون ممتدة أمام الانسان الذي يقف عليها ، (( يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم ، والله متم نوره ولو كره الكافرون .. آية 8 .. الصف )) .
وهناك الكثير من الأمثلة والشواهد ، على اعتباط فهم وقصور فكر ، وعماء بصيرة ، تلازم نزعة ملحاحة ، لدى نفر من البشر ، على استغفال عقول ، بحثا عن سحبها الى زج في تكذيب للآيات ، بحثا عن رسو على كفر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، فنحن بازاء تسويق لبضاعة فكرية فاسدة ، والأنكى منذ ذلك اسباغ صفات مثل علمي وعلمية على ما يزعمونه ، مع أننا بقليل من النباهة نكتشف ، باننا بازاء اعتباط لمواد فكرية دونما أدنى تمحيص ، ودونما أدنى تمييز بين الخطأ والصواب ، فترى الى العقل فتراه محنطا بالخطأ وبظنه أنه الصواب ، وترى الى لسانه تجده ينطق كلمات تنم عن وعي ولا وعي ، فهي خليط من جهد لا يفاد منه ابن آدم غير أن يشقى ثم يخسر انسانيته .
أفان كان هناك من الناس من هم كذلك ، أفلا يحق لنا أن نسعى نحو تخليصهم من مأزقهم الفكري . بل أقول من مأساتهم الفكرية التي ينزرعون فيها . أفنكون قد أجرمنا اذا أرهقنا عقولنا في عودة المنهجية العلمية في التفكير الى عقول هؤلاء الناس ، فلعل وعسى يأتي يوم عليهم يأخذون فيه طريقهم نحو ربوع الحق والاسلام .
فأقل ما تمتاز به العقلية العلمية هي قبول أحكام العلم ، فاذا حصل وتم وضع قضية من القضايا في ميزان العلم ، ثم كان القضاء عليها بأنها محض أوهام ، فلا يصح بعد ذلك لواحد يزعم أنه علمي ، أن يظل يتمسك بتلك القضية الكاذبة ،على أنها قضية صدق ، ومن يفعل ذلك لا يكون أقل من مخلوق بشري ، ينساق وراء سراب ، أو يتلهى بمعلومات ، لا تمس الواقع ، بل بينها وبين الحقيقة العلمية ، تنافر رهيب .
ان الذين أرهقوا عقولنا بكلمات من أمثال ( علمي ) ، و ( علمية ) ، وصل بهم الاسراف الى حد قولهم ( وجدان علمي ) و ( ارادة علمية ) .. على غير وعي منهم بتحديد أو تعريف ما ينطقون . هؤلاء الناس يرفضون أحيانا الاستجابة لأحكام العقل والمنطق انهم لا يريدون أن يفكروا علميا ، على أساس من المنطق العلمي السليم ، وذلك في كل مرة ، نحاول فيها ، أن نتناول أمامهم قضية من تلك القضايا المطروحة أمام الفكر ، والتي تمس جوهر فلسفة يروجون لها .. فماذا نفعل ، لكي يأتي يوم ، نرى فيه هؤلاء الناس ، يفكرون تفكيرا علميا فيؤمنون ، ولا يجترحون السيئات على المؤمنين ، ولا يجترون كلاما فارغا ، ولا يبيعون ألفاظا باهتة ، من أجل ثمن بخس أو متاع رخيص أو زهو فارغ المضمون .
فلما يطل السؤال عن بدء وجود هذا الكون ، نجد كلمة الصدفة جوابا ، وكأنما في الكلمة شيء من جواب ، فهي الكلمة الخلو من كل مضمون تفسيري يجاب به على السؤال ، فاذا ثمة حدث فثمة حدوث ، فلا بد من أسباب تلاقت فأدت الى حدوثه ، فكلمة صدفة ، فيما لو تم اللجوء اليها عند كل سؤال ، عن ظاهرة ما في الطبيعة ، لما كان منهج البحث العلمي ، ولما كانت الأبحاث ولما كانت علوم الطبيعة . (( وما لهم به من علم ، ان يتبعون الا الظن ، وان الظن لا يغني من الحق شيئا . فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد الا الحياة الدنيا . ذلك مبلغهم من العلم ، ان ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى .. آية 28 .. النجم ))


ولعل البشر،على امتداد سيرتهم في الأرض ، لم يتأتى لهم تصور خالق السموات والأرض ، وذلك لأن منطقة التصور في العقل ، لا بد وأن تقوم فيها صورة سابقة ، ليتأتى للعقل ، أن يقيس عليها صورة لاحقة ، فاذا ثمة صورة يراها الانسان لشيء ما أول مرة ، فانه على كونها أمامه فانه لا يعرف لها اسما ، ولا بد وأن يتساءل في نفسه ، أو يسأل غيره ، فما هذه ، وما هي ، فهو لا يعرفها ، فليس في منطقة التصور من العقل صورة سابقة ليقس عليها ، لكنه حين يرى هذا الشيء مرة أخرى فانه بالقياس بتعقله على صورة سبقت في ذهنه فانه يعرفها ،
(( ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا ..آية 51 الكهف ))
ونجد بأنه عبر تاريخ البشرية ، قد ظهرت بين الناس فلسفات مادية ، بها نزعة ، أو تدليل بما لا يستدل به ، على أنه ليس ثمة غير المادة ، فلا روح ، ولا خالق ، فليس غير المادة ، فالفكر بناء فوقي ،وهو بمثابة انعكاس لواقع مادي . ولم نعرف كيف يكون واقعا ، ذاك الخيال الذي يجنح اليه الفكر بين حين وآخر ، ولا يكون بحال أن يكون له صلة بواقع ، ولا يمكنه أن يكون واقعا ، وكيف يتأتى تفسير دلالات ، في الواقع المادي ، تذهب بالفكر ، الى أنه لا بد وأن هناك خالق لكل هذا الخلق ، فكيف توصل الفكر ، الى ضرورة وجود واجب للوجود ، وكيف يكون انعكاس واقع مادي ، من هو سابق على الفكر وعلى المادة ، ويوجب الأشياء من عدم .
وقد ذهبت تلك الفلسفات ، في تحديد المادة ، بأنها ممتدة في كافة الاتجاهات الى مالانهاية ، والزمن سرمدي ، لتحدد بذلك بأن ليس ثمة غير المادة ، فلا قبلها ولا بعدها ، غير شارحة ما مقصودها المادي باللانهاية ، فماذا تعني ، وغير منتبهة الى أن كل مادة ولها شكل ، فليس ثمة مادة بلا شكل ، واذا ليس ثمة الا المادة ، فحتما يكون لها شكلها فما هو ، وهذا ما غفلت عنه ، اذ كيف يتصور مفكر مادي ، من هؤلاء مادة بلا شكل ، فمن طبيعة المادة أن يكون لها بنيوية ، وأن يكون لها شكل ، فالمادة محدودة بشكلها ، فكيف يكون امتداد لانهائي لمادة ، ينتهي وجودها خارج شكلها ، أو خارج حدودها ، وماذا هناك خارج ذلك الشكل ، وهل من سبيل الى تصوره ، طالما أن الفكر انعكاس لواقع مادي وفقط .


لقد اندرجت الفكرة القائلة ، بأن الطبيعة تمتد الى ما لانهاية ، كركيزة للتصور الذهني الذي بناه فلاسفة ومفكرون عن هذا الكون . لكن هذه الفكرة ،على الرغم من رسوخها ، في أذهان الكثيرين من الفلاسفة ،على امتداد الزمان كله ، بقيت هذه الفكرة لا تجد لها سندا من جانب علوم الطبيعة ، حتى كان ذلك الزمان الذي جاء فيه نيوتن .
لقد طرح نيوتن أفكارا ، أكدت على أن الكون سكوني ولانهائي ، مما أدى بفلاسفة ومفكرين الى التهافت على فكرة اللانهاية ، كأنما الفكرة التي انحدرت من النظر العقلي وروجوا لها ، قد جاء لها سند من جانب علوم الطبيعة ، وفي ظنهم أن في ذلك دعم لتصورهم الذهني للكون . ذلك التصور الذي شاع ، في وعي الكثيرين الذين لم يعلموا آنذاك ، أنهم انما يسندون عقولهم بالوهم والخيال . فلا نيوتن ولا غيره فطن الى أن ثمة تناقض ينطوي عليه الربط بين السكونية واللانهائية معا ، فاذا الكون كذلك ، فانه بالضرورة يحتوي على نجوم ومجرات لا حصر ، وهذا يعني أن فيض الضوء المنبعث من هذه المجرات ،لا بد وأن يكون كافيا لأن يجعل السماء شعلة من نور وضياء ، فلماذا اذن نرى الظلام دامسا في أعماق السماء ؟! ، والاجابة على ذلك باختصار شديد ، هي أن الكون آخذ في الاتساع .. هذا الاتساع ، هو الذي يؤدي الى أننا نرى الظلام دامسا ، في أعماق السماء ( فالمجرات في تباعدها بسرع عالية جدا ، تتسبب في استطالة في أطوال الأمواج المنبعثة منها ، بما فيها أطوال الأمواج التي تملك عين الانسان تمييزها وهي ما ندعوها تمييزا لها عن غيرها باسم الضوء ، وهذا ما يجعل عين الانسان ترى ظلاما في أعماق السماء ، وبالطبع فهذا شيء مختلف عن الليل الناتج عن دورة الأرض حول نفسها وحول الشمس ) . ولكن أن يكون الكون آخذ في الاتساع ، يعني أنه ليس سكونيا . اذن نحن توصلنا ، الى أننا لوفرضنا أن الكون لانهائي فالنتيجة أنه ليس سكونيا ، ولأن نيوتن قال بأن الكون سكوني ولانهائي معا ، اذن نكون قد توصلنا الى أن فكرة نيوتن عن الكون ، تحتوي على تناقض ، يثير الشكوك في هذه الفكرة ، وربما يلغيها . لتمتد بعد ذلك هذه الشكوك ، الى كافة الأطروحات ، والتصورات الفلسفية التي انسجمت مع أو ارتكزت على تلك الفكرة التي طرحها نيوتن . ولاسباغ بعض وضوح ، على كلمة الاتساع التي ذكرناها هنا ، نقول بأن العالم هابل ، هو الذي طرح فكرة اتساع الكون ، وذلك عام 1929 ، ومن قبل ذلك لم ترد هذه الفكرة ، الا في آية كريمة تقول (( والسماء بنيناها بأيد وانا لموسعون .. آية 47 الذاريات )) ، ، حتى أن آينشتن ، وهو يقيم نماذجه السكونية للكون ، قد ظن في بداية الأمر ، أن الكون سكوني كما نيوتن ، حتى قيل له فيما بعد ، عن فكرة الاتساع التي جاء بها هابل ، وهنا قال كلمته المشهورة ( ذلك كان أكبر خطأ ارتكبته في حياتي ) ، . أما معنى الاتساع الذي كان يعنيه هابل ،فهو أن الكتل المادية الضخمة السابحة في هذا الكون ( وهي المجرات ) ، فانها تتباعد عن بعضها البعض ( أي أن المسافات فيما بينها ، آخذة في الازدياد ، وذلك مع ازدياد السرع التي تنحسر بها هذه المجرات ،عن بعضها البعض ، أو نقولها بكلمات أخرى : كلما زادت السرع التي تتباعد بها المجرات عن بعضها البعض ، كلما زادت أطوال المسافات فيما بينها ) .
لكي نستطيع أن نفهم نيوتن جيدا ، ونجد له العذر ، فلا أقل من أن نمعن النظر في أفكاره وأطروحاته ، لنرى أنه كان على قناعة تامة بأن الكون سكوني ، ولهذا ولأنه كان يفهم الجاذبية على أنها مجرد ( قوة ) ، لم يك أمامه من مناص ، الا أن يتوصل الى أن الكون لا نهائي ، ذلك لأنه لو حاول أن يفرض بأن الكون نهائي ، لكان يعني ذلك انهيار الكون على ذاته ، وذلك تحت تأثير الجاذبية ( وكما فهمها نيوتن) . الأمر الذي أدى به الى الاستنتاج بأن الكون لانهائي . وعلى الرغم من ذلك ، لم يك في زمانه ، ولا في الزمان الذي يليه من النظريات العلمية ، في علوم الطبيعة ما يقضي ببطلان فكرته ،عن الجاذبية الكونية . حتى جاء ألبرت اينشتين وطرح نظرية النسبية العامة ، وذلك في النصف الأول من القرن العشرين ( 1916) ، وهي النظرية التي جاءت بمفهوم عن الجاذبية ، مختلف جذريا عن المفهوم الكلاسيكي الذي جاء به نيوتن . فبينما نجد الأفكار القديمة عن الجاذبية على أنها مجرد قوة ، فان النسبية العامة بالمقابل تقضي بأنه لا يجب الحديث عن قوة الجاذبية ، وبدلا عن ذلك يكون الحديث عن تأثير الجاذبية في تكوير الزمان والمكان .. النسبية العامة هي نظرية حول الجاذبية ، وتدلنا كيف تعمل الجاذبية .. المشاهدات كلها ، تدل على أن هذه النظرية ، أكثر صلاحية ودقة في وصف الجاذبية ، من كل تلك الأفكار التي طرحها نيوتن عن الجاذبية . فوجود المادة يعني وجود جاذبية ، وهذه هي التي تتسبب في انحناء المكان والزمان ، فكلما كانت المادة أكبر ، أو كان تركيزها أكبر ، فكلما كانت الجاذبية أشد ، وكان انحناء المكان والزمان أكبر . كأنما الجاذبية ، تقول للمكان والزمان على أي كيفية يكون انحناؤهما ، وهذا الانحناء الذي عليه المكان والزمان ، يقول للمادة كيف تتصرف ، أي كيف تكون حركتها ، فهذه خلاصة النظرية النسبية العامة .
بالاستناد الى هذه النظرية ، توصل العلماء ، الى حقيقة مفادها ، أنه اذا كانت هناك من المادة في هذا الكون ما يكفي لجعل الجاذبية قادرة ، على ايقاف الاتساع الذي يعانيه الكون ، فذلك يكون له معنى ، هو أن زمانا آتيا ، فيه سوف يتوقف هذا الاتساع ، ليبدأ الكون بعد ذلك ، بالانهيار على ذاته ، أو نقولها بكلمات أدق يبدأ يطوى على ذاته ... فهل من كل ذلك يتشكل معنى تشير اليه الآية الكريمة : (( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب .. آية 104 .. الأنبياء )) .


((...كطي السجل للكتب .. آية 104 .. الأنبياء ))

وفيما يتعلق بالكون والكتاب ، نود أن نقول بأن العقل الباحث ، يقوم بتدوين تجاربه وأبحاثه في كتاب ، حفظا لها ، وليأتي من يقرأ فيه ، فيعمل بما علم ليزداد علم ما لا يعلم ، فيضيف ما قد علم في صفحات تضاف الى الكتاب ، وهكذا وعلى مدار الزمان ، يتواصل البحث ، ليصبح ما توصل اليه العقل مدونا في كتاب ، هو كتاب علم الكون ، فكلمات الكتاب أوعية علم أدركه العقل البشري ، خلال انفعاله وانشغاله في البحث والتنقيب عن أسرار الكون ، اذن نحن ازاء ثلاثة ، الكون ، العقل ، الكتاب .. علم العقل بحقائق الكون في خلال البحث العلمي ، منقول به الى كتاب ، فاذا كان الذي في الكتاب مطابقا للحال الذي هو عليه الكون ، يغدو من يقرأ الكتاب يدري ما في الكون ، ومن يدري ما في الكون يعلم ما في الكتاب ، فكأن الكون كتاب ، وخاصة في كل ما يتعلق بالعلم به ، فان فرغت من قراءة الكتاب طويت السجل على ما فيه مسطور ، اذن طي السجل ايذان بتوقف أو بانقطاع نظرات العقل في الكتاب ، فكأن كاف التشبيه في قوله ( كطي ) لتدل على وجه الشبه ، بين طي السجل للكتاب ، وبين أن تطوى السماء . في كلا الأمرين ايذان بانقطاع النظر في الكون أو في الكتاب . . أكثر من ذلك ، طي الكون يعني انهياره على ذاته ، ويعني أيضا انعدام وجود عقل ينفعل به ، اذن لما كان هناك عقل مكلف بأن ينظر في الكون (( قل انظروا ماذا في السموات والأرض... ، آية 101 .. يونس )) ، كان الكون قبل انهياره أو قبل أن يطوى ، في حال يتيح للعقل أن ينظر ليفهم ، وليأخذ القلم يسطر به ما عقل في كتاب ، فاذا طويت السماء تنقطع أسباب وجود الانسان ، فلا تعود هناك حياة في الأرض ، ولا عقل يبقى ، ولا قلم ، ولا كتاب .
أما عن الطي في قوله تعالى ذكره ( كطي السجل للكتب ) ، يقول النيسابوري ، بأن الطي مضاف الى المفعول والفاعل محذوف كطي الطاوي للسجل .
يقول أبوجعفر محمد ابن جرير الطبري : أولى الأقوال عندنا بالصواب ، قول من قال السجل في هذا الموضع الصحيفة ، لأن ذلك هو المعروف في كلام العرب ، ولا يعرف لنبينا صلى الله عليه وسلم كاتب أسمه السجل ، ولا في الملائكة ملك ذلك اسمه ، فان قال قائل ، وكيف تطوى الصحيفة بالكتاب ان كان السجل صحيفة ، قيل ليس المعنى كذلك ، وانما معناه ، يوم نطوي السماء كطي السجل ،على ما فيه من الكتاب ، ثم جعل نطوي مصدرا ، فقيل المراد منه كطي السجل على ما فيه مكتوب .

سرمدية

الفكرة القائلة بأن حياة البشر مستمرة ، الى ما لا نهاية ، هي تلك الفكرة التي يتم التعبير عنها ، بقولهم سرمدية الحياة ( الدنيا ) ، وبالطبع فان هذا الفكرة قديمة ، تشدقت بها أفواه فلاسفة ومفكرين ، وذلك منذ زمان بعيد في الماضي ، وحتى زماننا هذا . ولا شك في أن هذه الفكرة تروق للذين يتراقصون على أنغام الشيطان ، ويتناغون بتلك الكلمات التي تصب في غرس قناعة ، في أذهان الناس ، تؤدي بهم الى انكار وجود حياة أخرى ، بعد هذه الحياة الدنيا ، ليتأتى بعد ذلك لهؤلاء انكار الجنة والنار والقيامة والحساب يوم الدين . ومن هنا أيضا ينسل الكفار الى انكار وجود الله تعالى ذكره ، وانكار الرسالة السماوية والنبوة كذلك . يفعلون كل هذا بأقلامهم وأفواههم وكأن قضية الايمان يمحوها كلام مسطور ومنطوق .
ومن حيث أن من الذين يتصدرون الدعوة الى الكفر بالله تعالى ذكره ، يتخذون من كلمة العلم مطية لهم ، في سعيهم نحو ما يبغون ، حتى باتوا يزعمون أن الانسان العلمي في تفكيره ، لا يصح أن يكون مؤمنا . لأنهم بلغوا هذا الخطأ الفاحش ، من أجل تحقيق ما هو أفحش من ذلك ، فلا أقل من أن نبين لهؤلاء وباختصار شديد ، أن قضية مثل سرمدية الحياة الدنيا في الأرض ، انما هي محض أوهام تسيطر على عقلية لا صلة للعلم بما تدعيه ، ذلك لأن الابحاث في الفيزياء الفلكية وعلوم الكون ، ما ينفي سرمدية كهذه . فاذا جاز لنا أن نسأل أولئك الذين يتفاخرون بالجهل ،عن ذلك البرهان العلمي ،على مقولاتهم سيئة الصيت ، فأين هو هذا البرهان . أنا لم أجد في كلماتهم غير كلام ضعيف ممقوت ، ولا يمت بصلة الى كلام الباحثين عن الحقيقة . أكثر من ذلك وجدت بأن غاية ما استطاع أن يبتدعه في هذا المجال ، من روجوا لهم بأنهم فلاسفة ، انما هو صف لكلمات ، ثم جعلها تحتك ببعضها البعض ، من أجل استخراج معان ، راحوا يروجون لها على أنها منطقية وعلمية ، مع أننا نجد العلم ينحاز الى جانبنا ، في محاولاتنا للكشف عن زيف ما زعموا وما اجترموا من سيئات .
ولننظر مثلا في الفيزياء الفلكية ، لنجد أنه يأتي زمان على الشمس ، يزيد فيه اتساع سطحها ، ويزيد فيه فيض الأشعة المتدفقة منها ، الى حد يكفي فيه ، ما يصل الأرض من أشعة وحرارة ، الى تصعيد درجة الحرارة في الأرض ، الى درجة غليان الماء أو تزيد ، فتتبخر مياه المحيطات والبحار والأنهار ، ويحترق أو يجف الزرع والزروع والأشجار ، ناهيك عن خلخلة مرعبة في الغلاف الهوائي ، اذ يهرب الهواء في غالبيته العظمى ، من الأرض ، وتنعدم حياة النبات والحيوان ، وتزول الحياة البشرية في الأرض ..تنقطع أسبابها .
فسرمدية ( الحياة الدنيا في الأرض ) وهم يسيطر على عقلية بعيدة عن العلم . أكثر من ذلك نتعلم من علوم الكون بأن الكون آخذ بالاتساع ، وبأن يوما يأتي في الزمان المستقبل ، يتوقف فيه هذا الاتساع ، ويبدأ الكون بالانهيار . يبدأ - كما علم الكون يقضي – يطوى على ذاته ، ليعود رتقا ، كتلة واحدة متراصة .
أي أننا نريد القول بأن دلائل الأبحاث النظرية والتجريبية ، في مجال علوم الكون ، تكشف لنا ، عن أن مجرات الكون والأجرام السماوية كلها ، سوف تعود يوما كتلة واحدة متراصة .
وهذا بحد ذاته دليل علمي آخر ، ومؤشر آخر أمام الفلسفة ، لتفاد منه في ضبط وعيها بالكون ، وضبط رؤيتها لما سوف يجري في الزمان القادم ، فأينما يذهب انسان الزمان القادم ، وفي أي كوكب يستوطن فنهاية الحياة البشرية آتية لا محالة ، وذلك باختصار شديد ، لأن أسباب زوالها ، سوف تتوفر وأسباب بقائها سوف تزول .
اذن بالاستنداد الى الفيزياء الفلكية أو علوم الكون ، فان سرمدية حياة الانسان في الأرض، انما هي محض أوهام .. فمن يؤمن بالله تعالى ذكره يريح ويرتاح ، ويجد حقائق العلم في الدنيا تأتي تؤيد قناعاته وترسخ ايمانه ، ومن كفر وراح يزهو بأوهامه ، فلن يبقى له منها سوى حياة أوهام ، تزل بها قدمه الى هاوية ليس لها من قرار .

وتبقى آيات القرآن تلح على الانسان (( قل انظروا ماذا في السموات والأرض ..آية 101.. يونس )) . (( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق .. آية 20 العنكبوت )) .
ففي البحث عن ماذا في السموات ، وكيف بدأ الخلق ، يتأتى للعقل أن يأخذ دوره مليا في حل مشكلات تعترضه ، ويسهم بذلك في تطوير حياته ، وكان حقا على المؤمنين طاعة الله تعالى ذكره في قوله هذا ، فكل هذه الطاعة بالاضافة الى انها مقتضى ايمان ، فهي حق لأنفسهم على أنفسهم ، فان فيها سر أمنهم ، وسر تقدمهم ، وسر تحقيقهم لآمالهم في الحرية ، فحاجاتهم المادية كلها محققة بالضرورة ، بانشغال العقل في البحث عن أسرار الطبيعة .
(( وليعلم الذين اوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وان الله لهاد الذين امنوا الى صراط مستقيم .. آية 54 .. الحج )) .

(( أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين .. آية 22 الزمر )) .
.................................................. .................................................. .................................................. ...........................
astrosameh@Gmail.com

ملاحظة : هذا المقال قد كتبه الكاتب ( محمد يوسف جبارين ) كتقديم لكتاب ( بيان القرآن الكريم في تبيان ألغاز الكون العظيم ..للباحثة : وديعة عمراني سوهلي .. فاس .. المغرب ) وقد صدر الكتاب بنسخته الالكترونية مؤخرا ،

محمد يوسف جبارين
22-08-2009, 17:01
رؤيته..ضرورة صواب حسابات ، والعين وسيلة عقل لكي يرى

بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين

رؤيته .. كلمة وردت في النص القرآني ، ولا تزال تشكل سند الاصرار على أن ترى العين بذاتها ، وهذا جد مهم وغاية في الصواب وفي الدقة العلمية ، ذلك بأن الحسابات الفلكية ، قامت وتقوم ويتم تعديلها باستمرار ، بناء على رؤيته ، المشاهدة ، فالقياس ، وليس ثمة عالم فلك لا يعود دوما الى ضبط حسابات فلكية بناء على رؤيته ، المشاهدة ، فليست الحسابات الفلكية هي الاساس ، وانما رؤيته ، هي الاساس ، ذلك بأن عليها يقوم القياس ، وهذا هو موقف البحث العلمي ، واذن فليس ثمة تناقض بين رؤيته وحسابات فلكية ، بل الصواب بأن هذه الرؤيته هي الضرورة التي بلاها لا قيمة لحسابات فلكية ، وكذلك هذه بلا العودة الى رؤيته للتعديل أو التأكد من صوابها ، تغدو في رتبة الشك الذي لا يزول بغير رؤيته ،فليس ثمة تناقض ، بل هذه اساس هذه ، وهذه لا تقوم بلا هذه ، فأين التناقض ، انه كامن في سياق الوعي ، بصلة هذه بهذه ، فاذا تكامل الوعي زال التناقض ، ولقد تبدو غيبة الوعي في الفضاء العام وكأنها شبة تناقض بين رؤيته وبين علم فلك ، وهذا مؤسف ، ويمكن درء ذلك بالتوعية ، فوسائل توصيلها لكل الناس موجودة ، فليرتقي الكل الى مرتبة يتكامل فيها الوعي للكل ، وهي مهمة سهلة ، ولا تحتاج الى كثير من عناء .فالمسلمون كلما ازدادوا ارتباطا بقرآنهم فكلما تكامل لهم العلم والدين معا ، فدينهم هو بذاته دعوة الى العلم ، وهذه الدعوة في صلب وعيهم الديني كان لها أبلغ الأثر في ابداع العلوم ، فأبدعوا ما لم يبدعه أحد من قبلهم ، لكنهم ناموا بعد ذلك ومن دينهم لا يجب أن يغفلوا ويناموا ، بل أن يصحوا ويتألقوا ، ويكونوا رواد العلم على هذه الأرض ، فكيف لمثل هؤلاء أن تتناقض في وعيهم كلمة رؤيته مع حسابات فلكية ، فهو ما لا يصح ، فلا بد من مسح الجهل وذرايته ، فليس من سمات مسلم قارىء قرآن أن يجهل ، فالعلم بين يديه ، وهو جدير به فهو مسلم .
وبين كلمة رؤيته والحسابات الفلكية ، ليس ثمة فاصلة ، وانما رؤيته المستمرة ، هي ما أمكنت فهم مسار القمر ، في خلال العام ، وفي خلال سنيين ، وهي التي أمكنت من توفر قياسات وحسابات فلكية ، ما أتاح اكتشاف علاقات ، بين متغيرات فكانت معادلات ، أصبح بالامكان بناء دورة للقمر في أزمنة سابقة أو قادمة ، فالحسابات من بنات رؤيته ، ورؤيته دوما حاضرة للتأكد من الحسابات ، وهذه الحسابات جديرة بالاهتمام في علم قام على رؤيته ، فهي تتيح لنا المعرفة في الزمان القادم ، فأين يكون القمر ، بالنسبة لنا نحن الذين في الأرض ، او بالنسبة لمكان آخر في هذه المجموعة الشمسية .
فصواب الحسابات الفلكية من رؤيته ، وأما الحسابات الفلكية فلا بد من أن تتأيد برؤيته ، للتأكد من صوابها ، فثمة نسبة خطأ في المعادلات ولا بد من رؤيته ، للتعرف على كيفية تدارك نسبة الخطأ هذه .
وبالعودة الى العين ، لنتساءل عنها ، ما هي ، وهل هي بعينها كافية لكي يرى الانسان ، أليست هي بعينها ، واسطة ( وسيلة ) ، بين العقل وبين ما يمييزه هذا العقل ،فهل العين هي التي ترى أم العقل ، فانما الانسان يرى بعقله ، وليس بعينه ، وانما هذه العين لو فصلت عن العقل ما أمكنها أن تؤدي دور رؤية لشيء ، فالعين وسيلة عقل الى أن يرى ، فالرؤية محققة بالعقل ، وانما هذا العقل ، قد أدرك عبر الزمان حاجته الى تجاوز وسائطه أو وسائله الى الرؤية والى المعرفة ، بكل ما يحيط به في الطبيعة ، وذلك بحثا عن معاشه وبحثا عن أمنه وعن تطوير حياته ، لقد تجاوز العقل أدواته التي في جسمه ، فأبدع أدواته ، تجاوز عضلاته الى عضلات ميكانيكية ، وتجاوز خفته بالقفز الى أعلى فطار بطائرة ، وتجاوز عينيه ، الى رؤية الذرة وأدق التفاصيل في أصغر الاشياء ، فأنا رأيت ذرات الذهب عبر الميكوسكوب الالكتروني ، ورأيت المجرات البعيدة عبر التلسكوب ، ورأيت نشاطا مغناطيسيا يسبق انفجارا مغناطيسيا على سطح الشمس بواسطة الكرونوغراف ، فاذن العين دوما حاضرة في رؤيته لكن المضاف اليها في تجاوز قدرتها الى ما هو أبعد ، هو بعينه ما يجعل النظارات ، والتلسكوب ، اضافة تتوسع بها الرؤية ،وتصبح ممكنة ، وهي مقدرة عقل ، أدرك بأن عينيه بعينها ، لا يجب أن تستبقيه مقيدا في نطاق استعماله لأدواته التي في جسمه وفقط حين يرى أو يقوم بعمل ما .

samir500
22-08-2009, 21:06
من منا لا يريد ان يكون مميزا
اشكرك اخي ساعمل ما في جهدي وفقنا الله

محمد يوسف جبارين
22-08-2009, 23:03
رؤيته..ضرورة صواب حسابات ، والعين وسيلة عقل لكي يرى

بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين

رؤيته .. كلمة وردت في النص القرآني ، ولا تزال تشكل سند الاصرار على أن ترى العين بذاتها ، وهذا جد مهم وغاية في الصواب وفي الدقة العلمية ، ذلك بأن الحسابات الفلكية ، قامت وتقوم ويتم تعديلها باستمرار ، بناء على رؤيته ، المشاهدة ، فالقياس ، وليس ثمة عالم فلك لا يعود دوما الى ضبط حسابات فلكية بناء على رؤيته ، المشاهدة ، فليست الحسابات الفلكية هي الاساس ، وانما رؤيته ، هي الاساس ، ذلك بأن عليها يقوم القياس ، وهذا هو موقف البحث العلمي ، واذن فليس ثمة تناقض بين رؤيته وحسابات فلكية ، بل الصواب بأن هذه الرؤيته هي الضرورة التي بلاها لا قيمة لحسابات فلكية ، وكذلك هذه بلا العودة الى رؤيته للتعديل أو التأكد من صوابها ، تغدو في رتبة الشك الذي لا يزول بغير رؤيته ،فليس ثمة تناقض ، بل هذه اساس هذه ، وهذه لا تقوم بلا هذه ، فأين التناقض ، انه كامن في سياق الوعي ، بصلة هذه بهذه ، فاذا تكامل الوعي زال التناقض ، ولقد تبدو غيبة الوعي في الفضاء العام وكأنها شبة تناقض بين رؤيته وبين علم فلك ، وهذا مؤسف ، ويمكن درء ذلك بالتوعية ، فوسائل توصيلها لكل الناس موجودة ، فليرتقي الكل الى مرتبة يتكامل فيها الوعي للكل ، وهي مهمة سهلة ، ولا تحتاج الى كثير من عناء .فالمسلمون كلما ازدادوا ارتباطا بقرآنهم فكلما تكامل لهم العلم والدين معا ، فدينهم هو بذاته دعوة الى العلم ، وهذه الدعوة في صلب وعيهم الديني كان لها أبلغ الأثر في ابداع العلوم ، فأبدعوا ما لم يبدعه أحد من قبلهم ، لكنهم ناموا بعد ذلك ومن دينهم لا يجب أن يغفلوا ويناموا ، بل أن يصحوا ويتألقوا ، ويكونوا رواد العلم على هذه الأرض ، فكيف لمثل هؤلاء أن تتناقض في وعيهم كلمة رؤيته مع حسابات فلكية ، فهو ما لا يصح ، فلا بد من مسح الجهل وذرايته ، فليس من سمات مسلم قارىء قرآن أن يجهل ، فالعلم بين يديه ، وهو جدير به فهو مسلم .
وبين كلمة رؤيته والحسابات الفلكية ، ليس ثمة فاصلة ، وانما رؤيته المستمرة ، هي ما أمكنت فهم مسار القمر ، في خلال العام ، وفي خلال سنيين ، وهي التي أمكنت من توفر قياسات وحسابات فلكية ، ما أتاح اكتشاف علاقات ، بين متغيرات فكانت معادلات ، أصبح بالامكان بناء دورة للقمر في أزمنة سابقة أو قادمة ، فالحسابات من بنات رؤيته ، ورؤيته دوما حاضرة للتأكد من الحسابات ، وهذه الحسابات جديرة بالاهتمام في علم قام على رؤيته ، فهي تتيح لنا المعرفة في الزمان القادم ، فأين يكون القمر ، بالنسبة لنا نحن الذين في الأرض ، او بالنسبة لمكان آخر في هذه المجموعة الشمسية .
فصواب الحسابات الفلكية من رؤيته ، وأما الحسابات الفلكية فلا بد من أن تتأيد برؤيته ، للتأكد من صوابها ، فثمة نسبة خطأ في المعادلات ولا بد من رؤيته ، للتعرف على كيفية تدارك نسبة الخطأ هذه .
وبالعودة الى العين ، لنتساءل عنها ، ما هي ، وهل هي بعينها كافية لكي يرى الانسان ، أليست هي بعينها ، واسطة ( وسيلة ) ، بين العقل وبين ما يمييزه هذا العقل ،فهل العين هي التي ترى أم العقل ، فانما الانسان يرى بعقله ، وليس بعينه ، وانما هذه العين لو فصلت عن العقل ما أمكنها أن تؤدي دور رؤية لشيء ، فالعين وسيلة عقل الى أن يرى ، فالرؤية محققة بالعقل ، وانما هذا العقل ، قد أدرك عبر الزمان حاجته الى تجاوز وسائطه أو وسائله الى الرؤية والى المعرفة ، بكل ما يحيط به في الطبيعة ، وذلك بحثا عن معاشه وبحثا عن أمنه وعن تطوير حياته ، لقد تجاوز العقل أدواته التي في جسمه ، فأبدع أدواته ، تجاوز عضلاته الى عضلات ميكانيكية ، وتجاوز خفته بالقفز الى أعلى فطار بطائرة ، وتجاوز عينيه ، الى رؤية الذرة وأدق التفاصيل في أصغر الاشياء ، فأنا رأيت ذرات الذهب عبر الميكوسكوب الالكتروني ، ورأيت المجرات البعيدة عبر التلسكوب ، ورأيت نشاطا مغناطيسيا يسبق انفجارا مغناطيسيا على سطح الشمس بواسطة الكرونوغراف ، فاذن العين دوما حاضرة في رؤيته لكن المضاف اليها في تجاوز قدرتها الى ما هو أبعد ، هو بعينه ما يجعل النظارات ، والتلسكوب ، اضافة تتوسع بها الرؤية ،وتصبح ممكنة ، وهي مقدرة عقل ، أدرك بأن عينيه بعينها ، لا يجب أن تستبقيه مقيدا في نطاق استعماله لأدواته التي في جسمه وفقط حين يرى أو يقوم بعمل ما .

كليبر
23-08-2009, 00:03
الى اخي المتألق دائما .. الاستاذ محمد جبارين,
ليت الكلمات والعبارات تسعفني كي أوفيك ما تستحقه من شكر ومديح يرتقي الى سمو كلماتك الرائعه وللحق انك تثري هذا المنتدى بكتاباتك الغنيه بالمعرفه والعلم وأود الاشاره بان ارقى واسمى واعظم شيء اوجده الله هو العقل ولاجله أمر الله الملائكه ان يسجدوا لادم بعد ان وهبه العلي القدير العقل فاصبح ادم عاقلا وحرا واصبح مسؤولا عن اختياره للاشياء.وتكمن عظمة هذا العقل بقدرته على ادراك ما حوله بشكل تديجي وتراكمي وتوظيف معرفته بظواهر الكون في تطوير ظروف حياة الانسان لصالحه.

محمد عوض يسلم
23-08-2009, 03:33
باك الله في جهودكم الطيبة وجعلها الله في ميازيين حسناتكم
وشهرا مبارك

محمد عوض يسلم
23-08-2009, 03:34
بارك الله في جهودكم الطيبة وجعلها الله في ميازيين حسناتكم
وشهرا مبارك

alraadallamaa
27-08-2009, 12:02
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحيه
اعذروني اخواني لقلة مشاركلتي بسبب السفر و البعد عن الوطن