السلام عليكم :
الإخوة الكرام :
ما نقله الأخ الكريم ناصر عن فضيلة الشيخ الدكتور مساعد الطيار , فيه نظر من وجهين ..
أحدهما : وجود تباين فيما نقله عن تفسير المتقدمين رحمهم الله تعالى , لقوله تعالى : << كأنما يصعد في السماء >>
فقد نقل فضيلته عن الطبري , فقال :
(( ... ثم ذكر الرواية عطاء الخراساني ، قال : مثله كمثل الذي لا يستطيع أن يصعد في السماء. ))
وقال : (( وعن ابن جريج : يجعل صدره ضيقاً حرجاً بلا إله إلا الله حتى لا يستطيع أن تدخله ، كأنما يصعد في السماء من شدة ذلك عليه. ))
وقال : (( وعن السدي : كأنما يصعد في السماء من ضيق صدره. ))
فكما ترى ؛ الرواية عن عطاء الخراساني : مثله كمثل الذي ( لا يستطيع أن يصعد في السماء )
وأما الرواية عن ابن جريج : ... كأنما ( يصعد في السماء ...)
وكذلك رواية السدي : كأنما ( يصعد في السماء ... )
أي : منهم من فسر ذلك بعدم استطاعته الصعود في السماء ..
ومنهم من فسره بصعوده في السماء , وكأني بهم أرادوا هربه من الحق , وعدم قدرتهم على تقبله ..
والثاني : كون المعنى : (( إن عدم قدرة الكافر على الإيمان كعدم قدرة الإنسان على الصعود إلى السماء ))
يجيز لنا التساؤل عن حكمة التشبيه بعدم القدرة على الصعود في السماء , دون غيره , أي : كعدم قدرة الإنسان على شرب البحر مثلاً - ولله المثل الأعلى , ولا يُسأل عما يفعل - ..
فأيهما أولى : التلمس طرفاً من الحكمة , أم عدم التلمس ؟
ولكم تحياتي