ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - شكوى بين عامين
الموضوع: شكوى بين عامين
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-03-2008, 12:41
الصورة الرمزية مفكر الأمة
مفكر الأمة
غير متواجد
فيزيائي قدير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: المدينة المنورة
المشاركات: 1,699
افتراضي شكوى بين عامين

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكوى بين عامين

فجرٌ بَدَا.. وهِلالُ عامٍ غَابَا = وكأنَّ قلبي لابثٌ أحْقابَا

تتوَاردُ النُذُر الفِصَاحُ بأعيني = واللهُ يُحْصي مَا عليَّ كتابا

وأتيهُ في دُنيا السَّرابِ وكلمَا = أغلقتُ بابا أشْرعتْ أبوابا

أنّى تنالُ النفسُ منها رغبة ً = إلاَّ وتنشدُ رغبة ً ورِغابا

لا يرتوي العَطشانُ من رشافاتِها = ومعَ لذاذتِها سَرَتْ أوْصَابا

دعني أبوحُ بمَا يمزّقُني، فقدْ = تـُسْلي الشكاة ُ فؤادي الوَثـّابا

أستغفرُ الله العظيمَ بحكمه = أجرى الأمورَ.. وسبّبَ الأسبابا

لولا عُرى الإيمانُ تعقدُ مُهْجتي = لوأدتُ قلبي.. أو قصدتُ يَبَابا

لولا عُرى الإيمانِ تبعثُ عزمتي= لتصوغ َ منها مجدَنا الخلاّبا

لولا عُرى الإيمان لم ترَ بسمة ً = أو تسق ِ غرسا.. أو تذقْ أعنابا..

هذي السنونُ تصرّمتْ أيامُها = فمضتْ.. ولمْ نملكْ لهنَّ إيابا

كمْ من حبيبٍ غيّبته.. وكم منىً = تُقنا لها دهرا.. فكـُنَّ سرابا

ولكمْ تجندلَ ماجدٌ عن عرشِهِ = فحثتْ عليهِ جنادلا وترابا

وهنا المُعافى.. آمنٌ في سربِهِ = أضحى يكابدُ غربة ً وعذابا

وهنا عروسٌ سُجّيتْ في عُرسِها = في حينِ كان السَّعدُ منها قابا

وهناك زلزالٌ أناخَ فلم يدعْ = لحما ولا عظما ولا أعصابا

وهناكَ موجٌ هادرٌ غمرَ الرُّبا.. = واللاعبين.. وغيّبَ الألعابا

فإذا المدائنُ صرن قاعا صفصفا = والصمتُ ينعى حُسنها الخلاّبا

وهنا الصحارى المقفراتُ شواهقٌ = طُلْنَ السحاب.. وكنَّ قبلُ يبابا

والحرُّ أضحى العبدَ في أوطانِهِ = وبيوتُ إخواني غدونّ خرابا

والطفلُ زادُ الطيرِ من أشلائهِ = والأمُّ يُبقرُ بطُنها إرهابا

وإذا الحليمُ –من البليّةِ – حائرٌ = يدعو.. ويمسحُ دمعه المنسابا:

يا ليت أمي لم تلدنِ.. وليتني = ياربُ –قبل اليوم- كنتُ ترابا

وهنا العميلُ المستكنُّ بحقدِهِ = لبسَ العمامةَ واعتلى المحرابا

أذكارُهُ لعــنٌ.. وطعــنٌ وعظُهُ = وإذا تنفـّــلَ يمّمَّ الســــردابا ..

خانَ المكارم.. واستباحَ جوارَهُ = وقلى الصِحابَ.. وقبّلَّ الأغرابا

والقدسُ ثكلى.. والعراقُ أسيرةٌ = والخطبُ في الصومالِ عزَّ مصابا

وانظر فلولَ الغرب أضحتْ أمّة ً = والحزبُ أضحى عندنا أحزابا

وهناك سمسارُ الرذيلة ما خلا = يئدُ الحياءَ.. ويطعنُ الآدابا

في كفّه قمرٌ كسيفٌ أسحمٌ = أغوى شيوخا.. واستجالَ شبابا

والمسلمُ الغربيُّ في عزماتِهِ = نصرَ النبيّ ومجّدَ الأصحابا

وابنُ العروبةِ سادرٌ في غيّهِ = والكهلُ في لجج الهوى يتصابى!!

واسترجلتْ بنتُ الخدورِ فمزّقّتْ = حُللَ الحياء ِ.. تعففا وحجابا!!

واستأنثَ الشبّانُ فارْمُقهمْ بدوا = -أو قل بدينَ – كواعبا أترابا!!

وهنا صريعُ الاكتتابِ وقد هوى = والسهمُ أنفذ َ .. قشرة ً.. ولُبابا

كانت لهم خضراءَ باردة الصَبَا = فإذا بها نارا لهـــم وعــــذابا

فافهم دروسَ الدهرِ في دورانِهِ = فالدهرُ أبلغُ حجّة ً وخطابا

واعمل لمثواك القريب فربما = وقفَ المفوّهُ لا يحيرُ جوابا

يا أمتي: هذا مقامُك فانهضي = فالحكمُ حكمكِ سنّة ً وكتابا

ترنو لكِ الدنيا فقودي خطوها = واشفي السقيمَ وبصّري المرتابا

آن الأوانُ لأمة الإسلامِ أنْ = تبني الحياة هداية ً ومتابا

يا فجرَ أمتِنا تجلّ على المدى = واكسُ الزمانَ تفاؤلا وشبابا

شقّْ الســوادَ فللمخاضِ تألـُّم ٌ = والصبحُ من كنف الظلامِ انسابا

آمنتُ أنّ اللهَ منجـــزُ وعــدِهُ = والمرجفون رجاؤهم قد خابا....

جريدة المدينة- ملحق الرسالة
الجمعة 21/1/1428

شعر: صالح بن علي العمري
والسلام
رد مع اقتباس