ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - "الحقيقة الكمية هي حقيقة من بدع الراصد"
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29-10-2009, 00:45
الصورة الرمزية تغريـد
تغريـد
غير متواجد
فيزيائي عبقري
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 873
افتراضي رد: "الحقيقة الكمية هي حقيقة من بدع الراصد"

و الحل الآخر و الأهم بنظري يتمثل في التالي

لماذا لا نقل أن الحقيقة في العالم الكمي يمكن دراستها من أوجه عديدة

و هناك الكثير من المتغيرات التي تتحكم فيها

ففي مقابل أن الميكانيكا الكلاسيكية تفترض أن كل ما يتعلق بحركة الجسيم يمكن تحديده

بمعرفة موقع و كمية الحركة للأجسام

فإن العالم الكمي تؤثر عليه عوامل أخرى قد تكون أكثر من عاملين مستقلين مقابل الموضع و العزم

و قد تكون تلك العوامل ذات ارتباط وثيق ببعضها البعض بحيث أنك إذا حاولت أن تقيس متغير ما

من المتغيرات التي نظن أنها المحك في وصف النظام المدروس

فإننا نهيئ الأجواء من خلال إدوات القياس و الشروط الابتدائية للتجربة لقياس ما نريد قياسه

و لكننا في المقابل نشوه جميع المعالم الأخرى لذلك النظام من حيث لا ندري ومن هنا

يأتي القول بانهيار الموجة و كذلك من هنا يأتي القول بأن الحقيقة في العالم الكمي هي حقيقة من بدع الراصد


بمعنى أنها أضحت من بدع الراصد

ليس لأن هذا طبع أصيل فيها

و لكن لأن الإنسان بقصور مداركه لا يمكنه إبدا ملاحظة كل ما يؤثر في العالم الكمي

لأنه ابدا طالما ركز اهتمامه على ظاهرة ما

فإن هذا يتطلب بالضرورة أن يهمل الظواهر الأخرى

بل و يشوه معالمها

و بالتالي تبدو النتائج و كأنه هو الذي صنعها و الاصل ان نقول أنه هو الذي شوه معالمها

و ايضا هذه ليست وجهة نظري الخاصة و لكنني استقيتها من هذا المثال الجميل الذي عرضه صاحب كتاب رموز الكون حيث يقول

"و مثالي التوضيحي المفضل لظاهرة التتام هو صورة الإناء المكونة من منظرين جانبيين ،

التي يستخدمها علم النفس .

فهل هو إناء أم منظران جانبيان ،

يمكنك أن تراه بالوصفين معا تبعا للصورتين،

و لكن إي منهما تحمل الشكل و إي منهما تكون الخلفيه.

و كذلك من العجيب أنك لا يمكنك أن تراه بكلا الوصفين في آن واحد.

إنه مثال بالغ

حد الكمال

للحقيقة التي هي من بدع الراصد ،

فإنك تقرر الحقيقة التي تزمع رؤيتها (لأنك أنت من تفعل هذا و ليس الورقة التي تحمل الرسم)

و مع كل هذا فإن تعريف الإناء و تعريف المنظر الجانبي يتوقف كل منهما على الآخر

و لا يمكن الاستغناء بأحدهما عن الآخر

إنهما يمثلان وجهان مختلفان لنفس الحقيقة – و هي في النهاية مجرد قطعة ورق بيضاء و سوداء"
رد مع اقتباس