ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - مذكرات حاج فلسطيني
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 26-11-2009, 01:42
الصورة الرمزية تغريـد
تغريـد
غير متواجد
فيزيائي عبقري
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 873
افتراضي رد: مذكرات حاج فلسطيني

ففي عصر ذلك اليوم

انتقلنا من المدينة إلى مكة ، فرأيت شخصا -عندما رأيته تهيأت لي صورة هولاكو و جنكيز خان كما كنا نتخيلهم دائما-

فأثار هذا عندي الفضول في التحدث معه

.
.

و لم يمنعني جهلي باللغة التي يتحدث بها من التغلب على فضولي

فاقتربت منه و سألته باللغة الانجليزية بعد السلام عن بلده التي قدم منها

:

أجابني بلغة عربية فصيحة

لا تحدثني بتلك اللغة الأجنبية

حدثني بلغة القرآن،

أني أفهم و أتحدث العربية

و لكني لا أفهم لغاتكم المحلية

حدثني باللغة العربية الفصحى
.
.

فاستغربت كيف أنه يتحدث العربية بطلاقة

و عندما سألته عن ذلك

أجاب موضحا بأنه من بلد بجانب الصين ،

و أنهم كانوا في ذلك البلد يدرسون اللغة العربية و يتدارسون القرآن الكريم في مناهجهم

و يفتخرون بانتمائهم للإسلام.

و أكمل يقول
و لكن عندما تحررت الصين

ضمت بلادنا بالقوة إليها
!!!!!!!!!!!!!


و أخذت تحارب الإسلام بضرواة حتى منع تدريس القرأن و اللغة العربية منعا باتا .
!!!!!!!!!!!!!

:
:

و لكننا لم نيأس فأخذنا نعلم أبناءنا القرآن و اللغة العربية خارج أسوار المدارس و كانت الجوامع حصننا


يقول أبي

فتعجبت من مثالين مختلفين لصورتين غير متوقعتين من أحوال المسلمين".



كلما ذكر أبي تلك القصة ترد أمامي الأحداث الدامية التي طال أمدها طويلا في الجزائر

و كيف تطورت الأحداث هناك و ما حدث في الانتخابات قبل عدة سنوات

و لا يغيب عن ذاكرتي أبدا

ذلك الكتاب الرائع للكاتب الجزائري الرائع دكتور" أحمد عروة "

و كيف أنه كان مكتوبا باللغة الفرنسية

و أننا لم نكن لنعلم عن ذلك الكتاب و صاحبه شيئا لو لم يترجمه للعربية عثمان أمين.

و تذكرت أيضا الأخوة من أعضاء هذا المنتدى من الجزائر و الذين تقر العين برؤياهم

و هم يتحدثون بلغة عربية فصحى

و ينتمون للإسلام بكل حوانحهم .


ثم جال بخاطري حال أمتنا الإسلامية و تلك الصورة التي صورت بعض حال المسلمين قبل أكثر من عشرين عاما

و قارنت بين الصورتين

الصورة الأولى لشعب خرج حديثا من براثن الإستعمار، الذي استنزف ثرواته ،
و أحال البلاد خرابا و ترك أذنابه ليمنعوا أي تقدم حقيقي للبلاد
كما يفعل الاستعمار أينما وجد.

..
.

.

و في المقابل نجد دولة مسلمة أخرى و قد دخلت تحت براثن الاستعمار حديثا ،

و لكنه لم يستطع أن يقتل جذوة الإسلام فيها،



و تذكرت أيضا ما قرأته عن تركيا إبان تولي كمال اتاتورك الحكم هناك ،

و كيف أن أهل البلد أخذوا يعلمون أبناءهم اللغة العربية و القرآن سرا
!!!!!!!!!!!!

و كيف كان يعذب و يحاكم من كان يقترف هذا الجرم!!


فقلت لا بد أن ذلك حدث في الجزائر أيضا و في كل دولة تم احتلالها،


إنه تخطيط المستعمر و كيده على مدى سنين و عقود عديدة

كما يقول الله تعالى في جهود الكفار للصد عن سبيل الله

" بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ "


.
.

فهل يا ترى سينجح المستعمر الصيني هناك في محو الاسلام من صدور أهله و لا يبقي منه إلا صورة مشوهة،



ترى هل ستنعكس الصورة و تضعف عزيمة المسلمين هناك مع توالي الأيام و استمرار المسلسل المجرم ؟
؟؟؟؟؟؟؟

هل سيصل حال أهل تلك البلاد لصورة يكونون فيها غرباء عن دينهم.



و جال بخاطري ما يحدث في تركستان من أحداث دامية على ايدي الحكومة الصينية

و كيف يحارب الإسلام هناك بشراسة




و لكننا رغم كل تلك الجراح و كل تلك الآلام

نوقن و نؤمن أن قدر الله هو الغالب و يحضرني قول ربي سبحانه و تعالى

" وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ"،



رد مع اقتباس