ففي عصر ذلك اليوم
انتقلنا من المدينة إلى مكة ، فرأيت شخصا -عندما رأيته تهيأت لي صورة هولاكو و جنكيز خان كما كنا نتخيلهم دائما-
فأثار هذا عندي الفضول في التحدث معه
.
.
و لم يمنعني جهلي باللغة التي يتحدث بها من التغلب على فضولي
فاقتربت منه و سألته باللغة الانجليزية بعد السلام عن بلده التي قدم منها
:
أجابني بلغة عربية فصيحة
لا تحدثني بتلك اللغة الأجنبية
حدثني بلغة القرآن،
أني أفهم و أتحدث العربية
و لكني لا أفهم لغاتكم المحلية
حدثني باللغة العربية الفصحى
.
.
فاستغربت كيف أنه يتحدث العربية بطلاقة
و عندما سألته عن ذلك
أجاب موضحا بأنه من بلد بجانب الصين ،
و أنهم كانوا في ذلك البلد يدرسون اللغة العربية و يتدارسون القرآن الكريم في مناهجهم
و يفتخرون بانتمائهم للإسلام.
و أكمل يقول
و لكن عندما تحررت الصين
ضمت بلادنا بالقوة إليها
!!!!!!!!!!!!!
و أخذت تحارب الإسلام بضرواة حتى منع تدريس القرأن و اللغة العربية منعا باتا .
!!!!!!!!!!!!!
:
:
و لكننا لم نيأس فأخذنا نعلم أبناءنا القرآن و اللغة العربية خارج أسوار المدارس و كانت الجوامع حصننا
يقول أبي
فتعجبت من مثالين مختلفين لصورتين غير متوقعتين من أحوال المسلمين".
كلما ذكر أبي تلك القصة ترد أمامي الأحداث الدامية التي طال أمدها طويلا في الجزائر
و كيف تطورت الأحداث هناك و ما حدث في الانتخابات قبل عدة سنوات
و لا يغيب عن ذاكرتي أبدا
ذلك الكتاب الرائع للكاتب الجزائري الرائع دكتور" أحمد عروة "
و كيف أنه كان مكتوبا باللغة الفرنسية
و أننا لم نكن لنعلم عن ذلك الكتاب و صاحبه شيئا لو لم يترجمه للعربية عثمان أمين.
و تذكرت أيضا الأخوة من أعضاء هذا المنتدى من الجزائر و الذين تقر العين برؤياهم
و هم يتحدثون بلغة عربية فصحى
و ينتمون للإسلام بكل حوانحهم .
ثم جال بخاطري حال أمتنا الإسلامية و تلك الصورة التي صورت بعض حال المسلمين قبل أكثر من عشرين عاما
و قارنت بين الصورتين
الصورة الأولى لشعب خرج حديثا من براثن الإستعمار، الذي استنزف ثرواته ،
و أحال البلاد خرابا و ترك أذنابه ليمنعوا أي تقدم حقيقي للبلاد
كما يفعل الاستعمار أينما وجد.
..
.
.
و في المقابل نجد دولة مسلمة أخرى و قد دخلت تحت براثن الاستعمار حديثا ،
و لكنه لم يستطع أن يقتل جذوة الإسلام فيها،
و تذكرت أيضا ما قرأته عن تركيا إبان تولي كمال اتاتورك الحكم هناك ،
و كيف أن أهل البلد أخذوا يعلمون أبناءهم اللغة العربية و القرآن سرا
!!!!!!!!!!!!
و كيف كان يعذب و يحاكم من كان يقترف هذا الجرم!!
فقلت لا بد أن ذلك حدث في الجزائر أيضا و في كل دولة تم احتلالها،
إنه تخطيط المستعمر و كيده على مدى سنين و عقود عديدة
كما يقول الله تعالى في جهود الكفار للصد عن سبيل الله
" بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ "
.
.
فهل يا ترى سينجح المستعمر الصيني هناك في محو الاسلام من صدور أهله و لا يبقي منه إلا صورة مشوهة،
ترى هل ستنعكس الصورة و تضعف عزيمة المسلمين هناك مع توالي الأيام و استمرار المسلسل المجرم ؟
؟؟؟؟؟؟؟
هل سيصل حال أهل تلك البلاد لصورة يكونون فيها غرباء عن دينهم.
و جال بخاطري ما يحدث في تركستان من أحداث دامية على ايدي الحكومة الصينية
و كيف يحارب الإسلام هناك بشراسة
و لكننا رغم كل تلك الجراح و كل تلك الآلام
نوقن و نؤمن أن قدر الله هو الغالب و يحضرني قول ربي سبحانه و تعالى
" وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ"،