ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - الكون، كم نسخة منك به ؟.
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 15-12-2009, 04:00
الصورة الرمزية FAR...CRY
FAR...CRY
غير متواجد
فيزيائي نشيط جداً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 81
افتراضي رد: الكون، كم نسخة منك به ؟.

مرحباً بكِ أختي،..

محقة أنتِ في شعوركِ بأن الفكرة تبدو بهدف الهروب من فكرة وجود خالق، لكن أؤكد لكِ أن هذا ليس الهدف من النظرية و ليس أحد أهدافها الفرعية كذلك، سأحكي لكِ قليلاً من تاريخ تلك النظرية.

في نهاية الثمانينات أو بداية التسعينات تم إكتشاف أن تمدد الفضاء متسارع لا متباطيء، مما أدى إلى ظهور نظريتين أحداهما هي الثابت الكوزمولوجي -مختلفة عن الثابت الكوزمولوجي الخاص بأينشتين- و الأخرى هي نظرية حقول التضخم.

النظريتين هدفهما هو تفسير تسارع تمدد الكون، بمقالي هنا أتناول نظرية حقول التضخم، التي نتج عنها نتائج لم تكن في الحسبان بالبداية، من فقاعات كونية و أكوان أخرى و كل هذا.

و من نتائجها الغير متوقعة أنها لم تكتفي بتفسير تسارع تمدد الكون بل فسرت الثوابت الفيزيائية كذلك، مما يدفع للشعور أنها مناورة جيدة للقول بوجود خالق حدد تلك الثوابت، لكنها ليست كذلك، فـ كما ترين تتوقف النظرية عند الكون الشامل العام الناتج عن تطبيق المستوى الثالث على المستوى الرابع، لكن من أين أتى هذا الكون ؟، نعود لله، الأمر كما هي كل النظريات، تفسر و تفسر حتى تتوقف بنقطة ما قد يكون الله هو خالقها، أو أن يتم إكتشاف نظرية أخرى تفسر ما توقفت عنده النظرية الأولى و لكنها بالتأكيد ستقف عند نقطة أخرى يكون الله هو خالقها كذلك و هي المسببة للنقطة الأولى.

أود الحديث بخارج الموضوع قليلاً هنا، و حديثي هو عن قدرة الله، فالله لا نستطيع بأية حال تخيل قدرته و وسائله في خلق الكون، فمثل تلك النظرية هنا في الحقيقة لا تُقلل من الخالق، بل تزيد من رفعة شأنه، فحين يخلق الله وضع أولي بسيط ينتج عنه كل هذا، تلك برأيي قمة العظمة و القدرة.

أخيراً أود ذكر أن النظرية نظراً لأنها حديثة فلا يوجد عليها أدلة قوية بعد، فقط بعض الأدلة المتناثرة التي لا تكفي لإعتمادها، لكن إن تم إثبات نظرية الأوتار أو على الأقل تم إثبات وجود أبعاد أخرى، فستكون تلك دفعة قوية لتلك النظرية في مقابل إحباط قوي لنظرية الثابت الكوزمولوجي.

أشكر لكِ تواجدكِ، تقديري و أكثر.
رد مع اقتباس