لما كانت الحاجة داعية إلى معرفة مظان هذا النور قال الله بعدها: "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ "[النور:36].، فالآية تتكلم عن نور الهداية، ولهذا قال الله: "يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ "[النور:35] . فإذا كان الإنسان بعد ذلك قد رغب فيما عند الله وعلم أن الله هو الهادي حق له أن يبحث عن الأمكنة التي يجد فيها نفحات الله ونوره وهدايته،
فقال الله جل وعلا: "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ "[النور:36] وهي المساجد. وبعض العلماء يقولون: إن كلمة (بيوت) محصورة في المساجد الأربعة التي بناها الأنبياء، وهي المسجد الحرام والمسجد الأقصى والمسجد النبوي، ومسجد قباء. فهذه الأربعة بناها الأنبياء، والصواب أن يقال: إن الأمر على إطلاقه، فالمساجد كلها بيوت الله، سواء بناها الأنبياء أو بناها غيرهم. ...... قال تعالى: "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ "[النور:36] نبه الله جل وعلا على أمرين:
1-عمارتها مادياً 2-عمارتها معنوياً.
فعمارتها مادياً بتشييدها وبنائها وحفظها عما يضر بها. وأما عمارتها شرعياً ودينياً، فأعظم ذلك إقامة ذكر الله جل وعلا فيها، وهذا الذي قال الله فيه: "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا "[النور:36] جل جلاله "بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ "[النور:36] أي: ينزهه عما لا يليق به، ويحمده الحمد الذي يستحقه، ويثني عليه أقوام ركع سجد ,
هؤلاء الاقوام يحدثنا الله عنهم في الاية التالية ..فبماذا وصفهم !!!