ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات الفيزيائية الخاصة > استراحـــة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب. | ||
رحلة الموت |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#7
|
|||
|
|||
![]() في هذا الوقت تقريباً وصل جنود من ميليشيا دوستم الى مخزن للحاويات في ضواحي مزار الشريف، التي تبعد نحو 100 ميل نحو الغرب وجندوا سائقاً سنسميه محمداً، وهو رجل ملتح في منتصف الاربعينات «غيرت نيوزويك اسماء عدد من الشهود في هذا التقرير للتقليل من فرص الانتقام». وقيل لمحمد ان الحاجة ماسة لشاحنته لنقل اسرى طالبان من المقاتلين الى سجن شبرغان وكان عليه ان يلتقطهم ذاك المساء قرب قلعة زيني القديمة التي تقع على الطريق بين مزار الشريف وشبرغان وتمر الطريق فعلياً داخل القلعة: بوابة للدخول واخرى للخروج.
وصل محمد الى قلعة زيني نحو السابعة مساء تقريباً وكانت شاحنات اخرى تنتظر داخل القلعة وكذلك نحو 150 جندياً كلهم من الافغانيين. وفي نحو التاسعة وصل الاسرى وهم خليط من الافغان والباكستانيين والعرب والشيشانيين من يرغناك في شاحنات صغيرة وشاحنات مفتوحة. الجنود امروا الاسرى بالهبوط من الشاحنات وجردوهم من عمائمهم وطواقيهم وستراتهم ومن ثم قادوا المعتقلين الى الحاويات حوالي 200 لكل شاحنة وادرك المقاتلون انهم لن يعودوا الى بيوتهم كما وعدوا. يستذكر سائق احد السجناء وهو يصرخ: «سحقاً لشاموك ناصري لقد خاننا» ثم اغلقت ابواب شاحنات الحاويات. حاويات الشحن المهجورة كانت بمقاييس معيارية دولية 40 قدماً طولاً 8 اقدام عرضاً 8 اقدام ارتفاعاً تملأ طرق افغانستان وهي بقايا صدئة للكثير من اطنان مواد الاغاثة التي تدفقت الى البلاد خلال الـ20 سنة الماضية. بعد ساعات عدة بدأ السجناء بالدق على جدران الزنازين الغاصة بهم وصرخ بعضهم : «اننا نموت اعطونا ماء! اننا بشر لسنا حيوانات» واستخدم محمد مطرقة وازميلاً لفتح ثقوب في حاويته الى ان سمع احد جنود دوستم الطرق وطلب غاضباً تفسيراً لما يفعله واخبره محمد انه كان يغلق الثقوب لمنع الاسرى من الهرب. بعد ذهاب الجندي قرب احد السجناء وجهه من احد الثقوب وسأل قائلاً: «هل انت مسلم؟ اجاب محمد: «نعم» وقال السجين: «انظر الى لساني» اخرجه من الثقب. كان لسانه مشققاً من الجفاف وعبأ محمد قارورة فانتا من قياس لترين بالماء ومررها عبر الثقب ودفع لهم ايضاً بـ10 قطع من الخبز هي كل ما يملكه قال السجين: «الحمد لله انك مسلم». بعض السائقين الآخرين الذين تتبعتهم «نيوزويك» ذكروا انهم هم ايضاً حاولواتقديم المساعدة وشرح احدهم كيف احدث ايضاً ثقوباً في الحاويات محاولاً توفير الماء للمساجين لكن جنود دوستم لاحظوا ذلك وقام خمسة منهم بضربه بأعقاب بنادقهم وقد شاهد محمد عملية الضرب وامضى ما تبقى من تلك الليلة داخل مقصورة شاحنته الموصدة. في الساعة 11 صباحاً من يوم 29 كانون اول/نوفمبر حسب قول السائق محمد، انطلقت 13 شاحنة حاويات من قلعة زيني وكان على كل شاحنة جنود جلسوا في قمرة القيادة احد السائقين سنسميه غساناً، كان قد التقط حمولته من الحمولة البشرية على جسر اسمنتي يبعد 31 ميلاً غرب مزار الشريف وكان ايضاً يتحرك في ذلك الوقت تقريباً وهو يستذكر ان بعضهم في حاويته كانوا احياء وكانوا يدقون الجدران وقيل له: «انهم يريدون ماء فقط.. استمر في قيادة الشاحنة». ومع وصول الشاحنات الى سجن شبرغان، كان كثيرون قد هدأوا بشكل مخيف وكان محمد سائق الشاحنة الثانية في الخط لكنه ترجل من قمرته ومشى الى باحة السجن في الوقت الذي فتحت فيه ابواب شاحنة المقدمة ومن بين الـ200 او ما يقرب من ذلك، الذين شحنوا في الحاوية المختومة قبل اقل من 24 ساعة لم يبق احد على قيد الحياة. وكما يقول محمد: «فتحوا الباب، وفاضت الجثث كالاسماك، وكانت ملابسهم كلها ممزقة ومبلولة». عبد الله 28 سنة من الباشتون هو احد الذين ظلوا على قيد الحياة، وقد قابلته «نيوزويك» في شبرغان يتذكر ان حاويته كانت ممتلئة الى حد الفيضان وبعد نحو 24 ساعة من دون ماء يقول عبد الله ان اليأس بلغ بالمساجين حداً من العطش دفعهم الى لعق عرق اجسام بعضهم بعضاً. وبدأ بعض المساجين بفقدان صوابهم واخذوا يعضون من حولهم وكانت حاوية عبد الله واحدة من حاويات القافلة الثالثة المتجهة نحو شبرغان: وعند بلوغهم السجن، يقول عبد الله كان ما بين 20 و30 في حاويته احياء.
__________________
https://twitter.com/amani655 |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|